
خالد الجندي: آيات أصحاب الكهف نموذج للتفكر لا للجدل(فيديو)
قال الشيخ خالد الجندي، عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، إن القرآن الكريم علمنا ألا ننشغل بالتفاصيل التي لا تنفع، وألا نختلف في الأمور التافهة، مستشهدًا بما ورد في قصة أصحاب الكهف التي ناقشت الجدل حول عددهم.
وأوضح "الجندي"، خلال حلقة بعنوان "حوار الأجيال" في برنامج "لعلهم يفقهون" على قناة dmc، مساء الأربعاء، أن القرآن لم يمنح أهمية لعدد أصحاب الكهف، بل ركّز على مغزى القصة ورسالتها.
وقال "القرآن قال سيقولون، ودي سين استقبال، يعني حاجة لسه هتحصل… وفعلاً الناس اتكلمت وسألت عن العدد، وسابوا جوهر القصة".
من السطح إلى العمق
وأشار إلى أن الله سبحانه وتعالى قصد تعليم الناس درسًا بليغًا، فعندما قال: "قل ربي أعلم بعدتهم ما يعلمهم إلا قليل" كان الهدف أن ننتقل من السؤال عن "الكمّ" إلى الفهم الحقيقي للمعنى، مؤكدًا: "القرآن مش محتاج يثبت حاجة لحد، لكنه بيعلّمنا… الناس وقت المعجزة سابت جوهر القصة وسألت عن عددهم، طب إيه الفايدة؟".
دعوة للعلم النافع لا الجدل العقيم
وأكد الجندي أن هذه الآيات تعلمنا أن نُحسن توجيه أسئلتنا واهتمامنا، مشددًا: "مش مهم نعرف عددهم، المهم نفهم الدرس... دي مش دعوة للجهل، دي دعوة للعلم اللي ينفع، والبعد عن الجدل اللي لا يغني ولا يسمن من جوع".
واختتم الجندي حديثه بالتأكيد على أن القرآن الكريم يوجّهنا إلى التركيز على جوهر الأمور، وليس الانشغال بالقشور التي تضيع الوقت والجهد دون فائدة.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


مصراوي
منذ ساعة واحدة
- مصراوي
لجان موسعة لمناقشة "الإيجار القديم" والرأي الفقهي في العقود "مجهولة المدة"
تناولت برامج التوك شو، اليوم الخميس، عددًا من الملفات والقضايا المهمة محليًا وعالميًا، ويرصد مصراوي أهم الأخبار التي حظيت باهتمام غالبية البرامج التليفزيونية على مدار الساعات الماضية من خلال التقرير الذي يستعرض لكم أبرزها: رئيس "حماية المستهلك": 550 موظفا بالجهاز لخدمة 110 ملايين مواطن قال إبراهيم السجيني، رئيس الجهاز، إن الجهاز يضم حالياً ما بين 500 إلى 550 موظفاً على مستوى الجمهورية، لخدمة نحو 110 ملايين مواطن، مشيرًا إلى أن هذا العدد يشمل الإدارات المساعدة كـ"تكنولوجيا المعلومات، والشؤون القانونية، والإدارية". وأشار السجيني، خلال لقائه مع الإعلامي أسامة كمال في برنامج "مساء dmc" المذاع على قناة dmc، إلى وجود "خطط لزيادة عدد العاملين، بالتوازي مع توظيف أدوات التكنولوجيا الحديثة لتسهيل العمل". أحمد كريمة: عقود الإيجار "مجهولة المدة" باطلة شرعًا قال الدكتور أحمد كريمة، أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر، إن "عقود الإيجار التي تُبرم بدون تحديد مدة زمنية واضحة تُعد باطلة شرعًا". خلال تصريحاته لبرنامج "خط أحمر" المذاع على قناة "الحدث اليوم"، أرجع كريمة هذا البطلان إلى أنها "تخالف المبادئ الفقهية التي تنص على أن عقد الإيجار يتعلق بمنفعة مؤقتة وليست تملكًا لذات الشيء". قال النائب محمد عطية الفيومي، رئيس لجنة الإسكان بمجلس النواب، إنه "لم يتم البدء حتى الآن في مناقشة قانون الإيجار القديم، مشيرًا إلى تشكيل لجان موسعة للاستماع إلى كل الآراء. وأضاف الفيومي، خلال مداخلة ببرنامج "اليوم" المُذاع على قناة "دي إم سي"، أن "توجيهات الرئيس السيسي سوف تكون محل تنفيذ على الفور". قال الشيخ محمد كمال، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، إن "زيارة قبر سيدنا النبي أمر مشروع ومستحب بإجماع علماء الأمة" خلال حلقة برنامج "فتاوى الناس" المذاع على قناة الناس اليوم الخميس، أضاف كمال، أن "شد الرحال بقصد زيارة مقامه الشريف ليس فيه حرج ولا بدعة، بل هو من أجلّ القربات وأفضل الأعمال التي تقرّب العبد إلى الله تعالى". قال إبراهيم السجيني، رئيس جهاز حماية المستهلك، إن افتتاح المقر الرئيسي الجديد لجهاز حماية المستهلك بحضور رئيس مجلس الوزراء وعدد من الوزراء يمثل "حدثاً استثنائياً". خلال مداخلة هاتفية عبر فضائية "إكسترا نيوز"، أوضح السجيني أن أهمية المقر الجديد تكمن في كونه يمثل "حوكمة ورقمنة واستخدام أحدث الوسائل التكنولوجية"، مؤكدًا أن هذا التطور "كله يصب في مصلحة المستهلك". قال الدكتور شريف الخولي، أستاذ التمويل إن زيادة الاستثمار الخاص ستؤدي إلى تحسين واضح في دخل المواطنين. وأضاف، خلال حلقة استثنائية من برنامج "المواجهة – حق المعرفة"، مع الدكتور زياد بهاء الدين، على قناة "أون"، أن الاستثمار الخاص يُعد المحرك الأساسي لعجلة الاقتصاد، حيث يربط بين إنشاء المصانع، استقطاب مستثمرين جدد، وزيادة الإنتاج الموجه للسوق المحلي والتصدير.


الطريق
منذ 2 ساعات
- الطريق
أسامة كمال: 600 يوم من حرب الإبادة على غزة و العالم في اختبار حقيقي
الجمعة، 30 مايو 2025 12:12 صـ بتوقيت القاهرة قال الإعلامي أسامة كمال إن حرب الإبادة التي تشنها إسرائيل على غزة مر عليها 600 يومًا، شهدت إجرام وانتقام وفظائع إسرائيلية. وأضاف أسامة كمال في مقدمة برنامجه مساء dmc، على قناة dmc أن إسرائيل دمرت البنية التحتية للقطاع، والبنية البشرية، وقتلت أسر وطمست عائلات وبيوت بالكامل. وأشار كمال، إلى أن حلم سكان قطاع غزة أصبح "نومة من غير قصف" في ظل الإبادة والقتل السريع والبطيء الذي يحدث على مدار 600 يوما". وتابع قائلا: "600 شمس طلعت على غزة وهي مش عارفة هتعيش لحد المغرب ولا لأ؛ 600 مرة اتكتب فيهم التاريخ بدم مش حِبر. كل سطر فيهم جريمة، 600 يوم كفيلة تغير ملامح بلد، تقلب البيوت تراب، تمحي شوارع، وتقتل عشرات الآلاف. 600 يوم إجرام وانتقام إسرائيلي على عملية واحدة، فقرروا إنهم يحاربوا حق شعب كامل في الحياة.. 600 يوم إسرائيل بتحارب مدنيين وأطفال.. بتحارب فكرة الحياة". وأكد أسامة كمال، أن الـ 600 يوم الماضية مثلت اختبار لكل أصحاب الضمير، نجح من نجح، وهم قلة وفشل من فشل، وهم كثرة.. 600 يوم بيانات وإدانات ومفاوضات.. من عالم عاجز. 600 يوم من الدم السايل؛ عاوزينك تشوفه كتير وتتعود عليه.. مش من القسوة، لكن من القهرة .. 600 يوم من خطة تحويل القهر لوضع طبيعي، والألم لوجع مألوف؛ والشهداء والمصابين لمجرد أرقام. 600 يوم؛ بس دول مش النهاية، لأن غزة لسه بتتنفس. ولسه فيها نَفَس في وش الطغيان، ولسه فيه وشوش بتقول "أنا هنا".. 600 يوم من التعاطف لكن غزة هتعيش بالحق مش بالتعاطف غزة هتعيش لما نسمي الأشياء بأسمائها.. لما نسمي الإبادة إبادة مش محاربة إرهاب، ونسمّي المجرم مجرم مش "طرف في النزاع"، ونقول على السفاح سفاح مش "رئيس وزراء"، ونشاور على القاتل ونقول عليه قاتل "مش جاري التحقيق". وشدد الإعلامي أسامة كمال على أن غزة ستعيش عندما نسمي الأشياء بأسمائها؛ ومن يستشهد لا يقال عنه "ضحية اشتباكات"، ولما التجويع يبقى سلاح مش "نقص إمدادات"، ونسمي غزة "غزة" مش ريفيرا، ونسمي الأرض باسمها فلسطين العربية. كما شدد: "فلسطين هي الحكاية اللي لسه ما خلصتش؛ وإحنا شهود عليها؛ وكل كلمة بنقولها، كل دعاء، كل موقف، هو جزء صغير من حق الإنسانية وحق فلسطين علينا".


مستقبل وطن
منذ 2 ساعات
- مستقبل وطن
«فضائل عشر ذي الحجة» الأوقاف تحدد موضوع خطبة اليوم الجمعة 30 مايو
أعلنت وزارة الأوقاف عن موضوع خطبة اليوم الجمعة 30 مايو 2025، الموافق 3 من ذي الحجة 1446 هـ، وهي تحت عنوان: «فضائل عشر ذي الحجة». وقالت الوزارة إن الهدف من هذه الخطبة توعية الجمهور بفضائل ومنزلة العشر الأول من ذي الحجة، وضرورة اغتنام مواسم الخيرات، علمًا بأن الخطبة الثانية ستشهد اختصاص إحدى المحافظات بخطبة تتناول التحذير البالغ من المخدرات، ورسالة أمل إلى مدمن؛ إلى جانب تعميم خطبة ثانية على المحافظات الأخرى والتي تؤكد أن الانتحار يأس من رحمة الله. نص خطبة اليوم الجمعة الحَمْدُ للهِ رَبِّ العَالَمِينَ، الْحَمْدُ لِلهِ الَّذِي أَمَرَنَا بالاسْتِجَابَة، وَحثَّنَا عَلَى التَّوْبَةِ والإِنَابَةِ، أَحْمَدُهُ سُبْحَانَهُ وَأَشْكُرُهُ عَلَى نِعْمَةِ التَّوْفِيقِ لِطَرِيقِ السَّعَادَة، وأَشْهُدُ أنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ فِي النُّسُكِ والصَّلَاةِ والعِبَادَة، وَأشْهَدُ أنَّ سَيِّدَنَا وَنَبِيَّنَا وتَاجَ رُؤُوسِنَا وَبَهْجَةَ قُلُوبِنَا وَقُرَّةَ أَعْيُنِنَا سَيِّدَنَا مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، عَلَّمَنَا مَنْهَجَ الرَّشَادِ والقِيَادَة، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ أُولِي الفَضْلِ والسِّيَادَة: أَمَّا بَعْدُ: فَهَا نَحْنُ نعِيشُ نَفَحَاتِ أَيَّامٍ مُبَارَكَاتٍ، أَهَلَّتْ عَلَيْنَا كَغَيْثٍ يَرْوِي الْقُلُوبَ الظَّامِئَةَ، وأَشْرَقَتْ عَلَى نُفُوسِنَا كَشَمْسٍ تُبَدِّدُ ظُلُمَاِت الغَفْلَةِ، إِنَّهَا كُنُوزٌ ثَمِينَةٌ، وَمَغَانِمُ عَظِيمَةٌ، وَمِنَحٌ رَبَّانِيَّةٌ تَتَجَلَّى فِيهَا الرَّحْمَةُ والْمَغْفِرَةُ بِأَبْهَى صُوَرِهَا، إِنَّهَا أَيَّامُ الطَّاعَةِ وَالنُّور وَالعَوْدَةِ إِلَى الرَّبِّ الغَفُور! إِنَّ هَذَا الزَّمَانَ زَمَانُ تَنَزُّلِ الْبَرَكَاتِ، وَرِفْعَةِ الدَّرَجَاتِ، وَإِجَابَةِ الدَّعَوَاتِ، إِنَّ العَشْرَ الأَوَائِلَ مِنْ ذِي الحِجَّةِ هِيَ الَّتِي أَقْسَمَ اللهُ جَلَّ جَلَالُهُ بِهَا فِي كِتَابِهِ الْكَرِيمِ؛ فَقَالَ سُبْحَانَهُ: {وَالفَجْرِ * وَلَيَالٍ عَشْر}، وَقَسَمُ اللهِ أَيُّهَا الكِرَامُ عَظِيمٌ! أَيُّهَا النَّاسُ، هَلْ تَدَبَّرْتُمْ فَضْلَ هَذِهِ الْعَشْرِ؟ هَلِ اسْتَشْعَرْتُمْ عَظِيمَ مَنْزِلَتِهَا عِنْدَ اللهِ جَلَّ جَلَالُهُ؟ إِنَّ عَشْرَ ذِي الحِجَّةِ لَيْسَتَ مُجَرَّدَ أَرْقَامٍ فِي تَقْوِيمِ الزَّمَانِ، بَلْ هِيَ خَيْرُ أَيَّامِ اللهِ الحَنَّانِ المَنَّانِ عَظِيمِ الإِحْسَانِ، أَفَلَا يَحْرِصُ اللَّبِيبُ عَلَى التَّزَوُّدِ مِنْ خَيْرِهَا وَبَرَكَتِهَا؟ أَلَا تَعْلَمُونَ أَنَّ القُلُوبَ تَتَعَلَّقُ فِيهَا بِالبَيْتِ الحَرَامِ وَتَشْتَاقُ إِلَى سَجْدَةٍ على بَلَاطِهِ تَغْسِلُ الهُمُومَ وَتُسْقِطُ الذُّنُوبَ! إِنَّ فِيهَا يَوْمَ عَرَفَةَ، وَمَا أَدْرَاكُمْ مَا يَوْمُ عَرَفَةَ؟! يَوْمَ تَجْتَمِعُ القُلُوبُ عَلَى صَعِيدٍ وَاحِدٍ، تَلْهَجُ بِالدُّعَاء والتَّضَرُّعِ، وتَنْتَظِرُ العَفْوَ والْمَغْفِرَةَ مِنْ رَبٍّ وَدُودٍ، يَوْمٌ يُبَاهِي اللهُ فِيهِ بِأَهْلِ عَرَفَةَ مَلَائِكَتَهُ، فَمَا أَعْظَمَ هَذَا المَشْهَدَ! وَمَا أَجَلَّ هَذَا الْمَقَامَ! ثُمَّ يَتْبَعُ ذَلِكَ يَوْمُ النَّحْرِ، يَوْمٌ تُرَاقُ فيه الدِّمَاءُ تَقَرُّبًا إلَى اللهِ تَعَالَى. وَتَتَجَسَّدُ فِيهِ مَعَانِي التَّضْحِيَةِ والْفِدَاءِ، فَهَلْ لَنا فِي هَذَا المَقَامِ مِنْ عِبْرَةٍ؟! وَهَلْ لَنَا مِنْ هَذِهِ القِصَّةِ أَجَلُّ عِظَة؟ إِنَّ هَذِهِ العَشَرَ تَجْمَعُ أُمَّهَاتِ العِبَادَاتِ، فَفِيِهَا الصَّلَاةُ الوَاجِبَةُ، وَفِيهَا الصِّيَامُ المُسْتَحَبُّ، وَفِيهَا الصَّدَقَةُ المُتَقَبَّلَةُ، وَفِيهَا ذِكْرُ اللهِ بالتَّكْبِيرِ والتَّهْلِيلِ والتَّحْمِيدِ، وفِيهَا الحَجُّ لِمَنِ اسْتَطَاعَ إلَيْهِ سَبِيلًا، فَأيُّ فَضْلٍ أَعْظَمُ مِنْ هَذَا؟ وَأيُّ خَيْرٍ أَسْمَى مِنْهُ؟! فَيَا أُولِي الْألْبَابِ، إِنَّ هَذِهِ الفَضَائِلُ تَسْتَنْهِضُ القُلُوبَ لِلْعَمَلِ الصَّالِحِ، وَتَسْتَنْفِرُ الهِمَمَ لِلاجْتِهَادِ فِي الطَّاعَاتِ وَصُنُوفِ القُرُبَاتِ، فَلْنَجْعَلْ هَذِهِ العَشْرَ مَحَطَّةً للتَّزَوُّدِ مِنَ الإيمَانِ، ومَيْدَانًا للتَّنَافُسِ فِي الْخَيْرَاتِ، ومَوْسِمًا للتَّوْبَةِ والاسْتِغْفَارِ، وَحَادِيكَ هَذَا البَيَانُ المُحَمَّدِيُّ الشَّرِيفُ: «مَا مِنْ أَيَّامٍ الْعَمَلُ الصَّالِحُ فِيهِنَّ أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ مِنْ هَذِهِ الأَيَّامِ الْعَشْرِ، قِيلَ: يَا رَسُولَ اللهِ، وَلَا الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللهِ، قَالَ: وَلَا الجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللهِ إِلَّا رَجُلٌ خَرَجَ بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ فَلَمْ يَرْجِعْ مِنْ ذَلِكَ بِشَيْءٍ». عِبَادَ اللهِ، فَلْنَغْتَنِمْ كُلَّ دَقِيقَةٍ فِي هَذِهِ العَشْرِ؛ فَإِنَّهَا حَدَائِقُ غَنَّاءُ، تَفْتَحُ أَبْوَابَهَا لِعِبَادِ اللهِ، وَتَفُوحُ مِنْهَا أَزْكَى الرَّوَائِحِ؛ رَوَائِحِ الذِّكْرِ والتَّسْبِيحِ والتَّهْلِيلِ، كُلُّ يَوْمٍ فِيهَا زَهْرَةٌ يَانِعَةٌ، وَكُلُّ لَيْلَةٍ فِيهَا نَجْمٌ مُتَلَألِئٌ يُضِيءُ سَمَاءَ الرُّوحِ، وَفِيهَا تَتَرَدَّدُ أَصْدَاءُ التَّلْبِيَةِ فِي الأَرْجَاءِ، «لَبَّيْكَ اللَّهُمَّ لَبَّيْكَ»، إِنَّهَا أُنْشُودَةُ الرُّوحِ المُشْتَاقَةِ إِلَى بَيْتِ اللهِ العَتِيقِ، تُعَبُّرُ عَنْ وِحْدَةِ الأُمَّةِ وَتَجَرُّدِها للهِ الوَاحِدِ القَهَّارِ. وَاعْلَمُوا أَيُّهَا النُّبَلَاءُ أنَّ هَذِهِ الْعَشْرَ لَيْسَتْ حِكْرًا عَلَى الحَاجِّ وَحْدَهُ، بَلْ هِيَ مِنْحَةٌ رَبَّانِيَّةٌ لِكُلِّ مُسْلِمٍ وَمُسْلِمَةٍ، فُرْصَةٌ سَانِحَةٌ لِنَرْتَقِيَ بِأَنْفُسِنَا، وَنَقْتَرِبَ مِنْ خَالِقِنَا، فَلْنَجْعَلْ مِنْ كُلِّ لَحَظَةٍ فِيهَا غَنِيمَةً، وَمِنْ كُلِّ تَسْبِيحَةٍ كَنْزًا، وَمِنْ كُلِّ صَدَقَةٍ نُورًا يُضِيءُ لَنَا الدُّرُوبَ وَالقُلُوبَ. أَيُّهَا الكِرَامُ اسْتَثْمِرُوا هَذِهِ الأَيَّامَ المُبَارَكَةَ بِهِمَمٍ عَالِيَةٍ، وعَزَائِمَ صَادِقَةٍ، صِلُوا الأَرْحَامَ، سَامِحُوا، اجْبُرُوا خَوَاطِرَ خَلْقِ اللهِ، زَكُّوا أَلْسِنَتَكُمْ بِالطَّيِّبِ مِنَ القَوْلِ، أَكْثِرُوا مِنْ قِرَاءَةِ القُرْآنِ الكَرِيمِ وَتَدَبُّرِ آيَاتِهِ، الْهَجُوا بِالدُّعَاءِ فِي الأَسْحَارِ وَعِنْدَ الإِفْطَارِ، أَحْسِنُوا إِلَى الْفُقَرَاءِ والْمَسَاكِين، اجْعَلُوا هَذِهِ الْعَشْرَ نُقْطَةَ تَحَوُّلٍ فِي حَيَاتِكُمْ، جَدِّدُوا الْعَهْدَ مَعَ اللهِ جَلَّ جَلَالُهُ، {وَافْعَلُوا الخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ}. الخطبة الثانية الحَمْدُ للهِ رَبِّ العَالَمِينَ، وَالصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَلَى خَاتَمِ الأَنبِيَاءِ وَالمُرْسَلِينَ، سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِينَ، وَبَعْدُ: فَإنَّ النَّفْسَ وَدِيعَةُ اللهِ الْغَالِيَةُ، وَهَبَهَا لَنَا لِنُعَمِّرَ بِهَا الْأَرْضَ، وَنَرْتَقِيَ بِهَا فِي مَدَارِجِ الْكَمَالِ، وَنَسَتَظِلَّ بِفَيءِ رَحْمَتِهِ، فَهِيَ سِرٌّ إِلَهِيٌّ، يَحْمِلُ فِي طَيَّاتِهِ أَمَانَةً عَظِيمَةً، وَمَسْؤولِيَّةً جَسِيمَةً، هِبَةٌ مُقَدَّسَةٌ لَا يَجُوزُ التَّعَدِّي عَلَيْهَا أَوْ إِزْهَاقُهَا بِغَيْرِ حَقٍّ، أَلَمْ تَسْمَعْ أَيُّهَا النَّبِيلُ إِلَى قَوْلِهِ تَعَالَى: {وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللهُ إِلَّا بِالْحَقِّ}؟! تَذَكَّرْ أَيُّهَا النَّبِيلُ أنَّ جَسَدَكَ أَمَانَةٌ بَيْنَ يَدَيْكَ! وَأَنَّ رُوحُكَ وَدِيعَةٌ وَكَلَ اللهُ جَلَّ جَلَالُهُ حِفْظَهَا لَكَ، فَكَيْفَ لِإِنْسَانٍ أَنْ يَخُونَ هَذِهِ الْأَمَانَةَ الإِلَهِيَّةَ؟! كَيْفَ لِعَاقِلٍ أَنْ يَعْبَثَ بِهَذِه الْوَدِيعَةِ الرَّبَّانِيَّةِ؟! إِنَّ إِيذَاءَ النَّفْسِ بِأيِّ شَكْلٍ مِنَ الْأَشْكَالِ هُوَ اعْتِدَاءٌ عَلَى حَقِّ اللهِ عَلَيْكَ، وَهُوَ ظُلْمٌ عَظِيمٌ لِنَفْسِكَ الَّتِي تَحْمِلُ بَيْنَ طَيَّاتِهَا أَسْرَارَ الْوُجُودِ {صُنْعَ اللهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ}، فَكَيْفَ يُتَصَوَّرُ أَن يُنْهِيَ إِنسَانٌ حَيَاتَهُ بِيَدِهِ مُنْتَحِرًا؟! أَلمْ يَقْرَعْ سَمْعَهُ هَذَا البَيَانُ الإِلَهِيَّ {وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا}؟! وَهَذِهِ رِسَالةٌ إلى إِنْسَانٍ مَهْمُومٍ: يَا مَنْ تُرَاوِدُكَ أَفْكَارٌ مُؤْذِيَةٌ، وَتَسْتَبِدُّ بِكَ نَزَعَاتٌ مُدَمِّرَةٌ، قِفْ لَحْظَةً، وَاسْتَمِعْ إِلَى صَوْتِ عَقْلِكَ، إِلَى نِدَاءِ فِطْرَتِكَ السَّلِيمَةِ، هَذِهِ الْأَفْكَارُ لَيْسَتْ أَنْتَ، بَلْ هِيَ دَخِيلَةٌ عَلَيْكَ، هِيَ وَسْوَسَةُ شَيْطَانٍ يُرِيدُ أنْ يُطْفِئَ نُورَكَ وَيُحِيلَ حَيَاتَكَ إلَى رَمَادٍ، اسْتَعِذْ باللهِ مِنْ شَرِّهَا، وَالْجَأْ إلَى حِصْنِهِ الْحَصِينِ، وَاعْلَمْ أَنْ {لَا مَلْجَأ مِنَ اللهِ إلَّا إليهِ}.