
مصر.. مسرحية صلاح جاهين تثير أزمة داخل وزارة الثقافة
تشهد مسرحية "جاهين"، المستوحاة من سيرة الشاعر والفنان الراحل صلاح جاهين، أزمة كبيرة تهدد خروجها إلى النور، رغم إدراجها ضمن خطة البيت الفني للفنون الشعبية والاستعراضية التابع لوزارة الثقافة المصرية، لتقديمها على خشبة مسرح البالون.
الأزمة التي انفجرت مؤخراً، تُنذر بإبقاء العمل حبيس الأدراج للعام الثالث على التوالي.
وتتزامن هذه التطورات مع احتفاء وزارة الثقافة بالراحل صلاح جاهين خلال العام الجاري، عبر فعاليات متعددة على مستوى قطاعاتها المختلفة، تقديراً لإنجازاته في مجالات الشعر والفن والصحافة.
المسرحية كتبها الصحافي والمؤلف أيمن الحكيم، ويعمل عليها منذ 3 سنوات، وكان مفترض أن يُخرجها هاني عبد الهادي، قبل أن يتولى تامر عبد المنعم رئاسة البيت الفني، ويُسند الإخراج لنفسه.
استبعاد
في تصريحات صحفية، قال المخرج هاني عبد الهادي إنه عمل على المسرحية لعدة أشهر، وواجه صعوبات متعددة نتيجة تغيّر القيادات، قبل أن يُفاجأ باستبعاده من المشروع دون تبرير واضح. وأضاف أنه بذل جهداً كبيراً في التحضير للمسرحية، التي لطالما حلم بتقديمها.
من جهته، أوضح الفنان تامر عبد المنعم أن المؤلف أيمن الحكيم تقدّم بخطاب رسمي إلى البيت الفني طالب فيه بتغيير المخرج، معللًا ذلك بعجز عبد الهادي عن إقناع نجم كبير لتجسيد البطولة، بعد اعتذار الفنان أحمد رزق.
وتساءل عبد المنعم عن قانونية التعاقد السابق مع عبد الهادي، مشيراً إلى أنه كاد يعتذر عن المشروع بالكامل لولا محاولات إنقاذه من الإلغاء، وإمكانية نقله إلى مخرج آخر داخل الوزارة.
المؤلف: حلم مشروع تأخر إنجازه
في بيان مطول، سرد أيمن الحكيم كواليس المشروع، مشيراً إلى تجربته السابقة مع عرض "سيرة حب" عن بليغ حمدي، الذي أخرجه عادل عبده، وكان عبد الهادي مساعداً له. وأضاف أنه اتفق لاحقاً مع عبد الهادي على إخراج "جاهين"، لكنها واجهت عراقيل إدارية متكررة.
وأوضح الحكيم أنه سعى مراراً لاعتماد ميزانية العرض، وكتب مقالات مطالبة بتدخل المسؤولين لإنقاذه، لكن دون جدوى، وعندما تولى تامر عبد المنعم المسؤولية، التقيا بحضور المخرج عبد الهادي، ومنح الأخير فرصة لتكوين فريق العمل، لكن لم ينجح خلال 6 أشهر في إتمام المهمة.
وأشار الحكيم إلى أنه بعد 3 سنوات من التعطيل، اقترح على عبد المنعم تولي الإخراج، لما له من علاقات واسعة بالوسط الفني، وبالفعل استطاع التواصل سريعاً مع نجوم كبار للعب الأدوار الرئيسية، ما تطلب تعديلات طفيفة على النص.
واختتم مؤكداً أن النص ليس سيرة ذاتية بحتة، بل عمل ينتمي إلى الواقعية السحرية، يمزج بين الواقع والخيال، وهو مسجل باسمه في إدارة الملكية الفكرية، مضيفاً: "من حقي كمؤلف أن أحلم بخروج هذا العرض إلى النور".
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


مجلة سيدتي
منذ 15 دقائق
- مجلة سيدتي
ما هي فساتين الزفاف الناعمة التي تناسب حفلات الأعراس الصيفية على شاطئ البحر؟
لكل عروس تخطط لإقامة حفل زفافها على شاطئ البحر، انتقينا لكِ تشكيلة رائعة من أجمل فساتين الزفاف الناعمة التي أطلقتها الماركات العالمية ضمن مجموعات ربيع وصيف 2025. تصاميم تفيض رقة وفخامة، ارتكزت على القصات الانسيابية والخامات الفاخرة، والتطريز المنمق الذي رفع من قيمتها. ستلاحظين هيمنة فساتين الأعراس المطبعة بالورود، وتلك المؤلَّفة من قطعتين. وفي رحلتنا لرصد موديلات تناسب أجواء الحفلات الصيفية، لم نستطع أن نتجاهل الفساتين الدانتيل التي كانت كالعادة، القاسمً المشترك بين كلّ المجموعات. شاهدي مختاراتنا التي نتوقع من الآن أن يعجبكِ منها أكثر من موديل. ما هي فساتين الزفاف المناسبة لحفلات الأعراس الشاطئية؟ يجب أن تتميز فساتين الزفاف التي تنوي عروس الصيف ارتداءها في حفل ستقيمه على شاطئ البحر، بعدة شروط، أهمها: القَصة الانسيابية الناعمة: تناسب حفلات الأعراس الشاطئية؛ لأنها تمنح العروس إطلالة حيوية ومشرقة، وكأنها بفستان صيفي بسيط تستمتع به في يوم عطلة بقرب البحر. اختيار طول الفستان المناسب: فيفضل الابتعاد عن الفساتين التي تغطي القدم أو تلك الموصولة بذيل طويل؛ لأنها ستصعّب عليكِ الحركة على الرمال. لذا فكّري في فساتين الأعراس القصيرة أو تلك التي ينتهي طولها عند الكاحل. التطريز الناعم خيارك الأمثل: يفضّل أن يكون فستان الزفاف الذي سترتديه العروس على شاطئ البحر، سادة من دون أيّ تطريز، ولكن في حال أعجبكِ فستانٌ مطرّز، يجب أن يكون تطريزه ناعماً ولا يغطي كامل التصميم، كما في الفستان الموقّع من ماركة Allure Bridals؛ فالهدف هنا الوصول إلى إطلالة ناعمة بعيدة عن المبالغة. صيحات فساتين زفاف رائجة في صيف 2025 تناسب الأعراس الشاطئية امتلأت مجموعات ربيع وصيف 2025 بعشرات الموديلات التي تناسب حفلات الأعراس على شاطئ البحر، ومن أبرزها: فساتين الزفاف المطبعة بالورود تحتل الصدارةَ فساتينُ الزفاف المطبعة بأنماط الورود؛ فقد وجدناها بقصات منوّعة لدى أكثر من مصمم، ولكننا أحببنا الفستان الديكولتيه ناعم الطبقات المزيّن بالورود الزهرية الكبيرة، من مجموعة ماركة أنطونيو ريفا ميلانو Antonio Riva Milano. تصميم يضج بالحياة، سيمنح العروس إطلالة صيفية ولا أروع؛ خاصة إذا زيّنته بقلادة ناعمة من الذهب الأبيض المرصّع بالألماس وأقراط قصيرة من النمط نفسه. فساتين الزفاف المزوّدة بكاب منفصل ستعجبكِ أيضاً موضة فساتين الزفاف المزوّدة بالكاب؛ خاصة الموديلات التي يمكن فصل الكاب عنها، والتي ستمكنكِ من الظهور في الحفل بإطلالاتين، فنزع الكاب سيسهل عليكِ الحركة خلال الحفل. من جهتنا نرشّح لكِ الفستان الأنيق المحبوك بتطريز ناعم ومميز بقَصته المحددة للقامة، من تشكيلة أندريا لالانزا Andrea Lalanza. اكتفي بتنسيقه مع أكسسوار شعر ناعم على غرار العارضة. فساتين الزفاف القطعتان آخر موضة نعتقد أيضاً أن تحقق فساتين الأعراس المصممة من قطعتين رواجاً كبيراً في ربيع وصيف 2025؛ خاصة الموديلات السادة المناسبة للأعراس الشاطئية. ستحبين مثلنا الفستان البسيط المصمم بياقة مرتفعة وتنورة Mermaid، من مجموعة ماركة Caroline Castigliano، والذي سيسمح لكِ بارتداء حذاء مطرّز وأقراط متدلية طويلة مرصّعة باللؤلؤ والألماس. فساتين الزفاف القصيرة تناسبكِ برزت أيضاً فساتين الزفاف القصيرة المزوّدة بفيونكة كبيرة، والتي ستكون نجمة أعراس هذا الصيف بلا منازع. وهي مثالية للحفلات المقامة بالقرب من البحر؛ خاصة إذا كانت مستقيمة القَصة مثل الفستان السادة الناعم الذي رصدناه في مجموعة ماركة آن بارج Anne Barge. ما رأيكِ في تنسيقه مع حذاء مدبب مزوّد بإبزيم أو سوار يلف الكاحل. قد يهمك التعرُّف إلى: فساتين زفاف غير تقليدية أطلقها أسبوع نيويورك لعروس 2026 ما هي خامات فساتين الزفاف المناسبة للحفلات الشاطئية؟ بخلاف القَصة والتطريز، يجب أن تُولي العروس اهتماماً كبيراً بخامة فستان الزفاف الذي تنوي الظهور به في حفل على شاطئ البحر، وهنا ننصحها باعتماد الخامات الخفيفة التي تعزز جمالها الناعم، وتسهل عليها الحركة على الرمال؛ لذا ننصحها باعتماد الفساتين الدانتيل العابرة للزمن. ولإضفاء لمسة عصرية على الموضة، اختاريها مزدانة بفيونكة سوداء على الخصر، كما في الفستان طويل الأكمام الذي جلبناه لكِ من مجموعة ماركة جاكلين وايت Jaclyn Whyte. نسّقيه مع صندل فضي أو بيج ناعم، وزيّني أذنيك بأقراط ناعمة. نرشّح أيضاً لعروس هذا الصيف، فساتين الزفاف المصممة من خامات شفافة مثل الشيفون، والتي يفضّل أن تكون مشغولة بالتطريز، كما في الفستان منسدل الأكمام الذي تألّقت به عارضة المصمم زهير مراد Zuhair Murad. لائميه مع قلادة ناعمة وأقراط متدلية قصيرة من الذهب الأبيض. لا تفوتكِ مشاهدةُ:


عكاظ
منذ ساعة واحدة
- عكاظ
ياسر مدخلي: المسرح يعاني.. ومقاولوه يبحثون عن مكاسبهم
/*.article-main .article-entry > figure img {object-fit: cover !important;}*/ .articleImage .ratio{ padding-bottom:0 !important;height:auto;} .articleImage .ratio div{ position:relative;} .articleImage .ratio div img{ position:relative !important;width:100%;} .articleImage .ratio img{background-color: transparent !important;} حاكم الشارقة يسلّم مدخلي جائزة المسرح. مدخلي مع الإعلامية خديجة الوعل في ديوانية القلم الذهبي. مدخلي في أحد اجتماعات جمعية المسرح والفنون الأدائية. فريق مسرحية صادق النمك. جمعٌ من المثقفين في ديوانية القلم الذهبي. مع ناصر القصبي. للكاتب المسرحي مدير الإدارة التنفيذية لـ«ديوانية القلم الذهبي» ياسر مدخلي حضوره الإبداعي، والإداري. أنشأ مبادرة «مسرح كيف» الأولى من نوعها في قطاع المسرح منذ 25 عاماً، وحقق خلالها العديد من الجوائز، ونالت أعماله اهتماماً من الباحثين الأكاديميين داخل المملكة وخارجها. وهنا نحاور تجربة لها رؤية وخبرة، حول شؤون وشجون «أبو الفنون»، فإلى نصّ الحوار: • لماذا أنشأت «مسرح كيف»؟ •• «كيف» سؤال عن الطريقة، والبحث المستمر، وتحقيق الجودة مقابل الكم، و«كيف» تمثّل أسلوب التجربة الذي أصبح سمة هذا الكيان الذي أثبت حضوره كفريق يعمل بشكل مؤسسي ويمتلك حوكمة متفوقة، إضافة إلى أن «كيف» تعبّر عن المنهج العلمي وراء التجارب التي جذبت الجمهور، ولفتت اهتمام المتخصصين. وطيلة الأعوام الماضية حققنا استدامة ثقافية نوعية، ونقدم اليوم مخرجاتنا بجرأة ورصانة كقوالب مبتكرة نقترحها على جمهور المسرح المحلي ومتطلعين إلى جمهور وصناع المسرح العالمي. • ماذا أنتج؟ وما تأثيره؟ •• نفذنا من خلال «مسرح كيف» وبدعم ذاتي، عدداً من الدورات التدريبية التي صقلت العديد من المواهب المسرحية في مجالات مثل الكتابة والتمثيل والإنتاج، وأنتجنا كل الأعمال التي وطدت العلاقة مع الجمهور، ومن خلال هذه العروض قدمنا تجارب علمية منهجية، وكمخرج وباحث توصلنا لفهم أعمق للجمهور. • ماذا يعني فهم الجمهور؟ وهل المسرحي بمعزل عنه؟ •• إن ما يعانيه المسرح في العالم اليوم هو أن المبدع والمنتج يعتمدان في تصميم وصناعة المسرح على ذائقتهما، وقناعتهما، وتوقعاتهما، بعيداً عن دراسة المتلقي المستهدف ومتجاهلاً لدراسة السوق، وحتى نستطيع حل هذه الإشكالية علينا أن ندرك بفهم شامل المنطقة المشتركة بين صانع العرض ومستهلكه، لنقدم عرضاً مسرحياً قابلاً للتلقي وناجحاً مع الجمهور وجاذباً باستمرار ومحققاً للتأثير المسرحي، وبإشراك الجمهور استطعنا أن نوظّف مسرحنا لخدمة المجتمع. • لماذا لديك حساسية من المسرح التجاري، وتطلق على من يتبناه «مقاول»؟ •• أعتقد أن من أدوار المسرح مساعدة الجمهور على الشعور بالسعادة والتفاؤل والأمل والاستمتاع بالجمال، وأيضاً اكتساب الجمهور عدة قيم؛ منها التعايش والتقبّل والولاء والتكاتف بين أفراد المجتمع. والمقاولون الذين يعملون في المسرح يبحثون عن مصلحتهم التجارية ومكاسبهم فحسب، ولا يقدمون دوراً ثقافياً أو حضارياً يسهم في تشكيل إرث فني إبداعي في هذا المجال، لذلك أجد أن موقفي ضد مقاولات المسرح هو بسبب تغييب جزء كبير من المسرحيين الذين توقفوا بشكل أو بآخر عن تقديم أعمال مسرحية ذات قيمة إبداعية عالية، ما جعل المسرح دون أثر اجتماعي، كما تفعل مباراة كرة قدم مثلاً. • ما رؤيتك للكتابة المسرحية؟ •• أؤمن بأهمية تكوين الشخصية الإبداعية للكاتب. دائماً أحاول من خلال كتاباتي أن أقدم أسلوباً يحفّز القارئ على النقاش ويتيح له مساحة لطرح التساؤلات، ورغم أن المسرح العربي متعدد الثقافات والمرجعيات والحاجات، إلا أنه يشترك في القيم والقضايا الإنسانية وشغفنا بالحكايات، لذلك يكون طرح القضايا المشتركة بحاجة ماسة إلى لغة يمكنها التعبير عن مساحة أكبر وزمن أطول لتتلاءم هذه النصوص وهذه الأعمال. وأعتقد أنني أجتهد في تقديم أعمالي بأسلوبي الخاص الذي يتمكن من خلاله النص أن يصل إلى أبعد من البيئة التي أعيش فيها. • من يقف وراء أسماء أعمالك؟ هل هي عفوية، أم أن للعنوان نصيباً من الاشتغال على العمل؟ •• طبعي التأني في إخراج وتنقيح النص والكتابة، مراحل لا تتوقف على مسوّدة واحدة أو اثنتين لأنني دائم الكتابة والتحرير والتعديل على النصوص. واختيار اسم النص دائماً ما يشغلني، ليكون معبراً بشكل جيد ومشوقاً أيضاً، وأنا في الدورات التدريبية في الكتابة أؤكد على أهمية العنوان لتحفيز المخرج والمنتج والقارئ لبدء التواصل مع النص، لذلك أعتقد أنه جزء من أسلوب الكاتب وشخصيته، ومن الذكاء أن نختار اسماً مميزاً لأنه بطاقة عبور باتجاه الآخر، وعتبة أولى للحكاية وأداة تسويقية مؤثرة. • لماذا تميل للتمرُّد على القواعد وتتفنن في كسرها؟ •• ليس تمرُّداً، وإنما محاولة لصياغة التجربة التي أبحث فيها عن شكل يخدم أهدافها، فهذه التجارب هي التي تجعلني أعيد اختبار القواعد، وأبدأ في ابتكار أسلوب مواكب للتغيير الطارئ على المبدع والمتلقي، لذلك فإن كسر القواعد لم يكن هدفاً بذاته وإنما هو وسيلة لمساعدتي على اختبار قواعد جديدة بالبحث العلمي، ولي مع «مسرح كيف»، تجربة مسرحية تختبر فرضية أو تساؤلاً محدداً، والمسرح الذي لا يقدم تجربة مسرح بائد. • كيف وجدت «الكوميديا الارتجالية التفاعلية»؟ •• كانت تجربة «صادق النمك» قائمة على الارتجال، ولم يكن الهدف من الارتجال تقديم ممثل بارع، بل كانت الفكرة كيف نستطيع جعل الجمهور ممثلاً جيداً بإتاحة الفرصة للمشاركة، وهذا ينطلق من كون التفاعل أصبح هوس المتلقي، من خلال تطبيقات التواصل الاجتماعي التي تمنحه فرصة التعبير عن الإعجاب وإعادة النشر ومشاركة المحتوى، والمتلقي اليوم يصنع المحتوى. والمسرح يواجه تحدياً مع التطبيقات والهواتف الذكية التي ترافق الإنسان في كل مكان وتعوضه عن التعامل مع الإنتاج التقليدي للإعلام والثقافة، وبالذات المحتوى الدرامي الذي يطرح في المنصات المختلفة، لذلك صنعت قالب «الكوميديا الارتجالية التفاعلية» كي نستفيد من فكرة التفاعل التي يهتم بها المجتمع، والارتجال ابن اللحظة التي تقدم جوهر الإنسان وتعبّر عن شيء ما في داخله، لذلك كانت فرصة لإطلاق مشاعر الناس ومواقفهم من خلال دور يقدمونه داخل العرض، وكانت كل المداخلات تعبّر عن قبول الجمهور، ومحاولة التداخل تجاوزت عدد الفرص الموجودة في العرض. • بماذا تواجه النقد؟ وما موقفك من النقاد؟ •• أعتقد أن النقد إحدى الركائز لنمو أي إنتاج إبداعي، ومهمة النقد تبدأ بالملاحظة ثم تحاول التوجيه والتوثيق وتقدم القراءة للإبداع، ثم يصبح الناقد أيقونة، عندما يكسب ثقة المبدعين والجمهور، وتقف حركة النقد وإنتاجه على مسوؤلية الحارس الذي يحقق الأمان الإبداعي، ومن خلاله يتم إبراز التجارب الجديدة، وإيقاف المهازل التي ربما تنحدر بالفن والأدب والفكر، لكن النقد اليوم للأسف غاب أو -على أحسن تقدير- انحدر بسبب تعنت النقاد وشراسة أساليبهم، وعدم مواكبتها المشهد الإبداعي، فحاجتنا للنقد لا تقل عن حاجتنا إلى وجود المبدعين، لأن النقد حالة متوازية ومتجدده تشجع المميز وتقوم المتعثر وتحاكم السيئ. • ما موقفك من المهرجانات الكثيرة؟ أم أنك لا تدعى إليها؟ •• الكثرة أو القلّة ليس لها تأثير جوهري، فالمضمون هو الغاية وليس المهرجان نفسه، وتنوع المهرجانات مهم وكثرتها مهمة، ولكن إذا كانت مضامين هذه المهرجانات متشابهة، وضعيفة، أو كانت تدار بأساليب تقليدية أو متحيزة، أو لديها أجندة تؤثر على هدفها الإبداعي فأعتقد بأنها تؤثر سلباً على العمل الفني، لذلك وجود المهرجانات مهم، والتنوع أهم ويجب ألا نغفل أهمية اعتماد واختيار تحكيم وإدارة المهرجانات بطريقة مهنية وفق معايير واضحة وشفافة لتحقق تكافؤ الفرص وتعزز التنافسية بين المبدعين وتبرز التجارب المهمة والأسماء التي تستحق الاحتفاء. • ما الذي دفعك إلى الاستقالة من مجلس إدارة جمعية المسرح والفنون الأدائية؟ •• بدأت عملي في مجلس إدارة جمعية المسرح والفنون الأدائية المهنية منذ ثلاثة أعوام ونصف تقريباً، وكنت مع زملائي الأعزاء بقيادة رئيس مجلس الإدارة الفنان القدير ناصر القصبي نعمل على تأسيس أرض صلبة انطلاقاً من الحوكمة بصياغة عدد ضخم من السياسات الداخلية واللوائح والأدلة والتشريعات وتنظيم مهمات للجمعية بإستراتيجية واضحة تعنى بالجانب المهني، وترتقي بالممارسين، وتعزز الثقافة والوعي في قطاع المسرح والفنون الادائية، وانتهيت من كل المهمات التي كُلفت بها ولم يعد لوجودي ارتباط واضح يستحق بقائي، وللأعزاء في المجلس كل التقدير على فترة أعتبرها تاريخية لتأسيس منظمة مهنية تحافظ على المبدعين وترعى مصالحهم وتنمي أعمالهم وتحمي حقوقهم. • ما القرار الذي تحتاج إليه جمعية المسرح لتقدم أثراً ملموساً في الميدان؟ •• كون الجمعية اليوم ذات شخصية اعتبارية وتخصص مهني، نتوقع من المسرحيين الكثير، وأتمنى أن تقوم بدورها، في ضبط ممارسة المهن المسرحية وتتيح الفرصة المشجعة للممارسين في قطاع المسرح وقطاع الفنون الأدائية، وهو جهد كبير بحاجة إلى أن يكون للجمعية موارد مالية مستدامة، وأن تركز مهماتها وأعمالها على الجانب المهني، والزملاء الكرام في مجلس الإدارة يقومون بجهد عظيم، في المهمات التي ما زالوا يعملون عليها، وسواء كنت في المجلس أو كنت خارج المجلس، وسواء كنا أعضاء اليوم في الجمعية أو خارج الجمعية، يجب أن يكون لنا دور نقوم به بدافع وطني ليكون مسرحنا قائماً وقوياً ومنتجاً ومؤثراً ومواكباً للرؤية الطموحة التي تحققها البلاد. • ألا تبالغ بوصف المسرح بالناضج في ظل النقص الحاد في البنية التحتية وغياب لائحة المهن الفنية؟ •• لدينا مسرحيون، وليس لديهم مسرح، هذه حقيقة، إلا أن هذا لا يجعلنا ننكر ببساطة ما قام به المسرحيون خلال العقود الماضية، وحققوا حضوراً قوياً ومهماً في المحافل الدولية، وعندما تمكنوا من تقديم أعمالهم أقبل عليهم الجمهور، وبالأثر والأرقام حقق المسرحيون دوراً كبيراً في الجنادرية، ومسرح الأمانة، ومهرجانات المناطق والجامعات، والعروض المذهلة في بوليفارد رياض سيتي بدعم هيئة الترفيه، وفي المقابل جمهورنا متعطش ويكاد حضور المسرح يفاجئ الجميع في كثير من الأعمال، إلا أن الإستراتيجية التي تلغي وجود القطاع الخاص، أو لا تشجعه على الاستثمار، خطة ناقصة، وإن لم تُعِق المسرحيين عن مزاولة شغفهم والمساهمة في تشكيل حراك مسرحي ينافس محلياً ودولياً. • متى يستعيد «أبو الفنون» في بلادنا كامل عافيته؟ •• عندما يقترب صانع القرار من المبدع، ويلبي احتاجاته، ويؤمّن له الأدوات الكافية، من التشريعات والحقوق والواجبات والبنى التحتية البسيطة والمعقدة سيستطيع النجاح في الوصول إلى الجمهور ويؤثر فيه. فالمسرحيون هم العتبة الأولى لدعم الحركة المسرحية، وتجسير العلاقة بين الأجيال، وتنمية الفرق ومنحها صفة اعتبارية ستجعلنا أمام سوق مغرٍ يجذب رؤوس الأموال ويحرك المياه الراكدة في قطاع بكر لم يتجرأ المستثمر على اكتشاف الفرص الربحية التي تنتظره والمسرح السعودي قادر برغم ما يعتريه من ظروف، فهو حاضر في منصات التتويج، وفي أبحاث الدراسات العليا، وفي المهرجانات المختلفة، ويقدم اليوم بلغات عديدة. • ماذا عن اهتماماتك الأخرى؟ •• كل اهتماماتي وهواياتي تتضاءل أمام المسرح، لا شك أني أحب الرسم والتصوير وكتابة الشعر والخط، ومن يزور مكتبي يُفاجأ بأن هناك زاوية للرسم، وأخرى للنحت، وعلى طاولتي لوحات للخط، ومسوّدات عديدة للمسرح، وبعض القصائد هنا وهناك. المسرح دفعني لاكتساب هوايات عدة، وتعلم الموسيقى، والاهتمام بالتخطيط الهندسي، والتعمق في فنون الإدارة والمشاريع، والتعرف على تجهيزات الإضاءة والخدع البصرية. • هل ينجح الفنان في إدارة العمل الثقافي؟ •• إدارة العمل الثقافي شاقة، لأنها تقدم خدماتها لمبدعين يمتلكون القدرة على ممارسة أعمالهم بشكل مستقل، وهذا يصعّب الأمر من ناحية، فكيف تجذب شخصاً قادراً على الاستغناء عنك؟ وفي المقابل كيف تحقق تطلعات الأفراد بمختلف أذواقهم واتجاهاتهم وطموحاتهم؟ نجاح الإدارة الثقافية يحتاج نكران الذات، فالمدير يجب أن يستفيد من تجاربه وخبراته في الميدان الثقافي، ولكن عليه ألا يسمح لذائقته أن تؤثر على صناعة قراره، وأن يتجنب التحيز لمن يحبهم ويحب أعمالهم، وفي المقابل عليه أن يقدم الخدمة بعدالة حتى مع من يختلف معهم أو ربما كانوا خصوماً له في يوم من الأيام. • ألا تخشى على ياسر «الكاتب» من «الإداري»؟ •• علينا أن نخشى من «الكاتب» على «الإداري» وليس العكس، فعندما تؤثر الذائقة والمصالح على القرار تسقط المهنية، وأعتقد أن نفقد كاتباً فهذه خسارة لفرد، لكن خسارة إداري ستجعل القطاع كله يعاني وتختل موازين الإبداع ونفقد ثقة المبدع في المجال. • أين المسرحيون من «ديوانية القلم الذهبي»؟ هل يتنكر ياسر لرفاق الدرب؟ •• موجودون، لكن يجب أن نضمن التنوع والفرصة للجميع، ومهما تنكر المثقف للآخر، فلا أحد يقدر على إلغاء أحد، و«ديوانية القلم الذهبي» ليست لأصدقائي ورفاق الدرب كما تقول، لكنها على مسافة عادلة من الجميع، وأسعدني أن الديوانية انفردت بالاحتفاء باليوم العالمي للمسرح، وجمعت أصغر ممثل مبتدئ بأكبر فنان قدير، وكان لقاء رائعاً وإيجابياً، وأدهشتني الطاقة الإيجابية في المسرحيين الحاضرين بتنوع أعمالهم وأساليبهم وتخصصاتهم، وكانوا سبباً في نجاح ذلك اللقاء، ولم يتوقف بعضهم عن زيارة الديوانية والمشاركة في اللقاءات اليومية بين المثقفين. • ماذا منحتك إدارتك للديوانية؟ وماذا اختزلت منك؟ •• فرصة مذهلة للتعرف على عدد كبير من القطاعات المختلفة، والاهتمام بها جميعاً على حد سواء، وقراءة المشهد الثقافي بعمق أكثر، والنظر من زوايا جديدة والوقوف على مسافة واحدة من كل القطاعات. «ديوانية القلم الذهبي» تجبرني يومياً على البحث عن المثقفين لأنهم الفئة المستهدفة باختلاف مشاربهم واهتماماتهم، ولكني أجد أنها تستحق أن أمنحها الأولوية أنا وكل زملائي العاملين في خدمة هذه المبادرة بإشراف ودعم المستشار تركي آل الشيخ، لأنها مشروع مختلف تماماً وفريد من نوعه من حيث الشكل والفكرة والمضمون. وحتى نكون منصفين فإن التجربة في بدايتها، ويجب ألا يغرينا الثناء، وإذا كانت الديوانية نجحت في وقت قياسي فمسؤوليتي وزملائي المحافظة على النجاح خدمة للإبداع الوطني، وتقديراً لثقة من اختارنا وامتثالاً لتوجيهاته. • ما دور ومهمات «ديوانية القلم الذهبي»؟ •• كما أُعلن سابقاً؛ «ديوانية القلم الذهبي» ملتقى يومي للأدباء والمثقفين، تحتوي على أكثر من 2000 كتاب متنوعة التخصصات، ومعتزل للكتابة، وخلوة للقراءة، وصالة للضيافة اليومية، وجلسات خارجية، وفي كل يوم يتعرف الزوار على بعضهم ويخلقون حواراتهم المهنية، وأصبحنا نساعد الجميع على اللقاء بناشرين لطباعة الروايات والكتب المختلفة، ومنتجين لمناقشة مشاريع سينما ومسلسلات، ومخرجين يبحثون عن نصوص مسرحية وسيناريوهات. • لماذا يتم توجيه دعوات لشعراء وكُتّاب بصفة دورية؟ •• الدعوة فقط للقاء الأسبوعي تقديراً للأدباء والمثقفين، وتعريفهم على بيئة تجمعهم يومياً، وخلق أجواء محفزة على الإبداع والحوارات الإثرائية عن تجاربهم ووجهات نظرهم. • ماذا يتمخض عن هذه اللقاءات؟ •• أتمنى أن ننجح في جعلها فرصة نوعية لالتقاء أجيال مختلفة ومبدعين من قطاعات عدة يمارسون بكل حرية حواراً حضارياً لتشكيل موقف من الحالة الإبداعية وظروفها وتطلعاتهم تجاهها، وخلق طاقة إيجابية اعتزازاً بالأمل الذي صنعته السعودية للعالم عموماً والوطن خصوصاً، وهذه الأجواء نجحت في توطيد علاقات مليئة بالود وتقبل الاختلافات واحتفاء بالواعدين وتقدير للرموز وتشجيع للأفكار لتخرج إلى النور. أخبار ذات صلة


الشرق الأوسط
منذ 3 ساعات
- الشرق الأوسط
الأفلام العربية في «كان»... فرصة فوز لم يتحقق
تعتمد السينمات العربية، أكثر من أي وقت مضى، على عرض إنتاجاتها في المهرجانات الدولية. في السنوات الـ20 الأخيرة، ازداد عدد المعروض منها في «كان»، و«ڤينيسيا»، و«برلين»، و«كارلوڤي ڤاري»، و«لندن»، و«تورنتو»، و«لوكارنو»، والقائمة طويلة. السبب الواضح هو الرَّغبة في تبوُّؤِ نجاحٍ جوهريٍّ يستفيد منه الفيلم ومَن فيه، وما يُمثِّله في دعم المسيرة، وتأسيس المكانة، والشهرة الفردية للعاملين فيه. وكذلك في إبراز دور الدولة التي وُلد فيها مشروع المخرج، حتى لو كان التمويل آتياً من الخارج، كما بات الحال غالباً. هي عملية يمتزج فيها الطُّموح الفردي بالمؤسساتي، والفني بالتجاري. أفلام «نورة» لتوفيق الزايدي، و«وجدة» لهيفاء المنصور، و«ستموت في العشرين» لأمجد أبو العلا، وأُخرى سواها، سارت على هذا الخط الرَّفيع محققة رواجاً جماهيرياً في الغرب، ونقدياً في كل مكان آخر. «سماء بلا أرض» (مهرجان «كان») سبب خفي الأفلام العربية منذ السبعينات وما بعدها، حظيت أيضاً بحضورٍ متعدّد، وكثيرٌ منها شقَّ طريقه إلى مهرجان «كان» وغيره من المهرجانات الدولية. لكن السبب الخفي وراء هذا التوجّه، في الماضي والحاضر، يعود إلى ضيق رقعة الإنتاج العربي في الأسواق العربية. فقد باتت تكلفة إنتاج الفيلم اليوم أعلى بكثير ممّا كانت عليه في السابق؛ إذ تقترب ميزانية الفيلم الصغير أحياناً من مليون دولار، بينما يتجاوز الفيلم الكبير هذا الرقم بسهولة. السوق العربية لا تضمن استعادة تكلفة الفيلم الصغير (لأن أحداً لا يراه)، ولا الفيلم الكبير (كون الإنتاجات التجارية محدودة في أسواقها باستثناء المصرية). مع هذا الوضع، لا يتَّجه الإنتاج العربي ليطلب المعونة المالية من الدول الأوروبية فقط، بل يعتمد عليها بوصفها فرصة للوصول إلى المهرجانات لا يمكن تفويتها. «كعكة الرئيس» (مهرجان «كان») مضامين عربية استقبل مهرجان «كان» العام الحالي، أفلاماً عربية متنوِّعة المصادر. مجازياً، تُسمّى الأفلام المُمولة من الغرب أفلاماً عربية، لكن الواقع هو أن ما هو عربي مُحدَّد بالإخراج واللغة والموضوع، وهذا ليس كافياً ما دام التمويل الرئيس ليس عربياً. يجد المخرج العربي نفسه بحاجة إلى مظلَّة دولية ليُنجز فيلمه، ويعرضه عالمياً في المهرجانات أولاً، ومن ثَمَّ في الأسواق، إذا ما أُتيح له ذلك، وهو سيتوجَّه لأي بلد أجنبي يؤمِّن له هذا الهدف. ما شاهدناه هنا من أفلام لا يؤكد ما سبق قوله فقط، بل ينتمي أيضاً إلى طروحات متعدِّدة جميعها مهمَّة، لكن الناتج يتفاوت فنياً. كان طبيعياً أن تتوجَّه بعض هذه الطروحات صوب السياسة. فيلم «كعكة الرئيس» لحسن هادي، الذي قُدّم باسم العراق والولايات المتحدة (حيث التمويل الفعلي)، يطرح حكاية تقع أحداثها في «عراق صدّام حسين». نرى صوره وتماثيله، وهو حاضر في طول الحكاية وعرضها، التي تدور حول فتاة صغيرة يُطلب منها تحضير كعكة بمناسبة عيد ميلاد الرئيس، وذلك في الوقت الذي يعيش فيه الناس فوضى تلك الفترة. أما الفيلم السويدي - الدنماركي - الفنلندي - الفرنسي «نسور الجمهورية» لطارق صالح، ففيه عنصر تسوية حسابات عالقة مع النظام العراقي السابق. الفارق أن فيلم صالح ينتقد الحكم الحالي والسلطات، عوض انتظار رحيلها. «نسور الجمهورية» نظرة خارجية من مكان آمن لحالٍ لا تطاله الرقابة المصرية (على عكس «كعكة الرئيس» المُرحَّب به داخل العراق). في الفيلم المصري (فعلياً) «عائشة لا تستطيع الطيران بعيداً» لمراد مصطفى، الذي يتمحور حول مدبرة منزل سودانية، يبدأ الفيلم بها وهي في القاع، وينتهي بها وهي أسفله. النقد هنا يبقى على أرضٍ اجتماعية بحتة لا دخل لها بالمؤسسات الرسمية. هناك فيلم آخر عنوانه «سماء بلا أرض» (Promis le ciel) للمخرجة التونسية أريج السحيري (سبق لها أن أخرجت «تحت أشجار التين» قبل 3 أعوام). تقول البطاقة إن الفيلم تونسي - قطري - فرنسي، لكن مع غياب التفاصيل لا نستطيع سوى التخمين بأن غالبية التمويل الأساسي لهذه الدراما الأنثوية تم مقابل تأمين «كنال بلوس» (Canal+) الفرنسية غالبية الميزانية. «سماء بلا أرض» فيلم رقيق الحاشية من بدايته إلى نهايته. حواره الغالب فرنسي، كون بطلاته من كوت ديڤوار يعشن ويعملن في تونس. اختيار موضوعات تسمح للفيلم الحديثَ بالفرنسية أمرٌ آخر منتشر في أفلام مغاربية. خفي لا يحتلّ الفن في هذه النماذج حضوراً بارزاً؛ فالاختلاف يكمن في أسلوب المعالجة. ففيلم طارق صالح «نسور الجمهورية» يتّبع معالجة سردية تنتمي إلى «النوع» (Genre)، في حين يتَّخذ «كعكة الرئيس» لحسن هادي، وكذلك فيلم «سماء بلا أرض»، منحى سردياً حكائياً. أما «عائشة لا تستطيع الطيران بعيداً» لمراد مصطفى، فهو محاولة لخلق فيلم فني، لكن النية شيء والتنفيذ شيء آخر. لا يجب أن يغيب عن البال أن هذا المهرجان هو المناسبة الـ50 لفوز فيلم «مفكرة سنوات الجمر» للمخرج الجزائري محمد الأخضر حمينة بالسعفة الذهبية (سيُعرض بنسخة مُرمَّمة بعد ظهر اليوم، الجمعة). هذا فيلم كان يمكن أن يُدرَّس ويُستفاد منه لناحية عناصر الحكاية، وكيفية تنفيذ المضمون، كما من جهة أسلوب عمله، لكن غالبية العاملين في الوسط اليوم لا يكترثون للرجوع بضع خطوات إلى الأمس.