logo
من يحرر العراق من عبودية العطش؟

من يحرر العراق من عبودية العطش؟

موقع كتابات٣٠-٠٧-٢٠٢٥
في السنوات الأخيرة، تحوّلت أزمة المياه في العراق من تحدٍّ بيئي إلى ملف سياسي بالغ الحساسية، تستخدمه بعض الدول كأداة ضغط للتدخل في الشأن العراقي الداخلي.
ومع استمرار الجفاف، وتراجع الإطلاقات المائية من دول المنبع، وغياب العدالة في تقاسم المياه، باتت محافظات الجنوب والفرات الأوسط تعيش حالة من العطش المزمن، تهدد الأمن الغذائي، وتدفع آلاف العائلات نحو الهجرة القسرية من أراضيها.
وقد تتفاقم أزمة العراق المائية إذا ما نظرنا إلى طبيعة الأوضاع في سوريا، التي تُعد دولة ممر في مجرى الفرات، حيث إن أي اضطراب في إدارتها للمياه أو في استقرارها السياسي قد ينعكس سلبًا على تدفق المياه نحو العراق.
عموما تشير التقارير البيئية إلى أن العراق قد يفقد أنهاره بعد سنوات قليلة، وأن المحافظات الواقعة في ذنائب دجلة والفرات، هي الأكثر تضررًا، بسبب موقعها الجغرافي وانخفاض مناسيب المياه التي تصلها.
ومع غياب حلول استراتيجية يتساءل المواطنون: هل الكتل السياسية التي تتنافس على الظفر بمقاعد الانتخابات المقبلة معنية بما نعانيه من عطش أم لا؟
فإذا كانت معنية، فلِمَ لم ترفع ولا كتلة منها شعار تحرير العراق من عبودية العطش؟ أليست الانتخابات مناسبة ليعرف المواطنون ما هي خطط الكتل السياسية لحل مشاكلهم، ومنها مشكلة المياه؟
نريد أن نعرف: هل هناك من يحمل هذا الهم ويعمل على تخليصنا منه؟
أنا كمواطن متضرر من العطش لا أدّعي أنني خبير مائي، لكني أتساءل: ما المانع من استنساخ التجربة الإيرانية في مجال نقل وتحلية مياه البحر وتنفيذها في العراق؟
مشروع أصفهان نَقَلَ المياه في أنبوب بطول 800 كم الى اصفهان وهو يبرز كمثال يمكن أن يُلهم مشروعًا عراقيًا مطوّراً يقوم على مد أنبوب من مياه الخليج العربي إلى الفرات الأوسط، مع إنشاء محطات تحلية على طول المسار لتوفير مياه صالحة للشرب للمحافظات الأكثر عطشًا.
صحيح أن مشروع 'أنبوب الكرامة' قد يبدو طموحًا ومكلفًا، لكنه ليس ضربًا من الخيال. فالعراق، الذي يواجه سياسة تعطيش ممنهجة من دول المنبع، لا يملك رفاهية الانتظار، وتنويع مصادر المياه، بما فيها البحر لم يعد خيارًا بل ضرورة.
وحتى لا نفرط بالتفاؤل نشير الى ان تحلية مياه البحر ليست بديلاً عن الإطلاقات المائية من تركيا، لكنها قد تكون رافعة استراتيجية إلى جانب المياه الجوفية، وإعادة تأهيل شبكات الري، وتحديث السياسات الزراعية.
والعراق اذا ما قرر الانتفاع من مياه البحر فهو لم يسبق غيره إنما هو متخلف في هذا المجال، فالسعودية مثلا تنتج أكثر من مليار متر مكعب سنويًا من المياه المحلاة، وتخطط لتجاوز 2.8 مليار م³ بحلول 2025، فلمَ يعجز العراق عن إنتاج جزء يسير من ذلك؟
إن أزمة المياه لم تعد قضية فنية، بل اصبحت قضية موت أو حياة، واختبارًا للسيادة والكرامة.
فهل يتحول شعارا 'الماء سيادة' إلى برامج عمل؟ وهل نرى من يحرر العراق من عبودية العطش؟

هاشتاغز

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

إيران ومستقبل العلاقة مع وكالة الطاقة الذرية
إيران ومستقبل العلاقة مع وكالة الطاقة الذرية

الزمان

timeمنذ 20 دقائق

  • الزمان

إيران ومستقبل العلاقة مع وكالة الطاقة الذرية

تتفاعل الأحداث وتتصاعد حدة المواجهات بين الوكالة الدولية للطاقة الذرية والقيادة الإيرانية في ضوء التطورات الميدانية والقرارات التي اصدرها مجلس الشورى الإيراني ووافق عليها مجلس صيانة الدستور بمنع دخول مفتشي الوكالة الدولية للأراضي الإيرانية واعتبارهم جواسيس لجهات دولية أخرى، جاءت هذه الإجراءات بعد الضربات الجوية والصاروخية الإسرائيلية فجر يوم الثالث عشر من حزيران 2025 تجاه العمق الإيراني وبعدها المشاركة العسكرية الأمريكية التي استهدفت المنشآت والمواقع النووية في ( نطنز وفوردو وأصفهان) عبر استخدام الطائرات المقاتلة والصواريخ الموجهة. أن القرار السياسي الإيراني كانت له دوافعه الداخلية وأسبابه الذاتية في اعتماد صيغة عدم التعامل مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية وتحميل مديرها العام ( روفائيل غروسي) مسؤولية ما حدث واعتباره أحد الأدوات الفاعلة التي استندت إليها الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل في ضرب المواقع النووية واستهداف عمليات تخصيب اليورانيوم وخزن الطرود المركزية الفاعلة والمواد الانشطارية. ولأجل معالجة وإعادة العلاقة المتبادلة بين الحكومة الإيرانية ومحافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية، شرعت الدول الأوربية ( ألمانيا وفرنسا وبريطانيا) والتي تعتبر من الدول الرئيسية التي ساهمت في تحقيق اتفاقية العمل الشاملة المشتركة في تموز 2015 مع روسيا والصين والولايات المتحدة قبل انسحابها من الاتفاقية في آيار 2018، إلى دعوة إيران إلى اجتماع موسع عقد في مدينة إسطنبول التركية في الخامس والعشرين من تموز 2025 بحضور وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي ونظرائه الأوروبيين لإعادة ملفات الحوار حول البرنامج النووي الإيراني واعتماد صيغ جديدة لاتفاق نووي دائم ومراعاة الفترة القادمة والتي يتحدد فيها مدى التزام إيران بما أُتفق عليه من بنود وفقرات وقعت عليها في اتفاقية 2015، والتي سيتم مراجعتها في الثامن عشر من تشرين الأول 2025 من قبل ( ألمانيا وفرنسا وبريطانيا) و اطلق عليها مصطلح ( آلية الزناد) والتي بموجبها إما أن ترفع العقوبات الاقتصادية عن إيران أو تجديدها وإمكانية إحالة الملف النووي الإيراني إلى مجلس الأمن الدولي لاتخاذ الإجراءات القانونية واعتماد الفصل السابع في قرارات المجلس ضد إيران لعدم التزامها وتنفيذها لما أُتفق عليه في اتفاقية العمل الشاملة المشتركة. وإيران تدرك خطورة هذه الإجراءات عليها في وقت تسعى فيه إلى رفع العقوبات عنها وإطلاق أموالها المجمدة، فسعت لحضور المؤتمر مع وزراء الدول الأوروبية وناقشت الشروط الأوربية بعودة العلاقة مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية وبدأ الجولة السادسة من المفاوضات مع الإدارة الأميركية حول اتفاق نووي قادم، ولكن الإيرانيين طلبوا رفع العقوبات الاقتصادية قبل الشروع بقيام مفتشي الوكالة الدولية بزيارة إيران والاطلاع على المنشآت النووية التي تم أستهدافها بالضربات الجوية الأمريكية، رغم معرفة طهران بموقف واشنطن الرافض لعدم تعاونها مع مفتشي الوكالة وإمكانية تعزيز العقوبات عليها وهو ما حصل في الأيام الأخيرة، ولكنها تحاول أن تستعيد مكانتها والعمل باتجاه تحديد مسارات أي عملية للتفاوض تحقق لها أهدافها وغاياتها ولكن بالقدر الذي يحمي مكانتها الاعتبارية. ستبقى المباحثات النووية بين إيران وامريكا هي المعيار الأساسي لدفع عجلة التقدم نحو اتفاق نووي أو تصعيد للعمليات العسكرية ومواجهة قادمة بين إسرائيل وإيران، وأن عدم مراعاة وفهم الأوضاع القائمة وما يحيط منطقة الشرق الأوسط والوطن العربي من متغيرات سياسية وأحداث ميدانية قادمة، يعني تحمل تبعيات أي قرار من قبل القيادة الإيرانية بضرورة العودة للمفاوضات أو احتمالية انتظار مواجهة عسكرية أكثر خطورة مما حدث في الثالث عشر من حزيران 2025.

سوريا.. انفجار مجهول في موقع عسكري بريف اللاذقية
سوريا.. انفجار مجهول في موقع عسكري بريف اللاذقية

شفق نيوز

timeمنذ 20 دقائق

  • شفق نيوز

سوريا.. انفجار مجهول في موقع عسكري بريف اللاذقية

شفق نيوز- دمشق أفاد مراسل وكالة شفق نيوز، مساء اليوم الأربعاء، بوقوع انفجار مجهول داخل اللواء 107 التابع للجيش السوري، في قرية زاما الواقعة ضمن مدينة جبلة بريف اللاذقية. وبحسب المعلومات الأولية التي حصلت عليها وكالة شفق نيوز، فإن الانفجار يُرجّح أن يكون ناجماً عن استهداف إسرائيلي طال الموقع العسكري. ولم تُعرف حتى الآن طبيعة الانفجار أو حجم الخسائر، وسط تحركات أمنية في محيط الموقع، ولم يصدر أي تعليق رسمي من الجهات العسكرية أو الحكومية حتى الآن.

"الخطة ستفشل".. طهران تساند حزب الله برفض نزع سلاحه
"الخطة ستفشل".. طهران تساند حزب الله برفض نزع سلاحه

شفق نيوز

timeمنذ 20 دقائق

  • شفق نيوز

"الخطة ستفشل".. طهران تساند حزب الله برفض نزع سلاحه

قال وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، يوم الأربعاء، إن خطة نزع سلاح حزب الله اللبناني ستفشل، مؤكداً أن طهران "تدعم حزب الله في رفضه مساعي نزع سلاحه". وأوضح عراقجي في تصريحات للتلفزيوني الحكومي أن "طهران تدعم حزب الله من دون تدخّل"، مضيفاً أن "السعي لنزع سلاح حزب الله ليس موضوعاً جديداً، فقد جرت محاولات مماثلة في السابق، وأسبابها معروفة، إذ أثبت سلاح المقاومة فعاليته للجميع في ساحة المعركة". وتابع عراقجي قائلاً، إن "وقوف الأمين العام لحزب الله الحازم وصدور بيان شديد اللهجة، أظهرا أن هذا التيار سيصمد في وجه الضغوط". كذلك، أوضح الوزير الإيراني أنه "تمت إعادة تنظيم صفوف حزب الله"، مشيراً إلى أن "هذه الجماعة تمتلك الإمكانات اللازمة للدفاع عن نفسها". وقال عراقجي إن "القرار النهائي بشأن الخطوات المقبلة، فهو بيد حزب الله نفسه، وإيران، بوصفها جهة داعمة، تسانده من دون أي تدخّل في قراراته". وكان حزب الله، اعتبر الأربعاء، أن حكومة رئيس الوزراء اللبناني نواف سلام ارتكبت "خطيئة كبرى" بقرارها تجريد لبنان من سلاح المقاومة، محذراً من أن هذا القرار يضعف قدرة البلاد ويحقق أهداف إسرائيل "التي فشلت في تحقيقها بالعدوان المباشر". وأمس الثلاثاء، قررت الحكومة اللبنانية، تأجيل البت في مسألة حصر السلاح بيد الدولة إلى جلسة الخميس (غداً)، مع تكليف الجيش اللبناني بإعداد خطة حول آليات تنفيذ هذا القرار قبل نهاية العام الجاري.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store