logo
مسؤول أممي: مستويات الموت والدمار تهدد آفاق السلام الدائم في أوكرانيا

مسؤول أممي: مستويات الموت والدمار تهدد آفاق السلام الدائم في أوكرانيا

البوابةمنذ 10 ساعات

حذر مسؤول أممي من احتدام القتال على الأرض في أوكرانيا وامتداده إلى مناطق جغرافية جديدة، الأمر الذي يؤدي إلى مزيد من نزوح السكان المدنيين، وفي الوقت نفسه، أكدت مسؤولة أممية في المجال الإنساني أن المدنيين يتحملون العواقب الوخيمة للحرب.
وفي إحاطته أمام اجتماع لمجلس الأمن، قال ميروسلاف يانتشا مساعد الأمين العام للأمم المتحدة لأوروبا وآسيا الوسطى والأمريكيتين إنه منذ آخر إحاطة له أمام المجلس بشأن التطورات في أوكرانيا قبل ثلاثة أسابيع، "شهدنا هجمات جوية روسية واسعة النطاق ومتواصلة على المدن والبلدات الأوكرانية، مما أدى إلى ارتفاع كبير في عدد الضحايا المدنيين".
وأشار إلى عدد من الحوادث بما فيها ما وقع في ليلة 16-17 حزيران/يونيو، عندما تعرضت سبع مناطق في كييف لقصف بطائرات مسيرة وصواريخ روسية، مما أسفر عن مقتل 28 مدنيا على الأقل وإصابة أكثر من 130 آخرين، فيما وصفه بأنه "أحد أعنف الهجمات على العاصمة منذ ما يقرب من عام".
وحذر من أن "هذه المستويات من الموت والدمار تُهدد بتبديد الأمل في وقف فوري لإطلاق النار، وتضاؤل آفاق السلام الدائم". وأفاد بأنه لا يزال يتم الإبلاغ عن تصاعد العنف الذي يؤثر على المدنيين، وإن كان بمستوى أقل بكثير، في المناطق الحدودية للاتحاد الروسي.
نقلا عن مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان، أفاد المسؤول الأممي بمقتل ما لا يقل عن 13,438 مدنيا، بينهم 713 طفلا، منذ بدء "الغزو الروسي غير القانوني" والشامل لأوكرانيا في شباط/فبراير 2022، وبلغ عدد الجرحى المدنيين المؤكدين 33,279، بينهم 2,092 طفلا.
آثار غارة جوية روسية على مدينة سومي في أوكرانيا.
وبالتطرق إلى الدبلوماسية، رحب ينتشا بالمحادثات الأخيرة في إسطنبول بين الوفدين الأوكراني والروسي، "حيث ورد أنهما تبادلا مذكرات مكتوبة تحدد رؤيتهما المتبادلة لوقف إطلاق النار ومعايير تسوية سلمية مستقبلية".
وأفاد بأن تلك المحادثات أفضت إلى اتفاق بشأن تبادل واسع النطاق لأسرى الحرب ورفات القتلى، فضلا عن المعتقلين المدنيين. وحث كلا الجانبين على "إحراز تقدم ملموس نحو وقف إطلاق النار وتسوية دائمة"، مؤكدا دعم الأمم المتحدة لاستقلال أوكرانيا وسيادتها وسلامة أراضيها.
وقال يانتشا: "بينما نواجه تصعيدا متجددا على الأرض وأزمات في أماكن أخرى، من الأهمية بمكان الحفاظ على تركيز الاهتمام على الحاجة الملحة للسلام في أوكرانيا. يجب علينا مضاعفة الجهود لضمان استدامة العملية الدبلوماسية الهشة، وجعلها لا رجعة فيها".
الدولة الأكثر تلوثا بالألغام
إديم وسورنو، مديرة قسم العمليات والمناصرة في مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية حذرت من أن "المدنيين لا يزالون يتحملون العواقب الوخيمة للحرب في أوكرانيا".
واستشهدت بما سجلته بعثة الأمم المتحدة لمراقبة حقوق الإنسان في أوكرانيا وهو أن الصواريخ بعيدة المدى والطائرات المسيرة ساهمت بشكل كبير في ارتفاع مستويات الإصابات بين المدنيين في جميع أنحاء البلاد هذا العام.
وسلطت الضوء كذلك على تقديرات دائرة الأمم المتحدة للأعمال المتعلقة بالألغام التي تشير إلى أن أكثر من 20 في المائة من أراضي أوكرانيا ملوثة بالألغام أو الذخائر غير المنفجرة، "مما يجعلها الدولة الأكثر تلوثا بالألغام منذ الحرب العالمية الثانية".
وأبرزت وسورنو الخسائر التي يتكبدها العاملون في المجال الإنساني، قائلة: "حتى الآن في عام 2025، سُجلت 68 حادثة عنف أثرت على العاملين في المجال الإنساني وممتلكاتهم ومرافقهم. وقُتل عاملان في مجال الإغاثة وأصيب 24 آخرون".
تأثر ملايين الأرواح يوميا
ونبهت المسؤولة الأممية إلى أنه مع استمرار الحرب، تتأثر ملايين الأرواح يوميا، وتتعطل الخدمات الأساسية، وتتفاقم مواطن الضعف لدى ما يقرب من 13 مليون شخص بحاجة إلى المساعدة.
وأضافت: "لا يزال حوالي 3.7 مليون شخص نازحين داخليا، بمن فيهم 60 ألف نازح جديد من مناطق المواجهة منذ كانون الثاني/يناير 2025. وهناك ما يقرب من 6 ملايين أوكراني مسجلين كلاجئين حول العالم، معظمهم في أوروبا".
ولفتت الانتباه إلى عدم إمكانية الوصول إلى ما يقدر بنحو 1.5 مليون مدني يحتاجون إلى مساعدات إنسانية في أجزاء من المناطق التي تحتلها روسيا في أوكرانيا.
وعلى الرغم من التحديات، أكدت وسورنو أن العمليات الإنسانية مستمرة. ففي الأشهر الخمسة الأولى من عام 2025، وصلت أكثر من 450 منظمة إنسانية معظمها من المنظمات الوطنية غير الحكومية، إلى ما يُقدر بنحو 3.4 مليون شخص بمساعدات منقذة للحياة.
وأشارت إلى أنه لم يتم تمويل سوى 31 في المائة من خطة الاستجابة لعام 2025، البالغ قيمتها 2.6 مليار دولار.
وختمت كلمتها بتجديد الدعوة السابقة للمجلس لاتخاذ إجراءات عاجلة وجماعية بشأن أوكرانيا بما في ذلك حماية المدنيين، ومواصلة الدعم المالي، وإنهاء هذه الحرب.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

مندوب روسيا لدى الأمم المتحدة: العالم قد يكون على شفا كارثة نووية حال عدم توقف التصعيد في إيران
مندوب روسيا لدى الأمم المتحدة: العالم قد يكون على شفا كارثة نووية حال عدم توقف التصعيد في إيران

سبوتنيك بالعربية

timeمنذ 31 دقائق

  • سبوتنيك بالعربية

مندوب روسيا لدى الأمم المتحدة: العالم قد يكون على شفا كارثة نووية حال عدم توقف التصعيد في إيران

مندوب روسيا لدى الأمم المتحدة: العالم قد يكون على شفا كارثة نووية حال عدم توقف التصعيد في إيران مندوب روسيا لدى الأمم المتحدة: العالم قد يكون على شفا كارثة نووية حال عدم توقف التصعيد في إيران سبوتنيك عربي ذكر مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة، فاسيلي نيبينزيا، في كلمة له خلال اجتماع لمجلس الأمن مخصص لبحث الضربات على البنية التحتية النووية الإيرانية، أن روسيا... 22.06.2025, سبوتنيك عربي 2025-06-22T20:29+0000 2025-06-22T20:29+0000 2025-06-22T20:29+0000 روسيا العالم منظمة الأمم المتحدة وأكد نيبينزيا أن "روسيا تدين بشدة الإجراءات غير المسؤولة والخطيرة والاستفزازية التي اتخذتها الولايات المتحدة ضد إيران، الدولة ذات السيادة والعضو في الأمم المتحدة".وأضاف المندوب أن الولايات المتحدة أظهرت مرة أخرى استخفافها بالقانون الدولي وموقف غالبية دول العالم.ووفقا للدبلوماسي الروسي: "وهكذا، أظهرت واشنطن مرة أخرى استخفافها التام بموقف المجتمع الدولي، وأكدت استعدادها للمخاطرة بأمن ورفاهية البشرية جمعاء من أجل حليفتها إسرائيل".وأشار نيبينزيا إلى أن "روسيا عرضت على الولايات المتحدة التوسط بشأن إيران لكن من الواضح أن واشنطن غير مهتمة بالدبلوماسية".وأفاد مصدر في الأمم المتحدة لوكالة "سبوتنيك"، في وقت سابق اليوم، بأن روسيا والصين وباكستان وزعتا مشروع قرار يدين الهجوم الأمريكي على إيران بين أعضاء مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة.وأضاف المصدر أن المشروع يدين بشدة الهجمات الأمريكية على المنشآت النووية الإيرانية التي تراقبها الوكالة الدولية للطاقة الذرية.ويؤكد المشروع أن هذه الضربات تشكل تهديدا كبيرا للسلم والأمن العالميين. إضافة إلى ذلك، يطالب مشروع روسيا والصين وباكستان بوقف فوري وغير مشروط لإطلاق النار، ويؤكد التزام جميع الأطراف بحماية المدنيين وفقا للقانون الدولي.وشنت الولايات المتحدة هجومًا على ثلاثة مواقع نووية إيرانية في نطنز وفوردو وأصفهاند. ووفقًا للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، فإن الهجوم كان يهدف إلى الحد من القدرات النووية للبلاد. وقال إن على طهران أن توافق على "إنهاء هذه الحرب" وإلا ستواجه عواقب وخيمة.من جانبه، قال حسن عابديني نائب المدير السياسي لهيئة الإذاعة والتلفزيون الإيرانية في تصريحات للتلفزيون الرسمي، إن "المواقع الثلاثة التي تحدث عنها (الرئيس الأمريكي دونالد) ترامب (نطنز، فوردو، أصفهان) كانت تحت إشراف الوكالة الدولية للطاقة الذرية"، مشيرًا إلى أنه "لا توجد مواد في هذه المواقع يمكن أن تُسبب إشعاعًا". سبوتنيك عربي +74956456601 MIA 'Rossiya Segodnya' 252 60 2025 سبوتنيك عربي +74956456601 MIA 'Rossiya Segodnya' 252 60 الأخبار ar_EG سبوتنيك عربي +74956456601 MIA 'Rossiya Segodnya' 252 60 1920 1080 true 1920 1440 true 1920 1920 true سبوتنيك عربي +74956456601 MIA 'Rossiya Segodnya' 252 60 سبوتنيك عربي روسيا, العالم, منظمة الأمم المتحدة

الحرب والسلام: مستقبل الشرق الأوسط
الحرب والسلام: مستقبل الشرق الأوسط

الاتحاد

timeمنذ ساعة واحدة

  • الاتحاد

الحرب والسلام: مستقبل الشرق الأوسط

الحرب والسلام: مستقبل الشرق الأوسط يشهد العالم اليوم تصعيداً عسكرياً غير مسبوق مع اتساع رقعة المواجهة بين إسرائيل وإيران، وتدخل الولايات المتحدة رسمياً في الصراع، وضبابية الموقفين الروسي والصيني، ومخاوف دول الإقليم شرقاً وغرباً.. مما ينذر بتحوّل الشرق الأوسط إلى ساحة حرب شاملة قد تتجاوز حدودَ المنطقة، وتهدد الأمنَ والاستقرارَ العالميين. فجر أمس الأحد، نفذت الولايات المتحدة ضرباتٍ جويةً مباشرةً استهدفت ثلاثةَ مواقع نووية في إيران، شملت منشآت نطنز وفوردو وأصفهان، مستخدمةً قاذفاتها العملاقة «بي 2»، وصواريخَها الخارقةَ للتحصينات. الإدارة الأميركية أكدت أن العملية نُفّذت بعد رفض إيران الوصول إلى نهاية سلمية لبرنامجها وطموحاتها النووية، بالتنسيق الكامل مع إسرائيل، وهدفت إلى إنهاء المشروع النووي الإيراني والقضاء عليه نهائياً، وعملت على تقويض قدرات إيران النووية ومنعها من الوصول إلى مرحلة التخصيب الخاص بالأغراض العسكرية. الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الذي فاجأ العالمَ بهذه الضربة العنيفة وغير المتوقعة على الأقل في هذه اللحظة، كان قد منح إيران والعالَم أسبوعين للوصول إلى تسوية سلمية تحقق مطلبه الصعب، وصف العمليةَ بأنها «ضربة ساحقة» قضت على المشروع النووي الإيراني ومسحت المنشآت النووية الإيرانية من الوجود، فيما تحدث رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في كلمة مقتضبة أشاد فيها بقرار الرئيس الأميركي، وبالعملية العسكرية ضد المنشآت النووية الإيرانية، ووجّه الشكرَ لترامب على قراره الذي سيحقق الأمن والسلام بحسب رأيه. فيما وصفت إيران الهجمات الأميركية على منشآتها النووية بأنها إعلان حرب، وتعهدت بالرد العنيف، معتبرةً أن الولايات المتحدة ستدفع ثمنَ تدخلها العسكري. وأكدت طهران التمسكَ بمشروعها النووي الذي وصفته بالصناعة الوطنية. آثار التصعيد لم تتوقف عند حدود إسرائيل وإيران، بل امتدت إلى كل الإقليم، واشتدت المواجهات والمواقف المتأزمة بين أطراف الحرب والكيانات شبه العسكرية الموالية لإيران في المنطقة، ما قد يدفع باتجاه تصعيد أكثر حدةً، لاسيما من قبل جماعة «الحوثي» التي اعتبرت التصعيد الأميركي الإسرائيلي ضد إيران «عدواناً سافراً»، وهددت باستهداف المصالح الأميركية والإسرائيلية في البحر الأحمر، ما قد يفتح الحربَ على احتمال تأزيم جديد يتمثل في فرض حصار بحري يقطع أحد أهم شرايين التجارة الدولية، ويتسبب في الكثير من الأزمات الاقتصادية التي ستؤثر بتبعاتها السلبية على كل دول العالم. وبدوره، أعرب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش عن قلقه العميق، ودعا إلى ضبط النفس والعودة إلى المسار التفاوضي، ووضع حد لهذه الحرب التي تنذر بمزيد من الاتساع والتصعيد، وتأجيج المواقف المتعلقة بهذه المواجهة التي تعتبَر الأخطرَ منذ عقود، بالنظر إلى أن ثلاث قوى رئيسية باتت منخرطة بشكل مباشر فيها، أي إسرائيل وإيران والولايات المتحدة، مما ينذر بوقوع حرب إقليمية قد تتحول إلى مواجهة دولية نووية إن لم يُكبَح زمامُ التصعيد سريعاً. ورغم حدة المخاطر، يقف العالم اليوم على مفترق خطير، فإما أن يُعاد ضبط المسار السلمي والدبلوماسي قبل فوات الأوان، أو أن تدخل المنطقة والمنظومة الدولية بأكملها في مرحلة فوضى أمنية غير مسبوقة. الحرب الحالية ليست كغيرها من النزاعات، فهي تحمل في طياتها خطر التفكك الإقليمي، والانهيار الاقتصادي، والانقسام الدولي، وربما تنفتح على ما هو أسوأ، كاستخدام السلاح النووي كخيار مطروح لأول مرة منذ أكثر من نصف قرن. وتبقى الشعوب وحدها هي مَن عليها تحمّل كل ويلات الحروب وكوارثها، لكن الكارثة هذه المرة قد لا تتيح لها الفرصةَ مجدداً للخروج من الأزمة، ولا حتى في استعادة الأمل بالمستقبل. *كاتبة إماراتية

سؤال الساعة.. هل نعيش حربًا عالمية بلا اسم؟
سؤال الساعة.. هل نعيش حربًا عالمية بلا اسم؟

البوابة

timeمنذ 3 ساعات

  • البوابة

سؤال الساعة.. هل نعيش حربًا عالمية بلا اسم؟

تشهد الساحة الدولية موجة متصاعدة من النزاعات المتشابكة التى جعلت العالم أقرب ما يكون إلى حرب عالمية، لكن دون أن تُسمى كذلك. تبادل الصواريخ بين إيران وإسرائيل، الحرب المستمرة فى أوكرانيا، تصاعد التوتر بين الصين والولايات المتحدة بشأن تايوان، والأزمة المستمرة فى الأراضى الفلسطينية.. كلها أحداث تُظهر أننا نعيش فى مرحلة تاريخية شديدة الاضطراب. صحيفة ألمانية: الصراع بين الديمقراطية والديكتاتورية يزداد خطورة فى النظام العالمى الحالى فى هذا السياق، ترى صحيفة «هاندلسبلات» الألمانية أن العالم يخوض بالفعل ما يمكن وصفه بـ«حرب عالمية لا يُنطق باسمها»، معتبرة أن الصراع الحاصل اليوم لم يعد مجرد حروب إقليمية منفصلة، بل معركة شاملة تدور بين القوى الديمقراطية والأنظمة الديكتاتورية فى أكثر من جبهة حول العالم. على صفحتها الأولى، تصدرت الصحيفة الألمانية بصورة رمزية لكوكب الأرض وقد أصابه صاروخ باليستي، تعبيرًا عن أن العولمة التى وحدت الاقتصادات لعقود مضت، أصبحت اليوم تعنى «عولمة الحروب»، حيث تتشابك خطوط القتال وتتداخل فيها القوى الكبرى والصغرى على حد سوا. وتصف الصحيفة هذه المرحلة بأنها «حرب عالمية لا يُنطق باسمها»، حيث أصبح الصراع بين الديمقراطية والديكتاتورية أكثر خطورة، وتشير الصحيفة إلى أن عولمة الاقتصاد التى ميزت العقود الماضية أفسحت المجال لعولمة الحروب. وبحسب معهد أوسلو لأبحاث السلام، سجّل عام ٢٠٢٤ أعلى عدد من النزاعات المسلحة منذ بدء توثيقها فى عام ١٩٤٦. هذه الحروب أصبحت تتخذ أشكالًا برية وبحرية وجوية وحتى إلكترونية، وغالبًا ما تتداخل فيها أطراف دولية متعددة، مثل مشاركة جنود كوريين شماليين فى الحرب الأوكرانية إلى جانب الروس، واستخدام الحوثيين أسلحة إيرانية لضرب السفن التجارية وإسرائيل. وترى الصحيفة أن تراجع الدور الأمريكى بعد عقود من قيادة النظام العالمى منذ نهاية الحرب العالمية الثانية ساهم فى فراغ استراتيجى تحاول قوى مثل روسيا والصين استغلاله لإعادة رسم توازنات القوة. ويصف بعض المحللين الوضع بأنه نظام عالمى متعدد الأقطاب، لكن "هاندلسبلات" تراه أقرب إلى فوضى عالمية مرشحة لمزيد من التصعيد. القصف الأمريكى لإيران يُبقى أسواق النفط العالمية متقلبة أثارت الضربات الجوية الأمريكية الأخيرة على المواقع النووية الإيرانية حالةً جديدة من عدم اليقين فى أسواق النفط العالمية، مما أثار مخاوف من انقطاعات محتملة فى الإمدادات. ومع ذلك، وبينما يستعد العالم لاضطرابات محتملة، يشير محللو الطاقة إلى أن الخطر المباشر قد يقع على عاتق الصين، المشترى الرئيسى للنفط الإيرانى حاليًا. لو شنت الولايات المتحدة هجومًا مماثلًا على البرنامج النووى الإيرانى قبل ٢٠ عامًا، لكانت أسعار النفط قد ارتفعت بشكل كبير بين عشية وضحاها. ولكن فى حين يُتوقع أن ترتفع الأسعار عند إعادة فتح الأسواق، فإن التأثير طويل المدى للتصعيد الأخير أقل يقينًا بكثير. يوضح مويو شو، كبير محللى النفط الخام الآسيوى فى شركة بيانات السلع العالمية كبلر، أن رد فعل سوق النفط يتوقف على ما إذا كان الصراع سينتشر ويضر بصادرات الخليج. أشار شو إلى أنه "على تجار النفط أن يُقيّموا ما إذا كان الهجوم الأمريكى سيؤدى إلى قتال أوسع نطاقًا يضرّ بالصادرات من الخليج العربي". وقد تؤدى الاضطرابات الكبيرة - مثل تضرر منشآت تحميل النفط أو انقطاع مسارات ناقلات النفط - إلى ارتفاع حاد فى الأسعار. ومع ذلك، يضيف شو: "حتى الآن، لم نشهد اختفاء برميل واحد من السوق". فى حين أن أى عمل عسكرى أوسع نطاقًا من قِبل إيران قد يُعطّل شحنات النفط عبر مضيق هرمز الحيوى - وهو نقطة عبور لما يقرب من سدس تدفقات النفط العالمية - إلا أن مثل هذه الخطوة من المرجح أن تُلحق الضرر الأكبر بالصين. فقد أصبحت الصين زبونًا أساسيًا للنفط الإيراني، حيث تشترى جميع صادراتها تقريبًا منذ أن قطعت العقوبات الأمريكية والأوروبية الطريق أمام المشترين الآخرين. وأى جهد إيرانى لعرقلة الإمدادات قد يُلحق الضرر باقتصادها، ولكنه سيُلحق الضرر بالأساس بالصين، أكبر شريك مُتبقٍّ لها. منذ اندلاع الأعمال العدائية فى ١٣ يونيو/حزيران بالهجوم الإسرائيلى المفاجئ على إيران، ارتفعت أسعار النفط بنحو ١٠٪. وشهد يوم الجمعة انخفاضًا مؤقتًا، إذ أرجأ الرئيس ترامب قرارًا بشأن تعميق التدخل الأمريكى لمدة أسبوعين. ومع ذلك، لا يزال السوق متوترًا. لطالما خشى صانعو السياسات الأمريكيون من أن تستخدم إيران الألغام أو الصواريخ لإغلاق مضيق هرمز، الذى يمر عبره جزء كبير من نفط العالم. وقد ساعدت الصين، التى تشترى حوالى ثلث نفط الخليج العربي، فى التوسط فى تقارب بين إيران والمملكة العربية السعودية قبل عامين، وهى خطوة زادت من اعتمادها على النفط الخام الإيراني. فى المقابل، تستورد الولايات المتحدة الآن أقل من ٣٪ من نفط الخليج، بفضل زيادة الإنتاج المحلى من التكسير الهيدروليكي، وتحولها إلى مُصدّر صافٍ فى عام ٢٠٢٠. رغم انتعاش صادرات النفط الإيرانية العام الماضي، انخفضت بشكل حاد بسبب العقوبات الدولية التى تهدف إلى وقف طموحاتها النووية. ومع تكثيف الصين مشترياتها عقب جهودها الدبلوماسية مع المملكة العربية السعودية، استفادت من خصومات كبيرة على النفط الخام الإيراني. ومع ذلك، يُصرّ قادة الصين على أن هذه العقوبات غير مُلزمة، لأن الأمم المتحدة لم تُصادق عليها رسميًا. يُبرز هذا الموقف تعقيدات تطبيق العقوبات العالمية والحسابات الاستراتيجية التى تواجه بكين. بالنظر إلى المستقبل، لا يزال مصير صادرات النفط الإيرانية على المدى الطويل غير واضح. سيعتمد الكثير على ما إذا كان الصراع سيشتدّ، وكيف تتطور العقوبات، وما إذا كان من الممكن إحياء القنوات الدبلوماسية لتجنب أزمة إمدادات أعمق. الجيش الأمريكى يعود إلى حروب الشرق الأوسط الضربات على إيران تعيد واشنطن إلى قلب الصراع فى الشرق الأوسط أعادت الضربات الأمريكية الأخيرة على المنشآت النووية الإيرانية الجيش الأمريكى إلى قلب الصراعات فى الشرق الأوسط، مُمثلةً تحولًا جذريًا عن سنوات من تقليل التدخل المباشر فى المنطقة. وقد وضع البنتاغون قواته فى حالة تأهب قصوى، استعدادًا لما وصفه المسئولون برد إيرانى شبه مؤكد ضد أكثر من ٤٠ ألف جندى أمريكى منتشرين حاليًا فى قواعد وسفن حربية إقليمية. أعلن الرئيس دونالد ترامب عبر وسائل التواصل الاجتماعى أن الضربات استهدفت ثلاثة مواقع إيرانية حيوية، بما فى ذلك منشأة فوردو المحصنة تحت الأرض. ووفقًا لمسئول أمريكي، تضمن الهجوم ست قاذفات من طراز B-٢ أسقطت اثنتى عشرة قنبلة خارقة للتحصينات وزنها ٣٠ ألف رطل - وهى قنبلة GBU-٥٧ الخارقة للذخائر الضخمة - على فوردو، وهى خطوة يُعتقد أنها "أخرجت المنشأة من دائرة النقاش". شهدت العملية أيضًا إطلاق غواصات بحرية ٣٠ صاروخًا كروز على نطنز وأصفهان، بينما أسقطت طائرة أخرى من طراز B-٢ قنابل خارقة للتحصينات على نطنز. هذه هى المرة الأولى التى تستخدم فيها الولايات المتحدة أقوى قنابلها الخارقة للتحصينات فى القتال، مما يُبرز أهمية الهدف ونطاق العملية. البنتاجون مستعد للتصعيد أكدت وكالات الاستخبارات الأمريكية، التى تحدثت دون الكشف عن هويتها، اكتمال الضربات المخطط لها على المواقع النووية، وأنه لا يُتوقع شن هجمات لاحقة ما لم ترد إيران. ومع ذلك، لا يزال القادة العسكريون على أهبة الاستعداد للرد السريع. تأتى هذه الضربة بعد أكثر من أسبوع من الهجمات الإسرائيلية على المنشآت الإيرانية، والتى دفعت المنطقة بالفعل إلى حافة الهاوية. يمثل الإجراء الأمريكى تتويجًا لسنوات من تخطيط البنتاغون - خطط لم يعتقد الكثيرون أنها ستُنفذ بهذه السرعة. شمل رد إيران الفورى وابلًا من الصواريخ وعروضًا متجددة للعودة إلى المفاوضات بشأن برنامجها النووي، مما يُشير إلى التحدى والوعى بمخاطر التصعيد. التحدى الفريد لفوردو والقنبلة الخارقة للتحصينات بُنيت منشأة فوردو فى عمق جبلى لحمايتها من أى هجوم. الجيش الأمريكى وحده هو من يمتلك قنبلة GBU-٥٧ والطائرة القادرة على إطلاقها؛ وقد رفضت الإدارات السابقة مشاركة هذه القدرات مع إسرائيل، التى لا تستطيع قواتها الجوية الوصول إلى مثل هذه المواقع شديدة التحصين. يتميز تصميم القنبلة بغلاف فولاذى سميك يسمح لها باختراق الصخور والتربة والخرسانة المسلحة قبل تفجيرها، مما يضمن قدرتها على تدمير حتى أعمق المخابئ المدفونة. تمتلك إيران خيارات انتقامية عديدة. ووفقًا لمسؤولين عسكريين أمريكيين، قد تحاول طهران إغلاق مضيق هرمز الحيوى - وهو ممر مائى ضيق يمر عبره ربع النفط العالمى و٢٠٪ من الغاز الطبيعى المسال. وقد هدد المسئولون الإيرانيون بزرع ألغام فى المضيق إذا عززت الولايات المتحدة تدخلها، مما قد يؤدى إلى ارتفاع حاد فى أسعار الطاقة العالمية. تحسبًا لمثل هذه التحركات، بدأت كاسحات الألغام التابعة للبحرية الأمريكية وسفن أخرى بالانتشار للحد من التعرض للهجوم. كما عزز البنتاغون دفاعاته الجوية وزاد من نشر الطائرات المقاتلة فى جميع أنحاء المنطقة، بما فى ذلك طائرات متطورة من طراز F-٢٢ وF-١٦ وF-٣٥ متمركزة فى قواعد رئيسية. تعزيز القوات الأمريكية تم نقل طائرات تزويد وقود إضافية تابعة للقوات الجوية الأمريكية إلى أوروبا لدعم العمليات المحتملة، وتتمركز حاملة الطائرات كارل فينسون - المجهزة بـ ٦٠ طائرة، بما فى ذلك طائرات F-٣٥ - الآن فى بحر العرب. ألغت مجموعة حاملة الطائرات نيميتز زيارة ميناء فى فيتنام للانضمام إلى العمليات الإقليمية، مما يؤكد حجم الاستعدادات الأمريكية. يُذكرنا الهجوم على فوردو بالغارة الجوية الإسرائيلية عام ١٩٨١ على مفاعل أوزيراك العراقي، والتى شلت طموحات بغداد النووية. ومع ذلك، شكّل بناء فوردو المدفون تحت الأرض تحديًا غير مسبوق، إذ تطلب ذخائر ومنصات أمريكية متخصصة. سبق للجيش الأمريكى أن تعرّض لردّ إيراني. فعندما أمر ترامب بقتل قائد عسكرى إيرانى كبير فى بغداد خلال ولايته الأولى، ردّت إيران بهجمات صاروخية على القوات الأمريكية فى العراق، مما أسفر عن أكثر من ١٠٠ إصابة دماغية رضية وإسقاط طائرة مدنية بشكل مأساوي. يحذّر محللون عسكريون من أن قواعد الصواريخ الإيرانية - وهى فى حالة تأهب بالفعل - تقع على مقربة من المنشآت الأمريكية فى البحرين وقطر، مما يجعل القوات الأمريكية عرضة للخطر بشكل خاص. مع عودة الولايات المتحدة إلى الانخراط العسكرى فى الشرق الأوسط، لا يزال خطر المزيد من التصعيد قائمًا. وبينما يُؤكد مسئولو البنتاجون عدم وجود خطط لضربات إضافية، فإن الوضع متقلب. ويعتمد تجنّب الولايات المتحدة للانجرار إلى صراع طويل الأمد على ضبط النفس الإيرانى والاستعداد الأمريكي. ضربات ترامب ضد إيران.. دعم جمهورى وانتقادات ديمقراطية أثار قرار الرئيس الأمريكى دونالد ترامب بتوجيه ضربات جوية إلى المواقع النووية الإيرانية ردود فعل متباينة داخل الساحة السياسية الأمريكية. فقد أيد قادة الحزب الجمهورى فى الكونجرس هذا القرار بشدة، واعتبروا أنه يأتى فى إطار موقف حازم ضد امتلاك إيران للسلاح النووي. وأكد رئيس مجلس النواب مايك جونسون، الذى كان على اطلاع مسبق بتفاصيل العملية، أن «ترامب» يطبق موقفه الثابت ضد التهديد النووى الإيرانى بدقة ووضوح، بينما شدد زعيم الأغلبية فى مجلس الشيوخ جون ثون على ضرورة التصدى للمساعى الإيرانية لامتلاك أسلحة نووية. من جانبه، وصف السيناتور الجمهورى ليندسى جراهام الهجوم بأنه قرار صائب ويستحقه النظام الإيراني. فى المقابل، أعرب عدد من النواب الديمقراطيين، إلى جانب بعض النواب الجمهوريين من التيار المحافظ المتشدد، عن تحفظاتهم على هذه الضربات، وأكد زعيم الأغلبية الديمقراطية فى مجلس النواب حكيم جيفريز، أن ترامب خدع الشعب الأمريكى بشأن نواياه الحقيقية، واتخذ قرارًا خطيرًا دون العودة إلى الكونجرس، كما ينص عليه الدستور. كما حذر السيناتور الديمقراطى تيم كين من تكرار أخطاء الماضى والزج بالولايات المتحدة فى حرب غبية ثالثة فى الشرق الأوسط، وفى الاتجاه نفسه، شكك النائب الجمهورى وارن ديفيدسون فى دستورية القرار، رغم احتمالية صحته من الناحية الاستراتيجية. بالتوازى مع ذلك، أعلنت إسرائيل رفع حالة التأهب فى جميع أنحاء البلاد بعد الهجوم الأمريكي، حيث قررت السلطات الانتقال إلى النشاط الأساسى الذى يتضمن تعليق الأنشطة التعليمية والتجمعات العامة والاقتصار على عمل القطاعات الحيوية فقط. وفيما يتعلق بالآثار النووية المحتملة، أكدت الوكالة الدولية للطاقة الذرية أنه لم يتم حتى الآن رصد أى ارتفاع فى مستويات الإشعاع خارج المواقع الإيرانية المستهدفة. كما أشار المركز الوطنى للسلامة النووية فى إيران وهيئة الرقابة النووية السعودية إلى عدم وجود أى مؤشرات على تلوث إشعاعى فى محيط المواقع التى تعرضت للهجوم. وأعلن المدير العام للوكالة رافائيل جروسى عن عقد اجتماع طارئ لمجلس محافظى الوكالة لمناقشة تطورات الوضع. وفى سياق متصل، أفادت وسائل إعلام إيرانية رسمية أن المواقع التى استهدفتها الضربات الأمريكية كانت قد أُخليت من المواد المشعة قبل الهجوم، ما خفف من حدة الأضرار البيئية المحتملة.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store