
الشركة الأردنية لإنتاج الأدوية تحتفل بعيد الاستقلال
جفرا نيوز -
أقامت الشركة الأردنية لإنتاج الأدوية كرنفالًا وطنيًا مهيبًا احتفاءً بالذكرى التاسعة والسبعين لاستقلال المملكة الأردنية الهاشمية،
وذلك برعاية متصرف لواء الجيزة، محمد بريزات، وبحضور رئيس مجلس إدارة الشركة الدكتور عبد الجبار الكبيسي، وأعضاء مجلس الإدارة، والإدارة التنفيذية، وكافة موظفي الشركة .
استُهل الحفل بعزف السلام الملكي وتلاوة مباركة من آيات الذكر الحكيم، ثم ألقى المتصرف بريزات كلمة عبّر فيها عن فخره واعتزازه بهذه المناسبة الوطنية الغالية، مؤكدًا أن يوم الاستقلال يشكل علامة فارقة في تاريخ الأردن الحديث، ويجسد الانطلاقة الحقيقية لبناء الدولة الأردنية بقيادتها الهاشمية وشعبها الأصيل.
وقال بريزات نحتفل اليوم بيوم الأردن الأول، يوم التحرر والانطلاق نحو المستقبل. إنه يوم الإنجاز، حين تحققت السيادة على القرار، وبدأت مسيرة بناء وطنٍ آمنٍ ومستقر في قلب منطقة مضطربة.'
وأشاد بريزات بالدور الوطني الرائد الذي تقوم به الشركة الأردنية لإنتاج الأدوية، مثنيًا على مساهمتها الفاعلة في دعم القطاع الصحي محليًا ودوليًا.
من جانبه، عبّر الدكتور الكبيسي، عن اعتزازه بهذه المناسبة، مؤكدًا أن عيد الاستقلال هو مناسبة متجددة لتأكيد الولاء والانتماء، واستلهام العزم لمزيد من البناء والإنجاز.
واختار الكبيسي أن يترجم مشاعره الوطنية بقصيدة شعرية كتبها خصيصًا للمناسبة، ألهبت مشاعر الحضور بمضامينها الوطنية الصادقة وصورها البلاغية المؤثرة، وجاء في مطلعها:
تملًكني الفخارُ وبي تنامى
فطاب العيشُ في بلد النشامى
أتينا اليوم نحتفلُ إعتزازاً
بيوم عزًهُ عمَ الأناما
به نال الجميع ذُرى المعالي
وصار المجد للشعبِ إعتزاما
وفيه قد إعتلى ملك بلادي
بنبضِ الشعب فاستعلى مُقاما
سلاماً يا بلاد العزّ يُهدى
من القلبِ المحب لكم سلاما
وسيدنا المليكُ له التحايا
على الأغصان تُزهرُ بالخزامى
ولَي العهد يا نبراسا
يزهو لك التبريك منا وإحتراما
ففي إستقلالِ أٌردن النشاما
جعلت الفجر في صدري وساما
أٌباهي بالمليك وفيه فخري
فعبد الله قد صان الذماما
وأوقد في الفؤادِ شُعاع عزٍ
تأصًل فاستبان به إحتداما
حفظت الأرض يا رمزاً تساما
ومنك الشعب قد نال إحتراما
فيا بلد المفاخرِ فيك أُمسي
بأمنٍ والحدود لنا حِزاما
رجال الحدّ والأبطال ُ دوماً
يصدون المكائد والسهاما
أدام الله عزّك يا بلادي
وربُ العرشِ قد رفع المقاما
هنا نسلُ النبوة خيرُ نسلٍ
بظلّهمُ يطيب بنا الغماما
فهبّ الشعبُ يحتفل إبتهاجاً
يقيم الحب والمرسى هُياما
هو اليومُ الأغرُ نشيدُ فخرٍ
نشيدُ لحنهُ في الناس داما
يردده الجميع بكل عيدٍ
يدوم بأرضنا عاماً فعاما
وقد حظيت القصيدة بتفاعل كبير من الحضور، الذين عبروا عن فخرهم بما حملته من معانٍ وطنية عميقة.
بدوره، ألقى الدكتور عبد الحميد سنقرط، المدير التنفيذي للشركة، كلمة أكد فيها أن الاستقلال هو مناسبة لتجديد العهد مع الوطن، مشيرًا إلى أن الشركة تواصل التزامها بدورها الحيوي في دعم صحة المواطن داخل الأردن وخارجه.
وقال سنقرط ان الاستقلال ليس مجرد لحظة تاريخية نحتفل بها، بل هو التزام يومي بالعمل والإخلاص والعطاء. ونحن في الشركة الأردنية لإنتاج الأدوية نؤمن بأن النجاح في مهمتنا الصحية هو جزء من مساهمتنا في رفعة هذا الوطن العزيز.'
وفي ختام الحفل، شارك الحضور في مراسم رفع العلم الأردني، رمز العزة والسيادة والوحدة، وسط أجواء وطنية مفعمة بالفخر والانتماء، عكست روح المناسبة ومعانيها الخالدة في نفوس الأردنيين.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة

السوسنة
منذ 2 ساعات
- السوسنة
تفسير حلم الصلاة في المنام
السوسنة- يرى الإمام ابن سيرين أن من يرى نفسه يصلي في المنام وهو مهموم أو مكروب، فإن رؤياه تشير إلى انفراج الكرب وزوال الغم، وسداد الديون، وتحسّن أحواله نحو الأفضل.أما من يرى أنه يؤدي السنن والنوافل، فذلك دليل على طهارة القلب، وصفاء النفس، وعلوّ الروح، إلى جانب الصبر على الشدائد.ويدل حلم الصلاة عامةً على أن الرائي مستجاب الدعاء، يسلك طريق الطاعة، ويذكر الله في كل أحواله. كما تشير إلى الفرج القريب، والسعادة، وتبدل الحال للأفضل.رؤية الصلاة في المسجد تُعبّر عن تحقيق الأمنيات التي طال انتظارها، وبلوغ الأهداف رغم الصعوبات، ما يعكس التزام الحالم بالحلال وتجنبه المعاصي.أما من رأى أنه يصلي صلاة الجمعة دون إتمامها كما ينبغي، فهذا يشير إلى تعثر أموره، وكثرة المشكلات في حياته.وترمز صلاة الجماعة في المنام إلى الاجتماع على الخير والتقوى، وهي في منام الفقير بشرى بتسديد الديون ونيل الرزق والبركة.أما الصلاة في وقتها فهي علامة على المسؤولية وحسن اتخاذ القرارات. وعلى النقيض، من يرى نفسه يصلي عكس القبلة، فهذه دلالة على ارتكاب الذنوب والمعاصي والبعد عن الطريق المستقيم.حلم الصلاة في المنام للمرأة والرجلحلم الصلاة في المناموحلم الصلاة للفتاة يرمز إلى فرج لها ونقلة من وضع لا تحبه إلى وضع آخر تتمناه بكل لهفة. ويدل علي صلاح حالها وسمو روحها وتحليها بالخُلق الرفيع وانتسابها للبيت الكريم والسلاسة الموقرة. ورؤيا صلاة الجماعة في المنام للفتاة ترمز إلى صلة الرحم والرباط المتين الذي يجمع أفراد عائلتها على عمل الخير. ورؤيا الصلاة للطالبة في أي مرحلة تعليمية، تدل على النجاح والتوفيق والنبوغ وتحقيق كافة أهدافها تدريجياً، والصلاة كذلك ترمز إلى خصال زوجها أو شريكها المستقبلي حيث يتصف بالكرم والتدين وإقباله على الله والحق وتجنبه للباطل ومواضع الشبهات. وإذا رأت أنها تصلي ثم قاطعها أحدهم عن إكمال الصلاة، فتلك إشارة إلى الأمور غير المُكتملة وتعطل بعض الأهداف المستقبلية. وإذا رأت الفتاة أنها تصلي لغير القبلة في منامهاـ دل ذلك على تمسكها بالزواج من رجل لا يعبد الله عبادة صحيحة. كما دل على أن مالها حرام ولابد أن تبتعد عنه فوراً، وإذا رأت الفتاة أنها تصلي صلاةً صحيحة في الحلم فهي تنجو من أمرٍ يخيفها أو تحصل على ما تتمنى، كما يدل على الزواج المبارك أو الدخول في أمرٍ نافعٍ وفيه بركة. وتشير الصلاة في الحلم إلى الفرح والسعادة القادمة، ويمكن أن تعكس أيضًا حالة من الاطمئنان النفسي. ولو كانت البنت تعمل في أحد الوظائف وحلمت بالصلاة يكون من علامات ترقيها في العمل الحالي والحصول على منصب مميز.وحلم الصلاة للمتزوجة يدل على الحياة الزوجية المستقرة وصلاح الأحوال والتمتع بقدر كبير من الاتزان النفسي والرضا العاطفي. وإن كانت المرأة عاقر، فتلك دلالة على الإنجاب في القريب العاجل وتحسن وضعها العاطفي. والرؤيا تبشرها بالرزق الوفير والبركة في الحياة. وقطع الصلاة في المنام للمتزوجة يدل على مقاومة هوى النفس ووجود ما يشتتها عن البرّ والعبادة، وحلم الخطأ في الصلاة للمتزوجة قد يدل على الأخطاء والذنوب أو الرياء، والصلاة إلى غير القبلة في المنام للمتزوجة تدل على ذنبٍ تتستر عليه أو إثمٍ تحمله بسبب فتنة. ورؤيا المتزوجة بأنها إمام في الصلاة بدلًا من زوجها فذلك قد يؤول إلى أنها متكبرة ومغرورة تحاول أن تكون هي المسيطرة على زوجها وأولادها. ورؤيا الصلاة في منام المتزوجة تشير إلى الحاجة للابتعاد عن الفتن أو المشاكل التي قد تواجهها في حياتها الزوجية. وتدل رؤيا المتزوجة وهي تصلي جماعة مع زوجها وأبنائها على الرزق الكثير والبركة التي تعم على عائلتها.ورؤيا الصلاة في المنام للرجل تدل على الهداية والتوبة وتيسير الأمور العسيرة، ورؤيا الصلاة في الحلم للرجل المتزوج تدل على الفرج والخروج من محنة، وحلم الصلاة للأعزب يدل على زواجه المبارك أو تيسير أموره، ومن رأى أنه يصلي في المنام وهو لا يصلي في الحقيقة فهذا تذكيرٌ له بالصلاة ودعوى للهداية. وإذا رأى الرجل أنه يصلي إماماً بالناس فهذا يدل على الأمر بالمعروف أو تحمّل مسؤولية غيره بصدق وأمانة، وإذا رأى الرجل المتزوج أنه يصلي فروضه في المنام مع أسرته فذلك قد يؤول إلى أنه يعيش حياة هادئة مستقرة مع أهل بيته. ورؤيا الصلاة داخل المسجد في المنام. علامة طيبة على الخير الذي ينال هذا الرجل في الدنيا وفي دينه، ورؤيا الصلاة تشير إلى التزام الرجل بتعاليم دينه وطاعته لله، مما يعكس سلوكه المستقيم وحسن نيته. وتدل رؤيا الصلاة على النجاح في العمل أو الدراسة، كما يمكن أن تعكس تحقيق أهدافه وطموحاته. وتشير الصلاة في حلم الرجل إلى الاستقرار في الحياة الزوجية والعائلية، وعلامة على الحماية من المشكلات أو الفتن التي قد تواجهه في حياته. وتدل رؤيا الرجل أنه يصلي بغير وضوء على ارتكابه للكثير من الذنوب وعليه التوجه إلى الله والتوبة. ورؤيا المتزوج أنه يذهب للصلاة في المسجد تدل على إنجاب زوجته لأبناء صالحين وبارين به وبأمهماقرأ المزيد عن:


الانباط اليومية
منذ 3 ساعات
- الانباط اليومية
عمرها 49 عامًا فقط… وفاة فنانة معتزلة
الأنباط - توفيت الفنانة السعودية المعتزلة سارة الغامدي، صباح الجمعة الماضي، ورحلت في هدوء بعيدا عن أضواء الإعلام عن عمر يناهز 49 عامًا، بعدما كانت قد اعتزلت منذ فترة طويلة. وتوفيت في مدينة جدة، بعد صراع مع مرض عضال استمر نحو عام. وكانت الغامدي قد خضعت في وقت سابق للعلاج من ورم خبيث، وتماثلت للشفاء وغادرت المستشفى، قبل أن تعاودها المضاعفات بشكل مفاجئ أخيرا، وتدخل على إثرها في مرحلة حرجة انتهت بوفاتها. ونعتها الإعلامية سهى الوعل، بقولها عن عمر 49، رحلت الإنسانة الحبيبة والفنانة الجميلة سارة الغامدي بعد عام من المعاناة مع ورم خبيث في الوجه.. رغم أنها كانت قد تماثلت للشفاء وغادرت لكنها عادت بشكل مفاجئ ليتهاوى كل شيء سريعاً الأسبوع الماضي.. وأضافت «سارة بالنسبة لي ولعائلتي ليست مجرد شخص نعرفه، بل صديق طيب أصيل ونبيل يعلم الله لأي درجة أنا حزينة وأنا أنقل لكم تفاصيل هذا الخبر».. سارة الغامدي، واسمها الحقيقي نجاة الغامدي، وُلدت في 25 نوفمبر 1975 بمدينة جدة، وبدأت مشوارها الفني عام 1996.

الدستور
منذ 4 ساعات
- الدستور
أبعاد مرايا الظل في ديوان لا بد من حيفا للشاعر عبد الناصر صالح
الدكتورة مريم أبو بكر بين جرحين يؤسس عبد الناصر صالح عَبْر ديوانه «لابد من حيفا» لقيامة الحرية وانبعاث الكلمة ومرايا ضوء السكينة والسلام. وبهدوءِ ضجيجِ الصمت يُعلن عن «آخر الشعراء» برسالة شعرية إلى صديقه الشاعر الراحل حلمي سالم، تَرجم فيها نص الغياب حتى شرب من غيم الكوابيس، واختنق برموز السّحاب المكتوب بصوت السماء؛ ليكشف عن سرٍّ نازف في جسم الحقيقة حتى شَغَلَت حروفه حيِّز الفراغ؛ يقول الشاعر: «يشربُ غيمَ الكوابيسِ/ تخنقه لفحة القيظِ وهو يفكُّ رموزَ السّحابِ/ يترجمُ صوت السّماء/ لكي يتعلم نصّ الضحيّةِ/ يكشفُ في سرّهِ عن نزيفٍ سيأتي/ ويُبقي الحروف على حيِّزٍ من فراغٍ/ طلولًا تؤانس عُزلتها». ينثر الشاعر نزيف نور كلماته على شرفات شبابيك مُطفأة، وفي غياب الحضور يناجي أُمه وطنه «فلسطين»، يدقُّ باب الشمس المخضب بكثير من الرؤى خلف الغمام، مسكونة بالرياحين والندى أملًا في انعكاس بريق الحلم والحرية قائلًا: «يدقُّ بابَ الشّمسِ/ يجلبُ نورَها للأرضِ مُنسجمَ الرّؤى/ أمي تَهِلُّ كما الضُّحى خَلْفَ الغمامِ/ بِوَجْهِها المَسْكونِ بالرّيحانِ/ والألقِ النّديِّ/ تهلّ مِن أملٍ تعثّر في بريقِ الحلمِ». ومن غرفة زجاجية تنادي حيفا وترقب نبض الواقع في عزلة مرايا الظل، تضيء عتمة غياهب البحر، بفاه القصيدة وحروف الإقصاء والغياب في المسامات المنسية تعيدها صحوة الميلاد، والحقيقة في قضاء الله وحده، وبزمن بين صُبحين، يقول الشاعر: «حَيْفا تُنادي/ والبيوتُ تردُّ مِنْ شَغَفٍ على قَرْميدِها/ فاهُ القصيدَةِ مُفْعَمٌ بِحُروفكَ الأشْهى/ وَنْبَرَةِ صَوْتكَ الجبَليّ في الأسْحارِ/ فاصْبِرْ في الغيابِ». يكشف عبد الناصر صالح عن نبوءة ياسمين الروح، وأمل الشتاء، وربيع المَعْنى، ثم يُعيد تشكيل الخطاب لتكتمل صورة البوح في أبعاد الصدى، ويَعْبُر المدى بين ذاكرتين بوجع الفراق، قائلاً: «منْ مَواعِظَ فوقَ خَطّ المَوْتِ/ أن تحمي النّبوءةُ زَرْعَها/ من أينَ أدخلُ يا تُرى؟/ حَتّامَ يُجْهِضُ حُلمَنا نبأُ الفُراقِ/ فكيفَ نخْتَتِمُ المسافَة بينَ ذاكرتَيْنِ تَلتَحِمانِ». ويَنْقُش الشاعر على محراب جذع الشجرة والهوية تجربة أبدية الوجود، ويتبع بوصلة الوطن وإن حال دونه المنفى، ليعيش بين واقعين وحُلم؛ إذ يقول: «أحبـــــــك يــــا قطعــــةً من كياني/ ومبعَــــــثَ فخــــــريَ بيــــنَ الأنــــامْ/ وإن حـــــــالَ بينـــي وبينكِ سجنٌ/ وشوكُ المَنافي سَرى في العِظامْ/ وحاصَرَني الحُزْن من كلّ حدبٍ/ وأوْهَتْ خُطــــايَ الهمــــومُ الجِسامْ/ أشــــــدُّ الرِّحــــــالَ إلى طولِكَـــــــرْمٍ/ ففــي طولِكَـــــرْمٍ يطيـــبُ المقــــــامْ/ ألا فَـــــلْتَـــظَلّــــــــي لنـــــــا صـــــورةً/ تُتَـــــوَّجُ بالغـــــارِ عامًـــــــا فعـــــــامْ». يرصد الشاعر مَمالك تحمي غَرْسها مُمتحِنًا القوافي لتحكي روايتَها، في وصية مخبوءة في تيهِ الرّمل، مدفون على قيد الإفصاح عن ظل إطلالته، قائلًا: «تَبْني مَمالِكَها وَتَحميَ غَرسَها/ عمرًا مُصابًا بالدّوارِ يشقّ عظمَ الصَّدرِ/ يَمْتحنُ القوافي مُرْفَقًا بِنزيفِها.../ للقلب صَحْوَتُهُ،/ فهل راوَغْتَهُ دهرًا؟/ هنا إطلالَةٌ تحكي روايتَها../ أجل../ ماذا دَفَنْتَ هناكَ بينَ ظِلالِها/ .../ وَصيّةً مَخْبوءةً بالرّمل». وبين ركعتين يبوح عبد الناصر صالح في خطابه بأسماء كاملة كُتِبَت على جدران حيفا فلسطين، في رسائل شعرية تُرَبِّتُ على كتف الحقيقة حتى تتنفس اللغة عُمْق المعنى، وتُفْصِح عن الهوية والوصية والجياد؛ إذ بانت سعاد، قائلًا: «لابُدّ مِن حيفا لنسجُدَ رَكْعَتَيْنِ/ ونُدْخِلَ المَعْنى شَهيًّا سائِغًا للسّرْدِ/ .../ هل ترى حيفا؟/ كأنّكَ تَكتبُ الأسماءَ كاملةً على جُدْرانِها../ لهمُ الرّمادْ/ ولكَ الهويّةُ/ والوصيّةُ والجِيادْ/ .../ فازْرَعْ غِراسَ النَّخلِ/ قد بانَتْ سُعادْ...». بين قذيفتين ومخلبين وتحت ظلال المرايا تتفاعل السماء مع الأرض، ليكشف الشاعر عن شرخ الصدى، ويتنامى الحلم في ندوف القطن ليؤكد أن البحر أُمْنية، ويرسو على شطآن البوح؛ قائلًا: «بين قذيفتيْنِ ومِخْلَبَيْنِ/ ألا ترى؟/ عيناكَ تكتشفانِ في شَرْخِ الصّدى خَطْوَ الثّعابينِ/ استَفَقْتَ مُعَزّزًا وأضَفْتَ نيشانًا لأَنْساقِ القرى/ سبعٌ عِجافٌ قد مَرَرْنَ وجاءَ عامُ الخَصْبِ/ -كَمْ عَصَفَ الشّتاتُ بِهِ-». يُطوّف عبد الناصر صالح في أروقة القصيدة، باحثًا في أبعاد دخان المرايا، في عَدَميّة الرماد يُترجم السراب، ليُخْرِجَ تفاصيل الحكاية ويختصر الزمان، يؤرقه التأمل بيقين لغته، ثم يكسب الرهان ويستريح في معاني حروفه، يَنْشُد الندى، قائلًا: «لكِ أَنْ تُضيئي في رياحِ الشّعرِ مِحْرابي/ لِتَنْصَهِرَ القصيدةُ بالنَّدى/ قَلَمي سَيَبْقى رًهْنً عادَتِهِ/ يُجَمِّعُ في لِحاظِكِ ما تَرَقْرَقَ من رياحِ الشِّعْرِ/ كَيْ يَبْقى يُرَتّلُهُ/ بِرَغْمِ الخَوْف والنُّكرانِ/ لا يَنْفَكُّ يُرسِلُهُ/ إلى مُدُنِ الحِصارِ إذا تَفَتَّحَ لَونُها». يَسْتَل الشاعر أحجية القصيدة من ظل الندى وروح المدى، مِدادها ليل مبلل بسراب تميمة نجم الضُّحى، ومن رحيق الصحائف يرتوي السّحاب، لتتقدم الشمس خطوة نحو الأمام مُعْلِنة بصوت السّلام عن حَلّ اللُّغز بِوحي الخيال، قائلًا: «انتبه للشمس راهبة تطل على المدى/ لك وشمسها الأبدي إن لاح الغياب/ ولك الصحائف ترتوي برحيقها/ ولك السحاب..». ومن أبعاد ظل المرايا تنبع الحكاية، وعلى نهج الحنين مرادفًا للحزن هدير الحرب، وثورة المعنى حيث لا غُربة ولا غَرابة، وعلى ناصية القلب تُنْقَشُ الكتابة، يدخل أمير الشعر للقوافي نازفًا ليطفئ الحَنّونُ شيئًا فشيئًا عالم الليل بالندى، يقول عبد الناصر صالح: «أنا أميرُ الشِّعرِ،/ أَدْخُلُ للقَوافي من شذى شاماتِها/ مَشْفوعةً بِأصابعِ الوصلِ القديمِ/ أنا مَسيحُ حُروفِها الجَوّالِ/ والمَنْفيُّ في المَعْنى/ أَبيعُ الحزنَ مَغْروسًا بخاصِرَتي/ نَزَفْتُ، وأطفأ الحَنّونُ نُدْبيَ../ .../ تَخْتَفي شيئًا/ فشيئًا..». ويتم الشاعر صلاتَه في محراب الشهيد، ويطَوف حول سرداب النجم ليعتلي سماء النصر، ذاكرة رطبة في أعالي السجن والصبّار يمحو رحيق العمر في واحات الصبر، يقول عبد الناصر صالح: «واكمل صلاتِكَ مِثلَ صوفيٍّ أمينٍ/ كي ترى إضبارةَ الشّهداءِ/ تلمَعُ كالطّلوعِ/ هنا يقينُكَ في طوافِ السّجنِ/ يَكْشِفُ الخُطى/ .../ سماؤُكَ عِقْدُ أسئلةٍ سَتَجْهَرُ بالخُصوبَةِ،/ مِثلَ ذاكِرةٍ مُرَطّبَةٍ/ فهل تَصِلُ الصّلاةَ إلى أعالي السّجْنِ/ فاصعَدْ/ مِثلما الصَّبارُ يَعْصُرُ مُهْجَةَ الأَسْفَلْتِ/ كي يَمْحو الخَرائِبَ/ علّنا نَصْطادُ في الواحاتِ رائِحَةَ الجُدودْ...». تسكن بيت القصيد في ديوان «لابد من حيفا» رسائل شعورية تعكس حالات القهر والسجن والعزلة، تخرج من أعماق وجع الفلسطيني ومعاناته، فتُظهِر أبعاد الخطاب في مرايا الظل قصص الشهداء والأسرى والمناضلين المحكومين قسرًا مدى الحياة، تناظر ديمومة إشعاع الشمس في صِدقها، وتختزل حرية الوعد المنتظر على أغصان واقع الياسمين، وتعكس رؤى في مرآة التجربة بعيدة الصدى، مكان يراوح بين الحقيقة وركام المشاعر ونزف الكلمات ونزوح الروح، تلجأ الفكرة إلى عقل الزمان، تُمزِّق ظلمة أبعاد مرايا الظل وما بعد، والله وحده يعدل بين أطراف الحكاية..