logo
أمريكا والصين ..  صراع العمالقة وفرص الأردن الصاعدة

أمريكا والصين .. صراع العمالقة وفرص الأردن الصاعدة

السوسنةمنذ 2 أيام

تتصدر الولايات المتحدة والصين المشهد الاقتصادي العالمي باعتبارهما أكبر اقتصادين من حيث الناتج المحلي، حيث تحافظ الولايات المتحدة على الصدارة بناتج يتجاوز 27 تريليون دولار، بينما تواصل الصين تضييق الفجوة بناتج يبلغ نحو 18 تريليون دولار. وبرغم الفارق في الحجم الاسمي، فإن الصين تتفوق في بعض المقاييس مثل تعادل القوة الشرائية، ما يعكس تحولات تدريجية في موازين القوة، وفي عام 2025 تجاوز النمو الاقتصادي الصيني التوقعات بنسبة 5.4%، بينما تباطأ النمو الأمريكي في ظل تشدد السياسة النقدية.
من ناحية التضخم، نجحت أمريكا إلى حد كبير في كبح جماحه عند 2.3%، لكنها حافظت على أسعار فائدة مرتفعة نسبياً، مما أبطأ النشاط الاستثماري. أما الصين، فتواجه تضخماً شبه منعدم، بل يقترب من الانكماش، مما دفعها نحو سياسات نقدية تيسيرية تستهدف تحفيز الطلب المحلي، وهو ما يعكس اختلافات جوهرية في طبيعة التحديات التي يواجهها كل اقتصاد.
تشير بيانات سوق العمل إلى استقرار نسبي في الولايات المتحدة مع بطالة عند 4.2%، فيما لا تزال الصين تعاني من ارتفاع بطالة الشباب، رغم تراجع المعدل العام إلى 5.1%. هذه الفجوة في فرص العمل بين الأجيال تثير تساؤلات حول فعالية السياسات التعليمية والتدريبية في الصين ومدى مواءمتها لاحتياجات السوق.
في الجانب التجاري، تستمر الصين بتحقيق فوائض تجارية ضخمة، مستفيدة من قوتها التصديرية، بينما تعاني الولايات المتحدة من عجز مزمن في ميزانها التجاري، وعلى الرغم من بوادر تهدئة في الحرب التجارية بين البلدين، فإن التوترات لا تزال تؤثر على استقرار سلاسل التوريد وتدفع الدول نحو تنويع شركائها التجاريين.
الديون العامة تمثل تهديداً واضحاً لاقتصاد الولايات المتحدة، إذ تجاوزت 36 تريليون دولار، بينما تحاول الصين الحفاظ على التوازن المالي رغم الضغوط المتزايدة نتيجة أزمة القطاع العقاري وكلا البلدين يواجهان تحديات تتعلق بالاستدامة، لكن السياق الصيني أكثر ارتباطاً بتعقيدات داخلية في النظام المالي والمصرفي.
في مجال التكنولوجيا، تواصل الولايات المتحدة تفوقها في قطاعات الذكاء الاصطناعي والفضاء، مدعومة بقطاع خاص ديناميكي، في حين تسعى الصين إلى تقليص الفجوة من خلال دعم حكومي واسع النطاق للاستثمار في الابتكار والاقتصاد الرقمي، ومع تصاعد التنافس الجيو-اقتصادي، أصبحت التكنولوجيا ساحة مركزية لصراع النفوذ الدولي.
رغم هذه الديناميكية، يواجه كلا الاقتصادين تحديات طويلة الأجل، ففي أمريكا الانقسامات السياسية الداخلية وعبء الدين تهدد الاستقرار، وفي الصين تؤثر شيخوخة السكان وتباطؤ النمو السكاني على قاعدة الطلب المحلي، ومع ذلك، فمن المرجح أن تبقى الصين قادرة على تحقيق معدلات نمو أعلى نسبياً، إذا نجحت في تنفيذ إصلاحات هيكلية عميقة.
في ضوء هذه التحولات، يجد الأردن نفسه أمام فرصة استراتيجية لإعادة تموضعه الاقتصادي، فالصين في سعيها لتوسيع نفوذها التجاري عبر مبادرة الحزام والطريق، قد تنظر للأردن كبوابة إقليمية للأسواق العربية، مما يعزز فرص الشراكات في البنية التحتية والطاقة، وفي الوقت نفسه، تبقى الولايات المتحدة شريكاً اقتصادياً مهماً، خاصة في مجالات الاستثمار والتمويل والدعم التنموي، من مصلحة الأردن تنويع علاقاته الاقتصادية، وتحقيق توازن بين الشراكتين بما يخدم أهدافه التنموية، ويعزز مناعته الاقتصادية في وجه التحولات العالمية المتسارعة، ولكن نجاح الأردن في اقتناص هذه الفرص يعتمد على قدرته في تعزيز بيئة الأعمال، وتحديث البنية التحتية، والانفتاح على التكتلات الاقتصادية الجديدة.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

الذهب يتجه لأفضل أداء أسبوعي منذ أوائل نيسان
الذهب يتجه لأفضل أداء أسبوعي منذ أوائل نيسان

هلا اخبار

timeمنذ 19 دقائق

  • هلا اخبار

الذهب يتجه لأفضل أداء أسبوعي منذ أوائل نيسان

هلا أخبار – يتجه الذهب اليوم الجمعة، لتسجيل أفضل أداء أسبوعي في أكثر من شهر، إذ أدى تراجع الدولار وتزايد المخاوف إزاء أوضاع المالية العامة في الاقتصاد الأميركي إلى دعم الإقبال على الملاذ الآمن. وتم تداول الذهب بارتفاع نسبته 0.3 بالمئة عند 3,304.81 دولار للأونصة صباح الجمعة في سنغافورة، بعد أن أغلق منخفضا بنسبة 0.6 بالمئة في جلسة الخميس، وفقا لوكالة بلومبيرغ . وارتفع المعدن النفيس بنحو 3 بالمئة منذ بداية الأسبوع وحتى الآن، ويتجه لتحقيق أفضل أداء أسبوعي منذ أوائل نيسان. وزادت العقود الأميركية الآجلة للذهب 0.2 بالمئة إلى 3299.60 دولار. وارتفع سعر الذهب بأكثر من 25 بالمئة منذ بداية العام، ويقل الآن بنحو 200 دولار فقط عن أعلى مستوى له على الإطلاق، الذي بلغه الشهر الماضي. وبالنسبة للمعادن النفيسة الأخرى، استقرت الفضة في المعاملات الفورية عند 33.07 دولار للأوقية، وصعد البلاتين 0.1 بالمئة إلى 1082.47 دولار. وصعد البلاتين بنحو 10 بالمئة هذا الأسبوع، محققا أعلى مستوى له في عام.

الذهب يتجه لأفضل أداء أسبوعي في أكثر من شهر
الذهب يتجه لأفضل أداء أسبوعي في أكثر من شهر

أخبارنا

timeمنذ 23 دقائق

  • أخبارنا

الذهب يتجه لأفضل أداء أسبوعي في أكثر من شهر

أخبارنا : يتجه الذهب الجمعة، لتسجيل أفضل أداء أسبوعي في أكثر من شهر، إذ أدى تراجع الدولار وتزايد المخاوف إزاء أوضاع المالية العامة في أكبر اقتصاد في العالم إلى دعم الإقبال على الملاذ الآمن. وصعد الذهب في المعاملات الفورية 0.2% إلى 3299.79 دولارا للأوقية (الأونصة) بحلول الساعة 00:14 بتوقيت غرينتش. وارتفع المعدن النفيس بنحو 3% منذ بداية الأسبوع وحتى الآن ويتجه لتحقيق أفضل أداء أسبوعي منذ أوائل نيسان. وزادت العقود الأميركية الآجلة للذهب 0.2% أيضا إلى 3299.60 دولارا. وهبط الدولار بأكثر من واحد بالمئة منذ بداية الأسبوع وحتى الآن؛ ويتجه لتسجيل أسوأ أداء أسبوعي منذ السابع من نيسان، مما يجعل الذهب المسعر به أرخص لحائزي العملات الأخرى. ووافق مجلس النواب الأميركي، الذي يسيطر عليه الجمهوريون، على مشروع قانون شامل للضرائب والإنفاق الخميس، بما يضمن تنفيذ معظم أجندة الرئيس دونالد ترامب ويضيف تريليونات الدولارات إلى الدين الحكومي. وينتقل مشروع القانون بهذا إلى مجلس الشيوخ، الذي يسيطر عليه الجمهوريون بهامش 53 إلى 47 مقعدا. وعادة ما يُنظر للذهب كملاذ آمن في أوقات الضبابية السياسية والمالية. وفي غضون ذلك، حذر وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي من أن الولايات المتحدة ستتحمل المسؤولية القانونية عن أي هجوم إسرائيلي على المنشآت النووية الإيرانية، وذلك في أعقاب تقرير لشبكة (سي.إن.إن) أفاد بأن إسرائيل تستعد لشن ضربات على إيران. وبالنسبة للمعادن النفيسة الأخرى، استقرت الفضة في المعاملات الفورية عند 33.07 دولار للأوقية، وصعد البلاتين 0.1% إلى 1082.47 دولار، ونزل البلاديوم 0.3% إلى 1012.00 دولارا.

النفط يتراجع ويتجه لأول انخفاض أسبوعي له منذ 3 أسابيع
النفط يتراجع ويتجه لأول انخفاض أسبوعي له منذ 3 أسابيع

هلا اخبار

timeمنذ 38 دقائق

  • هلا اخبار

النفط يتراجع ويتجه لأول انخفاض أسبوعي له منذ 3 أسابيع

هلا أخبار – سجلت أسعار النفط تراجعا خلال التعاملات المبكرة اليوم الجمعة، على خلفية صعود الدولار واحتمالية قيام تحالف أوبك+ بزيادة إنتاجه من النفط الخام بصورة أكبر. وتراجعت العقود الآجلة لخام برنت 37 سنتا إلى 64.07 دولار للبرميل، ونزلت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي 39 سنتا إلى 60.81 دولار، بحسب بيانات وكالة بلومبيرغ. وانخفض خام برنت 2 بالمئة منذ بداية الأسبوع وحتى الآن، فيما هبط خام غرب تكساس 2.7 بالمئة. وفقد النفط حوالي 14 بالمئة من قيمته منذ بداية العام، مسجلا أدنى مستوياته منذ عام 2021 في الشهر الماضي.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store