
من الشرق والغربجيل الأوامر الذكية
لفهم كيف يعمل الذكاء الاصطناعي في هذا السياق، تخيّل أنك تتحدث مع موظف ذكي، سريع، لكنه لا يقرأ ما بين السطور. سيعطيك نتائج مذهلة فقط إذا كنت واضحًا، دقيقًا، ومنطقيًا في توجيهك. هذه هي قوة "هندسة الأوامر" مهارة جديدة تتطلب التفكير قبل النقر.
وكتابة الأمر الجيد هي فن في حد ذاته. تبدأ بالوضوح أن نقول للآلة ما نريده تحديدًا، لا أن نتركها تستنتج. ثم تأتي أهمية السياق، فالمعلومة المسبقة التي تُعطى للأداة تُشبه مفتاح الفهم كلما زادت دقة الخلفية والأمثلة، زادت جودة النتيجة. لا يقل أهمية أن نحدد نطاق ما تريده مثل النبرة، اللغة، المخرج النهائي. والأهم من ذلك كله، أن نحدد الدور الذي ينبغي أن تلعبه الأداة، وحتى النتائج يجب أن تُذكر بوضوح، هل نريد خارطة طريق؟ أم فكرة؟ أو تحليل رقمي؟ الطريقة التي تُبنى بها الأوامر قد تصنع الفارق بين محتوى سطحي وآخر احترافي.
في السعودية، بدأ هذا التحول يخلق موجة جديدة مثيرة، بعض المشاريع الناشئة في مجالات مثل التسويق، التعليم، والتجارة الإلكترونية، باتت تُدار بشكل جزئي عبر أدوات ذكاء اصطناعي، لكن السر في نجاحها هو طريقة استخدام هذه الأدوات، لا الأدوات نفسها.
من اللافت أن هذا التغيير لا يحتاج رأس مال، بل أسلوب تفكير. فالشخص الذي يكتب أوامر بذكاء يستطيع توفير وقت وجهد هائل، كما يمكنه توسيع دائرة إنتاجه بشكل غير مسبوق، مع الأخذ بالاعتبار أن مثل هذه المحتويات ستكون في النماذج اللغوية الضخمة التي يتم استخدامها (LLM) والتي هي مصدر لكل المعلومات وقد يتم تداول المعلومات مما يتطلب حذرا في بعض المحتوى أو الاستفسارات المطلوبة من الآلة.
جيل الأوامر الذكية لا ينتظر التقنية، بل يقودها بلغته الخاصة. وإن كان الذكاء الاصطناعي هو المحرك، فإن الطريقة التي نُحركه بها هي ما يميز شخصاً عن آخر وجيلًا عن آخر. وكل من يُتقن هذه اللغة الجديدة، يملك مفاتيح التأثير والإنتاج في عالم يعيد تعريفه بالكلمات.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الرياض
منذ 7 ساعات
- الرياض
أكواد الحب وشفرات الإنسانية
في لحظة فارقة من التاريخ الإنساني، لم يعد الحديد مجرد أداة صماء تُستخدم في البناء أو الحرب، بل تحوّل إلى حامل لقيم أخلاقية يمكن برمجتها، وتوجيهها نحو الرحمة والفهم. تطور الذكاء الاصطناعي لم يعد شأنًا تقنيًا صرفًا، بل أصبح مسرحًا فلسفيًا وأخلاقيًا يُعاد فيه طرح السؤال القديم: من الأجدر بالثقة؟ الإنسان الذي يعرف الرحمة لكنه يخطئ، أم الآلة التي لا تشعر لكنها لا تخون؟ هذا السؤال الذي يتردد على لسان فلاسفة التقنية ورواد الصناعة مثل سام ألتمان وإيلون ماسك، لم يعد بعيدًا عن حياة الناس اليومية، بل صار جزءًا من واقع المستشفيات، المدارس، البيوت، والمحاكم، حيث تتداخل أنظمة الذكاء الاصطناعي مع احتياجات البشر وأحكامهم. تشير الدراسات الحديثة إلى أن الذكاء الاصطناعي قد ساهم في تحسين نوعية الحياة على مستويات متعددة، فبحسب مراجعة منهجية نُشرت في مجلة Journal of Medical Internet Research، فإن الروبوتات الاجتماعية ساعدت في تقليل مشاعر العزلة لدى كبار السن، وزادت من شعورهم بالارتباط والراحة النفسية. وفي المجال الطبي، أظهرت تجارب سريرية أن الاعتماد على أنظمة الذكاء الاصطناعي في تحليل الصور الطبية والتشخيص المبكر قد ساعد في خفض معدلات الخطأ بنسبة تجاوزت 30 %، مع تعزيز كفاءة الأطباء في اتخاذ القرارات العلاجية. أما في المجال النفسي، فقد كشفت دراسة حديثة أجريت في جامعة ستانفورد أن التفاعل مع تطبيقات المعالجة المدعومة بالذكاء الاصطناعي أدى إلى انخفاض ملحوظ في أعراض الاكتئاب والقلق لدى المستخدمين، مقارنة بالعلاج التقليدي أو التدوين الذاتي. كل هذه المؤشرات تعكس أن الذكاء الاصطناعي لا يُقصي الإنسان، بل يدعمه، ولا ينتزع الرحمة، بل قد يُحاكيها في بعض جوانبها الدقيقة. ورغم ذلك، لا يخلو المشهد من أصوات ناقدة ومتحفظة، ترى أن هذه الثورة الرقمية تُهدد الإنسان من حيث لا يدري. فالبعض يصف الذكاء الاصطناعي بأنه سلاح ذو حدّين، قد يُضعف المهارات الإنسانية بسبب الاعتماد الزائد عليه، ويُنتج جيلًا من العقول الكسولة التي تسند التفكير إلى الخوارزميات. وهناك من يروّج لصورة سوداوية عن المستقبل، تصوّر الآلات وقد سيطرت على مفاصل الحياة، وجعلت البشر عبيدًا للتقنية. غير أن هذه الرؤى، على أهميتها في التحذير، تعاني من مبالغة في التصوير، وتغفل عن حقيقة أن الخطر لا يكمن في الآلة ذاتها، بل في النية التي تصنعها. فالآلة لا تكره، ولا تطمع، ولا تنتقم. أما الإنسان، فمهما كانت دوافعه نبيلة، يبقى معرضًا للتقلب، والخطأ، والانحياز. من هذا المنظور، تبدو السيناريوهات المستقبلية الأكثر واقعية هي تلك التي لا تدور حول صراع وجودي بين البشر والآلات، بل حول بناء توازن جديد، يُدمج فيه الذكاء الاصطناعي كقوة داعمة للرحمة الإنسانية لا بديلاً عنها. في هذا السياق، تصبح المستشفيات الذكية التي توفر وقت الطبيب لصالح الاستماع للمريض، والمساعدات الرقمية التي تؤنس وحدة كبار السن، وتطبيقات العلاج النفسي التي تصل إلى من لا يجدون الدعم، أمثلة حية على شكل من أشكال الرحمة المدعومة تقنيًا. وهنا يبرز سؤال صادم لكنه مهم: ماذا لو أصبحت البرمجة الأخلاقية للآلة، بما فيها من حياد وشفافية، أكثر موثوقية من نوايا بعض البشر؟ وماذا لو كان الطريق إلى مجتمع أكثر رحمة لا يمر عبر وعظ البشر، بل عبر تصميم أدوات تتجاوز نواقصهم النفسية والأخلاقية؟ في عصر تتقدم فيه الأكواد على الأقوال، يصبح من المشروع أن نسأل: هل يمكن أن يأتي الدفء من آلة، وأن يحمل الجماد رسالة إنسانية؟ لقد أثبتت التجربة أن الرحمة ليست حكرًا على الكائن الحي، بل قد تسكن سطرًا من البرمجة، أو قرارًا يتخذه نظام لا يشعر لكنه يحترم الحقيقة. وربما، في زمن يتراجع فيه التعاطف تحت وطأة الاستهلاك والخوف، تصبح أعظم صفاتنا الإنسانية، محفوظة في مكان غير متوقع.. في قلب آلة صممت لتخدم، وتعمل بلا حقد، ولا طمع، ولا كبرياء.


الرياض
منذ 7 ساعات
- الرياض
المركز الوطني للفعاليات يطلق ملتقى "تقنية الفعاليات"
في خطوة جديدة نحو دعم الابتكار التقني في صناعة الفعاليات، فتح المركز الوطني للفعاليات الباب أمام تعزيز مفهوم الفعاليات الذكية بإطلاق ملتقى تقنية الفعاليات "Event Tech Meetup 2025"، الذي انطلقت أعماله اليوم في "بيت الثقافة – مكتبة التعاون العامة" بالرياض. وحظي الملتقى، منذ يومه الأول، باهتمام واسع من قطاعات حكومية وخاصة، إذ تضمن برنامجه ورش عمل متخصصة وجلسات عصف ذهني حول مستقبل التقنية في صناعة الفعاليات، سبقها عرض تقديمي يسلط الضوء على أبرز الأنظمة والتشريعات المعمول بها في القطاع. وقد افتتح الملتقى بتجارب حية قدم أصحابها منتجات وحلولًا تقنية مطبّقة على أرض الواقع، حيث قدم المركز الوطني للفعاليات "تجربة بلا انتظار.. الابتكار الرقمي يصنع الحدث"، من خلال عرض منتج رقمي لتعزيز تجربة الزائر وجعلها أكثر سلاسة ومتعة بنظام "SKIP Q"، كما قدمت وزارة السياحة تجربة حية عن "قرارات تصنع في اللحظة" لمنصات تحليلية متقدمة توجه بوصلة السياحة وتضيء مسار تجربة الزائر. وشمل ملتقى تقنية الفعاليات جلستين حواريتين شارك فيهما نخبة من الخبراء وصنّاع التغيير، حيث جاءت الجلسة الأولى تحت عنوان "كيف يرسم الذكاء الاصطناعي مستقبل الفعاليات في المملكة"، والتي أشارت إلى النقلة النوعية التي شهدتها المملكة خلال السنوات الماضية في مجال التقنية، حيث انتقلت فيها من استخدام البرمجيات البدائية إلى البرمجيات المتقدمة. وتناولت الجلسة مساهمة الذكاء الاصطناعي بشكل كبير في تنظيم الفعاليات، مما يقلل من المصاريف التشغيلية، بالإضافة إلى دوره في تحسين تجربة الزائر وأهمية توظيف التقنيات الحديثة لخدمة الفعاليات، كما تطرقت الجلسة إلى مساعدة الذكاء الاصطناعي المستخدمين على تحسين أسلوب عملهم، ومساهمته في توفير الوقت وتسريع إنجاز المهام. وجاءت الجلسة الثانية بعنوان "البيانات تقود مشهد الفعاليات"، حيث طرح فيها المتحدثون محاور عدة، حول المحطة النهائية في الاستثمار في البيانات، وهي الذكاء الاصطناعي، الذي يستخدم لتحويل البيانات المتوفرة إلى حلول متنوعة وفعّالة، حيث يُعد هذا الاستثمار ذا قيمة عالية لأنه يخلق ميزة تنافسية مستدامة، إذ يمكن للمؤسسات التي تتبنى الذكاء الاصطناعي بكفاءة أن تتحرك أسرع، وتستجيب للتغيرات في السوق بذكاء أكبر، وتحقق وفورات مالية عبر الأتمتة وتقليل الأخطاء البشرية. ويهدف ملتقى تقنية الفعاليات "Event Tech Meetup 2025" إلى إحداث نقلة نوعية في التحول التقني والرقمي في قطاع الفعاليات في المملكة، وذلك ضمن النسخة السنوية الثانية من مبادرة تقنية الفعاليات "Event Tech 2025"، التي تُعنى بدعم المنظومة الريادية واستكشاف حلول رقمية مبتكرة تسهم في تحقيق الأهداف الاستراتيجية للمركز. ويمثل الملتقى منصة رائدة لتعزيز الابتكار الرقمي في قطاع الفعاليات، حيث يسعى المركز الوطني للفعاليات من خلال مبادرة تقنية الفعاليات إلى توسيع آفاق التعاون بين الجهات الحكومية والقطاع الخاص، وتبني أحدث الحلول التقنية، بما يتماشى مع مستهدفات رؤية السعودية 2030، ويسهم في تسريع التحول الرقمي الحكومي بكفاءة وفعالية. وتحرص مبادرة تقنية الفعاليات على تقديم محتوى يجمع بين العمق المعرفي والتطبيق العملي، عبر بيئة تفاعلية تشجع على الابتكار وتدعم منظومة العمل المؤسسي، الأمر الذي يعزز تنافسية المملكة في قطاع تقنية الفعاليات، فيما يمنح الملتقى المشاركين فرصة حقيقية للمساهمة في صياغة مستقبل الفعاليات في المملكة، من خلال ربط الإبداع التقني بالتنظيم الاحترافي، وتوفير مساحة للتجربة والتطبيق الفعلي للأفكار والحلول المبتكرة.


صحيفة سبق
منذ 10 ساعات
- صحيفة سبق
"سدايا" تدرب منسوبي الجهات الحكومية على تصنيف البيانات وفق السياسات الوطنية
أطلقت الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي 'سدايا'، اليوم، برنامجًا تدريبيًا لتصنيف البيانات يستهدف منسوبي الجهات الحكومية، بهدف تعزيز قدراتهم في إدارة البيانات وتصنيفها وفق السياسات والضوابط الوطنية المعتمدة، بما يسهم في رفع جودة العمل الحكومي وحماية البيانات الوطنية. ويغطي البرنامج مفاهيم وأدوات تصنيف البيانات، وفوائده ومخاطر عدم التصنيف، إضافة إلى معايير القياس ومنهجية التطبيق، ويستهدف منسوبي مكاتب إدارة البيانات ومختصي البيانات وتقنية المعلومات والأمن السيبراني، دعمًا لمستهدفات رؤية المملكة 2030.