logo
عضو بأسطول الحرية: إسرائيل تعلم أنها على وشك ارتكاب جريمة حرب ضدنا

عضو بأسطول الحرية: إسرائيل تعلم أنها على وشك ارتكاب جريمة حرب ضدنا

الجزيرةمنذ 6 ساعات

قال عضو لجنة ائتلاف أسطول الحرية تياغو أفيلا إن إسرائيل تدرك أنها على وشك ارتكاب جريمة حرب بما تخطط له من اعتراض السفينة مادلين ، محذرا من تبعات انتهاك القانون الدولي وحقوق المدنيين على متنها.
وأكد أفيلا -في مقابلة مباشرة أجراها من على متن السفينة التي تبحر في البحر الأبيض المتوسط- أن التهديدات الإسرائيلية باعتراض السفينة أو مهاجمتها بالسلاح، لا تخيف المشاركين على متنها، مؤكدا أن مهمتهم إنسانية بامتياز وتهدف إلى إيصال رسالة تضامن مع الشعب الفلسطيني المحاصر في قطاع غزة منذ سنوات طويلة.
وأشار الناشط البرازيلي إلى أن "مادلين" باتت على بعد نحو 100 ميل بحري من قطاع غزة، موضحا أن الرحلة تأتي في إطار التحرك الدولي الشعبي المناهض للحصار المفروض على أكثر من مليوني فلسطيني، والرامي إلى كسر صمت العالم حيال ما يتعرض له القطاع من قصف وتجويع.
ولفت إلى أن المتطوعين على متن السفينة، وعددهم 12 ناشطا من جنسيات مختلفة، يتجهون نحو غزة رغم إدراكهم أن إسرائيل على استعداد لاستخدام العنف لوقفهم، كما حدث في رحلات سابقة تعرضت فيها سفن مماثلة لهجمات إسرائيلية دامية أسفرت عن سقوط قتلى وجرحى.
وأوضح أن الطاقم واجه خلال الأيام الأخيرة تحليقا مكثفا لطائرات استطلاع غير مأهولة فوق السفينة، إلى جانب تشويش إلكتروني طال أنظمة الاتصال لديهم، الأمر الذي اعتبره مؤشرا على احتمال شن عملية عسكرية لوقف رحلتهم الإنسانية، لكنه شدد على أنهم مصممون على الاستمرار.
وشدد أفيلا على أن المشاركين في الرحلة يتبنون نهجا سلميا بالكامل، وأنهم تلقوا تدريبات على مقاومة العنف دون الرد عليه، معتبرا أن مجرد تهديد إسرائيل لزورق صغير يحمل مساعدات غذائية يفضح مدى هشاشة خطابها الأمني وازدواجية معاييرها في التعامل مع العمل الإنساني.
العالم يتابع
وأضاف أن إسرائيل، في حال أقدمت على اعتراضهم أو مهاجمتهم، فإنها بذلك تنتهك القانون الدولي انتهاكا صارخا، لا سيما أن محكمة العدل الدولية ومحكمة الجنايات الدولية تؤكدان الحق في إيصال المساعدات وتجرّمان عرقلة العمليات الإنسانية، مشيرا إلى أن العالم يتابع ما يحدث ولن يقبل تكرار المآسي السابقة.
ودعا أفيلا المجتمع الدولي، شعوبا وحكومات، إلى الوقوف بوجه أي عدوان على سفينتهم، مطالبا الدول باحترام المواثيق والمعاهدات الدولية التي وقعوا عليها، بما في ذلك ميثاق الأمم المتحدة واتفاقية روما، مؤكدا أن التاريخ لن يغفر لمن يلتزمون الصمت أو يتواطؤون مع الاحتلال.
واعتبر أن إسرائيل تدرك تماما أن الاعتداء على هذه الرحلة الإنسانية سيُضاف إلى سجلها الطويل من جرائم الحرب ضد المدنيين، لافتا إلى أن التعبئة الشعبية العالمية المتزايدة تعكس وعيا متناميا بعدالة القضية الفلسطينية ورفضا للصمت الرسمي المستمر.
وأشار إلى أن "مادلين" تبحر حاليا باستخدام الأشرعة فقط، في محاولة لترشيد استهلاك الوقود والوصول إلى غزة في وضح النهار، وذلك بهدف تفادي سيناريوهات المواجهة الليلية، وتوفير أكبر قدر من الحماية للمشاركين، الذين يؤمنون بأن رسالتهم تتجاوز الخطر المحدق.
التزام أخلاقي
وذكّر أفيلا بأن الهدف من الرحلة لا يقتصر على إيصال الطعام والدواء، بل أيضا لإعادة الأمل لسكان غزة، وكسر حالة الحصار السياسي والإعلامي المفروض عليهم منذ أكثر من 18 عاما، موضحا أن التضامن مع الشعب الفلسطيني هو التزام أخلاقي عالمي يجب ألا
وختم حديثه بالتأكيد أن المخاطر التي يواجهها المشاركون في السفينة لا توازي شيئا أمام ما يعيشه الفلسطينيون في القطاع من ويلات الحرب والحصار والحرمان من أبسط الحقوق، داعيا إلى أوسع حملة تضامن دولية ترفع الصوت عاليا بوجه الظلم المستمر بحق غزة.
وكانت السفينة أبحرت مطلع يونيو/حزيران الجاري من ميناء كاتانيا الإيطالي باتجاه القطاع، في رحلة ترمي لكسر الحصار المفروض عليه من قبل إسرائيل.
وتحمل سفينة مادلين على متنها 12 ناشطا من جنسيات متعددة، إضافة إلى مساعدات إنسانية تشمل الغذاء والدواء والمعدات الطبية.
ومادلين هي السفينة الـ36 ضمن تحالف أسطول الحرية ، الذي يهدف إلى كسر الحصار الإسرائيلي المفروض على قطاع غزة منذ عام 2007.
وقد سُميت السفينة على اسم مادلين كُلاب، وهي أول فتاة فلسطينية احترفت صيد الأسماك في قطاع غزة، وقد فقدت والدها ومصدر رزقها بعد اندلاع الحرب الإسرائيلية في أكتوبر/تشرين الأول 2023.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

«مادلين».. الأمل لـ«الفلسطينيين»
«مادلين».. الأمل لـ«الفلسطينيين»

جريدة الوطن

timeمنذ ساعة واحدة

  • جريدة الوطن

«مادلين».. الأمل لـ«الفلسطينيين»

إسطنبول- القدس- الأناضول- قالت اللجنة الدولية لكسر الحصار على قطاع غزة، أمس، إن سفينتها «مادلين» التي تقترب من القطاع المحاصر تواجه تشويشا إسرائيليا عدته «خطيرا»، وحذرت من ارتكاب تل أبيب «جريمة حرب بالمياه الدولية» عبر مهاجمة السفينة. وذكرت اللجنة في منشور عبر حسابها بمنصة «إكس»: يبدو أن إسرائيل تشوش على موقع وإشارات زملائنا على سفينة مادلين. ووصفت اللجنة التشويش الإسرائيلي بأنه «خطير». وعقب ذلك، خاطبت اللجنة وزارة الخارجية البريطانية في منشور على منصة إكس، محذرة من أن إسرائيل تستعد لارتكاب جريمة حرب وسط المياه الدولية بمهاجمة السفينة. كما نشرت اللجنة رابطا إلكترونيا لتعقب السفينة والتأكد من مسارها وسلامة ركابها، وطالبت داعميها حول العالم بنشره على نطاق واسع. في سياق متصل، قالت الناشطة التركية على متن السفينة ياسمين أجار، إن إسرائيل بدأت في تنفيذ قطع الإنترنت عن السفينة. وأضافت في تصريح للأناضول: أبلغنا فريقنا الميداني أن قطع الإنترنت قد بدأ رسميا، ويمكننا أن نلمس ذلك من خلال الانقطاعات في الاتصال، لأن الإنترنت أصبح أبطأ بكثير. وأشارت إلى أن السفينة على بعد 160 ميلاً بحرياً من غزة وأن هناك خطرا من قطع اتصالهم بالعالم في أي لحظة. وفي وقت سابق أمس، قالت اللجنة التي تمثل أحد منظمي الرحلة عبر حسابها بمنصة إكس: اجتزنا مدينة الإسكندرية (شمال مصر)، وخلال ساعات نكون شمالي مدينة المنصورة.. متجهين إلى غزة. ولفتت إلى أن الساعات القادمة هي الساعات الأكثر أهمية في رحلتنا إلى غزة. وشاركت ريما حسن، النائبة الفرنسية في البرلمان الأوروبي الموجودة على متن السفينة، صورا للإبحار، وذلك في منشور لها أمس عبر حسابها على «إكس». وقبل أيام قالت هيئة البث العبرية، إن إسرائيل قررت منع سفينة مادلين، التي أبحرت من إيطاليا في محاولة لكسر الحصار عن قطاع غزة، من الاقتراب أو الرسو في سواحل القطاع. وبحسب الهيئة، كان هناك توجّه أولي بالسماح للسفينة بالوصول إلى غزة ما دامت لا تشكل «تهديدا أمنيا» ، إلا أن القرار تغيّر لاحقا «لمنع خلق سابقة قد تتكرر» . وتقل السفينة 12 شخصا، بينهم الناشطة السويدية غريتا ثونبرغ، والممثل الأيرلندي ليام كانينغهام. وهدد وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس، أمس، بتحريك الجيش «برا وبحرا وجوا» لمنع وصول سفينة «مادلين» الإغاثية إلى غزة في محاولة منها لكسر الحصار المشدد المفروض على القطاع منذ أشهر. وقال كاتس في منشور على إكس: أصدرت تعليمات للجيش بالتحرك لمنع وصول أسطول مادلين إلى غزة واتخاذ كل الإجراءات اللازمة لذلك. وطالب كاتس غريتا ثونبرغ الناشطة السويدية، وأصدقاءها الآخرين الـ11 الموجودين على متن السفينة «مادلين» بالعودة. وأضاف: أقول بوضوح لغريتا ثونبرغ المعادية للسامية وأصدقائها: عليكم العودة.. لأنكم لن تصلوا إلى غزة، وفق تعبيراته. وختم منشوره بالتهديد: إسرائيل ستتحرك ضد أي محاولة لكسر الحصار (في غزة)، برا وبحرا وجوا. وقال ائتلاف أسطول الحرية إن تهديدات وزير الأمن الإسرائيلي بمنع سفينة مادلين من الوصول إلى غزة لن ترهب طاقم السفينة. وكتب الائتلاف في بيان على إكس : مادلين سفينة مدنية مسالمة، غير مسلحة، تبحر في المياه الدولية حاملةً مساعدات إنسانية ومدافعين عن حقوق الإنسان. هذه البعثة مستقلة، لا يسترشد بها إلا الضمير والتضامن مع غزة. وأضاف: هدد وزير الدفاع الإسرائيلي مجددًا باستخدام القوة غير القانونية ضد المدنيين، محاولًا تبرير العنف بتشويهات لا أساس لها. لن نخضع للترهيب. وتابع: نحن حاليًا على بُعد حوالي 160 ميلًا بحريًا من غزة. تسبب تشويش سابق في تعطيل تحديد موقعنا لفترة وجيزة، لكن جهاز التتبع لدينا يعمل مجددًا. نحافظ على هدوئنا ومستعدين لمواجهة أي عدوان إسرائيلي محتمل، داعيا حكومات العالم إلى مطالبة إسرائيل بالتراجع. ليس من حقها عرقلة مهمتنا أو فرض حصارها غير القانوني والوحشي. ودعا برلمانيون أوروبيون إلى توفير ممر آمن لسفينة تحالف أسطول الحرية «مادلين»، الذي يهدف إلى كسر الحصار المفروض على غزة وتقديم المساعدات الإنسانية للفلسطينيين الذين يعانون من الجوع تحت وطأة الهجمات الإسرائيلية. وشاركت ريما حسن، العضوة الفرنسية في البرلمان الأوروبي المتواجدة على متن السفينة، في منشور لها السبت عبر حسابها على منصة إكس، رسالة مفتوحة وقعها أكثر من 200 عضو في البرلمان الأوروبي. وطالب النواب، في الرسالة، بضمان سلامة ركاب سفينة «مادلين» التابعة لتحالف أسطول الحرية، التي تتجه لتسليم المساعدات إلى غزة، وضمان مرور السفينة بشكل آمن ودون عوائق إلى غزة، والسماح للمساعدات الإنسانية بالدخول إلى المنطقة على الفور.

الحرب على غزة.. كاتس يتوعد السفينة "مادلين" وغارات إسرائيلية على القطاع
الحرب على غزة.. كاتس يتوعد السفينة "مادلين" وغارات إسرائيلية على القطاع

الجزيرة

timeمنذ 2 ساعات

  • الجزيرة

الحرب على غزة.. كاتس يتوعد السفينة "مادلين" وغارات إسرائيلية على القطاع

في اليوم الـ84 من استئناف حرب الإبادة على غزة ، قالت مصادر من السفينة "مادلين" المتجهة إلى قطاع غزة إنها تتعرض لتشويش إسرائيلي كبير على نظام تحديد المواقع العالمي "جي بي إس" وشبكة الهاتف.

محللون: تصدع بين حكومة الاحتلال وجيشه بسبب "مستنقع غزة"
محللون: تصدع بين حكومة الاحتلال وجيشه بسبب "مستنقع غزة"

الجزيرة

timeمنذ 2 ساعات

  • الجزيرة

محللون: تصدع بين حكومة الاحتلال وجيشه بسبب "مستنقع غزة"

أجمع محللون على أن الفجوة الآخذة في الاتساع بين الحكومة الإسرائيلية والمؤسسة العسكرية تعكس أزمة عميقة ناجمة عن استمرار الحرب على قطاع غزة ، وفشل حكومة بنيامين نتنياهو في تحقيق أهدافها المعلنة، وعلى رأسها إعادة الأسرى وتحقيق ما تصفه بـ"النصر المطلق"، بينما يتعمق ما يوصف بـ"مستنقع غزة". ويصف خبراء عسكريون وإستراتيجيون الوضع الميداني الراهن بأنه مأزق متعدد الأوجه، حيث لا تظهر في الأفق مؤشرات حاسمة لانتصار عسكري، في حين تستنزف الحرب الجيش والمجتمع والاقتصاد الإسرائيلي بسرعة، ما يهدد بتفكك في بنية الدولة نفسها، وليس فقط إخفاقا في المهمة القتالية. وفي هذا السياق، قال الخبير العسكري والإستراتيجي العميد إلياس حنا، إن الجيش الإسرائيلي فشل حتى الآن في ترجمة الأهداف السياسية والعسكرية على أرض الواقع، موضحا أن المخطوفين لا يزالون في قبضة المقاومة، والعمليات العسكرية التي يُقال إنها تُنفذ ببطء لحماية الجنود لم تؤتِ نتائج مختلفة عمّا سبقها. وأشار حنا في حديثه إلى برنامج مسار الأحداث إلى أن الإستراتيجية الإسرائيلية تغيّرت مرارا خلال الحرب، من دخول وخروج سريع إلى دخول والبقاء ثم التحصين، وكلها تكبدت خسائر بشرية كبيرة، في وقت لم تُحرز فيه الأهداف الكبرى، بينما تنفّذ المقاومة عمليات استنزاف مستمرة تعقّد الحسابات الميدانية والسياسية للاحتلال. من جانبه، رأى الدكتور مهند مصطفى، الأكاديمي والخبير بالشؤون الإسرائيلية، أن إسرائيل تعيش حالة "بينية" محاصرة بين فشل تحقيق النصر عسكريا واستحالة إنهاء الحرب باتفاق سياسي، وهو ما يضع الحكومة والجيش في مأزق مستمر، وسط حديث في الصحف العبرية عن الغرق في "مستنقع غزة". وأوضح مصطفى أن هذه الحالة البينية لا تحتمل الزمن الطويل، في ظل غياب خطة للخروج من الحرب، وانعدام القدرة على التوسع العسكري، ما يُدخل إسرائيل في نمط استنزاف مزمن يؤثر سلبا على الأمن الداخلي، والاقتصاد، ووحدة المجتمع، ويجعل من الوقت نفسه أحد ألدّ أعداء نتنياهو سياسيا. مسارات جديدة بدوره، قال الدكتور لقاء مكي، الباحث الأول بمركز الجزيرة للدراسات، إن إسرائيل دخلت في حرب فقدت فيها القدرة على التحكم بمسارها ونهايتها، وإن نتنياهو لم يعد قادرا على تحقيق هدفه المعلن بتصفية حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، بل إن صمود المقاومة يفرض مسارات جديدة على الحرب، ويقوض الخطاب الرسمي الإسرائيلي. وأشار مكي إلى أن تقديرات إسرائيلية، مثل ما تنشره صحيفة "يديعوت أحرونوت"، تؤكد أن حماس لا تزال تحتفظ بقدرة قتالية، ولا مؤشرات على تفككها، ما يعكس واقعا مغايرا لما تروج له الحكومة. كما نبه إلى أن تصاعد تكلفة الحرب سياسيا وأخلاقيا واقتصاديا قد يدفع واشنطن إلى التدخل لفرض وقف العمليات. وأكد العميد إلياس حنا، أن مؤشرات الإنهاك داخل الجيش الإسرائيلي باتت واضحة، لا سيما مع الاستعانة المتزايدة بالمجندات والاحتياط، وبلوغ تكلفة الجندي الاحتياطي يوميا نحو 45 ألف شيكل، إلى جانب الاستخدام المفرط للذخائر، ومنها ذخيرة قديمة من خمسينيات القرن الماضي، بما يعكس عمق الاستنزاف. ولفت حنا إلى أن معيار "النصر" في العقيدة الإسرائيلية يرتبط بالحسم السريع وتقديم إنجاز سياسي، وهي عناصر غائبة تماما في المعركة الحالية، في ظل غياب قدرة الجيش على تقديم حسم ميداني، وتراجع الروح المعنوية للجبهة الداخلية، وتزايد تساؤلات الجنود عن الهدف من استمرار القتال. وذهب د. مهند مصطفى إلى أن تراجع الثقة بالحكومة مقابل ارتفاع التأييد للجيش، وتحديدا لقائد الأركان إيال زامير ، يكشف عن فجوة اجتماعية عميقة. إذ يدرك زمير أهمية "جيش الشعب" للحفاظ على شرعية المؤسسة العسكرية، ولهذا يتخذ مواقف مخالفة لنتنياهو، لا سيما في ما يخص تجنيد الحريديم. وأشار مصطفى إلى أن زمير قرر إصدار 50 ألف استدعاء للحريديم مطلع يوليو المقبل، ليس فقط لتغطية النقص البشري، بل لتعزيز الشرعية الاجتماعية للجيش، بينما يتعامل نتنياهو مع هذا الملف بوجهة نظر سياسية، ما يعكس بداية تصدع بين المؤسستين السياسية والعسكرية. أما الباحث لقاء مكي فاعتبر، أن أزمة إسرائيل متجذرة في بنية الكيان ذاته، وليست فقط أزمة عسكرية. وقال إن الصراع الاجتماعي المتفاقم، خاصة بين المتدينين والعلمانيين، إضافة إلى تراجع صورة إسرائيل كواحة أمنية وديمقراطية لليهود، سيؤدي مستقبلا إلى هجرة معاكسة وتفكك داخلي. ورأى أن فقدان إسرائيل مكانتها كقوة ردع وملاذ لليهود، وتحولها إلى عبء أخلاقي على حلفائها الغربيين، يطرح تساؤلات جوهرية عن بقائها، خاصة إذا استمرت الحرب وتعمق الانقسام، ما قد يسرّع في إعادة النظر في إستراتيجياتها وتوجهاتها الإقليمية. إطالة أمد الحرب وحذر العميد حنا من أن فشل عملية تحرير الرهائن عبر العمليات العسكرية يهدد بإطالة أمد الحرب دون جدوى، مؤكدا أن عملية النصيرات، التي تم خلالها تحرير 4 أسرى، تمت بعملية خاصة مكلفة جدا، أسفرت عن مقتل مئات الفلسطينيين، لكنها لم تحقق نموذجا يُبنى عليه. وبيّن أن المقاومة أدركت خطورة هذه العملية وعدّلت قواعد الاشتباك، ما يجعل أي محاولة مستقبلية لتحرير الأسرى ميدانيا محفوفة بإمكانية قتلهم، وهو ما يضع الجيش والحكومة في مأزق كبير، إذ لا يمكنهم إعلان الفشل ولا الاستمرار بالمخاطرة، ما يعزز طرح ضرورة الذهاب نحو صفقة شاملة. إعلان ووفقا للدكتور مهند مصطفى، فإن التناقض بين استعادة الأسرى والقضاء على المقاومة بات واضحا، والجيش نفسه بات أكثر واقعية في قراءته لهذا الملف، ما أفضى إلى مواقف متباينة بينه وبين الحكومة، وهو ما قد يؤدي إلى انكسار الجدار الصلب الذي حاول نتنياهو بناؤه بينهما. وقال مصطفى، إن العامل الحاسم في تغيير مسار الحرب لم يعد الشارع أو عائلات الأسرى، بل المؤسسة العسكرية، التي بدأت تبتعد عن الحكومة وتتحسس خطورة الاستمرار في النهج القائم، بما قد يقود إلى تغيّر جوهري في موازين القرار داخل إسرائيل. وفي السياق ذاته، أوضح الدكتور مكي، أن المقاومة باتت تدير ورقة الرهائن بطريقة تضرب مصداقية الرواية الإسرائيلية، كما أن استخدام هذه الورقة بوصفها أداة "وجودية" يجعل من المستحيل تحقيق نصر ميداني دون صفقة، ما يقوّض مجمل رواية الحكومة ويكرّس سردية المقاومة. وفي ختام الحلقة، قال مصطفى، إن أصواتا إسرائيلية من التيار السائد، مثل الصحفي بيني درور يميني، بدأت تتحدث علنا عن "مستنقع غزة" وضرره الوجودي على إسرائيل، محذرة من فقدان المناعة الوطنية والوحدة الداخلية، وهو ما يزيد مأزق نتنياهو تعقيدا، خاصة مع تهاوي نقاط قوته واحدة تلو الأخرى.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store