logo
تخريج دورة دركيين... عثمان: مهماتكم رسالة ومسؤولية

تخريج دورة دركيين... عثمان: مهماتكم رسالة ومسؤولية

MTV٢٧-٠٢-٢٠٢٥

أقيم حفل تخريج دورة دركيين متمرنين من الذكور والإناث، تابعوا دورة تنشئة مسلكية وعسكرية، صباح اليوم، في معهد قوى الأمن الداخلي/ثكنة الرائد الشهيد وسام عيد – عرمون. حضر حفل التخريج، الذي ضم 769 دركيا، المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء عماد عثمان، ممثل عن قائد الجيش اللبناني، المدير العام للدفاع المدني بالتكليف، ممثل عن المدير العام للأمن العام بالإنابة، ممثل عن المدير العام لأمن الدولة، ممثل عن المدير العام للجمارك، القاضية المنفردة في جبل لبنان رولا شمعون، وقادة الوحدات في قوى الأمن الداخلي، وضباط الارتباط في سفارات: الولايات المتحدة الأميركية، وفرنسا، وإسبانيا، ومصر، وممثلين عن منظمتي الUNDP وDCAF، وعدد كبير من ضباط قوى الأمن. وقبل بداية الاحتفال، تم تكريم الشهداء حيث وضع المدير العام لقوى الأمن وقائد معهد قوى الأمن الداخلي وكالة العميد الإداري بلال الحجار إكليلا من الزهر على النصب التذكاري للشهداء، وتم استعراض القوى. وبعد النشيد الوطني، تمت مراسم تسمية الدورة باسم: "دورة الأمن والأمان"، وتلاوة قسم اليمين أمام القاضية المنفردة في جبل لبنان.
وألقى عريف الاحتفال رئيس شعبة العلاقات العامة وكالة المقدم أندريه الخوري كلمة قال فيها: "يسرنا اليوم أن نقف أمامكم، لنشهد تخرج كوكبة جديدة من عناصر قوى الأمن الداخلي، من اختاروا طريق الواجب والتضحية، خدمة للوطن والمجتمع. يأتي تخرج هذه الدورة، في إطار تفعيل دور مؤسسة قوى الأمن الداخلي عبر استيعاب دم جديد، والحاجة إلى استمرارية العمل الأمني، هي دورة أركانها شابات وشبان، تلقوا كل المهارات والمعارف، والتقنيات اللازمة التي تؤهلهم ليكونوا العين الساهرة لحفظ الأمن والنظام، وترسيخ مفاهيم الشرطة المجتمعية في المجتمع، على قاعدة حقوق الإنسان، وعدم التمييز والمساواة بين مكونات عناصره كافة" أضاف: "إن الفعالية الحقيقية لهذه الدورة، لا تقاس فقط بعدد المتخرجين، بل بالأثر الذي سيتركونه على أرض الواقع، في ظل تحديات كثيرة تتراكم نتيجة للأزمات العديدة التي مرت بها البلاد".
من جهته، قال قائد معهد قوى الأمن: "أمضى الدركيون المتمرنون من ذكور وإناث في رحاب معهد قوى الأمن الداخلي فترة تدريب وتنشئة دامت حوالى أربعة أشهر، تلقوا خلالها العلوم الأمنية والتنشئة المسلكية، والأهم التربية الوطنية القائمة على التفاني في الولاء للوطن وخدمة المواطن، بمعزل عن الانتماء الطائفي والمذهبي أو السياسي والحزبي".
وأشار إلى أن "أحوال الوطن والمواطن ليست على أحسن ما يرام، وهذا لا يخفى على أحد، إنما لا يزال اللبناني يرى في مؤسساته العسكرية والأمنية خشبة خلاصه التي لا تزال هي أساس ديمومة الوطن، رغم كل شيء".
وتوجه إلى الخريجين بالقول: "إن الآمال معقودة عليكم، وندعوكم لكي تنضموا الى من سبقكم من رفاقكم في التزام خدمة الوطن والمواطن، وحسب ما تعلمتم في المعهد، بكل ضمير حي، بعيدا من المصالح الخاصة والأهواء والانتماءات، وان تتعلموا منهم ما هو صالح ويهدف للخير العام. وفي المقابل، أن تعكسوا عليهم السلوك الحسن والتربية الصالحة، وعلى المجتمع الصورة الجميلة والمعاملة اللائقة النابعة من احترامكم لأنفسكم وللغير، فتكونون مثالا يحتذى، والخميرة الجيدة في معجن مؤسستكم، وتقاومون المغريات، وتساهمون في مكافحة الفساد، وتصبحون الأداة والدم الجديد في عروق المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي للمساهمة في رفع مستوى الخدمة الشرطية ضمن رؤيتها نحو مجتمع أكثر أمانا عبر تجسيد تطلعاتنا بأن نعمل معكم جنبا الى جنب لخدمة أبناء مجتمعنا، عبر تكريس هيبة القانون، ومنع الإفلات من العقاب، وتحقيق أفضل معايير العدالة، واحترام حقوق الانسان، والارتقاء بمؤسسة قوى الأمن الداخلي الى مصاف أكثر المؤسسات الأمنية العالمية حداثة وشفافية".
أضاف: "أنتم من التحق في معهد قوى الأمن الداخلي وفي أحلك الظروف، رغم العدوان الاسرائيلي والقصف المستمر والمدمر غير آبهين بالمخاطر الناتجة منه، وهذه دلالة على العنفوان والتفاني في خدمة الوطن والمواطن، وإيمانا منكم بأهمية الدور الذي سوف تلعبونه فور التحاقكم بمراكز عملكم".
وتابع: "إن وجودكم هنا سيدي اللواء هو تأكيد على رعايتكم ودعمكم للمعهد، كما عهدناكم دائما، وهو تأكيد على دعمكم للتدريب الأساسي والمستمر، فشكرا لكم على ذلك، وإننا نعاهدكم أننا سنستمر في تطوير المعهد على الأصعدة كافة. كما أشكر كل السفارات والمنظمات والجمعيات الأهلية، التي ساهمت في إنجاح هذه الدورة عن طريق تقديم المساعدات المالية والعينية".
وألقى المدير العام لقوى الأمن الداخلي كلمة قال فيها: " لم يعد الأمن مجرد مخفر تلجأ إليه الضحية لتقديم شكواها بوجه الجاني، إنما بات هناك إيمان راسخ لدى الجميع، بأن الأمن هو الركيزة الأساسية لقيام أي دولة، فلا أمان ولا سلام من دون أمن. والأمن، لم يعد يقتصر فقط على الحماية الجسدية والمادية للمواطنين، إنما أصبح مرتبطا ارتباطا وثيقا بمعظم شؤوننا الحياتية الحديثة، لا سيما في ظل التكنولوجيا وتطورها السريع، على سبيل المثال لا الحصر، هناك الأمن الاقتصادي والأمن الاجتماعي والأمن الغذائي، والأمن السيبراني، والأمن القومي، وغير ذلك من شؤون".
وهنأ الخريجين ب"إتمام دورة التنشئة المسلكية والعسكرية"، وقال: "أهنئكم على إيمانكم العظيم بالدولة ومؤسساتها، فأنتم بإصراركم وإصرار أمثالكم على الانخراط في المؤسسات الأمنية والعسكرية، رغم كل الظروف الاقتصادية والاجتماعية الراهنة، ما هو إلا فأل خير يبشر باستعادة الدولة قوتها وهيبتها وقدرتها على حماية مجتمعاتها وحرياتهم، وإنفاذ القانون، وهذا ما يعني أنكم ستكونون على قدر المسؤوليات والتحديات التي تنتظركم مهما كانت، فأنتم أنهيتم جزءا قليلا من التدريبات التي تضعكم على سكة العمل الأمني، ولكن تنتظركم تدريبات ومتابعة دورات تخصصية تواكب عمل كل منكم، فكونوا دائما جاهزين".
أضاف: "إن مهماتكم ليست مجرد وظيفة، إنما هي رسالة ومسؤولية، وقد خرجتم من المجتمع وإلى المجتمع تعودون، ولكن بمهمة مقدسة، ألا وهي توطيد الأمن وحفظ النظام وحماية المواطنين والممتلكات الخاصة والعامة، وحماية الحريات في إطار القانون، ومكافحة الجريمة على أنواعها، والسهر على الأمن الوقائي للحؤول دون وقوع الجرائم. وكما هو مطلوب منكم التحلي بالانضباط والمناقبية العسكرية والحرفية في العمل، فإنه أيضا مطلوب منكم، خلال ممارسة خدمتكم، القيام ببناء جسور تواصل وزرع الثقة عند المواطنين وشرائح المجتمع كافة، تعزيزا للخطة الإستراتيجية التي وضعتها قوى الأمن الداخلي بعنوان: معا نحو مجتمع أكثر أمانا".
وتابع: "أعود إلى الخريجات الإناث، لأهنئهن على إقدامهن وثقتهن بأنفسهن، فدور المرأة في قوى الأمن الداخلي لا يقل أهمية عن دور الرجل، وقد أثبتت ذلك في السنوات الأخيرة، وبرهنت أنها قادرة على تحمل المسؤوليات الأمنية، وأنها تمتلك قدرات مميزة، في التعامل مع المجتمع، ودورها بات أساسيا في الشرطة المجتمعية، بخاصة في القضايا المتعلقة بالنساء والأطفال، فكن على قدر التحديات. وثانيا أتوجه إلى معهد قوى الأمن، ولكل من أسهم بتدريب هذه الدورة، بالتهنئة على ما قاموا به مبرهنين مجددا عن حس وطني واندفاع في العمل وتفان في العطاء، ناكرين ذاتهم في سبيل بقاء مؤسسة قوى الأمن الداخلي ووحداتها وقطعاتها في تطور دائم يواكب أفضل المؤسسات الأمنية في العالم. لا بد هنا من تقديم الشكر إلى كل الضباط الذين تولوا قياده المعهد، ومنهم من انتقل إلى قيادة المديرية العامة. وأخص بالذكر من خدمت إلى جانبه مباشرة اللواء ابراهيم بصبوص الحاضر بيننا والذي بدأ به اثناء توليه المديرية العامة، المحاسبية الجدية، واستمرت ايضا إلى معالي وزير الداخلية والبلديات العميد أحمد الحجار الذي أصر على الانتقال إلى هذا الصرح الكبير ووضع كل أسسه الحديثة وأجرى به كل انواع التدريبات من تطويع إلى تدريب إلى تخصيص وعمل ليل نهار حتى نال معهدنا شهادة الجودة العالمية(ISO) ".
وأردف: "نحن نعلم ان وزير الداخلية في هذا العهد، سیقوم بدعم مؤسسته الأم ومعالجة كل متطلباتها ونقلها إلى رؤيته الثاقبة، إن التحديات التي نواجهها كثيرة، ولا يبددها سوى مثابرتنا على تطوير عملنا الأمني، بما يواكب التطور التكنولوجي العالمي في مختلف الأمور، على رأسها الذكاء الاصطناعي وتحليل البيانات والمعلومات، وزيادة فعاليات التدريب والأداء على المستويات كافة، وهذا ما تنتهجه مؤسستنا، فضلا عن قيامنا بإشادة أبنية وإعادة تأهيل أخرى، بما يليق بالمواطنين والعناصر، وإنشاء مراكز تحكم وتحليل تسهم في تلبية نداءات المواطنين بشكل فعال وسريع يحفظ لهم حقوقهم، كما أننا نعمل على إنشاء هيكلية رقمية لقوى الأمن الداخلي لاعتمادها في تنفيذ المهام الإدارية والعملانية الملقاة على عاتق المؤسسة".
وتوجه إلى الخريجين والخريجات بالقول: "يا حماة الأمن، كونوا على قدر آمال الوطن والمواطنين واعملوا بتفان واخلاص لخدمتهم فلا تستعملوا السلطة التي اعطيتم إلا وفقا للقسم الذي أقسمتموه في سبيل توطيد النظام وتنفيذ القانون. وإني أتوجه بالشكر للذين شاركونا احتفالنا هذا، على أمل أن تعم احتفالات التخرج مجددا كل مؤسسات الدولة، وعلى رأسها الأمنية والعسكرية".
ثم نفذت مجموعة من المتخرجين محاكاة لمهمات وعمليات أمنية عدة متسلسلة، تلاها عرض عسكري على وقع موسيقى قوى الأمن الداخلي. وفي الختام، أقيم حفل كوكتيل في المناسبة، والتقطت الصور التذكارية.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

أزمة تمويل البلديات: فيتو أميركي على بلديات حزب الله؟
أزمة تمويل البلديات: فيتو أميركي على بلديات حزب الله؟

القناة الثالثة والعشرون

time١٥-٠٥-٢٠٢٥

  • القناة الثالثة والعشرون

أزمة تمويل البلديات: فيتو أميركي على بلديات حزب الله؟

تعيش بلديات لبنان نتائج الأزمة الاقتصادية التي أفضت إلى شحّ في التمويل، ما انعكس سلباً على المشاريع الإنمائية في البلديات. في حين تنفرد البلديات في الجنوب، بتحمّل وزر إضافي، وهو نتائج الحرب الإسرائيلية. ومعضلة تجفيف التمويل الآتي من المنظمات الدولية، تزيد الثقل على الكثير من البلديات الجنوبية، إذ من المتوقَّع أن تواجه تلك البلديات "فيتو" تمويلي في وجه البلديات التي يفوز بها حزب الله كلياً أو جزئياً. فما هو واقع التمويل الآتي من المنظّمات الدولية؟ خفض التمويل الدولي فتحت المنظّمات الدولية باب التمويل على مصراعيه مع تفاقم الأزمة السورية وتزايد معدّلات النزوح إلى لبنان منذ العام 2011. وزادت مستويات التمويل وتعدّدت البرامج المنَفَّذة بالتعاون مع تلك المنظّمات، في أعقاب الأزمة الاقتصادية منذ العام 2019، وكانت الكثير من المنظّمات والجهات الدولية المانحة كالمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين UNHCR ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة UNICEF والاتحاد الأوروبي EU والوكالة الأميركية للتنمية الدولية USAID وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي UNDP وغيرها، قد أغدقت على لبنان تمويلاً لمشاريع تتعلّق بتأمين الخدمات الأساسية، التعليم، حماية الأطفال، المياه (الشرب، الخدمة، الصرف الصحي)، الأمن الغذائي والزراعي، الصحة، سبل العيش، المأوى، حماية الأطفال، الاستقرار الاجتماعي.. وغيرها من الاحتياجات ضمن برامج مستمرة. واستفاد من تلك البرامج لبنانيون وسوريون وفلسطينيون، فضلاً عن استفادة البلديات من تلك المشاريع، بشكل مباشر أو غير مباشر. لكن مع التغييرات الجيوسياسية في الشرق الأوسط بالإضافة إلى الحرب في أوكرانيا وما أنتجته من ضغوط اقتصادية على أوروبا والعالم، بدأ التمويل بالتراجع، فأثّرَ ذلك على مشاريع الاستجابة للسوريين والمشاريع الخاصة باللبنانيين، وحكماً تلك التي تستفيد منها البلديات. وتشير مصادر إدارية في أحد البرامج المموَّلة بدأت الـUNHCR في حديث لـ"المدن"، إلى أنّ التمويل المرتبط ببرامج النازحين السوريين "تراجع بشكل كبير لأنّ الكثير من السوريين عادوا إلى بلادهم". وتكشف المصادر أنّه "وبشكل غير معلَن، تعتبر الـUNHCR أنّ صفة النزوح سقطت عن هؤلاء بعد انتهاء الحرب وسقوط النظام السوري. ويظهر ذلك من خلال عدم تسجيل أنصار النظام الذين هربوا إلى لبنان ولم يُعتَرَف بهم كنازحين، ولذلك لم تشملهم برامج دعم التعليم والصحة والغذاء وغيرها، حتى بالنسبة للبرامج المموّلة من اليونيسف". وتقول المصادر أنّه "منذ أواخر العام 2023 والـUNHCR تحضّر استراتيجية العمل للعام 2024، وكان الحديث يومها عن تخفيض بنسبة 50 بالمئة في تمويل التغطية الطبية ودعم التعليم. وبشكل عام، يمكن تقدير حجم خفض التمويل من خلال مؤشّرات منها خفض عدد الموظفين وإنهاء الكثير من البرامج، فمثلاً أنهت الـUNHCR عقود عمل نحو 400 موظفاً من أصل 600، وخفّضت الـUNDP تمويلها للبرامج بنحو 30 إلى 40 بالمئة". البلديات أمام أزمة حقيقية لاحظت البلديات نتائج خفض التمويل من خلال تقليص البرامج المنفَّذة على الأرض، بعد أن استفادت من مشاريع تأهيل أراضٍ زراعية لإقامة مشاريع يعمل بها سوريون ولبنانيون، بالإضافة إلى مشاريع بنى تحتية، ومنها شبكات الصرف الصحي، في سياق الاستجابة لمتطلّبات النزوح والضغط الذي يسبّبه على البنية التحتية للمجتمعات المضيفة. ولعبت الحرب الإسرائيلية الأخيرة دوراً إضافياً في تقليص التمويل للبلديات "من خلال تحويل جزء من التمويل، من مشاريع للبلديات إلى مشاريع دعم الحاجات الإنسانية"، تقول المصادر. ولا تقف المعضلة عند هذا الحدّ، إذ ترى المصادر أنّ "البلديات ستُحرَم مستقبلاً من المزيد من التمويل، وتحديداً البلديات التابعة لحزب الله أو التي يشارك فيها الحزب. فهناك فيتو أميركي على تمويل تلك البلديات". وبحسب المصادر، فإنّ التأثير السلبي لوقف التمويل وعدم تنفيذ مشاريع البنى التحتية ومعامل فرز ومعالجة النفايات وغيرها، سيتعاظم "بسبب عدم توفّر التمويل الكافي من قِبَل الدولة عبر الصندوق البلدي المستقلّ". تدرك المؤسسات الدولية أنّ البلديات واتحاداتها بحاجة ماسّة إلى التمويل الدولي، فتقول الـUNDP إنّه "تتولّى البلديات واتحاداتها تقديم الخدمات الأساسية وتضطلع بدور هام على صعيد التنمية الاقتصادية المحلية وضمان استقرار المجتمع وسلامته. ومع ذلك، فإنّ ما تملكه من قدرات وموارد يبقى محدوداً للعب تلك الأدوار المهمة من أجل الاستجابة لاحتياجات المجتمعات المحلية". ومع ذلك، فإن صدى القرارات السياسية سيكون أقوى من متطلّبات التنمية المحلية، الأمر الذي يترك البلديات الجنوبية أمام استحقاقات تنموية صعبة للغاية في ظلّ غياب الدعم المالي الكبير الذي كانت توفّره المنظّمات الدولية. وبعيداً من القرار السياسي المرتبط بحزب الله، فإن بلديات أخرى ستتأثّر بخفض التمويل بسبب تقليص برامج دعم النازحين السوريين، لكن بعض الجهات السياسية اللبنانية لا تجد مشكلة في ذلك، لا سيّما حزب القوات اللبنانية، التي تملك مقاربة مختلفة لمشاريع الجهات الدولية، هي مقاربة ترتبط بوجود السوريين في لبنان. وعَبَّرَ النائب بيار بو عاصي عن هذا الموقف، إذ رأى أنّ "وقف الدعم المالي هو الخطوة الأساسية لعودة السوريين المقيمين بشكل غير شرعي إلى لبنان". المصدر: المدن الكاتب: خضر حسان انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة. انضم الآن شاركنا رأيك في التعليقات تابعونا على وسائل التواصل Twitter Youtube WhatsApp Google News

أزمة تمويل البلديات: فيتو أميركي على بلديات حزب الله؟
أزمة تمويل البلديات: فيتو أميركي على بلديات حزب الله؟

المدن

time١٥-٠٥-٢٠٢٥

  • المدن

أزمة تمويل البلديات: فيتو أميركي على بلديات حزب الله؟

تعيش بلديات لبنان نتائج الأزمة الاقتصادية التي أفضت إلى شحّ في التمويل، ما انعكس سلباً على المشاريع الإنمائية في البلديات. في حين تنفرد البلديات في الجنوب، بتحمّل وزر إضافي، وهو نتائج الحرب الإسرائيلية. ومعضلة تجفيف التمويل الآتي من المنظمات الدولية، تزيد الثقل على الكثير من البلديات الجنوبية، إذ من المتوقَّع أن تواجه تلك البلديات "فيتو" تمويلي في وجه البلديات التي يفوز بها حزب الله كلياً أو جزئياً. فما هو واقع التمويل الآتي من المنظّمات الدولية؟ خفض التمويل الدولي فتحت المنظّمات الدولية باب التمويل على مصراعيه مع تفاقم الأزمة السورية وتزايد معدّلات النزوح إلى لبنان منذ العام 2011. وزادت مستويات التمويل وتعدّدت البرامج المنَفَّذة بالتعاون مع تلك المنظّمات، في أعقاب الأزمة الاقتصادية منذ العام 2019، وكانت الكثير من المنظّمات والجهات الدولية المانحة كالمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين UNHCR ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة UNICEF والاتحاد الأوروبي EU والوكالة الأمريكية للتنمية الدولية USAID وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي UNDP وغيرها، قد أغدقت على لبنان تمويلاً لمشاريع تتعلّق بتأمين الخدمات الأساسية، التعليم، حماية الأطفال، المياه (الشرب، الخدمة، الصرف الصحي)، الأمن الغذائي والزراعي، الصحة، سبل العيش، المأوى، حماية الأطفال، الاستقرار الاجتماعي.. وغيرها من الاحتياجات ضمن برامج مستمرة. واستفاد من تلك البرامج لبنانيون وسوريون وفلسطينيون، فضلاً عن استفادة البلديات من تلك المشاريع، بشكل مباشر أو غير مباشر. لكن مع التغييرات الجيوسياسية في الشرق الأوسط بالإضافة إلى الحرب في أوكرانيا وما أنتجته من ضغوط اقتصادية على أوروبا والعالم، بدأ التمويل بالتراجع، فأثّرَ ذلك على مشاريع الاستجابة للسوريين والمشاريع الخاصة باللبنانيين، وحكماً تلك التي تستفيد منها البلديات. وتشير مصادر إدارية في أحد البرامج المموَّلة بدأت الـUNHCR في حديث لـ"المدن"، إلى أنّ التمويل المرتبط ببرامج النازحين السوريين "تراجع بشكل كبير لأنّ الكثير من السوريين عادوا إلى بلادهم". وتكشف المصادر أنّه "وبشكل غير معلَن، تعتبر الـUNHCR أنّ صفة النزوح سقطت عن هؤلاء بعد انتهاء الحرب وسقوط النظام السوري. ويظهر ذلك من خلال عدم تسجيل أنصار النظام الذين هربوا إلى لبنان ولم يُعتَرَف بهم كنازحين، ولذلك لم تشملهم برامج دعم التعليم والصحة والغذاء وغيرها، حتى بالنسبة للبرامج المموّلة من اليونيسف". وتقول المصادر أنّه "منذ أواخر العام 2023 والـUNHCR تحضّر استراتيجية العمل للعام 2024، وكان الحديث يومها عن تخفيض بنسبة 50 بالمئة في تمويل التغطية الطبية ودعم التعليم. وبشكل عام، يمكن تقدير حجم خفض التمويل من خلال مؤشّرات منها خفض عدد الموظفين وإنهاء الكثير من البرامج، فمثلاً أنهت الـUNHCR عقود عمل نحو 400 موظفاً من أصل 600، وخفّضت الـUNDP تمويلها للبرامج بنحو 30 إلى 40 بالمئة". البلديات أمام أزمة حقيقية لاحظت البلديات نتائج خفض التمويل من خلال تقليص البرامج المنفَّذة على الأرض، بعد أن استفادت من مشاريع تأهيل أراضٍ زراعية لإقامة مشاريع يعمل بها سوريون ولبنانيون، بالإضافة إلى مشاريع بنى تحتية، ومنها شبكات الصرف الصحي، في سياق الاستجابة لمتطلّبات النزوح والضغط الذي يسبّبه على البنية التحتية للمجتمعات المضيفة. ولعبت الحرب الإسرائيلية الأخيرة دوراً إضافياً في تقليص التمويل للبلديات "من خلال تحويل جزء من التمويل، من مشاريع للبلديات إلى مشاريع دعم الحاجات الإنسانية"، تقول المصادر. ولا تقف المعضلة عند هذا الحدّ، إذ ترى المصادر أنّ "البلديات ستُحرَم مستقبلاً من المزيد من التمويل، وتحديداً البلديات التابعة لحزب الله أو التي يشارك فيها الحزب. فهناك فيتو أميركي على تمويل تلك البلديات". وبحسب المصادر، فإنّ التأثير السلبي لوقف التمويل وعدم تنفيذ مشاريع البنى التحتية ومعامل فرز ومعالجة النفايات وغيرها، سيتعاظم "بسبب عدم توفّر التمويل الكافي من قِبَل الدولة عبر الصندوق البلدي المستقلّ". تدرك المؤسسات الدولية أنّ البلديات واتحاداتها بحاجة ماسّة إلى التمويل الدولي، ومع ذلك، فإن صدى القرارات السياسية سيكون أقوى من متطلّبات التنمية المحلية، الأمر الذي يترك البلديات الجنوبية أمام استحقاقات تنموية صعبة للغاية في ظلّ غياب الدعم المالي الكبير الذي كانت توفّره المنظّمات الدولية. وبعيداً من القرار السياسي المرتبط بحزب الله، فإن بلديات أخرى ستتأثّر بخفض التمويل بسبب تقليص برامج دعم النازحين السوريين، لكن بعض الجهات السياسية اللبنانية لا تجد مشكلة في ذلك، لا سيّما حزب القوات اللبنانية، التي تملك مقاربة مختلفة لمشاريع الجهات الدولية، هي مقاربة ترتبط بوجود السوريين في لبنان. وعَبَّرَ النائب بيار بو عاصي عن هذا الموقف، إذ رأى أنّ "وقف الدعم المالي هو الخطوة الأساسية لعودة السوريين المقيمين بشكل غير شرعي إلى لبنان".

توقيع مذكرة تفاهم بين وزارة الدفاع والامم المتحدة لتنسيق الدعم الدولي للجيش اللبناني
توقيع مذكرة تفاهم بين وزارة الدفاع والامم المتحدة لتنسيق الدعم الدولي للجيش اللبناني

صوت لبنان

time١٤-٠٥-٢٠٢٥

  • صوت لبنان

توقيع مذكرة تفاهم بين وزارة الدفاع والامم المتحدة لتنسيق الدعم الدولي للجيش اللبناني

وقعت وزارة الدفاع الوطني ومكتب المنسق الخاص للأمم المتحدة في لبنان (UNSCOL) وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في لبنان (UNDP)، مذكرة تفاهم ثلاثية تهدف إلى تنسيق الدعم الدولي للجيش اللبناني، وذلك بدعم عدد من الشركاء والدول المانحة، بما في ذلك الاتحاد الأوروبي وألمانيا وفرنسا وإسبانيا والنروج والدنمارك وهولندا. وتم توقيع المذكرة خلال مراسم رسمية أُقيمت في مبنى قيادة الجيش اللبناني في اليرزة. وقع مذكرة التفاهم كل من وزير الدفاع الوطني اللواء ميشال منسى، والمنسق المقيم للأمم المتحدة ومنسق الشؤون الإنسانية في لبنان عمران ريزا ممثلا المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان جينين هينيس بلاسخارت، والممثلة المقيمة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في لبنان بليرتا أليكو، بحضور قائد الجيش اللبناني العماد رودولف هيكل وعدد من سفراء الدول والملحقين العسكريين من ضمنهم الولايات المتحدة الاميركية، الاتحاد الأوروبي، اليابان، قطر، إسبانيا، مصر، بلجيكا، النروج، الأردن، ألمانيا، كندا، الدنمارك، فرنسا، إيطاليا، هولندا، المملكة المتحدة، وأستراليا، إضافة إلى وفد من الأمم المتحدة. ويندرج هذا الاتفاق في إطار تعزيز الشراكة المستمرة بين الجيش اللبناني والأمم المتحدة، حيث أكدت الأمم المتحدة دعمها الثابت لمؤسسة الجيش اللبناني في أداء مهامها، ووقوفها إلى جانبها في مساعيها للحفاظ على الاستقرار وتعزيز سيادة الدولة. كما يجسد هذا التعاون الثلاثي العلاقة الوثيقة التي تجمع بين الجيش اللبناني والأمم المتحدة وشركاء لبنان الدوليين، ويعكس التزاما مشتركا بدعم الاستقرار في مختلف أنحاء البلاد، انسجاما مع القرار 1701 الصادر عن مجلس الأمن الدولي. من جانبه، أكد الجيش اللبناني التزامه الثابت بمهمته الوطنية في حماية السيادة والحفاظ على الأمن والاستقرار، مشيدا بالتعاون القائم مع الأمم المتحدة. وأعرب عن تقديره العميق للأمم المتحدة ولثقة المجتمع الدولي الراسخة بالمؤسسة العسكرية، مشددا على أن هذه المبادرة تعكس روح التعاون البنّاء ضمن إطار متفق عليه، يتماشى مع المعايير الدولية ويؤكد الاحترام الكامل للسيادة اللبنانية. منسى وأعرب وزير الدفاع عن امتنانه "للحضور وللشركاء الدوليين على دعمهم الثابت للمؤسسات اللبنانية، ولا سيّما الجيش اللبناني". ورأى في "توقيع مذكرة التفاهم محطة مهمة تعزز التعاون مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي (UNDP) ، ومكتب المنسق الخاص للأمم المتحدة في لبنان (UNSCOL)، والدول الممثَّلة في الحدث". وأشاد بـ"الجيش اللبناني وجهوده وصموده المستمر في ظل التحديات السياسية والاقتصادية والأمنية"، مشددا على "أهمية تعزيز الشراكة الاستراتيجية مع الدول المانحة للحفاظ على استقرار لبنان والمساهمة في تعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة". هيكل من جهته، أكد قائد الجيش أن "لبنان يقف أمام مجموعة من التحديات، ما خلق ضغوطا هائلة من النواحي الأمنية والاقتصادية والاجتماعية، وضاعفت حجم المسؤوليات الملقاة على عاتق المؤسسة العسكرية التي تنفذ مهمات أساسية أبرزها العمل على بسط سلطة الدولة على كامل الأراضي اللبنانية، وتطبيق القرارات الدولية في الجنوب وبخاصة القرار 1701 بالتنسيق الوثيق مع اليونيفيل، بالتزامن مع حفظ الأمن ومكافحة الإرهاب في الداخل، إضافة إلى ضبط الحدود الشمالية والشرقية، ومنع التسلل والتهريب". ريزا وقال نائب المنسقة الخاصة والمنسق المقيم ومنسق الشؤون الإنسانية للأمم المتحدة في لبنان: "إن الجيش اللبناني يُعد الحجر الأساسي في تنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 1701 وفي بسط سلطة الدولة. وباختصار، الجيش اللبناني هو المؤتمن على استقرار لبنان". أضاف: "إن جهودنا الجماعية لدعم الجيش اللبناني أصبحت الآن أكثر أهمية من أي وقتٍ مضى. وستمثل مذكرة التفاهم هذه أداة ضمن جهود أوسع لتمكين الجيش من الحفاظ على زخم مهامه وتلبية التوقعات الهائلة الملقاة على عاتقه، من خلال تعزيز جهود تنسيق المساعدات الدولية المقدمة للجيش اللبناني، لا سيما من خلال تأمين الاحتياجات الأساسية لأفراده، وذلك بما يتوافق مع سياسة الأمم المتحدة الخاصة بالامتثال لمبادئ حقوق الإنسان". أليكو وقالت الممثلة المقيمة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في لبنان: "يفخر برنامج الأمم المتحدة الإنمائي بشراكته مع وزارة الدفاع ومكتب المنسق الخاص للأمم المتحدة في لبنان، وهي شراكة تعكس أولويتنا المشتركة والتزامنا الراسخ بدعم السلام والأمن في لبنان. وتشكل مذكرة التفاهم هذه خطوة أساسية ضمن جهودنا المشتركة لدعم المؤسسات الحكومية وتمكينها من تنفيذ الإصلاحات الضرورية لمعالجة الأزمة غير المسبوقة التي تمر بها البلاد. وفي هذا الإطار، تُعد القُدرات المؤسستية والعملياتية للجيش اللبناني وأفراده عنصرا أساسيا في الحفاظ على الاستقرار الوطني". اضاف: "سيواصل برنامج الأمم المتحدة الإنمائي الدعوة إلى تقديم دعم مستدام للمؤسسات الأمنية اللبنانية، إذ إن الاستقرار يشكل الأساس الذي لا بد منه لبناء السلام الدائم، وتحقيق التعافي، ودفع عجلة التنمية الشاملة".

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store