
مخاوف تستيقظ
يبدو أن أوربا قد حزمت أمرها وقررت ألا تعتمد على الولايات المتحدة في مساندة أوكرانيا ضد روسيا ، وأن تجعل الأمر في يدها لا في يد الرئيس الأمريكي ترمب .
وإذا كان الروس قد ذهبوا الى لقاء مع الأوكرانيين في تركيا يوم الخميس ١٥ من هذا الشهر ، فالغالب أن ذهابهم كان تحت وطأة ضغط الإتحاد الأوربي ، الذي جاء عليه وقت أنذر فيه موسكو بأن تعقد هدنة مع أوكرانيا ، وإلا ، فإن عقوبات أوربية جديدة سوف يجري فرضها عليها !
حدث هذا يوم الإثنين ١٢ من الشهر ، وبلغت حدة الإنذار الى حد أن الأوربيين أمهلوا الروس ١٢ ساعة للذهاب الى الهدنة .. ولم يكن شيء من هذا يحدث على طول الحرب الروسية الأوكرانية التي دخلت عامها الرابع في فبراير من هذه السنة .
ذلك أن القارة العجوز كانت الى العشرين من يناير ٢٠٢٥ ، وهو اليوم الذي دخل فيه ترمب البيت الأبيض ، تعتمد على الولايات المتحدة في مساعدة أوكرانيا ، ولم يكن الأوربيون يحملون هماً في هذه المواجهة طوال عهد بايدن .. فلما جاء ترمب بدا الأمر وكأنه قد تغير تماماً ، وقد وصلت حدود التغير الى درجة أن الرئيس الأمريكي عندما جاء في يناير أوقف المساعدات العسكرية لأوكرانيا ، ولم يقرر إعادتها إلا بعد أن رضخ الرئيس الأوكراني زيلينسكي فوقّع على اتفاقية تستغل واشنطون بموجبها المعادن في الأراضي الأوكرانية .
ولم يكن هذا النهج العملي البراجماتي غائباً لدى ترمب في تعامله مع الإتحاد الأوربي نفسه ، فراح يخاطب الإتحاد بأن عليه أن يرفع من نسبة الإنفاق على الدفاع ، ولم يشأ الرئيس الأمريكي أن يستثني عواصم الإتحاد في قصة الرسوم الجمركية التي عممها على العالم دون استثناء !
ساعتها بدأ الأوربيون يشعرون بالخطورة ، وقرأنا لزعماء أوربيين حديثاً عن مخصصات ضخمة للإنفاق على الجيوش ، وقال المستشار الألماني أن بلاده قررت أن يكون لديها أقوى جيش في أوربا .. فكأن ساكن البيت الأبيض قد أيقظ المخاوف داخل عواصم القارة ، وكأنه قد جعلها تفيق على حقيقة تقول أن أمريكا لن تسعفها إذا ما فكر الروس في خوض مواجهة مع الأوربيين .. لن تسعفهم أمريكا كما عاشوا يتصورون ، أو على الأقل طوال السنوات الأربع التي سيقضيها ترمب في مكتبه البيضاوي في البيت الأبيض .
وقبل أيام كانت بولندا قد اتهمت روسيا بأنها وراء عملية تخريبية طالت سوقاً مركزية في العاصمة وارسو ، وقررت إغلاق القنصلية الروسية لديها .. وفي وقت سابق لم يكن البولنديون يمتلكون جرأة كهذه في مواجهة الروس .
وعندما تنتهي مفاوضات الروس مع الأوكرانيين الى ما سوف تنتهي إليه ، سيكون ذلك بتأثير من رغبة موسكو في ألا تدخل في مواجهة مع القارة بدولها السبع والعشرين .. فالأوربيون مستنفرون منذ فترة ضد روسيا وبشكل لافت .
ولا شك أنهم مستنفرون ولسان حالهم يقول بيدنا لا بيد ترمب ، أو بيدنا لا بيد الولايات المتحدة التي تخلت عنا دون مقدمات .

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الدستور
منذ 33 دقائق
- الدستور
البيت الأبيض يدرس الطريقة المثلى لرفع العقوبات عن سوريا
يدرس البيت الأبيض الطريقة المثلى لرفع العقوبات عن سوريا، حسب ما أفادت قناة "القاهرة الإخبارية"، في نبأ عاجل، اليوم الجمعة. كان الرئيس الأمريكي، أعلن قبل أيام خلال جولته الخليجية أنه سيقوم برفع العقوبات عن سوريا، لأنها تعيق جهود إعادة بناء سوريا واستقرارها.


بوابة الفجر
منذ 43 دقائق
- بوابة الفجر
ترامب في ورطة دبلوماسية.. صور وفيديوهات مضللة تثير جدلًا بلقائه مع رئيس جنوب إفريقيا
في خطوة أثارت عاصفة من الانتقادات والشكوك، وجد الرئيس الأميركي دونالد ترامب نفسه في مرمى الاتهامات بنشر معلومات مضللة خلال لقائه مع رئيس جنوب إفريقيا، سيريل رامافوزا. ففي اجتماع رسمي داخل البيت الأبيض، استعرض ترامب صورًا ومقاطع فيديو قال إنها توثق "مجازر بحق المزارعين البيض" في جنوب إفريقيا، لكن تحقيقات لاحقة كشفت أن هذه المواد لا تمتّ للواقع بصلة، بعضها جُلب من دول أخرى، مما وضع ترامب في موقف محرج أمام ضيفه وأمام الرأي العام الدولي. أدلة مغلوطة في مشهد أثار جدلًا واسعًا، أظهرت تحقيقات إعلامية أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب استخدم "أدلة مغلوطة" خلال اجتماع رسمي عقده في البيت الأبيض مع رئيس جنوب إفريقيا، سيريل رامافوزا، مدعيًا وقوع عمليات قتل جماعي استهدفت المزارعين البيض في البلاد. حيث حمل الاجتماع الذي جرى الأربعاء، طابعًا مشحونًا، حيث أخرج ترامب نسخة مطبوعة من مقال مرفق بصورة، زاعمًا أنها توثق دفن مزارعين بيض قُتلوا في هجمات منظمة. غير أن الصورة المستخدمة كانت في الواقع من فيديو نشرته وكالة "رويترز" في 3 فبراير، يُظهر عاملين إنسانيين وهم ينقلون أكياس جثث في غوما، شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية، إثر اشتباكات مع متمردين مدعومين من رواندا لا علاقة لها بجنوب إفريقيا. مقابر جماعية ولم يكتف ترامب بذلك، بل عرض أيضًا مقطع فيديو آخر قال إنه يُظهر "مقابر جماعية" لمزارعين بيض في جنوب إفريقيا. إلا أن تحقيقًا أجرته صحيفة ذا غارديان البريطانية، كشف أن اللقطات تعود لموقع تذكاري مؤقت على طريق بين بلدتي نيوكاسل ونورماندين في جنوب إفريقيا، وليست قبورًا جماعية كما ادعى ترامب. يأتي هذا السلوك في سياق محاولات متكررة من ترامب لإبراز ما يصفه بـ "اضطهاد المزارعين البيض" في جنوب إفريقيا، وهي رواية كثيرًا ما روجت لها أوساط يمينية متطرفة في الولايات المتحدة، وتلقى رفضًا قاطعًا من حكومة جنوب إفريقيا التي تنفي هذه الادعاءات وتعتبرها جزءًا من نظرية مؤامرة لا تستند إلى وقائع. وأثار عرض ترامب للفيديو استياءً كبيرًا، خاصة أنه تضمن ظهور السياسي الجنوب إفريقي المثير للجدل يوليوس ماليما، زعيم حزب "المناضلون من أجل الحرية الاقتصادية"، وهو يردد شعارات معادية للبيض تعود إلى فترة ما قبل انتهاء نظام الفصل العنصري، مثل "اقتل البوير، اقتل المزارع". إلا أن ترامب أخطأ عندما وصف ماليما بأنه مسؤول حكومي، في محاولة لتصوير تصريحاته على أنها تمثل سياسة الدولة، وهو ما نفاه الرئيس رامافوزا بشكل قاطع. وفي تصريح لاحق، أكد وزير الزراعة الجنوب إفريقي جون ستينهايزن، وهو عضو في حزب التحالف الديمقراطي المنتمي للتيار اليميني الوسطي، أن تحالف حزبه مع رامافوزا يهدف تحديدًا إلى الحيلولة دون وصول شخصيات راديكالية كماليما إلى السلطة. زيارة رامافوزا إلى واشنطن جاءت في وقت بالغ الحساسية، وسط توترات في العلاقات الثنائية بسبب انتقادات ترامب المتكررة لسياسات جنوب إفريقيا، خاصة فيما يتعلق بإصلاحات الأراضي وسياستها تجاه الأقليات.


وكالة نيوز
منذ 2 ساعات
- وكالة نيوز
تمنع إدارة ترامب هارفارد من تسجيل الطلاب الدوليين
خبر الأخبار منعت إدارة ترامب قدرة جامعة هارفارد على تسجيل الطلاب الدوليين يوم الخميس. تمثل هذه الخطوة تصعيدًا حادًا في التوترات بين البيت الأبيض وجامعة Ivy League. نشرت في 23 مايو 2025