
وداع القلم بعد ثلاثة عقود..
مع ختام الموسم الرياضي السعودي لهذا العام، أجدني أقف عند مفترق طريق مختلف، أودّع فيه القلم الذي رافقني طوال ثلاثة عقود من الكتابة في مجال الرياضة، متنقلاً بين صفحات عدة صحف، كانت فيها 'الرياضية' المنصة الأكثر حضورًا للطرح الرياضي المختلف، وصحف أخرى مثل الاقتصادية والحياة واليوم، كانت الأكثر حضورًا للطرح الاجتماعي والاقتصادي، وجميعها قد احتضنت كلماتي وشجعتني دومًا على المضي قدمًا في خدمة الرياضة السعودية بكل صدق وحب.
لقد عشت مع القلم سنوات طويلة من الشغف والمتعة، تابعت فيها تطور الرياضة السعودية موسمًا بعد موسم، ورأيت بأم عيني كيف نمت وتألقت في ظل دعم قيادتنا الحكيمة، التي أولت اهتمامًا بالغًا بالرياضة والشباب، إيمانًا منها بأهمية هذا القطاع في صناعة المستقبل وتحقيق مستهدفات الوطن.
واليوم، وأنا أختتم مشواري في الكتابة الرياضية، بسبب ارتباطات عملية تستوجب علىّ التركيز فيها، أود أن أبعث برسالة قلبية صادقة للرياضة السعودية والمهتمين بها والقائمين عليها، وأقول إنني قد عشت الرياضة منذ سنة 1978م مشجعًا، ثم لاعبًا منذ 1980، ثم عضو لمجلس إدارة نادي الاتفاق منذ 1999، ثم مسؤولاً عن المنتخبات السعودية لكرة القدم عام 2011، ثم أمينًا عامًا للجنة الأولمبية العربية السعودية في 2012، وعضوًا للمكتب التنفيذي في المجلس الاولمبي الآسيوي، وأستطيع أن أقول بعد كل هذا المشوار الذي تجاوز الـ 45 عامًا، أن الرياضة السعودية، ما زال لديها الكثير والكثير لتقدمه، بمجرد وجود الأشخاص المناسبين في كل مفاصلها، بل وستكون في قائمة أفضل عشر دول في العالم لو حدث ذلك.
أتمنى للرياضة السعودية كل النماء والازدهار، وأن تواصل مسيرتها المباركة نحو تحقيق المزيد من الإنجازات التي تتناسب مع حجمها، محليًا وقاريًا ودوليًا. وأدعو المؤسسة الرياضية إلى وضع استراتيجية واضحة ذات محطات مرحلية محددة، تراعي التخصصية وتستعين بمديري مشاريع أكفاء؛ لضمان تحقيق الأهداف في كل مرحلة بكفاءة واقتدار. فالرياضة الحديثة لم تعد مجرد منافسة في الملعب، بل أصبحت صناعة تتطلب الاحترافية في الإدارة والتخطيط والتنفيذ، بما يليق بمكانة المملكة وطموحات شبابها.
وفي الختام، لا يسعني إلا أن أتقدّم بجزيل الشكر والعرفان لصحيفة 'الرياضية' العزيزة، التي كانت ولا تزال المنصة الأجمل والأفضل لاحتضان المقالات الرياضية الفارقة، طوال السنوات الماضية، ومن خلالها استطعت أن أوثق الطرح الذي أرغب بترقيقه بكل مهنية في صحيفة رياضية متخصصة. شكرًا لكل زملائي في 'الرياضية'، من رؤساء تحرير ومحررين وفنيين، الذين تحملوا تقصيري بعض الأحيان فيما يخص توقيت تسليم المقالات، وساندوني حين احتجت، فكنتم دومًا خير سند وأهلًا للأمانة.
أودّعكم جميعًا، وأودّع القلم الذي كان لي رفيق دربٍ وتحملت أمانته طوال ثلاثين عامًا، شاكرًا كل من رافقني في هذه الرحلة الماتعة. وأسأل الله أن يكتب للرياضة السعودية مستقبلًا زاهرًا، مليئًا بالتألق والإنجازات، في ظل دعم قيادتنا الرشيدة وهمة شباب هذا الوطن الغالي.
وداعًا أيها القلم، وشكرًا صحيفة 'الرياضية'، ودمتم بخير.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


صدى الالكترونية
منذ 3 ساعات
- صدى الالكترونية
مقطع نادر لنهائي كأس الملك عام 1396هـ بحضور الملك خالد رحمه الله.. فيديو
تداولت منصات التواصل الاجتماعي مقطع فيديو تاريخي نادر يظهر حضور الملك خالد بن عبدالعزيز – رحمه الله – خلال نهائي كأس الملك عام 1396هـ (1978م). وجمعت المباراة بين نادي النصر والأهلي، وكانت أول نهائي يشرف عليه الملك خالد بعد توليه مقاليد الحكم. وانتهت المباراة بفوز النصر 2-0، حيث سجل الهدفين محمد سعد العبدلي – رحمه الله – وسعد السدحان، وسط احتفالات وتسليم كأس الملك.


كورة سودانية
منذ 3 ساعات
- كورة سودانية
هلال السودان في سماء موريتانيا ومضة توحد شعبين في ساحات الكرة
هلال وظلال عبد المنعم هلال هلال السودان في سماء موريتانيا ومضة توحد شعبين في ساحات الكرة ـ مشاركة الهلال في الدوري الموريتاني لم تكن مجرد مشاركة عابرة ولا تجربة للتجريب دي كانت خطوة كبيرة وجريئة فتحت الباب لتعاون رياضي حقيقي بين الشعوب الإفريقية وقدمت نموذج حي لفكرة (كرة القدم الموحدة) في القارة السمراء. ـ الهلال مشى موريتانيا وهو شايل معاهو تاريخ تقيل وألقاب وجماهير وقيم ومبادئ ما مشى سياحة ولا تمشية حال بل مشى يمثل السودان بشرف ورفع اسمنا عالياً في بلد شقيق رحب بيهو ترحيب يشرح القلب ويشرح الخاطر. ـ الهلال وقت دخل في الدوري الموريتاني قلب الطاولة على المألوف فجأة بقى في ضغط إيجابي على الأندية الموريتانية تطور من نفسها وتحسن من أدائها وتعيد حساباتها وتعيد ترتيب صفوفها والهلال بخبرته وبلاعبيه وبجهازه الفني والإداري رفع السقف عالياً وما خلا أي فريق موريتاني يكتفي بالمعتاد. ـ الهلال استفاد لكن كمان موريتانيا كلها استفادت من الاحتكاك .. من الإعلام .. من الجماهير .. من التنظيم، من الإدارة وحتى من الروح الرياضية اللاعب الموريتاني شاف قدامو تجربة واقعية لفريق خاض المعارك الإفريقية وتعلم منها والمدرب الموريتاني شاف كيف الهلال بتعامل مع الخطط والانضباط والإداري شاف كيف النظام والهيكلة بتعمل فرق. ـ من إيجابيات مشاركة الهلال في الدوري الموريتاني أن برز نجم اللاعب الموريتاني أحمد سالم عقب توقيعه للهلال ومشاركته الفاعلة مع الفريق في منافسات الدوري الموريتاني ليتحول اسمه إلى أنشودة تتردد على ألسنة الجماهير الموريتانية المعجبة بأدائه. ـ ما ممكن نتكلم عن التجربة بدون نرفع القبعة للجمهور الموريتاني جمهور واعي وراقي ومحب للكورة استقبل الهلال كأنه فريق وطني شجعه وهتف مع اللاعبين وما حسينا بالغربة، بالعكس … حسينا كأننا في إستاد الهلال في أمدرمان. ـ الهلال غلب التحديات وكسب الرهان والناس العايشة في السودان عارفة الظروف الصعبة وعارفة إن فريق يسافر ويلعب في مناخ وتقاليد وتحكيم مختلف ده في حد ذاته تحدي كبير لكن الهلال زي ما عودنا لم يتراجع واجه وتحدى وقدم أداء مشرف جداً رغم الغيابات والصعوبات وقدر بعون الله أن يتوج مشاركته بالفوز بالبطولة سواء كانت شرفية أو تنافسية المهم أنه كسب الرهان ورفع راس السودان. ـ هذه التجربة فتحت أبواب جديدة والخطوة دي ما حتنتهي هنا دي بداية لمسار جديد.ك لازم نفكر لقدام شنو المانع إنو نشوف فرق من السودان تلعب في تونس ..؟ أو فرق من نيجيريا تلعب في السودان بعد الإستقرار وعودة الأمن والأمان..؟ الكورة ما بتعرف حدود والمكسب الحقيقي في التبادل الرياضي والثقافي والإنساني. ـ وفي نهاية المشوار الجميل دا واجب علينا أن نوجه شكرنا العميق لموريتانيا الحبيبة: على الاستقبال الكان فوق العادة والكرم الفياض والتعامل الراقي أنتم ما بس استقبلتونا أنتم فتحتوا لينا قلوبكم ودي كانت أغلى من أي حاجة. للاتحاد الموريتاني: على شجاعتكم في فتح الباب لفريق كبير زي الهلال وعلى جهودكم التنظيمية التي تستحق الإشادة. للأندية الموريتانية: على الاحترام وروح المنافسة النبيلة. للإعلام الموريتاني: على التغطية المميزة والنقل الإيجابي والاهتمام الذي يساعد في تطوير الكورة. للجمهور الموريتاني: والله ما في كلمات توفيكم حقكم… شكراً من القلب. ـ الهلال ما بس فريق الهلال فكرة والهلال بفكرته بروحه وبتاريخه وبخلق لاعبيه وبمواقف إدارته… قدر يقدم تجربة تعتبر درس لكل من يهمه أمر الكرة الإفريقية. التجربة دي لازم توثق ولازم تتكرر ولازم تبقى نقطة انطلاق لمشاريع أكبر في المستقبل. وفي الختام… نقولها بصوت عالي: شكراً موريتانيا… شكراً شعب موريتانيا… شكراً جمهور موريتانيا… أنتم خليتونا نحس إنو الكورة ما بس تنافس… الكورة محبة وأخوة وأخلاق ووحدة ومستقبل. ونسأل الله يديم المحبة بين السودان وموريتانيا وتكبر المبادرات ويعم السلام والازدهار في أوطاننا.

سعورس
منذ 6 ساعات
- سعورس
نشر في الرياض يوم 01 - 06
وتحظى الرياضة السعودية باهتمام سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، الذي قدم لها دعماً معنوياً استثنائياً، بحضوره نيابة عن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز - حفظه الله - المباراة النهائية على كأس الملك، بين فريقي الاتحاد والقادسية، في مشهد مهيب، عكس اهتمام البلاد بقطاع الرياضة، باعتباره أحد أركان القوة الناعمة، التي تصدر للعالم صورة باهرة ومشرقة للمملكة، تظهر ما تتمتع به من إمكانات ومواهب رياضية. وتحت مظلة الرؤية، يرتكز الاهتمام بالرياضة السعودية، على تعزيز برامج الاستثمار، بهدف تحويل الممارسات الرياضية إلى مسارات ذات عائد اقتصادي، يسهم في تحقيق قيمة مضافة إلى الناتج المحلي الإجمالي، وهو ما يفسر ضخ استثمارات ضخمة في القطاع، وتدعيم الأندية بمجموعة من ألمع اللاعبين والمدربين عالمياً، الأمر الذي جعل المنافسات الرياضية الوطنية محل اهتمام العالم، وحتى تضمن المملكة تحقيق استدامة العائد من النشاط الرياضي، عملت على تطوير الأنظمة، وتكليف وزارة الرياضة بمهام محددة، بعد توسيع صلاحياتها، يضاف إلى ذلك، النهوض بمقومات القطاع، وتوسيع قاعدة الممارسين للرياضة. لم يقتصر تحديث الرياضة السعودية، تحت مظلة الرؤية، على الترفيه، أو المنافسة فقط، بل يمتد لتشمل تمكين المرأة، وتوسيع قاعدة مشاركتها في الأنشطة الرياضية، وبناء منظومة احترافية لرعاية الموهوبين، بما يضمن للمملكة أن تكون لاعبًا محوريًا في صناعة الرياضة إقليميًا وعالميًا، ولأن الجهد المبذول لتطوير القطاع الرياضي السعودي كبير ونوعي، كان لهذا الأمر ثماره اليانعة، التي تجسدت في ارتفاع عدد الأندية المحلية من تسعة أندية في عام 2019، إلى 128 نادياً في العام 2024، كما ارتفع عدد الاتحادات الرياضية من 32 اتحادًا في 2015 إلى 97 اتحادًا بنهاية عام 2024. واليوم، يبشر المشهد الرياضي السعودي، بازدهاره محلياً ودولياً، خاصة بعد تتويج الجهود المبذولة في تطويره، باستضافة المملكة لمونديال كأس العالم في العام 2034، ما يؤكد نجاح رؤية 2030 في تحقيق تطلعات ولاة الأمر، بأن يكون للمملكة قطاع رياضي نموذجي، لا يقل شأناً من القطاعات المماثلة في الدول المتقدمة.