
في حضرة النحر
ما إن يغسل العيد جبينه بماء النحر، وتغسل القلوب أوزارها بالتكبير، حتى تبدأ أيام التشريق في نشر ضفائرها البيضاء على دروب المسلمين، كأنها ضوءٌ يتسلل من بين تكبيرات السماء، ليعيد تشكيل الحياة على هيئة فرح ورضا وتكافل لا يشبهه شيء.
أيامٌ ثلاثة تشرق لا بشمس واحدة، بل بشموس تتوزع في بيوت الناس، شموس من ضحك الأطفال، وأطباق عامرة، وقلوب تطوف حول معاني الرحمة كما تطوف الحجيج حول البيت العتيق.
هنا، لا تكون الأضاحي مجرد شعيرة تُؤدى، بل حكاية من لحمٍ ودمٍ تروي قصة التضحية، وتُترجم النصوص إلى أفعال، وتُفكك المعاني من الكتب لتعيش في الشوارع والبيوت.
كل خروف يُذبح لا يسقط صامتًا، بل يتحدث بلغةٍ لا يفهمها إلا من ذاق حلاوة العطاء، حيث تتحول السكاكين من أداة للفصل إلى جسر يوصل بين الغني والفقير، بين اليد الممتدة بالعطاء وتلك الممتدة بالحاجة.
وفي كل حيّ، تبدأ اللحوم رحلتها، لا من يد الجزار إلى المائدة فقط، بل من قلب إلى قلب، ترى الأكياس الحمراء تمشي على الأكتاف كأنها رسائل حب ممهورة بعطر المواسم.
هناك من يعطي لا لأنه يملك، بل لأنه يشعر، وهناك من يأخذ ولا يخجل، لأن العيد لا يعرف المذلة، بل يعرف الكرامة في الثوب الأبيض والطعام الساخن.
تتناثر مشاهد الفرح كحبات الرز في وليمة الكرم. الأطفال يقفزون أمام البيوت، يطاردون العيد في ضحكة، أو في حذاء جديد، أو حتى في قطعة شوكولاتة تُمدّ إليهم من جار كريم، النساء يتبادلن الأطباق، والرجال يتبادلون الدعوات، والقلوب تتبادل السلام.
في هذه الأيام، يصبح التهادي عبادة، والتكافل لغة لا تحتاج ترجمة.،كل بيتٍ يتحول إلى خلية نحل، لا تعرف الكلل، تطهو وتغلف وتوزع، كأنها تشارك في حفل كبير أقامه الله للناس جميعًا، لا يُمنع فيه أحد، ولا يُقصى فيه جائع.
ويبدو العيد في مصر وكأنه قد استعان بكل الألوان ليرسم فرحته، من الأحمر القاني في اللحم، إلى الأبيض في الجلابيب، إلى الأخضر في الحدائق، وحتى الأزرق في عيون السماء التي تراقب كل شيء وتبتسم.
في زمنٍ يضيق فيه الفرح أحيانًا، تأتي أيام التشريق كفسحة ربانية، تُفتح فيها أبواب العطاء كما تُفتح أبواب السماء، هي أيامٌ لا تكتفي بإشباع البطون، بل تطمئن فيها الأرواح أن الخير ما زال هنا، يتجول بيننا على هيئة وجبة، أو ضحكة، أو دعوة خالصة في جوف الليل.
هكذا يكون العيد.. لا مجرد طقس موسمي، بل درس مفتوح في الإنسانية، تكتبه لحوم الأضاحي بالحبر الأحمر، وتقرؤه الأعين الدامعة فرحًا، على مائدة لا تعرف الجوع، ولا تعرف الحقد، بل تعرف الله فقط.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


اليوم السابع
منذ ساعة واحدة
- اليوم السابع
زيزو: أزمتى مع الزمالك ليست مالية
زيزو لاعب الزمالك المنضم مؤخراً إلى الأهلي في صفقة انتقال حر، أن أزمته مع القلعة البيضاء لم تكم متعلقة بالأمور المادية. وقال زيزو، في تصريحات تليفزيونية: عمرو الجنايني ولجنة التخطيط اعتقدت أن مشكلتي فلوس، وحاولت أفهّم لجنة الكرة أن الموضوع ليس مادياً، أحب عمرو الجنايني جداً على المستوى الشخصي، لكنه جاء عندما وصلت الأمور إلى النهاية، الموضوع كان إن ناس كتيرة قالت عننا كلام غير حقيقي وكان يجب أن تصحح كلامها وتخرج وتقول أنها كذبت، أنت أهنتني سنة ولا تريد حتى أن تنزل اعتذار، طلبت أن يتم حل الأمر مع والدي. وأضاف: كنت أنتظر من كل شخص خرج وقال أمر غير حقيقي وكذب من الزمالك، أن يخرج ويقول الحقيقة، لكن محدش هيطلع يقول أنا كذاب، تفاوضت 8 أشهر مع رئيس الزمالك، ولاعبو الزمالك كانوا يعلمون كل شىء، لذلك عندما عدت للتدريب في النادي تعاملوا معي بشكل طبيعي وكنت واحشهم، ولكن استغربت رد فعل البعض منهم، لم يروا مني أمر سيئ ويعلمون حقيقة ما حدث معي ولكن تفاجئت بردة فعلهم. واختتم: أحد اللاعبين كنت بكبره في كل حاجة وبرجعله في كل حاجة وكان عايش معايا الأحداث وتغير بدون مبرر.


اليوم السابع
منذ 2 ساعات
- اليوم السابع
فسحة روعة مع "كده رضا".. يوم في القناطر بأقل تكلفة داخل حديقة عفلة.. فيديو
نشر "تليفزيون اليوم السابع" حلقة جديدة من برنامج " كده رضا"، والتى يعدها ويقدمها الكاتب الصحفى محمود رضا الزاملى، وشملت الحلقة، كل تفاصيل زيارة حديقة عفلة (لؤلؤة الشرق) والتي تعتبر واحدة من أبرز الوجهات التي جذبت الزوار لما تتميز به من طبيعة خلابة وأجواء هادئة وأسعار رمزية. واستعرضت الحلقة الرحلة التي بدأت من محطة مترو المظلات، حيث يمكن للزوار الوصول إلى القناطر بسهولة ويسر، في رحلة موفرة تجمع بين البساطة والمتعة، ما جعل البعض يصفها بـ"رحلة للجنة بالمترو"، لما تميز به من راحة نفسية ومشاهد طبيعية آسرة. حديقة عفلة، المعروفة بلقب "لؤلؤة الشرق"، استقبلت الزوار بمساحاتها الخضراء الواسعة، وأشجارها الظليلة، إلى جانب إمكانيات الترفيه المتعددة، من أبرزها مناطق الجلوس الهادئة، ومساحات مخصصة لصيد الأسماك، وهو ما أضاف بُعدًا ترفيهيًا وتجربة فريدة من نوعها. وشرحت الحلقة أن الرحلة إلى القناطر أثبتت أن الترفيه لا يحتاج إلى تكلفة باهظة، بل يمكن أن يكون بسيطًا، ممتعًا، ومليئًا بالطبيعة، خاصة في أماكن مثل حديقة عفلة التي ما زالت تحتفظ بجمالها وسحرها الخاص، وتُعد من الكنوز الطبيعية القريبة من قلب العاصمة. وشرحت الحلقة أن المتحف يضم أقسام عديدة أهمها القسم التاريخى الذى يعرض فيه مجموعة من أوراق البردى "الرسائل القديمة" والوثائق وعقود نقل البريد واللوائح البريدية، وأيضا قسم طوابع البريد منها طوابع مصرية و عربية وأفريقية وأوروبية وآسيوية وأمريكية واسترالية، وقسم أدوات البريد من موازين وحقائب ومفاتيح وصناديق. كما يحتوى متحف الهيئة القومية للبريد، على كنوز ومقتنيات نادرة تؤرخ للأحداث والمناسبات الهامة فى تاريخ مصر، من صور ووثائق وطوابع ومقتنيات هامة منذ انتقال ملكية الهيئة إلى الحكومة المصرية عام 1865.


ET بالعربي
منذ 3 ساعات
- ET بالعربي
جيمي فوكس يشارك في إنتاج الفيلم المصري هابي بيرث داي
أعلن النجم الحاصل على جائزة الأوسكار جيمي فوكس مشاركته في إنتاج الفيلم المصري "هابي بيرث داي"، الذي يشارك في المسابقة الرسمية للأفلام الروائية الدولية ضمن فعاليات مهرجان تريبيكا السينمائي لعام 2025. وفي التفاصيل، يشارك فوكس في الإنتاج إلى جانب المنتجين المصريين أحمد الدسوقي (SkyLimit)، أحمد بدوي (FilmSquare)، وأحمد عباس (Immersive Studios). وقد عُرض الفيلم لأول مرة في مدينة نيويورك بتاريخ 5 يونيو الجاري. فيلم هابي بيرث داي الفيلم من تأليف كل من محمد دياب وسارة جوهر، وإخراج سارة جوهر، ويُعد أول تعاون مشترك بينهما بعد النجاح الكبير لمسلسل "مون نايت" العالمي. يسلط الفيلم الضوء على تجربة إنسانية من طفولة المخرجة، حيث يعرض براءة الطفولة وسط تعقيدات المجتمع الحديث. وعبّر جيمي فوكس عن حماسه بالقول: "نحن فخورون بالانضمام لهذا العمل القوي وصنّاعه ذوي الرؤية، ولا نستطيع الانتظار حتى نعرضه أمام الجمهور في العرض العالمي". من جهتها، سارة جوهر قالت: "فخورة أن يكون أول فيلم لي في مهرجان تريبيكا، وفخورة أيضًا بمشاركة النجم العالمي جيمي فوكس في إنتاج فيلم 'هابي بيرث داي'، وفخورة بفريق العمل الذي شاركني في إحياء قصة شخصية مررت بها وأنا طفلة، وأننا نحكي هذه القصة سينمائيًا بطريقة إنسانية". أما محمد دياب فعلق قائلاً: "هذه هي المرة الأولى التي يتحول فيها التعاون بيني وبين سارة جوهر إلى أن تصبح مخرجة ومنتجة مصرية، وزوجتي ودائمًا معي في كل أفلامي. هذه المرة هو مشروعها هي تُخرجه وأنا أكتب فيه، وأنا سعيد جدًا بهذه التجربة، وهو من أجمل الأفلام التي شاركت فيها في حياتي. الفيلم يتحدث عن حدث مهم جدًا يبدو صغيرًا في ذهن فتاة صغيرة، لكن معناه كبير وعميق ويحمل رسائل مهمة جدًا. وأنا مسرور لأن الفيلم جذب اهتمام نجم عالمي مثل جيمي فوكس، الحاصل على جائزة الأوسكار، وكان متحمسًا منذ أول نسخة من السيناريو ليكون جزءًا من العمل". الفيلم يشارك فيه نخبة من النجوم المصريين من بينهم النجمة نيللي كريم وحنان مطاوع، ويُعتبر إضافة مميزة للسينما العربية على الساحة الدولية.