
آخر متاهات الأهرامات... كيف بدأت قصّة اكتشاف "مدينة" تحت خفرع؟
في ما اعتبر كشفاً علمياً مذهلاً، أظهرت تحليلات حديثة لمسح ضوئي بالرادار هياكل ضخمة مخفية تحت هرم خفرع في هضبة الجيزة، الأمر الذي جدد السجال حول طبيعة الأهرامات واستخدامها الفعلي في العصور القديمة وعمّق لغز أحد أكبر الألغاز في التاريح.
قاد البحث العالمان كورادو مالانغا من جامعة بيزا، وفيليبو بيوندي من جامعة ستراثكلايد، وتم نشره في دراسة علمية عام 2022، ليكشف تفاصيل غير مسبوقة عن البنية الداخلية لهرم الجيزة الأكبر، ما دفع الفريق إلى تطبيق التقنية ذاتها على هرم خفرع.
— Greg Reese (@gregreese) March 18, 2025
اعتمد الباحثان في دراستهما على تقنية الرادار ذي الفتحة الاصطناعية (SAR)، إلى جانب برنامج متطور طوّره بيوندي، يقوم بتحويل إشارات الرادار إلى معلومات صوتية قادرة على التقاط الاهتزازات المليمترية. هذه التكنولوجيا المتقدمة مكّنت الفريق من كشف تفاصيل لم تكن مرئية بالطرق التقليدية، وأتاحت إمكان إعادة بناء ثلاثي الأبعاد للهياكل الداخلية العميقة داخل هرم خفرع وما تحته.
وكشف الباحثان عن نتائج تحليلاتهما لثاني أكبر هرم في مجمع الجيزة، والتي كانت مذهلة بكل المقاييس. تظهر الصور المقطعية للرادار خمسة هياكل ضخمة متناظرة بالقرب من قاعدة الهرم، متصلة بمسارات هندسية دقيقة، ويحتوي كل منها على خمسة مستويات أفقية وسقف مائل. لكن الاكتشاف الأكثر إثارة كان رصد ثمانية آبار أسطوانية ضخمة، تمتد إلى عمق 648 متراً، تحيط بها ممرات حلزونية هابطة، وتنتهي في هيكلين مكعبين عملاقين يبلغ طول كل منهما 80 متراً لكل جانب.
الأمر الأكثر إدهاشاً هو أن هذا النظام يمتد حوالى كيلومترين تحت سطح الأرض، ليشمل المنطقة الواقعة تحت كل أهرامات الجيزة الثلاثة، ما يفتح باب التكهنات حول الغرض الحقيقي من هذه المنشآت.
وفقاً لعلم المصريات التقليدي، فإن أهرامات الجيزة بُنيت حوالى عام 2500 قبل الميلاد لتكون مقابر للفراعنة، لكن الاكتشافات الحديثة المفترضة تلقي بظلال من الشك على هذه الفرضية. فالحسابات الرياضية المعقدة في تصميم الأهرامات، والتي تشمل الثوابت العلمية مثل النسبة الذهبية وسرعة الضوء، تشير إلى أن هذه الهياكل قد تكون لها وظيفة علمية أو تقنية تتجاوز المفهوم التقليدي للمقبرة.
تسلا ودن وفاريل
قد تتقاطع العديد من النظريات العلمية السابقة حول الأهرامات مع هذا الاكتشاف الجديد. كان العالم نيكولا تسلا يعتقد أن الأهرامات ليست مجرد مقابر للفراعنة، بل كانت مولدات للطاقة، قادرة على إنتاج طاقة مجانية لا حدود لها. استندت نظريته إلى أن الأهرامات مصنوعة من مواد موصلة، مثل الغرانيت والحجر الجيري، قادرة على نقل الطاقة، وهو ما دفعه إلى أبحاثه في مجال نقل الطاقة اللاسلكية.
أما الباحث كريستوفر دن، فقد طرح في كتابه "محطة الجيزة لتوليد الطاقة" أن الهرم الأكبر كان آلة عملاقة لتوليد الطاقة عبر تردّدات الرنين والاهتزازات الصوتية.
وبدوره، اقترح جوزيف فاريل في كتابه "نجمة الموت بالجيزة" أن الأهرامات كانت تستخدم كأسلحة تعتمد على "الفيزياء القديمة"، التي يمكنها تركيز الطاقة بطريقة غير معروفة في عصرنا الحالي.
في مقال له بشأن الاكتشاف المزعوم، يركز فاريل على الادعاء الأولي بوجود هياكل عمودية ضخمة أسفل الهرم، مشككاً بها، بذريعة أنه رغم أن تقنية التصوير الجديدة قد تكون واعدة، إلا أن عمق الاختراق لا يزال غير مؤكد، ولا يزال تفسير البيانات غير حاسم. ويتكهن بأن هذه المعالم تحت الأرض قد تكون مكونات وظيفية للهرم، ويقترح بعض الباحثين أنها قد تكون محطة طاقة، أو حتى سلاحاً. ويسلط الضوء على احتمال أن يكون الهيكل الداخلي المعقد للهرم قد خدم كجزء من نظام تكنولوجي أوسع وأكثر تقدماً، أشبه بآلة، وليس مجرد مقبرة أو هيكل ابتدائي.
كما ينتقد رواية وجود "مدينة" تحت الأرض، معتبراً إياها تضليلاً محتملاً يهدف إلى صرف الانتباه عن فرضية الآلة. وبناءً على هذه النظريات، يمكن تفسير الآبار الأسطوانية المكتشفة على أنها قنوات توجيه للطاقة أو الموجات الصوتية، بينما قد تمثل الهياكل المكعبة وحدات تخزين أو تثبيت للطاقة، ما يعزّز الفكرة القائلة بأن الأهرامات قد تكون شُيّدت لغرض وظيفي، وليس فقط كمقابر ملكية.
عقبات كبيرة
رغم هذا الاكتشاف "الثوري"، تنفيذ عمليات تنقيب للكشف عن هذه الهياكل الضخمة تحت الأرض يواجه عقبات كبيرة. ففي الماضي، واجهت مشاريع بحثية مماثلة قيوداً صارمة من الجهات المسؤولة عن الآثار في مصر، الأمر الذي يجعل مهمة فريق خفرع صعبة في الحصول على تصريح رسمي للشروع في التنقيب عن هذا الهيكل الغامض.
ورغم ذلك، يظل البحث مستمراً، إذ يعتقد الفريق العلمي أن هذه الهياكل قد تغيّر نظرتنا تماماً إلى الحضارة المصرية القديمة، وتفتح الباب أمام فهم جديد لوظيفة الأهرامات، وربما تعيد كتابة تاريخها بالكامل.
هذا السؤال قد لا يزال بلا إجابة قاطعة، لكن الأبحاث الحديثة تثبت أن هذه الصروح العظيمة تخفي أسراراً لم يتم الكشف عنها بعد، وما زال هناك الكثير لاستكشافه تحت رمال الجيزة.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


النهار
منذ 4 أيام
- النهار
الأخبار المتداولة عن العثور على منشآت تمتد لمئات الأمتار تحت أهرامات الجيزة غير صحيحة FactCheck#
تشكّل الأهرامات في مصر مادّة خصبة لنظريات خيالية عدّة يزعم بعضها أنها من صنع كائنات فضائية، أو أنها مصادر طاقة قديمة، أو بوابات إلى عوالم أخرى. وآخر هذه النظريات المنتشرة على مواقع التواصل الاجتماعي تدّعي أنّ باحثين عثروا على أسطوانات حلزونيّة ضخمة بعمق 600 مترٍ تحت الهرم الأكبر. إلا أنّ هذه الادعاءات غير صحيحة، بحسب ما أكد عدد من الخبراء لوكالة "فرانس برس". جاء في المنشورات المتداولة"في أعماق الهرم الأكبر بالجيزة، عُثر على ثماني أسطوانات ضخمة حلزونية الشكل تسقط مباشرة على الأرض من ارتفاع يزيد عن 600 متر. هذه ليست عمارة قديمة. هذه هندسة متقدمة. هذه تقنية… إنه يمتد إلى شيء أقدم وأذكى من أي شيء سُمح لنا بتصديقه". وانتشرت هذه المزاعم على مواقع التواصل الاجتماعي حول العالم بلغات عدة، بينها الانكليزية والألمانية واليابانية والتركية والعربية، ونقلتها صحيفة "ديلي ميل" البريطانية. دراسة أثريّة بدون علماء آثار تستند هذه المزاعم إلى مؤتمر صحافي عقده في إيطاليا ثلاثة باحثين إيطاليين، هم كورادو مالانغا، وأرماندو ماي، وفيليبو بيوندي. وهم لا يتمتعون بأي خلفية في علم الآثار أو علم المصريات. كذلك، فإن فرضيتهم المستندة إلى تفسيرات مثيرة للجدل لصور راداريّة، لا ترتكز على أي أساس علمي، بحسب ما أكده عدد من الخبراء الذين تحدثوا إلى وكالة "فرانس برس". عقد الباحثون الإيطاليون مؤتمرين صحافيين بثّا عبر يوتيوب في 22 آذار/مارس 2025 و23 منه، وقدّموا فرضيّة تقول بوجود هياكل حلزونية عملاقة تصل عمق يزيد على 600 متر، وتقود إلى مكعبات ضخمة تقع على عمق يتجاوز كيلومترين تحت سطح الأرض. وقد حظيت الفيديوهات بأكثر من 340 ألف مشاهدة. إلا أنّ نتائج هذا "البحث" لم تنشر في أي مجلة علمية محكّمة، ولم يشارك أي عالم آثار أو متخصص معروف في علم المصريات في هذا المشروع. ومن الباحثين، وحده كورادو مالانغا أستاذ في جامعة بيزا، لكن تخصصه هو الكيمياء العضوية، وله اهتمامات في ما يُعرف بـ"علم الأجسام الطائرة المجهولة". أما فيليبو بيوندي، المُقدّم كباحث في جامعة ستراكلايد في اسكتلندا، فلم يعد يعمل هناك، ويقود الآن شركة تصوير راداري خاصة باسم "Harmonicsar". ويقدّم أرماندو ماي نفسه كباحث مستقل في علم الآثار وصحافي، وقد ألّف كتباً عدة تروّج لنظريات غير علميّة. "تجاوز للقواعد" العلميّة يستغرب فنسان روندو، عالم المصريات الفرنسي ومدير قسم الآثار المصرية في متحف اللوفر، تجاوز الباحثين القواعد المتبعة في الأوساط العلمية، إذ أعلنوا "اكتشافهم" عبر منشور على فايسبوك، ثم في مؤتمر صحافي بسيط. ويقول لوكالة "فرانس برس": "كيف يمكن لكيميائي أن يبدي رأيًا حاسمًا في معلمٍ لم يسبق له درسه؟ عادةً لا تُعلن نتائج كهذه للعامة مباشرة، بل تُعرض أولاً على نخبة من المتخصصين لتقييمها". لا حفريات أو موافقات رسمية بعد انتشار هذه "الدراسة" نفى عالم الآثار المصري ووزير الآثار الأسبق زاهي حواس أن يكون المجلس الأعلى للآثار في مصر منح هؤلاء أي تصريح للعمل داخل هرم الملك خفرع. وأوضح حواس، في بيانٍ نشره في 22 آذار/مارس 2025 في صفحته على موقع فايسبوك، أن قاعدة هرم خفرع منحوتة من الصخر بارتفاع نحو ثمانية أمتار، و"لا توجد أسفل هذه القاعدة أي أعمدة، طبقاً للدراسات والأبحاث العلمية التي تمت حول الهرم". "دراسة" لا تقدّم أي معطيات علميّة صحيحة "لا وجود لأي دراسة أثرية أو جيولوجية تدعم فرضية وجود منشآت ضخمة تحت الأهرامات". هذا ما تتفق عليه غيوميت أندرو-لانو ، نائبة رئيس الجمعية الفرنسية لعلم المصريات مع جان-غيوم أوليت-بيلوتييه الحائز دكتوراه في علم المصريّات في جامعة السوربون في باريس. ويشرح جان-غيوم أوليت-بيليتييه لفرانس برس ان "الأهرامات بُنيت على هضبة صخرية، ونُحتت لاحقًا لإضافة غرف دفن. ولا أثر لشبكات عميقة تحت الأرض كما يُزعم". ويقول إنّ الباحثين يزعمون أنّهم كشفوا منشآت على عمق كيلومترات تحت الأرض، في حين أنّ الرادارات المستخدمة في الحفريات الأثرية لا تستطيع الكشف عن عمق يتجاوز 5 أمتار، بحسب طبيعتها. ويجزم بالقول إنّ هذه الدراسة المتداولة "لا تقدّم أي معطيات علميّة صحيحة". زعم أصحاب الدراسة انّهم استخدموا رادارات من نوع SAR، وهي عادة تستخدم في التصوير من الفضاء، لا في سبر أعماق الأرض. ويقول لورانس كونييرز ، وهو أستاذ متخصص بهذا النوع من الرادارات في جامعة دنفر الأميركية إن "الموجات الرادارية تتلاشى كلما توغلت في الأرض، ومن المستحيل أن تصل إلى أعماق كهذه". ويوضح أنّ وكالة الفضاء الأميركيّة ناسا نفسها تؤكد أن هذه التقنية تُستخدم لرسم خرائط تضاريس الأرض، وليس لاستكشاف طبقاتها الداخلية العميقة". نظريات مؤامرة متجددة لطالما كانت الأهرامات محورًا لأفكار غرائبيّة ونظريات مؤامرة، تبدأ بالزعم أن الكائنات الفضائية شيدتها، ولا تنتهي عند الادعاء أنها تخفي أسرارًا غامضة يعرفها فقط "نخبة العالم". وقد تعزّزت هذه النظريات مع انتشار مواقع التواصل الاجتماعي. وفي هذا الإطار، يقول تريستان منديس فرانس ، المتخصص بالثقافات الرقمية "لقد أعطت هذه المنصات زخمًا كبيرًا لهذه المزاعم". ويضيف "في كثير من الأحيان، يبدأ تداول هذه النظريات في أوساط مغلقة، ثم تنتقل إلى وسائل إعلامية تسعى إلى تحقيق نسب مشاهدة عالية". ويرى أن "جزءاً كبيراً من المستخدمين بات أسيراً لنظام معلوماتي يكرّس قناعاتهم السابقة". ويحذر من أن هذا النمط قد يقود إلى تطرّف فكريّ، إذ إن "ما يبدو تسليةً في البداية قد يتحول اعتقادا جادا، يفتح الباب أمام تصور متطرّف للواقع".


النهار
٣٠-٠٣-٢٠٢٥
- النهار
هذه المشاهد لاستكشاف هياكل أسفل هرم خفرع بمصر غير حقيقية FactCheck#
المتداول: فيديو يظهر، وفقا للمزاعم، "استكشاف الهياكل المكتشفة حديثا أسفل هرم خفرع" بمصر. الحقيقة: هذه المشاهد ليست حقيقية، لكونها منشأة بالذكاء الاصطناعي. FactCheck# تظهر المشاهد اشخاصاً يستكشفون أعمدة في ممرات تحت الارض على ما يبدو. وأمكن رؤية منقوشات منحوتة على جدران او على قواعد لهذه الاعمدة. وقد تكثف التشارك في المقطع خلال اليومين الماضيين عبر حسابات كتبت معه: "استكشاف الهياكل المكتشفة حديثا أسفل هرم خفرع. ما الأسرار المخفية تحت الأرض؟ ". 🔺 Exploring Newly Discovered Structures Beneath the Pyramid of Khafre! 🏛️ What Secrets Are Hidden Underground? — OANASA (@OANASA_X_) March 27, 2025 تحليل جديد يثبت وجود مدينة ضخمة تحت الأهرامات... رغم النفي المصري جاء تداول الفيديو في وقت أحدثت دراسة حديثة عن اكتشاف مدينة ضخمة متكاملة أسفل أهرامات الجيزة في مصر ضجة عالمية وجدلا، على ما ذكرت تقارير اعلامية. وافادت الدراسة التي قادها العالمان كورادو مالانغا من جامعة بيزا، وفيليبو بيوندي من جامعة ستراثكلايد، بأنه تم اكتشاف مدينة ضخمة تحت الأرض تمتد لأكثر من 4 آلاف قدم أسفل أهرامات الجيزة العملاقة، الامر الذي يجعلها أكبر بعشر مرات من الأهرامات نفسها. الا ان مصطفى وزيري، الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار السابق في مصر، نفى تلك التقارير، مؤكدا ان "هذا عار تمامًا من الصحة". و رغم نفي كبار علماء الآثار في مصر وجود أعمدة تحت هرم الملك خفرع في منطقة الأهرامات التاريخية بالجيزة، تمسك العلماء الإيطاليون بمعطياتهم، مؤكدين وجود تحليل جديد يثبت وجود "مدينة شاسعة" تقع على عمق يزيد عن 4000 قدم تحت أهرامات الجيزة. وقال الباحثون إنهم واثقون بما يتجاوز " 85%" في وجود تلك الهياكل. حقيقة الفيديو ايا يكن، فإن الاعتقاد ان الفيديو المتناقل يعود لهذه المدينة اعتقاد خاطئ. فالبحث عنه، بتجزئته الى مشاهد ثابتة (Invid)، يوصلنا اليه منشورا في حساب weltmysterien في تيك توك، منذ ثلاثة أيام، مع تعليق: استكشاف الهياكل المكتشفة حديثًا أسفل هرم خفرع. ويكتب الحساب في قسم التعريف به AI Art، اي فن الذكاء الاصطناعي. ويضيف الى الفيديو ملاحظة تبيّن ماهيته: منشىء الفيديو صنّفه انه من إنتاج الذكاء الاصطناعي Creator labeled as AI-generated. وهذا يعني، اذاً، اننا امام مشاهد غير حقيقية. ويزخر حساب weltmysterien بفيديوات منشأة كلها بالذكاء الاصطناعي. ونشاهد فيها عمالقة اسطوريين، و سفينة نوح في كهف مخفي في كولورادو، و حضارات وآثارا مفقودة تحت جليد القارة القطبية الجنوبية... Watch on TikTok Watch on TikTok وسبق أن انتشر فيديو آخر لحساب weltmysterien خلال الايام الماضية بمزاعم خاطئة انه يظهر مدينة ضخمة تحت الأهرامات. ونشرت "النهار" مقالة تدقيق بشأنه. هذه المشاهد لمدينة ضخمة تحت الأهرامات غير حقيقية FactCheck#


النهار
٢٩-٠٣-٢٠٢٥
- النهار
هذا الفيديو للعثور على مدينة تحت الماء أسفل الهرم الأكبر في مصر مولد بالذكاء الاصطناعي FactCheck#
المتداول: فيديو يظهر، وفقاً للمزاعم، "مدينة مفقودة تحت الماء تم العثور عليها أسفل الهرم الأكبر في مصر". الا أنّ هذا الزعم غير صحيح. "النّهار" دقّقت من أجلكم تظهر المشاهد اشخاصا بألبسة واقية يستكشفون موقعا غمرته الماء، وبدت فيه نواويس وتماثيل فرعونية. ثم ينطلقون سباحة، عبر حفرة كبيرة، في رحلة تقودهم الى مدينة فرعونية تحت الماء. وقد تكثف التشارك في هذا المقطع خلال الساعات الماضية عبر حسابات، بالعربية والانكليزية، كتبت معه: "اكتشاف مدينة مفقودة تحت الماء أسفل الهرم الأكبر! هل يُحتمل أن يكون هذا دليلاً على وجود كائنات فضائية قديمة؟"، وايضا "حضارة في أعماق النيل". تحليل جديد يثبت وجود مدينة ضخمة تحت الأهرامات... رغم النفي المصري جاء تداول الفيديو في وقت أحدثت دراسة حديثة عن اكتشاف مدينة ضخمة متكاملة أسفل أهرامات الجيزة في مصر ضجة عالمية وجدلا، على ما ذكرت تقارير اعلامية. وافادت الدراسة التي قادها العالمان كورادو مالانغا من جامعة بيزا، وفيليبو بيوندي من جامعة ستراثكلايد، بأنه تم اكتشاف مدينة ضخمة تحت الأرض تمتد لأكثر من 4 آلاف قدم أسفل أهرامات الجيزة العملاقة، الامر الذي يجعلها أكبر بعشر مرات من الأهرامات نفسها. الا ان مصطفى وزيري، الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار السابق في مصر، نفى تلك التقارير، مؤكدا ان "هذا عار تمامًا من الصحة". و رغم نفي كبار علماء الآثار في مصر وجود أعمدة تحت هرم الملك خفرع في منطقة الأهرامات التاريخية بالجيزة، تمسك العلماء الإيطاليون بمعطياتهم، مؤكدين وجود تحليل جديد يثبت وجود "مدينة شاسعة" تقع على عمق يزيد عن 4000 قدم تحت أهرامات الجيزة. وقال الباحثون إنهم واثقون بما يتجاوز " 85%" في وجود تلك الهياكل. الا انه من الخطأ الاعتقاد ان الفيديو المتناقل يظهر هذه المدينة او اي آثار حقيقية في اعماق النيل. وهذا ما نبه اليه مستخدمون كثر علّقوا أن هذه المشاهد AI، اي ذكاء اصطناعي. وبالطبع كانوا محقين. فالبحث عن الفيديو، بتجزئته الى صور ثابتة (Invid)، وباستخدام كلمات مفاتيح بالانكليزية، مثل lost underwater city، يوصلنا الى صفحة سرجيو بيلز Sergio Bells في الفايسبوك ، والتي نشرته في 10 شباط 2025، بعنوان: Lost Underwater City Discovered Beneath the Great Pyramid، اي اكتشاف مدينة مفقودة تحت الماء أسفل الهرم الأكبر. واضاف بيلز وسوماً عدة، مثل كائنات فضائية، وحضارات قديمة، وأجسام طائرة مجهولة. وتكفي جولة في صفحة بيلز لتبيان انه ينشر فيديوات منشأة بالذكاء الاصطناعي تظهر اكتشافات وكائنات خيالية، لا سيما فضائية، وحضارات غير موجودة، لا سيما في مثلث برمودا ، و سفينة نوح بعد العثور عليها، وآثارا سرية في أنتاركتيكا... وقد أضاف AI ، اي ذكاء اصطناعي، الى عدد منها. ويعرّف بيلز بصفحته انها "للترفيه"، و ضمّنها اشتراكا في فيديواته. وقد تواصلنا مع سيرجيو بيلز لسؤاله عن فيديواته... في انتظار جوابه. تقييمنا النهائي: اذاً، ليس صحيحاً ان الفيديو المتناقل يظهر "مدينة مفقودة تحت الماء تم العثور عليها اخيرا أسفل الهرم الأكبر في مصر"، او "حضارة مفقودة في أعماق النيل". في الحقيقة، هذه المشاهد ليست حقيقية، لكونها منشأة بالذكاء الاصطناعي.