logo
خمس نصائح تجعلك في مأمن من موجات الكراهية المستشرية على الإنترنت

خمس نصائح تجعلك في مأمن من موجات الكراهية المستشرية على الإنترنت

شبكة النبأ١١-٠٥-٢٠٢٥

مع تصاعُد موجات معاداة العلم، من الحكمة أن تتخذ إجراءاتٍ وقائية لحماية أبحاثك وسُمعتك في الفضاء الرقمي. وفي ظل انشغال الباحثين بالتأليف والتدريس والتقدُّم للمِنَح، ربما يتراجع الأمن السيبراني إلى مرتبة متأخرة على سُلَّم أولوياتهم. يستمر الحال على هذا المنوال حتى يقع ما لا تُحمد عُقباه...
مع تصاعُد موجات معاداة العلم، من الحكمة أن تتخذ إجراءاتٍ وقائية لحماية أبحاثك وسُمعتك في الفضاء الرقمي. في ظل انشغال الباحثين بالتأليف والتدريس والتقدُّم للمِنَح، ربما يتراجع الأمن السيبراني إلى مرتبة متأخرة على سُلَّم أولوياتهم. يستمر الحال على هذا المنوال حتى يقع ما لا تُحمد عُقباه.
يقول ناوم روس، المدير التنفيذي لمبادرة «آر أوبن ساي» rOpenSci غير الربحيَّة التي تتخذ من مدينة بيركلي بولاية كاليفورنيا مقرًّا، والتي توفر للعلماء أدواتٍ برمجية مفتوحة المصدر: "الحقُّ أن العلم يمرُّ حاليًّا بوقتٍ عصيب". ومن كان في موقعه يدرك هذا أكثر من غيره. فخلال جائحة «كوفيد-19»، كان روس، الذي يقيم في مدينة بروكلين بولاية نيويورك، يعمل لدى منظمة «إيكو هيلث أليانس» EcoHealth Alliance الأمريكية غير الربحية التي تسعى إلى رصد المناطق التي ساهم فيها النشاطُ البشري في زيادة خطر انتقال الأمراض من مصادر حيوانية. يقول: "أصبحت «إيكو هيلث» هدفًا لنظريات المؤامرة حول أصل جائحة كوفيد".
سرعان ما تحوَّلت المنظمة — وكل من يعمل فيها — إلى هدف للهجمات، التي "تراوحت ما بين رسائل كراهيةٍ وتهديداتٍ بالقتل"، على حد قول روس، الذي يضيف: "تعرَّض بعض زملائي لهذه التهديدات، التي لم تقتصر على مكان العمل فقط، بل امتدت لتطال منازلهم".
تتضاعف هذه التهديدات مع تعمُّق الانقسامات السياسية. ففي فبراير الماضي، وجدَ العديدُ من العاملين في الوكالات الصحية الفيدرالية الأمريكية أنفسهم ضحايا لـ«التشهير الإلكتروني»؛ وذلك بنشر صورهم وبيانات عملهم وسجلات تبرعاتهم السياسية على موقع «دي إي آي ووتشليست» DEI Watchlist. أُنشئ هذا الموقع من قِبل جهة تطلق على نفسها «مؤسسة المساءلة الأمريكية» American Accountability Foundation، وهي منظمة أمريكية غير ربحية محافِظة، بهدف "فضح الموظفين غير المنتخَبين الذين يتصدرون مبادراتِ التنوع والمساواة والشمول (DEI) ذات الطابع الراديكالي".
تعرضت أريادنا جالو، خبيرة العلوم السياسية في «المجلس الوطني للبحوث العلمية والتقنية» (CONICET) في الأرجنتين، ومقره بوينس آيرس، لحملة تشهير إلكتروني في عام 2024، بعد تصويرها خلال مشاركتها في مظاهرة احتجاجًا على خفض التمويل الأكاديمي في البلاد. صوَّرها أحد مقدِّمي المحتوى على موقع «يوتيوب» في مقطع فيديو ونشر بياناتها الشخصية والأكاديمية، مما أدى إلى ما وصفته جالو بأنه "سيل جارف" من الهجمات في تعليقات الفيديو.
يرى مات ميتشل، الرئيس التنفيذي لمجموعة «سيفتي سينك» Safety Sync في نيويورك، التي تقدم استشاراتٍ ووسائل لتوفير الأمن والسلامة في الفضاءين الواقعي والافتراضي، أنَّ جميع العلماء، بغض النظر عن اختصاصهم أو موقعهم، أهداف محتمَلة. يقول: "هذا ما وصلنا إليه. المشكلة أكبر من أي رئيس، أو رئيس وزراء، أو زعيمٍ لدولة ديكتاتورية أو استبدادية." لكن هناك إجراءات يمكنك اتباعها لحماية نفسك، وموارد قيِّمة يمكن أن تُعينك. وفيما يلي خمس خطواتٍ تستطيع البدء بها.
ستوفر مؤسستك سياساتٍ للخصوصية ومواد رقمية يمكنك الاستفادة منها، ولكن يوجد أيضًا العديد من الموارد المتاحة عبر الإنترنت. منها، إرشادات حول التصدي للتشهير الإلكتروني، أعدَّتها جماعة حقوقية غير ربحية تُعرف باسم «مؤسسة التخوم الإلكترونية»، ويُشار إليها بالاختصار EFF، مقرُّها مدينة سان فرانسيسكو بولاية كاليفورنيا؛ ومنها أيضًا، أدوات تقييم مخاطر الأمن السيبراني المتاحة من «برنامج سلامة الحاصلين على المِنَح» Grantee Safety Program التابع لمؤسسة «فورد» Ford Foundation في نيويورك؛ بالإضافة إلى موارد متنوعة توفرها «وكالة الأمن السيبراني وأمن البنية التحتية» Cypersecurity and Infrastructure Security Agency التابعة للحكومة الأمريكية.
وأيًّا ما كان ما تفعله، احرص على التحدُّث مع زملائك عن هذه المسألة. يقول ثورين كلوسوفسكي، الناشِط المعنى بالأمن والخصوصية في «مؤسسة التخوم الإلكترونية» في لوس أنجلوس بولاية كاليفورنيا: "هذا أمرٌ بالغ الأهمية. إذا لم يدعم الجميع الإجراءات الأمنية التي تتبعها، فسوف تكون الحماية منقوصة."
يرى كلوسوفسكي أن تبادُل الأفكار مع زملاءٍ من خارج مجال اختصاصك يمكن أن يضع إصبعك على مشكلاتٍ جديدة، وطرقٍ مُبتكرة لمعالجتها. يقول: "ربما لا تخطر على بالك المخاطر التي تهدد مجموعة بياناتٍ معينة، أو احتمال سرقة حاسوبك المحمول في أحد المقاهي، إلا عندما تنخرط في هذه الأحاديث."
علاوة على ذلك، من الجيد دائمًا أن تحيط نفسك بأشخاص تستطيع الاستعانة بهم عندما يبدأ استهدافك عبر الإنترنت بصورةٍ أو بأخرى. يقول صامويل مينديز، طالب الدكتوراه في مجال التوعية الصحية بكلية تي إتش تشان للصحة العامة بجامعة هارفارد، الكائنة في بوسطن بولاية ماساتشوستس الأمريكية، والذي أنشأ صندوقًا لأدوات السلامة الرقمية للعاملين في مجال الصحة العامة: "ابحث عن زميل موثوق أو أستاذ أو شخص مقرَّب يدرك مخاوفك ويتفهمها". هذا الشخص، كما يصفه مينديز، يمكن أن يكون الملاذ "الذي تلجأ إليه للحصول على الدعم إذا احتجت يومًا إلى المساعدة في فرز الرسائل أو في توثيق التفاعلات".
احجب معلوماتك الشخصية
يرى مينديز أنَّ "البحث عن المعلومات الشخصية من الإجراءات التي يمكن اتخاذها على الفور"؛ وذلك ببساطة عن طريق البحث عن اسمك على موقع «جوجل»، مصحوبًا بأسماء جهات العمل السابقة والمدارس وأماكن الإقامة وما إلى ذلك، لمعرفة إن كان في مقدورك العثور على أي معلوماتِ اتصالٍ لا ترغب في نشرها. يقول مينديز: "وهنا يمكنك أن تطلب إزالتها يدويًّا". ومع ذلك، فنجاح هذه الخطوة ربما يختلف باختلاف الأحوال؛ ففي حين أن الأفراد المقيمين بالاتحاد الأوروبي يتمتعون بأساليب قوية نسبيًّا لحماية الخصوصية، تشمل الحق في طلب محو البيانات الشخصية ("حق النسيان")، فإن هذا ليس الحال في كل مكان، بما في ذلك الولايات المتحدة.
تعمَدُ بعضُ الشركات إلى جمع بياناتك من الإنترنت وبيعها، لذا يجب ألا تَغفَل عن هذه الشركات وأنت تسعى إلى مسح بياناتك الشخصية. يقول كلوسوفسكي: "أنصح عمومًا بتقديم طلبٍ إلى إحدى الشركات الكبرى، وانتظر لترى النتيجة". وذكر أن الشركات التي تجمع هذه البيانات غالبًا ما توفر لك مجموعة بياناتك مجانًا، ومن ثَمَّ يمكنك أن تقرر أهمية الأمر بالنسبة إليك.
أو يمكنك بدلًا من ذلك الاشتراك في خدمة مدفوعة تتولى عنك مسؤولية إزالة المعلومات، مثل «ديليت مي» DeleteMe ، أو «إنكوجني» Incogni، أو«كاناري» Kanary. وإلى ذلك، توجد خدمات متخصصة في المهن التي يشكِّل فيها استقاء المعلومات الشخصية والتشهير الإلكتروني مشكلةً. على سبيل المثال، توفر خدمة «دوكديفيندر» DocDefender من منصة «دوكسيميتي» Doximity إمكانية إزالة التفاصيل من المواقع المتاحة لعموم المستخدمين؛ هذه خدمة من حزمة الخدمات المقدَّمة للأطباء الذين ربما تستهدفهم الحملات المناهضة للإجهاض، على سبيل المثال.
يقول جريج ويلسون، خبير الأمن السيبراني بمدينة تورونتو في كندا، إنَّ المؤسسات والهيئات المهنية بإمكانها تبسيط هذه العملية للباحثين. على سبيل المثال، يمكن أن تتضمن المؤتمرات الأكاديمية جلساتٍ لا تزيد مدتها عن ساعة واحدة تحت عنوان «أحضِر جهازك الخاص»، ترشد المشاركين خطوةً بخطوة لكيفية تأمين بياناتهم وأجهزتهم. والحق أن مينديز فعلًا شيئًا من هذا القبيل، فقد نظَّم فعالياتٍ اجتماعية، مثل «ملتقى السلامة الرقمية»، حيث يُقدم هذه الإرشادات في إطار غير رسمي.
اكتسب عادات تحقق لك الحماية في الفضاء الرقمي
يقول كلوسوفسكي إنَّ أبجديات الأمن السيبراني واضحة: استخدام برامج إدارة كلمات المرور والمصادقة الثنائية، والتأكُّد من عدم استخدام نفس كلمة المرور لموقعَيْن أو تطبيقَيْن مختلفَين، وإزالة التطبيقات وحذف الحسابات نادرة الاستخدام.
ولتجنَّبْ الدخول إلى شبكات «الواي فاي» WiFi العامة، أو تأكَّد على الأقل عدم تشغيل إمكانية مشاركة الشبكة العامة على جهازك، وإلا فربما يكون بإمكان مَن حولك مراقبة ما تفعله على جهازك. والأفضل من ذلك استخدام شبكاتٍ آمنة ومشفَّرة من طرفٍ إلى طرف، متى كان ذلك ممكنًا، مثل خدمة التجوال الدولية «إديوروم» Eduroam. وإذا لم يكن بُد من استخدام شبكات «الواي فاي» العامة، فلتستعن بأحد تطبيقات الشبكات الخاصة الافتراضية (VPN)، مثل «بروتون في بي إن» ProtonVPN التي توفر بعض الحماية. ويمكنك كذلك استخدام متصفح يركِّز على الخصوصية مثل «تور» Tor أو «دَك دَك جو» DuckDuckGo وخدمة حَلِّ نظام أسماء النطاقات (DNS) مثل 1.1.1.1 التي لا تتعقب نشاطك ولا تمرِّر بياناتك إلى جهاتٍ خارجية.
وتذكَّر أن تختار لبريدك الإلكتروني الشخصي عنوانًا يختلف عن عنوان البريد الإلكتروني الخاص بالعمل، إذ إن تطابُق العنوانين قد يعرِّض معلوماتك الشخصية للخطر من خلال طلبات حرية المعلومات التي يمكن تقديمها إلى جهة عملك واستخدامها كسلاح بعد ذلك. حدث ذلك في عام 2012 للباحثين في «معهد وودز هول لأبحاث المحيطات» Woods Hole Oceanographic Institution في ولاية ماساتشوستس، بعد أن تطوَّع العديد منهم للمساعدة في مراقبة تسرُّب النفط من منصة «ديب ووتر هورايزون» Deepwater Horizon في خليج المكسيك. فقد طالبت شركة النفط العملاقة «بي بي» BP بجلب أكثر من 3 آلاف رسالة بريد إلكتروني سرية جرى تبادلها بين الباحثين، وكان بعضها يحتوي على معلوماتٍ شخصية.
اجعل اتصالاتك ومراسلاتك مشفَّرة
التعاون الأكاديمي غالبًا ما يتمُّ عبر البريد الإلكتروني، ومن غير الوارد تغيير ذلك. ولكن أي بريد إلكتروني، لا سيَّما إذا كان على خوادم جهة عملك الأكاديمية، يعتبر فعليًّا معلوماتٍ متاحة للجميع، حسبما يقول كلوسوفسكي. بالنسبة إلى المراسلات شديدة الحساسية، يمكنك أن تجرِّب استخدام تطبيق «سيجنال» Signal، وهو تطبيق مراسلة أنشأته مؤسسة «سيجنال» Signal Foundation، وهي منظمة غير ربحية مقرها في ماونتن فيو بولاية كاليفورنيا. يقول ويلسون: "إنَّه تطبيق المراسلة الوحيد الذي يمكنك الوثوق فيه". ويوافقه كلوسوفسكي الرأي.
أما الخدمات الأخرى، حتى تلك الخدمات التي توفر خيارات التشفير من طرفٍ إلى طرف مثل تطبيق «واتساب» وخدمة الرسائل الفورية «آي مَسدج» iMessage من شركة «آبل»، فلا تخلو من أوجُه القصور. فعلى سبيل المثال، يقول كلوسوفسكي إنَّ «واتساب» يخزّن بياناتِ تعريفٍ أساسية غير مشفَّرة، بما في ذلك تفاصيل حول متبادِلي الرسائل من مرسلين ومستلمين ووقت المراسلة. وهذه البيانات تجري مشاركتها مع شركة «ميتا» Meta المالِكة للتطبيق، وكذلك مع وكالات إنفاذ القانون إذا ارتأت الشركة أن ذلك مناسب.
احمِ بياناتك
أحدُ التهديدات التي تواجه العلم حاليًّا يتمثل في الاستيلاء على مجموعات البيانات وإتلافها، خصوصًا تلك المتعلقة بالموضوعات المصطبغة بصبغة سياسية إلى حَدٍّ بعيد، مثل تغيُّر المناخ والتلوث الصناعي والدراسات الجندرية. لذا يجدُر بك أن تحفظ نسخًا احتياطية من بياناتِك في مواقع متعددة بحيث يصعب حذفها أو إتلافها.
يقول ميتشل: "استخدِم أقوى وسيلة تشفير متاحة لديك". ربما يعني ذلك استخدام نظام التشغيل «ويندوز برو» Windows Pro، الذي يمكنه تشفير حاسوبك بالكامل، بدلًا من «ويندوز هوم» Windows Home، الذي لا يوفر هذه الميزة. أما في حالة أجهزة «ماك» Mac من «آبل»، فإن نظام التشغيل «ماك أوه إس» macOS يحتوي على أداة تشفير مُدمَجة في النظام تسمى «فايل فولت» FileVault بالإضافة إلى برنامج حماية؛ استخدِمهما معًا إن أمكن.
يقترح ميتشل أيضًا تعلُّم كيفية تشفير الملفات الفردية وحفظها، بإرسال ملفٍ إلى نفسك على تطبيق «سيجنال»، مثلًا، ويقول: "هكذا لن يضيع الملف، بل سيظل على هاتفك ويكون مشفَّرًا". أو يمكنك استخدام تطبيق "أونيون شير" Onion Share، أو «ويندن» Winden، أو «تريسوريت» Tresorit عند التعاون مع آخرين.
ولا تنسل سلاسل الرسائل البريدية الموجودة. فإن وصل إليها شخص ما، فربما يطّلع على محادثاتك المُخزَّنة بحثًا عن تصريحاتٍ مثيرة للجدل، ونشرها عبر الإنترنت بعد تجريدها من أي سياق، مما يدفع أصحاب العمل إلى تجنُّب التعامل مع الشخص المُستهدَف بتلك الهجمات.
وفي المقابل، فربما تحظى بعض البيانات بحماية أكبر عندما تكون ظاهرةً للجميع، لا سيَّما إذا كانت من النوع الذي يفضِّل البعضُ إتلافه. في هذه الحالة، يمكنك إتاحتها بغير قيود بحيث يمكن لأي شخصٍ الحصول على نسخة منها. يقول ويلسون: "إذا كنت الوحيد الذي يمكن نسخة من البيانات، فيمكن سلبها منك".
يقترح ميتشل حلًّا وسطًا: أن تكون ملفات البيانات متاحة للجميع ولكن مشفَّرة، وذلك من خلال تشفير البيانات باستخدام برامج مثل «كويك هاش» QuickHash. تحوِّل هذه العملية المستندَ أو الصورة أو أيَّ بياناتٍ رقمية أخرى إلى سلسلة غير مفهومة من الحروف والأرقام، والتي يمكنك نشرها عبر الإنترنت. وإذا احتجت لاحقًا إلى إثبات أسبقية اكتشافك، أو توثيق اكتشافٍ معين، أو مجرد إتاحة شيءٍ ما، فيمكنك فكُّ تشفيرها بصورة علنية. يقول ميتشل: "إنها طريقة بسيطة جدًّا للتحقق إلكترونيًّا من بحثك العلمي".
* هذه ترجمة المقال الإنجليزي المنشور بمجلة Nature بتاريخ 14 مارس 2025.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

منظمة الصحة العالمية تبحث مستقبل العمل من دون أميركا
منظمة الصحة العالمية تبحث مستقبل العمل من دون أميركا

timeمنذ 3 أيام

منظمة الصحة العالمية تبحث مستقبل العمل من دون أميركا

يلتقي المئات من المسؤولين بمنظمة الصحة العالمية والمانحين والدبلوماسيين في جنيف بدءا من اليوم الاثنين في اجتماع يهيمن عليه سؤال واحد حول كيفية التعامل مع الأزمات -بداية من مرض الجدري وحتى الكوليرا- من دون الممول الرئيسي، الولايات المتحدة. ويستمر الاجتماع السنوي لأسبوع من جلسات المناقشة وعمليات التصويت والقرارات، ويستعرض عادة حجم قدرات المنظمة التابعة للأمم المتحدة، التي أُقيمت لمواجهة تفشي الأمراض والموافقة على اللقاحات ودعم النظم الصحية في جميع أنحاء العالم. أما هذا العام فإن الموضوع الرئيسي هو تقليص نطاق المنظمة، نظرا لأن الرئيس الأميركي دونالد ترامب بدأ عملية تستغرق عاما لانسحاب الولايات المتحدة من منظمة الصحة العالمية وفق أمر تنفيذي أصدره في أول يوم له في المنصب في يناير/كانون الثاني الماضي. وفي السياق، قال مدير تنسيق تعبئة الموارد في منظمة الصحة العالمية دانييل ثورنتون، لوكالة رويترز، إن 'هدفنا يتمثل في التركيز على العناصر العالية القيمة'، وسيجري النقاش لتحديد هذه 'العناصر ذات القيمة العالية'. وقال مسؤولو الصحة إن الأولوية ستظل لعمل منظمة الصحة العالمية في تقديم إرشادات للبلدان بشأن اللقاحات والعلاجات الجديدة للحالات المرضية المختلفة بداية من السمنة إلى فيروس نقص المناعة البشرية. وفي أحد عروضها التقديمية للاجتماع، الذي تمت مشاركته مع جهات مانحة واطّلعت عليه رويترز، تشير منظمة الصحة العالمية إلى أن مهام الموافقة على الأدوية الجديدة ومواجهة تفشي الأمراض ستبقى دون المساس بها، في حين يمكن إغلاق برامج التدريب والمكاتب في البلدان الأكثر ثراء. وكانت الولايات المتحدة تقدم نحو 18% من تمويل منظمة الصحة العالمية. وقال دبلوماسي غربي -طلب عدم الكشف عن هويته- إنه يتحتم 'علينا أن نتدبر أمورنا بما لدينا'. تقليص واستعد العاملون بتقليص عدد المديرين وحجم الميزانيات منذ إعلان ترامب في يناير/كانون الثاني الماضي، الذي جاء خلال موجة من الأوامر وتخفيضات المساعدات التي عرقلت سلسلة من الاتفاقيات والمبادرات المتعددة الأطراف. ويعني تأجيل الانسحاب الذي يستمر لمدة عام، بموجب القانون الأميركي، أن الولايات المتحدة لا تزال عضوا في منظمة الصحة العالمية وسيظل علمها خارج مقر المنظمة في جنيف حتى تاريخ مغادرتها الرسمي يوم 21 يناير/كانون الثاني 2026. وبعد أيام من تصريح ترامب، تسبب الرئيس الأميركي في حالة من الغموض بقوله إنه قد يفكر في العودة إلى المنظمة إذا 'نظفها' موظفوها. لكن مبعوثي الصحة العالميين يقولون إنه لم تظهر منذ ذلك الحين أي علامة تُذكر على تغيير رأيه. لذا، فإن منظمة الصحة العالمية تخطط للمضي قدما مع وجود فجوة في ميزانية هذا العام تبلغ 600 مليون دولار وتخفيضات بنسبة 21% على مدى العامين المقبلين. وكان ترامب اتهم منظمة الصحة العالمية بأنها أساءت التعامل مع جائحة كوفيد-19، وهو ما تنفيه المنظمة. الصين تأخذ زمام المبادرة بينما تستعد الولايات المتحدة للخروج من المنظمة، من المقرر أن تصبح الصين أكبر الجهات المانحة للرسوم الحكومية، وهي أحد مصادر التمويل الرئيسية لمنظمة الصحة العالمية إلى جانب التبرعات. وسترتفع مساهمة الصين من أكثر بقليل من 15% إلى 20% من إجمالي الرسوم الحكومية بموجب إصلاح شامل لنظام التمويل المتفق عليه عام 2022. وقال تشن شو سفير الصين في جنيف للصحفيين الشهر الماضي 'علينا أن نتعايش مع المنظمات متعددة الأطراف بدون الأميركيين. الحياة ستستمر'. وأشار آخرون إلى أن هذا يمكن أن يكون وقتا مناسبا لإجراء إصلاح شامل أوسع نطاقا، بدلا من الاستمرار تحت مظلة تسلسل هرمي للداعمين معاد تشكيله. من جهته، تساءل أنيل سوني الرئيس التنفيذي في 'هو فاونديشن'، وهي مؤسسة مستقلة لجمع التبرعات لمنظمة الصحة العالمية، 'هل تحتاج المنظمة إلى جميع لجانها؟ هل تحتاج إلى نشر آلاف المطبوعات كل عام؟'. وقال إن التغييرات أدت إلى إعادة النظر في عمليات الوكالة، ومنها إذا ما كان ينبغي أن تركز على تفاصيل مثل شراء الوقود في أثناء حالات الطوارئ. وكانت هناك حاجة ملحة للتأكد من عدم انهيار المشروعات الرئيسية خلال أزمة نقص التمويل الراهنة. وقال سوني إن ذلك يعني التوجه إلى الجهات المانحة ذات الاهتمامات الخاصة في تلك المجالات، منها شركات الأدوية والمجموعات الخيرية. وأضاف أن 'إي إل إم إيه فاونديشن'، التي تركز على صحة الأطفال في أفريقيا والتي لها مكاتب في الولايات المتحدة وجنوب أفريقيا وأوغندا، تدخلت مؤخرا بتقديم مليوني دولار للشبكة العالمية لمختبرات الحصبة والحصبة الألمانية، التي تتضمن أكثر من 700 مختبر تتعقب تهديدات الأمراض المعدية. وتشمل الأعمال الأخرى في منظمة الصحة العالمية المصادقة على اتفاق تاريخي بشأن كيفية التعامل مع الأوبئة في المستقبل وحشد مزيد من الأموال من الجهات المانحة في جولة استثمارية. لكن سيبقى التركيز على التمويل في ظل النظام العالمي الجديد. وفي الفترة التي تسبق الحدث، أرسل مدير منظمة الصحة العالمية رسالة بريد إلكتروني إلى الموظفين يطلب منهم التطوع ليكونوا مرشدين، من دون أجر إضافي.

مؤشر التنمية البشريّة.. لبنان في المرتبة العاشرة عربياً
مؤشر التنمية البشريّة.. لبنان في المرتبة العاشرة عربياً

الديار

timeمنذ 4 أيام

  • الديار

مؤشر التنمية البشريّة.. لبنان في المرتبة العاشرة عربياً

اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب تحت عنوان "رَهْنٌ بخيار الإنسان والإمكانات في عصر الذكاء الاصطناعي" صدر تقرير التنمية البشرية في نسخته الـ 33 عن برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، وقد صنّف لبنان من ضمن دول ذات مستوى تنمية بشرية مرتفع، إذ سجّل نتيجة 0.752 في مؤشر التنمية البشرية للعام 2023، وجاء في المرتبة 102 عالمياً، والعاشرة بين نظرائه العرب. يحاول تقرير التنمية البشرية التمييز بين العصر الجديد للذكاء الاصطناعي والتحوّلات الرقمية السابقة، وما يعنيه هذا الفرق بالنسبة إلى تنمية الإنسان. وبحسب برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، فقد أُجري استطلاع من أجل إعداد التقرير، والذي كشف عن استخدام واسع النطاق للذكاء الاصطناعي. حيث أشار 20 % من المشاركين في الاستطلاع إلى أنهم يستخدمون الذكاء الاصطناعي، ومن المتوقّع أن ترتفع هذه النسبة بشكل سريع. بالإضافة إلى ذلك، أظهرت نتائج الاستطلاع أن حوالى الثلثين من المشاركين في دول ذات تنمية بشرية منخفضة ومتوسطة ومرتفعة، يتوقعون أنهم سيستخدمون الذكاء الاصطناعي في مختلف أبعاد مؤشر التنمية البشرية (التعليم، العمل، والصحة) خلال سنة واحدة من تاريخ الاستطلاع. وعلّق التقرير بأنّه على الرغم من التطوّر السريع في الذكاء الاصطناعي، فإن التنمية البشرية لا تزال تعاني من الركود، كما يتضح في تباطؤ التقدّم في مؤشر التنمية البشرية، والذي لم يتعافَ بعد من تداعيات جائحة كوفيد-19 والأزمات التي تلتها. وفي هذا الإطار، أشار التقرير إلى أنه رغم توقّع تسجيل مستويات قياسية في مؤشر التنمية البشرية العالمي لعام 2024، فإن نحو 40 % من المشاركين توقّعوا أن تكون هذه الزيادة هي الأبطأ منذ إطلاق المؤشر في عام 1990. وذكر التقرير أيضاً أن الغالبية تتوقع أن يقوم الذكاء الاصطناعي بتنفيذ الوظائف بشكل آلي (Automation) وتعزيزها (Augmentation)، مع تأييد فكرة تعزيز الذكاء الاصطناعي للوظائف بدلاً من استبدالها. وأشار التقرير إلى أنه مع تزايد عدد الأفراد الذين يستخدمون الذكاء الاصطناعي، ستزداد ثقتهم في قدرته على زيادة الإنتاجية، خاصة في الدول النامية.

'الصحة العالمية' تعتمد اتفاقا دوليا تاريخيا لمواجهة الأوبئة
'الصحة العالمية' تعتمد اتفاقا دوليا تاريخيا لمواجهة الأوبئة

المنار

timeمنذ 4 أيام

  • المنار

'الصحة العالمية' تعتمد اتفاقا دوليا تاريخيا لمواجهة الأوبئة

في ضوء الفشل الجماعي في التعامل مع جائحة كوفيد- 19 وبعد سنوات من المفاوضات الشاقة، اعتمدت منظمة الصحة العالمية الاتفاق 'التاريخي' بشأن الوقاية من الجوائح والتأهب والاستجابة لها. فما هي أبرز الخطوط العريضة لهذا الاتفاق؟ بعد ثلاث سنوات من المفاوضات الشاقة، أقرّت جمعية الصحة العالمية الثلاثاء (20 أيار/مايو 2025) في جنيف الاتفاق 'التاريخي' بشأن الوقاية من الجوائح والتأهب والاستجابة لها. وقال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبرييسوس في بيان: 'هذا الاتفاق انتصار للصحة العامة والعلوم والعمل المتعدد الأطراف. وسيسمح لنا، على نحو جماعي، بحماية العالم بشكل أفضل من تهديدات الجوائح. ويهدف الاتفاق التي أقرّ خلال جمعية الصحة العالمية الثامنة والسبعين إلى التأهّب بشكل أفضل للجوائح المقبلة وتعزيز سبل مكافحتها وتقرر إعداده في ضوء الفشل الجماعي في التعامل مع جائحة كوفيد-19 التي أودت بحياة الملايين وقوّضت الاقتصاد العالمي. كانت المفاوضات الآيلة إلى النسخة النهائية من النصّ شاقة ومرت بأوقات كانت فيها على وشك الانهيار، لا سيّما في ظلّ الاقتطاعات المالية الشديدة التي تواجهها المنظمة بعد قرار الولايات المتحدة الانسحاب منها وإحجامها عن دفع اشتراكات العامين 2024 و2025. واعتمد القرار في جلسة مساء الإثنين لإحدى لجنتي الجمعية بـ 124 صوتاً مؤيداً. ولم تصوّت أيّ دولة ضدّه، في حين امتنعت دول مثل إيران وروسيا وإيطاليا وبولندا عن التصويت. وصحيح أن قرار الانسحاب الأميركي من المنظمة لن يصبح سارياً سوى في كانون الثاني/يناير المقبل، إلا أن الولايات المتحدة لا تشارك في المفاوضات منذ أشهر وهي لم ترسل مندوبين لحضور جمعية الصحة العالمية التي تختتم أعمالها في السابع والعشرين من أيار/مايو. 'الفيروسات لا تعترف بالحدود' شكّلت جائحة كوفيد-19 صدمة عالمية، و'ذكّرتنا بمرارة وقسوة بأن الفيروسات لا تعترف بالحدود، وبأن أي بلد، مهما بلغت قوته، لا يستطيع بمفرده مواجهة أزمة صحية عالمية' بحسب ما قالت السفيرة الفرنسية للصحة آن-كلير أمبرو التي شاركت في إدارة المفاوضات الخاصة بالاتفاق بشأن الوقاية من الجوائح والتأهب والاستجابة لها. وينصّ الاتفاق الذي أنجزت النسخة النهائية منه بالتوافق في 16 نيسان/أبريل على آلية تنسيق عالمية على نحو أبكر وأكثر فعالية في آن للوقاية والرصد والاستجابة لأيّ مخاطر قد تؤدّي إلى جائحة. ويقضي الهدف منه أيضاً بضمان الإنصاف في الحصول على المنتجات الصحية في حال حدوث جائحة وهو ما طالبت به البلدان الأكثر فقراً خلال كوفيد-19 عندما احتكرت الدول الثرّية اللقاحات وفحوص التشخيص. وهو يقيم خصوصاً آلية لتشارك المعلومات والمنافع، من شأنها أن 'تتيح تشاركاً سريعاً جدّاً ومنهجياً للمعلومات الخاصة ببروز مسببات للمرض قد تؤدّي إلى تفشّي جائحة'، بحسب ما أوضحت أمبرو. وينبغي لكلّ مجموعة صيدلانية تنضمّ إلى الآلية أن تتيح لمنظمة الصحة العالمية في حال حدوث جائحة 'نفاذاً سريعاً إلى نسبة محدّدة بـ20 % من إنتاجها في الوقت الفعلي للقاحات والعلاجات ومنتجات التشخيص الآمنة'، مع 'حدّ أدنى من 10 %' من الهبات والنسبة المتبقية بـ'أسعار معقولة'. وما زال ينبغي التفاوض على التفاصيل الدقيقة للآلية، على أمل اختتام المفاوضات في خلال سنة أو اثنتين، بغية التصديق على الاتفاق. ولا بدّ من جمع 60 مصادقة كي يدخل حيّز التنفيذ. وشكّلت مسائل مثل رصد الجوائح وتشارك المعلومات عن مسببات الأمراض الناشئة والمنافع ذات الصلة، مثل اللقاحات والفحوصات والعلاجات، موضع مناقشات محمومة. ويعزز الاتفاق أيضا الترصّد المتعدّد القطاعات ونهج 'صحة واحدة' على صعيد البشر والحيوانات والبيئة. وتكتسي هذه المسألة أهمية خاصة، لا سيّما وأن '60 % من الأمراض الناشئة ناجمة عن أمراض حيوانية المصدر، أي عوامل ممرضة تنتقل من الحيوان إلى الإنسان'. ويشجّع الاتفاق على الاستثمار في النظم الصحية كي تتوفّر الموارد البشرية اللازمة في البلدان وتتمتّع الأخيرة بهيئات ناظمة متينة الأسس. هل يحد الاتفاق من سيادة الدول؟ وخلال المفاوضات التي امتدّت على ثلاث سنوات، واجه هذا المشروع معارضة شديدة ممن اعتبروا أن من شأنه أن يحدّ من سيادة الدول. وفي العام 2023، دعا الملياردير الأميركي إيلون ماسك المقرّب من دونالد ترامب البلدان إلى 'عدم التنازل عن سيادتها' في ظلّ هذا المشروع. واتّهمته منظمة الصحة العالمية بنشر 'أخبار زائفة'. وردّ عليه المدير العام للمنظمة بالقول إن 'الاتفاق بشأن الجوائح لن يغيّر الوضع. بل سيساعد البلدان على الاتقاء من الجوائح. وهو سيساعدنا على توفير حماية أفضل للناس أكانوا في البلدان الغنية أو الفقيرة'.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store