
أخبار العالم : كيف سيكشف فحص الدم عن مرض الزهايمر في المستقبل؟
الخميس 10 أبريل 2025 02:45 مساءً
نافذة على العالم - دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- عندما تمّ تشخيص والد الأمريكية بيني أشفورد بمرض الزهايمر في مراحله المبكرة بسنّ الـ62 عامًا، علمت أنّ هذا المرض المدمّر قد يسرق ذاكرتها بأحد الأيام. في أواخر الخمسينات من عمرها، تحول قلقها المستمر إلى ذعر حقيقي عندما بدأت تجد صعوبة بالعثور على الكلمات.
وقالت أشفورد، التي تبلغ من العمر اليوم 61 عامًا، لـCNN: "لم أعد أتمكّن من سرد قصة، والعثور على الكلمات ونطقها"، موضحة: "هذا الأمر أرعبني".
اليوم، بعدما أعادت تنظيم نمط حياتها وصحتها العامة بالكامل، تحسّنت معاناة أشفورد لجهة استرجاع الكلمات، بينما انخفضت مستويات بروتينات الأميلويد، والتاو، والالتهاب العصبي، وهي جميعها علامات مميزة لمرض الزهايمر.
ينفخ والد بيني أشفورد باري مورفي، البالغ من العمر 75 عامًا، شمعته على قالب حلوة، بينما تراقبه حفيداته.
Credit: Penny Ashford
تعرف أشفورد عن هذه التحسينات لأنها جزء من دراسة فريدة تتابع تقدمها من خلال مؤشرات حيوية رئيسية في الدم، التي تُستخدم الآن للمساعدة على تشخيص الخرف المبكر.
وعوض الاعتماد على الفحوصات المؤلمة للسائل النخاعي وفحوصات الدماغ المكلفة، تُعتبر اختبارات الدم وسيلة جديدة وأقل تدخلاً، وتستغرق وقتًا أقل، لتحديد المخاطر والمساعدة على التشخيص المبكر لمرض الزهايمر.
تم عرض البيانات الأولية التي قُدمت الإثنين، خلال الاجتماع السنوي للأكاديمية الأمريكية للأعصاب في مدينة سان دييغو الأمريكية، والتي حللت المؤشرات الحيوية لـ54 مشاركًا بدراسة مستمرة في مجال الأعصاب الوقائية، تُسمى دراسة "المستودع الحيوي للأمراض التنكسية العصبية" أو BioRAND.
قد يهمك أيضاً
وقالت مؤلفة الدراسة الرئيسية الدكتورة كيليان نييتس، وهي أخصائية الأعصاب الوقائية التي تجري أبحاثًا حول تقليل المخاطر لمرض الزهايمر ومرض باركنسون بمعهد الأمراض التنكسية العصبية في بوكا راتون، بولاية فلوريدا الأمريكية، إنّ "هذا المجال يعتمد أساسًا على مؤشرات حيوية مختلفة لتحديد ما إذا كان الشخص مصابًا بالخرف أم لا".
وأضافت نييتس: "لا أحد يركّز فعلاً على التغيرات في هذه المؤشرات الحيوية كأدوات لقياس النتائج، أو كوسيلة لتتبع التقدّم في رحلة الشخص لتحسين دماغه". وتابعت: "نعتقد أن هذه المؤشرات الحيوية قد تُظهر كيف يتم تعديل تقدم المرض بيولوجيًا من خلال تصرفات الشخص".
قد يهمك أيضاً
اختبار أقل تدخلاً لتحديد مخاطر الزهايمر
تُعتبر اختبارات الدم لمرض الزهايمر مفتاحًا لوقاية واسعة النطاق من الخرف، وفقًا للخبراء. إذا تم تشخيص الأشخاص في عيادة الطبيب، يمكنهم الانتقال بشكل أسرع إلى الرعاية الوقائية وتنفيذ تغييرات في نمط الحياة تهدف إلى إبطاء تقدم مرضهم.
لكن رأى الدكتور ريتشارد آيزاكسون، وهو المؤلف الرئيسي المشارك في الدراسة، أن المشكلة تكمن في التباين بمدى فعالية هذه الاختبارات الجديدة للمؤشرات الحيوية في الدم للتنبؤ بتقدم المرض أو تتبّعه.
وأضاف آيزاكسون: "هناك سر قذر صغير في مجتمع اختبارات الدم لمرض الزهايمر، إذ يتم إطلاق العديد من منصات الاختبار، وشركات التكنولوجيا الحيوية، وعدد من اختبارات الدم الجديدة، لكن من غير الواضح أي من هذه الاختبارات هو الأكثر دقة لتتبّع تقدم المرض وتقييم الاستجابة للعلاج من أجل إبطاء تطوّره نحو الخرف".
قد يهمك أيضاً
لمعالجة هذه الفجوة، بدأ فريق أبحاث آيزاكسون والمتعاونون في الدراسة بخمسة مواقع عبر الولايات المتحدة وكندا لتقييم الاستخدام السريري والمقارنة التقاطعية لما يعتقدون أنه سيُصبح يومًا ما "اختبار الكوليسترول للدماغ".
وأوضح آيزاكسون، وهو مؤسس إحدى أولى العيادات الوقائية لمرض الزهايمر في الولايات المتحدة: "في المستقبل القريب، سيحصل الأشخاص في الثلاثينيات، والأربعينيات، والخمسينيات، والستينيات، وما بعدها على اختبار أساسي لتقييم المخاطر ومتابعة التقدّم مع مرور الوقت، بشكل مماثل لكيفية استخدام اختبارات الكوليسترول التقليدية اليوم".
وأشار إلى أن: "هدفنا النهائي تقديم قائمة بفحوصات الدم بتكلفة منخفضة للمساعدة في تعزيز الوصول وتوسيع القدرة على تقديم الرعاية للأشخاص",
ما الذي تقيسه اختبارات دم الزهايمر حاليًا
يُعد قياس مستويات كل من الأميلويد والتاو أمرًا أساسيًا لفهم وتشخيص مرض الزهايمر وأشكال أخرى من الخرف.
تؤدي لويحات الأميلويد دورًا رئيسيًا في تطور مرض الزهايمر عندما تتجمّع التكتلات الصغيرة منها في المشابك العصبية في الدماغ وتتداخل مع قدرة الخلايا العصبية على التواصل.
يُعتقد أن هذه اللويحات تحفز التغيرات في بروتينات التاو التي تتشكل على هيئة تشابكات في أجزاء من الدماغ المسؤولة عن الذاكرة.
كما أن تشابكات تاو مرتبطة أيضًا بأمراض عصبية أخرى مثل الخرف الجبهي( FTD)، ومرض دماغ لوي، حيث تتراكم كتل غير طبيعية من بروتين يسمى ألفا-سينوكليين في خلايا الدماغ العصبية.
يُعد المؤشر الحيوي "الفوسفوريلاتيد تاو 217" ( p-tau217) من أبرز المؤشرات في تشخيص ضعف الإدراك المعتدل ومرض الزهايمر في مراحله المبكرة. ويُعتبر المؤشر الحيوي (p-tau181) أيضًا علامة مفيدة.
يتمثل اختبار آخر للمؤشرات الحيوية بمسح نسبة الأميلويد 42/40، الذي يقيس نوعين من بروتينات الأميلويد، وهو أيضًا مؤشر رئيسي لمرض الزهايمر.
في بعض الأحيان، تكون هذه الاختبارات أكثر فعالية عند استخدامها معًا، حيث أظهرت مجموعة من اختبارات الأميلويد و (p-tau 217)، والتي تُسمى درجة احتمالية الأميلويد، في دراسة سابقة دقة تصل إلى 90% في تحديد ما إذا كان فقدان الذاكرة ناجمًا عن مرض الزهايمر.
قد يهمك أيضاً
كما يتمتع بروتين الأحماض الأمينية الخيطية الدبقية (GFAP) وسلسلة النيوروفيلامين الخفيفة (NfL)، وهما يشيران إلى الالتهاب الدماغي والتدهور التنكسي، بفائدة في عملية تتبع تقدم مرض الزهايمر. ويتم اختبار عشرات من المؤشرات الحيوية الأخرى في المختبرات حول العالم.
يدرس فريق آيزاكسون في معهد الأمراض التنكسية العصبية أكثر من 125 علامة فردية من مجموعة متنوعة من الاختبارات التجارية والبحثية، قد يكون البعض منها متاحًا قريبًا في البيئة السريرية.
لكن، لماذا يجب التحقيق في العديد من المؤشرات الحيوية؟
قالت نييتس للإجابة على هذا السؤال: "الأمراض التنكسية العصبية تظهر بشكل مختلف تمامًا لدى الأشخاص"، موضحة: "قد نحتاج إلى نهج دقيق وفردي في الممارسة السريرية لمراقبة فعالية ما نقوم به لمريض معين".
العمل الجاد يثمر في تقليل المخاطر
لفتت الدراسة المستمرة في مجال الأعصاب الوقائية والمعروفة بـBioRAND إلى النتائج التي توصلت إليها من خلال متابعة 71 مشاركًا، حيث تم تحليل المؤشرات الحيوية لـ54 شخصًا منهم. بينما شكلّ 17 شخصًا من هؤلاء مجموعة التحكم.
تلقت مجموعة الـ 54 توصيات حول نمط حياة شخصية مصممة لتحسين صحة دماغهم. وقد أظهرت الأبحاث السابقة أن مثل هذه التدخلات يمكن أن تحسن الذاكرة، ومهارات التفكير، بمقدار خمس نقاط في اختبار إدراكي للأشخاص الذين يعانون من ضعف إدراكي معتدل.
من خلال العمل الجاد لتحسين نمط حياتها، تمكنت بيني أشفورد من تحسين مؤشرات الدم الحيوية التي تتبع صحة الدماغ بشكل كبير.
Credit: Ted Ashford
تشمل التوصيات التركيز على التحكم في ضغط الدم، والنظام الغذائي، والتمارين الرياضية، وتقليل التوتر، وجودة النوم، والتحكم في الوزن، بالإضافة إلى معالجة الاختلالات الأيضية، والهرمونية، والتغذوية. كما يتم تخصيص الأدوية، والفيتامينات، والمكملات لتلبية الاحتياجات الفردية لكل شخص.
تتمثل النتيجة بأنه كلما بذل الأشخاص مزيدًا من الجهد في التغيير، كلّما تحسنت صحة أدمغتهم.
في هذا السياق، قالت أشفورد: "كانت نتائج تحاليل الدم لديّ سيئة للغاية؛ وكذلك عاداتي الغذائية. لم أكن أمارس الرياضة، لذلك كانت لياقتي البدنية سيئة جدًا".
بدأت أشفورد برنامجًا مكثفًا من التمارين القلبية وتمارين المقاومة، بالإضافة إلى اليوغا لتقليل التوتر، وانتقلت إلى نمط غذائي متوسطي نباتي. وتحت إشراف طبيب، أضافت المكملات الغذائية والفيتامينات لزيادة الطاقة وتقليل التوتر.
بعد عام، كانت مؤشرات أشفورد الحيوية في الدم تروي قصة مختلفة تمامًا عن صحة دماغها، حيث انخفض مستوى p-tau 217 لديها بنسبة 43%، و p-tau 181 بنسبة 75%.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


نافذة على العالم
منذ 15 ساعات
- نافذة على العالم
صحة وطب : عشان راحتك النفسية والبدنية.. 7 خطوات سهلة كل يوم
الجمعة 23 مايو 2025 10:30 مساءً نافذة على العالم - تعلو الأصوات بضرورة العناية الذاتية بالنفس لكونها أهم الممارسات اليومية النفسية التي تحسن من صحتك النفسية والعقلية وتبقيك نشيطًا وراضيًا وقادرًا على مساعدة الآخرين ومساعدة نفسك. تقرير نشر في موقع Real Simple تناول هذه التقنية النفسية الواعية بشكل مفصل، مؤكدًا على أنها ممارسة يجب أن تكون مستدامة وبشكل يومي لأنها تسهم في حياة أكثر صحة وبهجة. فيما يلى.. خطوات لممارسة العناية الذاتية السليمة: - تعلم كيف تتعاطف مع ذاتك وترحم نفسك وأعصابك:ا انتبه لحديثك مع نفسك ويجب ألا تكون قاسيًا مع نفسك. الحديث السلبي مع ذاتك من العادات الخطيرة المتكررة والتي يجب أن تقطعها قطعًا تامًا. تحدث مع نفسك حديثًا جميلًا. - احصل على قسط كافٍ من النوم: الغالبية العظمى من الناس تحتاج حوالي ثمان ساعات كاملة من النوم كل ليلة للتمتع بصحة جيدة على المدى الطويل والقصير أيضًا. ولكن علم النفس الجديد يؤكد على ضرورة حصولك على حوالي من سبع إلى تسع ساعات كاملة للوقاية من أمراض الزهايمر والخرف والنوبات القلبية، وهو من أهم خطوات العناية الذاتية. - تناول الطعام الصحي: الحلوى والأطعمة غير الصحية تضر بنفسيتك وعقليتك، والاستمتاع القصير بالحلويات يعتبر ضررًا لصحتك. الغذاء هو وقود يغذي جسمك ونفسيتك، لذلك ضع نظامًا غذائيًا صحيًا، والتزم به. - العناية الذاتية تبدأ بتدليل نفسك: من خلال الحصول على تدليك ذاتي، يمكنك الحصول على خيارات بسيطة مثل تدليك يومي بسيط ليديك أو قدميك أو تدليكك لرقبتك بنفسك. - تدوين كل الأفكار التي تشعرك بالامتنان يوميًا: يساعدك على الشعور بتحسن نفسي وعقلي كبير. أي لحظة امتنان تمر بها يجب أن تدونها لأن هذا الأمر من شأنه أن يعزز صحتك العقلية والنفسية ويجعلها جزءًا من حياتك اليومية. - التأمل: هي ممارسة للرعاية الذاتية الرائعة اليومية. اجلس بهدوء وتأمل في صمت. هذا التأمل يعزز من صحتك وسلامك النفسي، يقلل من الضغوط ويشعرك بالاسترخاء ويعزز جهاز المناعة لديك ويبطئ علامات الشيخوخة. - نظف مساحتك التي تجلس فيها: قد يبدو غريبًا أن مهام التنظيف قد تعد من خطوات العناية الذاتية، ولكن إذا كان منزلك أو مكانك فوضويًا فأنت تضر نفسك كثيرًا ويجعلك في توتر وقلق لا داعي له. حاول تنظيف مساحتك الخاصة. - استمتع بوقتك في الخارج وممارسة التعامل مع الطبيعة: ممارسة الوقت في الهواء الطلق لبعض الوقت خلال يومك. اذهب في نزهة، انظر إلى الشاطئ، انظر إلى الطبيعة، إلى الشجر، تواصل مع الطبيعة واحصد فوائدها. هذا الأمر من شأنه، كما أثبتت الدراسات، أنه يعمل على تهدئة الجهاز العصبي المركزي وتحسين المزاج وزيادة مستويات الطاقة.


نافذة على العالم
منذ 19 ساعات
- نافذة على العالم
أخبار العالم : منعش وحامض..تعرف إلى تاريخ "ملك" المشروبات الصيفية في تركيا
الجمعة 23 مايو 2025 06:30 مساءً نافذة على العالم - دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- الطعام الحار اللذيذ وحرارة الصيف المرتفعة من أبرز مزايا تركيا، لكن عندما يجتمع هذان العنصران، ستحتاج إلى شيء يخفف من حرارة الأجواء. لحسن الحظ، تتمتع تركيا بالحل المثالي لذلك، أي مشروب لبن عيران المنعش للغاية، والذي يمزج بين الزبادي الطازج، والماء، والملح. لا يمكن إنكار جاذبية مشروب عيران، إذ كان يُشرب في المنطقة التي تلتقي فيها أوروبا بآسيا لقرون، كما أنّه يُباع اليوم بأشكالٍ مختلفة في تركيا ودول أخرى. العيران، الذي يُحضّر من الزبادي والملح والماء، هو مشروب منعش لا غنى عنه في الصيف بتركيا. Credit: Alexander White/Alamy Stock Photo تحظى خصائصه المنعشة بإشادة المجتمع العلمي أيضًا، إذ قال البروفيسور بارباروس أوزر من كلية الزراعة بجامعة أنقرة بقسم تكنولوجيا الألبان لـ CNN: "يُعد شرب لبن عيران وسيلة مهمة لاستعادة توازن المعادن المفقودة بسبب التعرق في الصيف، بفضل محتواه المعدني الطبيعي ووجود الملح المضاف"، كما يحتوي هذا المشروب على البروتين ومعادن مهمة. لا تقتصر الفوائد على ذلك فحسب، إذ تشمل تأثيراته صحة الجهاز الهضمي والأمعاء، حيث يلعب لبن عيران دورًا حاسمًا في الحفاظ على توازن صحة الجهاز الهضمي وتوازن ميكروبات الأمعاء. مشروب منعش عمره ألف عام يُعتقد أنّ الأتراك استمتعوا بلبن عيران منذ ألف عام تقريبًا. Credit: photographer takes to the top of/iStockphoto/Getty Images يُعتقد أنّ الشعوب التركية أنتجت لبن عيران منذ ألف عام على الأقل، ومن الآمن القول إنّه وُلِد من الضرورة. وكانت الأطعمة والمشروبات المُخمّرة، مثل الجبن، والزبادي، ولبن عيران مثالية للرحلات الطويلة. وقد حضّر البدو الأتراك منتجات الألبان المُخمّرة لزيادة مدّة صلاحيتها، وساعدهم ذلك في التكيّف مع مناخ السهوب القاسي، أي الأراضي العشبية الشاسعة الخالية من الأشجار، والتي اتخذوها موطنًا لهم. مع هجرة الأتراك من آسيا الوسطى إلى الأناضول (المساحة التي تُشكّل غالبية أجزاء تركيا الحديثة)، رافقهم مشروب لبن عيران. قالت المحرِّرة والباحثة في مجال فنون الطهي، ميرين سيفر لـCNN: "نعلم من خلال وثائق الرحلات التاريخية أن سكان الأناضول كانوا يُعدّون لبن عيران". شملت وجبات الطعام اليومية بالنسبة لهم "خبزًا مقطعًا يُضاف إلى الزبادي، أو يُقدَّم كإضافة إلى لبن عيران". وخلال هجرتهم، يُرجّح أن الأتراك تركوا آثارًا لهذا المشروب، ما أثّر بدوره على ثقافات أخرى. تجربة تركية أصيلة عادةً ما يُقدَّم لبن عيران في أكواب نحاسية. Credit: nusi55/iStockphoto/Getty Images قد يهمك أيضاً اليوم، لا يُعد لبن عيران جزءًا من تقاليد الطهي التركية العريقة فحسب، إذ انه من أكثر المشروبات شعبية في تركيا الحديثة أيضًا. ومن رفوف محلات الـ"سوبرماركت" الكبيرة إلى براميل بائعي الطعام في الشوارع، يروي لبن عيران العطش، ويُقدَّم مع وجبات الطعام في جميع أنحاء البلاد. وصل الأمر إلى درجة أن مطاعم الوجبات السريعة العالمية مثل "ماكدونالدز" و"برجر كنج" تُدرج لبن عيران كخيار ضمن وجباتها في تركيا. لكن يجب على كل من يبحث عن تجربة تقليدية أصيلة التوجّه إلى الأماكن التي يُقدم فيها لبن عيران في أكوابٍ نحاسية، مثل محلات الكباب المعروفة باسم ocakbaşı"، حيث يمكن الجلوس أمام الشوايات ومشاهدة وجبة الطعام، خلال تحضيرها على أسياخ معدنية. مشروب بسيط بمئات الوصفات يُقدَّم المشروب مع النعناع أحيانًا. Credit: Gercelman Ihsan/imageBROKER/Shutterstock رُغم سهولة تحضير لبن عيران، إلا أن هناك العديد من الوصفات. عادةً ما يُحضَّر عيران "سوسورلوك" المحلي في منطقة سوسورلوك في باليكسير شمال غرب تركيا من لبنٍ غني بالدهون، ويُكوِّن ذلك رغوة على سطح المشروب. ويُعدّ عيران "يايك" نوعًا شائعًا آخر من هذا المشروب، وهو منتج ثانوي لصنع الزبدة. ولتحضيره، يُستبدل الزبادي بالحليب الرائب، ما يُعطي قوامًا رغويًا للغاية وطعمًا أقل حدّة. من ناحيةٍ أخرى، تُعرف منطقة ملاطيا الشرقية بلبن عيران الحار، المُحضّر بالفلفل الأخضر أو الأحمر. توجد مئات الوصفات الأخرى على الأرجح. وعلى سبيل المثال، يمكنكِ إضافة القليل من النعناع لجعل المشروب أكثر انتعاشًا، أو الامتناع عن إضافة الملح إذا رغبت. طعم حامض يتمتع لبن عيران بشهرة واسعة في تركيا والمناطق المحيطة بها. إذًا، لم يحظَ المشروب بشعبية عالمية؟ تُرجح الأستاذة المشاركة ورئيسة قسم فنون الطهي وفنون المطبخ في جامعة "أوزيجين" في تركيا، أوزغه سامنجي، السبب إلى كونه "غير مألوف". وشرحت لـCNN: "المطبخ التركي عمومًا غير معروف جيدًا في الخارج، والمنتجات المرتبطة به غير متوفرة في الأسواق". كما أنّها لفتت إلى "قلة المطاعم التركية ومحدودية انتشارها، فضلًا عن اعتبار طعم لبن عيران الكلاسيكي من دون إضافات مثل النعناع غريبًا للأجانب، الذين لا يُحبون هذه النكهة الحامضة في الغالب".


نافذة على العالم
منذ يوم واحد
- نافذة على العالم
أخبار العالم : أدوية إنقاص الوزن GLP-1 أكثر فعالية لدى النساء من الرجال..ما السبب؟
الجمعة 23 مايو 2025 01:30 مساءً نافذة على العالم - دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- ربّما سمعت أنّ كلّ رجل أوقف الكربوهيدرات من نظامه الغذائي فقد 4،5 كيلوغرامات، ثمة امرأة قامت بالأمر ذاته، وفقدت كيلوغرامًا واحدًا تقريبًا فقط. تدعم الأبحاث هذه الحقيقة المحبطة، إذ عادةً ما تعود الحمية والتمارين بفائدة أكبر على الرجال مقارنةً بالنساء، عندما يتعلق الأمر بفقدان الوزن. لهذا السبب، أتت نتائج التجارب السريرية الأخيرة مفاجئة، ومرحّبًا بها للبعض، إذ يبدو أن أدوية خسارة الوزن GLP-1 المحقونة تعمل بشكل أفضل لدى النساء كمعدّل وسطي مقارنةً بالرجال. أما السبب فليس واضحًا، إذ قال الباحثون إنه من المهم فهم ذلك حتى يتمكّن الأطباء من تحسين استخدام هذه الأدوية القوية للجميع. وكانت آخر دراسة كشفت عن هذا التأثير قد عُرضت في الاجتماع السنوي للكونغرس الأوروبي للسمنة الأحد، ونُشرت في مجلة نيو إنغلاند الطبية. قد يهمك أيضاً كانت هذه أول مقارنة مباشرة بين دواءَي GLP-1 القابلين للحقن "سيماجلوتايد" و"تيرزيباتيد"، واللذين يُباعان تحت الاسمين التجاريين "ويغوفي" و"زيبباوند" لإنقاص الوزن. قُسِّم حوالي 750 شخصًا يعانون من السمنة عشوائيًا إلى مجموعتين. وطُلب من نصف هذا العدد الحصول على أقصى جرعة يمكنهم تحملها من "ويغوفي"، بينما استخدم نصف العدد الآخر أقصى جرعة من "زيباوند". ما الفرق بين "زيباوند" و"ويغوفي"؟ يُعتبر "زيبباوند" هو النسخة الأحدث من "ويغوفي"، حيث يحفّز هرمونين مختلفين في الأمعاء يؤثران على الشهية ومستوى السكر في الدم، بينما يؤثر "ويغوفي" بشكل رئيسي على عمل هرمون واحد. لاحظ العديد من الأطباء أن "زيبباوند" يبدو أقوى من "ويغوفي"، لذا لم يكن مفاجئًا عندما توصلت هذه التجربة التي رعتها شركة إيلي ليلي، التي تُصنع "زيبباوند"، إلى النتيجة ذاتها. خسر الأشخاص الذين كانوا يستخدمون "زيبباوند" حوالي 50% أكثر من الوزن مقارنةً بالأشخاص الذين استخدموا "ويغوفي"، ما يجعله الدواء الأفضل من حيث فقدان الوزن. وتمثلت إحدى النقاط المثيرة للاهتمام في الدراسة بأنّ جميع المشاركين فقدوا وزنًا أقل قليلاً في المتوسط مقارنة بما تم قياسه باستخدام الأدوية ذاتها في تجارب أخرى. قد يهمك أيضاً أشار الباحثون إلى أنّ النتيجة كانت مدفوعة بالرجال الذين فقدوا حوالي 6% أقل من الوزن مقارنة بالنساء. وكان حوالي 35% من المشاركين في هذه الدراسة من الرجال، فيما كان الذكور يشكلون ما بين 20% و25% من المشاركين في التجارب السابقة. تأثير الدواء على الجنسين قد يكون هناك العديد من الأسباب لكيفية تأثير الأدوية على الجنسين، بحسب ما ذكرته الدكتورة ميلاني جاي، الخبيرة في السمنة المفرطة وأستاذة الطب بكلية غروسمان للطب في جامعة نيويورك. وربما يتعلّق السبب الأول، بجرعات الدواء التي تُوصف للنساء بصرف النظر عن وزنهن، فيما قد يرتبط السبب الثاني بمكان تخزين النساء للدهون، إذ تتمتع النساء عادةً بدهون تحت الجلد، أكثر من الدهون الحشوية التي تتجمع حول الأعضاء الداخلية مثل الكبد. وربما تكون الأدوية أكثر فعالية على نوع معيّن من الدهون مقارنةً بالآخر. قد يهمك أيضاً أما السبب الثالث، فقد يرتبط بمواجهة النساء لضغوط اجتماعية أكبر ليُحافظن على نحافتهن، ما يجعلهن أكثر استعدادًا لتحمل الآثار الجانبية الكبيرة للأدوية، التي قد تشمل الغثيان المنتظم، والقيء، والإمساك. دور الإستروجين بفقدان الوزن أما أحد الأدلة الأكثر إثارة للاهتمام التي تفسر كيفية استفادة النساء بشكل أكبر من أدوية GLP-1، فيتعلق بهرمون الإستروجين، الذي يوجد بكميات أعلى لدى النساء مقارنةً بالرجال. وقالت الدكتورة كارولينا سكبيكا، وهي أستاذة بالطب الجزيئي في جامعة غوتنبرغ بالسويد، ولديها مختبر بقسم التغذية في جامعة ولاية بنسلفانيا، إن العلماء كانوا يعرفون أن الإستروجين يلعب دورًا في الأيض لمدة حوالي 30 عامًا، لكنهم لم يفهموا تمامًا كيفية تأثيره. وأظهرت أبحاثها على الفئران أن الإستروجين يتفاعل بشكل مباشر مع GLP-1 وغيره من الهرمونات المعوية، ما يجعله أكثر قوة في الدماغ. قد يهمك أيضاً ويبدو أنّ الإستروجين يعزّز تأثيرات GLP-1 عن طريق زيادة عدد المستقبلات، على سطح الخلايا التي يرتبط بها الهرمون المعوي. الدعوة لمزيد من البحث ولفتت كل من جاي و سكبيكا إلى أن الفروقات بين الجنسين غالبًا ما تُهمل عند دراسة الأدوية، ولا تُستثنى أدوية GLP-1 من ذلك، موضحة أن فهم تأثيرات هذه الفروقات بين الجنسين قد يكون أمرًا مهمًا لجميع المرضى. قد يهمك أيضاً في الدراسات التي تقدم بيانات بحسب الجنس، قد تفقد النساء ما بين 50% و90% من الوزن أكثر من الرجال، لكن يبدو أنهن يعانين أيضًا من المزيد من الآثار الجانبية المعوية، بينما يبدو أن الرجال يحصلون على فوائد قلبية وعائية أكبر من الأدوية مقارنة بالنساء. رغم أن غالبية الدراسات لا تجد أن أدوية GLP-1 تؤثر سلبًا على المزاج، إلا أن بعض الدراسات أظهرت أن هذا قد يختلف بحسب الجنس، إذ تكون النساء أكثر عرضة للإصابة بالاكتئاب عند استخدام الأدوية مقارنة بالرجال.