
التمثيل الضوئي للحد من انبعاثات الكربون
عن البرنامج
يعرض البرنامج كل أحد 17.30 بتوقيت غرينتش.
يمكنكم زيارة صفحة البرنامج على فيسبوك: facebook.com/BBC4Tech
حساب البرنامج على تويتر هو: @BBC4Tech
شاهدوا التقارير السابقة من 4تك هنا

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


العربي الجديد
منذ يوم واحد
- العربي الجديد
بين أقصى المعرفة وأقصى الجهل.. قفزةٌ في المجهول
"لإثبات تفوّق الآلة على الإنسان، لا تكفي الإنجازات المذهلة للتكنولوجيا ، بل يلزم أيضاً تبنّي رؤية قاتمة ومروّعة لماهية الكائن البشري". بهذه الكلمات يستهلّ الباحث الإيطالي–السويسري جيوليانو دا أمبولي كتاب "إمبراطورية الظلّ: الحرب والأرض في زمن الذكاء الاصطناعي"، الصادر عن دار غاليمار الباريسية، وهو عمل لا يختزل العلاقة بين الإنسان والآلة فحسب، بل يتناول كذلك علاقة المجتمعات البشرية بعضها ببعض. لم يكن العالم على حافة هاوية كما الحال الآن، ونحن في مرحلة مفصليّة من التاريخ الإنساني ، تضعنا بين نوازع عنف آتية من أزمنة سحيقة، وتطوُّر تكنولوجي هائل يرسم خريطة جديدة لم يعرفها الجنس البشري من قبل. الذكاء الاصطناعي هو المحطة الرابعة ضمن تحوُّل كبير تَجسَّد في ثورات تكنولوجيّة ثلاث، في الزراعة والصناعة والمعلوماتيّة. وستكون الثورة الرابعة التي بدأت تتحقّق أكثر أهمية وأعمق أثراً من جميع ما تحقّق منذ اكتشاف النار والكهرباء والمحرّكات البخاريّة حتى اليوم. وهي تُنذر بتغيُّر في طبيعة العمل، التعليم، الثقافة، الاقتصاد، الحرب، الإدراك، حتى في تعريف "الإنسان" نفسه. كيف لا وحاسوب "نيكسوس" الفائق القدرة، الذي سينطلق ربيع العام المقبل، سيُجري حسابات بسرعة تفوق ما يتمكّن منه 8 مليارات شخص مجتمعين، ما يكفي لإحداث ثورة في العلم على المستوى العالمي. وسيوفّر هذا الحاسوب إمكانية الوصول إلى أقوى أدوات الحَوسَبة على هذا الكوكب. ذلك كلّه يستدعي تحضيراً لاستيعاب هذا التحوُّل، وللتعامل مع هذه الوسائط المعقّدة، حتى لا يصبح المتلقّي، على غفلة منه، كأنه داخل لعبة مرايا ضخمة أشبه بالمتاهات. نقف على عتبة ثورة رابعة تعيد تعريف الإنسان نفسه تقتضي الإشارة، هنا، إلى أنّ مقاربة عالم الذكاء الاصطناعي تختلف عن التعامل مع الفضاء الأزرق (مثل فيسبوك وغيرها من منصّات التواصل الاجتماعي)، حيث الأفكار المتداولة لا تتحاور في ما بينها، بل تتقاطع وتتصادم، ويمضي كلّ منها في سبيله، كأمواج ترتفع عالياً، ثمّ تخبط في الماء وتتلاشى. الفضاء الأزرق مملكة الزبد، وإن ادّعى أنه مكان للتفاعل والتواصل. نلمح فيه الأشياء التي سرعان ما تختفي وفقَ معادلة بسيطة: تقليب الصفحات لا قراءتها، تمرير الصور لا التبحُّر فيها. كأنّ تيّاراً غامضاً هو الذي يحدّد مسارنا ويجرفنا في الاتجاهات كلّها في آن واحد، ونحن في ما يشبه الدُّوار. نُسرع ولا نعرف إلى أين! في رواية "البطء"، ينتقد ميلان كونديرا تَسارع الحياة المعاصرة التي تُفرغ التجربة من عمقها وتُحوّل كلّ شيء إلى سطح زَلِق وعابر. أما التعامل مع الذكاء الاصطناعي فهو من طبيعة أخرى. الذكاء الاصطناعي يُحاكي الذكاء البشري ويتطلّب نماذج معقّدة للتعلّم الآلي، والرؤية الحاسوبية، وعلوم بيانات عميقة. تَعامُلنا معه هو تَعامُل مع تقنية ذكية قادرة على التطوير، وبإمكانها التأثير على بنية المجتمع كلّه. لذلك هو شريك معرفي عملي دائم التعلّم. وجود الذكاء الاصطناعي محرّض على أسئلة لم نطرحها من قبل، منها مثلًا ما يتعلّق بحدود إمكاناته، وبما يبقى للإنسان أن يحتفظ به لنفسه. قد يبقى الخلاف الأساسي بيننا أنه لا يشعر بالقلق ولا يخاف الموت. بين طَرَفَي نقيض، يعيش البشر اليوم. بين الانغلاق وصعود التطرّف والعودة إلى العنف الخالص، وكذلك الحروب بما هي ظاهرة بدائيّة متوحّشة وقديمة، من جهة، وآلة مُبَرمَجة تتطوّر يومًا بعد آخر، تخترق الزمان وتفوق التصوُّر، من جهة أُخرى. بين هذه وتلك، نبحث عن ضفاف ترسو فيها مراسينا. الذكاء الاصطناعي، بحسب مبتكريه ومهندسيه، سيكون أكبر قوّة يصنعها الإنسان منذ أن وُجدَ على الأرض، وأنّ طاقات هذا الذكاء ستتضاعف آلاف المرّات خلال السنوات المقبلة. لكن، ما معنى هذا التطوّر الخارق إذا لم يكن في خدمة البشرية جمعاء، لا في خدمة فريق واحد يستعمله من أجل المزيد من السلطة والهيمنة والاستئثار، ضمن أفق تتواصل فيه الحروب ويستمرّ الظلم إلى ما لا نهاية؟ ما معناه في هذه اللحظة بالذات، والمستفيد الأوّل منه هي الدول المتقدّمة علميًّا وسلطتها السياسيّة، ومعها، بالطّبع، السلطة الاقتصادية. هذا ما نشره سام ألتمان، الرئيس التنفيذي لشركة OpenAI للذكاء الاصطناعي، في مدوّنته الشخصيّة (في 16 مارس/ آذار 2021): "ستكون البرامج المعلوماتيّة قادرة على القيام بكلّ شيء تقريبًا، بما في ذلك اكتشافات علمية جديدة توسّع مفهومنا للعالم. الثورة التكنولوجية لا يمكن إيقافها. وستتسارع وتيرتها فتساعدنا الآلات الذكية بنفسها على صنع آلات أكثر ذكاءً، وسينتج عن هذه التغيّرات ثروات هائلة ممّا سيغيّر مستوى عيش البشر". بين آلة لا تموت وعالم بلا كهرباء، يولد اضطراب المستقبل يحقّ لألتمان أن يحلم، إلّا أنّ الواقع يقتضي تغيُّراً جذريّاً في عالم السياسة يواكب الثورة التكنولوجية التي سيتبدّل معها العالم. هذا العالم الذي لا تزال في جنوبه مناطق لم تصل إليها الكهرباء بعد. لذلك، لا بدّ من رؤية مستقبلية إنسانية تساهم في تشكيل علاقة جديدة بين البشر والذكاء الاصطناعي. ثمّة من يراهن على التوصُّل إلى سياسات تكون قادرة على مرافقة التقدّم العلمي. لكن، هل يمكن ذلك بدون إفساح المجال أمام العلماء والعُقَلاء، وبدون بناء هيئات دولية مستقلّة تُعنى بأخلاقيات الذكاء الاصطناعي، وتضمّ ممثلين من مجتمعات متنوّعة، ثقافيّاً وجغرافيّاً؟ من المعروف أنّ السياسة، منذ القِدم، قلّما تُشرك الفلاسفة والمفكرين في صنع القرار، فما الذي يضمن إشراكهم الآن؟ هنا تكمن المفارقة التاريخية العميقة التي يعيشها العالم اليوم: كيف يمكن أن نطالب السلطة السياسية بأن تتخلّى عمّا اعتادت عليه منذ آلاف السنين؟ السياسة التقليدية لم تكن يوماً صديقة الفلاسفة والمفكّرين المتنوّرين، بل كثيراً ما رأت فيهم مصدر قلق بدل أن يكونوا فرصة للنجاة. من سقراط الذي حُكم عليه بالموت بتهمة "إفساد عقول الشباب" وتشجيعهم على التفكير النقدي بأسلوب مختلف عن التعاليم السائدة، إلى غاليليو الذي حوكم لأنه فكّر خارج النصّ المكرَّس، إلى كلّ مفكّر تمّ تجاهله أو تهميشه أو توظيفه. لن يتحقق إذاً حلم سام ألتمان، وهو حلم علماء التكنولوجيا الحديثة، ما لم يتجاوب معه وعي سياسي جديد، يُشرك الفكر والفلسفة والإنسانيّات، ويأخذ في الاعتبار قيمة الأفراد، واختلاف الثقافات، وهشاشة الكوكب، وإلّا فإنّ الذكاء الاصطناعي، بدل أن يحرّر الإنسان، يصبح أداة استعمارية جديدة، ومرآة لسلطة غير مرئية تُعيد إنتاج القهر بأدوات أخرى. يقول الكاتب الفرنسي فرانسوا رابليه، أحد أعلام الحركة الإنسانية في فرنسا: "العِلم بلا وعي أخلاقي ومعرفي ليس سوى هلاكٍ للروح". لذلك، فإنّ التحدّي التكنولوجي لا ينحصر في السياسة والاقتصاد فحسب، بل هو أيضاً تحدٍّ فلسفي وثقافي. أخيراً، إنّ التقدّم المذهل للتكنولوجيا لا يكفي وحده؛ ولكي يكون له معنى حقيقي، تنقصه دقّاتُ قلبٍ بشريّ. * كاتب وشاعر لبناني مقيم في باريس آداب التحديثات الحية "غيبة مي" لنجوى بركات.. رحلة في مجاهل الشيخوخة


العربي الجديد
منذ 2 أيام
- العربي الجديد
تونس: مشروع واعد لتقليص البصمة الكربونية للصيد البحري
يواجه قطاع الصيد البحري في تونس انتقادات بشأن بصمته الكربونية، ويشكل المشروع المدعوم من الصندوق العالمي للطبيعة بقيمة 250 ألف يورو، نموذجاً للحد من الانبعاثات والانتقال نحو محركات كهربائية أقل تلوثاً. بدأت تونس خطوات أولية باتجاه تقليص البصمة الكربونية في قطاع الصيد البحري بدعم من الصندوق العالمي للطبيعة الذي اختار خليج قابس (جنوب شرق تونس) لتنفيذ أول مشروع في شمال أفريقيا، للحد من انبعاثات الغازات الدفيئة من أسطول الصيد عبر تحفيز الصيادين على الانتقال نحو المحركات الكهربائية الأقل تلوثاً . ومؤخراً، أعلن المكتب الإقليمي للصندوق العالمي للطبيعة الدخول في شراكة مع السلطات التونسية بهدف تحديث أسطول الصيد واعتماد تقنيات موفرة للطاقة، وتشجيع الصيد التقليدي المستدام. ويواجه قطاع الصيد البحري في تونس انتقادات متزايدة بشأن بصمته الكربونية وتأثيره على البيئة البحرية والتوازن البيئي في المجتمعات الساحلية. كما تشير تقارير خبراء في البيئة والمناخ إلى أن قطاع الصيد البحري يُعدّ من بين الأنشطة الاقتصادية التي تسهم، ولو بنسب متفاوتة، في انبعاثات غازات الدفيئة، سواء عبر استهلاك الوقود الأحفوري في مراكب الصيد، أو من خلال أنشطة نقل الأسماك وتخزينها وتبريدها. ويقول مسؤول برنامج المصائد السمكية في الصندوق العالمي للطبيعة بشمال أفريقيا، حمادي الماجري، إن الصندوق اختار تونس لتنفيذ أول مشروع للانتقال الطاقي في الصيد البحري، مؤكداً أن قطاع الصيد البحري ككل القطاعات الاقتصادية ملوّث، ويحتاج إلى خطط للحد من تأثيراته على البيئة. ويكشف الماجري أن معدل الانبعاثات الكربونية الناجمة عن قطاع الصيد البحري يُقدّر سنوياً بـ 55 ألف طن من غاز ثاني أكسيد الكربون بمعدل انبعاث 6.55 أطنان عن كل وحدة صيد. تحقيق متعدّد الوسائط عصابات الصيد التونسية... تجريف قاع البحر وتدمير بيئته وتشير إحصائيات وزارة الفلاحة والموارد المائية والصيد البحري إلى أن عدد مراكب الصيد البحري في تونس تجاوز 12 ألف مركب، من بينها 8400 مركب صيد ساحلي، وهي تستخدم بشكل رئيسي محركات تعمل بواسطة مادة المازوت (السولار)، ما يجعلها مصدراً غير مباشر للتلوث الكربوني. ويشير المسؤول في الصندوق العالمي للطبيعة إلى أن المحركات الكهربائية ستساعد في تقليص انبعاث الغازات التي تسببها مراكب الصيد وتحسّن نوعية الحياة في المناطق الساحلية. ويوضح أن الصندوق خصص في مرحلة التجربة اعتمادات بنحو 250 ألف يورو لتنفيذ التجربة النموذجية في خليج قابس، على أن يتم لاحقاً توسعتها بناء على التقييمات التي ستظهر مدى استجابة الصيادين واستخدامهم وسائل الطاقة النظيفة. وحول تفاصيل المشروع، يبيّن الماجري أن كراسات الشروط ستُعدّ لتحديد نوعية المحركات الأكثر استجابة لمتطلبات قطاع الصيد التونسي، كما سيتم إنشاء محطات شحن بطاريات في الموانئ تعتمد الكهرباء المولدة من الطاقة الشمسية. ويؤكد ضرورة استغلال إمكانيات الطاقة الشمسية المتاحة في تونس لتحفيز الانتقال الطاقي للقطاعات المتسببة بالانبعاثات الكربونية. ويلفت المتحدث نفسه إلى أن الصندوق يتطلع عبر هذا المشروع إلى إثبات الجدوى التقنية والمالية لتركيب المحركات الكهربائية الشمسية في خليج قابس، وتقليص التكاليف التشغيلية والبصمة الكربونية لقطاع الصيد الحرفي. كما يهدف المشروع إلى ترويج آلية تمويل ذاتي قابلة للتوسع وحشد الدعم المؤسسي والخاص من أجل تعزيز قدرات الصيادين والمؤسسات المعنية في مجالات إزالة الكربون والطاقة النظيفة. الأثر الكربوني لقطاع الصيد يطاول البيئة البحرية، جزر قرقنة، 8 أغسطس 2024 (محمد خليل/فرانس برس) ويُجمع المتخصصون على أن الأثر الكربوني لقطاع الصيد لا يقتصر على الغلاف الجوي، بل يمتد إلى البيئة البحرية نفسها، حيث تساهم أنشطة الصيد غير المستدامة في الإخلال بالنظم البيئية البحرية، وتدهور الشعاب المرجانية، وتناقص التنوع البيولوجي البحري، إلى جانب التلوث الناتج عن مخلفات المحركات والمعدات المهملة. كما تعمل بعض الجمعيات البيئية بالتعاون مع منظمات دولية على توعية البحّارة بأهمية خفض الانبعاثات الكربونية، وتبنّي ممارسات صديقة للبيئة، مثل استخدام الشباك الانتقائية وتقليص وقت الإبحار. رغم هذه المبادرات، يؤكد الناشط البيئي حسام حمدي، لـ"العربي الجديد" أن الجهود المبذولة في قطاع الصيد البحري ما زالت غير كافية، مشدداً على ضرورة وضع خطة وطنية واضحة للحد من البصمة الكربونية للقطاع، تشمل تشجيع استعمال الطاقة الشمسية في الموانئ، وتقديم حوافز للبحّارة لتجديد مراكبهم، وفرض رقابة صارمة على أنشطة الصيد العشوائي. ويقترح إدماج الصيد البحري في الاستراتيجية الوطنية للتكيف مع التغيرات المناخية، من خلال جمع البيانات الدقيقة وتطوير آليات الرصد البيئي المستمر. تنتج تونس غالبية انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري من خلال صناعات مختلفة. ففي العام 2022، سبّب إنتاج الكهرباء والحرارة 32.5% من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون، والصناعة بـ 18.3%، وقطاع النقل بـ 30.8%، والمناطق السكنية بـ 8.8%، والزراعة بنحو 4%. وتُعدّ تونس من البلدان الأكثر تضرراً في حوض المتوسط من تأثيرات التغيرات المناخية رغم تصنيفها ضمن الدول الأقل إنتاجاً للغازات الدفيئة. وتخطط تونس لوضع شروط مؤاتية تتيح بدء برنامج تسعير الكربون لدعم سياسة انتقال الطاقة والتخفيف من انبعاثات الغازات الدفيئة. وتُعتبر آليات تسعير الكربون من الأدوات الرئيسية لتشجيع الاستثمار في تدابير كفاءة الطاقة ومشاريع الطاقة المتجددة، ولا سيما في المناطق التي تمتلك أكبر إمكانيات لتقليل انبعاثات الغازات الدفيئة.


العربي الجديد
منذ 3 أيام
- العربي الجديد
حفر الإذابة في عُمان.. عجائب طبيعية في قلب جبال ظفار
تتوارى حفر الإذابة في سلطنة عمان ، وهي فجوات عملاقة لا يعرف كثيرون بوجودها أو أصلها، في قلب الجبال الخضراء لمحافظة ظفار حيث يعانق الضباب الكثيف الصخور الجيرية، وتُنسج حولها روايات مختلفة. على بُعد نحو عشرين دقيقة بالسيارة من وادي دربات، إحدى أكثر وجهات ظفار السياحية ازدحاماً، تختبئ إحدى تلك الحفر المثيرة للدهشة، ومع ذلك لا يرتادها إلا قليل من الزوار، ممن يفتّشون عن عجائب الطبيعة الخفية. ويقول عبد السلام صواخرون (47 عاماً)، وهو مرشد سياحي من ظفار، مشيراً إلى الفوهة الواسعة للحفرة المسمّاة "إذابة شيحيت"، إن عمقها يمتد بين 45 و75 متراً، وقطرها بين 120 و60 متراً. ويشير إلى أن الروايات الشعبية المتداولة تعتقد بأن "إذابة شيحيت" حدثت "بسبب نيزك ". لكن التفسير العلمي يستند إلى عوامل طبيعية وجيولوجية اجتمعت في مكان واحد حتى تكوّنت تلك الفجوات على مدى آلاف السنين. ويقول الباحث في الجيولوجيا، علي فرج الكثيري، ولديه أيضاً مؤلفات عن النيازك، إن الحفر الموجودة في الجبال والمسماة حفر الإذابة أو الحفر الانهيارية "ليست نتيجة لاصطدام النيازك". ويوضح أنه من الناحية الجيولوجية، هناك ثلاثة عوامل رئيسية لتكوّن حفر الإذابة "كلها موجودة في محافظة ظفار". وتُختصر في تخلّل المياه في الشقوق أو عبر المسامات الصخرية حاملة معها ثاني أكسيد الكربون الذي يتفاعل ليتكوّن حمض مخفّف (كاربونيك آسيد) يذيب الصخور الجيرية عبر الشقوق، فتتوسع الحفر وتصير كهوفاً أو مغارات كبيرة مع استمرار هذه الوتيرة لآلاف السنين. وعلى بُعد نحو ثلاثين دقيقة بالسيارة شرق شيحيت، تقع حفرة "طوي اعتير" التي تُعد من أشهر الحفر في المنطقة، إذ وضعت فيها سلالم تتيح للزوار الاقتراب من الفوهة والتجوّل جزئياً حولها والتقاط صور. و"شيحيت" و"طوي اعتير" اثنتان من أربع حفر إذابة تتوزع في محافظة ظفار في جنوب سلطنة عمان بين جبال تلفّها رطوبة الضباب وتكسوها خضرة كثيفة، إلى جانب الحفرتين الأخريين وهما "كهف طيق" و"شعت". ويوضح الكثيري أن هذه هي الحفر "الموثقة رسمياً حالياً في ظفار، والتي دُرِست ونَزَلت إليها فِرَق علمية وبحثية". ويقول الكثيري إن حفرة "كهف طيق" أكبرها، بل "من بين الأكبر على مستوى العالم". ويبلغ قطرها 150 متراً فيما يصل عمقها إلى 211 متراً، وفق أرقام وزارة الإعلام العمانية. حول العالم التحديثات الحية صيف تركيا: الشلالات والشواطئ والجبال ملاذاً أخيراً خريف حفر الإذابة وخيالها حوّلت ضخامة وفرادة تلك الحفر هذه الأماكن من مجرد ظواهر جيولوجية إلى مساحات مفتوحة للخيال الشعبي. ويُقال إن اسم "طوي اعتير" يعود إلى بئر الطيور بلغة محلية يتحدثها أهالي جبال ظفار، في وصف للفجوة العميقة التي تحلّق حولها وداخلها الطيور، فتملأ المكان بالأصداء. ويكسو الخضار هذه الحفر التي تنبض بالحياة، وفق صواخرون الذي يشير إلى أن المياه تجري في أعماق "إذابة شيحيت" وتستوطنها كائنات حيّة، مثل الطيور والزواحف، إلى جانب حيواني النيص والربّاح. وفي موسم خريف ظفار الممتد من أواخر يونيو/حزيران حتى سبتمبر/أيلول، والذي لا يشبه سواه في دول الخليج الصحراوية، تهطل أمطار خفيفة متواصلة تشبه الرذاذ، لتكسو الجبال بغطاء نباتي كثيف غير بعيد عن مناطق صحراوية. وعلى حسب تقلبات الطقس وساعات النهار، قد يبتلع الضباب الحفرة بالكامل أو ينقشع فجأة مانحاً المصوّرين فرصاً ذهبية لالتقاط مشاهد نادرة خصوصا من الأعلى. واكتسبت "طوي اعتير" شهرة عالمية منذ عام 1997 بعدما وثقها فريق من المغامرين السلوفينيين بالتعاون مع جامعة السلطان قابوس، وتُعد أيضاً من بين أكبر حفر الإذابة في العالم، بحسب وزارة الإعلام العمانية. لكن يظل هذا التراث الطبيعي بحاجة إلى صيانة وحماية، إذ يُعتَبر مثلاً محيط حفرة "إذابة شيحيت" خطراً على الزوار، ويسهل حصول انزلاقات للأشخاص. ويؤكّد محافظ ظفار، مروان بن تركي آل سعيد، أن السلطات تُولي أهمية كبيرة لإجراءات السلامة، وتعمل بالتعاون مع شركات متخصصة على تأهيل المواقع السياحية وضمان جاهزيتها للزوار. (فرانس برس، العربي الجديد)