
إصرار لبناني على الضمانات وعون سيشرح لبرّاك تعقيدات ملف السلاح
وجاء توقيت زيارته قبل ثلاثة أيام من موعد كان مقرّراً، وقد تبلّغت رئاسة الجمهورية أمس بأنّ برّاك قرّب موعد زيارته، وأنه سيبدأ لقاءاته اليوم مع الرؤساء الثلاثة ليستمع إلى الردّ اللبناني على الملاحظات الأميركية حول الردّ اللبناني الأول على ورقته.
وكتبت" الاخبار": توقيت الزيارة هذه المرة أحاطت به معطيات مختلفة، بعد أن وجد اللبنانيون، بمن فيهم المعادون لحزب الله، أنفسهم في عين عاصفة السويداء، ما خلق شعوراً غير مسبوق بالخوف من المشهد الذي حصل. وفي رأي أوساط مطّلعة أنّ أحداث السويداء شكّلت عاملاً جديداً للمسؤولين اللبنانيين للتمسّك بـ «الضمانات» التي كان لبنان يطالب بها، على الصعيد الرسمي.
أمّا شعبياً، فإنّ برّاك، وفقَ ما يقول المطّلعون، سيلمس تغييراً في المزاج العام تجاه سلاح حزب الله ، خصوصاً أنّ طوائف أخرى باتت تعتبر أنّ السلاح ضمانة لها، سواء كان في يد الحزب أو في يدها.
وقالت مصادر مطّلعة إنّ «رئيس الجمهورية جوزاف عون، حين تبلّغ بموعد زيارة برّاك، بدا أكثر ارتياحاً بعد التطورات في سوريا لجهة دعم الموقف اللبناني»، مشيرة إلى أنّ «عون سيصرّ هذه المرة على حق لبنان في الحصول على ضمانات دولية»، خصوصاً أنّ إسرائيل لم تلتزم تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار في لبنان، ولم تنجح الضمانات الخارجية في دفعها إلى الالتزام به.
كذلك يتسلح عون بمشهد العدوان الإسرائيلي على سوريا. وهذه نقطة ستثار مع برّاك الذي دعا اللبنانيين سابقاً، هو وغيره من المسؤولين الأميركيين ، إلى الاقتداء بنموذج الرئيس الانتقالي في سوريا أحمد الشرع الذي لم تحمِه كل تصريحاته المطمئنّة لإسرائيل، ولا مفاوضاته المباشرة معها، من العدوان الإسرائيلي، ولا من برنامج العدو المنخرط في المعركة الدائرة لتكريس احتلاله للجنوب السوري، الأمر الذي سيشكّل في ذاته عامل ضغط أكبر على لبنان.
وفيما لم يتّضح بعد سبب تقديم برّاك موعد زيارته للبنان، باستثناء ارتباط رئيس الجمهورية بزيارة إلى دولة البحرين غداً، إلا أنّ الثابت لدى الأوساط السياسية أنها «مرتبطة بالجواب الذي يريد أن تسمعه الولايات المتحدة من الدولة اللبنانية ، لا سيّما في ما يتعلّق بمهمة الحكومة اتخاذ قرار بالإجماع حول حصرية السلاح وتقديم التزامات بمهل زمنية تريدها واشنطن»، بينما «سيصرّ لبنان على أنّ تسليم السلاح لا يمكن أن يتحقّق إلا بعد تنفيذ إسرائيل انسحابها من النقاط التي احتلّتها، ووقف الاعتداءات وتسليم الأسرى، ثم يبدأ الحوار الداخلي حول إستراتيجية دفاعية تحمي لبنان، مع تأكيده على الالتزام بالقرار 1701».
وبحسب المعلومات، فإنّ جدول أعمال برّاك سيكون مطوّلاً هذه المرة، وهو سيلتقي عدداً من الوزراء في عشاء تقيمه السفارة الأميركية مساء اليوم، على أن يلتقي شخصيات سياسية في عشاء يقيمه النائب فؤاد مخزومي غداً، كما سيلتقي شخصيات سياسية أخرى.
وبحسب معلومات «الديار»، فان الرد اللبناني الجديد سيشدد على الربط بين انطلاق عملية التسليم وبين تنفيذ اسرائيل تعهداتها في اتفاق وقف النار الذي تم اقراره في تشرين الثاني الماضي، اي الانسحاب من الأراضي اللبنانية التي لا تزال تحتلها، وقف الانتهاكات والخروقات الإسرائيلية وتسليم الأسرى اللبنانيين والسماح بعودة السكان إلى بلداتهم الحدودية وبدء عملية اعادة الاعمار. ولم يلحظ الرد اللبناني تواريخ محددة، الا انه يبدو منفتحا على وضع واشنطن مطلع العام المقبل خطا فاصلا لحشر ودفع كل الاطراف لتنفيذ التزاماتها.
ويصر لبنان الرسمي على التأكيد ان الورقة الاميركية ليست اتفاقا جديدا بين لبنان واسرائيل، انما عبارة عن آلية تنفيذية لاتفاق وقف النار الذي لم تنفذه اسرائيل.
وتؤكد مصادر معنية بالمفاوضات الحاصلة انه «وبعكس ما يروّج، فان حزب الله لا يغرد وحده، انما هو على تنسيق دائم ولحظة بلحظة مع رئيس المجلس النيابي نبيه بري الذي لا يزال موكلًا من قبله بالتفاوض باسمه»، لافتة الى ان «رفع امين عام حزب الله الشيخ نعيم قاسم السقف في اطلالته الاخيرة، واعتباره من قبل كثيرين تصعيدا بموقفه، هدفه تقوية موقف الدولة اللبنانية في المفاوضات لا الاطاحة بها». وتضيف المصادر:»لا يزال الحزب مصرا على التفاوض من موقع قوة لا ضعف، وبالتالي يجد مصلحة للبنان الرسمي ان يخرج الشيخ قاسم ليذكر واشنطن وتل أبيب بأن التفاوض يحصل من موقع قوة لا ضعف».
وتعتقد المصادر ان «نتنياهو ليس بصدد الانسحاب من الأراضي اللبنانية المحتلة واسقاط خطته للمنطقة العازلة التي يقيمها راهنا بقوة النار، ايا كان المقابل، لذلك فان عملية التفاوض الحاصلة دقيقة جدا ويفترض ان تؤدي الى كشف النيات الاسرائيلية الحقيقية قبل الاذعان الى شروط او مطالب تُفقد لبنان آخر اوراق قوته».
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


IM Lebanon
منذ 40 دقائق
- IM Lebanon
ما بديل تسليم السلاح أمام حزب الله؟
يستحوذ تسليم سلاح حزب الله للدولة اللبنانية، استنادا لتنفيذ القرار١٧٠١، والبيان الوزاري للحكومة بحصر السلاح بيد الشرعية دون سواها، الاهتمام المحلي على كل المستويات، ومطلبا عربيا ودوليا ايضا، ولاسيما من الولايات المتحدة الاميركية، التي تشترط على السلطة في لبنان تنفيذه اولا، قبل تقديم المساعدات المطلوبة لحل الازمة المالية والاقتصادية وبدء عملية اعادة اعمار ما هدمته الحرب الاسرائيلية التي استهدفت حزب الله العام الماضي، في الوقت الذي يرفض فيه الحزب الاستجابة لهذا المطلب، الذي يعتبره استجابة للاملاءات الاسرائيلية لنزع اوراق القوة من يدي الحزب في هذا الظرف الصعب، المليء بالتحديات والصعوبات المقلقة والمتغيرات الاقليمية، في حين يتجاهل الحزب انه وافق على هذا المطلب بقبوله وقف الاعمال العدائية مع اسرائيل نهاية شهر تشرين الثاني الماضي. ازاء موقف حزب الله الرافض لتسليم سلاحه للدولة اللبنانية، وتذرعه تارة باستمرار الاحتلال الاسرائيلي للنقاط الخمس الاستراتيجية جنوبا والتي تسبب هو باعادة احتلالها، بشنّه حرب الاسناد ضد اسرائيل بقرار انفرادي بمعزل عن الدولة والشعب اللبناني، وتارة بالاحداث الناشبة في الساحل السوري او على الحدود اللبنانية السورية، وفي السويداء مؤخرا، تتحمل الدولة اللبنانية، تبعات هذا الرفض، وتتعرض لشتى الضغوط المحلية والخارجية، للقيام بتنفيذ تعهداتها بحصر السلاح بيدها دون سواها، وتقف موقفا محرجا لانها لا تريد ان يؤدي اي اجراء ضاغط لتداعيات سلبية بالداخل وفي الوقت نفسه، لا تستطيع تجاهل الضغوط الدولية، لإبقاء سلاح الحزب متفلتا، كما كان عليه الوضع سابقا، لانه يرتب اهتزازات سلبية على لبنان كله . ما هي البدائل المطروحة لتسليم سلاح الحزب؟ سؤال يطرح بإلحاح والاجابة عليه، في تكثيف الاعتداءات وعمليات الاغتيال الاسرائيلي لعناصر من الحزب كما يحصل يوميا، والمتوقع ان تتزايد وتيرتها في الايام المقبلة في حال استنفدت المهل التي اعطيت للدولة اللبنانية خلال الزيارة الاخيرة للموفد الاميركي توم باراك الى لبنان مؤخرا، للقيام بمطلب نزع سلاح الحزب، مع ما يمكن ان يؤدي اليه هذا التطور الى ابقاء وضع لبنان معلقا على ما هو حاليا، وانسداد افاق الحلول للازمة التي يواجهها حاليا. ويبقى ان تشبث الحزب بموقفه الرافض لتسليم سلاحه، قد ينعكس عليه سلبا اكثر من الوضع الحالي، وسيجد نفسه محاصرا بالداخل من اللبنانيين انفسهم ومن الخارج، باعتبار ان تمسكه بالسلاح لن يغير بالواقع القائم، ويمكنه من قلب موازين القوى لصالحه، فهو عاجز عن الرد على الاعتداءات الاسرائيلية اليومية، لاسيما بعد الهزيمة التي تعرض لها، وسقوط نظام بشار الاسد الحليف للنظام في ايران، والضربات الموجعة التي وجهتها الولايات المتحدة الاميركية واسرائيل لإيران الشهر الماضي ودمرت المفاعلات ومواقع تخصيب اليورانيوم، والاجدى له التفاهم مع الدولة اللبنانية لتسليم ما تبقَّى من سلاحه.


النشرة
منذ ساعة واحدة
- النشرة
فاينانشال تايمز: ستارمر يستدعي مجلس الوزراء من عطلته لمناقشة الوضع في غزة
ذكرت صحيفة "فاينانشال تايمز" أن رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر سيستدعي حكومته من عطلتها الصيفية لمناقشة الوضع في غزة ، وسط ضغوط متزايدة على حكومة حزب العمال للاعتراف بدولة فلسطينية. واوضحت الصحيفة إن قرار استدعاء الحكومة خلال الأيام المقبلة اتخذ اليوم الأحد في داوننغ ستريت. ويقضي البرلمان والحكومة عطلتهما الصيفية حالا والتي تستمر حتى أول أيلول. ويأتي هذا الاستدعاء بعد أن قال ستارمر يوم الجمعة إن الحكومة لن تعترف بدولة فلسطينية إلا في إطار اتفاق سلام تفاوضي، مما خيب آمال الكثيرين في حزب العمال الذي ينتمي إليه والذين يريدون منه أن يحذو حذو فرنسا في اتخاذ إجراءات أسرع. وبعث أكثر من 220 عضوا في البرلمان البريطاني، يمثلون نحو ثلث أعضاء مجلس العموم ومعظمهم من حزب العمال، برسالة إلى ستارمر يوم الجمعة يحثونه فيها على الاعتراف بالدولة الفلسطينية . واعلنت حكومات بريطانية متعاقبة من قبل إنها ستعترف رسميا بدولة فلسطينية في الوقت المناسب، دون أن تضع جدولا زمنيا أو تحدد شروطا لذلك.


الميادين
منذ ساعة واحدة
- الميادين
غزة تُغير العالم؟
التحليلية | غزة تُغير العالم؟ العنوان الاول: خديعة اخرى في غزة؟ العنوان الثاني: التدخلات الأميركية في الشأن الداخلي العراقي وثيقة اليوم: وول ستريت جورنال: استطلاع رأي: الديمقراطيون يحصلون على أدنى تصنيف من الناخبين منذ 35 عامًا القضية: التغير في الغرب داخلياً بسبب غزة