logo
في ذكرى اغتيال جنبلاط: أين قصيدة "الذكريات" لحسن عبدالله؟

في ذكرى اغتيال جنبلاط: أين قصيدة "الذكريات" لحسن عبدالله؟

المدن١٦-٠٣-٢٠٢٥

من المفارقات، على هامش ذكرى اغتيال الزعيم الدرزي كمال جنبلاط (1977) سألني الزميل علي سفر عن صاحب كلمات أغنية "الذكريات"(*) بصوت الفنان مارسيل خليفة من ألبوم "فرح" صدر في بداية الثمانينيات، وكتبت في رثاء جنبلاط، كانت الوجهة الأولى للبحث والتأكد من صاحب الكلمات في محرك البحث "غوغل". لم نتوصل إلى نتيجة، نص الأغنية منشور في الكثير من المواقع من دون توقيع، أو إمضاء أو أي إشارة لصاحبها، حتى النائب السابق وليد جنبلاط استعمل كلمات الأغنية عام 2024 من دون ذكر اسم صاحبها.
كان الظنّ الأول أن الكلمات ربّما تكون للشاعر محمد العبدالله، ابن بلدة الخيام وأحد الذين غنى مارسيل خليفة الكثير من قصائده. هذا الظن أو التخمين، مرده أن أجواء القصيدة متشابهة مع الأجواء التي يكتبها العبدالله، ولم يكن في محله. فأجواء القصائد في تلك المرحلة أحياناً تتشابه بين محمود درويش ومحمد العبدالله والكثير من شعراء الجنوب والقضية الفلسطينية والمناخ الثورجي. في المحصلة، فشلت المحاولات الفضولية الأولى في معرفة من كتب قصيدة "الذكريات". عدنا إلى المؤرخ والباحث محمود الزيباوي الفضولي أيضاً في هذا المجال، قال إنه لا يذكر، وبعد البحث في كاسيتاته القديمة تحديداً في كاسيت "فرح"، قال إن الأغنية غير موقعة، وعلمنا من أكثر من مصدر أن مارسيل خليفة لم يكن يوقع بعض الأغاني، يعدّها عملاً جماعياً ضمن فِرْقَة "الميادين" التي اشتهرت في السبعينيات والثمانينيات حتى التسعينيات. كان اللجوء أخيراً إلى الشاعر شوقي بزيع، وهو له أغنية "جبل الباروك" ضمن البوم "فرح"، سألناه هل هذه قصيدة "الذكريات" لمحمد العبدالله؟ أجاب: "لا، "الذكريات" هي مقطع من قصيدة طويلة عن كمال جنبلاط لحسن عبد الله، وهو لم ينشرها للأسف في أي من مجموعاته". وبات السؤال أين قصيدة "الذكريات" كاملة، هل من يتبرع في إيجادها ونشرها من جديد، وهي تفتح الجدل حول القصائد المغناة غير الموقعة، التي ربما تصبح مشكلة في المستقبل.
(*) الذكريات
الذكريات تجيء ولا تؤذي
ويأتي راضياً في الذكريات
متألقاً في زيّه حربيّ لم يتعب ولم يذهب
ويلعب ضد كل لاعبين على المكان ما غادر الميدان
لا في السلم مفتقد
ولا في الحرب مفتقد
ولا في المهرجان
مفتقد
ما غادر الميدان يخضر اخضراراً
أحمراً فوق الخنادق
أخضراً فوق الصنوبر
أزرقاً فوق الزمان
لتنام لتنام وتنام
نمشي حاملين إليك صفصاف الكرى
لتنام ملئ الصور
حراً مطمئنا كالحقول على بساط الفجر
نمشي باتجهاك بقوة الآلام نمشي باتجهاتك
تطرد خوفنا منا وتطرد ضعفنا
غضبي يرابط في ممر ضيق
بين الخيانة والأمانة فاحذروا منّي
أنا المترنح الصامد أنا المتراجع العائد
أنا المتهدم الصاعد وأنا النهار المطفئ الشاهد
من أول الصحراء حتى البحر
ملحمتي التي انتظرت طويلاً قادمة
ودمي اعتراض ثابت لا يلدغ ومقاومة.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

بعدما أطلت بنحافة زائدة وخصر منحوت.. هل خضعت نجمة "اش اش" مي عمر لعملية شفط؟
بعدما أطلت بنحافة زائدة وخصر منحوت.. هل خضعت نجمة "اش اش" مي عمر لعملية شفط؟

ليبانون 24

time٣٠-٠٤-٢٠٢٥

  • ليبانون 24

بعدما أطلت بنحافة زائدة وخصر منحوت.. هل خضعت نجمة "اش اش" مي عمر لعملية شفط؟

قامت الفنانة المصرية مي عمر بالرد بطريقة عملية على الأخبار التي تم تداولها عن خضوعها لعملية شفط في منطقة الخصر، وذلك بعد تصدّرها مؤشرات البحث على " غوغل" عقب ظهورها في حفل زفاف الفنانة الشابة ليلى أحمد زاهر ، بخصر منحوت وجسم شديد النحافة. ونشرت مي عبر حسابها الخاص في "إنستغرام" صورة جديدة ظهرت فيها داخل الجيم بملابس رياضية وجسم رشيق، لتنفي بها كل ما قيل عن خضوعها لعملية شفط ونحت للخصر، مكتفيةً بالصورة من دون أي تعليق. يُذكر أن مي عمر شاركت في السباق الدرامي الرمضاني الماضي بمسلسل "إش إش"، والذي حققت به نجاحاً كبيراً . (لها)

ميزة جديدة من "يوتيوب".. مهمة جداً لمقاطع الفيديو
ميزة جديدة من "يوتيوب".. مهمة جداً لمقاطع الفيديو

ليبانون 24

time٢٧-٠٤-٢٠٢٥

  • ليبانون 24

ميزة جديدة من "يوتيوب".. مهمة جداً لمقاطع الفيديو

بدأت شركة " غوغل" اختبار ميزة ذكاء اصطناعي جديدة في منصة ""، وهي ميزة تهدف إلى تقديم ملخصات مرئية لمقاطع الفيديو، وذلك على غرار ميزة "AI Overviews" التي ظهرت حديثًا في نتائج بحث "غوغل". وتعتمد الميزة الجديدة، التي تُختبر حاليًا لدى عدد محدود من مشتركي "يوتيوب بريميوم" في الولايات المتحدة ، على روبوت الذكاء الاصطناعي Gemini من "غوغل" لتقديم أجزاء مختارة من مقاطع الفيديو تتناسب مع استفسارات البحث، خاصةً عند البحث عن مراجعات المنتجات أو الأنشطة والأماكن السياحية. وأوضحت الشركة في منشور عبر منتدى مجتمع يوتيوب أن "الميزة الجديدة تستخدم الذكاء الاصطناعي لتحديد أكثر الأجزاء فائدة في مقاطع الفيديو التي ترتبط بنتائج البحث، مثل البحث عن أفضل سماعات عزل ضوضاء، أو أبرز المتاحف في مدينة سان فرانسيسكو". ومع الفائدة المتوقعة من هذه الميزة، تُثار تساؤلات حول تأثيرها في عائدات صنّاع المحتوى، إذ يخشى البعض من أن تؤدي الملخصات الذكية إلى تقليل عدد المشاهدات المباشرة، تماماً كما أثار ظهور ميزة AI Overviews في نتائج بحث "غوغل" جدلًا حول انخفاض أعداد الزوار للمواقع، وهو جدل ما زال مستمراً حتى الآن.

أميمة الخليل إلى الحرب الأهلية: غلبت الموتَ الحياةُ
أميمة الخليل إلى الحرب الأهلية: غلبت الموتَ الحياةُ

النهار

time١١-٠٤-٢٠٢٥

  • النهار

أميمة الخليل إلى الحرب الأهلية: غلبت الموتَ الحياةُ

في زمن الحرب الأهلية اللبنانية، لم تكن الأغنية مجرّد تعبير فني، بل تحوّلت صوتًا عالياً: مرةً صوتاً للحياة التي غمرها الركام، ومرات صوتاً للحرب نفسها، حين انتشرت الأغنية السياسية والثورة والحماسة. وكانت في الحالتين مرآةً تعكس تفاصيل واقع يوميّ لانقسام طال اللبنانيين 15 عاماً، وما زال بعد خمسين عاماً على اندلاع الحرب. اللبناني مؤدلج، أي غلبت طبعه المثقف – الإيديولوجي الميال إلى التورّط في حركات التحرر على تطبعه المدني الذي ساد عقوداً، كان فيها لبنان "سويسرا الشرق". هذه "الأدلجة" حوّلت كلّ شعار إلى أغنية، وكل أغنية إلى "مانيفستو" للحرية. فما كان بالإمكان فصل الفن عن سياقه السياسي والاجتماعي، فشكّلت الأغنية في تلك المرحلة وسيلة لعبث يقاوم عبثاً، ومنبراً لنقل وجع الإنسان وآماله. انبثقت أغنيات سياسية تعبويّة تماهت مع خطابات المرحلة، وأخرى إنسانية رفضت الاصطفاف وراحت تبحث عن الإنسان في زمن غابت فيه ملامحه. فكانت الأغنية الملتزمة صوتاً بديلاً، وحالة فنية مقاومة للفوضى، تستنطق الضمير وتستحضر الذاكرة. في قلب هذه المعركة الرمزية، برزت أسماء فنية باتت جزءاً من الذاكرة الجماعية. مارسيل خليفة بأغنياته التي حوّلت القصيدة إلى نشيد إنساني، خالد الهبر بصوته الجارح للحقيقة، أحمد قعبور الذي غنّى "أناديكم" وكأنه ينقذ أرواحاً من الغرق، زياد الرحباني الذي استخدم السخرية ليعرّي عبثية الواقع، وأميمة الخليل التي جعلت من صوتها مساحة للتأمل. هؤلاء لم يكونوا مجرّد فنّانين، بل شهوداً على زمن، وصنّاعاً لذاكرة وطن. بعد خمسين عاماً على اندلاع هذه الحرب، قدّمت أميمة الخليل شهادتها الإنسانية عن حقبة خلت من عناصر الإنسانية. هكذا بدأت الحكاية... منذ تأسيس مارسيل خليفة فرقة "الميادين" في عام 1976، شعرت أميمة الخليل بأن الأغنية لا تُوجّه ضد لبناني آخر. بدأت الغناء في عام 1979، واعتلت المسارح في الثمانينيات بأعمال مثل: "نامي يا صغيري"، "عصفور"، "يا معلمتي"، و"قمر المراية". حملت صوتها رسالة، لا سلاح، وغنّت للإنسان كما فعلت السيدة فيروز والأخوان رحباني في مسرحياتهم. تقول: "لم أشعر يوماً بأنّ هذه الأغنيات موجهة ضدّ أحد. بفطرتي الطفولية، كنت أغنّي للإنسان، لا لأحزاب أو طوائف. كنت أؤمن بأن الأغنية تُوحِّد الذين يتقاتلون حول إنسانيتهم. لا رابح في تلك الحرب، الجميع خاسر... ما حصدناه كان القتل والمجازر". وتضيف: "رغم أن انتماء مارسيل خليفة الفكري يساري، فإن يساريته كانت أممية، إنسانية، لا طائفية ولا محلية. كان ولا يزال مؤمناً بالقضية الفلسطينية من منطلق إنساني". تؤكّد خليل أن الأغنيات التي قدّمتها وصلت إلى كل المناطق، لأنها لم تكن تحريضية، بل عبّرت بلغة جامعة، واستمرت على هذا النهج حتى بعد الانفصال الفني عن خليفة: "أنا غنيت للإنسان". وتضيف: "لم أحرّض على القتال، بل سعيت لمدّ الجسور بين الناس، حتى المتخاصمين. أؤمن أن الفن لا يصطف، بل يجمع. لم أتبنَّ خطاب أي حزب لبناني، أردت فقط أن أخاطب الإنسان من خلال الأغنية". غصّة في "شوارع بيروت" اليوم، حين تغني "يا شوارع بيروت"، لا يشبه الإحساس إحساس البدايات. تقول إن الأغنية التي كانت تنبض بالأمل باتت تخرج بغصّة: "كنّا نغني بإصرار كي نصل إلى ما هو أفضل. اليوم، لا أحد يريد أن يسمع. الأغنية، كما الفن والثقافة، وُضعت جانباً، بينما يعلو صوت السلاح والفوضى والسياسي المستفيد". تشير إلى أن شوارع بيروت باتت منهكة، وأن المدينة تمرّ بحزن عميق. وتضيف: "كل طرف يحاول سرقة الأغنية لصالحه، لكنها ليست لأحد. هي عن الإنسان المعتر بكل الأرض، كما يقول زياد الرحباني، الإنسان المستقلّ الذي بات اليوم معزولاً، بلا فاعلية". عن الأغاني السياسية حين يُطرح السؤال عن الأغاني السياسية وما إذا كانت تساهم في تأجيج الحروب، تتريّث في الإجابة: "أغنية 'عصفور' تتحدث عن الحرية، 'نامي يا صغيري' عن العامل الفقير، 'يا بحرية' عن معروف سعد، الذي استشهد وهو يدافع عن الفقراء. مثل هذه الأغنيات لا أتنكّر لها". "ذاكرتي بلا ألوان... إلا المسرح" عندما تعود بالذاكرة خمسين عامًا، لا ترى ألواناً: "حتى حين كنت أسافر مع فرقة مارسيل خليفة، لم يكن المشهد ملوناً. كنت أرى الجرحى والقتلى أمامي في ضيعتي، الفاكهة، بالبقاع الشمالي. كنت أخاف من العودة من بيروت، من الطرقات المقطعة. كنت قليلة الابتسام. وحده المسرح كان ملاذاً، والنور في عتمة الحرب". وتستذكر لحظة مؤثرة: "كنت صغيرة، أغني "يا رفاقي الشهداء" بلا موسيقى، والجمهور صامت تماماً... تلك اللحظة لا تُنسى". وتضيف: "حين بدأنا نبصر الألوان، سلبتها الأحزاب". "الأمل ضرورة" بحنان الأم التي تفكّر في ابنها المغترب، تقول إن جيلها عاش من صدمة إلى أخرى: "لا شيء يُحلّ، بل كل شيء يتراكم... المشهد ملون رمادي". وترى أن الأمل هو ما يُبقي الإنسان متماسكًا: "لو ما في أمل، كنا صرنا كلنا مجانين... لأننا فعلاً نعيش في عصفورية". وتتحدث عن أغنيتها الأخيرة "نتفة عتم"، من كلمات ماهر يمّين وألحان هاني سبليني، بوصفها امتدادًا للأمل: "ماهر كتب بصدق، وهاني لحّن بموسيقى حقيقية. لا خيار أمامنا إلا الاستمرار، والموسيقى أحد السبل لفعل ذلك، تماماً كما على كل شخص أن يقوم بعمله بصدق". إلى جيل ما بعد الحرب إلى الجيل الذي يسمع عن 13 نيسان من روايات متضاربة، تقول: "الله يساعدكم... في كتير تشويش عليكم"، وتتمنى أن ترافق الحكمة لحظات الحماس القصوى لديهم. وتختم أميمة الخليل برسالة إلى الحرب: "غلبت الموت الحياة"، رغم كل ما فُتح من أبواب للموت، بقيت الحياة أقوى. هكذا تمضي أميمة، بصوتٍ حمل الأغنية... لا البندقية.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store