
أميمة الخليل إلى الحرب الأهلية: غلبت الموتَ الحياةُ
في زمن الحرب الأهلية اللبنانية، لم تكن الأغنية مجرّد تعبير فني، بل تحوّلت صوتًا عالياً: مرةً صوتاً للحياة التي غمرها الركام، ومرات صوتاً للحرب نفسها، حين انتشرت الأغنية السياسية والثورة والحماسة. وكانت في الحالتين مرآةً تعكس تفاصيل واقع يوميّ لانقسام طال اللبنانيين 15 عاماً، وما زال بعد خمسين عاماً على اندلاع الحرب.
اللبناني مؤدلج، أي غلبت طبعه المثقف – الإيديولوجي الميال إلى التورّط في حركات التحرر على تطبعه المدني الذي ساد عقوداً، كان فيها لبنان "سويسرا الشرق". هذه "الأدلجة" حوّلت كلّ شعار إلى أغنية، وكل أغنية إلى "مانيفستو" للحرية. فما كان بالإمكان فصل الفن عن سياقه السياسي والاجتماعي، فشكّلت الأغنية في تلك المرحلة وسيلة لعبث يقاوم عبثاً، ومنبراً لنقل وجع الإنسان وآماله.
انبثقت أغنيات سياسية تعبويّة تماهت مع خطابات المرحلة، وأخرى إنسانية رفضت الاصطفاف وراحت تبحث عن الإنسان في زمن غابت فيه ملامحه. فكانت الأغنية الملتزمة صوتاً بديلاً، وحالة فنية مقاومة للفوضى، تستنطق الضمير وتستحضر الذاكرة.
في قلب هذه المعركة الرمزية، برزت أسماء فنية باتت جزءاً من الذاكرة الجماعية. مارسيل خليفة بأغنياته التي حوّلت القصيدة إلى نشيد إنساني، خالد الهبر بصوته الجارح للحقيقة، أحمد قعبور الذي غنّى "أناديكم" وكأنه ينقذ أرواحاً من الغرق، زياد الرحباني الذي استخدم السخرية ليعرّي عبثية الواقع، وأميمة الخليل التي جعلت من صوتها مساحة للتأمل. هؤلاء لم يكونوا مجرّد فنّانين، بل شهوداً على زمن، وصنّاعاً لذاكرة وطن.
بعد خمسين عاماً على اندلاع هذه الحرب، قدّمت أميمة الخليل شهادتها الإنسانية عن حقبة خلت من عناصر الإنسانية.
هكذا بدأت الحكاية...
منذ تأسيس مارسيل خليفة فرقة "الميادين" في عام 1976، شعرت أميمة الخليل بأن الأغنية لا تُوجّه ضد لبناني آخر. بدأت الغناء في عام 1979، واعتلت المسارح في الثمانينيات بأعمال مثل: "نامي يا صغيري"، "عصفور"، "يا معلمتي"، و"قمر المراية". حملت صوتها رسالة، لا سلاح، وغنّت للإنسان كما فعلت السيدة فيروز والأخوان رحباني في مسرحياتهم.
تقول: "لم أشعر يوماً بأنّ هذه الأغنيات موجهة ضدّ أحد. بفطرتي الطفولية، كنت أغنّي للإنسان، لا لأحزاب أو طوائف. كنت أؤمن بأن الأغنية تُوحِّد الذين يتقاتلون حول إنسانيتهم. لا رابح في تلك الحرب، الجميع خاسر... ما حصدناه كان القتل والمجازر".
وتضيف: "رغم أن انتماء مارسيل خليفة الفكري يساري، فإن يساريته كانت أممية، إنسانية، لا طائفية ولا محلية. كان ولا يزال مؤمناً بالقضية الفلسطينية من منطلق إنساني".
تؤكّد خليل أن الأغنيات التي قدّمتها وصلت إلى كل المناطق، لأنها لم تكن تحريضية، بل عبّرت بلغة جامعة، واستمرت على هذا النهج حتى بعد الانفصال الفني عن خليفة: "أنا غنيت للإنسان". وتضيف: "لم أحرّض على القتال، بل سعيت لمدّ الجسور بين الناس، حتى المتخاصمين. أؤمن أن الفن لا يصطف، بل يجمع. لم أتبنَّ خطاب أي حزب لبناني، أردت فقط أن أخاطب الإنسان من خلال الأغنية".
غصّة في "شوارع بيروت"
اليوم، حين تغني "يا شوارع بيروت"، لا يشبه الإحساس إحساس البدايات. تقول إن الأغنية التي كانت تنبض بالأمل باتت تخرج بغصّة: "كنّا نغني بإصرار كي نصل إلى ما هو أفضل. اليوم، لا أحد يريد أن يسمع. الأغنية، كما الفن والثقافة، وُضعت جانباً، بينما يعلو صوت السلاح والفوضى والسياسي المستفيد".
تشير إلى أن شوارع بيروت باتت منهكة، وأن المدينة تمرّ بحزن عميق. وتضيف: "كل طرف يحاول سرقة الأغنية لصالحه، لكنها ليست لأحد. هي عن الإنسان المعتر بكل الأرض، كما يقول زياد الرحباني، الإنسان المستقلّ الذي بات اليوم معزولاً، بلا فاعلية".
عن الأغاني السياسية
حين يُطرح السؤال عن الأغاني السياسية وما إذا كانت تساهم في تأجيج الحروب، تتريّث في الإجابة: "أغنية 'عصفور' تتحدث عن الحرية، 'نامي يا صغيري' عن العامل الفقير، 'يا بحرية' عن معروف سعد، الذي استشهد وهو يدافع عن الفقراء. مثل هذه الأغنيات لا أتنكّر لها".
"ذاكرتي بلا ألوان... إلا المسرح"
عندما تعود بالذاكرة خمسين عامًا، لا ترى ألواناً: "حتى حين كنت أسافر مع فرقة مارسيل خليفة، لم يكن المشهد ملوناً. كنت أرى الجرحى والقتلى أمامي في ضيعتي، الفاكهة، بالبقاع الشمالي. كنت أخاف من العودة من بيروت، من الطرقات المقطعة. كنت قليلة الابتسام. وحده المسرح كان ملاذاً، والنور في عتمة الحرب".
وتستذكر لحظة مؤثرة: "كنت صغيرة، أغني "يا رفاقي الشهداء" بلا موسيقى، والجمهور صامت تماماً... تلك اللحظة لا تُنسى". وتضيف: "حين بدأنا نبصر الألوان، سلبتها الأحزاب".
"الأمل ضرورة"
بحنان الأم التي تفكّر في ابنها المغترب، تقول إن جيلها عاش من صدمة إلى أخرى: "لا شيء يُحلّ، بل كل شيء يتراكم... المشهد ملون رمادي".
وترى أن الأمل هو ما يُبقي الإنسان متماسكًا: "لو ما في أمل، كنا صرنا كلنا مجانين... لأننا فعلاً نعيش في عصفورية".
وتتحدث عن أغنيتها الأخيرة "نتفة عتم"، من كلمات ماهر يمّين وألحان هاني سبليني، بوصفها امتدادًا للأمل: "ماهر كتب بصدق، وهاني لحّن بموسيقى حقيقية. لا خيار أمامنا إلا الاستمرار، والموسيقى أحد السبل لفعل ذلك، تماماً كما على كل شخص أن يقوم بعمله بصدق".
إلى جيل ما بعد الحرب
إلى الجيل الذي يسمع عن 13 نيسان من روايات متضاربة، تقول: "الله يساعدكم... في كتير تشويش عليكم"، وتتمنى أن ترافق الحكمة لحظات الحماس القصوى لديهم.
وتختم أميمة الخليل برسالة إلى الحرب: "غلبت الموت الحياة"، رغم كل ما فُتح من أبواب للموت، بقيت الحياة أقوى. هكذا تمضي أميمة، بصوتٍ حمل الأغنية... لا البندقية.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


النهار
١١-٠٤-٢٠٢٥
- النهار
أميمة الخليل إلى الحرب الأهلية: غلبت الموتَ الحياةُ
في زمن الحرب الأهلية اللبنانية، لم تكن الأغنية مجرّد تعبير فني، بل تحوّلت صوتًا عالياً: مرةً صوتاً للحياة التي غمرها الركام، ومرات صوتاً للحرب نفسها، حين انتشرت الأغنية السياسية والثورة والحماسة. وكانت في الحالتين مرآةً تعكس تفاصيل واقع يوميّ لانقسام طال اللبنانيين 15 عاماً، وما زال بعد خمسين عاماً على اندلاع الحرب. اللبناني مؤدلج، أي غلبت طبعه المثقف – الإيديولوجي الميال إلى التورّط في حركات التحرر على تطبعه المدني الذي ساد عقوداً، كان فيها لبنان "سويسرا الشرق". هذه "الأدلجة" حوّلت كلّ شعار إلى أغنية، وكل أغنية إلى "مانيفستو" للحرية. فما كان بالإمكان فصل الفن عن سياقه السياسي والاجتماعي، فشكّلت الأغنية في تلك المرحلة وسيلة لعبث يقاوم عبثاً، ومنبراً لنقل وجع الإنسان وآماله. انبثقت أغنيات سياسية تعبويّة تماهت مع خطابات المرحلة، وأخرى إنسانية رفضت الاصطفاف وراحت تبحث عن الإنسان في زمن غابت فيه ملامحه. فكانت الأغنية الملتزمة صوتاً بديلاً، وحالة فنية مقاومة للفوضى، تستنطق الضمير وتستحضر الذاكرة. في قلب هذه المعركة الرمزية، برزت أسماء فنية باتت جزءاً من الذاكرة الجماعية. مارسيل خليفة بأغنياته التي حوّلت القصيدة إلى نشيد إنساني، خالد الهبر بصوته الجارح للحقيقة، أحمد قعبور الذي غنّى "أناديكم" وكأنه ينقذ أرواحاً من الغرق، زياد الرحباني الذي استخدم السخرية ليعرّي عبثية الواقع، وأميمة الخليل التي جعلت من صوتها مساحة للتأمل. هؤلاء لم يكونوا مجرّد فنّانين، بل شهوداً على زمن، وصنّاعاً لذاكرة وطن. بعد خمسين عاماً على اندلاع هذه الحرب، قدّمت أميمة الخليل شهادتها الإنسانية عن حقبة خلت من عناصر الإنسانية. هكذا بدأت الحكاية... منذ تأسيس مارسيل خليفة فرقة "الميادين" في عام 1976، شعرت أميمة الخليل بأن الأغنية لا تُوجّه ضد لبناني آخر. بدأت الغناء في عام 1979، واعتلت المسارح في الثمانينيات بأعمال مثل: "نامي يا صغيري"، "عصفور"، "يا معلمتي"، و"قمر المراية". حملت صوتها رسالة، لا سلاح، وغنّت للإنسان كما فعلت السيدة فيروز والأخوان رحباني في مسرحياتهم. تقول: "لم أشعر يوماً بأنّ هذه الأغنيات موجهة ضدّ أحد. بفطرتي الطفولية، كنت أغنّي للإنسان، لا لأحزاب أو طوائف. كنت أؤمن بأن الأغنية تُوحِّد الذين يتقاتلون حول إنسانيتهم. لا رابح في تلك الحرب، الجميع خاسر... ما حصدناه كان القتل والمجازر". وتضيف: "رغم أن انتماء مارسيل خليفة الفكري يساري، فإن يساريته كانت أممية، إنسانية، لا طائفية ولا محلية. كان ولا يزال مؤمناً بالقضية الفلسطينية من منطلق إنساني". تؤكّد خليل أن الأغنيات التي قدّمتها وصلت إلى كل المناطق، لأنها لم تكن تحريضية، بل عبّرت بلغة جامعة، واستمرت على هذا النهج حتى بعد الانفصال الفني عن خليفة: "أنا غنيت للإنسان". وتضيف: "لم أحرّض على القتال، بل سعيت لمدّ الجسور بين الناس، حتى المتخاصمين. أؤمن أن الفن لا يصطف، بل يجمع. لم أتبنَّ خطاب أي حزب لبناني، أردت فقط أن أخاطب الإنسان من خلال الأغنية". غصّة في "شوارع بيروت" اليوم، حين تغني "يا شوارع بيروت"، لا يشبه الإحساس إحساس البدايات. تقول إن الأغنية التي كانت تنبض بالأمل باتت تخرج بغصّة: "كنّا نغني بإصرار كي نصل إلى ما هو أفضل. اليوم، لا أحد يريد أن يسمع. الأغنية، كما الفن والثقافة، وُضعت جانباً، بينما يعلو صوت السلاح والفوضى والسياسي المستفيد". تشير إلى أن شوارع بيروت باتت منهكة، وأن المدينة تمرّ بحزن عميق. وتضيف: "كل طرف يحاول سرقة الأغنية لصالحه، لكنها ليست لأحد. هي عن الإنسان المعتر بكل الأرض، كما يقول زياد الرحباني، الإنسان المستقلّ الذي بات اليوم معزولاً، بلا فاعلية". عن الأغاني السياسية حين يُطرح السؤال عن الأغاني السياسية وما إذا كانت تساهم في تأجيج الحروب، تتريّث في الإجابة: "أغنية 'عصفور' تتحدث عن الحرية، 'نامي يا صغيري' عن العامل الفقير، 'يا بحرية' عن معروف سعد، الذي استشهد وهو يدافع عن الفقراء. مثل هذه الأغنيات لا أتنكّر لها". "ذاكرتي بلا ألوان... إلا المسرح" عندما تعود بالذاكرة خمسين عامًا، لا ترى ألواناً: "حتى حين كنت أسافر مع فرقة مارسيل خليفة، لم يكن المشهد ملوناً. كنت أرى الجرحى والقتلى أمامي في ضيعتي، الفاكهة، بالبقاع الشمالي. كنت أخاف من العودة من بيروت، من الطرقات المقطعة. كنت قليلة الابتسام. وحده المسرح كان ملاذاً، والنور في عتمة الحرب". وتستذكر لحظة مؤثرة: "كنت صغيرة، أغني "يا رفاقي الشهداء" بلا موسيقى، والجمهور صامت تماماً... تلك اللحظة لا تُنسى". وتضيف: "حين بدأنا نبصر الألوان، سلبتها الأحزاب". "الأمل ضرورة" بحنان الأم التي تفكّر في ابنها المغترب، تقول إن جيلها عاش من صدمة إلى أخرى: "لا شيء يُحلّ، بل كل شيء يتراكم... المشهد ملون رمادي". وترى أن الأمل هو ما يُبقي الإنسان متماسكًا: "لو ما في أمل، كنا صرنا كلنا مجانين... لأننا فعلاً نعيش في عصفورية". وتتحدث عن أغنيتها الأخيرة "نتفة عتم"، من كلمات ماهر يمّين وألحان هاني سبليني، بوصفها امتدادًا للأمل: "ماهر كتب بصدق، وهاني لحّن بموسيقى حقيقية. لا خيار أمامنا إلا الاستمرار، والموسيقى أحد السبل لفعل ذلك، تماماً كما على كل شخص أن يقوم بعمله بصدق". إلى جيل ما بعد الحرب إلى الجيل الذي يسمع عن 13 نيسان من روايات متضاربة، تقول: "الله يساعدكم... في كتير تشويش عليكم"، وتتمنى أن ترافق الحكمة لحظات الحماس القصوى لديهم. وتختم أميمة الخليل برسالة إلى الحرب: "غلبت الموت الحياة"، رغم كل ما فُتح من أبواب للموت، بقيت الحياة أقوى. هكذا تمضي أميمة، بصوتٍ حمل الأغنية... لا البندقية.

المدن
١٦-٠٣-٢٠٢٥
- المدن
في ذكرى اغتيال جنبلاط: أين قصيدة "الذكريات" لحسن عبدالله؟
من المفارقات، على هامش ذكرى اغتيال الزعيم الدرزي كمال جنبلاط (1977) سألني الزميل علي سفر عن صاحب كلمات أغنية "الذكريات"(*) بصوت الفنان مارسيل خليفة من ألبوم "فرح" صدر في بداية الثمانينيات، وكتبت في رثاء جنبلاط، كانت الوجهة الأولى للبحث والتأكد من صاحب الكلمات في محرك البحث "غوغل". لم نتوصل إلى نتيجة، نص الأغنية منشور في الكثير من المواقع من دون توقيع، أو إمضاء أو أي إشارة لصاحبها، حتى النائب السابق وليد جنبلاط استعمل كلمات الأغنية عام 2024 من دون ذكر اسم صاحبها. كان الظنّ الأول أن الكلمات ربّما تكون للشاعر محمد العبدالله، ابن بلدة الخيام وأحد الذين غنى مارسيل خليفة الكثير من قصائده. هذا الظن أو التخمين، مرده أن أجواء القصيدة متشابهة مع الأجواء التي يكتبها العبدالله، ولم يكن في محله. فأجواء القصائد في تلك المرحلة أحياناً تتشابه بين محمود درويش ومحمد العبدالله والكثير من شعراء الجنوب والقضية الفلسطينية والمناخ الثورجي. في المحصلة، فشلت المحاولات الفضولية الأولى في معرفة من كتب قصيدة "الذكريات". عدنا إلى المؤرخ والباحث محمود الزيباوي الفضولي أيضاً في هذا المجال، قال إنه لا يذكر، وبعد البحث في كاسيتاته القديمة تحديداً في كاسيت "فرح"، قال إن الأغنية غير موقعة، وعلمنا من أكثر من مصدر أن مارسيل خليفة لم يكن يوقع بعض الأغاني، يعدّها عملاً جماعياً ضمن فِرْقَة "الميادين" التي اشتهرت في السبعينيات والثمانينيات حتى التسعينيات. كان اللجوء أخيراً إلى الشاعر شوقي بزيع، وهو له أغنية "جبل الباروك" ضمن البوم "فرح"، سألناه هل هذه قصيدة "الذكريات" لمحمد العبدالله؟ أجاب: "لا، "الذكريات" هي مقطع من قصيدة طويلة عن كمال جنبلاط لحسن عبد الله، وهو لم ينشرها للأسف في أي من مجموعاته". وبات السؤال أين قصيدة "الذكريات" كاملة، هل من يتبرع في إيجادها ونشرها من جديد، وهي تفتح الجدل حول القصائد المغناة غير الموقعة، التي ربما تصبح مشكلة في المستقبل. (*) الذكريات الذكريات تجيء ولا تؤذي ويأتي راضياً في الذكريات متألقاً في زيّه حربيّ لم يتعب ولم يذهب ويلعب ضد كل لاعبين على المكان ما غادر الميدان لا في السلم مفتقد ولا في الحرب مفتقد ولا في المهرجان مفتقد ما غادر الميدان يخضر اخضراراً أحمراً فوق الخنادق أخضراً فوق الصنوبر أزرقاً فوق الزمان لتنام لتنام وتنام نمشي حاملين إليك صفصاف الكرى لتنام ملئ الصور حراً مطمئنا كالحقول على بساط الفجر نمشي باتجهاك بقوة الآلام نمشي باتجهاتك تطرد خوفنا منا وتطرد ضعفنا غضبي يرابط في ممر ضيق بين الخيانة والأمانة فاحذروا منّي أنا المترنح الصامد أنا المتراجع العائد أنا المتهدم الصاعد وأنا النهار المطفئ الشاهد من أول الصحراء حتى البحر ملحمتي التي انتظرت طويلاً قادمة ودمي اعتراض ثابت لا يلدغ ومقاومة.


وزارة الإعلام
١٢-٠٣-٢٠٢٥
- وزارة الإعلام
مرقص استقبل جونسون وماغرو وزوارا: نحاول أن نعيد بناء الدولة بالفعل لا بالقول
استقبل وزير الاعلام الدكتور بول مرقص في مكتبه في الوزارة، السفير الفرنسي هيرفيه ماغرو، في حضور المستشار الاعلامي في السفارة الفرنسية مروان الطيبي، مديرة المعهد الفرنسي سابين سكورتينو، الملحقة الاعلامية نور عقل ومستشارة وزير الاعلام للشؤون الفرنكوفونية أليسار نداف. وتطرق البحث الى موضوع الاعلام الفرنكوفوني في الوزارة، وأكد الوزير مرقص أمام زواره 'تمسك الوزارة بالفرنكوفونية في وسائل الاعلام العام وتعزيزها'. وكان عرض للتعاون الذي تم بين الوزارة والسفارة الفرنسية من خلال مشاريع عديدة، منها الحفظ والرقمنة والتثمين للارشيف السمعي البصري في 'الوكالة الوطنية للاعلام' و'اذاعة لبنان' والدراسات والمنشورات اللبنانية، بالتعاون مع المعهد الوطني السمعي والبصري في فرنسا، وكذلك الدعم التقني لاذاعة لبنان الناطقة باللغة الفرنسية. وتم التطرق الى المشاريع الجديدة التي اتُفق عليها خلال زيارة وفد من 'فرانس ميديا موند' الشهر الماضي للبنان، لمناسبة افتتاح مركزها الاقليمي في بيروت، وبلورة هذه الاتفاقية خلال زيارة الوزير مرقص لباريس، حيث سيتم توقيع بروتوكول تعاون يتضمن الدعم التقني لتلفزيون لبنان، وتغذية شبكة البرامج ببرامج جديدة. وتناول المجتمعون اهمية الافلام الفرنسية القديمة وعرضها على 'تلفزيون لبنان'، بالاضافة الى اهمية ارشيف التلفزيون وما يمكن ان يقدمه من نموذج اقتصادي للتلفزيون. وتطرق اللقاء ايضا الى موضوع قانون الاعلام، فاكد مرقص أنه 'اصبح في مراحل متقدمة واليوم نحن بحاجة اكثر من اي وقت مضى لتسريع الموافقة على القانون والسير به'. وشدد على ان 'الوزارة تضع كل امكاناتها بتصرف المشاريع المتطورة لمتابعة المشترَك بينها وبين السفارة الفرنسية لمصلحة وسائل الاعلام'. من جهته أثنى السفير الفرنسي على عمل الوزارة وفريق عمل الوزير. السفيرة الأميركية واستقبل مرقص السفيرة الاميركية ليزا جونسون، وعرض معها العلاقات الثنائية بين البلدين وسبل تطويرها. قناة 'الميادين' واستقبل مرقص وفد قناة 'الميادين' برئاسة الاعلامي غسان بن جدو الذي صرّح ان هدف الزيارة 'الاستفادة من وزير الاعلام وفهم اولوياته في المرحلة المقبلة'، مشيرا الى 'ان الوفد أكد لمرقص استمرار تمسك قناة 'الميادين' باحترام القوانين والفضاء العام في لبنان، وانها على استعداد لأي تعاون'. وأكد 'أن الميادين في سياساتها لا تزال متمسكة بالاعتدال والانفتاح والتعاون، لا تفرق بين هذا وذاك او بين طائفة واخرى ولا بين مذهب وآخر'. ونوه بن جدو ب'إنجاز الوزير مرقص خلال فترة بسيطة، سياسة اعلام جديدة وواعدة لتلفزيون لبنان، مؤكدا استعداد 'الميادين' للتعاون في هذا الموضوع. وتوجه ب'التحية والتقدير الى شخص وزير الاعلام، كقانوني ووجه إعلامي معروف'، متمنيا له كل التوفيق والنجاح. حياة أرسلان كذلك استقبل مرقص الأميرة حياة أرسلان التي قالت بعد اللقاء: 'هذه ليست المرة الأولى أتعرف الى الدكتور بول مرقص. فهو قبل ان يكون وزيرا، كان يتابعنا ويزودنا بكل المعلومات والأجوبة القانونية خلال مسيرتنا كمجتمع مدني، وله فضل كبير في ما حققناه من نجاح'. وأملت'أن يكون لدى كل الوزراء، استعدادات العمل والتضحية كالتي يمتلكها الوزير مرقص'. مجموعة 'إيغل' واستقبل وزير الاعلام رئيس 'مجموعة إيغل' المنتج جمال سنان ترافقه المنتجة المنفذة جويل بيطار. وأشار سنان الى 'أن هدف الزيارة اعادة إحياء تلفزيون لبنان، وقد تم الاتفاق على افكار عدة مع وزير الاعلام بهدف تقوية الانتاج المحلي في لبنان، خصوصا تطوير تلفزيون لبنان ليواكب العصر من الناحية الإعلامية'. الجامعة اللبنانية الثقافية ومن زوار مرقص ايضا وفد الجامعة اللبنانية الثقافية في العالم برئاسة روجيه الهاني، في حضور الأمين العام للجامعة جورج ابي رعد ونائبه كريستيان نصر ورئيسة الشبيبة في العالم غواديلوبي بولانيوس. واوضح مرقص بعد اللقاء انه طلب من الوفد 'دعم المؤسسات الاعلامية الوطنية في لبنان من قبل الانتشار، وتحديدا دعم تلفزيون لبنان في مهمته الوطنية التي يقوم بها'. وتوجه الى المنتشرين اللبنانيين في الخارج، 'الذين يدركون جيدا ما تمثله شاشة تلفزيون لبنان من مظاهر الدولة، ورجوعها اليهم، كذلك رجوعهم هم اليها'. وقال: 'نحن نحاول ان نعيد بناء الدولة بالفعل لا بالقول، ونعمل ما في وسعنا من اجل ذلك'. من جهته اكد الهاني 'تجاوب الجامعة مع دعوة الوزير مرقص للتعاون مع تلفزيون لبنان'. واعلن 'دعم وزير الاعلام ومساعدته لانجاح وصول 101 شاب وشابة من اصول لبنانية الى لبنان الصيف المقبل، للتعرف الى مناطق أجدادهم واهلهم'. وامل الهاني 'ان يكون مستقبل لبنان بخير وان نرى لبنانا جديدا في هذا العهد الجديد'. سفير الهند والتقى مرقص سفير الهند لدى لبنان محمد نور الرحمن شيخ،وبحث معه في الاوضاع العامة والعلاقات الثنائية. وأوضح مرقص بعد اللقاء انه بحث وسفير الهند 'مواضيع مشتركة تتعلق بالتعاون بين بلدينا، وشكرته لما قدمته بلاده من دعم للبنان خلال الحرب، ونحن نتطلع الى تعاون مثمر في المستقبل، خصوصا في مجال العلاقات الاعلامية، وقد اكد لي السفير استعداد بلاده لمساعدة وزارة الاعلام اللبنانية تقنيا، خصوصا تلفزيون لبنان، ودعمه تكنولوجيا ولوجيستيا'. اضاف: 'بحثنا بناء على طلبي، فكرة شريط وثائقي عن الهند مترجم الى اللغة العربية يبث عبر تلفزيون لبنان، بالاضافة الى افكار اخرى'. بدوره، اكد السفير الهندي 'ان بلاده صديق مقرب من لبنان وتعتبره شريكا لها'. وابدى سروره لانتخاب الرئيس جوزاف عون وتشكيل الحكومة الجديدة، معربا عن امله بالتعاون مع كل الوزراء، خصوصا في مجال الاعلام. كما ابدى الاستعداد التام للتجاوب في دعم 'الوكالة الوطنية للاعلام' و'تلفزيون لبنان'، والتعاون في مجالات اخرى من ضمنها التبادل التعليمي والثقافي'.