
النزوح السوري الجديد الى شمال لبنان: روايات مذهلة عن مجازر وخطف وسبي واغتصاب
لم تتوقف موجة النزوح من الساحل السوري وحمص وريفها الى شمال لبنان، حيث يتوزعون بين قرى عكارية وطرابلس والكورة وزغرتا والهرمل وبيروت وجبل لبنان.
قد تكون الموجة انخفضت نسبيا، الا انها متواصلة، وآخر الواصلين منذ ايام قليلة من ريف حمص الغربي، ومن تلكلخ ومحيطها، ومن بانياس وطرطوس وريفهما..
تصل العائلات تحمل ما خف وزنه ، يعبرون النهر سيرا على الاقدام، يلاقيهم شبان متطوعون من قرى سهل عكار، يرافقونهم الى منازل اقرباء، او الى تجمعات اعدت للنازحين في قاعات ومدارس ومساجد، وكلها باتت مكتظة بالنازحين من الطائفة الاسلامية العلوية الذين يحملون معهم روايات مذهلة عما تعرضوا له وتعرضت لها بلداتهم وقراهم، ولا تزال تتعرض وسط تعتيم اعلامي مشدد، ومنع التصوير على غرار ما كان يحصل سابقا.
عند الضفة السورية من النهر الكبير، يتعرض النازحون الفارون من مسلسل المجازر، لانواع من الخوات والابتزاز، وابشع ما تعرض له آخر الواصلين منذ يومين هو حجم الشتائم والاهانة والتهكم والاذلال، مترافقا مع خوة تتراوح بين مئة الى مئتي دولار عن الشخص الواحد، لكن أخطر ما في الامر، اذا كانت ضمن العائلة امرأة او فتاة حسنة المظهر، فهنا الطامة الكبرى وفق ما رواه (علي. س).
الفارون مؤخرا، تحدثوا عن مجزرة حصلت في ريف بانياس، وعائلة روت كيف تم خطف شاب في وادي العيون، عثر عليه في مدينة حمص في اليوم التالي جثة هامدة...
عائلة روت كيف دخلت مجموعة في محيط تلكلخ، جمعت الاهالي في ساحة عامة، انتقت من بينهم فتيات وعمدت الى تصفيات الرجال..
ناهيك بالاذلال والشتم والتكفير، كل ذلك دون وازع انساني واخلاقي.
رواية اخرى عن فقدان صبايا من مدينة الدريكيش، ومن ارياف حمص، يعثر عليهن في اليوم التالي مغتصبات ومرميات في الاحراج وهن في عمر الورود.
في طرطوس وحمص، قبل حلول الظلام بقليل، تغيب الحركة كليا في الشوارع التي تصبح فقط مسرحا لمسلحين ولمجموعات قيل انها غير منضبطة، ومن يخرج من بيته ليلا فقد لا يعود، ويعثر عليه لاحقا مذبوحا، ولا تزال عمليات الخطف والذبح مستمرة بلا هوادة، ودون انضباط، بل سمعت مجموعات مسلحة تتجول تعلن عن عزمها الانتقام، من كل علوي، وان المطلوب وفق تعبير مجموعات تسيطر على الشوارع ( تنقية البلاد من الكفرة والمرتدين والرافضة من العلويين والمرشدية والدروز والشيعة والنصارى)، وان الهدف تهجيرهم لتحويل المجتمع السوري الى مجتمع صافي الانتماء والولاء..
يؤكد نازح، ان ما يثير الاستنكار والاستغراب هو تجاهل المجتمع الدولي، وغيابه عما يحصل من مجازر يومية، بل يمكن وصف الوضعة بعمليات ابادة جماعية يومية، عدا سبي النساء وعمليات الخطف اليومية ...
وان ما قيل عن تشكيل لجان تحقيق مجرد كلام اعلامي لم يلامس الحقيقة مرة واحدة ...
النازحون في قرى سهل عكار، يعانون الامرين، لكن بلديات السهل عكفت على الاهتمام وفق قدراتها وامكاناتها المحدودة، فوسط غياب كلي للاونروا المستقيلة من مهماتها، حسب وصف احد اهالي سهل عكار، يلاحظ اهتمام الصليب الاحمر اللبناني، ومنظمة كاريتاس.
ويقول رئيس بلدية المسعودية علي العلي ان كاريتاس تزور النازحين يوميا تزودهم بوجبة غذائية وبربطات خبز، فقط للمقيمين في المجمعات والقاعات، دون المقيمين بمنازل لدى عائلات.
كما يزور الصليب الاحمر يوميا اماكن النازحين مزودا اياهم بصناديق تغذية وادوية تنظيف.
ويوضح ان في المسعودية وحدها قرابة خمسة آلاف نسمة، في حين ان الرقم لدى المحافظة ذكر ان عدد النازحين يبلغ 7000 نازح.
يؤكد العلي ان هذا الرقم مغاير للواقع تماما.
ففي بلدة تلبيرة يؤكد رئيس البلدية عبد الحميد صقر، ان عدد النازحين في البلدة هو 390 عائلة، اي قرابة الفي نسمة.
الشيخ احمد عاصي المتحدث باسم مكتب رئيس المجلس الاسلامي العلوي الشيخ علي قدور اوضح ان آخر الارقام للنازحين بلغت حوالى 24 ألفا في عكار، و23 ألفا في طرابلس، و15 ألفا في بعلبك الهرمل هذا غير الآف العوائل في بيروت والجنوب وجبل لبنان.
اي ان عدد النازحين من الساحل السوري تجاوز الستين الف نازح.
والعدد يرتفع كلما اشتدت عمليات القتل والذبح والسبي والمجازر والتهجير من القرى والبلدات التي تحولت بعضها الى قرى مهجورة احرقت منازلها بالكامل.
النازحون توجهوا بالشكر الى حاضنيهم في لبنان والى المؤسسات كافة التي هبت للمساعدة، والى كل من يرعى النزوح، ويدرك ان التاريخ سيجل ان عمليات ابادة غير مسبوقة تحصل ضد طائفة هي مكون رئيسي في سورية ..
كما دانوا واستنكروا المجزرة البشعة التي استهدفت كنيسة مار الياس في حي الدويلعة بدمشق، وتأتي في اطار مسلسل الابادة والتهجير الحاصة في سورية.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


ليبانون 24
منذ 42 دقائق
- ليبانون 24
الرقم كبير جدّاً... ترامب يطلب من الكونغرس زيادة في ميزانية الدفاع
طلب الرئيس الأميركي دونالد ترامب من الكونغرس ، زيادة ميزانية دفاعية بقيمة 1.01 تريليون دولار للسنة المالية 2026. ومع هذا الرقم الكبير، سيكون الفرق بين سنتيّ 2025 و2026 حوالي 13 بالمئة. (روسيا اليوم)


IM Lebanon
منذ ساعة واحدة
- IM Lebanon
داعش بكسروان!؟
عم بجرّب موسم الصيف بلبنان إنو يلتقط أنفاسو، من بعد حرب الـ12 يوم يلي اندلعت بين إيران وإسرائيل، وأثّرت على دول المنطقة كلّا. و'من حيث لا يدري'، إجتو ضربة أمنية قوية، مع إنتشار خبر توقيف شخص من الجنسية السورية، بمنطقة البوار بكسروان، من بعد دخولو بطريقة غير شرعية للبنان مقابل 100 دولار . والقصة ما بتوقف هون، فهالشخص اعترف خلال التحقيق معو وتفتيش هاتفو، إنو كان ينتمي لتنظيم 'داعش'، وعُثر بهاتفو على صور إلو حدّ راية التنظيم، وأخرى بيظهر فيا ببزّة عسكرية وحامل سلاح وخنجر، بالإضافة لمقاطع فيديو بتوثّق قيامو بعملية قتل شخص. ولكن أكد الموقوف إنو ما في مخطط أمني ورا زيارتو للبنان، بل دخل خلسة ليشتغل. بالمقابل، أوضح الأمين العام للهيئات الاقتصاديّة نقولا شمّاس، إنو بظل الأوضاع الأمنية الصعبة يلي قطعت فيا المنطقة، الخوف كان إنو 'تطير الصيفية بأكملا، وأكد إنو ما زلنا قادرين إنو ننقذ جزء من الصيفية، خصوصًا من بعد تجديد عدد من الحجوزات على لبنان. فهل ممكن تخلولنا هالصيفية تمرق على خير لأنو اللبنانيين تعبوا؟!


صدى البلد
منذ 2 ساعات
- صدى البلد
مصر تقترب من الشريحة الخامسة لصندوق النقد.. التزام بالإصلاح رغم العواصف الاقتصادية
تواصل الحكومة المصرية مساعيها لاستكمال مسار الإصلاح الاقتصادي المتفق عليه مع صندوق النقد الدولي، في وقتٍ تمر فيه البلاد بجملة من التحديات الإقليمية والاقتصادية. ويأتي ذلك في إطار برنامج "تسهيل الصندوق الممدد" البالغ قيمته 8 مليارات دولار، حيث تتطلع القاهرة إلى إنهاء المراجعة الخامسة والحصول على الشريحة الجديدة بقيمة 1.3 مليار دولار، قبل نهاية يوليو المقبل، بالتزامن مع انطلاق العام المالي الجديد. مفاوضات مستمرة وسط التزامات إصلاحية تسعى القاهرة إلى تثبيت التزاماتها الكاملة ببنود الإصلاح المتفق عليها، رغم الضغوط المتزايدة الناتجة عن تراجع إيرادات قناة السويس، وتذبذب عائدات السياحة، وتقلبات الأسواق الدولية. وفي هذا السياق، شدد المتحدث الرسمي باسم مجلس الوزراء، محمد الحمصاني، على أن الحكومة لا ترى حاجة لتأجيل أي إجراء من إجراءات الإصلاح، مشيرًا إلى تمسّك مصر الكامل بتنفيذ سياسة مرونة سعر الصرف، وتعزيز دور القطاع الخاص، إلى جانب الاستمرار في برنامج الطروحات الحكومية لتوسيع قاعدة ملكية الدولة. كما أشار الحمصاني في تصريحات إعلامية إلى أن الحكومة المصرية تتفاوض حاليًا مع عدد من الدول الخليجية لضخ استثمارات جديدة، معربًا عن أمله في التوصل لاتفاقات خلال الأسابيع المقبلة. مراجعة حاسمة ومرونة فنية محتملة وكانت بعثة صندوق النقد الدولي قد اختتمت زيارتها إلى القاهرة في نهاية مايو الماضي، وأصدرت بيانًا وصفت فيه التقدم المحرز بـ"الملموس نحو استقرار الاقتصاد الكلي". غير أن الصندوق شدد في الوقت ذاته على ضرورة مواصلة الإصلاحات المالية، لاسيما في ما يتعلق بتوسيع القاعدة الضريبية، وتحسين كفاءة التحصيل، بوصفهما شرطين رئيسيين لضمان استدامة الوضع المالي. وتشير مصادر مطلعة إلى أن الصندوق يُبدي تفهمًا للضغوط الإقليمية التي تواجه مصر، خصوصًا ما يتعلق بتداعيات الأزمة في البحر الأحمر والحرب الإيرانية الإسرائيلية. ويُتوقع أن يُبدي مرونة محدودة في بعض البنود الفنية، بهدف تسهيل صرف الشريحة الخامسة، وهو ما يُنظر إليه كمؤشر إيجابي على متانة العلاقة بين الجانبين. قطاعات حيوية تحت الضغط واجهت المراجعة الأخيرة مجموعة من العقبات المرتبطة بتباطؤ الإيرادات في عدد من القطاعات الحيوية. فقد تراجعت إيرادات قناة السويس بنسبة 62.3%، لتصل إلى 1.8 مليار دولار فقط خلال النصف الأول من العام المالي الجاري، نتيجة التوترات الأمنية في البحر الأحمر وتحوّل عدد من خطوط الملاحة العالمية إلى طرق بديلة أكثر أمنًا. كما تأثرت السياحة، وهي إحدى ركائز الاقتصاد المصري، بشكل واضح بسبب الحرب الإقليمية بين إسرائيل وإيران، الأمر الذي أدى إلى انخفاض ملحوظ في معدلات الإشغال الفندقي، خصوصًا في مناطق البحر الأحمر. نمو اقتصادي متوقع ودعم وشيك ورغم هذه التحديات، أبدى صندوق النقد تفاؤلًا بأداء الاقتصاد المصري، حيث رفع توقعاته لمعدل النمو في العام المالي 2024/2025 إلى 3.8%، مستندًا إلى الأداء الإيجابي خلال النصف الأول من العام، وتحسّن احتياطي النقد الأجنبي، واستقرار أسعار الصرف. ومن المتوقع، بحسب جدول البرنامج، أن يتم صرف الشريحة الخامسة من القرض بقيمة 1.3 مليار دولار خلال يوليو المقبل، عقب الانتهاء الرسمي من المراجعة. وتُعد هذه الشريحة جزءًا محوريًا من خطة مصر لسد الفجوة التمويلية، وتحقيق استقرار السوق، وتعزيز الثقة في الاقتصاد المصري. بين التزامات الإصلاح وتحديات الواقع، تسعى مصر إلى تثبيت موقعها كشريك ملتزم في برامج التمويل الدولية، مع الحفاظ على توازن دقيق بين المتطلبات الفنية والتحديات السياسية والاقتصادية التي تفرضها المرحلة. وستكون نتائج المراجعة الخامسة مع صندوق النقد بمثابة مؤشر حاسم لمسار الاقتصاد المصري في النصف الثاني من العام. ومن جانبه، قال المحلل الاقتصادي إسلام الأمين: "ما تقوم به الحكومة المصرية في الوقت الراهن يُعد نموذجًا نادرًا لقدرة الدول على الموازنة بين التحديات الطارئة والالتزامات الاستراتيجية." وأضاف في تصريحات لـ "صدى البلد"، أن استمرار القاهرة في تنفيذ إصلاحات هيكلية شاملة، رغم الضغوط الإقليمية وتراجع إيرادات قطاعات حيوية كقناة السويس والسياحة، يُبرهن على التزام حقيقي بتحقيق استدامة مالية ونمو متوازن. ولفت الأمين أن المفاوضات الجارية مع صندوق النقد الدولي والمراجعة الخامسة المنتظرة ليست مجرد استحقاق مالي، بل مؤشر ثقة دولي في مسار الإصلاح المصري. وإذا ما تم صرف الشريحة الجديدة، فإن ذلك سيمثل دفعة قوية لبيئة الاستثمار المحلي، ويعزز قدرة الحكومة على الاستمرار في سياسات الحماية الاجتماعية دون الإخلال بالاستقرار الاقتصادي.