logo
مصر تقترب من الشريحة الخامسة لصندوق النقد.. التزام بالإصلاح رغم العواصف الاقتصادية

مصر تقترب من الشريحة الخامسة لصندوق النقد.. التزام بالإصلاح رغم العواصف الاقتصادية

صدى البلدمنذ 6 ساعات

تواصل الحكومة المصرية مساعيها لاستكمال مسار الإصلاح الاقتصادي المتفق عليه مع صندوق النقد الدولي، في وقتٍ تمر فيه البلاد بجملة من التحديات الإقليمية والاقتصادية.
ويأتي ذلك في إطار برنامج "تسهيل الصندوق الممدد" البالغ قيمته 8 مليارات دولار، حيث تتطلع القاهرة إلى إنهاء المراجعة الخامسة والحصول على الشريحة الجديدة بقيمة 1.3 مليار دولار، قبل نهاية يوليو المقبل، بالتزامن مع انطلاق العام المالي الجديد.
مفاوضات مستمرة وسط التزامات إصلاحية
تسعى القاهرة إلى تثبيت التزاماتها الكاملة ببنود الإصلاح المتفق عليها، رغم الضغوط المتزايدة الناتجة عن تراجع إيرادات قناة السويس، وتذبذب عائدات السياحة، وتقلبات الأسواق الدولية.
وفي هذا السياق، شدد المتحدث الرسمي باسم مجلس الوزراء، محمد الحمصاني، على أن الحكومة لا ترى حاجة لتأجيل أي إجراء من إجراءات الإصلاح، مشيرًا إلى تمسّك مصر الكامل بتنفيذ سياسة مرونة سعر الصرف، وتعزيز دور القطاع الخاص، إلى جانب الاستمرار في برنامج الطروحات الحكومية لتوسيع قاعدة ملكية الدولة.
كما أشار الحمصاني في تصريحات إعلامية إلى أن الحكومة المصرية تتفاوض حاليًا مع عدد من الدول الخليجية لضخ استثمارات جديدة، معربًا عن أمله في التوصل لاتفاقات خلال الأسابيع المقبلة.
مراجعة حاسمة ومرونة فنية محتملة
وكانت بعثة صندوق النقد الدولي قد اختتمت زيارتها إلى القاهرة في نهاية مايو الماضي، وأصدرت بيانًا وصفت فيه التقدم المحرز بـ"الملموس نحو استقرار الاقتصاد الكلي". غير أن الصندوق شدد في الوقت ذاته على ضرورة مواصلة الإصلاحات المالية، لاسيما في ما يتعلق بتوسيع القاعدة الضريبية، وتحسين كفاءة التحصيل، بوصفهما شرطين رئيسيين لضمان استدامة الوضع المالي.
وتشير مصادر مطلعة إلى أن الصندوق يُبدي تفهمًا للضغوط الإقليمية التي تواجه مصر، خصوصًا ما يتعلق بتداعيات الأزمة في البحر الأحمر والحرب الإيرانية الإسرائيلية. ويُتوقع أن يُبدي مرونة محدودة في بعض البنود الفنية، بهدف تسهيل صرف الشريحة الخامسة، وهو ما يُنظر إليه كمؤشر إيجابي على متانة العلاقة بين الجانبين.
قطاعات حيوية تحت الضغط
واجهت المراجعة الأخيرة مجموعة من العقبات المرتبطة بتباطؤ الإيرادات في عدد من القطاعات الحيوية. فقد تراجعت إيرادات قناة السويس بنسبة 62.3%، لتصل إلى 1.8 مليار دولار فقط خلال النصف الأول من العام المالي الجاري، نتيجة التوترات الأمنية في البحر الأحمر وتحوّل عدد من خطوط الملاحة العالمية إلى طرق بديلة أكثر أمنًا.
كما تأثرت السياحة، وهي إحدى ركائز الاقتصاد المصري، بشكل واضح بسبب الحرب الإقليمية بين إسرائيل وإيران، الأمر الذي أدى إلى انخفاض ملحوظ في معدلات الإشغال الفندقي، خصوصًا في مناطق البحر الأحمر.
نمو اقتصادي متوقع ودعم وشيك
ورغم هذه التحديات، أبدى صندوق النقد تفاؤلًا بأداء الاقتصاد المصري، حيث رفع توقعاته لمعدل النمو في العام المالي 2024/2025 إلى 3.8%، مستندًا إلى الأداء الإيجابي خلال النصف الأول من العام، وتحسّن احتياطي النقد الأجنبي، واستقرار أسعار الصرف.
ومن المتوقع، بحسب جدول البرنامج، أن يتم صرف الشريحة الخامسة من القرض بقيمة 1.3 مليار دولار خلال يوليو المقبل، عقب الانتهاء الرسمي من المراجعة. وتُعد هذه الشريحة جزءًا محوريًا من خطة مصر لسد الفجوة التمويلية، وتحقيق استقرار السوق، وتعزيز الثقة في الاقتصاد المصري.
بين التزامات الإصلاح وتحديات الواقع، تسعى مصر إلى تثبيت موقعها كشريك ملتزم في برامج التمويل الدولية، مع الحفاظ على توازن دقيق بين المتطلبات الفنية والتحديات السياسية والاقتصادية التي تفرضها المرحلة. وستكون نتائج المراجعة الخامسة مع صندوق النقد بمثابة مؤشر حاسم لمسار الاقتصاد المصري في النصف الثاني من العام.
ومن جانبه، قال المحلل الاقتصادي إسلام الأمين: "ما تقوم به الحكومة المصرية في الوقت الراهن يُعد نموذجًا نادرًا لقدرة الدول على الموازنة بين التحديات الطارئة والالتزامات الاستراتيجية."
وأضاف في تصريحات لـ "صدى البلد"، أن استمرار القاهرة في تنفيذ إصلاحات هيكلية شاملة، رغم الضغوط الإقليمية وتراجع إيرادات قطاعات حيوية كقناة السويس والسياحة، يُبرهن على التزام حقيقي بتحقيق استدامة مالية ونمو متوازن.
ولفت الأمين أن المفاوضات الجارية مع صندوق النقد الدولي والمراجعة الخامسة المنتظرة ليست مجرد استحقاق مالي، بل مؤشر ثقة دولي في مسار الإصلاح المصري. وإذا ما تم صرف الشريحة الجديدة، فإن ذلك سيمثل دفعة قوية لبيئة الاستثمار المحلي، ويعزز قدرة الحكومة على الاستمرار في سياسات الحماية الاجتماعية دون الإخلال بالاستقرار الاقتصادي.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

قرار رسمي بتخفيض رسوم جوازات السفر للسوريين... إليكم التفاصيل
قرار رسمي بتخفيض رسوم جوازات السفر للسوريين... إليكم التفاصيل

ليبانون 24

timeمنذ 35 دقائق

  • ليبانون 24

قرار رسمي بتخفيض رسوم جوازات السفر للسوريين... إليكم التفاصيل

صادق وزير الداخلية السوري أنس خطاب على قرار يقضي بتخفيض الرسوم المستوفاة لقاء منح جوازات السفر للمواطنين السوريين ومن في حكمهم المتواجدين خارج سوريا وداخلها. وجاء في القرار: المادة-1: يخفض الرسم القنصلي المحدد لمنح أو تجديد جواز أو وثيقة السفر للمواطنين السوريين ومن في حكمهم المتواجدين خارج الجمهورية العربية السورية أو بيد أحد ذويهم حتى الدرجة الرابعة أو وكيلهم القانوني داخل القطر ، وفق الآتي: بشكل فوري ليصبح مبلغا وقدره 400 دولار أميركي بدلا من 800 دولار أميركي. ضمن نظام الدور ليصبح مبلغا وقدره 200 دولار أميركي بدلا من مبلغ 300 دولار أميركي. المادة-2: يخفض الرسم المحدد لمنح أو تجديد جواز أو وثيقة السفر للمواطنين السوريين ومن في حكمهم المتواجدين داخل سوريا بشكل فوري ليصبح مبلغا وقدره مليون و600 ألف ليرة سورية بدلا من مليونين ليرة سورية.

برلماني: دعم الرئيس السيسي لقطاع الكهرباء يعكس رؤية دولة تبني المستقبل بخطط واقعية وطموحة
برلماني: دعم الرئيس السيسي لقطاع الكهرباء يعكس رؤية دولة تبني المستقبل بخطط واقعية وطموحة

صدى البلد

timeمنذ 36 دقائق

  • صدى البلد

برلماني: دعم الرئيس السيسي لقطاع الكهرباء يعكس رؤية دولة تبني المستقبل بخطط واقعية وطموحة

أكد النائب مدحت الكمار عضو لجنة الصناعة بمجلس النواب، أن التوجيهات الأخيرة للرئيس عبد الفتاح السيسي خلال اجتماعه بمدينة العلمين مع رئيس الوزراء ووزير الكهرباء، تعكس رؤية استراتيجية متكاملة لبناء قطاع طاقة حديث ومستدام، يواكب المتغيرات العالمية ويلبي طموحات الشعب المصري. وقال الكمار، في تصريح صحفي له اليوم، إن ما طرحه الرئيس من ضرورة توطين الصناعات الخاصة بالطاقة المتجددة وتعزيز قدرات الشبكة القومية للكهرباء، يمثل نقلة نوعية في سياسات الدولة، تهدف ليس فقط إلى تحقيق الاكتفاء الذاتي، بل إلى تحويل مصر إلى مركز إقليمي لتداول وتصدير الطاقة، خاصة في ظل المشروعات الكبرى مثل محطة الضبعة النووية ومشروع الربط الكهربائي مع السعودية واليونان. وأشار عضو لجنة الصناعة، إلى أن دعم القيادة السياسية لتوسيع الاعتماد على الطاقة النظيفة (الشمسية والرياح)، بالتوازي مع تشغيل اقتصادي محكم لمحطات الكهرباء، يعزز من كفاءة استخدام الموارد ويقلل من تكلفة الإنتاج، ما ينعكس إيجابًا على المواطنين والصناعة والاستثمار. وأوضح مدحت الكمار، أن حجم الاستثمارات الجديدة الموجهة للطاقة المتجددة والتي تبلغ 2.3 مليار دولار، تعكس ثقة المستثمرين في جدية الدولة واستقرارها الاقتصادي، مؤكدًا أن هذا التوجه سينعكس قريبًا على تحسين مستوى الخدمات وتوفير فرص عمل جديدة في قطاعات حيوية. وشدد النائب، على أن ما وجه به الرئيس السيسي من ضرورة تطوير شبكات النقل والتوزيع ومراكز التحكم، يمثل خط الدفاع الأول لمواكبة الزيادة المتوقعة في الاستهلاك خلال السنوات المقبلة، خاصة في ظل التوسع العمراني والصناعي الذي تشهده البلاد. واختتم النائب مدحت الكمار حديثه، بالتأكيد على أن مجلس النواب يقف داعمًا ومساندًا لهذه الخطط الوطنية الطموحة، وسيتعاون مع الحكومة لتوفير الأطر التشريعية اللازمة لدعم قطاع الكهرباء والطاقة المتجددة، بما يسهم في تحقيق أهداف التنمية المستدامة وتحسين حياة المصريين.

مصطفى بكري : مصر أصبحت كابوسًا للمتطرفين في تل أبيب
مصطفى بكري : مصر أصبحت كابوسًا للمتطرفين في تل أبيب

صدى البلد

timeمنذ 36 دقائق

  • صدى البلد

مصطفى بكري : مصر أصبحت كابوسًا للمتطرفين في تل أبيب

قال الإعلامي مصطفى بكري إن مصر أصبحت تشكّل هاجسًا حقيقيًا للتيارات المتطرفة في إسرائيل، مشيرًا إلى وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير، الذي يعد بمثابة إرهابي وممنوع من دخول العديد من الدول الأوروبية، وذلك بعد أن خرج مؤخرًا بتصريحات يتهم فيها مصر بدعم حركة حماس، ويزعم أنها كانت على علم مسبق بعملية "طوفان الأقصى" في السابع من أكتوبر 2023. وأضاف بكري، خلال تقديمه برنامج "حقائق وأسرار" على قناة "صدى البلد"، أن بن غفير لم يكتفِ بتلك الاتهامات الباطلة، بل أعرب كذلك عن دعمه العلني لخطط تهجير الفلسطينيين باتجاه مصر أو الأردن، وهو ما يتنافى تمامًا مع ثوابت الدولة المصرية ومواقفها التاريخية في الدفاع عن القضية الفلسطينية. وأشار مصطفى بكري إلى أن معهد دراسات الأمن القومي في جامعة تل أبيب نشر مؤخرًا تقريرًا مفصلًا حول خسائر إسرائيل في الحرب الأخيرة مع إيران، وهو ما يعكس حجم الضرر الذي لحِق بالداخل الإسرائيلي، ويكشف في الوقت نفسه عن أسباب هذا التصعيد المتكرر تجاه مصر ودورها الإقليمي. وأوضح أن التقرير كشف عن إطلاق 591 صاروخًا باليستيًا و1050 طائرة مسيّرة إيرانية على إسرائيل خلال الفترة من الثالث عشر وحتى الرابع والعشرين من يونيو الجاري، مشيرا أن الضربات أسفرت عن مقتل 29 شخصًا وإصابة أكثر من 3400 آخرين، فيما أصبح نحو 11 ألف مستوطن بلا مأوى، وتقدّم نحو 38 ألف مواطن بطلبات تعويض. وبيّن بكري أن صافرات الإنذار دوت أكثر من 19 ألف مرة بسبب الصواريخ الباليستية، وأكثر من 600 مرة بسبب المسيّرات، وأن الضربات الإيرانية شملت مناطق واسعة من الشمال وحتى الجنوب الإسرائيلي، ما أدّى إلى خسائر مادية مباشرة تجاوزت 1.2 مليار دولار، بالإضافة إلى انخفاض نسبة الحجوزات السياحية بنسبة سبعين في المئة خلال شهري مايو ويونيو، وتراجع متوقع بنسبة 1.5 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي لعام 2025. واختتم بكري حديثه مؤكدًا أن هذه الهجمات الإعلامية ضد مصر ليست سوى محاولات يائسة للتغطية على أزمات داخلية تعيشها إسرائيل، وأن مصر ستبقى ثابتة على موقفها الرافض للتهجير، والداعم لحقوق الشعب الفلسطيني دون مزايدات أو مساومات.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store