logo
الرئيس عون من اليرزة: المرحلة مصيرية ولا تحتمل استفزازًا أو مزايدة تضر ولا تنفع

الرئيس عون من اليرزة: المرحلة مصيرية ولا تحتمل استفزازًا أو مزايدة تضر ولا تنفع

OTVمنذ 2 أيام
زار رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون وزارة الدفاع، بمناسبة عيد الجيش، وألقى كلمة قال فيها:
'أيها العسكريون، يا رفاق السلاح، قبل نحو أربعين عاما، أقسمت مثلكم قسما صار لي حياة، وقبل نحو ثمانية أشهر، أقسمت أمام اللبنانيين، قسما لا رجوع عنه. رفاق السلاح والقضية والشرف، بفضلكم أنتم شرفت قسمي الأول، وبفضلكم دوما سأشرف قسمي الثاني، وها أنا هنا، لأقول لكم، جنودا وجرحى وشهداء، لكم كل الشكر والجميل، وفاء لتضحياتكم، ولطهر دمائكم، ولصلوات أمهاتكم وقلق الآباء والأهل. فلأنني أعرف معنى التضحية، وأعرف قدسية الشهادة، أدرك أيضا أن شعبا يستحق الحياة، لا يترك شهداءه، يسقطون مرتين، مرة في الدفاع عنه، ومرة بالنسيان أو الإنكار أو المساومات، فكل شهيد قاتل وقاوم وسقط من أجل لبنان، أيا كان مسقط رأسه أو قبلة ربه، هو ذخر لنا، في مسيرتنا نحو تحقيق أهداف هذه الشهادة، ببناء وطن مستقل مستقر، مزدهر وعصري، يحضن كل شعبه، وينفتح على العالم'.
أضاف: 'والوفاء للشهداء ولتضحياتهم وللقضية التي ارتقوا من أجلها، يقتضي منا جميعا، أن نوقف الموت على أرضنا، وأن نوقف الدمار، وأن نوقف الانتحار، خصوصا حين تصبح الحروب عبثية مجانية ومستدامة، لمصالح الآخرين. وذلك حفاظا على كرامة شعبنا وأرضنا ودولتنا ووطننا'.
تابع: 'أيها الجيش الأبي، اليوم عيدك، فافتخر، إفتخر، لأن لا مؤسسة في الدولة اللبنانية، يجمع عليها اللبنانيون، أكثر من الجيش اللبناني. ولا مؤسسة قدمت التضحيات، مثل مؤسسة الجيش. ولا مؤسسة صمدت في وجه الفساد والضيق معا، كصمود الجيش. ولا مؤسسة حمت وحدة لبنان، وضمنت أمنه، مثل عناصر وضباط الجيش. فقد انهار اقتصاد كامل، ولم تنهر. واستبيحت الحدود والسيادة، ولم تستسلم. وزرع الأعداء عملاءهم بيننا، ولم يجدوا فيك خائنا. فالجيش هو نسيج مصغر عن الشعب اللبناني بأبهى حلله. ولذلك فمن يحب جيشه، يحب شعبه ووطنه'.
وقال: 'وللجيش فضل كبير علي ودين أكبر. فضله أنه رباني على حب الوطن، كل الوطن دون اجتزاء، وعلى حب الشعب دون شعبوية، وعلى حب الله دون طائفية. وديني له كقائد أعلى للقوات المسلحة، وفق ميثاقنا ودستورنا، أن أحافظ على هيبته وكرامته وقوته ودوره، حفاظا مني على سيادة لبنان، وحرمة حدوده، ووحدة شعبه، وسلامة أراضيه، من حروب لا نريدها واعتداءات نرفضها'.
أضاف: 'من هنا، واجبي وواجب الأطراف السياسية كافة، عبر مجلس الوزراء والمجلس الاعلى للدفاع ومجلس النواب والقوى السياسية كافة، أن نقتنص الفرصة التاريخية، وندفع من دون تردد، الى التأكيد على حصرية السلاح بيد الجيش والقوى الأمنية، دون سواها، وعلى الاراضي اللبنانية كافة، اليوم قبل غد. كي نستعيد ثقة العالم بنا، وبقدرة الدولة على الحفاظ على أمنها بوجه الاعتداءات الاسرائيلية، التي لا تترك فرصة إلا وتنتهك فيها سيادتنا. كما بوجه الارهاب الذي يرتدي ثوب التطرف، وهو من الأديان براء'.
تابع: 'نعم، لقد انتهكت اسرائيل السيادة اللبنانية آلاف المرات، وقتلت مئات المواطنين، منذ اعلان وقف إطلاق النار في تشرين الثاني عام 2024، وحتى هذه الساعة. ومنعت الأهالي من العودة الى أراضيهم، ومن إعادة إعمار منازلهم وقراهم. ورفضت إطلاق الأسرى والانسحاب من الأراضي التي احتلتها. وقد وقف الجيش الى جانب الأهالي بكل شجاعة، رغم كل شيء. وخسر شهداء أعزاء. مثل المقدم الشهيد محمد فرحات، ابن بلدة دير قانون رأس العين، من الجنوب وليدا، والذي احتضنته كنائس زغرتا في الشمال شهيدا. بعدما تحدى سابقا المحتل وجها لوجه، أمام جميع العدسات، في وقفة بطولية هي من بطولة هذا الشعب وتصميمه على الصمود. قبل أن يعود سلاح الجو الاسرائيلي فيغدر به. ليرتقي رمزا لتضحيات جيشنا وشرفه ووفائه. وتجسيدا لالتفاف لبنان كله حول الجيش'.
وأردف: 'وقد أوكلت للجيش مهمات تطبيق وقف النار. وذلك بالتنسيق مع اللجنة العسكرية الخماسية الأطراف. وتمكن على الرغم من تواضع الامكانيات وكثرة مهامه الأخرى، من أن يبسط سلطته على منطقة جنوب الليطاني غير المحتلة، وأن يجمع السلاح، ويدمر ما لا يمكن استخدامه منه. وذلك بشهادة اللجنة العسكرية الخماسية. وهو مصمم على استكمال مهامه، من خلال تطويع أكثر من 4500 جندي، وتدريبهم وتجهيزهم، ليكملوا انتشارهم في هذه المنطقة، على الرغم من عدم التزام اسرائيل بتعهداتها. وقد ساعده في تسهيل انتشاره، أهل الجنوب أبناء الأرض، الذين كانوا دوما قدوة في وطنيتهم وصمودهم'.
وقال: 'لذا، وأمام مسؤوليتي التاريخية، وانطلاقا من صلاحياتي الدستورية المنصوص عليها في المادة 52 من الدستور، واحتراما لليمين التي حلفتها، ولخطاب القسم، أرى من واجبي اليوم، أن أكشف للبنانيين، وللرأي العام الدولي ولكل مهتم ومعني، حقيقة المفاوضات التي باشرتها مع الجانب الاميركي، وذلك بالاتفاق الكامل مع رئيس مجلس الوزراء نواف سلام، وبالتنسيق الدائم مع رئيس مجلس النواب نبيه بري. والتي تهدف الى احترام تنفيذ إعلان وقف النار، والذي وافقت عليه الحكومة اللبنانية السابقة بالإجماع. وكان الجانب الاميركي قد عرض علينا مسودة أفكار، أجرينا عليها تعديلات جوهرية، ستطرح على مجلس الوزراء مطلع الأسبوع المقبل وفق الأصول، ولتحديد المراحل الزمنية لتنفيذها. وهذه أهم النقاط التي طالبنا بها:
1- وقف فوري للأعمال العدائية الاسرائيلية، في الجو والبر والبحر، بما في ذلك الاغتيالات.
2- انسحاب اسرائيل خلف الحدود المعترف بها دوليا. وإطلاق سراح الأسرى.
3- بسط سلطة الدولة اللبنانية، على كافة أراضيها، وسحب سلاح جميع القوى المسلحة، ومن ضمنها حزب الله، وتسليمه الى الجيش اللبناني.
4- تأمين مبلغ مليار دولار أميركي سنويا، ولفترة عشر سنوات، من الدول الصديقة، لدعم الجيش اللبناني والقوى الأمنية، وتعزيز قدراتهما.
5- إقامة مؤتمر دولي للجهات المانحة لإعادة إعمار لبنان في الخريف المقبل.
6- تحديد وترسيم وتثبيت الحدود البرية والبحرية مع الجمهورية العربية السورية، بمساعدة كل من الولايات المتحدة وفرنسا والمملكة العربية السعودية والفرق المختصة في الأمم المتحدة.
7- حل مسألة النازحين السوريين.
8- مكافحة التهريب والمخدرات، ودعم زراعات وصناعات بديلة'.
أضاف: 'هذه هي أهم بنود المذكرة التي حددنا مراحل تنفيذها بشكل متواز، والتي لا يمكن لأي لبناني صادق ومخلص إلا أن يتبناها. بما يقطع الطريق على اسرائيل، في الاستمرار في عدوانها، ويفرض عليها الانسحاب من جميع الأراضي المحتلة، ويرسم حدود لبنان جنوبا وشرقا وشمالا، لأول مرة في تاريخه، ويضبط مراقبة هذه الحدود، ويمنع الاعتداءات، ويعيد الناس الى أراضيها، ويؤمن لهم الأموال اللازمة لبناء البنى التحتية والبيوت، ويعزز الثقة بالدولة اللبنانية ومؤسساتها، وبالجيش أولا، ويعطينا فرصة لإقامة استقرار ثابت ودائم، هو الشرط الأول لازدهار الاقتصاد اللبناني، وللمضي في الاصلاحات البنيوية الضرورية، بدعم دولي وعربي'.
وتابع: 'لقد تعبنا من حروب الآخرين وحروبنا على أرضنا، ومن رهاناتنا ومن كل المغامرات. وآن لنا أن ننهي أعذار وأطماع أعدائنا الذين يستثمرون في انشقاقاتنا وهواجسنا. والذين واجهناهم أحيانا فرادى من خارج أطر الدولة، اعتقادا من بعضنا، ولو عن حسن نية، بأن الدولة أضعف من أن تقاوم. أو أن العدو هو في الداخل. أو أن طرفا خارجيا يدعم أحدنا، سيحارب نيابة عنه. وقد سقطت هذه الأوهام كلها. بعدما أسقطت الآلاف من شهدائنا ودمرت قسما كبيرا من وطننا'.
أضاف: 'لا، ليس أضمن من سلاح الجيش بوجه العدوان. جيش وراءه دولة مبنية على المؤسسات والعدالة والمصلحة العامة. فلنحتم جميعا خلف الجيش. لأن التجربة أثبتت أن سلاحه هو الأمضى، وقيادته هي الأضمن، والولاء له هو الأمتن'.
تابع: 'ندائي الى الذين واجهوا العدوان، والى بيئتهم الوطنية الكريمة، أن يكون رهانكم على الدولة اللبنانية وحدها. وإلا سقطت تضحياتكم هدرا، وسقطت معها الدولة أو ما تبقى منها. وأنتم أشرف من أن تخاطروا بمشروع بناء الدولة، وأنبل من أن تقدموا الذرائع لعدوان يريد أن تستمر الحرب علينا. فنستمر نحن في مأساتنا وتشرذمنا وانتحارنا. لكن هذه المرة، نكون قد تخلينا عن الدعم الدولي والعربي بإرادتنا. وخسرنا إجماعنا الوطني. وهذا ما لا تريدونه ولا نريده'.
وقال: 'للمرة الألف أؤكد لكم، بأن حرصي على حصرية السلاح، نابع من حرصي على الدفاع عن سيادة لبنان وحدوده، وعلى تحرير الأراضي اللبنانية المحتلة، وبناء دولة تتسع لجميع أبنائها. وأنتم ركن أساسي فيها. عزكم من عزها. وحقوقكم من حقوقها. وأمنكم من أمنها'.
تابع: 'من هنا، أدعو جميع الجهات السياسية، إلى مقاربة قضية حصر السلاح بكل مسؤولية، كما عهدكم لبنان دوما عند الاستحقاقات الوطنية الكبرى. فالاختلاف يبقى ضمن أطر الاحترام والتنافس، تحت سقف الميثاق والدستور. لكن المرحلة مصيرية، ولا تحتمل استفزازا من أي جهة كانت، أو مزايدة تضر ولا تنفع. فتضحياتنا جميعا مقدسة. والخطر، أكان أمنيا أو اقتصاديا، لن يطال فئة دون أخرى'.
وقال: 'أيها الجيش الأبي، أيها اللبنانيون، لقد حرصت، التزاما مني بخطاب القسم، على تسهيل تشكيل حكومة في أسرع وقت ممكن، كي لا يصبح فراغ مؤسساتنا الدستورية هو القاعدة. حكومة ضمت نخبة من الكفاءات. خطيئتهم الوحيدة أنهم يعملون بصمت. بما زاد من تململ الناس الرازحين تحت وطأة انهيار اقتصادي، هو نتيجة تراكمات عشرات السنين. إلا أنه من واجبي في هذه المناسبة الوطنية، أن أذكر بأن حكومة الرئيس نواف سلام، قد أعطت الأولوية لستة ملفات، نظرا لحدود ولايتها الزمنية، دون أن تغفل ملفات أخرى. هي أولا إعادة بناء ثقة الناس بالقضاء، وثقة القضاء بذاته. وقد شكلنا مجلس قضاء جديدا، يشهد الجميع على مناقبية أعضائه. وهيئة تفتيش قضائي جاهزة للمحاسبة. كما سأوقع مرسوم التشكيلات القضائية فور ورودها، إنطلاقا من ثقتي بالمجلس الأعلى للقضاء. وهي الثقة ذاتها تتجه إلى مجلس شورى الدولة وديوان المحاسبة. وقد بدأنا نشعر بتغير أكيد في مجرى العدالة. ابتداء من تحريك قضية التحقيق في تفجير مرفأ بيروت. وبدأت تسقط محرمات وترفع حصانات وتلاحق وتسجن شخصيات متورطة في ملفات، بلا حماية من أحد، ولا حصانة من جهة، إلا القانون والعدالة والحق. بالطبع هذه بداية مسار المحاسبة الطويل. وحدهم القضاة مسؤولون عنه. وقد أقرت الحكومة مشروع تعزيز استقلالية السلطة القضائية، وأحالته الى المجلس النيابي. على أمل إقراره في جلسته المنعقدة اليوم. وأقولها لكم من دون تردد أو غموض، القضاء مطلق اليدين لمكافحة الفساد والمحاسبة وإحقاق الحق وتكريس مبدأ المساواة أمام العدالة. وهو مسار تصاعدي وغير كيدي، يتطلب تراكم تجارب، وإيمانا بالجسم القضائي، وبقدرته على التفلت من ضغط سياسي أو إعلامي أو شعبوي. لأن مصير لبنان مرتبط بمصير ضمائر القضاة'.
وأشار الى أن 'الملف الثاني للحكومة، فكان أولوية ضبط الأمن وحصر السلاح. بالتوازي مع تحضير ملفات إعادة الإعمار. حيث تم تعيين مجلس إدارة لمجلس الانماء والإعمار. وبدأت ورشة مسح الأضرار وتحضير خطط الإعمار، التي حملتها في رحلاتي الخارجية، الى الدول الشقيقة والصديقة، لجمع التمويل اللازم لذلك. وأتت التشكيلات العسكرية والأمنية متوافقة مع التحديات، لجهة فرض سلطة الدولة على كامل أراضيها، وضبط التهريب في المطار والمرافئ والمرافق الحدودية كافة. ومكافحة عمليات تبييض الأموال والارهاب، من خلال تفكيك الخلايا النائمة وضرب محاولات تشكيل خلايا جديدة. ولن نسمح لأي إرهاب كان، وتحت أي مسميات تلطى، أو من أي جهة أتى، أن يتجرأ على تهديد شعبنا ومكوناتنا ومقدساتها، وسلمنا ووحدتنا'.
تابع: 'أما الملف الثالث فهو حقوق المودعين. وهو من أصعب الملفات، نتيجة عدم معالجته في السنوات الماضية. وقد أحالت الحكومة عدة مشاريع قوانين الى المجلس النيابي، لضمان هذه الحقوق. ومنها رفع السرية المصرفية، وهيكلة المصارف. وهي بصدد إعداد مشروع قانون، لتحديد مسؤوليات الفجوة المالية، واستكمال التفاوض مع صندوق النقد الدولي، وتحديد آلية وأصول عودة الودائع، وانطلاق، النهوض الاقتصادي. كما أن التعيينات في مصرف لبنان وهيئة الرقابة على المصارف، وقريبا في هيئة الأسواق المالية، ستساهم في تشكيل رافعة للحفاظ على سياسة نقدية تنعش الاقتصاد، وتحيي القطاع المصرفي الضروري، لبناء اقتصاد وعودة الاستثمارات'.
أضاف: 'أما الأولوية الرابعة، فهي ملف إعادة هيكلة الإدارة. بدءا من إجراء التعيينات الدبلوماسية والإدارية، لا سيما في الهيئات الناظمة، والتي يعين بعضها لأول مرة، منذ العام 2002. وهي ستكون الأساس في إصلاح قطاعات الكهرباء والاتصالات والطيران المدني وغيرها. كما العمل جار على رقمنة الادارة واعتماد 'الرقم الموحد'، لما له من انعكاس مباشر على ورشة مكافحة الفساد وتسريع المعاملات وضبط الهدر في الادارات كافة'.
تابع: 'يبقى الملف الخامس، هو ملف الانتخابات. حيث أجريت الانتخابات البلدية والاختيارية، في مناخ من الأمان والشفافية والنزاهة. علما أن إحياء عمل البلديات، سيكون له الأثر الإيجابي على إنماء المناطق، والدفع نحو إقرار قانون اللامركزية الادارية، لا سيما بعد أن صوت المجلس النيابي على قانون تفعيل العمل البلدي. فضلا عن اهتمام الحكومة باستحقاق الانتخابات النيابية المفصلي. لجهة الدفع نحو إقرار التعديلات الضرورية على القانون الحالي. وهو ما يدرس الآن في المجلس النيابي. مع التأكيد على إجراء هذه الانتخابات في موعدها المحدد، وحفظ حق اللبنانيين خارج وطنهم، في الاقتراع. وهذا حق اكتسبوه منذ العام 2018'.
وقال: 'أخيرا، عملنا على إعادة لبنان الى محيطه العربي والمجتمع الدولي. من خلال الزيارات التي قمت بها الى عدة دول أجنبية وعربية، أعادت البحث في إحياء اتفاقيات نائمة. كما أدت الى إعادة فتح سفارات، أو تعيين سفراء معتمدين في بيروت، وعودة سياح، عرب وأجانب. وفي هذا المجال تلقينا مبادرة مشكورة من الأخوة السعوديين، للمساعدة على تسريع الترتيبات الضرورية لاستقرار الحدود بين لبنان وسوريا. فلبنان حريص على بناء علاقات ممتازة مع الجارة سوريا، لمصلحة كلا البلدين. فازدهار واحدنا هو من ازدهار الآخر. تماما كما كل ألم مشترك بيننا'.
أضاف: 'أيها الجيش اللبناني الأبي، لقد دفعت الكثير من رصيدي الشعبي، كي أجنبك وأجنب الشعب اللبناني حروبا أو صراعات عبثية. ولكن ساعة الحقيقة بدأت تدق. فالمنطقة من حولنا في غليان، وهي تتأرجح بين حفة الهاوية وسلم الازدهار. فعلينا اليوم أن نختار، إما الانهيار، وإما الاستقرار. أنا اخترت العبور معكم، بوطننا لبنان نحو مستقبل أفضل لجميع أبنائه. معا، لن نفرط بفرصة إنقاذ لبنان. ولن نتهاون مع من لا يعنيه إنقاذ، أو لا يهمه وطن. معا، نريد حفظ كرامة كل لبناني. وصون قضية كل شهيد. معا نريد استعادة دولة تحمي الجميع. فلا تستقوي فئة بخارج، ولا بسلاح، ولا بمحور، ولا بامتداد ولا بعمق خارجي ولا بتبدل موازين، بل نستقوي جميعا بوحدتنا ووفاقنا وجيشنا، لمواجهة أي عدوان كان'.
تابع: 'نريد استعادة دولة، هي خلاصة إراداتنا، وتجسيد لميثاقنا، وثمرة تضحياتنا. وهي وحدها التي تحمينا. إن الاستحقاق داهم والمسؤولية شاملة. وطالما أن اللبنانيين معكم، مع صلابة إرادتكم، وحكمة قيادتكم، انا واثق بأن مشروع الدولة سينتصر. فابق أيها الجيش على أهبة الاستعداد للدفاع عن لبنان وعن حياة شعبه ومصالح أهاليه. وأنا لا أنتظر من المكونات السياسية في مجلسي النواب والوزراء، إلا الإصطفاف خلفك في مهمتك التاريخية. لكي نترحم في عيد تأسيسك، على المؤسس الرئيس فؤاد شهاب. لا أن يترحم علينا العالم متفرجا'.
وختم: 'لذا كلي ثقة بحكمة رجالات ونساء بلادي من قادة الأحزاب والنواب والوزراء، والمرجعيات الدينية والاقتصادية والفكرية والإعلامية والثقافية وغيرها، ومن كل لبناني حر حريص، بأن نتخذ معا، بشجاعة ومسؤولية، قرارا تاريخيا، يقضي بتفويض جيشنا الوطني وحده، حمل السلاح عنا كلنا، وحماية الحدود عنا جميعا. فشرعيتنا من شرعية جيشنا. وكرامتنا من كرامته. فالعيد لن يكتمل إلا باكتمال التحرير. والعيد لن يكتمل إلا بإنجاز الترسيم. والعيد لن يكتمل إلا بحصرية سلاحك، والمباشرة بالإعمار، ليتصالح لبنان مع دوره ورسالته. المجد والخلود لشهدائنا الأبرار. عاش الجيش. عاش لبنان'.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

السيد فضل الله: لحوار داخلي جاد يأخذ بالاعتبار كل الهواجس والمخاطر
السيد فضل الله: لحوار داخلي جاد يأخذ بالاعتبار كل الهواجس والمخاطر

المنار

timeمنذ 3 ساعات

  • المنار

السيد فضل الله: لحوار داخلي جاد يأخذ بالاعتبار كل الهواجس والمخاطر

قال السيد علي فضل الله إن 'كل الأمور قابلة للنقاش والحوار، لكن الإشكالية تكمن في أن تأتي هذه الإملاءات من الخارج'، وتابع 'نحن بحاجة إلى حوار داخلي جاد يأخذ في الاعتبار كل الهواجس والمخاطر التي تحدق بالوطن'. وأشار السيد فضل الله في حديث له السبت الى أنه 'لا أحد في هذا البلد يريد دفع الأمور نحو حافة الهاوية أو التصادم الداخلي، حتى لا يستفيد العدو الصهيوني من أي خلاف داخلي ويتسلل عبره'. من جهة ثانية، تقدم السيد فضل الله بالتهنئة والتبريك إلى طلاب لبنان، وقال 'لقد بدأتم مرحلة جديدة من حياتكم، ونحن على ثقة بأنكم ستكونون على قدر هذه المسؤولية'، ولفت الى ان 'هذا النجاح ولاسيما ما شهده الجنوب، يعكس روح الإصرار والعزيمة والثبات التي يتمتّع بها هذا الجيل'، مثمّنًا 'هذا العطاء الذي يؤكد أنّ روح الإرادة أقوى من الظروف والمعوقات'. المصدر: الوكالة الوطنية للاعلام

السيد فضل الله: لحوار داخلي جاد يأخذ بالاعتبار كل الهواجس والمخاطر
السيد فضل الله: لحوار داخلي جاد يأخذ بالاعتبار كل الهواجس والمخاطر

المنار

timeمنذ 4 ساعات

  • المنار

السيد فضل الله: لحوار داخلي جاد يأخذ بالاعتبار كل الهواجس والمخاطر

قال السيد علي فضل الله إن 'كل الأمور قابلة للنقاش والحوار، لكن الإشكالية تكمن في أن تأتي هذه الإملاءات من الخارج'، وتابع 'نحن بحاجة إلى حوار داخلي جاد يأخذ في الاعتبار كل الهواجس والمخاطر التي تحدق بالوطن'. وأشار السيد فضل الله في حديث له السبت الى أنه 'لا أحد في هذا البلد يريد دفع الأمور نحو حافة الهاوية أو التصادم الداخلي، حتى لا يستفيد العدو الصهيوني من أي خلاف داخلي ويتسلل عبره'. من جهة ثانية، تقدم السيد فضل الله بالتهنئة والتبريك إلى طلاب لبنان، وقال 'لقد بدأتم مرحلة جديدة من حياتكم، ونحن على ثقة بأنكم ستكونون على قدر هذه المسؤولية'، ولفت الى ان 'هذا النجاح ولاسيما ما شهده الجنوب، يعكس روح الإصرار والعزيمة والثبات التي يتمتّع بها هذا الجيل'، مثمّنًا 'هذا العطاء الذي يؤكد أنّ روح الإرادة أقوى من الظروف والمعوقات'. المصدر: الوكالة الوطنية للاعلام

بو عاصي: حزب الله المتهم الأول بانفجار المرفأ والسيادة أولوية
بو عاصي: حزب الله المتهم الأول بانفجار المرفأ والسيادة أولوية

القناة الثالثة والعشرون

timeمنذ 5 ساعات

  • القناة الثالثة والعشرون

بو عاصي: حزب الله المتهم الأول بانفجار المرفأ والسيادة أولوية

أكد عضو تكتل الجمهورية القوية النائب بيار بو عاصي، عضو تكتل "الجمهورية القوية"، أن "السلم الأهلي لا يتحقق إلا بقيام الدولة بدورها الكامل، لا بالتنازلات عنها". وأضاف: "خير مثال على ذلك هو حرب 1975، حين تلكأت الدولة في أداء دورها منذ اتفاق القاهرة عام 1969، خوفا من الصدام مع الفصائل الفلسطينية، وكانت النتيجة حربا استمرت 15 عاما وأودت بحياة أكثر من 130 ألف لبناني". وقال بو عاصي في مقابلة عبر "بودكاست الجديد" مع الإعلامي ريكاردو الشدياق: "لو كنت رئيسا للجمهورية، لكانت أولويتي تحقيق السيادة وليس تفادي أي صدام. لست في موقع عدائي تجاه أحد، ولكن لا يمكنني التخلي عن دوري وواجبي كدولة. من يعوق قيام الدولة بمهامها هو الخارج عن القانون ويتحمل المسؤولية". وردا على سؤال حول نية الترشح لمقعد شيعي في قضاء بعبدا، أجاب: "بالطبع سأسعى لذلك، وهذا ليس تهمة بل واجب. القرار يعود للناس في صناديق الاقتراع. القول بأن خرق أحد المقاعد الشيعية الـ27 يشكل جريمة هو منطق مرفوض، ويعكس ضعف الثنائي الشيعي وتخبطه". واعتبر بو عاصي أن انفجار مرفأ بيروت هو "جريمة العصر"، تتكون من ثلاث جرائم متتالية: تخزين المواد الخطرة في قلب العاصمة لسنوات، حتى 3 آب، والانفجار الكارثي مساء 4 آب، والإفلات من العقاب، وهو الجريمة الأكبر التي بدأت في 5 آب. وأضاف: "رغم مرور خمس سنوات، لم يصل التحقيق إلى أي نتيجة. كل جريمة كبرى ارتكبت في لبنان خلال الـ25 سنة الأخيرة ولم يكشف مرتكبها، يقف خلفها حزب الله، من اغتيال الرئيس رفيق الحريري، إلى انفجار 4 آب، وصولا إلى اغتيال الياس الحصروني في عين إبل. التهجم على القاضي، واقتحام العدلية، كلها مؤشرات إلى تورط الحزب، وهناك قرار واضح بعدم السماح بوصول التحقيق إلى أي مكان". وشدد على أن "لبنان لم يعد ضمن أولويات المجتمع الدولي. وقد عبر عن ذلك بوضوح الموفد الأميركي السفير توم براك بقوله: "أنتم من طلبتم مساعدتنا، وإذا كنتم تريدونها فعليكم نزع سلاح الحزب. أما إذا لا ترغبون، فهذا حقكم، لكننا لن نبقى ننتظر. هذا أيضا هو موقف السعودية وكل الدول الصديقة". وتابع:"وعن ما إذا كانت الطائفة الشيعية مهددة كما يصرح بعض قادة الحزب، قال: الشيخ نعيم قاسم يقول إن الطائفة الشيعية تشعر بالتهديد. فليقل من يهددها وكيف؟ الحقيقة أن حزب الله هو ذراع إيران السياسية والأمنية في لبنان، ويرفض تسليم سلاحه، ما يهدد العقد الاجتماعي القائم على المساواة بين اللبنانيين. ما يجري اليوم هو تقويض لهذا العقد، وإذا تجاوزنا نقطة اللاعودة، وحده الله يعلم كيف ستنتهي الأمور. لا علاقة لي بالرئيس السوري..رفاقي في القوات فقط. وحول ما إذا كان يعتبر الرئيس السوري أحمد الشرع رفيقا، أجاب: "رفاقي اثنان: من قاتلت إلى جانبه على المتراس، ومن هو في حزب القوات. لا الشرع ولا دونالد ترامب هما رفاقي. لست معنيا بحكم الشرع لسوريا، ما يهمني فقط هو احترام سيادة لبنان، وترسيم وضبط الحدود، وعودة النازحين". وفي ختام الحديث، تطرق بو عاصي إلى خسارة لبنان زياد الرحباني، قائلا: "خسارة زياد كبيرة جدا. كان مرآة لمجتمعنا، وسخر عبقريته ليصور واقعنا بذكاء. في عز الحرب، كنت أستمع إلى أعماله على الكاسيت، لأنه لم يكن متاحا حضورها مباشرة. ضحكنا من وجعنا، وترك فراغا كبيرا في قلوبنا". انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة. انضم الآن شاركنا رأيك في التعليقات تابعونا على وسائل التواصل Twitter Youtube WhatsApp Google News

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store