
مصر: جرعة العنف والبلطجة تفجّر سجالاً حول الدراما الرمضانية
أثارت الدراما الرمضانية سجالاً بين إعلاميين في مصر، بعد أن وجّه محامٍ يعمل بالإعلام رسالة لوزير الداخلية منتقداً فيها ما جاء في مسلسلات رمضان من عنف وبلطجة وتجارة آثار، معرباً عن مخاوفه من أن تنتقل هذه السلوكيات إلى الشارع المصري، وفي الوقت نفسه مبدياً تضامنه ودعمه لرجال الشرطة الذين يواجهون الخروج على القانون ويدفعون ثمن ذلك من حياتهم أحياناً.
ونشر المحامي والإعلامي خالد أبو بكر رسالته التي انتقد فيها بعض الأعمال الدرامية الرمضانية لهذا العام، وسط ردود فعل متباينة حول طريقة الاعتراض على ما تضمنته الدراما، ورفض من البعض لمصطلحات استخدمها في التدوينة.
وقال أبو بكر في تدوينة إن «الدراما تسلط الضوء على مشاهد العنف، والبلطجة، وتجارة الآثار؛ مما قد يؤثر سلباً على الشباب والمجتمع»، معتبراً أن هذه الأعمال «تصور الشارع المصري وكأنه يعاني من فوضى وانعدام للأمان، وهو ما لا يعكس حقيقته».
وأبدى أبو بكر تخوفه من أن تؤدي هذه المسلسلات إلى زيادة العبء على الأجهزة الأمنية، مع ارتفاع محتمل في معدلات الجريمة نتيجة تأثير هذه المشاهد على الجمهور، منتقداً تضمن بعض الأعمال ألفاظاً غير مألوفة على الشاشة؛ مما قد يؤثر على لغة الشباب وسلوكهم.
وقوبلت الرسالة بردود فعل متباينة، من بينها ما كتبه الإعلامي محمد الباز عبر حسابه على «فيسبوك»، منتقداً توجّه أبو بكر برسالته إلى وزارة الداخلية بدلاً من مخاطبة المنتجين وصنّاع الدراما أنفسهم، مشيراً إلى أن الدراما المصرية قدمت خلال السنوات الماضية أعمالاً سلّطت الضوء على دور الشرطة في مكافحة الإرهاب والجريمة، مثل مسلسل «الاختيار» وغيره من الأعمال، الأمر الذي يعني أن تجاهل هذه الجوانب والتركيز فقط على المسلسلات التي تتناول العنف هو نظرة غير عادلة.
من جانبها، قالت رئيسة تحرير «اليوم السابع» ومسؤولة المحتوى الدرامي بـ«الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية» الناقدة علا الشافعي، إنها «لم تفهم الهدف من منشور أبو بكر»، متسائلة: «هل هو بلاغ ضد صنّاع الدراما أو ماذا؟».
وأضافت على صفحتها بـ«فيسبوك» أن «دراما رمضان هذا العام لم تقتصر على مشاهد العنف، بل قدمت محتوى متنوعاً يعكس قضايا اجتماعية مختلفة، مثل مسلسل (النص) الذي تدور أحداثه في عشرينات القرن الماضي، و(أولاد الشمس) الذي يناقش قضية استغلال الأيتام»، مشيرة إلى أن «الشرطة المصرية ظهرت في الكثير من الأعمال الدرامية بالشكل اللائق، وتم إبراز دورها في مكافحة الجريمة وحماية المجتمع».
عمرو سعد في مشهد من مسلسل «سيد الناس» (حسابه على «فيسبوك»)
ويرى الناقد الفني المصري أحمد سعد الدين أن «تقييم الدراما يجب أن يكون بمنظور فني، وليس أمنياً أو سياسياً»، مضيفاً لـ«الشرق الأوسط» أن «الجرائم التي تُعرض في المسلسلات ليست اختراعاً جديداً، بل هي جزء من الواقع الذي يمكن لأي شخص أن يجده في صفحات الحوادث اليومية».
وأوضح أن «الدراما دائماً ما تعكس الجوانب المختلفة للحياة، ولا يمكن اختزالها في صورة واحدة فقط»، لافتاً إلى أن «محاولة فرض رؤية محددة على الدراما أو التحكم في نوعية القصص المقدمة تتعارض مع حرية الإبداع والتعبير؛ لأن الفن ليس مطالَباً دائماً بتقديم صورة مثالية للمجتمع، بل دوره الأساسي هو طرح القضايا الاجتماعية والإنسانية بواقعية».
من جهته، يقول الناقد الفني المصري خالد محمود، إن موقف خالد أبو بكر «جانبه الصواب، وكان ينبغي أن يُوجّه انتقاده إلى صنّاع الدراما مباشرةً». وتابع محمود لـ«الشرق الأوسط»: «أتوقع أنه لم يطلع على الدراما الرمضانية بشكل كامل، بل ركّز فقط على مشاهد محددة دون النظر إلى السياق العام للأعمال، خصوصاً أن غالبية الأعمال الدرامية هذا العام لم تروّج للعنف دون مبرر، بل قدمت محتوى درامياً يتطلب وجود مثل هذه المشاهد في بعض السياقات».
أحمد العوضي في مشهد من «فهد البطل» (حسابه على «فيسبوك»)
وأوضح أن «الحديث عن تأثير الدراما على سلوك الجمهور ليس جديداً، بل يُناقش منذ سنوات طويلة»، ونوّه بأن «هذا التأثير محدود ويقتصر على فئات معينة من المشاهدين الذين قد يتوحدون مع الشخصيات بشكل مفرط»، ووصف محمود الجمهور بأنه «أصبح أكثر وعياً ونضجاً، ولم يعد يتأثر بالمسلسلات كما كان يحدث في الماضي».
تجدر الإشارة إلى أن السباق الرمضاني الحالي يشهد عرض مجموعة من الأعمال الدرامية التي تدور أحداثها في إطار شعبي، من بينها «العتاولة 2» لأحمد السقا وباسم سمرة وفيفي عبده وطارق لطفي، و«فهد البطل» لأحمد العوضي، و«سيد الناس» لعمرو سعد، و«إش إش» لمي عمر.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


مجلة سيدتي
منذ 14 ساعات
- مجلة سيدتي
مميزة وسهلة التنفيذ.. أفكار توزيعات أطفال في عيد الأضحى 2025
تُعَدُّ أنشطة توزيعات الاحتفال بعيد الأضحى سهلة التنفيذ وممتعة للغاية؛ فهي تُعَدُّ الطريقة المثالية لإضفاء روح الاحتفال لدى أطفالك، بالإضافة إلى تعليمهم كل شيء عن عيد الأضحى، ولكن فقط تأكدي من اختيار الأنشطة المناسبة لأطفالك التي لديهم اهتمام نشط بها؛ فإن منح الأطفال الهدية المناسبة سيجعل عطلة عيد الأضحى لا تُنسى بالنسبة لهم. سواء كنت ترغبين في منحهم ذكريات جميلة للعيد أو بدء تقليد ممتع لإثارة حماستهم بمناسبة عيد الأضحى؛ إليكِ وفقاً لموقع "raisingchildren " بعض الأفكار الرائعة لهدايا وتوزيعات عيد الأضحى للأطفال التي ستمنحهم فرصة للمشاركة في الاستعدادات للاحتفال بالعيد. زينة العيد اطلبي من أطفالك مساعدتك في الديكورات؛ فيمكنك جعلهم يتعرفون إلى أهمية العيد من خلال تشجيعهم على كتابة الرسائل المختلفة وتشجيعهم على القيام ببعض الحرف اليدوية كرسم الهلال والنجوم وخروف العيد، ويمكنك جعل أطفالك يقومون بتلوينها عن طريق الظلال المختلفة أو ملء الأشكال بالجليتر حتى تتمكن من وضعها كديكورات في منزلك، ويمكنك استخدام المجلات القديمة لقص أشكال النجوم والهلال والخروف كما يمكن أن تساعد الملصقات بلغات مختلفة مثل العربية والإنجليزية في تشجيعه على شيء ممتع وهادف للقيام به. قد يهمك الاطلاع على خامات منزلية بسيطة لإعداد توزيعات عيد الأضحى المبارك مع أطفالك أظرف نقود العيد نقود العيد أو العيدية تُعَدُّ هدية تقليدية للأطفال، وطريقة رائعة لتعليمهم كيفية الادخار والإنفاق بشكل مسؤول. كما قد تساعد على إدخال السعادة إليهم ويمكن تقديم العيدية مع الحلوى للأطفال في علبة صغيرة من الكرتون أو الأكياس الملونة؛ فيمكنك شراء أظرف أو عبوات فارغة ووضع العيدية والحلوى بها أو يمكنك تصميمها من ورق الكارتون. صنع أكياس الهدايا اطلبي من أطفالك إعداد توزيعات من طعام عيد الأضحى يمكنهم مشاركتها مع من هم أقل حظاً. يمكنك زيارة ملجأ أو دار للأيتام والسماح لأطفالك بالاحتفال و التفاعل مع الأطفال هناك؛ حتى يتمكنوا من احتضان روح العيد الحقيقية. أيضاً العيد هو كل ما يتعلق بتقريب العائلات، ويحرص الأقارب على زيارة بعضهم بعضاً في هذا اليوم الخاص، وإذا كان لديك أبناء عمومة وأصدقاء طفلك يزورونك؛ فتأكد من أنهم لا يغادرون خالي الوفاض. اطلب من أطفالك تنظيم أكياس هدايا صغيرة مليئة بحلويات العيد؛ ليتمكنوا من توزيعها على أبناء عمومتهم وأصدقائهم. سجادة صلاة العيد للأطفال تُعتبر سجادات الصلاة هدية رائعة للأطفال خاصة إذا وصل طفلك إلى سن بدأ فيها الصلاة؛ فهي ليست عملية فحسب، بل تعمل أيضاً بمنزلة تذكير دائم بأهمية التربية الإسلامية؛ فامنحي طفلك سجادة صلاة ليذهب بها لصلاة عيد الأضحى، ويمكنك إضافة اسمه عليها، ويمكنك شراء سجادة صلاة بألوان متعددة ليتذكروك في كل مرة يصلون فيها، وتُعَدُّ هذه هدية من أفضل الهدايا لتشجيع الطفل على الصلاة والذهاب إلى الجامع، كما أنها إضافة رائعة لروتينهم اليومي، حيث تساعدهم على تعلم الطريقة الصحيحة لأداء صلاتهم. حلويات العيد تُعَدُّ المارشميلو من الحلويات المثالية في موسم الأعياد، وهي مناسبة أيضاً للزينة، ويمكن للأطفال ابتكار أشكال مختلفة منها وتزيينها بألوان العيد، ثم تثبيت العيدان بها لتشبه المصاصة أيضاً، وتُعَدُّ ألواح الحلوى الملونة هي طريقة لذيذة للاستمتاع بالنكهات الشهية. يمكنك صنع هذه الألواح من الشوكولاتة في المنزل، ثم الاستعانة بالأطفال لتزيينها حسب ذوقهم. توزيعات كروشيه يمكنك صنع أشكال للعيد كخروف العيد للاحتفال بعيد الأضحى من الكروشيه وتزيينها، ويمكن شراء مشغولات الكروشيه جاهزة أو صنعها بنفسك وشراء مستلزماتها من محلات الخياطة. يمكنك أيضاً صنع قبعات وأساور لليد من خلال طبع الرسومات على الورق المقوي وقصها على شكل قبعة أو أساور وتلوينها مع الأطفال بالون المفاجآت اكتبي بعض الأنشطة أو الهدايا على كل قطع صغيرة من الورق، ثم ضعي قطعة واحدة من الورق في كل بالون وقومي بنفخها، ثم اكتبي وقتاً على كل بالون، وفي كل وقت محدد سيتعين على طفلك تفجير البالون الخاص به والقيام بالنشاط في الداخل أو الحصول على الهدية. كتب إسلامية وألعاب تعليمية هناك مجموعة واسعة من الكتب الإسلامية والألعاب التعليمية المصممة لمختلف الفئات العمرية، وتُعَدُّ هديا رائعة للأطفال، وتعزز التاريخ والقيم الإسلامية بطريقة ممتعة؛ لذلك يُوصَى الوالدان باختيار كتب وقصص دينية مبسطة للطفل؛ لتعليمه القيم والأخلاق الحميدة وهم أطفال من خلال الحكايات المصورة ليسهل على الطفل فهمها. بطاقات العيد تُعَدُّ هدية بسيطة لكنها محببة للأطفال، يمكن تخصيص بطاقات العيد برسائل مؤثرة مع الأصدقاء والعائلة، ويُفضَّل أن تصنعي هذه الكروت مع طفلك أو شراء بلالين العيد المبهجة والكتابة عليها برفق عبارة "كل عام وأنت بخير" أو كتابة "عيد أضحى سعيد". ربما تودين التعرف إلى بطاقات تهنئة للأطفال في عيد الأضحى المبارك * ملاحظة من «سيدتي»: قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج، عليكِ استشارة طبيب متخصص.


الرياض
منذ يوم واحد
- الرياض
لنقلهم (75) مخالفًا لا يحملون تصاريح لأداء الحج...الداخلية تصدر قرارات إدارية بحق (20) مخالفًا لأنظمة وتعليمات الحج
علنت وزارة الداخلية ضبط قوات أمن الحج بمداخل مدينة مكة المكرمة (8) وافدين و(12) مواطنًا؛ لمخالفتهم أنظمة وتعليمات الحج بنقلهم (75) مخالفًا لا يحملون تصاريح لأداء الحج. وأصدرت الوزارة بحق الناقلين والمساهمين والمنقولين قرارات إدارية عبر اللجان الإدارية الموسمية، تضمنت عقوبات بالسجن وغرامات مالية تصل إلى (100,000) ريال، والتشهير بالناقلين وترحيل الوافدين منهم مع منعهم من دخول المملكة لمدة (10) سنوات بعد تنفيذ العقوبة، والمطالبة بمصادرة المركبات المستخدمة في النقل قضائيًا، ومعاقبة من حاول أداء الحج دون تصريح بغرامة مالية تصل إلى (20,000) ريال. ودعت وزارة الداخلية جميع المواطنين والوافدين إلى التقيد والالتزام بأنظمة وتعليمات الحج؛ لينعم ضيوف الرحمن في أداء نسكهم بالأمن والأمان.


الشرق الأوسط
منذ يوم واحد
- الشرق الأوسط
مجموعة «فريد بواسونا» توثق ملامح الحياة المصرية قبل مائة عام
ترصد عدسة الكاميرا التفاصيل الثرية لمصر قبل مائة عام. فبعد أن دعاه الملك فؤاد الأول لزيارة مصر، تمكّن أحد أشهر مُصوّري الفوتوغرافيا في أوروبا خلال القرن العشرين أن يرصد جوانب متعددة من حياة المصريين. وفي معرض مُخصص لأعمال المُصوّر السويسري الراحل فريد بواسونا (1858–1946)، ينتقل الزائر على البساط السحري للفوتوغرافيا إلى مصر في مطلع الثلاثينات بـ«الأبيض والأسود»، حيث تُبرز الصور المعروضة رحلة المُصوّر السويسري في أنحاء البلاد، متتبعاً آثارها ونيلها ووجوه ناسها. لقطة تبرز جمال النخيل في سيناء (الشرق الأوسط) ويذكر أن، المعرض المُقام بمعهد «جوته» الألماني (وسط القاهرة) يستمر حتى 28 مايو (أيار) الجاري، ويستقبل الزائر بورتريه كبير الحجم للراحل فريد بواسونا التقطه لنفسه، ويعود إلى عام 1900، أي قبل 30 عاماً من وصوله إلى مصر بدعوة من الملك فؤاد الأول الذي كلفه بتصوير وجهات مختلفة من مصر، لضمّها إلى كتاب تذكاري ضخم بعنوان «مصر»، وكان الهدف منه تقديم صورة حيوية ودقيقة للبلاد، وقد نُشر الكتاب عام 1932، وتم تدشينه في حفل كبير بمقر الجمعية الجغرافية الملكية بالقاهرة. تكوين بصري لعلاقة سكان سيناء بالإبل (الشرق الأوسط) وامتدت مسيرة بواسونا في التصوير إلى نحو خمسين عاماً، ويعد من أشهر مصوري أوروبا في القرن العشرين كما تُشير المؤرخة الفوتوغرافية السويسرية إستيل سوهير، القيّم الفني للمعرض، وأوضحت أنها اختارت غلاف كتاب «مصر» لعرضه في بداية جولة الزُوّار، وبجواره تم وضع خريطة مُفصلة تُظهر مسار الرحلة التي قام بها المُصور السويسري الراحل داخل مصر، وقالت لـ«الشرق الأوسط»: «تُبرز الخريطة المسار الذي قطعه بواسونا بتنظيم ورعاية من الجمعية الجغرافية الملكية في مصر آنذاك، وتظهر على الخريطة وسائل انتقال بواسونا بين الوجهات المصرية المختلفة والمتباعدة، ما بين انتقالات على ظهر جمل، أو بالسيارة، أو سيراً على الأقدام». غلاف كتاب «مصر» المُصوّر (الشرق الأوسط) ويتضمن المعرض صورة فوتوغرافية للملك فؤاد الأول يُحيط به أبناؤه، التقطت لهم داخل حديقة قصر القبة الملكي، «أراد أن يلتقط له صورة عفوية وسط أبنائه في مساحة مفتوحة تحيط بها الأشجار القديمة، وأن يبتعد عن التصوير التقليدي للأسر المالكة الرسمية داخل القصور، وقد رحّب الملك فؤاد بهذا، فكان يثق في رأي بواسونا ورؤيته الفنية، ولذلك كلفه بتجهيز كتاب مُصوّر عن مصر» كما تقول سوهير. صورة للملك فؤاد مع أبنائه داخل محيط قصر القبة (الشرق الأوسط) أكثر من ثلاثة آلاف صورة فوتوغرافية التقطها بواسونا في مصر، ويضم المعرض عدداً كبيراً منها، تمثل نماذج وافية من جولاته ولقطاته بالكاميرا، بداية من القاهرة القديمة التي اعتنى بتصوير نقوشها وعمارتها وأحجارها القديمة، كما تبرز لقطاته في محيط الجامع الأزهر، وباب زويلة، وصولاً للرحلة التي قطعها إلى جنوب مصر، حيث قام بتصوير الطبيعة والنيل، والوجهات الأثرية، منها معبد «حتحور» في منطقة أبو سمبل الأثرية بأسوان (أقصى جنوب مصر)، كما وصل إلى منطقة «الواحات»، فالتقط بها سلسلة من القصص المُصوّرة لا سيما في قرية الراشدة بمنطقة الواحات الداخلة، وتوضح سوهير: «كان من النادر في هذا الوقت الوصول والتصوير في مناطق بعيدة مثل الواحات». رجال دين من سانت كاترين (الشرق الأوسط) وتضيف المؤرخة الفوتوغرافية: «انتهز فريد بواسونا فرصة الرحلة إلى صحراء سيناء ودير سانت كاترين لاستكشاف الحالة الرومانسية في الطبيعة بتلك الأماكن، فالتقط العديد من الصور الفوتوغرافية واللقطات الخاصة بالدراسات والخرائط، وكان مولعاً باستكشاف العلاقة المادية والروحية التي ربطت المجتمعات القديمة بالعالم من حولها». القاهرة القديمة في أحد كادرات الفنان السويسري (الشرق الأوسط) وبحجم جدارية كبيرة، تم عرض واحدة من لقطات بواسونا لصحراء سيناء، مما أضفى حالة من الرحابة والمنظور البصري العميق لقاعة العرض، وتعتبر القيّمة الفنية السويسرية أن ما يميّز تراث بواسونا هو أنه كان من أبرز الداعين إلى عدم النظر للفوتوغرافيا باعتبار أنها لون فني للتوثيق فحسب، بقدر ما هو لون عامر بالجماليات البصرية. المؤرخة الفوتوغرافية السويسرية إستيل سوهير في المعرض (الشرق الأوسط) وتحتفي فوتوغرافيا بواسونا بالبيئة الفطرية، وبالملامح المصرية سواء تلك التي تُطل من أوجه الأطفال والشيوخ، أو من طبقات العمارة، كما يعتني بواسونا بسينمائية الكادرات التي يبحث فيها عن التراوح بين الظل والنور، وطبقات المكان، والإيقاع البشري كما يظهر في صورة لجنازة بإحدى قرى صعيد مصر، حيث تتبعت الصورة ظلال النساء المُتشحات بالسواد، فتبدو اللقطة وكأنها تنطق بالمراثي الجنائزية و«العدودات»، فيما يبيّن أنه كان يتجاوز التوثيق الجاف المباشر للأماكن، بل كان يرنو لتصوير روح المكان، وطقوسه، وأصواته.