
مجموعة «فريد بواسونا» توثق ملامح الحياة المصرية قبل مائة عام
ترصد عدسة الكاميرا التفاصيل الثرية لمصر قبل مائة عام. فبعد أن دعاه الملك فؤاد الأول لزيارة مصر، تمكّن أحد أشهر مُصوّري الفوتوغرافيا في أوروبا خلال القرن العشرين أن يرصد جوانب متعددة من حياة المصريين.
وفي معرض مُخصص لأعمال المُصوّر السويسري الراحل فريد بواسونا (1858–1946)، ينتقل الزائر على البساط السحري للفوتوغرافيا إلى مصر في مطلع الثلاثينات بـ«الأبيض والأسود»، حيث تُبرز الصور المعروضة رحلة المُصوّر السويسري في أنحاء البلاد، متتبعاً آثارها ونيلها ووجوه ناسها.
لقطة تبرز جمال النخيل في سيناء (الشرق الأوسط)
ويذكر أن، المعرض المُقام بمعهد «جوته» الألماني (وسط القاهرة) يستمر حتى 28 مايو (أيار) الجاري، ويستقبل الزائر بورتريه كبير الحجم للراحل فريد بواسونا التقطه لنفسه، ويعود إلى عام 1900، أي قبل 30 عاماً من وصوله إلى مصر بدعوة من الملك فؤاد الأول الذي كلفه بتصوير وجهات مختلفة من مصر، لضمّها إلى كتاب تذكاري ضخم بعنوان «مصر»، وكان الهدف منه تقديم صورة حيوية ودقيقة للبلاد، وقد نُشر الكتاب عام 1932، وتم تدشينه في حفل كبير بمقر الجمعية الجغرافية الملكية بالقاهرة.
تكوين بصري لعلاقة سكان سيناء بالإبل (الشرق الأوسط)
وامتدت مسيرة بواسونا في التصوير إلى نحو خمسين عاماً، ويعد من أشهر مصوري أوروبا في القرن العشرين كما تُشير المؤرخة الفوتوغرافية السويسرية إستيل سوهير، القيّم الفني للمعرض، وأوضحت أنها اختارت غلاف كتاب «مصر» لعرضه في بداية جولة الزُوّار، وبجواره تم وضع خريطة مُفصلة تُظهر مسار الرحلة التي قام بها المُصور السويسري الراحل داخل مصر، وقالت لـ«الشرق الأوسط»: «تُبرز الخريطة المسار الذي قطعه بواسونا بتنظيم ورعاية من الجمعية الجغرافية الملكية في مصر آنذاك، وتظهر على الخريطة وسائل انتقال بواسونا بين الوجهات المصرية المختلفة والمتباعدة، ما بين انتقالات على ظهر جمل، أو بالسيارة، أو سيراً على الأقدام».
غلاف كتاب «مصر» المُصوّر (الشرق الأوسط)
ويتضمن المعرض صورة فوتوغرافية للملك فؤاد الأول يُحيط به أبناؤه، التقطت لهم داخل حديقة قصر القبة الملكي، «أراد أن يلتقط له صورة عفوية وسط أبنائه في مساحة مفتوحة تحيط بها الأشجار القديمة، وأن يبتعد عن التصوير التقليدي للأسر المالكة الرسمية داخل القصور، وقد رحّب الملك فؤاد بهذا، فكان يثق في رأي بواسونا ورؤيته الفنية، ولذلك كلفه بتجهيز كتاب مُصوّر عن مصر» كما تقول سوهير.
صورة للملك فؤاد مع أبنائه داخل محيط قصر القبة (الشرق الأوسط)
أكثر من ثلاثة آلاف صورة فوتوغرافية التقطها بواسونا في مصر، ويضم المعرض عدداً كبيراً منها، تمثل نماذج وافية من جولاته ولقطاته بالكاميرا، بداية من القاهرة القديمة التي اعتنى بتصوير نقوشها وعمارتها وأحجارها القديمة، كما تبرز لقطاته في محيط الجامع الأزهر، وباب زويلة، وصولاً للرحلة التي قطعها إلى جنوب مصر، حيث قام بتصوير الطبيعة والنيل، والوجهات الأثرية، منها معبد «حتحور» في منطقة أبو سمبل الأثرية بأسوان (أقصى جنوب مصر)، كما وصل إلى منطقة «الواحات»، فالتقط بها سلسلة من القصص المُصوّرة لا سيما في قرية الراشدة بمنطقة الواحات الداخلة، وتوضح سوهير: «كان من النادر في هذا الوقت الوصول والتصوير في مناطق بعيدة مثل الواحات».
رجال دين من سانت كاترين (الشرق الأوسط)
وتضيف المؤرخة الفوتوغرافية: «انتهز فريد بواسونا فرصة الرحلة إلى صحراء سيناء ودير سانت كاترين لاستكشاف الحالة الرومانسية في الطبيعة بتلك الأماكن، فالتقط العديد من الصور الفوتوغرافية واللقطات الخاصة بالدراسات والخرائط، وكان مولعاً باستكشاف العلاقة المادية والروحية التي ربطت المجتمعات القديمة بالعالم من حولها».
القاهرة القديمة في أحد كادرات الفنان السويسري (الشرق الأوسط)
وبحجم جدارية كبيرة، تم عرض واحدة من لقطات بواسونا لصحراء سيناء، مما أضفى حالة من الرحابة والمنظور البصري العميق لقاعة العرض، وتعتبر القيّمة الفنية السويسرية أن ما يميّز تراث بواسونا هو أنه كان من أبرز الداعين إلى عدم النظر للفوتوغرافيا باعتبار أنها لون فني للتوثيق فحسب، بقدر ما هو لون عامر بالجماليات البصرية.
المؤرخة الفوتوغرافية السويسرية إستيل سوهير في المعرض (الشرق الأوسط)
وتحتفي فوتوغرافيا بواسونا بالبيئة الفطرية، وبالملامح المصرية سواء تلك التي تُطل من أوجه الأطفال والشيوخ، أو من طبقات العمارة، كما يعتني بواسونا بسينمائية الكادرات التي يبحث فيها عن التراوح بين الظل والنور، وطبقات المكان، والإيقاع البشري كما يظهر في صورة لجنازة بإحدى قرى صعيد مصر، حيث تتبعت الصورة ظلال النساء المُتشحات بالسواد، فتبدو اللقطة وكأنها تنطق بالمراثي الجنائزية و«العدودات»، فيما يبيّن أنه كان يتجاوز التوثيق الجاف المباشر للأماكن، بل كان يرنو لتصوير روح المكان، وطقوسه، وأصواته.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


مجلة سيدتي
منذ ساعة واحدة
- مجلة سيدتي
ما هي فساتين الزفاف التي تناسب حفلات الأعراس الصيفية على شاطئ البحر؟
لكل عروس تخطط لإقامة حفل زفافها على شاطئ البحر، انتقينا لكِ تشكيلة رائعة من أجمل فساتين الزفاف الناعمة التي أطلقتها الماركات العالمية ضمن مجموعات ربيع وصيف 2025. تصاميم تفيض رقة وفخامة، ارتكزت على القصات الانسيابية والخامات الفاخرة، والتطريز المنمق الذي رفع من قيمتها. ستلاحظين هيمنة فساتين الأعراس المطبعة بالورود، وتلك المؤلَّفة من قطعتين. وفي رحلتنا لرصد موديلات تناسب أجواء الحفلات الصيفية، لم نستطع أن نتجاهل الفساتين الدانتيل التي كانت كالعادة، القاسم المشترك بين كلّ المجموعات. شاهدي مختاراتنا التي نتوقع من الآن أن يعجبكِ منها أكثر من موديل. ما هي فساتين الزفاف المناسبة لحفلات الأعراس الشاطئية؟ يجب أن تتميز فساتين الزفاف التي تنوي عروس الصيف ارتداءها في حفل ستقيمه على شاطئ البحر، بعدة شروط، أهمها: القَصة الانسيابية الناعمة: تناسب حفلات الأعراس الشاطئية؛ لأنها تمنح العروس إطلالة حيوية ومشرقة، وكأنها بفستان صيفي بسيط تستمتع به في يوم عطلة بقرب البحر. اختيار طول الفستان المناسب: فيفضل الابتعاد عن الفساتين التي تغطي القدم أو تلك الموصولة بذيل طويل؛ لأنها ستصعّب عليكِ الحركة على الرمال. لذا فكّري في فساتين الأعراس القصيرة أو تلك التي ينتهي طولها عند الكاحل. التطريز الناعم خيارك الأمثل: يفضّل أن يكون فستان الزفاف الذي سترتديه العروس على شاطئ البحر، سادة من دون أيّ تطريز، ولكن في حال أعجبكِ فستانٌ مطرّز، يجب أن يكون تطريزه ناعماً ولا يغطي كامل التصميم، كما في الفستان الموقّع من ماركة Allure Bridals؛ فالهدف هنا الوصول إلى إطلالة ناعمة بعيدة عن المبالغة. صيحات فساتين زفاف رائجة في صيف 2025 تناسب الأعراس الشاطئية امتلأت مجموعات ربيع وصيف 2025 بعشرات الموديلات التي تناسب حفلات الأعراس على شاطئ البحر، ومن أبرزها: فساتين الزفاف المطبعة بالورود تحتل الصدارةَ فساتينُ الزفاف المطبعة بأنماط الورود؛ فقد وجدناها بقصات منوّعة لدى أكثر من مصمم، ولكننا أحببنا الفستان الديكولتيه ناعم الطبقات المزيّن بالورود الزهرية الكبيرة، من مجموعة ماركة أنطونيو ريفا ميلانو Antonio Riva Milano. تصميم يضج بالحياة، سيمنح العروس إطلالة صيفية ولا أروع؛ خاصة إذا زيّنته بقلادة ناعمة من الذهب الأبيض المرصّع بالألماس وأقراط قصيرة من النمط نفسه. فساتين الزفاف المزوّدة بكاب منفصل ستعجبكِ أيضاً موضة فساتين الزفاف المزوّدة بالكاب؛ خاصة الموديلات التي يمكن فصل الكاب عنها، والتي ستمكنكِ من الظهور في الحفل بإطلالتين، فنزع الكاب سيسهل عليكِ الحركة خلال الحفل. من جهتنا نرشّح لكِ الفستان الأنيق المحبوك بتطريز ناعم ومميز بقَصته المحددة للقامة، من تشكيلة أندريا لالانزا Andrea Lalanza. اكتفي بتنسيقه مع أكسسوار شعر ناعم على غرار العارضة. فساتين الزفاف القطعتان آخر موضة نعتقد أيضاً أن تحقق فساتين الأعراس المصممة من قطعتين رواجاً كبيراً في ربيع وصيف 2025؛ خاصة الموديلات السادة المناسبة للأعراس الشاطئية. ستحبين مثلنا الفستان البسيط المصمم بياقة مرتفعة وتنورة Mermaid، من مجموعة ماركة Caroline Castigliano، والذي سيسمح لكِ بارتداء حذاء مطرّز وأقراط متدلية طويلة مرصّعة باللؤلؤ والألماس. فساتين الزفاف القصيرة تناسبكِ برزت أيضاً فساتين الزفاف القصيرة المزوّدة بفيونكة كبيرة، والتي ستكون نجمة أعراس هذا الصيف بلا منازع. وهي مثالية للحفلات المقامة بالقرب من البحر؛ خاصة إذا كانت مستقيمة القَصة مثل الفستان السادة الناعم الذي رصدناه في مجموعة ماركة آن بارج Anne Barge. ما رأيكِ في تنسيقه مع حذاء مدبب مزوّد بإبزيم أو سوار يلف الكاحل. قد يهمك التعرُّف إلى: فساتين زفاف غير تقليدية أطلقها أسبوع نيويورك لعروس 2026 ما هي خامات فساتين الزفاف المناسبة للحفلات الشاطئية؟ بخلاف القَصة والتطريز، يجب أن تُولي العروس اهتماماً كبيراً بخامة فستان الزفاف الذي تنوي الظهور به في حفل على شاطئ البحر، وهنا ننصحها باعتماد الخامات الخفيفة التي تعزز جمالها الناعم، وتسهل عليها الحركة على الرمال؛ لذا ننصحها باعتماد الفساتين الدانتيل العابرة للزمن. ولإضفاء لمسة عصرية على الموضة، اختاريها مزدانة بفيونكة سوداء على الخصر، كما في الفستان طويل الأكمام الذي جلبناه لكِ من مجموعة ماركة جاكلين وايت Jaclyn Whyte. نسّقيه مع صندل فضي أو بيج ناعم، وزيّني أذنيك بأقراط ناعمة. نرشّح أيضاً لعروس هذا الصيف، فساتين الزفاف المصممة من خامات شفافة مثل الشيفون، والتي يفضّل أن تكون مشغولة بالتطريز، كما في الفستان منسدل الأكمام الذي تألّقت به عارضة المصمم زهير مراد Zuhair Murad. لائميه مع قلادة ناعمة وأقراط متدلية قصيرة من الذهب الأبيض. لا تفوتكِ مشاهدةُ:


مجلة سيدتي
منذ ساعة واحدة
- مجلة سيدتي
دليلك إلى الأقمشة المستخدمة في تزيين حفل الزفاف مهما كان أسلوبه
عندما تفكرين في اختيار الأقمشة لتزيين قاعة زفافك، أول ما يتبادر إلى أذهنك هو طاولة مغطاة بغطاء، إلا أنه يمكن استخدام الأقمشة لأغراض أخرى متعددة، مثل: المناديل، وأشرطة الكراسي والوسائد، والستائر، ومفارش الطاولات، إذ يُعَد القماش عنصراً زخرفياً. سواء أكنتِ تخططين لحفل زفاف في قاعة حفلات أو في جناح أو غير ذلك، توضّح فرح الدراكة، مهندسة الديكور ومصممة حفلات الزفاف، لـ«سيدتي» في الدليل الآتي، الأقمشة المستخدمة في ديكور حفل الزفاف؛ كي يكون حفلاً أنيقاً وجذاباً. نصائح لاختيار أقمشة حفل الزفاف الموقع والموسم: اختاري الأقمشة المناسبة للمكان (داخلي/خارجي) والفصل. الجمع بين الأقمشة: يمكن دمج أكثر من قماش لخلق تأثير بصري مذهل، مثل الدانتيل مع التُل أو الساتان مع المخمل. إليك، مجموعة من الأقمشة المستخدمة في ديكورات الأعراس. الدانتيل الخصائص: يُعرف بنعومته وتفاصيله الرقيقة؛ مما يُضفي لمسة رومانسية وأنثوية. الاستخدامات: يُستخدم في تزيين الطاولة من خلال مفارش الطاولات، والأغطية، والستائر، والإضافات مثل الشالات أو الأشرطة المزينة بالدانتيل، كما في تغطية الكراسي أو صنع أكاليل الأزهار. الموسم: مناسب لجميع الفصول؛ خاصة في الحفلات ذات الطابع الكلاسيكي أو الفينتاج. الساتان الخصائص: يتميز بلمعانه الناعم ومظهره الفاخر؛ مما يُضفي لمسة من الأناقة. الاستخدامات: يُستخدم في صنع مفارش الطاولات ، وأغطية الكراسي، أو الستائر، كما تزيين المنصة الرئيسية أو صنع أشرطة الزينة. الموسم: يناسب الحفلات الشتوية أو الداخلية الرسمية. الشيفون الخصائص: قماش شفاف وخفيف الوزن، يعطي إطلالة أثيرية ومتدفقة. الاستخدامات: يُستخدم في تزيين الخيام أو المظلات الخارجية، وصنع ستائر معلقة، أو تنسيق الأكشاك الصغيرة، كما كخلفية للصور. الموسم: مثالي للحفلات الصيفية أو حفلات الشاطئ. المخمل الخصائص: قماش كثيف وناعم، يُضفي لمسة من الفخامة والدفء. الاستخدامات: يُستخدم في تزيين الكراسي، وصنع وسائد الزينة، أو تغطية الطاولات، كما في الديكورات الداخلية للحفلات الشتوية. الموسم: يناسب الحفلات الشتوية أو المسائية. التُل الخصائص: قماش خفيف الوزن وشبيه بالشبكة، يعطي إحساساً خيالياً ومتطايراً. الاستخدامات: يُستخدم في صنع خلفيات رومانسية، وتزيين الكراسي، أو إنشاء أقواس الزفاف، كما صنع الفوانيس المعلّقة أو تغليف الإضاءة لإضفاء جوٍّ ساحر. الموسم: مثالي للحفلات الربيعية والصيفية. الأورجانزا الخصائص: قماش شفاف ولامع، يجمع بين الخفة والهيكل. الاستخدامات: يُستخدم في صنع أقواس الزفاف، وتزيين الممرات، أو تعليق الفوانيس، كما يمكن دمجه بـ الأزهار لصنع ديكورات معلقة. الموسم: مناسب للحفلات الربيعية والصيفية. التفتا الخصائص: قماش لامع ومتماسك، يعطي إطلالة فخمة. الاستخدامات: يُستخدم في صنع خلفيات المنصة، وتزيين الكراسي، أو أغطية الطاولات. الموسم: مناسب للحفلات الداخلية الرسمية. الترتر والكريستالات الخصائص: يضيف لمعاناً وتألُّقاً إلى الديكور. الاستخدامات: يُستخدم في تزيين مفارش الطاولات، وصنع أشرطة لامعة، أو تعليق فوانيس مزركشة. الموسم: مثالي للحفلات المسائية أو الشتوية. القطن يُستخدم القطن عادةً في المناسبات الخارجية، وهو نسيج ناعم وطبيعي. ورغم أنه ليس اقتصادياً نسبياً، إلا أنه يُعَد من أفضل الخيارات للديكور. وهو مصنوع من ألياف نباتية، وبالتالي فهو أكثر استدامة مقارنة بالأقمشة الصناعية. يتميز هذا القماش بقدرته على الامتصاص وملمسه المنعش؛ مما يجعله خياراً مثالياً لحفلات الزفاف الصيفية. البوليستر قماش متعدد الاستخدامات ومتين، متوفّر بمجموعة متنوّعة من الألوان والأنماط والقوام. يُعَد من أفضل الخيارات لأقمشة الزفاف، ويُستخدم عادةً في مفارش المائدة والمناديل. يتميز هذا القماش بمظهر فاخر يمنحه لمعاناً رائعاً؛ مما يجعله مثالياً للديكور. الحرير الحرير الخالص، وهو قماش يصعب إنتاجه بعض الشيء؛ لذا يُعَد من أغلى الخيارات المتاحة. تتوفّر منه أنواع مختلفة، مثل غيره من الأقمشة، حسب نوع الخيوط المستخدمة. يمنحك الحرير ملمساً ناعماً ولامعاً؛ مقارنةً بالساتان ذي الملمس الخشن، يمكنكِ استخدام هذا القماش للديكور الداخلي. ما هي أفضل الأقمشة لخلفيات حفلات الزفاف؟ من بين الخامات الجميلة: الشيفون والأورجانزا والفوال؛ فهي متعددة الاستخدامات؛ مما يجعلها تتدفق بسلاسة وراحة. النسيج الساتان مطلوب بكثرة في ديكورات حفلات الزفاف عالية التكلفة. علماً أن تصميم طبقات من الأقمشة الخفيفة المختلفة، يُعَدّ تقنية أخرى لإضافة حجم وتأثيرات مميزة. ما هي بعض خيارات الأقمشة المناسبة للميزانية الاقتصادية؟ يُعَد التُل والموسلين والفوال القطني خيارات اقتصادية للغاية لديكورات حفلات الزفاف. يمكن استخدام الخيش كمفارش طاولات جذابة أو قطع مميزة لحفلات الزفاف الريفية البوهيمية. يُعَد استخدام بقايا الأقمشة أو شراء الستائر ومفارش المائدة المستعملة، طريقة جيدة لتوفير المال على أقمشة التزيين. ما هي أفضل الأقمشة لمفارش طاولات الزفاف؟ بالنظر إلى نمط الطاولة، يُمكن استخدام أقمشة الساتان أو الحرير أو الجاكار أو الدمشقي لمفارش طاولات أنيقة للغاية. تُعَد مزيجات القطن والكتان خياراً رائعاً. لحفلات الزفاف الخارجية، تُعَد مفارش المائدة المصنوعة من البوليستر المُغطاة بطبقة مقاومة للبقع، خياراً متيناً ومقاوماً للأشعة فوق البنفسجية. ما هي الأقمشة الأنسب لأغطية كراسي الزفاف؟ يُعَد الإسباندكس والبوليستر المرن خيارين جيدين لتنجيد مجموعة متنوّعة من الكراسي؛ نظراً لقدرتهما على التمدد بما يكفي لتناسب أشكال الكراسي المختلفة بسهولة. على غرار الساتان والقطن، يُمكن استخدام مواد أخرى مثل الشيفون أو الفلانيل للحصول على أغطية أكثر راحة تنسدل بسهولة فوق الكراسي. ___


الشرق الأوسط
منذ 6 ساعات
- الشرق الأوسط
أنا منغمس في عروبتي
من أعظم متع الشيخوخة أن يروي الإنسان قصة حياته، وأن يشارك أحبّاءه إحساسه بالانتماء والمعنى. لقد كنت محظوظاً بأن غُمرتُ بحب عائلة حانية، وبصداقات غالية لا تُعدّ، وبوطنٍ ربّاني أوصلني لما أنا عليه اليوم. دخلتُ الحياة بصرخة عالية، وأرجو أن أغادرها على أنغام الموسيقى، كما تُختَتم المسرحيات بالموسيقى الهادئة. وبين البداية والنهاية، عشت حياةً جميلة، أشكر الله عليها، كما أشكر كل من أحاطني بمحبته. سأدع الحكم للآخرين؛ لكنني أرجو أنني قد أحسنتُ استثمار وقتي، وأنني فعلت من الخير أكثر مما وقعتُ في الشر. وأكثر ما أعتز به هو أنني وُلدت عربياً؛ إذ أشعر بفخر عظيم لانتمائي إلى هذا التاريخ العريق والإرث المذهل. حين نروي تاريخ الحضارة الإنسانية، غالباً ما نبدأ من الشرق الأوسط، من أوائل المستوطنات البشرية الكبرى، من السومريين والأكاديين، إلى البابليين والآشوريين، والمصريين القدماء، والأنباط، والفينيقيين. لهؤلاء جميعاً ندين بأسس المجتمع البشري الحديث، من أعمال البرونز والري إلى العلم والكتابة، ومن الفلسفة والقانون إلى الملاحة والتجارة البحرية. ولا ننسى أن ثلاثاً من عجائب الدنيا السبع -أهرامات الجيزة، وحدائق بابل المعلّقة، ومنارة الإسكندرية- قد شُيّدت فيما يُعرف اليوم بالعالم العربي. في الشرق الأوسط، تلقّى أنبياء اليهودية والمسيحية والإسلام رسائل الله، مضيفين أبعاداً أخلاقية ودينية وفلسفية إلى حضارة بشرية متقدمة نشأت في منطقتنا. وخلال العصر الذهبي للإسلام قبل ألف عام، ابتكر العرب الجبر، ومفهوم الصفر، وسهولة استخدام النظام العشري. وقد اقترح العرب دوران الأرض حول محورها قبل ستة قرون من أن تقترحه نظرية غاليليو. ميادين الطب، والهندسة، والملاحة، وحتى البستنة، لم تكن لتكون ما هي عليه اليوم لولا مساهمة العلماء العرب. ولا يوجد سجل للشعر المقفى قبل العرب، كما أن آلات موسيقية؛ مثل: القيثارة، والكنّارة، والدف، والناي، والمزمار، وآلات النفخ، جميعها تنتمي إلى العالم العربي. بل إن مزمار القِربة لم ينشأ في مرتفعات اسكوتلندا، بل على أيدي رعاة عرب وحيدين. لقد كان انفتاح العرب وتقبلهم أفكار ومعارف اليونان والفرس والهنود والصينيين، هما اللذَيْن أتاحا هذه الثقافة المزدهرة في مجال العلوم والابتكار، والتي قادت فيما بعد عصر النهضة والتنوير الأوروبي. إن النصوص العلمية والفلسفية اليونانية التي نعدّها اليوم من أسس الحضارة الغربية والتي فقدها الأوروبيون منذ زمن طويل؛ لولا أن العرب مشكورين حفظوها ودرسوها. إن التقدم العلمي والثقافي الذي حققه الخلفاء الأمويون والعباسيون -الذين حكموا أعرق مدن العالم- لم يصبح لهم مثيل منذئذ. فقد تميّزوا بالانفتاح والتسامح والثقافة الراقية. ومن المثير للاهتمام، اكتشفت مؤخراً من خلال دراسة حمضي النووي أن لي صلة قرابة بالأمويين، الذين تعود أصولهم إلى جزيرة العرب، وبالتحديد إلى عمر بن الخطاب من عشيرة بني عدي من قريش. والأمويون هم من بسطوا خلافتهم حتى الأندلس؛ إسبانيا الحديثة: درّة التعايش الثقافي والديني التي أهدت العالم ثروة من العلوم والفنون والعمارة والفلسفة والتي ما زلنا معجبين بها حتى يومنا هذا. لم تكن قرطبة فقط مركزاً للعلم والإبداع، بل كانت مدينة يعيش فيها نصف مليون نسمة، بشوارع معبّدة مضاءة، و300 حمّام عام، وفيلات رخامية مجهزة بالتدفئة والتبريد الأرضي، في حين كانت لندن ما تزال قرية من الأكواخ والحفر الطينية. لا تقتصر إنجازات الحضارة العربية على التاريخ القديم فحسب، ففي مقال حديث على موقع «ديبلو»، أشار يوفان كورباليجا، رائد في مجال الدبلوماسية السيبرانية، إلى أن التقدم الأخير في الذكاء الاصطناعي ما كان ليكون ممكناً لولا مفاهيم الخوارزمي عن الخوارزميات، والأساليب التجريبية التي أسّسها «أول عالِم حقيقي في العالم» ابن الهيثم، وتطورات المنطق الاحتمالي والواقع الافتراضي التي قدّمها الفارابي وابن سينا وابن رشد، فضلاً عن القيمة الكبرى التي يوليها الإسلام للعلم والعدالة والخصوصية وكرامة الإنسان. لذا؛ فإن تركيز السعودية اليوم على أن تكون رائدة في الذكاء الاصطناعي ليس مصادفة تاريخية، بل امتداد طبيعي لإرث عظيم. قال المفكر السوري ساطع الحصري، ذات مرة: «العربي هو من يتكلم العربية، ويشعر أنه عربي، ويُسمي نفسه عربياً». وأنا بلا شك أندرج تحت هذا التعريف، ولكنني أشعر أن ارتباطي بالشخصية العربية والتاريخ والهوية أعمق من ذلك بكثير. وآمل أنني نجحت في إيصال ما يجعل من العالم العربي وأهله شيئاً فريداً وعظيم الأهمية لمن حولي. هذه الأهمية تتجلّى اليوم مجدداً في القيادة السعودية الحكيمة، التي تبني مستقبلاً واعداً لشعبها ولمنطقتنا أيضاً، في حين تسعى إلى إحلال السلام والتوصل إلى حلول وسط؛ لحل الصراعات في جميع أنحاء العالم. أنا فخور بأن أُسمي نفسي سعودياً عربياً، وأشكر الله على الحياة التي عشتها محاطاً بعائلتي وأصدقائي الذين أحبهم. أما الفصل القادم، فهو لكم لتكتبوه.