logo
نتنياهو بين حرب الوجود وحسابات الاستنزاف: من يربح في معركة 'التهديدين الوجوديين'؟

نتنياهو بين حرب الوجود وحسابات الاستنزاف: من يربح في معركة 'التهديدين الوجوديين'؟

المغرب الآنمنذ 5 ساعات

قراءة في التصعيد الإيراني الإسرائيلي وسياقاته الدولية العميقة
في اليوم السادس من المواجهة المفتوحة بين إيران وإسرائيل، خرج رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ليؤكد، بنبرة ظاهرها الصلابة وباطنها القلق، أن بلاده 'تتكبد خسائر مؤلمة'، لكنها تظل 'قوية وصامدة'.
ورغم أن الخطاب الرسمي الإسرائيلي يحمل لغة الحرب النفسية والهجومية ('نُسيطر على سماء طهران' – 'نهاجم المنشآت النووية ومراكز القيادة')، إلا أن الواقع الميداني والدولي يطرح تساؤلات جادة:
هل إسرائيل بصدد القضاء فعلاً على 'التهديدين الوجوديين' كما وصفهما نتنياهو (النووي والصواريخ الباليستية)، أم أنها دخلت حرب استنزاف مفتوحة مع لاعب إقليمي عنيد وسط بيئة دولية مشتعلة ومقسّمة؟
ما خلف خطاب القوة؟ قراءة بين السطور
نتنياهو، بخطابه، يحاول تسويق الحرب كجزء من 'مشروع خلاص قومي'، محاولًا تحويل المواجهة إلى
معركة بقاء لا تقبل التراجع
. هذا النوع من الخطاب يتكرر في أوقات الأزمات الوجودية في إسرائيل، خاصة عندما تتشابك عدة جبهات في وقت واحد:
التصعيد في
غزة
، الذي ما زال مشتعلًا، مع تعهدات بهزيمة حماس واستعادة الرهائن،
والانخراط المباشر في مواجهة مع
إيران
، العدو الاستراتيجي الأخطر.
لكن خلف هذا الخطاب، هناك
مفارقة واضحة
: إسرائيل تعلن سيطرتها على أجواء طهران، بينما تستمر الضربات المتبادلة بشكل يومي منذ ستة أيام، ما يكشف أن السيطرة – إن وجدت – هي
جزئية أو رمزية أكثر منها عملياتية كاملة
.
التصعيد الإيراني: رسائل مزدوجة للداخل والخارج
في المقابل، جاء رد المرشد الأعلى الإيراني آية الله خامنئي بنفس الروح التحدّية، رافضًا الدعوة إلى الاستسلام التي نقلها الرئيس الأمريكي الأسبق دونالد ترامب. خطابه حمل رسائل مزدوجة:
للداخل الإيراني
: تأكيد على الثبات والسيادة الوطنية ورفض الضغوط الغربية.
للمجتمع الدولي
: تحذير من أن أي تدخل أمريكي سيُقابل برد قاسٍ، في لحظة دولية لا تتحمّل جبهات مشتعلة إضافية.
وهنا يمكن قراءة الموقف الإيراني ضمن استراتيجية 'الصبر الهجومي' التي تعتمدها طهران منذ سنوات، مستفيدة من شبكة تحالفات إقليمية (حزب الله، الحوثيين، بعض الفصائل العراقية…)، ما يجعل من أي حرب مباشرة مع إيران
حربًا غير متوازنة وغير تقليدية
، كما يُجمع عدد من التقارير الاستخباراتية الغربية (انظر تقارير RAND، ومراكز تحليل مثل International Crisis Group).
إلى أين تتجه المواجهة؟ وما موقف القوى الكبرى؟
وسط هذه المواجهة، يبدو أن الولايات المتحدة، رغم دعمها التقليدي لإسرائيل، لا تريد انزلاقًا أعمق، خصوصًا في ظل انشغالها بالحرب في أوكرانيا والتوترات في بحر الصين. أما الاتحاد الأوروبي، فموقفه مشتت، بين دعم أمن إسرائيل والدعوة إلى ضبط النفس خشية تداعيات اقتصادية وأمنية أوسع.
والسؤال المطروح هنا:
هل تحولت إسرائيل إلى أداة ضغط في حرب كبرى غير مُعلنة بين واشنطن وطهران؟ أم أنها تخوض معركتها وفق منطق الدفاع عن الذات والردع الاستباقي؟
الخلاصة: من يمتلك زمام المبادرة فعلاً؟
بين من يعلن السيطرة على سماء طهران، ومن يهدد بجعل أي تدخل 'مدمرًا ولا يُعوض'، يبقى واقع الأرض مختلفًا. فالضربات مستمرة، والخسائر تُسجل على الجانبين، والأسواق الدولية تتابع بقلق، وسط تساؤلات جدية:
هل هذه المواجهة محدودة زمنياً، أم بوابة لحرب إقليمية أشمل؟
ما حجم التنسيق الروسي – الإيراني، في ظل التوتر بين روسيا والغرب؟
هل تستغل الصين هذا الانشغال لتكريس نفوذها في شرق آسيا؟
والأهم: هل تستطيع إسرائيل، بكل ما تملكه من دعم عسكري واستخباراتي، تحمّل
تكلفة حرب طويلة المدى ضد إيران
دون الدخول في عزلة دولية متزايدة؟
المعركة لم تنتهِ بعد، لكن خطاب نتنياهو اليوم يكشف أن إسرائيل لم تعد تخوض فقط معارك تكتيكية، بل معركة رواية وجودية قد تعيد تشكيل ميزان القوى في الشرق الأوسط، أو تُسرّع من فوضاه.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

إيران تقصف تل أبيب وبئر السبع بصاروخ ضخم… وترقب لقرار ترامب بشأن دخول الحرب
إيران تقصف تل أبيب وبئر السبع بصاروخ ضخم… وترقب لقرار ترامب بشأن دخول الحرب

أكادير 24

timeمنذ 38 دقائق

  • أكادير 24

إيران تقصف تل أبيب وبئر السبع بصاروخ ضخم… وترقب لقرار ترامب بشأن دخول الحرب

agadir24 – أكادير24/ وكالات أطلقت إيران، في اليوم السابع من الحرب، دفعة جديدة من الصواريخ الباليستية استهدفت بشكل مباشر مدينتي تل أبيب وبئر السبع، ما أسفر عن انفجارات قوية، وانهيارات متتالية، وأضرار جسيمة في عدد من المباني السكنية. هذا التصعيد النوعي في مستوى القصف أثار حالة من الذعر في الأوساط الإسرائيلية، وسط أنباء عن تشريد آلاف الأسر بعد تدمير منازلها بالكامل، وفق ما أوردته القناة 12 الإسرائيلية التي أكدت أن أكثر من ألفي عائلة أصبحت بلا مأوى. في المقابل، واصل الرئيس الأميركي دونالد ترامب سياسة التريث، معلنًا أنه لم يتخذ بعد قرارًا نهائيًا بشأن التدخل العسكري إلى جانب إسرائيل، مشيرًا إلى أنه يفضّل اتخاذ قراراته 'في اللحظات الأخيرة'، ما ترك تل أبيب في حالة من الترقب والقلق. ونقلت صحيفة 'يديعوت أحرونوت' عن مسؤولين إسرائيليين قولهم إن الجيش لا يملك تأكيدًا بخصوص مشاركة أميركية محتملة في الهجوم على إيران، رغم قناعتهم بأن التدخل الأميركي قد يساهم في تقصير أمد العمليات بشكل كبير. ومع استمرار الغموض بشأن موقف واشنطن، لوّح مسؤول إيراني رفيع المستوى في تصريح لقناة الجزيرة بإمكانية دخول حزب الله اللبناني على خط المواجهة فور إعلان أي تدخل عسكري أميركي مباشر في الحرب، ما ينذر بانفجار جبهة جديدة أكثر تعقيدًا في الصراع. إلى ذلك، فتحت قيادة الجيش الإسرائيلي تحقيقًا عاجلًا في استخدام إيران لصاروخ بعيد المدى من طراز 'خرمشهر'، المحمّل برأس متفجر يتجاوز وزنه طُنًّا، وهو ما يشكل تطورًا خطيرًا في مستوى التهديدات العسكرية. وبحسب صحيفة 'معاريف'، فإن هذا النوع من الصواريخ يتفوق في قدرته التدميرية على صاروخ 'شهاب 3″، ما يعكس رغبة طهران في رفع سقف المواجهة. بدوره، جدّد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، المطلوب للمحكمة الجنائية الدولية، تعهده بمواصلة الهجمات على إيران إلى حين 'القضاء التام على التهديد النووي والصاروخي'، وفق تعبيره، مشيرًا إلى أن الجيش الإسرائيلي لن يتراجع، سواء تدخلت واشنطن أم لا.

إسرائيل تضرب موقعا نوويًا رئيسيا وإيران ترد بقصف مستشفى
إسرائيل تضرب موقعا نوويًا رئيسيا وإيران ترد بقصف مستشفى

طنجة 7

timeمنذ ساعة واحدة

  • طنجة 7

إسرائيل تضرب موقعا نوويًا رئيسيا وإيران ترد بقصف مستشفى

في تصعيد عسكري غير مسبوق، قصفت إسرائيل موقعًا نوويًا إيرانيًا رئيسيًا يوم الخميس، بينما ردت إيران بصواريخ أصابت مستشفى إسرائيليًا، حسب وكالة 'رويترز'. وسط هذا التوتر، يبقى العالم في حالة ترقب بشأن موقف الولايات المتحدة. الرئيس دونالد ترامب آثار التكهنات حول احتمال انضمام واشنطن إلى إسرائيل في ضربات جوية تستهدف المنشآت النووية الإيرانية. تفاصيل الهجمات العسكرية أعلن الجيش الإسرائيلي استهداف مفاعل خنداب النووي في مدينة أراك الإيرانية، وهو يضم منشأة أبحاث تعمل بالماء الثقيل. هذه المفاعلات هي مصدر قلق دولي لقدرتها على إنتاج البلوتونيوم، المادة الأساسية لصنع الأسلحة النووية. إسرائيل قصفت أيضا موقعًا في نطنز يُعتقد أنه يحتوي على معدات لتطوير أسلحة نووية. من جانبها، أفادت وسائل إعلام إيرانية بسقوط مقذوفين قرب منشأة خنداب، التي تم إخلاؤها مسبقًا، دون تسجيل أي تسرب إشعاعي. في المقابل، أدت الصواريخ الإيرانية إلى مقتل أكثر من 20 مدنيًا في إسرائيل، مع إصابة مستشفى بأضرار جسيمة. 'جريمة حرب' أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن الهجمات ستستمر حتى تدمير البرنامج النووي الإيراني بالكامل، واصفًا قادة طهران بـ'الطغاة' الذين سيدفعون 'الثمن كاملًا'. وأضاف أن إسرائيل تسعى للقضاء على 'التهديد الوجودي' الذي تشكله إيران، مشيرًا إلى إمكانية انهيار النظام الإيراني نتيجة الضربات. من جهته، قال وزير الدفاع يسرائيل كاتس إن الجيش تلقى أوامر بتكثيف الضربات على أهداف استراتيجية في طهران لزعزعة استقرار 'نظام آية الله'. وأشار إلى أن الهجمات أضرت بشدة بالقدرات النووية الإيرانية وقتلت قيادات عسكرية بارزة. اليوم السابع منذ أسبوع، أسفرت الهجمات الإسرائيلية عن مقتل المئات في إيران، بينما تسببت الضربات الإيرانية المضادة في خسائر مدنية في إسرائيل. يُثير هذا التصعيد مخاوف من اندلاع حرب إقليمية شاملة، خاصة مع غموض موقف الولايات المتحدة. وتتزايد التكهنات حول ما إذا كانت إدارة ترامب ستدعم إسرائيل عسكريًا، مما قد يوسع نطاق الصراع. يُعتبر استهداف المنشآت النووية الإيرانية خطوة محفوفة بالمخاطر، حيث قد تدفع طهران لتسريع برنامجها النووي أو اللجوء إلى حلفائها الإقليميين. في الوقت ذاته، تواجه إسرائيل ضغوطًا دولية لخفض التصعيد، بينما تؤكد على حقها في الدفاع عن نفسها. ومع استمرار الغموض حول موقف واشنطن، يبقى المشهد الإقليمي مشحونًا بالتوتر. لمتابعة أخبار طنجة7 على منصات التواصل الاجتماعي، يمكنكم الاشتراك على صفحتنا بموقع فيسبوك. أو منصة إنستغرام إضافة لمنصة X

نتنياهو يتوعد بجعل النظام في طهران يدفع ثمن القصف ويؤكد تصعيد الضربات ضد إيران
نتنياهو يتوعد بجعل النظام في طهران يدفع ثمن القصف ويؤكد تصعيد الضربات ضد إيران

المغرب اليوم

timeمنذ ساعة واحدة

  • المغرب اليوم

نتنياهو يتوعد بجعل النظام في طهران يدفع ثمن القصف ويؤكد تصعيد الضربات ضد إيران

بنيامين نتنياهو بالرد على الهجمات الإيرانية التي طالت مستشفى سوروكا في بئر السبع وسط إسرائيل.وكتب نتنياهو في منشور على منصة "X" : هذا الصباح أطلق الطغاة الإرهابيون في إيران صواريخ على مستشفى سوروكا والسكان المدنيين في وسط إسرائيل - وسوف نطالب الطغاة في طهران بالثمن كاملاً". وشنت طهران صباح اليوم الخميس هجوما جديدا بالصواريخ سقطت سقوط صواريخ ايرانية بشكل مباشر في 4 مناطق في إسرائيل أعقبه هجوم بالمسيرات، تسبب بدمار كبير بعدة مباني. وأفادت وسائل عبرية بإصابة أكبر مستشفى في جنوب إسرائيل بصاروخ إيراني اليوم صباح اليوم . من جهتها أفادت صحيفة معاريف بتسرب مواد خطيرة جراء استهداف مستشفى "سوروكا" في النقب. كما ذكرت مصادر أن مبنى البورصة الإسرائيلية أصيب بشكل مباشر شرقي تل آبيب ووقوع أضرار جسيمة. وتنفي وسائل إعلام إيرانية بأن أحد الصواريخ الإيرانية استهدف مستشفى سوروكا في بئر السبع بشكل مباشر ،مشيرة إلى ن الهدف الرئيسي للهجوم كان مقر القيادة والاستخبارات الكبير في جيش الدفاع الإسرائيلي (IDF C4I) ومعسكر الاستخبارات العسكرية في حديقة غاف يام التكنولوجية، والتي تقع بجوار المستشفى. وتستضيف هذه المراكز آلاف العسكريين، وأنظمة القيادة الرقمية، والعمليات السيبرانية، وأنظمة C4ISR التابعة للجيش الإسرائيلي. وكان المستشفى معرضاً فقط لموجة الانفجار ولم يتعرض لأضرار جسيمة، لكن البنية التحتية العسكرية كانت هدفاً دقيقاً ومباشرا إذ أكدت وكالة انباء "إرنا" وفق مصادر مطلعة أن الهدف الحقيقي للضربة الإيرانية صباح اليوم كان مقر قيادة عسكرية ومنشأة استخباراتية إسرائيلية قرب مستشفى "سوروكا". وكان قد سبق الهجوم الإيراني تعرض منطقة المفاعل النووي الإيراني IR-40 القريب من أراك، لغارات جوية إسرائيلية. قد يهمك أيضــــــــــــــــًا : بنيامين نتنياهو يوافق رسمياً على مبادرة ويتكوف وترامب سيكون الضامن لالتزام إسرائيل ببنوده

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store