
انـتصار إيران انـتصار للمقاومة وغــزة
لم يدخل الكيان الصهيوني هذه الحرب ويشن عدوانه المباشر والغادر على الجمهورية الإسلامية الإيرانية إلا وهو على ثقة عالية أنه بصدد انجاز نصر عسكري خاطف، وتحقيق أهدافه المعلنة في كل المنطقة، وهذا العامل الأول والرئيس الذي أغراه حتى يتجرأ على حرب كهذه كان يتهيب الانخراط فيها على مدى العقود الماضية.
أما السبب الثاني، وهو لا يقل أهمية، فهو الدعم الأمريكي في كل خطوات إسرائيل العدوانية، بما في ذلك توفير مخرج الطوارئ لإيقاف الحرب، بعد 12 يوما من الهجمات المدمرة المتوالية التي زعزعت الداخل الإسرائيلي وأحالت ربيعه إلى يباب، بصورة لم يعرفها طوال الحروب السابقة التي أسست دولة الكيان وحافظت على تفوقها لأكثر من سبعين عاما.
وبالنظر إلى أهداف العدوان على إيران، وهي أهداف تندرج في إطار المشروع الصهيوأمريكي، وفي سياق هذه الحرب التي لا يمكن فصلها عن معركة طوفان الأقصى وجريمة الإبادة في غزة، وإن اتخذت من النووي الإيراني ذريعة لها، نستطيع الجزم أن النصر الإيراني الكبير قد ألجم إسرائيل وأنهى أحلامها المريضة في استمرار معادلة الاستباحة الشاملة، وما تعنيه من سطوة وهيمنة على دول وشعوب المنطقة. وأن ما يسمى بالشرق الأوسط الجديد أو غرب آسيا، لن تكون ملامحه المستقبلية برسم أمريكي صهيوني، فمحور الاعتدال الذي بات على طريق أن يغدو محورا إسرائيليا خالصا، لن يمضي في التطبيع وخيانة القضية الفلسطينية على ورود مفروشة، كما كان يراد لو أن إيران قد هزمت لا سمح الله.
هذا يعني كذلك أن المقاومة والممانعة قد توافرت لها فرصة إضافية لكي تبقى حاضرة وفاعلة في إحياء النظام الإقليمي العربي، الذي يعيش حالة موات غير مسبوقة بسبب القيادة الخليجية، التي ارتمت بكل ثقلها في الحضن الأمريكي، فيما هي تدعو حركات المقاومة للعودة إلى الحضن العربي، وكأنما هناك مشكلة في ترجمة المصطلحات.
منحت إيران بانتصارها العسكري في هذه المواجهة التاريخية فرصة لانتعاش سيناريوهات أخرى خارج الدائرة الأمريكية، وهي سيناريوهات ما تزال في إعادة التشكل مجددا بعد الضربات الموجعة التي تلقاها المحور في لبنان وسوريا، ثم الانكفاء في العراق ومراوحة حرب غزة في مكانها.
ولا شك أن هذه السيناريوهات ذات الصبغة الإيجابية، ما تزال بحاجة إلى المزيد من الجهد السياسي والعمل الشاق، بالاستفادة من كل الدروس والتجارب القاسية التي كادت تعصف بكل المحور، مع ضرورة مواكبة المخطط الصهيوامريكي للمنطقة – بالدرجة نفسها من القوة والسرعة- الذي سيتخذ خطوات سياسية لا تقل أثرا وخطورة عن الاستهداف الاستخباراتي والعسكري.
لقد كشفت يوميات طوفان الأقصى عوار النظام الإقليمي العربي، وغدت مظلومية غزة خارج حسابات الأنظمة والشعوب العربية في الغالب الأعم، الأمر الذي أغرى وشجع الكيان الصهيوني على حرب الإبادة والاستباحة، واستثمار كل إنجازاته العسكرية في سبيل تحقيق نبوءات اليهود بشأن إسرائيل الكبرى. ولأن إسرائيل كانت كما تزعم تحارب ما تسميه بأذرع إيران في المنطقة، وقد نالت منها على نحو لا يمكن إنكاره، فقد خططت للتخلص نهائيا مما تسميه رأس الاخطبوط في طهران.
ولأنها فشلت فشلا ذريعا ولم تنجح في تحقيق هذا المخطط الشيطاني، بل على العكس فقد عرضت أمنها القومي ومنظومتها الردعية لخطر وجودي حقيقي على نحو غير مسبوق في تاريخها. وعليه بات على إسرائيل أن تراجع كل حساباتها في غزة كما في غيرها، وتعيد صياغة تقدير الموقف في ضوء الانتصار الإيراني وتداعياته المرتقبة، التي ما تزال مفتوحة على كل الاحتمالات. ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عبدالله علي صبري

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


اليمن الآن
منذ ساعة واحدة
- اليمن الآن
الرئيس علي ناصر محمد يُعزّي الوزير سمير الحباشنة بوفاة شقيقته الحاجة سميحة (أم ناصر)
كريتر سكاي/خاص: أجرى الرئيس علي ناصر محمد، رئيس مجموعة السلام العربي، اتصالاً هاتفياً بالأخ معالي الوزير سمير الحباشنة، الأمين العام لمجموعة السلام العربي، عبّر خلاله عن أحر التعازي وصادق المواساة بوفاة شقيقته المغفور لها بإذن الله الحاجة سميحة (أم ناصر)، سائلاً المولى عز وجل أن يتغمدها بواسع رحمته، ويسكنها فسيح جناته، وأن يلهم أسرتها وذويها الصبر والسلوان. إنا لله وإنا إليه راجعون.


وكالة الأنباء اليمنية
منذ ساعة واحدة
- وكالة الأنباء اليمنية
لقاء بمديرية الميناء في الحديدة تدشيناً للعام الدراسي واستئنافاً لدورات "طوفان الأقصى"
الحديدة - سبأ : نظمّت السلطة المحلية والتعبئة بمديرية الميناء، محافظة الحديدة، اليوم، لقاءً موسّعاً لقيادات المديرية، تدشيناً للعام الدراسي الجديد 1447هـ، واستئنافاً لبرنامج دورات "طوفان الأقصى" التوعوية. وأشار وكيل المحافظة لشؤون الخدمات محمد حليصي، إلى أن اللقاء، يأتي في إطار تعزيز جهود التوعية والتعبئة المجتمعية، وربط المسارات التعليمية والثقافية بمشروع الهوية الإيمانية والولاء لقضايا الأمة الكبرى، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية. وأوضح أن العام الدراسي الجديد، يجب أن يُستقبل بزخم تعبوي يعزّز من الانتماء للهُوية والوعي، ويجعل من المؤسسات التعليمية منابر لتحصين الإنسان من الغزو الفكري والثقافي، مشيداً باستمرار الدورات التوعوية لطوفان الأقصى في أوساط الكوادر المجتمعية. بدوره، اعتبر مدير مديرية الميناء عبدالله الهادي، انعقاد اللقاء انطلاقة فاعلة لتجديد التفاعل المجتمعي مع القضايا الوطنية والمصيرية، وتعزيز أدوار كل مكونات المديرية في الميدان التربوي والتعبوي. وأفاد بأن استئناف الدورات التعبوية لطوفان الأقصى بالتزامن مع انطلاق العام الدراسي، يُعد ترجمة عملية لتوجيهات القيادة الثورية والمجلس السياسي الأعلى، داعياً الكوادر إلى الانخراط الفاعل فيها، وتوسيع أثرها على مستوى الأحياء والمربعات. وأشاد الهادي بتفاعل مختلف مكونات المديرية، مؤكداً أن المرحلة تتطلب مزيداً من التنسيق والتكامل بين الإدارات التنفيذية والمجتمعية، للارتقاء بأداء المؤسسات وتعزيز الوعي العام. واستعرض اللقاء الذي حضره أمين محلي المديرية ومديرو المكاتب التنفيذية ومشايخ وعقال المديرية، آليات تطوير الأداء الإداري والخدمي في المديرية، لمواكبة متطلبات العمل الميداني وتعزيز حضور أبناء المديرية في مختلف مسارات التعبئة والتعليم. وتم التأكيد على أهمية إشراك الشخصيات الاجتماعية والدينية في مساندة برامج التعبئة والدورات التوعوية، لتعميم الرسالة التربوية التعبوية على أوسع نطاق. وأقر اللقاء تشكيل لجان إشرافية لمتابعة تنفيذ برامج العام الدراسي ودورات "طوفان الأقصى"، وتقييم أدائها بشكل دوري، لضمان تعزيز الروح المجتمعية في خدمة القضايا الوطنية.


وكالة الأنباء اليمنية
منذ 2 ساعات
- وكالة الأنباء اليمنية
"شهداء الأقصى" تقصف تجمعات جنود العدو الصهيوني شرق خان يونس
غزة – سبأ: أعلنت كتائب شهداء الأقصى في قطاع غزة، الجناح العسكري لحركة فتح الفلسطينية، اليوم الأحد، أنها قصفت تجمعات جنود العدو الصهيوني شرق مدينة خان يونس جنوبي قطاع غزة. وقالت الكتائب، في بيان تلقته وكالة الأنباء اليمنية (سبأ): 'قصفنا تجمعات جنود العدو الصهيوني داخل ساحة تموضع آليّات في محيط منطقة السطر الشرقي، شرق مدينة خان يونس بقذائف الهاون من العيار الثقيل وعيار "60" النظامي'. وتُواصل فصائل المقاومة الفلسطينية، منذ السابع من أكتوبر 2023، عملياتها البطولية ضد العدو الصهيوني، ضمن معركة "طوفان الأقصى" المستمرة.