
خاص "هي" مهرجان برلين السينمائي 2025- فيلم "المستعمرة" الهروب من الماضي إلى الماضي
هل يجب أن يُكفر الأبناء عن خطايا الآباء؟ طبقًا للكثير من الأفكار والمعتقدات المتوارثة، فإن ذنب الآباء يمتد لأبنائهم، ما لم يحاولوا التكفير عنه بشكل أو بآخر، إن استطاعوا لذلك سبيلًا، لكن ماذا لو كانت خطايا الآباء معنوية ولا يمكن الإمساك بها أو تحديدها بأي شكل؟ ماذا سيفعل الأبناء في هذه الحالة؟
هذا التساؤل هو واحد من الأفكار التي طرحها فيلم 'المستعمرة'، الروائي الطويل الأول للمخرج محمد رشاد، والذي يشارك في مسابقة 'وجهات نظر' (Perspecitves) ضمن مهرجان برلين السينمائي الدولي في دورته 75.
يأتي هذا الفيلم نتاج عدة سنوات من العمل المتواصل، بعد فيلم رشاد الوثائقي الطويل السابق 'النسور الصغيرة' والذي دار أيضًا عن العلاقة بين الآباء والأبناء وإن كان بشكل أكثر وضوحًا. في 'المستعمرة' يقدم لنا المخرج والمؤلف محمد رشاد الشاب حسام (أدهم شكري) الذي ابتعد عن عائلته لسنوات وانخرط مع عصابات لتوزيع المخدرات، ليعود للعمل محل أبيه في مصنع خراطة عتيق ضخم، وذلك بعد الوفاة المفاجئة للأب.
فيلم "المستعمرة"
تفاصيل القصة تتكشف لنا تدريجيًا خلال الأحداث، فإن كان رحيل الأب هو أمر ندركه من المشهد الأول، لكن علاقة حسام بالأسرة ومن تبقى منها الأم (هنادي عبد الخالق) وشقيقه المراهق مارو (زياد إسلام)، تتضح معالمها مشهد بعد الآخر. لكن هذا لا يعني أن الفيلم يمنحنا إجابات شافية عن كل شيء، بل يتركنا نستكمل بعض الفراغات بخيالنا طبقًا للأحداث، مفسحًا مجالًا أكبر لعناصر أخرى، أبرزها المصنع، الذي يُطلق عليه 'المستعمرة'.
أغلب أحداث الفيلم تدور داخل هذا المكان الذي يبدو خارجًا من تصورات ما بعد نهاية العالم (post apocalypse)، وإن كان للأسف مصنعًا حقيقيًا. منذ لحظة الدخول لهذا المكان نشعر بانقباض، نتيجة كل شيء وليس شيئًا محددًا، ألوان الجدران، أو ما تبقى من هذه الألوان، والممرات الضيقة، وغرفة الطعام الكئيبة، التي لا تُخرجها من كآبتها محاولات العمال للسخرية من بعضهم، وأخيرًا الماكينات التي حملت إحداها لوحة تشير إلى أنها صُنعت في الاتحاد السوفيتي أي أنها تعمل منذ ما يزيد على 35 على أقل تقدير.
فيلم "المستعمرة"
الوقوف عند هذه الماكينات التي تعمل بطريقة بدائية وتتعطل أكثر مما تنتج كان أمرًا محوريًا لدى المخرج، فهنا يعمل حسام، وهنا كان يعمل الأب أيضًا، وعندما مات الأب نتيجة خطأ ما داخل المصنع، سمحوا لحسام بأن يحل محله، وهذا ما يعيدنا إلى تساؤل البداية.
في حقيقة الأمر الأب لم يورث الابن دَينًا أو ثأرًا، بل ورثه وظيفة، وهو ما يبدو للسامع أمرًا جيدًا، ولكن عندما ننظر لهذه الوظيفة سندرك أن الأب قد ورط ابنه في هذا العالم الكابوسي، وجعله واحدًا آخر ممن يمارسون عملًا لا ينتهي، وربما لا يدركون حتى جدواه، ولا نفهم إن كان هناك من يستخدم إنتاج هذا المصنع أم أن هؤلاء العمال يعملون على طريقة أسطورة سيزيف الذي كان يحمل الصخرة ليلقيها من أعلى الجبل ثم يكرر هذه العملية إلى ما لا نهاية. في الحقيقة لم يكن بطل الفيلم يحمل هذا الإرث من والده فقط، بل من ماضيه الشخصي أيضًا، إذ أن عمله السابق في تجارة المخدرات ظل يطارده حتى بعد أن تركه وقرر أن يبتعد عنه بشكل صادق، ليبقى وصمًا لا يمكن معالجته.
فيلم "المستعمرة"
لكن بقدر ما نجح المخرج في إيصال تفاصيل الحالة الشعورية داخل هذا المكان، فإن الغموض ربما كان أكثر من اللازم في بعض الأحيان، إذ سنقضي وقتًا لنفهم ما الذي يفعله الأخ الأصغر داخل المصنع، ووقتًا آخر لنُدرك أن هناك عاملات هناك وليس عمال فقط، بالإضافة لعدم وضوح العلاقة التي نشأت بين حسام وإحدى العاملات (هاجر عمر)، والتي لم نفهم دوافعها بشكل كافٍ للتفاعل معها، أو للإحساس بتأثيرها على حسام نفسه. وربما كانت الشخصية موجودة لوضع المزيد من الحِمل على الشخصية الرئيسية، ولكن تأثيرها لم يكن بالقدر المطلوب، وجعلت هناك بعض القفزات الشعورية غير المفهومة داخل الأحداث.
فيلم "المستعمرة"
فيلم 'المستعمرة' يقدم شخصية مأساوية، مُطاردة بين ماضيين، ماضيها الشخصي وماضي الأب أيضًا، وهو ما نجح المخرج في إيصاله بصريًا، رغم وجود بعض الغموض الذي كان يمكن معالجته.
الصور من موقع مهرجان برلين السينمائي.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الوطن
٠٥-٠٤-٢٠٢٥
- الوطن
التنافر المعرفي بين العقلانية والعقلنة 2-2
سنكمل المقاربة باستخدام مصطلحين، وهما (العقلانية/Rationality) باعتبارها القدرة على التفكير بطريقة منطقية، و(العقلنة/ Rationalization)، باعتبارها عملية تفسير وتبرير سلوكيات أو قرارات لتبدو منطقية، حتى لو كانت قد نفذت بدوافع غير عقلانية، ثم تتضح الصورة أكثر في معنى «العقلنة» من خلال ما ذكره الأخوان بعلبكي في قاموسهما عن كلمة: (rationalize: يعزو «المرء» تصرفاته إلى عوامل عقلانية مشرفة من غير تحليل للدوافع الحقيقية، وبخاصة للدوافع اللاواعية) المورد: عربي إنجليزي، ط4، 1999، ص760-761. وهنا تبدأ «مذبحة التنوير العربي» ما بين «العقلانية والعقلنة بسبب التنافر المعرفي» منذ عودة «الطهطاوي إلى مصر، فعمل لمدة كمترجم في مدارس التخصص الجديدة وفي 1863 عين رئيساً لمدرسة اللغات الجديدة/راجع: ألبرت حوراني، الفكر العربي في عصر النهضة 1798ــــ1939، ص81»، فالأغلبية من أكاديميي العالم العربي انحازت إلى «العقلنة» لنغرق في بحر من «الثرثرة الأكاديمية!!»، بينما الأقلية وهم النخبة الفكرية من الأكاديميين تعيش أول حياتها «الكفاح العلمي» في «عقلانية» راقية، يحطمها -في كل يوم تذهب فيه إلى الجامعة- الأغلبية التي تخلت عن «العقلانية» وعاشت «العقلنة» ليصبح نشازًا بينهم، ولأن «العقلنة» أقرب للإطار الاجتماعي ومتطلباته وأعرافه فسيقود التأثير الاجتماعي من يستطيع مثلاً تأليف كتاب عن «الإعجاز العلمي» في قصيدة «امرؤ القيس» الذي سبق «نيوتن» ببضعة قرون في اكتشاف قانون الجاذبية عندما قال: «كجلمود صخر حطه السيل من عل»؟!، ثم تجد هؤلاء يثيرون الرأي العام ضد رموز العقلانية وصولاً للمحاكم أو الموت أحيانًا- هذا مثال افتراضي تجنبًا لذكر أمثلة وأسماء أكاديمية حقيقية- وعليها قس ما شئت من كوميديا سوداء في «ألعاب العقلنة» التي لا علاقة لها بالعقلانية لا من قريب ولا من بعيد، المهم أن يردم الأكاديمي الحاصل على «الدكتوراه» هذا «التنافر المعرفي» الضاغط على وجدانه وعقله، وهنا يظهر لنا النموذج الأخير في معالجة التنافر المعرفي، والذي سبق وأن وقع فيه علماء غربيون عندما كتبوا عن الشرق، فجاء أنور عبدالملك محذراً ثم إدوارد سعيد كاشفاً اللامنهجية عند كثير منهم في كتابه «الاستشراق»، وسبب هناتهم في نظري هي في «التنافر المعرفي» الضاغط على منهجيتهم العلمية إلى حد الوقوع فيما ذكره إدوارد سعيد، ولأن الجمل لا يرى اعوجاج رقبته. فقد أقام حسن حنفي منذ أكثر من عقدين مقدمته في «علم الاستغراب» لتنهمر علينا حتى الآن دراسات ومؤلفات كأنها الوجه المقابل لنفس أخطاء «الاستشراق»، يقول الدكتور أنور مغيث، أستاذ الفلسفة والمدير السابق للمركز القومي للترجمة: «كل الاعتراضات على الاستشراق تبدو منعكسة على الاستغراب، ويؤخذ عليه نفس المأخذ، إنه يتكلم عن الغرب على أنه وحدة واحدة، وجوهر واحد، وله تصور نمطي عن الغرب، أنه قاهر ومستبد فقط.. عبارة عن تصورات مع الغرب وليس الغرب كله، ومن ثم هو علم من الناحية المعرفية مطعون في تأسيسه.. كل هذا كفيل أن ينتج أحكامًا ولا يدرس معارف، لن نحصل منه على معرفة جديدة، وإنما على أحكام، بأن هذا غرور، وأن هذا كبرياء، وأن هذه غطرسة، وأن هذا استبداد، وأن هذا توحش، أحكام كثيرة، ليست خاطئة، ولكن ليس هذا ما ننتظره، العلم مفروض أن ينتج معرفة وليس أحكاماً أخلاقية وقيمية على الآخرين». علمًا بأن التغيير بالقوة وفق «نظرية التنافر المعرفي» لا تثق به مهما كانت الشعارات وصلابة القمع، قرأناه في الاتحاد السوفيتي وفي ناصرية مصر ثم رأيناه في بعث العراق وسورية، وعقدة نرسيس المزمنة في «الجماهيرية العربية الليبية الشعبية الاشتراكية العظمى».. التغيير بالقوة يجعل الزعيم على سجادة فاخرة وتحتها عفن يفوح لصديد وقيح «الرأي العام»، مهما أسرف في بخور الاستعراض العسكري وعطور البروباغندا. أخيرًا: لا أبرئ نفسي من «العقلنة» إذ تغلبني المسغبة فأجامل السراب بألقاب «الماء»، لكن يقينًا أني بذلت مجهودي في الطهارة الفكرية، متيممًا صعيد الواقع، ضربت بيدي على التراب ومسحت وجهي وكفي.. أضرب أكباد إبلي/كتبي منذ ثلاثين عامًا ولمَّا أصل بعد.


الرجل
٣٠-٠٣-٢٠٢٥
- الرجل
عروض الألعاب النارية تضيء سماء المملكة في عيد الفطر 2025
تطلق مساء اليوم الأحد عروض ألعاب نارية ساحرة في مختلف مناطق المملكة، حيث ستملأ سماء المدن بألوان الفرح والبهجة في لحظات مميزة، وذلك في إطار استعدادات المملكة العربية السعودية لاستقبال عيد الفطر 2025. عروض الألعاب النارية في مختلف مدن المملكة تواصل الهيئة العامة للترفيه جهودها في تنظيم فعاليات مميزة ومؤثرة خلال المناسبات الوطنية والدينية في المملكة العربية السعودية. في هذا الإطار، تأتي عروض الألعاب النارية التي تشهدها مختلف مدن المملكة في أول أيام عيد الفطر 2025، لتسهم في تعزيز أجواء الفرح والبهجة بين أفراد المجتمع. هذه الفعاليات تعكس حرص الهيئة على دعم الصناعات الترفيهية في المملكة والمساهمة في تطوير قطاع السياحة والترفيه في إطار رؤية السعودية 2030. من خلال هذه الفعاليات الكبرى، تزداد مكانة المملكة كوجهة مميزة للعيش والترفيه على مستوى المنطقة والعالم. وتنطلق فعاليات الألعاب النارية اليوم الساعة التاسعة مساءً في العديد من المناطق السعودية، لتضفي أجواء احتفالية مبهجة تواكب هذه المناسبة السعيدة. المدن التي تستضيف العروض في الرياض، ستقام العروض في منطقة بوليفارد وورلد. في جدة، ستكون العروض في ممشى جدة بروميناد. في الدمام، ستُعرض الألعاب النارية على الواجهة البحرية. مدن أخرى تستضيف العروض أبها: حديقة المطل. الطائف: منتزه الردف. حائل: حديقة السلام. جازان: الكورنيش الشمالي. تبوك: حديقة تبوك المركزية. الباحة: منتزه الأمير حسام. العروض في شمال المملكة في عرعر، ستقام العروض في الحديقة العامة. في سكاكا، ستكون العروض في مركز الملك عبدالله الثقافي والحديقة النموذجية. في بريدة، سيحتضن منتزه الملك عبدالله الوطني العروض. في المدينة المنورة، سيتم العرض في حديقة الملك فهد المركزية. في نجران، ستكون العروض بجوار مدينة الأمير هذلول بن عبدالعزيز الرياضية. تعد عروض الألعاب النارية من أبرز الفعاليات الجماهيرية التي تنظمها الهيئة العامة للترفيه سنوياً، والتي تهدف إلى نشر مشاعر السعادة في كافة أرجاء المملكة، مع تعزيز أجواء الاحتفالات بمناسبة عيد الفطر المبارك.


الرياض
٣٠-٠٣-٢٠٢٥
- الرياض
«الترفيه» تطلق عروض الألعاب النارية احتفالاً بعيد الفطر في 14 مدينة بالمملكة
تنطلق في أول أيام عيد الفطر المبارك، عروض الألعاب النارية في مختلف مناطق المملكة عند الساعة التاسعة مساءً، بتنظيم من الهيئة العامة للترفيه (GEA)، ضمن حملة فعاليات العيد 2025، لتملأ سماء المدن بألوان الفرح والبهجة وتضفي أجواءً احتفالية مميزة تواكب هذه المناسبة السعيدة. وتُقام عروض الألعاب النارية في الرياض بمنطقة بوليفارد وورلد، وفي جدة بممشى جدة بروميناد، وفي الدمام على الواجهة البحرية. كما يمكن للجمهور مشاهدتها في أبها من حديقة المطل، والطائف من منتزه الردف، وحائل من حديقة السلام، وجازان من الكورنيش الشمالي، وتبوك من حديقة تبوك المركزية، والباحة من منتزه الأمير حسام. وفي شمال المملكة، تُقام عروض الألعاب النارية، في عرعر بالحديقة العامة، وسكاكا في مركز الملك عبدالله الثقافي وحديقة النموذجية. وفي بريدة، تحتضن منتزه الملك عبدالله الوطني العروض، بينما تُقام في المدينة المنورة بحديقة الملك فهد المركزية. وتشهد نجران عروضها بجوار مدينة الأمير هذلول بن عبدالعزيز الرياضية. وتُعد هذه العروض واحدة من أبرز الفعاليات الجماهيرية التي تحرص الهيئة العامة للترفيه على تنظيمها سنوياً، بهدف ترسيخ مشاعر البهجة ونشر الفرح في أرجاء المملكة.