
هل حسمت إيران موقفها من المواجهة مع إسرائيل باعتبارها معركة صفرية؟
قال مدير مكتب الجزيرة في طهران عبد القادر فايز إن إيران لم تحسم بعد موقفها بشأن تحويل المواجهة مع إسرائيل إلى معركة صفرية، رغم تصعيد الأخيرة ضرباتها الجوية التي شملت مواقع نووية وعسكرية ومدنية، وأدت إلى مقتل قادة كبار وعلماء نوويين، وسط اتهامات مباشرة لواشنطن بالتواطؤ.
وأوضح فايز أن إيران تتعامل مع التصعيد الإسرائيلي على 3 مستويات، أولها التهديد المتزايد بمعادلة "مدني مقابل مدني" و"اقتصادي مقابل اقتصادي"، في إشارة إلى خطر انزلاق المواجهة إلى مساحات تمس المجتمع والبنى التحتية، مما ينذر بتحول نوعي في مسار المعركة.
وأضاف أن المؤشرات الحالية لا توحي باستعداد طهران لأي تنازل إستراتيجي، لا في ملفها النووي ولا في برنامجها الصاروخي، وهو ما كانت تسعى إليه إسرائيل منذ اللحظة الأولى، في محاولة لدفع إيران إلى التراجع تحت الضغط العسكري.
وأكد أن السلطات الإيرانية تعاطت بشكل علني مع الخسائر التي شملت قيادات عسكرية ومنشآت حساسة، بينها 3 قواعد جوية تعرضت لضربات قاسية، مشيرا إلى أن طهران لا تزال في طور التقدير السياسي والعسكري لما إذا كانت ستمضي في المسار التفاوضي أم سترد على قاعدة الكل أو لا شيء.
وكانت الخارجية الإيرانية قد قالت -في بيان رسمي- اليوم السبت إن "الكيان الصهيوني تجاوز كل الخطوط الحمراء"، مؤكدة أن الهجمات الإسرائيلية لا يمكن تصور وقوعها "دون إذن من واشنطن"، معتبرة أن استمرار استهداف إيران يجعل الحوار بلا جدوى، ويقوض المسار الدبلوماسي.
السباق الإستراتيجي
وفي سياق تعويض الخسائر، عيّن المرشد الإيراني مجيد موسوي خلفا للجنرال علي حاجي زاده الذي اغتيل في الضربات الأخيرة، في خطوة وصفها فايز بأنها رسالة بأن "المعركة مستمرة حتى لو تغيرت القيادات"، وهو مؤشر على عزم إيران مواصلة السباق الإستراتيجي من دون تغيير في البوصلة، حسب فايز.
وأشار مدير مكتب الجزيرة بطهران إلى أن التحدي الجوهري يكمن في الفارق العملياتي بين قدرات إسرائيل الجوية التي تمكّنها من الوصول بسهولة إلى العاصمة طهران، مقارنة بإيران التي تعتمد على منظومتها الصاروخية العابرة لدول عدة، مما يجعل المواجهة غير متكافئة من حيث الأدوات والوسائط.
وفي وقت سابق، اتهم السفير الإيراني لدى الأمم المتحدة أمير سعيد إيرواني الولايات المتحدة بـ"التواطؤ الواضح" مع إسرائيل، وقال في جلسة لمجلس الأمن إن واشنطن تتحمل كامل المسؤولية عن تداعيات هذه الهجمات باعتبارها الداعم الرئيسي ل تل أبيب.
وحسب فايز، تعمل إيران داخليا على ضبط إيقاع الشارع وتعزيز تماسك المجتمع، عبر تطمينات رسمية بأن البلاد قادرة على ردع إسرائيل، وبأن إمدادات الغذاء والمواد الأساسية لم تتأثر، وهو ما شدد عليه وزير الزراعة الإيراني في تصريحات نقلتها وسائل الإعلام المحلية.
كذلك أشار مدير مكتب الجزيرة في طهران إلى أن الحكومة لا تمنع التعبير الشعبي عن الغضب، بل سمحت بخروج مظاهرات تطالب بالرد، في مؤشر على أن السلطة تسعى لتوظيف التعبئة الشعبية في إطار المواجهة القائمة، دون أن تُحمل الشارع أعباء إستراتيجية القرار.
وتأتي هذه التطورات بينما تتردد إيران في اتخاذ قرار نهائي بشأن مشاركتها في الجولة السادسة من المحادثات غير المباشرة مع واشنطن المقررة غدا الأحد في سلطنة عُمان، وسط غموض سياسي وعسكري عززته الضربات النوعية التي استهدفت علماء نوويين.
وكشفت وسائل إعلام إيرانية عن مقتل 3 علماء بارزين هم: علي بكائي كريمي، ومنصور عسكري، وسعيد برجي، في الهجمات الأخيرة، وهو ما رأى فيه فايز مؤشرا على محاولة إسرائيل تعطيل البرنامج النووي لعامين على الأقل، عبر "حذف العناصر المفتاحية" فيه.
وحسب فايز، فإن طهران تتهم 4 جهات مباشرة باغتيال علمائها، في مقدمتها إسرائيل، تليها الولايات المتحدة، ثم عناصر داخلية، ولا تستثني الوكالة الدولية للطاقة الذرية، معتبرة أن تسريب أسماء العلماء قد يكون مصدره تقارير سابقة قدمتها الوكالة لإسرائيل.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الجزيرة
منذ 30 دقائق
- الجزيرة
محللون: قدرات إيران الهجومية ستؤثر على سيناريو المواجهة مع اسرائيل
توقع خبراء، أن تلعب الهجمات الإيرانية على إسرائيل دورا في إعادة تشكيل المواجهة التي تحاول تل أبيب بها إنهاء البرنامج النووي الإيراني، بينما تحاول طهران الإبقاء على نفسها دولة قوية. فعلى الرغم من الضربة الإسرائيلية القوية على إيران، إلا أن الأخيرة لم تنتظر سوى ساعات حتى نفذت ردا سريعا وقويا وغير مسبوق، وتمكنت من إيقاع خسائر في قلب إسرائيل هذه المرة، وعادت مساء السبت، لتنفذ ما تعهدت به من هجمات صاروخية غير مسبوقة طالت مواقع عدة في إسرائيل، أبرزها مدينة حيفا التي اشتعلت النيران في إحدى منشآتها الإستراتيجية. ووفقا للباحث الأول في مركز الجزيرة للدراسات، الدكتور لقاء مكي، فقد كانت الولايات المتحدة تريد من هذه الحرب جلب طهران إلى طاولة المفاوضات قوةً، التي يستخدمها الرئيس دونالد ترامب أداة في سياسته. لكن الإيرانيين رفضوا المضي قدما في المفاوضات، بينما إسرائيل تواصل هجماتها على العديد من المنشآت الإيرانية، مما يعني أن الحرب لن تتوقف بمجرد الدعوة إلى وقفها، كما قال مكي في تحليل للجزيرة. ويعتقد مكي، أن الرئيس دونالد ترامب"يحاول استغلال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو -المطلوب للمحكمة الجنائية الدولية – للضغط على إيران، بينما الأخير هو من يستخدم ترامب للقيام بهذا الأمر". وتوقع مكي، أن تشهد الساعات المقبلة تصعيدا إيرانيا واستهداف مراكز إستراتيجية وحكومية وعسكرية إسرائيلية مع تجنب استهداف مناطق المدنيين. تصعيد إيراني متوقع ومع إعلان طهران نيتها شن مزيد من الهجمات على إسرائيل، توقعت الباحثة في الشأن الإيراني الدكتورة فاطمة الصمادي، أن يستخدم الإيرانيون صواريخ لم تستخدم من قبل "خلال هذه الليلة". ورغم فوارق التكنولوجيا والدعم الأميركي الكبير، فإن الصمادي ترى، أن عوامل التاريخ والجغرافيا تخدم إيران التي وصفتها بالدولة العميقة في المنطقة على عكس إسرائيل التي هي "دولة احتلال مأزومة". وإن كل الإيرانيين المؤيدين للنظام أو المعارضين، لن يتخلوا عن حقهم في أن يكونوا بلدا قويا بالمنطقة، وفق الصمادي التي قالت، إن هذا الموقف "لن يتغير حتى لو سقط نظام الجمهورية الإسلامية الحاكم حاليا". كما أن البرنامج النووي "يحظى بإجماع كافة التيارات السياسية الإيرانية، لأن الجميع يرى أن هذا البرنامج منجز وطني، وأن امتلاك هذه التقنية حق الأجيال الجديدة، وهي نقطة قوة داخلية في مواجهة العدوان الحالي" كما تقول الصمادي. وحتى الخسائر التي طالت القادة العسكريين الإيرانيين الكبار في هذه الحرب، ستدفع بجيل جديد إلى القيادة، وهو جيل أكثر إيمانا بأهمية التكنولوجيا في بناء مستقبل إيران، على حد قول الصمادي، التي خلصت إلى أن المسألة حاليا "تجاوزت مستقبل النظام السياسي إلى مستقبل البلد كله"، وقالت إن "المجتمع والنظام في إيران يتغيران، وقد دخلا معا أتون هذه المواجهة". محاولة إسقاط النظام الإيراني وتحاول إسرائيل تخريب البرنامج النووي الإيراني أو تعطيله لأنها عاجزة عن تدميره كاملا، كما أنها تسعى إلى إسقاط النظام في طهران بتحريك الشارع ضده، لأن هذا سيؤدي بالضرورة إلى توقف هذا البرنامج، كما يقول الخبير في الشأن الإسرائيلي الدكتور مهند مصطفى. وهذا ما يفسر استهداف إسرائيل المنشآت المدنية أكثر من النووية لأنها تحاول -وفق مصطفى- خلق نظام إيراني ضعيف سياسيا وعسكريا ومعزول إقليميا، فضلا عن سعيها إلى تدمير البرنامج الصاروخي الذي يمثل تهديدا حقيقيا لتل أبيب. ولو نجحت إسرائيل في القضاء على البرنامج الصاروخي الإيراني، فستكون سيدة الأجواء في الشرق الأوسط، على حد وصف مصطفى، الذي أشار إلى أن هذه الحرب لا تزال محل إجماع إسرائيلي لأنها في بدايتها. ومع ذلك، أشار المتحدث إلى أن هذا الإجماع على مواصلة الحرب لن يدوم طويلا، خصوصا وأنها المرة الأولى التي يصبح فيها الداخل الإسرائيلي جزءا من المواجهة. ومن ثم، فإن المواقف سوف تتغير عند حد معين من الخسائر، حتى لو لم يتغير الإجماع على أهداف هذه الحرب، ولو استمر الهجوم الإيراني بنفس الوتيرة ولفترة أطول، فإن الموقف الداخلي الإسرائيلي سيتصدع يقينا، كما يقول مصطفى. وكان مسؤول أميركي قد أقر في وقت سابق، إنه من الصعب القضاء على البرنامج النووي الإيراني بواسطة العمل العسكري، وأن هذا الأمر لن يتحقق إلا بالتسوية السياسية. وشنت إيران مساء السبت، هجوما صاروخيا جديدا بعد هجوم آخر شنته مساء الجمعة، على مناطق مختلفة في إسرائيل وأوقعت أضرارا غير مسبوقة في تل أبيب الكبرى، وذلك ردا على هجوم واسع شنته إسرائيل على الأراضي الإيرانية صباح اليوم نفسه.


الجزيرة
منذ 2 ساعات
- الجزيرة
مسؤول أمني إيراني رفيع للجزيرة: طهران تعد نفسها لمواجهة مستمرة وستصعد هجماتها
عاجل | مسؤول أمني إيراني رفيع للجزيرة: طهران تعد نفسها لمواجهة مستمرة وستصعد هجماتها عاجل | وكالة أنباء فارس عن مسؤولين: إيران استخدمت صواريخ عماد وقادر وخيبر في هجوم الليلة على حيفا وتل أبيب عاجل | الإسعاف الإسرائيلي: قتيلة و13 مصابا إثر سقوط صاروخ إيراني شمال إسرائيل التفاصيل بعد قليل..


الجزيرة
منذ 2 ساعات
- الجزيرة
الحرب على غزة مباشر.. كمين مركب للقسام في خان يونس ومجازر الاحتلال مستمرة
دخلت حرب الإبادة على غزة يومها الـ90 منذ استئناف الحرب الإسرائيلية عليها ويومها الـ617 منذ بدأت الحرب على القطاع في 7 أكتوبر/تشرين الأول، ومع نهاية اليوم السابق، أعلنت كتائب القسام -الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)- أنها أوقعت قتلى وجرحى من جنود الاحتلال الإسرائيلي، في كمين مركب من النقطة صفر في الزنة شرق خان يونس جنوبي قطاع غزة.