
"شاليه الطائرة" في قِفّين.. تعويض الحرمان من الطيران!
ويقول صاحب البيت منور هرشة (27 عاماً) لوكالة فرانس برس: "هذا هو الهدف، بما أنه لا توجد لدينا طائرات ولا توجد لدينا مطارات، الناس تفضل المجيء إلى هنا"، خصوصاً الأطفال.
صمّم هرشة البيت وبناه بنفسه بمساعدة شقيقَيه، كطائرة بيضاء اللون بذيل أحمر. ويضم البيت غرفة نوم رئيسية في المقدمة، وأخرى للأطفال في الذيل.
ويراوح سعر استئجار البيت بين نحو 300 و600 دولار لليلة الواحدة.
ويقول هرشة: إن المشروع "غريب، حلو ومميز، جديد على المنطقة وعلى فلسطين".
ولقي البيت، الذي كتب على جانبه "شاليه الطائرة" بالعربية والإنكليزية، رواجاً على منصات التواصل الاجتماعي.
ويشرح هرشة أنه كان يود رفع العلم الفلسطيني على البيت وتسمية الطائرة "ملكة فلسطين"، لكنه لم يقم بذلك "بسبب الأوضاع الصعبة".
ويقع بيت الضيافة في المنطقة المصنفة جيم (C)، والتي تغطي 60 في المئة من مساحة الضفة الغربية. وتخضع هذه المنطقة للسيطرة الإسرائيلية بالكامل.
تحتل إسرائيل الضفة الغربية منذ العام 1967، وغالباً ما تقوم بهدم المنازل التي تبنى في المنطقة "جيم" المكونة في الغالب من قرى وأراضٍ ريفية.
وكانت الأراضي الفلسطينية تضم مطارَين، أحدهما في القدس الشرقية والآخر في مدينة رفح بجنوب قطاع غزة، أوقف العمل بهما خلال الانتفاضة الثانية التي اندلعت في العام 2000. وما تبقى من مطار قلنديا في القدس الشرقية أصبح اليوم معزولاً عن بقية الضفة الغربية بسبب الجدار الفاصل.
ورغم التحديات وخطر الهدم، يحثّ هرشة "كل شخص لديه أرض أن يعمل ويستثمر فيها طالما هناك فكرة وتشجيع"، مؤكداً عزمه على توسيع مشروعه.
ويوضح: "إن شاء الله بعد هذه الطائرة، العام القادم سنبني سفينة"، سعياً للتعويض على السكان الذين لم يتح لهم المجال برؤية مراكب حقيقية في البحر بسبب القيود المفروضة عليهم.
ويقول هرشة: "نحن شعب نخسر الأشياء باستمرار، أرضنا، حقوقنا، حياتنا".

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


شبكة أنباء شفا
منذ 3 أيام
- شبكة أنباء شفا
المفكر الإسلامي محمد نبيل كبها في حوار خاص مع ' وكالة شفا ' حول علاقة العلم بالدين
شفا – خاص – الصحفية أسيل أبو محميد – في وقت تتصاعد فيه النقاشات حول العلاقة بين الدين والعلم، نلتقي اليوم مع الكاتب والمفكر الإسلامي محمد نبيل كبها، في مركز 'هوليستك' الكائن في عمارة 'البجة سنتر' بمدينة رام الله، للحديث عن أهمية هذه العلاقة وأبعادها، واُفتتح الحوار في استعراض جزء من سيرته الثقافية والأدبية والعلمية. س: هل تجربة الكتابة محتكرة عليك يا أستاذ محمد أو على صنف معيّن ؟ أم يستطيع الإنسان العادي أن يكون كاتبا ومفكّرا ؟ ج: نعم يستطيع، سأل أحدهم الأديب والرّوائي الرّوسي 'ليو تولستوي': 'هل يستطيع الإنسان العادي أن يكتب؟' فأجاب: 'نعم يستطيع، ولكن عليه أن يكتب في موضوع شيّق بالنسبة له، ولكن هذا لا يجعل منه كاتبا عظيما أو روائيّا عظيم، فالعباقرة لا يولدون عباقرة، وإنما يصبحون كذلك بعد مشقّة طويلة من القراءة والمطالعة والدراسة، وكذلك الكاتب'. وعندما سُأل الكاتب الأمريكي الساخر 'مارك توين': 'كيف نكتب؟' فأجاب: 'خذ قلما وورقة، وإكتب الأفكار التي تثور في ذهنك، ولكن هناك أمران مهمّان، الأوّل هو نوعيّة الأفكار التي ستكتبها، والثاني والأهم وهو أن تستطيع أن تعبّر عنها بهذا القلم على هذه الورقة. س: ذكرت في كتبك مصطلح 'العقم العربي'، ماذا تقصد بالعقم العربي؟ ج: هناك العقم الأنثوي والعقم الذكوري، وهو عدم قدرة الوالدين على الإنجاب، وهناك العقم العقلي العربي، وهو عدم قدرة العقل على إنجاب وإنتاج الأفكار، وإن أنجبها فإنّها عادة ما تخرج مشوّهة ومعوّقة. ولكي نخرج بعقل سليم لديه القدرة والّلياقة على توليد مفاهيم جديدة، علينا في البداية تحرير العقل العربي المسلم. س: ما سبب توجهك للقراءة وللكتابة والأدب وأنت تخصّصك مهندس حاسوب؟ ج: بداية، لا يمكن أن تنبثق العظمة الحقيقية والحكمة إلا من خلال معاناتنا الوجودية في سقوطنا داخل مسلسل الحزن والألم، ولكل إنسان قصّته وحكايته، ولكن الإنسان الجسور والشّجاع فينا هو من يرى في هذه الصّعوبات والألآم تحدّيًا وإصرارًا لمواجهة خوفه ومحنته ليخصّب نفسه ويعرف ذاته.سأتطرّق الى بعض محطات حياتي والتي هي أحد أسباب صعود أفكاري وكتابي على طاولة ومائدة الوجود …أنا منشئي في المملكة العربية السعودية، وكانت البيئة التي تحيط بي هي بيئة إسلامية محضة وتلقينيه، حيث وضعني والدي حفظه الله في المساجد منذ نعومة أظافري لكي أتلقى حفظ القران الكريم وأحكام التجويد والفقه والحديث والعلوم الشرعية، ثم انتقلت الى المملكة الأردنية الهاشمية، ثم الى وطني فلسطين، وكان لكل منها مناخه الخاص الذي أثّر في شخصي وفكري، حتى تلقّيت الصدمة الكبرى حينما انتقلت إلى جمهورية مصر العربيّة كي أتلقّى تعليمي الجامعي وأتخصص في هندسة الحاسوب فيها، وكانت صدمة شكيّة عقائديّة .فعندما تكون طالب بسيط أمام بروفوسور عظيم العقل وعملاق المعرفة يقوم بتعلميك نظرية الانفجار العظيم big bang theory للعالم الفيزيائي الروسي '(جورج جاموف' ويقول لك : 'قبل 13 مليار سنة ضوئية كان هناك جرم صغير، تعرّض إلى كثافة عالية ودرجة حرارة عالية فحدث له انفجار عظيم، هذا الانفجار أدى لولادة الكون الحالي، حيث انفجر هذا الجرم مكونا المجموعة الشمسية ثم مجرة درب التبانة ثم المجموعة العنقودية الأولى والثانية والثالثة ثم السماء الرادويّة لتصل بكوننا الى ما هو عليه الأن -وهذا بفعل صدفة- ولا يوجد إله، والأدلة العلمية والفيزيائية تؤكد ذلك، وفي المقابل تجد خطاب إسلامي علمي سطحي وضعيف لا يجيب على هذه النظريات العلمية، بالتأكيد سيعتريك الشك.وعندما يقوم بتعلميك بروفيسور آخر نظرية التطور evolution theory لعالم الطبيعة والأحياء والجيولوجيا العالم الكبير 'تشارلز داروين' ويخبرك بأنه قبل 3 مليار سنه نشأت أوّل الكائنات الحيّة -بكتيريا- وبقيت على الأرض وحدها 2 مليار سنه، ثم بدأ ظهور 'حقيقيّات النّواة' ثم الكائنات البسيطة عديدة الخلايا، مثل الديدان وقناديل البحر والإسفنج، ثمّ بدأت بالإنتواع، فبدأ ظهور الأسماك ثم البرمائيّات ثم الثديات، إنتهاءً الى ظهور الأستروبيثيكاس والهومو من سلف مشترك.كل هذا أعلنه داروين عام 1859 في كتابه 'أصل الأنواع Origin of Species' أنّه لا خلق ولا تصميم ، الطّبيعة هي التي تفعل في زمانيّة طويلة ممتدّة.هَذِه النَّظرِيةِ التي أَحدثَتْ هِزَّةً فِي عُمقِ نَظرةِ الإِنْسانِ إِلى هُويَّتِه، وعَلاقَتِه بالطَّبِيعةِ والكَوْن، وتجد في المقابل خطابا إسلامي محليا وركيكا، لا يجيب بشكل علمي على أسئلة ال 'Naturalism' الطبيعيّون المتطورون والداروينيّين وال 'Atheism' الإلحاد، وال 'Agnosticism' اللاأدرية، وال ''Apatheism اللاكتراثية، وال Deism'' الربوبيّة، وال Secular humanism' ' العلمانية، بالتأكيد سينخر وينقر عقلك الشك، وهذا ما حدث معي .وهناك معارف لي كثر سقطوا في شباك الإلحاد، ومنهم من وقع في اللادينية، ومنهم من آمن بالتطور.أنا سقطت في شباك ال Skepticism وال Agnosticism ، ولكن ليس الشكيّة الساذجة ال Skepticism التي ترتكز على تعليق الحكم في الأشياء، كل شيء وكل مسألة قابل للنفي والاثبات والسّلب والايجاب بقوى متعادلة، لأن هنا يضيع اليقين وتبقى المسألة معلّقة، ويصبح الانسان غير قابل للمعرفة، والشكيّة هي مدرسة ومذهب وفلسفة أسسها الفيلسوف اليوناني الكبير ' بيرون' ثم حمله بعده الراية تلميذه 'تيمون' وبوفاة تيمون انتهت الفلسفة الشكية، ولكنها بعثت من جديد في مصر لفترة زمنية ثم إنتهت .لكن الشك الذي وقعت فيه هو الشك 'الإبستميلوجي' أو الشك 'المعرفي'، وهو الشك الحقيقي والمفهوم الأوسع للشك، وبدأت ابحث عن الحقيقة، حقيقة وجودي وسر وجودي، وحقيقة الوجود الموضوعي من حولي، وحقيقة ما وراء الوجود ، واستمرت رحلتي هذه لعامين كاملين اعتزلت فيها الناس، حيث بدأت شاكا وانتهيت موقنا بأن الرسول -ص- هو حق، وأن الإسلام هو حق، وان القران هو حق، وأن الله هو الحق وهو الحقيقة الأولى التي انبثقت منها كل الحقائق، قال تعالى : 'ذَٰلِكَ بِأَنَّ ٱللَّهَ هُوَ ٱلْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِن دُونِهِ ٱلْبَٰطِلُ'. وهذا الذي حصل معي حدث مع الكثير من المفكرين والعلماء والفلاسفة، ومن جملتهم حجة الإسلام 'أبو حامد الغزالي'، والفيلسوف الفرنسي الكبير 'رينيه ديكارت'، وكل مفكر حقيقي يبحث عن الحقيقة. س: ماذا تقصد بتجديد وتغيير الخطاب الإسلامي ؟ ج: تجديد الخطاب الاسلامي لا يكون في العقائد، وإنما في الفهم الحديث للآيات الكونية والوجودية، أي: 'في فهم الآيات التي تنطق العلوم والمعرفة، والتي انبثقت منها العلوم'، كعلم الكوزمولوجي، والأنثروبولوجي، والأسترونومي، والأنتولوجي، وغيرهامشكلة الخطاب الاسلامي اننا لم نقفز به إلى الهيئة العالميّة، الإمام الشّافعي زار مصر 200 هجري، وكان عدد سكان مصر وقتها 2 مليون تقريبا، والان عددهم 100 مليون ويزيدون، ولم يتجاوز أحد إلى هذه اللحظة عقل الشّافعي، بينما الفيلسوف والفيزيائي 'ابن رشد' العربي والمسلم، والذي لم يستفيد العرب والمسلمون منه بقدر ما استفاد منه الأوروبيّون الذين أطلقوا عليه لقب Averroes حيث تعلّموا منه كل شيء، وليس هذا فحسب، بل تجاوزوا عقل ابن رشد لتحدث بعدها النهضة الأوروبية.الأوروبيّون تجاوزوا عقل 'ابن رشد'، هل نحن -العرب والمسلمون- تجاوزنا عقل 'الغزالي'؟ لم نتجاوز الغزالي، وهو إلى هذه الّلحظة يعتبر بالنسبة لنا مرجعيّة في كتبه وأفكاره. نحن العرب والمسلمون إلى هذه اللحظة لم نتجاوز عقل ابن سينا، ولا ابن كثير، ولا الإمام الغزالي، ولا الفارابي، ولهذا السبب تحديدا لم يخرج الى هذه اللحظة آينشتاين العرب وأرسطو المسلمين، ولم تحدث النهضة العربية والنهضة الإسلامية. س: ما هي جهة نظرك حول الوضع الفلسطيني الصعب والراهن في وقتنا الحالي، سواء في قطاع غزة وما يواجهه أخوتنا في غزة من مجازر شنيعة وحملات إبادة، أو في الضفة وما نواجهه من جرائم الاحتلال وعربدة المستعمرين، وسلب للأراضي بالقوة، والاعتداء على المحال التجارية، وتدمير للبيوت؟ ج: لا أجد حلّا في هذا الوقت الصعب والراهن الا الرباط، الرباط هو السلاح الوحيد الذي نمتلكه في الوقت الحالي.الاحتلال يسعى منذ السابع من أكتوبر الى التطهير العرقي، وتهجير الشعب الفلسطيني طوعاُ وكرهاً لردم هويته.قد تختلف الأدوات، ولكن هدف الاحتلال واحد، في غزة القتل وسفك الدماء والمذابح والمجازر، وفي الضفة الحواجز العسكرية، وقلة الرواتب، وقتل العشرات، وأسر المئات، وفي الداخل رفع الضرائب ولجم الحرف والتضييق. لذلك علينا نحن الفلسطينيين أن نكون يقظيين، وأن نرابط على أرضنا، ليس عليك أن تطلق صاروخا أو تقذف حجرا، وإنما أن تبقى في بقالتك، وأنت في مكتبك، وأنتِ في منزلك، وأنت في قهوتك، ضع قدماً على قدم، ولا تتزحزح، واصبر، وابقى مرابطا فيها، فهذا شرفك، وهذا ما أشار اليه نبينا محمد -ص- عندما قال: 'لا تزال طائفة من أمتي على الدين ظاهرين لعدوهم قاهرين، لا يضرهم من خالفهم إلا ما أصابهم من لأواء، قالوا: يا رسول الله أين هم؟ قال: في بيت المقدس، وأكناف بيت المقدس.


فلسطين أون لاين
منذ 4 أيام
- فلسطين أون لاين
الموت جوعًا.. أطفال غزة يطلبون الخبز والأمهات ينهارْن صمتًا
غزة/ مريم الشوبكي: في أحد أحياء غزة المنهَكة، استيقظت طفلة لم تتجاوز الثالثة من عمرها تتوسّل لأمّها بصوت مبحوح: "ماما، بدي خبزة." لم تجد الأم ما تقوله سوى: "والله يا ماما، ما في طحين."، فانهارت الصغيرة باكية بحرقة، وكأن البكاء آخر ما تبقّى لها من طاقة. تروي الأم، مريم عبد العال، تفاصيل ما حدث وكأنها تحاول تصديق الواقع: "بحثتُ مع شقيقاتها الثلاث في زوايا البيت، فعثرن على قطعة خبز يابسة تُركت منذ ثلاثة أيام، بدأت أطرافها تتعفّن. بلّلناها بقليل من زيت القلي حتى تلين، وقطّعناها إلى لقيمات صغيرة وزّعناها بينهن. ثم أعددتُ لهن ما أسمّيه شوربة، وهي حفنة من لسان عصفور قديم ممزوج ببعض الدقيق والحصى الذي لا يصلح إلا للطيور. نخّلته، وطبخته بالماء والملح، فحتى مكعّبات مرق الخضار اختفت من الأسواق." هذا المشهد ليس استثناءً، بل مرآة لما تعيشه آلاف العائلات في غزة: جوع، عجز، وبكاء صامت يمتدّ على موائد فارغة. "خبزة بس" تجلس أم ساجد حمد، نازحة من بيت حانون شمال القطاع إلى غرب مدينة غزة، وتحدّثنا بانكسار وحسرة: "الصغير إيش فهمه باللي بصير حوله؟ بنتي الصغيرة ما بدها عدس، ولا رز، بس بدها خبزة. كل شوي بتقولي: بدي خبزة يا ماما. طيب شو أعمل؟ كيلو الطحين صار سعره غالي كتير، ومش بكفي لعيلة من 9 أفراد ليوم واحد. تعبنا يا الله." الطلب بسيط: رغيف خبز. لكن في غزة، حتى البسيط أصبح مستحيلاً. أمومة الجوع تقول هنادي أبو الخير، وهي أم لخمسة أطفال نازحة في بيت أقرباء لها بحي الشيخ رضوان: "أهرب من أطفالي إلى غرفة أخرى لأبكي وحدي، هربًا من سؤالهم: ماما، جوعانين... بدنا خبز. قلبي يتفتّت حين يقول لي طفلي: ما شبعت من ربع الخبزة، بدي كمان ربع. لكن هذا الجزء كان حصتي، وما بقى عندنا طحين." وتضيف لصحيفة "فلسطين": "اليوم لما نزل زوجي على السوق يدور على أي شيء نأكله بدل الدقيق اللي صار حلم، انصدم بأسعار الأرز، والبرغل، والعدس، والمعكرونة، والفريكة، اللي صارت بأكثر من 100 شيكل للكيلو الواحد." هكذا تُختصر الأمومة في غزة اليوم: في التظاهر بالقوة، والكذب الأبيض على البطون الخاوية، والبكاء خلف الأبواب المغلقة. الماء الفارغ لطالما تأثرت أجيال بقصة المرأة التي كانت تغلي الماء في قدر فارغ لتُسكت صغارها. كنّا نراها حكاية من زمن بعيد، لكن غزة تعيشها اليوم من جديد – بوجهٍ أكثر قسوة، وفي بعض الأحيان لا تجد نساء غزة حتى الحطب لفعل ذلك. الأسواق باتت خاوية. الأسعار تضاعفت بشكل جنوني، وكيس الدقيق – إن وُجد – يُباع بأكثر من 2000 شيكل (500 دولار)، وهو ما يعجز عنه معظم سكان القطاع. يقول أبو يزن عليان، أب لثمانية أفراد: "مشيت أكثر من 6 ساعات باليوم أدوّر على كيس طحين. لقيت تاجر بيبيعه بسعر خيالي، لكن ما معي إلا بضع شواقل. رجعت البيت بخفي حنين، وعيون أولادي تلاحقني: جبت خبز يا بابا؟" أرقام مفزعة وفق أحدث تقارير برنامج الأغذية العالمي (WFP) ومنظمة أوكسفام، فإن 100% من سكان قطاع غزة يعانون من انعدام الأمن الغذائي الحاد، وأكثر من نصفهم في المرحلة الخامسة الكارثية من التصنيف المتكامل (IPC). منظمة الصحة العالمية (WHO) أعلنت عن وفاة أكثر من 27 طفلًا بسبب الجوع وسوء التغذية، غالبيتهم في شمال القطاع. ووفق منظمة أنقذوا الأطفال (Save the Children)، فإن نحو 90% من أطفال غزة يعانون من سوء تغذية حاد، مع ظهور أعراض تقزّم وبروز عظام وتساقط شعر. رغم النداءات المتكررة، لا تزال المساعدات الإنسانية تصل بشكل متقطع وغير منتظم، وتخضع للرقابة والمنع. قال المفوض العام لـ"أونروا"، فيليب لازاريني: "نحن أمام كارثة غير مسبوقة. الأطفال يموتون من الجوع في غزة. نحتاج إلى وقف فوري لإطلاق النار، وممرات إنسانية آمنة، الآن." لكن صرخات الأمهات، وصدى الجوع في بطون الأطفال، لا تزال تصطدم بجدار الصمت الدولي، وتُترَك لتتردّد بين أزقّة البيوت المظلمة، التي لم تعد تُشعل فيها النيران... لا للطبخ، ولا للدفء... فقط للبكاء.


جريدة الايام
منذ 4 أيام
- جريدة الايام
"شاليه الطائرة" في قِفّين.. تعويض الحرمان من الطيران!
قفين/ طولكرم - أ ف ب: على تلة في شمال الضفة الغربية المحتلة غير بعيدة من الجدار الفاصل مع إسرائيل، أقام شاب فلسطيني بيت ضيافة على شكل طائرة يأمل بأن يستقطب السكان المحرومين من المطارات والسفر. ويقول صاحب البيت منور هرشة (27 عاماً) لوكالة فرانس برس: "هذا هو الهدف، بما أنه لا توجد لدينا طائرات ولا توجد لدينا مطارات، الناس تفضل المجيء إلى هنا"، خصوصاً الأطفال. صمّم هرشة البيت وبناه بنفسه بمساعدة شقيقَيه، كطائرة بيضاء اللون بذيل أحمر. ويضم البيت غرفة نوم رئيسية في المقدمة، وأخرى للأطفال في الذيل. ويراوح سعر استئجار البيت بين نحو 300 و600 دولار لليلة الواحدة. ويقول هرشة: إن المشروع "غريب، حلو ومميز، جديد على المنطقة وعلى فلسطين". ولقي البيت، الذي كتب على جانبه "شاليه الطائرة" بالعربية والإنكليزية، رواجاً على منصات التواصل الاجتماعي. ويشرح هرشة أنه كان يود رفع العلم الفلسطيني على البيت وتسمية الطائرة "ملكة فلسطين"، لكنه لم يقم بذلك "بسبب الأوضاع الصعبة". ويقع بيت الضيافة في المنطقة المصنفة جيم (C)، والتي تغطي 60 في المئة من مساحة الضفة الغربية. وتخضع هذه المنطقة للسيطرة الإسرائيلية بالكامل. تحتل إسرائيل الضفة الغربية منذ العام 1967، وغالباً ما تقوم بهدم المنازل التي تبنى في المنطقة "جيم" المكونة في الغالب من قرى وأراضٍ ريفية. وكانت الأراضي الفلسطينية تضم مطارَين، أحدهما في القدس الشرقية والآخر في مدينة رفح بجنوب قطاع غزة، أوقف العمل بهما خلال الانتفاضة الثانية التي اندلعت في العام 2000. وما تبقى من مطار قلنديا في القدس الشرقية أصبح اليوم معزولاً عن بقية الضفة الغربية بسبب الجدار الفاصل. ورغم التحديات وخطر الهدم، يحثّ هرشة "كل شخص لديه أرض أن يعمل ويستثمر فيها طالما هناك فكرة وتشجيع"، مؤكداً عزمه على توسيع مشروعه. ويوضح: "إن شاء الله بعد هذه الطائرة، العام القادم سنبني سفينة"، سعياً للتعويض على السكان الذين لم يتح لهم المجال برؤية مراكب حقيقية في البحر بسبب القيود المفروضة عليهم. ويقول هرشة: "نحن شعب نخسر الأشياء باستمرار، أرضنا، حقوقنا، حياتنا".