logo
بسبب عراقيل النظام.. شركات فرنسية تستعد لمغادرة السوق الجزائرية

بسبب عراقيل النظام.. شركات فرنسية تستعد لمغادرة السوق الجزائرية

هبة بريس١٢-٠٥-٢٠٢٥

هبة بريس
في خضم التصعيد المتواصل للتوتر الدبلوماسي بين باريس والجزائر، بدأت تظهر مؤشرات ملموسة تثير قلقًا متزايدًا لدى الأوساط الاقتصادية الفرنسية، وسط تساؤلات جدية حول مستقبل الشراكة بين البلدين، وما إذا كانت فرنسا بصدد فقدان موقعها التاريخي في السوق الجزائرية، لصالح قوى دولية أخرى لا تثقلها عقد الماضي الاستعماري، في وقت تفكر فيه شركات فرنسية كبرى، على رأسها 'رونو'، في مغادرة السوق نهائيًا.
تراجع صادرات المحروقات الجزائرية نحو فرنسا
المحروقات، التي طالما شكّلت العمود الفقري للعلاقات الاقتصادية بين باريس والنظام الجزائري، باتت تشهد تراجعًا مقلقًا.
فوفق بيانات وزارة المالية الفرنسية نقلًا عن 'راديو فرانس'، تمثل هذه المواد نحو 80% من صادرات الجزائر نحو فرنسا، ومع ذلك، تراجعت واردات باريس من النفط والغاز الجزائري بأكثر من 10% خلال العام الماضي، مقابل ارتفاع كبير في استيرادها من الهيدروكربورات الأمريكية، ما يشير بوضوح إلى تغير في التوازنات لصالح شركاء أكثر موثوقية.
ولا تزال فرنسا ثاني أكبر شريك تجاري للجزائر، حيث تصدّر لها منتجات متنوعة تشمل قطع غيار السيارات والمعدات الصناعية والمواد الصيدلانية، وقد نمت هذه الصادرات بنسبة 6.6%، مما ساعد على تقليص العجز التجاري الفرنسي بنحو 1.5 مليار يورو.
ومع ذلك، تُصرّ وزارة المالية الفرنسية على تقديم صورة مطمئنة، مشيرة إلى أن التبادل التجاري لا يزال مستقرًا، وأن الجزائر تحتل المرتبة الثالثة إفريقيًا كشريك اقتصادي بقيمة تبادل بلغت 4.8 مليارات يورو، بعد المغرب (7.4 مليارات) وقبل تونس (3.4 مليارات).
قرارات جزائرية أحادية
ولكن خلف هذه الأرقام، يكشف الواقع الميداني عن أجواء أقل تفاؤلًا. فقد قررت الجزائر من جانب واحد إلغاء مشاركتها في معرض الفلاحة الدولي في باريس، وألغت اجتماعًا مهمًا كان مرتقبًا بين اتحاد أرباب العمل الجزائريين ومنظمة MEDEF الفرنسية.
ورغم نفي السلطات الجزائرية وجود قرار رسمي بتجميد عمليات التوطين البنكي الخاصة بالواردات، فإن العديد من الفاعلين الاقتصاديين يؤكدون استمرار العراقيل الإدارية التي تكبل حركة التجارة، مما يضع الشراكة الاقتصادية بين البلدين في حالة من الشك وعدم الاستقرار.
تبعية جزائرية للمنتجات الفرنسية
ولن يكون تفكيك العلاقات الاقتصادية المتشابكة بين الطرفين سهلًا، خصوصًا مع استمرار التبعية الجزائرية للعديد من المنتجات والخدمات الفرنسية الحيوية، مثل تحسينات الخبز ومشتقات الحليب، وقطع غيار شاحنات الإطفاء، فضلًا عن صيانة أنظمة المعاملات البنكية من قبل شركة Thalès.
ورغم وجود أكثر من 450 شركة فرنسية تنشط في الجزائر، من بينها TotalEnergies وEngie وSanofi، فإن فرنسا فقدت جزءًا كبيرًا من هيمنتها قبل اندلاع الأزمة الأخيرة، فمثلاً، كانت تسيطر على 90% من واردات الجزائر من القمح الطري حتى 2019، لكنها اليوم خارج السوق بسبب المنافسة الروسية والأوكرانية.
وفي مقابل هذا التراجع الفرنسي، صعدت إيطاليا كلاعب اقتصادي جديد، خصوصًا بعد وصول جورجيا ميلوني إلى رئاسة الحكومة، حيث تُوّجت زياراتها المتكررة للجزائر بعقد شراكات استراتيجية في الزراعة ونقل التكنولوجيا، تزامنًا مع دخول شركة FIAT الإيطالية إلى السوق الجزائرية، في وقت توقف فيه مصنع Renault بوهران، الذي تأسس سنة 2014 باستثمار بلغ 50 مليون يورو.
الخروج النهائي لشركة فرنسية من الجزائر
ووفق ما نقلته الإذاعة الفرنسية، فإن توقف مصنع Renault قد يكون مقدمة لخروج نهائي للشركة من الجزائر خلال هذا العام، بفعل العراقيل التنظيمية وتدهور العلاقات الثنائية.
أما في قطاع الطاقة، فقد دخلت كل من ألمانيا والولايات المتحدة في خط التعاون مع شركة سوناطراك لتطوير مشاريع المحروقات البحرية، في خطوة تُظهر مساعي الجزائر إلى تنويع شركائها، حيث يظل هذا التنويع نابعًا من اضطرار سياسي لا من منطق اقتصادي متوازن.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

الناظور.. أسعار 'الدوارة' تتجاوز 200 درهما و'الكبدة' تصل إلى 180 درهما
الناظور.. أسعار 'الدوارة' تتجاوز 200 درهما و'الكبدة' تصل إلى 180 درهما

هبة بريس

timeمنذ ساعة واحدة

  • هبة بريس

الناظور.. أسعار 'الدوارة' تتجاوز 200 درهما و'الكبدة' تصل إلى 180 درهما

هبة بريس – محمد زريوح يشهد إقليم الناظور في الأيام الأخيرة ارتفاعًا غير مسبوق في أسعار أحشاء المواشي، خاصة الكبدة والدوارة، مع اقتراب عيد الأضحى المبارك، حيث تجاوز سعر الدوارة 200 درهم، والكبدة 180 درهم للكيلوغرام، وهو ما أثار استغراب السكان في ظل تراجع الطلب على الخرفان هذه السنة. ويأتي هذا الارتفاع رغم صدور أوامر ملكية ضمنية تحث المواطنين على عدم ذبح الأضحية في عيد الأضحى، تماشيًا مع الظروف الاقتصادية الصعبة التي تمر بها البلاد. وقد كان الهدف من هذه التوجيهات تخفيف العبء على الأسر والمساهمة في استقرار الأسعار خلال فترة العيد. غير أن بعض التجار استغلوا غياب الرقابة الفعلية في الأسواق المحلية لرفع الأسعار بشكل غير مبرر، مما أثار غضب واستياء المواطنين الذين وجدوا أنفسهم أمام موجة من الغلاء في وقت تراجعت القدرة الشرائية لديهم. وطالب سكان إقليم الناظور الجهات المختصة بالتدخل السريع والحازم لوضع حد لهذا الاستغلال، وتعزيز مراقبة الأسواق لضمان استقرار الأسعار وحماية حقوق المستهلكين، خصوصًا في فترة عيد الأضحى التي تمثل مناسبة اجتماعية مهمة. ويبقى التساؤل مطروحًا حول جدية وفاعلية الرقابة الحكومية في مواجهة هذه الزيادات غير المبررة، ومدى استعداد السلطات لاتخاذ الإجراءات اللازمة للحفاظ على التوازن الاقتصادي والاجتماعي في الإقليم.

السعودية تبدأ في تنفيذ أول تطبيق لنقل البضائع والركاب عبر التاكسي الطائر
السعودية تبدأ في تنفيذ أول تطبيق لنقل البضائع والركاب عبر التاكسي الطائر

زنقة 20

timeمنذ ساعة واحدة

  • زنقة 20

السعودية تبدأ في تنفيذ أول تطبيق لنقل البضائع والركاب عبر التاكسي الطائر

زنقة 20. الرباط تعمل وزارة النقل السعودية وشركة فلاي ناو العربية، المتخصصة في النقل الجوي الحضري في المملكة، على البدء في تنفيذ أول تطبيق لنقل البضائع والركاب، بحسب ما ذكرته إيفون وينتر الرئيسة التنفيذية للشركة، في تصريحات صحفية. وقالت وينتر 'إن الشركة تعتزم بدء تنفيذ المشروع خلال هذا العام في جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية (كاوست) كمشروع تجريبي، بالتعاون مع وزارة النقل، إذ تهدف الشركة لنقل البضائع لمسافة تصل إلى مليون ميل قبل الانتقال إلى نقل الأشخاص عبر المناطق المأهولة بالسكان'. وتطمح 'فلاي ناو العربية' إلى تحقيق نقلة في مجال النقل الجوي بحلول عام 2030، مع جعل الرياض أول مدينة في العالم تضم 'تاكسي جوي' حقيقي بدون طيار، مشيرة إلى أن هذا المشروع يعكس طموح السعودية في مواكبة التطورات العالمية في مجال النقل الذكي والمستدام، ويبرز التزامها بالابتكار والتطوير بالتعاون مع جهات مختلفة لتعزيز القدرات المحلية في هذا المجال. وأوضحت وينتر أن 'فلاي ناو العربية'، التي تأسست في عام 2019 في سالزبورغ، بالنمسا، عملت على تطوير نماذج مروحيات كهربائية ت عرف باسم 'إيكوبتر'، وهي طائرات قادرة على الطيران آليا ضمن مسارات محددة مسبقا ، ما يسهم في نقل فع ال للبضائع والركاب. وذكرت أن الخيارات المتاحة للشركة تشمل نقل البضائع بقدرة تحميل تصل إلى 200 كيلوغرام، وامتداد طيران يصل إلى 50 كيلومترا بسرعة 130 كيلومترا في الساعة، كما تتضمن الخيارات سيارات أجرة جوية لشخص أو شخصين بهدف استبدال وسائل النقل الأرضية التقليدية مثل أوبر. وأشارت وينتر إلى الإحصائيات المتعلقة بعدد السائقين في الرياض، حيث يبلغ عددهم نحو 500 ألف سائق أجرة، مشددة على الإمكانات الكبيرة التي يمكن تحقيقها من خلال تكنولوجيا الطيران الآلي التي تعتمدها الشركة، التي ت غني عن الحاجة إلى طيار، ما يشير إلى تحول جذري متوقع في بيئة النقل الحضري. وأكدت الرئيسة التنفيذية لشركة فلاي ناو العربية، أن تكلفة الطائرة الجديدة 'إيكوبتر' تبلغ نحو 350 ألف يورو (نحو 1.4 مليون ريال)، في حين تراوح أسعار الطائرات المنافسة بين 10 و15 مليون يورو (أكثر من 40 مليون ريال سعودي)، مشيرة إلى أن هذه الأسعار المنخفضة للطائرة 'إيكوبتر' ت مك ن الشركة من تقديم خدمات التاكسي الجوي بأسعار مماثلة لركوب التاكسي التقليدي.

المغرب ضمن قائمة أكثر الدول طلباً لتأشيرة 'شنغن' في 2024
المغرب ضمن قائمة أكثر الدول طلباً لتأشيرة 'شنغن' في 2024

LE12

timeمنذ 3 ساعات

  • LE12

المغرب ضمن قائمة أكثر الدول طلباً لتأشيرة 'شنغن' في 2024

كشف تقرير حديث صادر عن موقع 'SchengenVisaInfo' أن وتعد فرنسا الوجهة الأكثر طلباً من طرف المغاربة، حيث استقبلت أكثر من 310,000 طلب، لتحتل بذلك المرتبة الأولى، بينما جاء المغاربة في المرتبة الثانية كأكثر الجنسيات طلباً للتأشيرة الفرنسية بعد الجزائريين. وسجلت نسبة رفض طلبات المغاربة تأشيرة 'شنغن' حوالي 23.06%، فيما تصدرت النمسا قائمة الدول الأعلى في معدل الرفض بنسبة بلغت 49.12%. وفي جانب التكاليف، أنفق المغاربة ما يقارب 47.3 مليون يورو على طلبات 'شنغن'، منها 10.9 مليون يورو على طلبات تم رفضها. وتبرز هذه المعطيات رغبة قوية لدى المغاربة في السفر إلى أوروبا، مما يسلط الضوء على الحاجة لمراجعة وتبسيط الإجراءات المتعلقة بالتأشيرات.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store