logo
"شل إسرائيل" لا يردع نتنياهو عن مواصلة الحرب

"شل إسرائيل" لا يردع نتنياهو عن مواصلة الحرب

Independent عربيةمنذ 4 ساعات
استبق رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، مشاهد الأحد المتمثلة في خروج عشرات الآلاف إلى الشوارع تحت شعار "إضراب الشعب لشل الدولة" للضغط على الحكومة من أجل إنهاء الحرب والموافقة على الصفقة، وأعلن رفضه قبول أي مقترح لا يشمل "الكل مقابل الكل"، رداً على وثيقة قدمتها مجموعة من مسؤولين كبار في الأجهزة الأمنية دعوا فيها إلى عدم تفويت الفرصة بقبول صفقة جزئية وفق مقترح ويتكوف، وادعوا فيها، وفق مطلعين على سير المفاوضات، أن حركة "حماس" غيرت نهجها بالنسبة إلى المواقف التي عرضتها قبل ثلاثة أسابيع وأدت إلى انفجار المحادثات، وبأنها مستعدة لصفقة جزئية.
الوثيقة أرسلت إلى نتنياهو على خلفية موقفه الأخير برفض تل أبيب إبرام صفقة جزئية، وبأنها ستقبل صفقة شاملة فقط يفرج بموجبها عن جميع الأسرى مقابل إنهاء الحرب وفق شروط إسرائيل، بما في ذلك إبقاء وحدات عسكرية في القطاع، أي عدم إنهاء الحرب وانسحاب الجيش مقابل إعادة جميع الأسرى والجثث الـ50 المحتجزين لدى "حماس" داخل أنفاق غزة.
وبحسب المتخصص السياسي براك رابيد وهو ضابط سابق في وحدة الاستخبارات 8200 ولديه علاقات وثيقة مع أمنيين وعسكريين، فإن الوثيقة التي عرضت على نتنياهو يفترض عدم رفضها، مؤكداً "لا أعتقد أن رئيس حكومة في أية دولة في هذا العالم يمكنه بعد عامين من الحرب أن يتجاهل مثل هذه الوثيقة. لقد وصلت نتنياهو الآن بسبب موقفه الجديد بأن إسرائيل تسير فقط نحو صفقة شاملة، لذلك كتبت الأمور بالأسود على الأبيض، ومن غير المعقول تجاهلها أو رفضها لأنه بذلك يفوت فرصة لا يمكن تعويضها، وهذا ما أكده معدو الوثيقة".
تسوية دائمة متعددة المراحل
على طاولة المفاوضات يطرح مقترح محدث لمقترح ويتكوف. وبحسب مسؤولين إسرائيليين، أعدته واشنطن بعد محادثات حركة "حماس" مع الوسطاء في القاهرة والمحادثات مع إسرائيل، وهو يشكل بنى تحتية لكسر الجمود في المفاوضات، ويعمل الوسطاء على تسريعه قبل انطلاق خطة احتلال غزة.
المقترح يشمل تسوية دائمة متعددة المراحل تبدأ بالمقترح الذي سبق وقدمه المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف، والذي بات معروفاً باسم "مقترح ويتكوف"، وتنتهي بوقف إطلاق نار طويل الأمد.
يهدف المقترح، بحسب الإسرائيليين، إلى "تجنب الاصطدام بالموقف الإسرائيلي الذي يشدد حالياً على التوصل إلى اتفاق شامل وليس صفقة جزئية، وخلال الوقت نفسه ضمان وقف إطلاق نار يحقق الإفراج عن جزء من الأسرى الإسرائيليين مقابل وقف النار".
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
الجديد في المقترح هو مباشرة عمل إدارة مدنية دولية في القطاع خلال فترة وقف إطلاق النار، أي قبل الدخول إلى المرحلة الثانية في مفاوضات إنهاء الحرب، معنى ذلك تخلي "حماس" عن الإدارة المدنية في غزة، وهذا الجانب يخشى الإسرائيليون حتى الآن من قبول الحركة به.
المرحلة الأولى في المقترح تشكل مضمون مقترح ويتكوف مع إدخال تغييرات طفيفة، وبموجبها يُفرج عن 10 أسرى أحياء من بين 20 أسيراً حياً وجثث مع وقف إطلاق النار، على أن تبدأ خلال ذلك مفاوضات المرحلة الثانية حول إنهاء الحرب، بما في ذلك نزع سلاح "حماس" وإخراج قادتها من القطاع ومن ثم نقل المسؤولية المدنية إلى جهة دولية.
هذا المقترح، بحسب ما أكد إسرائيليون بعد محادثات لهم مع نظرائهم الأميركيين، سيكون الخيار الأخير لـ"حماس" قبل احتلال كامل للقطاع. وأكد الإسرائيليون حصولهم على دعم أميركي كامل لاحتلال القطاع في حال رفضت حركة "حماس" المقترح المعدل.
رئيس "الموساد" ديفيد برنياع، خلال لقائه في الدوحة رئيس حكومة قطر لمناقشة صفقة الأسرى ووقف إطلاق النار، أوضح أن عدم البدء في تنفيذ قرار احتلال غزة ليس لكونه قراراً يندرج ضمن حرب نفسية أو خدعة، بل لأن الجيش ينتظر رد "حماس" النهائي على المفاوضات التي تجري حالياً.
وبينما ذكرت وثيقة الأمنيين حدوث تغيير في موقف "حماس" حول الصفقة، شكك فريق التفاوض والمستوى السياسي في التغيير الظاهر بموقف "حماس"، لكن معظم المسؤولين يرون أنه إذا أمكن تحقيق الإفراج عن نصف الأسرى في الأقل ضمن مقترح ويتكوف المعدل، يجب القبول به.
وتناقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن مسؤول إسرائيلي كبير، أن "التزام إسرائيل يشمل جميع المختطفين، ومن غير المؤكد مدى استعداد 'حماس' لتنفيذ الشروط، كون أي قرار يعتمد على حجم ضغط إيران، وعلى مدى اقتناع قيادة الحركة بأن الجيش ماض فعلاً نحو السيطرة الكاملة على رغم الخلافات الداخلية في إسرائيل".
إضراب الشعب
إزاء هذه النقاشات وموقف نتنياهو الرافض لأية صفقة جزئية، وبينما يشمل المقترح المتداول اليوم على طاولة المفاوضات صفقة على مراحل، شهدت إسرائيل منذ صباح اليوم الأحد موجة احتجاجات وتظاهرات في أكثر من 350 موقعاً بمعظم أرجاء إسرائيل، شملت إغلاق شوارع وخروج عشرات الآلاف الذين أضربوا عن العمل بهدف "شل إسرائيل".
يوم الاحتجاج بدأ منذ الساعة السادسة والنصف صباحاً، وهو الموعد الذي شنت فيه "حماس" هجومها على إسرائيل في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) عام 2023، بعدما تجمع عشرات الآلاف في تل أبيب حول الميدان الذي أطلق عليه اسم "ميدان المخطوفين"، فيما أغلق مئات من الأكاديميين في جامعة "تل أبيب" طرقاً مركزية تشكل شريان الحركة من الاتجاهين، وصرخوا يطالبون بإعادة الأسرى لدى "حماس" ووقف الحرب.
التجاوب للإضراب لم يأت على قدر الغضب والهدف بإعادة جميع الأسرى وإنهاء الحرب، إذ كانت الدعوة لمشاركة المليون، لكن أعمالاً تجارية كثيرة تابعة للمؤسسة العمالية المعروفة باسم "هستدروت العمال" لم تنضم إلى الإضراب، واقتصر دعمهم على السماح للعمال الذي يريدون الانضمام للاحتجاجات بالإضراب.
المشاركة شملت شركات خاصة ومجالس محلية وجامعات وهيئات في الاقتصاد، ووصل متظاهرون حتى أمام بيوت الوزراء والنواب من الائتلاف. وحملوا نتنياهو مسؤولية إخفاق السابع من أكتوبر، والخطر على حياة الأسرى الأحياء.
"إنها وصمة عار للحكومة، على نتنياهو أن يستقيل فوراً من دون لجنة تحقيق رسمية، وإن كان من الواجب أن تقوم في أقرب وقت ممكن"، قال المتظاهرون، وأضاف مسؤول باسم أهالي الأسرى "بدلاً من أن يجعل نتنياهو إعادة المخطوفين أهم مهامه ترك حياتهم معرضة للخطر، وأعد خطة لاحتلال غزة. عائلات المخطوفين مصدومة وخائفة من إصابة محتملة للمخطوفين. الخوف يقض مضاجعنا".
وأكد منتدى عائلات الأسرى، أن الهدف من يوم الغضب هذا الضغط على الحكومة لإبرام صفقة تبادل مع "حماس" فوراً.
احتلال بدل الصفقة
الرئيس السابق لحركة "ميرتس" السياسي المخضرم يوسي بيلين رد على تهديدات المستوى السياسي وما أعلنه رئيس "الموساد" ديفيد برنياع، حول عملية احتلال غزة بالقول "الوضع لا يحتمل أن نعود إلى غزة. إنهم يشرحون لنا مرة أخرى بنغمة مفعمة بالثقة، وبعد 10 ساعات من مداولات قيادات إسرائيل، بأن هذه المرة الأمر سينجح". وأضاف بيلين "هذا القرار جاء للضغط على 'حماس'. لكن يحتمل أن هذا معد لأن يبقي وزير المالية في الحكومة لزمن ما آخر. يحتمل أن خلال الزمن المتبقي حتى الهجوم على غزة ستحصل أمور تمنعه. لعل ترمب يقتنع بأن هذا لا داع له، ولا تكون له الرغبة في أن يشاهد طرد مليون نسمة من غزة بعدما تمكنوا حتى الآن من العيش بعدما طردوا من مكان إلى مكان مرات عديدة خلال العامين الأخيرين. بعد كل شيء هذه ليست ورقة مظفرة لتلقي جائزة (نوبل) للسلام في أوسلو".
وحذر بيلين "التنازل عن المخطوفين والسماح لـ'حماس' بمواصلة إدارة القطاع لأجل إنهائها كان ينبغي تنفيذه منذ زمن بعيد، بأن يتحدد من سيحكم في غزة بعد أن يخليها الجيش الإسرائيلي، وهذا بالضبط ما يمنعه نتنياهو بنجاح من ناحيته. ليس سراً أن لديه إسناداً كاملاً في العالم العربي، بغالبيته العظمى، وفي العالم على حد سواء، ليمنع 'حماس' من أن تحكم في غزة. حتى الحركة نفسها تفهم هذا. لكنه وحيد في معارضته لأن تعود السلطة الفلسطينية المرشحة الوحيدة لأخذ المسؤولية عن هذا المكان الرهيب. ليس واضحاً الهوس الذي طوره نتنياهو تجاه السلطة المنسقة بصورة وثيقة جداً جداً مع إسرائيل، أمنياً بالأساس. هذا هو المفتاح. لن يكون حكم في غزة إذا لم تعد السلطة الفلسطينية إلى هناك، ونحن سنبقى فيها طالما ظل نتنياهو يصر على منعها من العودة إلى غزة".
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

الرياض: العربية.نت والوكالات
الرياض: العربية.نت والوكالات

العربية

timeمنذ 2 ساعات

  • العربية

الرياض: العربية.نت والوكالات

أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب، اليوم الأحد، عن إحراز "تقدم كبير" بشأن إنهاء الحرب بين روسيا وأوكرانيا، بعد يومين من قمة عقدها مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين في ألاسكا بهذا الصدد. وكتب ترامب على منصته "تروث سوشال": "تقدم كبير حول روسيا. ترقبوا الأخبار!"، بدون أن يورد مزيداًَ من التفاصيل. من جهته، أكد المبعوث الأميركي الخاص ستيف ويتكوف، الأحد، أن روسيا قدمت "بعض التنازلات" في ما يتصل بخمس مناطق أوكرانية أعلنت ضمها. وقال ويتكوف لشبكة "سي إن إن" الأميركية: "قدم الروس بعض التنازلات بشأن كل هذه المناطق الخمس"، في إشارة إلى دونيتسك ولوغانسك وخيرسون وزابوريجيا التي تسيطر عليها روسيا جزئياً، وأعلنت ضمها إلى أراضيها في 2024، بالإضافة لشبه جزيرة القرم التي ضمّتها موسكو في 2014. كما كشف المبعوث الأميركي الخاص أن ترامب اتفق مع بوتين على "ضمانات أمنية متينة" لأوكرانيا خلال قمتهما في ألاسكا، قائلاً: "اتفقنا على ضمانات أمنية متينة أصفها بأنها تغير المعادلة". إلى ذلك، أكد ويتكوف أن بوتين وافق خلال قمته مع ترامب على السماح للولايات المتحدة وحلفائها الأوروبيين بتقديم ضمان أمني لأوكرانيا يشبه تفويض الدفاع الجماعي لحلف شمال الأطلسي (الناتو)، وذلك كجزء من اتفاق محتمل لإنهاء الحرب. وأوضح قائلاً: "تمكنا من انتزاع التنازل التالي: أن تتوفر إمكانية للولايات المتحدة من تقديم حماية شبيهة بالمادة 5 من معاهدة حلف شمال الأطلسي، التي تمثل أحد الأسباب الجوهرية التي تدفع أوكرانيا إلى الرغبة في الانضمام إلى حلف الناتو". من جانبه، قال وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو لشبكة "سي بي إس"، اليوم الأحد، إن الولايات المتحدة ستواصل محاولاتها لوضع سيناريو للمساعدة في إنهاء الحرب في أوكرانيا، لكن ربما لا تتمكن من تحقيق ذلك. وأضاف روبيو: "إذا لم يكن التوصل إلى السلام ممكناً.. واستمرت الحرب، سيتواصل موت الناس بالآلاف.. قد يحدث ذلك للأسف، لكننا لا نريد ذلك". يأتي هذا بينما أكد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الأحد، أنه لا يرى "أي مؤشر" على استعداد روسيا لعقد قمة ثلاثية مع الولايات المتحدة، وذلك عشية لقائه ترامب في واشنطن، بعد أيام من اجتماع الأخير ببوتين. وقال زيلينسكي خلال مؤتمر صحافي مشترك في بروكسل مع رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين: "في هذه المرحلة، لا يتوافر أي مؤشر من جانب روسيا إلى أن القمة الثلاثية ستعقد". من جهتها، قالت فون دير لاين إنه يجب ألا تكون هناك قيود على القوات المسلحة الأوكرانية أو المساعدات الخارجية لكييف. وأضافت: "ينبغي ألا تكون هناك قيود على القوات المسلحة الأوكرانية، سواء كان ذلك بالتعاون مع دول أخرى أو عبر تلقي المساعدة منها. لا قيود على القوات المسلحة الأوكرانية". كما رحبت رئيسة المفوضية الأوروبية باقتراح ترامب تقديم ضمانات أمنية لأوكرانيا مستلهمة من معاهدة حلف شمال الأطلسي (الناتو)، في إطار المساعي لوضع حد للحرب مع روسيا، مشددةً على وجوب أن تتمكن أوكرانيا من الحفاظ على وحدة أراضيها.

صحيفة.. إسرائيل تضرب عمق الحوثيين في صنعاء
صحيفة.. إسرائيل تضرب عمق الحوثيين في صنعاء

الأمناء

timeمنذ 2 ساعات

  • الأمناء

صحيفة.. إسرائيل تضرب عمق الحوثيين في صنعاء

أكد الجيش الإسرائيلي الأحد قصفه منشأة للطاقة يستخدمها الحوثيون، في خطوة تمثل تصعيدا نوعيا في المواجهة، وتهدف إلى قطع شريان حيوي تعتمد عليه الجماعة المدعومة من إيران في مناطق سيطرتها بصنعاء، وذلك بعد أيام من اعتراض صاروخ أطلق من اليمن. وهذه الضربة الإسرائيلية ليست مجرد رد فعل، بل هي رسالة واضحة تُؤكد على قدرة إسرائيل على الوصول إلى أهداف في العمق اليمني، وتُبرز استمرار التوتر الإقليمي رغم محاولات التهدئة. وفي خطوة وصفت بالاستراتيجية، قال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي إن الجيش "هاجم أهدافا إرهابية في عمق اليمن... مستهدفا بنى تحتية للطاقة" تابعة للحوثيين في منطقة العاصمة صنعاء التي يسيطرون عليها، دون تحديد الموقع بدقة. ونقلت صحيفة "يديعوت أحرونوت" عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله "تعرضت منشآت بنية تحتية للطاقة يستخدمها النظام الحوثي الإرهابي للهجوم، على مسافة تبعد نحو 2000 كيلومتر من إسرائيل". من جهتها، أفادت قناة المسيرة التابعة للحوثيين نقلا عن الدفاع المدني بأن "عدوانا (أميركيا صهيونيا) استهدف محطة حزيز لتوليد الكهرباء بمديرية سنحان جنوب العاصمة صنعاء". ولم ترد تقارير فورية عن تسجيل إصابات. ونقلت قناة المسيرة عن مسؤول حوثي قوله إن فرق الدفاع المدني تمكنت من السيطرة على حريق نتج عن القصف. ويظهر استهداف البنية التحتية للطاقة ليس عملا عشوائيا، فالكهرباء هي شريان الحياة في أي مجتمع، واستهداف محطة حيوية لتوليدها يعكس استراتيجية تستهدف إضعاف قدرة الحوثيين على الصمود وإدارة مناطقهم الخاضعة لسيطرتهم. وهذا التكتيك ليس جديدا، ففي مايو الماضي، تعرضت محطة حزيز وعدد من المحطات الأخرى في صنعاء لضربات مماثلة من قبل الولايات المتحدة وإسرائيل. وتؤكد هذه الهجمات المتكررة على نفس المواقع على أنها أهداف استراتيجية في نظر التحالف الذي يقف في وجه الحوثيين. ومنذ بدء الحرب في قطاع غزة في السابع من أكتوبر 2023 إثر هجوم غير مسبوق شنّته حركة حماس على جنوب إسرائيل، يطلق المتمردون الحوثيون باستمرار صواريخ بالستية وطائرات مسيّرة باتجاه الدولة العبرية، يتمّ اعتراض معظمها. كما يشنّ الحوثيون هجمات في البحر الأحمر على سفن تجارية يتّهمونها بالارتباط بإسرائيل، مبررين ذلك بأنها تصبّ في إطار إسنادهم للفلسطينيين في غزة. وتردّ إسرائيل على هذه الهجمات بضرب مواقع تخضع لسيطرة الحوثيين في اليمن. والخميس، أعلن الجيش الإسرائيلي اعتراض صاروخ أطلق من اليمن. وتبنى الحوثيون لاحقا العملية التي قالوا إنها استهدفت مطار "اللد" بن غوريون. واستأنف الحوثيون أخيرا هجماتهم في البحر الأحمر، مستهدفين سفنا تجارية يتهمونها بالارتباط بإسرائيل، ووسّعوا عملياتهم لتشمل السفن المرتبطة بالولايات المتحدة وبريطانيا، بعدما بدأ البلدان تنفيذ ضربات عسكرية لضمان أمن الممرات المائية في يناير 2024. وهذه التكتيكات التي يتبعها الحوثيون تثير تساؤلات حول أهدافهم الحقيقية، فبينما يزعمون أن هجماتهم هي دعم للفلسطينيين، فإن استهداف سفن تجارية ليس لها علاقة مباشرة بالصراع في غزة يظهر أن لديهم أجندة أوسع. وفي مايو، أعلنت واشنطن عن اتفاق مفاجئ مع الحوثيين وافقت بموجبه على وقف حملة القصف ضد الجماعة مقابل إنهاء هجماتهم على السفن في البحر الأحمر، لكن الحوثيين قالوا إن الاتفاق لم يشمل وقف الهجمات على إسرائيل، مما يؤكد أنهم يستخدمون الصراع في غزة كغطاء لإظهار قوتهم ونفوذهم الإقليمي. وتؤكد إسرائيل مرارا أنها لن تتسامح مع التهديدات الموجهة إليها من أي جهة، ويمثل القصف الذي استهدف منشأة حزيز للطاقة كأحد أبرز الردود على هجمات الحوثيين. ولا يقتصر هذا الرد على المواقع العسكرية، بل يمتد ليشمل البنى التحتية، مما يعكس استراتيجية إسرائيلية لضرب نقاط القوة لدى الجماعة اليمنية. وعلى الرغم من أن الحوثيين تبنوا إطلاق الصاروخ الأخير الذي استهدف مطار "اللد" بن غوريون، فإن فشل الصاروخ في تحقيق هدفه لا يقلل من خطورة التهديد الذي يمثلونه. وينذر استمرار الحوثيين في إطلاق الصواريخ والطائرات المسيرة، ورد إسرائيل بضربات عميقة، بمزيد من التصعيد في المنطقة، إذ أن الصراع في غزة تحول إلى شرارة تشعل نيران التوتر في مناطق أخرى، من البحر الأحمر إلى اليمن. ويظهر أن الحوثيين ليسوا مجرد داعمين للقضية الفلسطينية، بل طرف أساسي في صراع إقليمي أوسع، يستخدمون فيه الدماء الفلسطينية كغطاء لتوسيع نفوذهم.

الأمن الإيراني يقتل 7 مسلحين من جماعة "أنصار الفرقان"
الأمن الإيراني يقتل 7 مسلحين من جماعة "أنصار الفرقان"

Independent عربية

timeمنذ 2 ساعات

  • Independent عربية

الأمن الإيراني يقتل 7 مسلحين من جماعة "أنصار الفرقان"

قتلت قوات الأمن الإيرانية اليوم الأحد سبعة من أفراد مجموعة مسلحة في محافظة سيستان بلوشستان جنوب شرقي البلاد، حسبما ذكرت وسائل إعلام حكومية. وصرح نائب حاكم المحافظة علي ولايتي بور بأن المسلحين، وجميعهم أعضاء في جماعة "أنصار الفرقان"، قُتلوا في وقت مبكر من صباح اليوم، وفقاً لوكالة الأنباء الرسمية "إرنا"، وأضاف ولايتي بور أن المسلحين "كانوا يعتزمون مهاجمة مراكز حساسة وقواعد عسكرية وأمنية". وتصنف إيران جماعة "أنصار الفرقان" منظمة "إرهابية"، والعام الماضي أعلنت المجموعة مسؤوليتها عن هجوم انتحاري أودى بأحد عناصر الشرطة، في سيستان بلوشستان أيضاً. وهذه المحافظة الواقعة على الحدود مع باكستان وأفغانستان من الأفقر في إيران، وتشهد اشتباكات متكررة بين قوات الأمن ومتمردي الأقلية البلوشية. اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) وتضم المحافظة عدداً كبيراً من البلوش، ومعظمهم من المسلمين السنة، على عكس الغالبية الشيعية في إيران. وأمس السبت قُتل شرطي في تبادل لإطلاق النار بالمحافظة مع مسلحين، وأعلنت جماعة "جيش العدل" مسؤوليتها عن الهجوم. وأعلنت الجماعة المتمركزة عبر الحدود في باكستان، مسؤوليتها عن الكثير من الهجمات في الأعوام الأخيرة، بينها هجوم على محكمة يوليو (تموز) الماضي أسفر عن مقتل ستة أشخاص في الأقل.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store