logo
كلمة السر فى نصر العاشر من رمضان

كلمة السر فى نصر العاشر من رمضان

بوابة ماسبيرو٠٩-٠٣-٢٠٢٥

كانت مصر لم تزل فى غمرة الاحتفال بأصداء الانتصار المدوى لحرب رمضان، بينما التقارير الإعلامية تتوالى، وتحليلات أجهزة الاستخبارات الدولية تسعى للإجابة عن تفاصيل السؤال الصعب: كيف أمكن لجيش الصائمين عبور المستحيل؟ وبأى تكتيك استطاعوا غزو اسرائيل وهى نائمة ؟!
تبارت الصحف الإسرائيلية فى جمع ما تيسر من شهادات الهزيمة، وما لبثت أن ارتفعت أصوات المنادين بمعاقبة القادة المتسببين فى "التقصير".. وهى الكلمة التى صارت بمثابة العنوان الأبرز لهزيمة جيش الدفاع الإسرائيلى فى حرب رمضان.
توالت شهور الحزن فى تل أبيب.. اندلعت المظاهرات، وكيلت الاتهامات، وسيق عدد من كبار الجنرالات إلى "لجنة أجرانات".. وفى أول أبريل من عام 1974 صدر تقريرها الخاص بتقصى حقائق ما جرى فى تلك الحرب، الذى وصفه المراقبون الإسرائيليون بـالتقرير "الأشد دوياً من القنبلة".. اليوم نعود لنتذكر ونكتب بمِداد الفخر بعضاً من نتائج هذا التقرير الخطير باحثين عن كلمة السر فى نصر العاشر من رمضان.
"حرب رمضان" كان عنوان أحد أهم الكتب العسكرية التى أصدرتها القوات المسلحة المصرية بعد أن سكت هدير المدافع وبدأت مصر حصاد انتصارها التاريخي.. وكان طبيعياً أن تتوج فصول الكتاب الختامية بأهم العبر والدروس المستفادة التى لخصها خبراء الحرب المصريين.. أما مستهل الكتاب البالغ الدلالة فتمثل فى صفحة الإهداء: "إلى شهداء العرب.. كل شهداء العرب.. من بدر الأولى إلى بدر الثانية (حرب رمضان) وما سوف يتلوها من حروب"!
وبالعودة إلى الكتاب، نقف على أهم ما ورد بخصوص (لجنة أجرانات) والتى حللت أسباب هزيمة اسرائيل فى تلك الحرب الفاصلة.. وهى اللجنة التى تشكلت برئاسة الدكتور "شمعون أجرانات" رئيس المحكمة العليا، وعضوية "موشيه لنداو" قاضى المحكمة العليا، والدكتور "اسحاق نفتالي" مراقب الدولة، والجنرالين "يجال ايادين" و"حاييم لاسكوف" رئيسى الأركان العامة السابقين، كان ما وجهته اللجنة من اتهامات خاصة بأوجه القصور التى تسببت فى هزيمة القوات المسلحة الاسرائيلية فى الحرب كالتالي:
إن مصر وسوريا فاجأتا إسرائيل بالحرب يوم السادس من أكتوبر الساعة الثانية ظهراً، وذلك لأن القيادة الإسرائيلية العليا السياسية والعسكرية لم تقدر حتى ساعات الصباح الباكر ذلك اليوم أن حربًا شاملة على وشك الاندلاع.. وفى الصباح، عندما أصبح واضحًا أن الحرب سوف تشتعل فورًا، افترضت هذه القيادة العليا خطأً أن الحرب لن تبدأ قبل الساعة 1800 (السادسة مساءً).. وتقع هذه الأخطاء الجسيمة فى التقديرات على عاتق شعبة المخابرات برئاسة الأركان العامة، وعلى قسم الأبحاث فى المخابرات الحربية، إذ أخفقا فى توفير الإنذار الكافى للقوات المسلحة الاسرائيلية على نوايا العدو (مصر وسويا).
عندما أعلن رئيس المخابرات الحربية الاسرائيلية أن مصر وسوريا تزمعان شن الحرب فى الساعة السادسة مساءاً على الجبهتين الشمالية والجنوبية، لم يمكن هذا الإنذار القصير المدى أجهزة التعبئة الاسرائيلية من حشد الاحتياط بصورة منظمة، واقتضى العمل بسرعة دون التقيد بالجداول الزمنية مسبقة التجهيز، وأدى هذا الخطأ الثانى إلى مزيد من الارتباك فى استعداد القوات الاسرائيلية النظامية على مختلف الجبهات، وكذا الارتجال والعفوية فى نشرها فى المسرح وخاصة على جبهات قناة السويس.
كانت هناك فى الواقع ثلاثة أسباب جوهرية لهذا الفشل الجسيم انبعثت كلها من تمسكنا بذلك التصور الخاطئ، والذى لم يكن هناك فى الحقيقة ما يبرره.. أما السبب الأول فتمثل فى الآتي:
أ- مصر لن تشن حرباً على إسرائيل إلا بعد أن تضمن لنفسها مهاجمة مطارات وقواعد إسرائيل فى العمق، وخصوصاً مطارات إسرائيل الرئيسية وقواعدها الجوية حتى تتمكن من شل سلاح إسرائيل الجوي.
ب- سوريا لن تشن هجوماً شاملاً على إسرائيل إلا فى وقت واحد مع مصر، وطالما أن مصر لم تتوفر لها القدرة الجوية على مهاجمة مطارات وقواعد إسرائيل فى العمق، فإنها -أى سوريا- بالتبعية لن تجرؤ على خوض القتال.
أما ثانى الأسباب للفشل الإسرائيلى بحسب التقرير فيتمثل فى الثقة المفرطة لدى جهاز المخابرات فى قدرته على إعطاء الإنذار المسبق للتعبئة.. وثالث الأسباب أن المخابرات العسكرية الإسرائيلية فشلت فى تقدير المعلومات وتحليل حشود العدو (مصر وسوريا) بالحجم الذى لم يسبق له مثيل، وراحت تؤكد أن كل هذه الإجراءات إنما هى استعدادات دفاعية من جانب سوريا، وإجراءات مناورة الخريف المعتادة من جانب مصر.. وبهذا تمادى جهاز المخابرات الإسرائيلية فى الخطأ، واستطاع العدو تضليل جيش إسرائيل ومفاجأته تحت قناع مناورة الخريف المزعومة.
لم تكن أخطاء جهاز المخابرات العسكرية الإسرائيلية هى الأخطاء الوحيدة التى أربكت تحركات جيش الدفاع الإسرائيلى فى بداية الحرب، بل أضيفت إليها أخطاء فى استعداد الجيش خلال الأيام القليلة السابقة على السادس من أكتوبر أدت إلى الآتي:
- تأخير الاحتياط بصورة لا مبرر لها.
- إهمال إعداد خطة دفاعية مسبقة التحضير يصير اتباعها فى حالة الاضطرار إلى الاعتماد على القوات النظامية فقط فى هجوم العدو – مصر وسوريا- إذا ما نجحتا فى مفاجأتنا قبل أن نستكمل تعبئة قواتنا الاحتياطية.
- قصور نشر القوات المدرعة على جبهتى القناة وتقاعس قائد المنطقة العسكرية الجنوبية (سيناء) عن إصدار توجيهاته إلى المرؤوسين بالقدر الذى يرشدهم إلى مهامهم القتالية وتأهبهم لمواجهة الهجوم.. الأمر الذى ترتب عليه أن ساد الغموض أرجاء الجبهة كلها.
وفى رأى هذه اللجنة أن رئيس المخابرات العسكرية الإسرائيلية يتحمل كل المسئولية عن الخطأ الفادح الذى ارتكبه جهاز المخابرات، ولهذا السبب لا يصح أن يبقى فى منصبه بعد اليوم.
كما توصلت اللجنة إلى اتفاق على أن رئيس الأركان الجنرال دافيد أليعازر يتحمل بدوره مسئولية شخصية لما حدث عشية الحرب بالنسبة للخطأ فى تقدير الموقف والقصور فى تعبئة وحشد القوات المسلحة الإسرائيلية والإهمال فى وضع خطة منفصلة تكون معدة مسبقاً لمقابلة أى هجوم تشنه مصر وسوريا ضدنا على أساس تقدير واضح لقوات العدو وتأهبه ونواياه.
لقد وثق رئيس الأركان العامة بصورة مبالغ فيها وبأنه سوف يحصل دائما على إنذار كاف لتعبئة الاحتياط، وإذا ما أضفنا إلى ذلك التصور الخاطئ الذى لم يكن هناك فى الواقع ما يبرره وتلك الثقة المفرطة المبالغ فيها فى قدرة القوات المسلحة الإسرائيلية على صد وتدمير أى هجوم عربى شامل ضدها على الجبهتين بواسطة القوات النظامية.. وإزاء هذا الإهمال والتصور الذى نرى من واجبنا التوجه بإنهاء تولى الجنرال دافيد أليعازر منصب رئيس الأركان العامة لإسرائيل.
وفى رأى اللجنة أيضاً أن الجنرال شموئيل جونين قائد المنطقة الجنوبية (سيناء) لم يمارس سلطاته أو مسئولياته ويتحمل جزءاً كبيراً من المسئولية عن الوضع الخطير الذى دهم فيه العدو - مصر- قواتنا فى الجبهة الجنوبية يوم الغفران عندما بدأت مصر هجومها.. وينطبق على الجنرال "جونين" نفس القرار الذى اتخذناه حيال رئيس الأركان العامة.. إن إهماله وتقصيره قبل الحرب ويوم اندلاعها تجبرنا على اتخاذ القرار الخطير بإعفائه من منصبه.
إن الحقيقة التى توصلت إليها اللجنة هى أنه حتى بدء إطلاق النار على امتداد جبهة القناة، لم تكن القوات الإسرائيلية انتشرت أو اتخذت أوضاع المعركة بعد.. وعندما اشتعلت الحرب كانت قواتنا على مسافة بعيدة من خط انتشارها النهائى فى الأمام.. وعندما بدأت مدرعاتنا تتقدم نحو القناة اصطدمت بكمائن من مشاة العدو المسلح بالمدافع والصواريخ المضادة بالدبابات كان أفرادها قد تمكنوا من اتخاذ مواقعهم بمهارة بين دباباتنا وخط المياه، كما احتلوا الجانب الشرقى للقناة وصبوا نيرانهم المحكمة على دباباتنا فعطلوها وضربوها بشدة.. لقد برر الجنرال شموئيل جونين ذلك الأمر البائس بعدم نشر مدرعاته كما ينبغى وفى الوقت الملائم بخوفه من استثارة العدو ودفعه إلى بدء القتال دون تخطيط مسبق.
وقال أيضًا إنه خشى أن يقصف العدو – مصر – دباباتنا قصفًا مركزاً بالمدفعية لو أنه نشرها مبكراً فى مواقع المعركة.. وفى رأينا أن هذه المخاوف لا تبرر بأى حال من الأحوال تأجيل فتح قوات المنطقة الجنوبية وهو خطأ فاحش ارتكبه الجنرال جونين وأدى إلى نتائج وخيمة جداً.
كان يوم الغفران يوماً حرجا على أى حال، إذ واجه الجيش الاسرائيلى تحديا من أصعب التحديات التى يتعرض لها أى جيش نتيجة الوضع الخطير الذى كان قائماً عندما بدأت الحرب وبسبب الأخطاء التى ارتكبت فى تلك الجولة والتى سبق تفصيلها".
نقد لاذع
وما زلنا نقلب بين صفحات كتاب "حرب رمضان" ونقرأ بين سطوره تقييم كبار الخبراء الإسرائيليين فى مختلف التخصصات عنها، إذ لم تنقطع شكوى إسرائيل من مرارة الهزيمة فور توقف نيران الجولة الرابعة، وبعد مرور عام كامل تحولت الشكوى إلى نقد لاذع مبعثه العاطفة الجريحة، وظهرت آثارها فى كل وسائل الإعلام الإسرائيلية.
ولعل ندوة جريدة ها آرتس التى عقدتها لتقييم نتائج حرب يوم الغفران بمناسبة انقضاء عام كامل عليها، فجمعت لها عشرة من مشاهير قادة وعلماء إسرائيل كفيلة بتوضيح مدى الحزن والخوف الذى انتشر داخل إسرائيل بعد الهزيمة.
يقول الجنرال يشياعو جافيتش - القائد الأسبق لمسرح سيناء أثناء جولة 1967 - يقول تعليقاً عن حرب رمضان: إن العرب قد حققوا أهدافهم وأثبتوا قدرتهم على خوض القتال بشجاعة واقتحام أعصى الموانع مع قيادة قوات كبيرة جدا فى تنسيق حاذق وتخطيط استراتيجى ممتاز من خلال تعاون سياسى رائع.
ويرى البروفيسور روفائيل موشيه - عالم الطب النفسى - أن حرب يوم الغفران قد فتحت أعين اسرائيل على واقع جديد عندما اكتشفوا أن جنودهم عرضة للهزيمة بعد أن كانوا يظنون أن لديهم مناعة ضدها، بعد أن كانت مبعث فخارهم قبل هذه الحرب.
ويشير البروفيسور نوح ميلجرام إلى أن الاسرائيليين كانوا على يقين قبل الحرب أنهم أعظم قوة عسكرية فى المنطقة، وأن قدرتهم على الردع سوف تمنع العرب من مجرد التفكير فى شن القتال، لأنهم إذا ما أقدموا على ذلك فسوف يدق جيش إسرائيل عظامهم.. ولكن العرب خاضوا الحرب فكسروا عظام إسرائيل، وبرهنوا أن حياتها سوف تستمر فى تعبئة دائمة وخوف مستمر.
ويعترف البروفيسور بوعز عفرون أن هناك شهورًا بالكآبة والحزن نجم عن اكتشاف الإسرائيليين فجأة أنهم لا يعيشون فى فراغ القوة كما ظنوا بعد حرب 67، وأن هناك قوة مضادة لهم هم العرب تحظى بتأييد الرأى العام العالمي، وتشكل قوة سياسية واقتصادية وعسكرية رهيبة، فى الوقت نفسه الذى خربت حرب يوم الغفران اقتصاد إسرائيل وسببت افلاس سياستها.
يضيف البروفيسور ميخائيل فيلدمان - الأستاذ بمعهد وايزمان - سبباً آخر للأزمة التى تعيشها إسرائيل بعد الحرب، فيعزوها إلى أنها دولة من المهاجرين الجدد الذين تنقصهم التقاليد العريقة التى تساعد على امتصاص الهزائم والتغلب على الأزمات مثل العرب.
ويؤكد البروفيسور اليعاذر شفاير - أستاذ الفلسفة اليهودية بالجامعة العبرية - أن إسرائيل تجابه شعورًا أليمًا بأنها تقف أمام مشاكل عسكرية وسياسية واقتصادية واجتماعية طاحنة لا تعرف ما ينبغى عليها أن تفعله حيالها، ولا كيف يجب عليها أن تستعد.
ويوضح البروفيسور آمنون كابيلوك - خبير الشئون العربية - أن العوامل السياسية والاقتصادية والعسكرية قد طوعها العرب فى حرب يوم الغفران بشكل فعال ومنسق ضد اسرائيل، بحيث كانت هذه الحرب هى المرة الأولى التى أحسن فيها العرب الاستعداد والتخطيط والأداء، وقد كسب العرب عطف الرأى العام الذى اقتنع بحقهم فى تحرير أرضهم المحتلة، أما سلاح البترول فقد استخدموه بمهارة وجدارة، فدفعت اسرائيل ثمنا فادحا نتيجة ذلك.
ويشعر البروفيسور رئيف ليف - أستاذ العلوم الطبيعية بالجامعة العبرية - أنه وزملاءه من رجال العلم أمام حالة طوارئ، كتلك التى واجهت بريطانيا بعد مأساة معركة "دنكرك" بعد عام 1940، لأن هناك أمرًا فظيعًا قد حدث يوم الغفران نتيجة القوة والمهارة التى أصبح العرب يتصفون بهما.
ثم يجمل البروفيسور شمعون شامير - مدير معهد شلواح للدراسات الشرقية بجامعة تل أبيب - انجازات العرب الرائعة فى حرب يوم الغفران فيما يلي: إنهم - أى العرب - استطاعوا تغيير سياسة الولايات المتحدة الأمريكية للمرة الأولى فى تاريخ الصراع العربى الإسرائيلي.. وأنهم أثبتوا أن الحل العسكرى ليس وقفًا على إسرائيل وحدها.. وأنهم برهنوا على قدرة عالية على التنسيق السياسى والعسكرى والاقتصادى والإعلامى فى الأعمال المشتركة بينهم.. وأنهم استعادوا القدرة على الحركة السياسية بين مجموعة الدول بعد أن فقدوها عام 1967.. وأنهم هدموا نظرية الأمن الإسرائيلى من أساسها.
بقى أن نشير إلى أن كتاب "حرب رمضان" تأليف ثلاثة من كبار المتخصصين فى التأريخ للشأن العسكرى المصرى وهم: اللواء حسن البدرى واللواء طه المجدوب والعميد ضياء الدين زهدي.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

جمال رائف: مصر مستعدة لمواجهة الأزمات الإقليمية (فيديو)
جمال رائف: مصر مستعدة لمواجهة الأزمات الإقليمية (فيديو)

الدستور

timeمنذ 6 ساعات

  • الدستور

جمال رائف: مصر مستعدة لمواجهة الأزمات الإقليمية (فيديو)

أكد الكاتب الصحفي جمال رائف أن الدولة تتمتع بقدرة مؤسسية عالية تمكّنها من إدارة التحديات والأزمات على المستويين الداخلي والإقليمي، مشيرًا إلى أن تشكيل لجنة الأزمات برئاسة رئيس الوزراء يعكس درجة الاستعداد الكامل لمواجهة أي طارئ محتمل نتيجة التصعيد الإقليمي. وأوضح رائف، خلال مداخلة هاتفية بقناة "إكسترا لايف"، أن التجارب السابقة، بدءًا من جائحة كورونا مرورًا بالحرب الروسية الأوكرانية وانتهاءً بالأحداث في قطاع غزة، أثبتت أن الدولة قادرة على احتواء الانعكاسات السلبية للأزمات على الأمن الغذائي وسلاسل الإمداد والطاقة وحركة الملاحة، ولا سيّما في نقاط استراتيجية كباب المندب وقناة السويس. وأشار إلى أن اللجنة الحكومية المعنية تتابع عن كثب تطورات الحرب المحتملة بين إسرائيل وإيران، في ظل التداخلات المعقدة بين القوى الإقليمية، مشددًا على أن موقع مصر الجغرافي يجعلها جزءًا لا يتجزأ من محيطها، ما يتطلب رؤية استباقية وإجراءات مبكرة، وهو ما تجسده تحركات الدولة. وتابع: "مصر لا تنتظر وقوع المخاطر، بل تتحسب لها عبر خطط جاهزة لضمان استقرار الوضع الداخلي، خاصة فيما يتعلق بتوفير السلع والخدمات الأساسية للمواطنين".

عرض الفيلم الوثائقي "لجنة أجرانات" الليلة على قناة الوثائقية
عرض الفيلم الوثائقي "لجنة أجرانات" الليلة على قناة الوثائقية

الدستور

timeمنذ 8 ساعات

  • الدستور

عرض الفيلم الوثائقي "لجنة أجرانات" الليلة على قناة الوثائقية

تستعد قناة "الوثائقية" لعرض الفيلم الوثائقي الهام "لجنة أجرانات"، في الساعة العاشرة مساء اليوم الأربعاء، وذلك ضمن خريطة برامجها لشهر يونيو، حيث يسلط الفيلم الضوء على واحدة من أهم اللحظات في تاريخ الصراع العربي الإسرائيلي، حيث يتناول تفاصيل لجنة التحقيق الإسرائيلية التي تشكلت عقب الهزيمة الثقيلة لجيش الاحتلال في حرب أكتوبر 1973. لجنة تقصي الحقائق بعد هزيمة أكتوبر يركز الفيلم على تشكيل لجنة "أجرانات" برئاسة القاضي شمعون أجرانات، والتي كانت مهمتها البحث في أسباب الفشل الذريع الذي لحق بالمؤسسة العسكرية الإسرائيلية خلال الحرب، وخاصة فشل الاستخبارات في التنبؤ بموعد الهجوم المصري. مشاهد تمثيلية وتحليل وثائقي معمّق يتضمن الفيلم مشاهد تمثيلية باللغة العبرية، ويقدّم تحليلاً دقيقًا لمجريات التحقيقات التي امتدت لأكثر من 140 جلسة، استجوب خلالها كبار المسؤولين الإسرائيليين، من بينهم رئيسة الوزراء آنذاك جولدا مائير، ووزير الدفاع موشيه ديان، ورئيس الاستخبارات العسكرية إيلي زاعيرا. نتائج التحقيقات: اعترافات بالهزيمة أفضت تحقيقات اللجنة إلى الإطاحة بعدد من القيادات الكبرى، وكان من أبرزهم جولدا مائير وديان، في اعتراف رسمي بهول الهزيمة التي مُني بها الجيش الإسرائيلي أمام التفوق الاستراتيجي والعسكري المصري. وتُعد محاضر اللجنة التي كُشف عنها مؤخرًا وثائق تاريخية مهمة، حيث تضمنت اعترافات صادمة بالفشل في التصدي لخطة الخداع الاستراتيجي المصري، وبتفوق الأداء العسكري العربي، لا سيما في الأيام الأولى من الحرب. تعرض القناة الوثائقية بعد غد الجمعة الفيلم الوثائقى 'الجلاء' وحددت القناة ثلاث مواعيد لعرض العمل بشكل حصري على شاشتها هي الساعة 2 ظهرًا، 6 مساءً، 10 مساءً، وطرحت الصفحة الرسمية لقناة الوثائقية على موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك البرومو الدعائي للفيلم وعلقت عليه:انتظروا العرض الأول للفيلم الوثائقي "الجلاء"، الجمعة، في الأوقات التالية الساعة 2 ظهرًا، 6 مساءً، 10 مساءً، على شاشة "الوثائقية"

عيد الجلاء 74.. ذكري وطنية تروي قصة كفاح ونضال وتضحيات بلد عظيم
عيد الجلاء 74.. ذكري وطنية تروي قصة كفاح ونضال وتضحيات بلد عظيم

الجمهورية

timeمنذ 13 ساعات

  • الجمهورية

عيد الجلاء 74.. ذكري وطنية تروي قصة كفاح ونضال وتضحيات بلد عظيم

شهدت هذه الحقبة مقاومة قوية وثورات انتفض خلالها الشعب المصري ضد المحتل. مثل ثورة أحمد عرابي ضد الجيش البريطاني المحتل، و ثورة 1919 الوطنية التي قادها سعد زغلول، وانتفاضة الشعب بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية، وإضراب جميع الطوائف بمن فيهم ضباط الشرطة الذين اعتصموا بنواديهم في أكتوبر 1947 وأبريل 1948، والكفاح المسلح ضد القوات البريطانية في قناة السويس فور رفع الأحكام العرفية بعد انتهاء حرب فلسطين، واستمرار هذا الكفاح بعد قيام ثورة يوليو 1952، إلي أن تحقق الجلاء في يونيو 1956، بعد أن ضحي آلاف الشهداء بأرواحهم في طريق طويل من النضال والمقاومة ضد المحتل. بداية الاحتلال في 14 سبتمبر 1882 وقعت مصر تحت نير الاحتلال البريطاني بعد تراجع الجيش المصري أمام القوات البريطانية التي جاءت بحجة حماية عرش الخديوي توفيق من الثورة الشعب ية التي قادها الأميرلاي أحمد عرابي، ومنذ ذلك التاريخ أصبح جلاء الإنجليز عن البلاد مطلبا وطنيا تصدت له جميع القوي الوطنية التي ظهرت علي مسرح الحياة السياسية. عرابي.. معارك بطولية وفقًا للمؤرخ عبد الرحمن الرافعي في كتابه "الثورة العرابية والاحتلال الإنجليزي"، بدأ الجيش البريطاني بقيادة الجنرال ولسلي التحضير للتحرك في مساء 12 سبتمبر 1882، في الساعة 12 ظهرًا، تحركت القوات وأُعطِيَت الأوامر بإطفاء الأنوار أثناء التقدم، لكي لا يشعر العرابيون بالهجوم القادم، تقدم الجيش البريطاني بعد رجال الأسطول الذين كانوا يستخدمون الملاحة بالنجوم لتحديد مسارهم في الصحراء، ومع ذلك، كان المرشدون الفعليون للجيش هم أتباع "حزب الخديوي" وعربان الهنادي الذين اشتروا بتوجيهات من الإنجليز وتحوّلوا إلي جواسيس. أوضح الرافعي أيضًا في كتابه "الزعيم الثائر أحمد عرابي" أن الجيش المصري في التل الكبير، كما قدّره الجنرال ولسلي، كان مؤلفًا من 24 طابورًا وثلاثة آلاف فارس وستة آلاف من البدو، كان عرابي يشرف علي حركات القتال، لكنه لم يتول القيادة الفعلية التي كانت مخصصة لعلي باشا الروبي، وكانت المدافع في جيش عرابي تتراوح بين 60 و70 مدفعًا. يقول المستر بلنت: "لم يتجاوز جيش عرابي في التل الكبير عددًا يتراوح بين 10,000 و12,000 جندي، والباقون كانوا من المجندين الجدد الذين لم يسبق لهم أن أطلقوا رصاصة واحدة، وبالإضافة إلي ذلك، لم يكن الجنود الأفضل قد وجدوا في التل الكبير، بل كانوا في كفر الدوار بقيادة طلبة باشا عصمت، أو في دمياط بقيادة عبد العال باشا حلمي، أثناء المعركة، حاول الجيش المصري التصدي للقوات البريطانية، ولكنهم كانوا يعانون من عدة تحديات، كان للقوات البريطانية تفوق في التكنولوجيا والتدريب، بالإضافة إلي الدعم الجوي الذي قدمته طائراتها، وبعد هزيمة الجيش المصري، تم اعتقال أحمد عرابي وعدد من قادة الثورة العرابية الأخري، وأدين عرابي بالمؤامرة ضد الدولة وحُكِمَ عليه بالإعدام، لكن تم تخفيف الحكم إلي النفي، وبالفعل تم نفيه إلي جزيرة سيشل في المحيط الهندي حيث قضي بقية حياته في المنفي وتوفي في عام 1945. مصطفي كامل يقود معركة الوعي كان الزعيم مصطفي كامل قد التقي بالخديو عباس حلمي الثاني في 1898 فأصبح لمطلب الجلاء سند من السلطة الشرعية، وفي الوقت نفسه أخذ عباس يتقرب الي الشعب فأفرج عن بعض مسجوني الثورة العرابية، وعيَّن بعضهم في وظائف خارج الجيش ، وأعاد إليهم نياشينهم التي جردوا منها، وعفا عن عبد الله النديم خطيب الثورة العرابية. وحين شعر المصريون بوطنية الخديو جرت في عروقهم دماء المقاومة التي كانت قد جفت منذ الاحتلال. فلما لاحظ الإنجليز ذلك التقارب عملوا علي احتواء عباس وإبعاده عن الحركة الوطنية. وقام بزيارة إلي لندن عام 1900 استقبل فيها استقبال الملوك ومن ثم تهادن مع الإنجليز. جريدة اللواء لم يتراجع مصطفي كامل أو ينهزم ولم ييأس.. وهو صاحب القول المأثور "لا يأس مع الحياة ولا حياة مع اليأس"، ولكنه أدرك استحالة الاعتماد علي الخديو عباس في مناوأة الانجليز وتحقيق الجلاء، وبدأ في تكثيف نشاطه من أجل إيقاظ الوعي، وتنمية العاطفة الوطنية وتبصير الناس بخطورة الاحتلال. وجريمة التعامل معه والاستسلام له، وعلي هذا قام بتأسيس جريدة "اللواء" عام 1900 لتنطق باسم الجلاء، وأخذ يندد بالاحتلال في مصر وأوروبا، وعمل علي تنظيم الجهود الوطنية فأنشأ نادي المدارس العليا، والحزب الوطني ديسمبر 1907، توفي في ريعان شبابه 10 فبراير 1908. محمد فريد شعلة وطنية في المحافل الدولية خلف مصطفي كامل في الزعامة محمد فريد، الذي عمل علي توسيع دائرة الحزب بحيث لا تقتصر عضويته علي الأفندية من أبناء المدن، وضم العمال وأسهم في تكوين نقابة عمال الصنائع اليدوية 1909، ثم حدث أن كتب محمد فريد مقدمة لديوان شعر وطنيتي للشيخ علي الغاياتي فتقررت محاكمته بسبب العبارات الوطنية الحماسية الواردة في المقدمة، وتم سجنه لمدة ستة أشهر، وأخذت السلطات الإنجليزية تتعقب نشاطه حتي قررت اعتقاله مرة أخري في مطلع عام 1912. عزل عباس حلمي الثاني وهنا أثر أن يترك مصر اختياريا فغادرها في 26 مارس 1912 ليواصل نضاله ضد الاحتلال البريطاني في المحافل الأوروبية ثم اندلعت الحرب العالمية الأولي في صيف 1914، ولما انضمت الدولة العثمانية، صاحبة الولاية علي مصر، إلي النمسا والمانيا أعداء إنجلترا وحلفائها، أعلنت إنجلترا الحماية علي مصر ديسمبر 1914، وعزلت الخديو عباس حلمي الثاني ومنعته من العودة إلي مصر وكان يقضي إجازة في أسطنبول وعينت بدلا منه حسين كامل باسم السلطان، وفرضت الأحكام العرفية. فخفت صوت الحركة الوطنية، وأخذ المصريون يتابعون أخبار الحرب، ثم حدث ما جدد دماء الحركة الوطنية حين أعلن الرئيس الأمريكي في يناير 1918 المبادئ الأربعة عشر المشهورة لتكون أساس التسوية السياسية لنتائج الحرب، ومن ضمنها حق تقرير المصير للشعوب المغلوبة علي أمرها. سعد زغلول وثورة 1919 لعب سعد زغلول دور بارز في تشكيل الوفد المصري بزعامته ووكيل الجمعية التشريعية 1913 التي توقفت أعمالها عند اندلاع الحرب، وبعد توقيع الهدنة في 11 نوفمبر 1918 قابل سعد زغلول المندوب السامي البريطاني وطلب منه السماح له بالسفر إلي باريس لحضور مؤتمر الصلح المزمع عقده هناك، ولم يوافق المندوب السامي، بل لقد اعتقل سعد زغلول ورفاقه في 8 مارس عام 1919 وأبعدهم إلي جزيرة مالطة، فاندلعت الثورة في اليوم التالي 9 مارس وشعارها "الاستقلال التام أو الموت الزؤام"، وأخذ الإنجليز يتلاعبون بالثورة والثوار ونجحوا في شق صفوف الأمة إلي فريقين: فريق مع سعد زغلول وآخر مع عدلي يكن، ثم أعلنت بريطانيا في 28 فبراير 1922 تصريحا بأن مصر دولة مستقلة، لكنه كان استقلالا عن الدولة العثمانية تحت الحماية البريطانية، إذ لم يصبح المندوب السامي البريطاني سفيرا ولم تكن لمصر سفارة في لندن ولم تنضم إلي عصبة الأمم التي تشكلت في آخر سنة 1919 لأنها منظمة تضم الدول المستقلة. ومن المعروف أن هذا الاستقلال كان معلقا بتحفظات أربعة تصبح محل مفاوضات بين الطرفين وأهمها في موضوعنا: حق بريطانيا في حماية قناة السويس والدفاع عنها حتي يصبح الجيش المصري قادرا علي الدفاع عن القناة. وتلك كانت بداية رحلة طويلة من المفاوضات لإجلاء الإنجليز دون جدوي. لأن المفاوض المصري لم يكن يملك أوراق قوة وضغط يفرض بها شروطه علي الإنجليز. بل لقد حالت إنجلترا دون تقوية الجيش المصري حتي تظل صاحبة الحق في الدفاع عن قناة السويس، ومن ثم كانت المفاوضات نوعا من العبث وإضاعة الوقت حتي تم عقد معاهدة 1936، والتي نصت علي أن مدتها عشرون سنة مع جواز الدخول في مفاوضات من اجل التعديل أو الحذف في أي يوم بعد انقضاء السنوات العشر الأولي وبموافقة الطرفين. إلغاء معاهدة 1936 لكن الحكومة البريطانية رفضت إعادة النظر في نصوص المعاهدة بما يسمح بالجلاء ومن هنا أقدم مصطفي النحاس علي إلغاء المعاهدة في 8 أكتوبر 1591 من طرف واحد، واحتجت بريطانيا واعتبرت أن الإلغاء غير قانوني لأنه لم يتم بموافقة الطرفين كما اشترطت المعاهدة وبناء علي إلغاء المعاهدة وقعت المواجهات مع الإنجليز معارك الفدائيين حتي قامت الثورة ليلة 23 يوليو 1952، وكانت أول أهداف الثورة تحقيق الجلاء وتولي الزعيم الراحل جمال عبد الناصر هذا الملف، حيث قرأ ملفات المفاوضات السابقة استعدادا للتفاوض، وبدأت المفاوضات في 27 أبريل 1953 لمدة خمسة عشر شهرا. اتفاق 19 أكتوبر 1954 تمت الموافقة علي الاتفاق وملحقيه والخطابات المتبادلة الملحقة به والمحضر المتفق عليه، المعقود بين حكومة جمهورية مصر وحكومة المملكة المتحدة لبريطانيا العظمي وشمال أيرلندا والموقع عليه بالقاهرة. ونص اتفاق 19 أكتوبر سنة 1954 إن حكومة جمهورية مصر وحكومة المملكة المتحدة لبريطانيا العظمي وشمال أيرلندا. إذ ترغبان في إقامة العلاقات المصرية ـ الإنجليزية علي أساس جديد من التفاهم المتبادل والصداقة الوطيدة. قد اتفقتا علي ما يأتي: المادة 1 تجلو قوات صاحبة الجلالة جلاء تاماً عن الأراضي المصرية وفقاً للجدول المبين في الجزء "أ" من الملحق الرقم (1) خلال فترة عشرين شهراً من تاريخ التوقيع علي الاتفاق الحالي. المادة 2 تعلن حكومة المملكة المتحدة انقضاء معاهدة التحالف الموقع عليها في لندن في السادس والعشرين من شهر أغسطس سنة 1936، وكذلك المحضر المتفق عليه، والمذكرات المتبادلة. والاتفاق الخاص بالإعفاءات والميزات التي تتمتع بها القوات البريطانية في مصر وجميع ما تفرع عنها من اتفاقات أخري. المادة 3 تبقي أجزاء من قاعدة قناة السويس الحالية، وهي المبينة في المرفق "أ" بالملحق الرقم (2) في حالة صالحة للاستعمال ومعدة للاستخدام فوراً وفق أحكام المادة الرابعة من الاتفاق الحالي، وتحقيقاً لهذا الغرض يتم تنظيمها وفق أحكام الملحق الرقم (2). المادة 4 في حالة وقوع هجوم مسلح من دولة من الخارج علي أي بلد يكون عند توقيع هذا الاتفاق طرفاً في معاهدة الدفاع المشترك بين دول الجامعة العربية الموقع عليها في القاهرة في الثالث عشر من شهر إبريل سنة 1950، أو علي تركيا، تقدم مصر للمملكة المتحدة من التسهيلات ما قد يكون لازماً لتهيئة القاعدة للحرب وإدارتها إدارة فعالة، وتتضمن هذه التسهيلات استخدام الموانئ المصرية في حدود ما تقتضيه الضرورة القصوي للأغراض سالفة الذكر. المادة 5 في حالة عودة القوات البريطانية إلي منطقة قاعدة قناة السويس وفقاً لأحكام المادة (4)، تجلو هذه القوات فوراً بمجرد وقف القتال المشار إليه في تلك المادة. المادة 6 في حالة حدوث تهديد بهجوم مسلح من دولة من الخارج علي أي بلد يكون عند توقيع هذا الاتفاق طرفاً في معاهدة الدفاع المشترك بين دول الجامعة العربية، أو علي تركيا يجري التشاور فوراً بين مصر والمملكة، المتحدة. المادة 7 تقدم حكومة جمهورية مصر تسهيلات مرور الطائرات وكذا تسهيلات النزول وخدمات الطيران المتعلقة برحلات الطائرات التابعة لسلاح الطيران الملكي التي يتم الإخطار عنها، وتعامل حكومة جمهورية مصر هذه الطائرات فيما يتعلق بالإذن بأية رحلة لها، معاملة لا تقل عن معاملتها لطائرات أية دولة أجنبية أخري مع استثناء الدول الأطراف في معاهدة الدفاع المشترك بين دول الجامعة العربية، ويكون منح التسهيلات الخاصة بالنزول وخدمات الطيران المشار إليها آنفاً في المطارات المصرية في قاعدة قناة السويس. المادة 8 تقر الحكومتان المتعاقدتان أن قناة السويس البحرية ـ التي هي جزء لا يتجزأ من مصر ـ طريق مائي له أهميته الدولية من النواحي الاقتصادية والتجارية والاستراتيجية، وتعربان عن تصميمهما علي احترام الاتفاقية التي تكفل حرية الملاحة في القناة الموقع عليها في القسطنطينية في التاسع والعشرين من شهر أكتوبر سنة 1888. المادة 9 "أ" لحكومة المملكة المتحدة أن تنقل أية مهمات بريطانية من القاعدة أو إليها حسب تقديرها. "ب" لا يجوز أن تتجاوز المهمات القدر المتفق عليه في الجزء. "ج" من الملحق الرقم (2) إلا بموافقة حكومة جمهورية مصر. المادة 10 لا يمس الاتفاق الحالي، ولا يجوز تفسيره علي أنه يمس، بأية حال حقوق الطرفين والتزاماتهما بمقتضي ميثاق الأمم المتحدة. المادة 11 تعتبر ملاحق هذا الاتفاق ومرفقاته جزءاً لا يتجزأ منه. المادة 12 "أ" يظل هذا الاتفاق نافذاً مدة سبع سنوات من تاريخ توقيعه. "ب" تتشاور الحكومتان خلال الاثني عشر شهراً الأخيرة من تلك المدة، لتقرير ما قد يلزم من تدابير عند انتهاء الاتفاق. "ج" ينتهي العمل بهذا الاتفاق بعد سبع سنوات من تاريخ التوقيع عليه، وعلي حكومة المملكة المتحدة أن تنقل، أو تتصرف، فيما قد يتبقي لها وقتئذ من ممتلكات في القاعدة ما لم تتفق الحكومتان المتعاقدتان علي مد هذا الاتفاق. المادة 13 يعمل بالاتفاق الحالي علي اعتبار أنه نافذ من تاريخ توقيعه وتتبادل وثائق التصديق عليه في القاهرة في أقرب وقت ممكن، وإقراراً بما تقدم وقع المفوضون المرخص لهم بذلك هذا الاتفاق ووضعوا أختامهم عليه، تحرر في القاهرة في اليوم التاسع عشر من أكتوبر 1954 من صورتين باللغتين العربية والإنجليزية ويعتبر كلا النصين متساويين في الرسمية. توقيع بالأحرف الأولي وبهذه المناسبة أصدر جمال عبد الناصر بيانا جاء فيه.. "وقعنا الآن بالأحرف الأولي اتفاقا ينهي الاحتلال وينظم عملية جلاء القوات البريطانية عن أرض مصر الخالدة وبذلك خلصت أرض الوطن لأبنائه شريفة عزيزة منيعة¢.. وفي 19 أكتوبر 1954 أذاع بيانا بمناسبة التصديق علي الاتفاقية جاء فيه.. "لعل أجدادنا يتطلعون إلينا من المثوي الأبدي الذي تسكنه أرواحهم في هذا اليوم برضي وفخر.. ولعل أحفادنا الذين ما زالوا في مجاهل المستقبل سوف يعودون بعد مئات السنين إلي ذكري هذا اليوم باعتزاز وتقدير.. أيها المواطنون تعالوا نبني وطننا من جديد بالحب والتسامح والفهم المتبادل". وفى صبيحة يوم 13 يونيو 1956 غاردرت بورسعيد الباخرة البريطانية إيفان جين وعلى مظهرها آخر فوج من العساكر الإنجليز الذين كانوا فى مبنى البحرية.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store