
ديزني لاند أبوظبي.. كل ما تريد معرفته عن المدينة الترفيهية المرتقبة
في عام 1955، دشنت شركة "والت ديزني" (Walt Disney) أول منتزه ترفيهي لها في ولاية كاليفورنيا، لتُحدث حينها ثورة في صناعة الترفيه العائلي، وتطلق حقبة جديدة من التجارب الغامرة التي تمزج بين الإبداع والخيال. واليوم، وبعد مرور 70 عاماً على تلك اللحظة التاريخية، تعود "ديزني" لتكتب فصلاً جديداً في رحلتها العالمية، بإعلانها عن تطوير منتزه ترفيهي جديد كلياً في أبوظبي لأول مرة منذ 15 عاماً، في خطوة تُعد الأولى من نوعها في منطقة الشرق الأوسط. فما تفاصيل هذا المنتزه المرتقب، وكيف يمكن أن يبدو شكله؟
1) لماذا اختارت "ديزني" أبوظبي؟
نجحت أبوظبي في تحقيق إنجاز استثنائي باستقطابها أول منتزه ترفيهي لـ"ديزني" في منطقة الشرق الأوسط، متفوقة بذلك على محاولات سابقة أجرتها عدة دول في المنطقة، من بينها مصر.
سيكون هذا المنتزه، الذي يحمل اسم "ديزني لاند أبوظبي"، المنتزه الثالث عشر للشركة على مستوى العالم، وسيتم تطويره وتملّكه وتشغيله بالكامل من قِبل "مجموعة ميرال"، وفقاً لما ورد في البيان الرسمي لإطلاق المشروع.
ويعكس هذا القرار الثقة المتزايدة التي تحظى بها أبوظبي كمركز جاذب للاستثمار، بفضل بيئتها الاقتصادية المستقرة، ونموذج الشراكة المتكاملة مع مجموعة "ميرال"، إلى جانب البنية التحتية المتطورة في جزيرة ياس، إحدى أبرز الوجهات الترفيهية على مستوى العالم.
ما رجّح كفة أبوظبي أيضاً هو موقعها الجغرافي الاستراتيجي الذي يُسهّل الوصول إليها من قبل مئات الملايين من الزوار القادمين من الشرق الأوسط وأفريقيا وآسيا وأوروبا، فضلاً عن سهولة الحصول على التأشيرة مقارنة بدول مثل الولايات المتحدة وأغلب دول أوروبا.
وتتمتع أبوظبي أيضاً بسجل حافل في استضافة المشاريع الثقافية الكبرى، أبرزها متحف اللوفر ومتحف غاغنهايم الذي لا يزال قيد الإنشاء، ما عزز من مكانتها كحاضنة للثقافة والترفيه.
ومن المقرر أن يجمع المنتزه الجديد بين الطابع المعماري الأصيل لـ"ديزني" والهوية الإماراتية، ليقدم تجربة مبتكرة تحاكي الخيال وتُلهم الأجيال في المنطقة والعالم بأسره.
2) ما الذي يميز "ديزني أبوظبي" عن أي منتزه آخر؟
سيكون المنتزه في أبوظبي الموقع الجغرافي السابع عالمياً الذي يضم منتزهات "ديزني"، إلى جانب كاليفورنيا وفلوريدا وطوكيو وباريس وشنغهاي وهونغ كونغ. ومن المقرر أن يكون "ديزني لاند أبوظبي" المنتجع الأكثر تقدماً من الناحية التقنية لدى الشركة، وستتحمل"ميرال" كامل تكاليف تطوير المشروع، ما يمنح "ديزني" حضوراً في أكبر مركز لرحلات الطيران في العالم من دون التزام مالي، إذ يمر عبر مطاري أبوظبي ودبي أكثر من 120 مليون مسافر سنوياً.
وأظهر تصميم أولي قدّمته الشركة مباني معمارية عصرية تشبه أفق أبوظبي، رغم أن تفاصيل المعالم لم تكن واضحة، إلا أن المنتزه يُتوقع أن يضم "قلعة"، وهي العنصر الأيقوني الذي يميّز منتزهات "ديزني" منذ افتتاح أول "ديزني لاند" عام 1955.
كما أعلنت "ديزني" العام الماضي عن خطط لمضاعفة استثماراتها الرأسمالية في قطاع المنتزهات إلى 60 مليار دولار خلال العقد المقبل، بهدف تسريع النمو في أنشطة "التجارب الترفيهية". وبدأت المحادثات مع "ميرال" قبل نحو 18 شهراً، بعد ان زارت إدارة الشركة الإماراتية مقر "ديزني" في بربانك، كاليفورنيا، العام الماضي لمراجعة المقترحات.
وتندرج ضمن هذه الخطط مضاعفة أسطول سفن الرحلات الترفيهية ليصل إلى 13 سفينة بحلول عام 2031، وبناء منطقة ترفيهية مخصصة لشخصيات "الأشرار" في منتجع "والت ديزني وورلد" في فلوريدا. ومن المتوقع أن تستفيد "ديزني لاند أبوظبي" من هذه الخطط.
3) كم تبلغ تكلفة المنتزه؟ وما المدة الزمنية المتوقعة لإنجازه؟
حتى الآن، لم تعلن "والت ديزني" أو "ميرال" عن تكلفة المشروع أو تفاصيل المعالم الترفيهية أو موعد الافتتاح الرسمي. إلا أن التقديرات تشير إلى أن المنتزه سيمر بمرحلتين: مرحلة التصميم والتي يُتوقع أن تستغرق ما يصل إلى عامين، تليها مرحلة التنفيذ والتي قد تمتد بين أربعة إلى ستة أعوام، ما يُرجّح افتتاحه في عقد 2030.
خلال هذه الفترة، ستتولى "ديزني" الإشراف على كافة الجوانب الإبداعية وتقديم الدعم التشغيلي اللازم، بما في ذلك تصميم التجارب الترفيهية وفق معاييرها العالمية المميزة، بينما ستقود مجموعة "ميرال" مهمة التطوير والإنشاء بالكامل.
4) ما الجدوى الاقتصادية المتوقعة لمشروع "ديزني لاند أبوظبي"؟
يمثّل مشروع "ديزني لاند أبوظبي" نقطة تحول استراتيجية في مشهد الترفيه والسياحة في الإمارات، ويُتوقع أن يترك أثراً اقتصادياً واسع النطاق يشمل خلق فرص عمل في قطاعات مختلفة، وتنشيط الأعمال المحلية المرتبطة بقطاعات الضيافة والخدمات واللوجستيات.
ويأتي المشروع متسقاً مع "رؤية أبوظبي 2030" التي تستهدف تنويع الاقتصاد بعيداً عن النفط، والارتقاء بقطاعي السياحة والترفيه ليكونا من الركائز الأساسية للنمو المستدام. وهذا يتماشى مع فلسفة "ديزني" في بناء منتزهات بإمكانها أن تكون محركاً اقتصادياً شاملاً.
وإلى جانب قيمته الاستثمارية، يُضاف المنتزه إلى منظومة ترفيهية متكاملة قائمة في جزيرة ياس، تشمل "فيراري وورلد" و"وارنر براذرز وورلد" و"سي وورلد"، فضلاً عن المتاحف الثقافية. واستقطبت الجزيرة أكثر من 38 مليون زيارة خلال عام 2024، بزيادة نسبتها 10% عن العام السابق، ما يعزز من جدوى التوسع في الاستثمار الترفيهي بالمنطقة.
وتستفيد أبوظبي من موقع جغرافي استراتيجي يجعلها على بُعد أربع ساعات طيران من ثلث سكان العالم، إلى جانب كونها مركزاً محورياً لحركة الطيران العالمية، مع أكثر من 120 مليون مسافر يعبرون مطاري أبوظبي ودبي سنوياً، ما يجعل المنتزه المرتقب وجهة جذب عالمية للعائلات من مختلف أنحاء العالم، وليكون بذلك إضافة نوعية إلى أجندة الفعاليات السياحية الممتدة على مدار العام في الإمارة.
5) كيف بدأت فكرة "ديزني لاند"؟
بدأت فكرة "ديزني لاند" كحلم جريء راود صاحبها والت ديزني في منتصف الخمسينيات، حين أراد أن ينقل سحر عوالمه الخيالية من الشاشة إلى الواقع. وفي عام 1955، وبعد أعوام من النجاح في عالم الرسوم المتحركة وشخصية "ميكي ماوس" التي أصبحت أيقونة عالمية، افتتح ديزني أول منتزه ترفيهي يحمل اسمه في ولاية كاليفورنيا الأميركية.
ورغم المخاوف من فشل المشروع، شكل افتتاح المنتزه لحظة فارقة في تاريخ صناعة الترفيه، إذ قدم تجربة غامرة تجمع العائلات داخل قصص خيالية تنبض بالحياة.
نجح المنتزه، الذي شُيد خلال عام واحد فقط وبتكلفة بلغت 17 مليون دولار آنذاك، في تحويل حلم ديزني إلى نموذج عالمي يُحتذى به، لتبدأ الشركة بعده مسيرة توسع استراتيجية حول العالم. ففي عام 1971، افتتحت "ماجيك كينغدوم" في أورلاندو بولاية فلوريدا ضمن مشروع "والت ديزني وورلد"، بميزانية قاربت 400 مليون دولار، لتقديم تجربة أكثر شمولاً واتساعاً من النسخة الأصلية.
وفي عام 1983، دشنت "ديزني" أول منتزه دولي لها في طوكيو بالشراكة مع شركة "أوريانتال لاند"، بتكلفة بلغت 1.4 مليار دولار. ثم تبعتها باريس في 1992، رغم التحديات الثقافية، بمنتزه كلّف نحو 5 مليارات دولار.
أما في هونغ كونغ، فافتتحت الشركة منتزهها الخامس عام 2005 بتكلفة 3.5 مليار دولار، قبل أن تواصل توسعها الآسيوي عام 2016 بافتتاح "شنغهاي ديزني لاند" بتكلفة تجاوزت 5.5 مليار دولار.
واليوم، ومع إعلان "ديزني" عن مشروعها المرتقب في أبوظبي، تستعد منطقة الشرق الأوسط للانضمام إلى هذه الخارطة السحرية التي غيرت مفاهيم الترفيه حول العالم.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الشرق الأوسط
منذ ساعة واحدة
- الشرق الأوسط
نور الملّاح لـ«الشرق الأوسط»: لم يعد لدي ما أخسره
ينتمي الفنان نور الملّاح إلى زمن الفن الجميل، وفي جعبته مئات الأعمال الغنائية التي شكّلت نجاحات متتالية. تعاون معه أبرز نجوم الفن في لبنان، فلحّن الأغاني لجورج وسوف ونجوى كرم وماجدة الرومي، وربيع الخولي، ورامي عياش، وغيرهم. أسهم في شهرتهم الواسعة من خلال أغنيات لا يزال العالم العربي يرددها حتى اليوم. فمن منا لا يتذكر أغنية «حلف القمر» و«روحي يا نسمة» للوسوف، و«خدني حبيبي» و«عم يسألوني عليك الناس» لماجدة الرومي. يقول بأنه لم يلق الوفاء من أحد (نور الملّاح) لكن الملحن اللبناني ابتعد منذ فترة طويلة عن الساحة، فصارت إطلالاته الإعلامية قليلة، فيما توقّف عن التعامل مع الفنانين على الساحة. وعندما تسأله «الشرق الأوسط» عن سبب هذا البعد يردّ: «مع الأسف صاروا اليوم يدرجونني على لائحة (الدقة القديمة). أما الحقيقة فهي ساطعة كالشمس. فألحاني لا تزال تتردد حتى اليوم، والناس تتحمّس عند سماعها وتصفّق طرباً». لم أغب عمداً... ولكن الظروف أسهمت بذلك نور الملّاح ويشير الملّاح إلى أن الناس صارت اليوم محكوماً عليها بسماع أعمال دون المستوى. «إنهم يقدّمون لهم الأغاني كطبق لا يوجد غيره على المائدة الفنية، ويغصبونهم على تناوله بطريقة أو بأخرى. فمعظم أغاني اليوم ألحانها مسروقة. كما أنها تتألف من نغمة واحدة يتم تكرارها في الأعمال كافة، بينها ما اقتبس من ألحان تركية وإسبانية، وأخرى من الهند واليونان. أما شعراء الأغنية فيضطرون للمسايرة، ويكتبون ما يناسبها. برأيهم أن هذه الاستمرارية لهم ضرورية كي يواكبوا الـ(ترند)». ألف أكثر من ألف أغنية ولحن لا تزال تُردد في الحفلات (نور الملّاح) يقول إن الساحة الفنية ترتكز على أعمال سيئة، وإن الفوضى العارمة تهيمن عليها. والقاعدة الأساسية الرائجة هي قنص الفنانين. «كل شيء يسهم في انتشار الأغنية يجب أن يدفع ثمنه سلفاً. وهذا الأمر يسري على شاشات التلفزة كما عبر أثير الإذاعات. ليس المهم مستوى ما يبثّونه ويعرضونه، الأهم هو جني الربح الوفير. حتى الغناء ما عاد مقتصراً على فنانين حقيقيين، ووسائل التواصل الاجتماعي شرّعت الشهرة للجميع، فباستطاعة أي شخص اليوم أن يغني ويحقق الانتشار بين ليلة وضحاها مع الأسف». الغناء ما عاد مقتصراً على فنانين حقيقيين ووسائل التواصل الاجتماعي شرّعت الشهرة للجميع نور الملّاح تعزّ الدنيا على نور الملّاح القابع اليوم في منزله، وانتقاداته القاسية للساحة الفنية يدرجها ضمن خبرة طويلة تخوّله ذلك. «لم يعد عندي ما أخسره. أقول الأمور بصراحة ولو كان وقعها ثقيلاً». يعاتبه كثيرون لأنه لم يأخذ حقّه كما يجب. فهو أيضاً إلى جانب موهبة التلحين يملك صوتاً جميلاً. فلماذا هذا الغياب من دون أي إنتاج حديث؟ «كيف أقدّم الجديد ولا وسيلة عندي لذلك؟! فالأعمال الغنائية باتت مكلفة جداً. من أين لي ميزانية أخصصها لهذا الموضوع؟ لقد ألّفت أكثر من ألف أغنية ولحن، لا تزال تُردد حتى الساعة في الحفلات. أنا لم أغب عمداً، ولكن الظروف أسهمت بذلك». بعض الفنانين يجهلون مخارج الحروف وآخرون يتمسّكون بأسلوب غنائي لديهم قدرات أهم منها لإبرازها نور الملّاح تغيرات كثيرة طالت الفن اليوم، فبات لا يشبه الزمن الماضي، يقول نور الملاح في سياق حديثه. ويتابع: «في الماضي كانوا يقدّرون الفنان ويطالبونه بإطلالة إعلامية تلفزيونية أو إذاعية أو مكتوبة. أما اليوم فبات المغني وجميع تحركاته على كل شفّة ولسان بفضل وسائل التواصل. انعدم وهج الفنان الذي كان يتم انتظار إطلالته بين حين وآخر. حتى إن السبق الصحافي ما عاد موجوداً، فلا جديد تحت الشمس». في برنامج {ذا ستايدج} الذي كرّمه في حلقة خاصة (نور الملّاح) يرى الملّاح أن أصواتاً غنائية كثيرة وجميلة لا تتوفّر لها الفرص. فمن يديرون الساحة يفضلون المغنين «القبابيط». ويتابع: «مع الأسف إنهم يكتسحون الساحة بأعمال هابطة. والأسوأ هو أنهم يقدّمونهم على غيرهم، ويبرزونهم باعتبارهم نجوماً». وينتقد الملّاح أسلوب غناء رائج، ولكن على قواعد غير أصيلة. «بعضهم يجهل مخارج الحروف كالفنان وائل كفوري. وبعضهم يتمسّك بأسلوب غنائي لديه قدرات أهم منها لإبرازها كنجوى كرم. فالصوت يجب أن يولد من الرأس، ولكن الغالبية تغني من الزلاعيم، وهو أمر خاطئ».


عكاظ
منذ ساعة واحدة
- عكاظ
عائشة ضياء في ذمة الله
تابعوا عكاظ على انتقلت إلى رحمة الله تعالى عائشة عزيز ضياء، اليوم (الجمعة)، والفقيدة زوجة مروان منصور عارف، ووالدة كل من: لينا، ولؤي، وماهر، وشقيقة ضياء، ودلال، وعبلة عزيز ضياء. ويتقبل العزاء بمنزل شقيقها ضياء عزيز ضياء بحي الشاطئ في جدة. أخبار ذات صلة /*.article-main .article-entry > figure img {object-fit: cover !important;}*/ .articleImage .ratio{ padding-bottom:0 !important;height:auto;} .articleImage .ratio div{ position:relative;} .articleImage .ratio div img{ position:relative !important;width:100%;} .articleImage .ratio img{background-color: transparent !important;}


الشرق الأوسط
منذ ساعة واحدة
- الشرق الأوسط
مصر لتحويل المدن الجديدة إلى متاحف مفتوحة
في إطار مشروع لتعزيز الهوية الثقافية والبصرية، تسعى مصر لتنفيذ خطة تستهدف تحويل المدن الجديدة إلى متاحف مفتوحة، من خلال بروتوكول تعاون بين وزارتي الإسكان والثقافة المصريتين. وتم توقيع البروتوكول بين هيئة المجتمعات العمرانية الجديدة بوزارة الإسكان، وقطاع الفنون التشكيلية بوزارة الثقافة، بما يمثل نقلة نوعية في دعم الصورة البصرية والفنية للمدن الجديدة، وفق بيان لوزارة الإسكان، الجمعة. ويتضمن البروتوكول إقامة سيمبوزيوم دولي للنحت، وتنظيم متحف جوال، وتخصيص منافذ لتسويق الصناعات الثقافية، وتوفير مساحات للإعلان عن الفعاليات الفنية. ويأتي هذا البروتوكول في إطار توجه الوزارة نحو خلق مدن جديدة نابضة بالحياة، لا تكتفي بتوفير السكن والخدمات فقط، بل تقدم بيئة إنسانية متكاملة تدعم الإبداع وتحترم الذوق العام. وفق تصريحات لوزير الإسكان المصري، شريف الشربيني، مضيفاً: «نحن نؤمن أن الجمال جزء من جودة الحياة، والفن عنصر أساسي في تشكيل وعي المواطن»، مؤكداً «العمل على بناء هوية عمرانية معاصرة تليق بمستقبل الجمهورية الجديدة». وتسعى مصر لتأسيس جيل جديد من المدن الذكية والثقافية تعكس مزيجاً من الحداثة والجمال والهوية من خلال هذا البروتوكول. وأكد نائب رئيس هيئة المجتمعات العمرانية الجديدة، أمين غنيم، أن توقيع هذا البروتوكول يمثل خطوة محورية في خطة الهيئة لدمج البعد الثقافي في سياسات التنمية العمرانية، مشيراً إلى أن المدن الجديدة أصبحت منصات تنموية شاملة يجب أن تعكس روح مصر الحديثة، وتوفر للمواطن بيئة محفزة للإبداع والارتقاء بالذوق العام. بينما أعرب الدكتور وليد قانوش، رئيس قطاع الفنون التشكيلية بوزارة الثقافة، عن فخره بالشراكة مع الهيئة، مؤكداً أن القطاع سيضع جميع خبراته الفنية والمؤسسية لدعم هذا التعاون، وتحويل المدن الجديدة إلى نماذج ملهمة تحتضن الفن وتُبرز القوة الناعمة لمصر أمام العالم. وقال قانوش لـ«الشرق الأوسط» إن «هذا البروتوكول نعمل على تنفيذه منذ عام، وهدفه العمل مع هيئة المجتمعات العمرانية الجديدة في عدد من الأنشطة، وتوصلنا إلى 9 مجالات للتعاون، أهمها إقامة سمبوزيوم مدن مصر الجديدة، بحيث يقام كل عام أو كل ستة أشهر، لإنتاج أعمال نحتية من خامات نبيلة مثل الجرانيت والرخام وخلافه، لاستخدامها في الميادين والمواقع المختلفة بالمدن الجديدة». ويهدف البروتوكول إلى تطوير الجانب الثقافي والجمالي في المدن الجديدة، وجعلها منصات حضارية تحتضن الفن والإبداع وتعبر عن التاريخ المصري وتطلعاته المستقبلية، بما يساهم في تعزيز القيمة التسويقية والاستثمارية لهذه المدن وجذب المواطنين والمستثمرين إليها. ويضيف قانوش: «تم الاستقرار على أن يبدأ هذا السمبوزيوم في مدينة العلمين الجديدة، لإنتاج أعمال للممشى السياحي بالمدينة»، موضحاً أن قطاع الفنون التشكيلية يتحمل الأمور الفنية والتنظيمية بالكامل، بينما تتولى هيئة المجتمعات العمرانية الجديدة التمويل من خلال المطورين العقاريين والمستثمرين الذين يتعاملون مع الهيئة لتنفيذ الأنشطة كافة، سواء السمبوزيوم أو إقامة أنشطة حية أو المعاونة في تعزيز الهوية البصرية بهذه المدن. ويساهم البروتوكول - وفق بيان وزارة الإسكان - في ترويج المدن الجديدة كمنصات عالمية للفن المعاصر من خلال استقطاب فنانين مصريين ودوليين، وإقامة عروض تفاعلية مفتوحة للجمهور، واستغلال المساحات المفتوحة في المشروعات العمرانية الجديدة لتكون ساحات للفنون المجتمعية والمجسمات التعبيرية؛ مما يعزز الهوية البصرية ويخلق ذاكرة مكانية مميزة ترتبط بها الأجيال.