
"كاوست" تطور أداة عبر تقنية "التعلم العميق" لتقييم النماذج المختبرية للأجنة البشرية
وتُعد المراحل الأولى من تطور الجنين البشري حاسمة لفهم الخصوبة، ومضاعفات الحمل، وأسباب اضطرابات النمو، إلا أن البحث المباشر في الأجنة البشرية محدود بسبب الاعتبارات الأخلاقية، حيث تُعرف "البلاستويدات" بأنها نماذج خلوية تُحاكي الجنين في مرحلة تُعرف باسم مرحلة الكيسَةُ الأُرَومِيَّة (blastocyst)، والتي تبدأ بعد نحو خمسة أيام من الإخصاب، وتستمر حتى انغراس الجنين في جدار الرحم، وهو ما يُمثّل لحظة بدء الحمل.
يشار إلى أن البلاستويدات البشرية المستخدمة في دراسة كاوست، تتكون من خلايا جذعية وليست أنسجة جنينية، ومنذ اكتشافها لأول مرة في عام 2021 أصبحت من النماذج المفضلة لدى العلماء لدراسة تطور الجنين في مراحله المبكرة.
وفي هذه الدراسة الحديثة، درّب باحثو كاوست أداة ديب بلاستُويد على أكثر من 2000 صورة ميكروسكوبية للبلاستويدات، ثم استخدموها لتقييم تأثير المواد الكيميائية على نمو البلاستويدات من خلال تحليل أكثر من 10,000 صورة إضافية، ويُعد فهم كيفية تأثير هذه المواد الكيميائية على البلاستويدات بالغ الأهمية بالنسبة للنساء اللواتي يتناولن أدوية موصوفة أو عقاقير أخرى ويرغبن في الحمل.
وقال الأستاذ المشارك في الجامعة عضو مركز كاوست للتميز في الصحة الذكية مو لي، وهو خبير في بيولوجيا الخلايا الجذعية، ويقود مختبرًا رائدًا في مجال نماذج الأجنة البشرية باستخدام البلاستويدات: "ما نعرفه عن المراحل المبكرة جدًا من تطور الجنين قليل، ومع ديب بلاستُويد أصبح بالإمكان توسيع نطاق أبحاث البلاستويدات لدراسة تطور الجنين وتأثير المواد الكيميائية على كل من الجنين والحمل".
وأضاف: "أن الأداة الجديدة يمكن أن تسهم أيضًا في تطوير تقنيات الإخصاب المساعد مثل: التلقيح الاصطناعي، وعادةً ما يُقيِّم العلماء البلاستويدات يدويًا من خلال مراجعة مكتبة ضخمة من الصور المأخوذة تحت المجهر، وهي عملية تستغرق وقتًا طويلًا، وتعتمد على خبرة الباحث وطريقة إنتاج البلاستويد، والتي قد تختلف من مختبر إلى آخر، أما أداة ديب بلاستُويد فتستطيع معالجة 273 صورة في الثانية الواحدة، مما يوفر للعلماء وسيلة لتقييم عشرات الآلاف من البلاستويدات في غضون دقائق فقط".
من جهته, قال الأستاذ في كاوست عضو مركز كاوست للتميز في الذكاء الاصطناعي التوليدي بيتر وونكا، وهو خبير في التعلُّم العميق ورؤية الحاسوب, وقائد الفريق البحثي الذي طوّر الأداة: "لا تكتفي ديب بلاستُويد بمضاهاة أداء الإنسان من حيث الدقة، بل تقدم قفزة نوعية في القدرة على المعالجة، هذا المستوى من الكفاءة يتيح للعلماء تحليل كميات ضخمة من البيانات في وقت وجيز، مما يمكّنهم من إجراء تجارب كانت مستحيلة في السابق".
يُذكر أنه على الرغم من أن لي و وونكا وزملاءهما استخدموا ديب بلاستُويد لدراسة البلاستويدات، إلا أنهم أكدوا أن خوارزمية التعلُّم العميق هذه يمكن استخدامها مع نماذج خلوية أخرى تعتمد على الخلايا الجذعية لدراسة مراحل جنينية مختلفة أو مراحل نمو أعضاء أخرى.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الشرق الأوسط
منذ 20 دقائق
- الشرق الأوسط
السعودية تتصدّر العالم في السلامة المائية بخفض الوفيات 17 %
في يوم يحتفي فيه العالم بجهود حماية الأرواح من الغرق، تثبت السعودية ريادتها ووجودها الدائم في المقدمة على جميع المستويات، مع تصدرها المرتبة الأولى عالمياً في استيفاء معايير السلامة المائية والإنقاذ من الغرق، حسب تصنيف منظمة الصحة العالمية. وهذه المرتبة التي حصلت عليها السعودية لم تأتِ مصادفة، بل هي ثمرة عمل مؤسسي وتكامل وطني بمشاركة جميع القطاعات، نتج من خلاله خفض حالات الوفاة المرتبطة بالغرق بأكثر من 17 في المائة، وتفادي عبء اقتصادي يتخطى 800 مليون ريال (212 مليون دولار)، عبر تقليل الإصابات، وتخفيف الضغط على النظام الصحي، وهو ما جعلها تتقدم بذلك على كثير من الدول حول العالم، وتسجل حضورها اللافت في الحفاظ على الإنسان. ويصادف 25 يوليو (تموز) من كل عام «اليوم العالمي للوقاية من الغرق»، الذي أقرته الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 2021؛ بهدف لفت الأنظار إلى واحدة من أكثر الكوارث الصامتة فتكاً، وفق وصف منظمة الصحة العالمية التي تدعو إلى أهمية تكثيف الجهود في جميع الدول، للحد من حالات الغرق عبر تنفيذ حزمة من البرامج. وقاية وطنية ومستقبل صحي مستهدفات #رؤية_السعودية_2030، تدعم حماية الأرواح وجودة الحياة.#اليوم_العالمي_للوقاية_من_الغرق — وزارة الصحة السعودية (@SaudiMOH) July 25, 2025 وفي هذا السياق، أكد وزير الصحة السعودي، فهد الجلاجل، أن «الوقاية من الغرق تمثّل ركيزة استراتيجية في المنظومة الصحية» لبلاده، وتعبيراً صادقاً عن التزامها العميق بحماية الأرواح، انسجاماً مع مستهدفات «رؤية 2030»، التي تسعى من خلال تحول القطاع الصحي إلى الوقاية، ورفع متوسط العمر المتوقع للمواطن. وأضاف الوزير أن «السعودية رسّخت السياسات الوقائية، حتى باتت في الصدارة عالمياً في مكافحة الغرق»، مشيراً إلى انخفاض الوفيات بنسبة 17 في المائة، «مما يعكس أثر العمل المؤسسي، وتكامل الجهود الوطنية في حماية الإنسان». ويأتي هذا الاحتفاء امتداداً لنهج المملكة في بناء سياسات وقائية متكاملة، بدءاً من تبني السياسة الوطنية للوقاية من الغرق عام 2021، بإشراف لجنة دائمة تضم 12 جهة حكومية بقيادة هيئة الصحة العامة «وقاية»، وتنفيذ 12 مبادرة وطنية، أسهمت بشكل ملموس في تقليل الإصابات والوفيات، مع توسيع برامج التوعية المجتمعية، وتعزيز التعليم الوقائي في المدارس والمناطق الساحلية. من جهته قال الرئيس التنفيذي للهيئة، الدكتور عبد الله القويزاني، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، إن تبنّي مجلس الوزراء «اليوم العالمي للوقاية من الغرق» يُجسّد اهتمام القيادة السعودية بحماية الأرواح، ويعكس التزام المملكة بتعزيز الوقاية ضمن منهج الصحة في كل السياسات. التزام وطني وعالمي المملكة تعزز سلامة الإنسان، عبر تبنيها الرسمي لـ #اليوم_العالمي_للوقاية_من_الغرق. — وزارة الصحة السعودية (@SaudiMOH) July 8, 2025 وأوضح القويزاني أن السعودية، من خلال «سياسة الوقاية من الغرق»، أرست أول منظومة وطنية تكاملية للسلامة المائية والإنقاذ، تقودها الهيئة عبر لجنة دائمة تضم 12 جهة حكومية، وتُفعّل من خلالها تدخلات وقائية مبنية على البراهين العلمية، تستند إلى نظام موحّد لرصد حالات الغرق. وأشار إلى أن هذه الجهود أثمرت خفض معدلات الوفيات الناتجة عن الغرق بأكثر من 17 في المائة، وتفادي عبء اقتصادي يُقدّر بنحو 800 مليون ريال سعودي، بالإضافة إلى تصدر السعودية عالمياً في استيفاء معايير السلامة المائية والإنقاذ، حسب تقرير منظمة الصحة العالمية. وشدَّد على أن ما تحقق هو ثمرة تكامل الجهود الوطنية، واستشعار الجهات المعنية مسؤوليتها في حماية الأرواح، إلى جانب الدور المحوري للوعي المجتمعي، باعتباره خط الدفاع الأول، مؤكداً استمرار الهيئة في تنفيذ برامج توعوية شاملة تستهدف مختلف فئات المجتمع، لترسيخ ثقافة السلامة المائية، وجعل الوقاية سلوكاً وممارسة يومية تشاركية. وبالعودة إلى اليوم العالمي، تشير التقارير الصادرة عن منظمة الصحة العالمية إلى أن ما يقارب 236 ألفاً إلى 300 ألف شخص يفقدون حياتهم سنوياً بسبب الغرق، بمعدل أكثر من 30 وفاة في الساعة الواحدة، ويقع أكثر من 90 في المائة من هذه الحالات في الدول منخفضة ومتوسطة الدخل، فيما يُعد الأطفال دون سن الخامسة من الفئات الأكثر عرضة، حيث يشكّلون نحو ربع الوفيات السنوية. سلامة الأطفال في الشواطئ مسؤوليتنا جميعًا، وتبدأ بالالتزام بالتعليمات وعدم تركهم دون رقابة. Beach safety starts with awareness... Follow the rules, stay alert, and never leave children unattended near the water.#طوق_حياة #هيئة_الصحة_العامة #وقاية — هيئة الصحة العامة (@Saudi_PHA) July 24, 2025 وتُظهر التقارير أن الغرق يُعد السبب الرابع للوفاة بين الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 1 و4 سنوات، والثالث للفئة العمرية من 5 إلى 14 سنة، مما يعكس خطورته على الفئات العمرية الصغيرة. وعلى الرغم من خطورة الأرقام، تشير المنظمة إلى انخفاض معدل الغرق عالمياً بنسبة 38 في المائة منذ عام 2000، نتيجة ازدياد الوعي وتطبيق التدابير الوقائية. ودعت المنظمة، في تقريرها الصادر بمناسبة هذا اليوم، إلى تبني استراتيجيات فعّالة للوقاية، تشمل تعليم الأطفال السباحة، وتوفير الحواجز الآمنة حول مصادر المياه، وزيادة التوعية المجتمعية، لافتة إلى أن الغرق «قضية يمكن تفاديها تماماً إذا توافرت الإرادة والإجراءات الصحيحة». هذه الاستراتيجيات الفعّالة تبنّتها السعودية من وقت مبكر، مما نتج عنها هذا الاحتفاء بالمنجز الكبير الذي لا يقتصر على الرمزية، بل يتجلى في أرقام حقيقية وإجراءات فاعلة، تؤكد أن حياة الإنسان تظل أولوية، وأن السياسات الذكية والتخطيط المبكر قادران على الحد من الكوارث الصامتة قبل وقوعها.


صحيفة سبق
منذ ساعة واحدة
- صحيفة سبق
مستشفى الدكتور سليمان الحبيب بالمحمدية في جدة ينهي معاناة فتاة مع "جنف" مزدوج
بفضل من الله- أنهى مستشفى الدكتور سليمان الحبيب بالمحمدية في جدة معاناة فتاة عمرها "14" عاماً، مصابة بانحراف مزدوج "جنف" ومتطور في العمود الفقري، ونجح الفريق الطبي الذي قاده د. صلاح الدين خليفة استشاري جراحة العظام والعمود الفقري، ورئيس قسم جراحة العظام و جراحة العمود الفقري، في إجراء عملية معقدة استمرت زهاء الـ"6" ساعات، تمكن خلالها، وبفضل من الله من تقويم العمود الفقري وتثبيت ودمج الفقرات. وقال د. خليفة أن المراجعة قدمت إلى المستشفى وهي تشكو من انحناء جانبي للعمود الفقري منذ فترة طويلة، وعانت مؤخراً من أعراض متزايدة الحدة، أدت إلى تقييد حركتها وتغيير نمط حياتها، فراجعت مستشفى الدكتور سليمان الحبيب بالمحمدية. وأجرى لها الفريق الطبي، حزمة من التحاليل والفحوصات الطبية الدقيقة، التي أظهرت إصابتها بحالة انحراف "جنف صدري" بدرجة الـ"47" للفقرات الصدرية وقطني بدرجة "50"، ودرس الفريق الطبي الحالة على ضوء نتائج الفحوصات والتحاليل، وخلص إلى ضرورة التدخل الجراحي لعلاج العيوب، والحد من المضاعفات، وأخضعت الفتاة لعملية جراحية، تم فيها تقويم العمود الفقري وتثبيت ودمج الفقرات، باستخدام "22" من البراغي والقضبان المعدنية، والطعوم العظمية الصناعية، واستمرت العملية لـ"6" ساعات متصلة، وشارك فيها فريق تخدير متمرس وفريق تمريض ماهر، واستخدمت فيها مجموعة من أحدث الأجهزة الطبية، كجهاز مراقبة الأعصاب، وأمضت المراجعة ليلة واحدة تحت المراقبة بالعناية المركزة، ومن ثم نقلت إلى جناح التنويم بعد العملية، حيث بدأت في التحسن بشكل متسارع إذ استطاعت الوقوف والمشي خلال "24" ساعة، مع فريق العلاج الطبيعي المتمرس، كما أن طولها مع النجاح الكبير للتعديل زاد بضع سنتيمترات، وخرجت من المستشفى وهي بصحة جيدة. الجدير بالذكر أن مستشفى الدكتور سليمان الحبيب بالمحمدية في جدة، يعد الأحدث والأكبر في القطاع الصحي الخاص بمحافظة جدة، ويعمل بالنظام الرقمي المتكامل، إذ أنه يستخدم تقنيات الاتصال والذكاء الاصطناعي والأنظمة الصحية الإلكترونية، التي تساعد في تعزيز جودة الخدمات، ويضم أفضل الكوادر الطبية، بالإضافة إلى أنه مجهز بأحدث الأجهزة والمعدات الطبية.


صحيفة سبق
منذ 3 ساعات
- صحيفة سبق
تحليل واحد يزعم كشف أمراضك ومستقبلك الغذائي والجمالي.. و"النمر" يحذّر
حذّر استشاري أمراض القلب الدكتور خالد النمر من الانسياق وراء حملات تسويقية مكثفة لبعض المختبرات التجارية التي تروّج لفحص المادة الوراثية من اللعاب، مدّعيةً أنه يكشف عن الأمراض المستقبلية، والأكل والرياضة المناسبين، وحتى الأدوية غير الملائمة للجسم، إلى جانب تحاليل البشرة والشعر، وكل ذلك في تقرير من ألف صفحة بتكلفة تبلغ 24 ألف ريال. وأوضح النمر أن هذا النوع من الفحوصات يعتمد على ادعاءات غير مثبتة علميًا أو لا تزال في طور البحث، أو أن العلاقة بين الطفرات الجينية والنتائج المزعومة ضعيفة جدًا ولا يمكن التعويل عليها. وأكد أن وجود طفرة جينية لا يعني بالضرورة الإصابة بمرض، مشددًا على أن نمط الحياة يظل العامل الأقوى تأثيرًا على الصحة. واختتم الدكتور النمر تحذيره بالتأكيد على أن الغيب لا يعلمه إلا الله، سواء في الصحة أو المرض، وقال: "لا ننصح بإجراء هذه الفحوصات".