logo
أول نكسة لـ"الحزب" منذ الانقلاب على الطائف... ولا 7 أيار جديداً

أول نكسة لـ"الحزب" منذ الانقلاب على الطائف... ولا 7 أيار جديداً

MTVمنذ 15 ساعات
باغت قرار مجلس الوزراء الجريء وغير المسبوق بتكليف الجيش اللبناني وضع خطة تطبيقية لحصرية السلاح بيد الدولة «حزب الله» الذي خرج عن طوره، متهماً الحكومة «بارتكاب خطيئة كبرى في اتخاذ قرار يجرّد لبنان من سلاح مقاومة العدو الإسرائيلي»، معلناً أنه سيتعامل مع هذا القرار كأنه «غير موجود». ودأب «الحزب» على رفع سقف الاعتراض وتحرك مناصروه في الشارع بعد انسحاب وزراء الثنائي الشيعي من الجلسة، واضطرار الوزير الشيعي فادي مكي على الخروج بعد شعوره بالإحراج أمام بيئته وبسبب الضغوط الكبيرة التي مورست عليه.
وهذه هي المرة الأولى منذ عقود يخسر فيها الثنائي الشيعي معركة داخل مجلس الوزراء، بعدما استطاع لسنوات طويلة فرض رؤيته على القرار السياسي للدولة اللبنانية حتى في أيام حكومة الرئيس سعد الحريري، الذي تحمّله قوى سياسية مسؤولية التسويات والتنازلات أمام الثنائي وعدم مواجهة النفوذ المتصاعد داخل الدولة ومؤسساتها وتعطيل الاستحقاقات الدستورية من انتخابات رئاسة الجمهورية إلى تشكيل الحكومات في حال لم يتم الوقوف على رأي «حزب الله».
وعلى الرغم من قرع «الحزب» طبول الاعتراض في وجه رئيس الحكومة نواف سلام، فإن هذا الاعتراض لم يبلغ حد انسحاب وزراء الثنائي من الحكومة وتقديم استقالاتهم كما حصل في عهد حكومة الرئيس فؤاد السنيورة غداة إقرار المحكمة الدولية في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري، بل اقتصر الاحتجاج على الانسحاب من جلسة مجلس الوزراء والتلويح بسلاح «الميثاقية» بعدما جوبه وزراء الثنائي برفض تصحيح القرار الحكومي وتأجيل البحث بملف السلاح إلى حين تقديم الجيش خطته في 31 آب/أغسطس الحالي.
وما أزعج «حزب الله» هو أنه بعدما حاول تحييد رئيس الجمهورية العماد جوزف عون، فوجئ بأن الرئيس هنّأ الوزراء على القرارات المتخذة، قائلاً «في الحكومات السابقة المتعاقبة كانت القرارات تُتخذ كيفما كان، أما اليوم فباتت قرارات الحكومة تتخذ بطريقة أفضل، وها نحن اليوم نتخذ قراراً جديداً خدمة للبنان وشعبه، وأنا فخور بكم» ليعلو التصفيق بعدها في القاعة.
ومَن تابع طريقة تعامل الرئيس عون مع «حزب الله» يدرك أنه بإدارته المفاوضات مع ممثلي «الحزب» على مدى 7 أشهر لم يلقَ سوى تقدم بطيء، في مقابل تسويف وهدر للوقت، جعلته يدفع الكثير من رصيده الشعبي بسبب حرصه على تجنيب البلد أي خضّات وصراعات عبثية وسعيه الدائم لطمأنة بيئة «الحزب» وصولاً إلى تعيين الوزير السابق علي حمية مستشاراً له. إلا أن رئيس الجمهورية عندما وجد أن البلد يمرّ بمرحلة مصيرية وبلغ حافة الهاوية وبات عليه الاختيار بين الانهيار أو الاستقرار، بادر لعدم التفريط بفرصة الانقاذ وقرّر السير بتكليف الجيش اللبناني وهو الأعلَم بقُدراته وضع الخطة التطبيقية لحصرية السلاح من دون أي تهاون، في رد واضح على رفض النيل من هيبة المؤسسة العسكرية وقوتها ودورها وعدم قبول التشكيك بقدرتها على الدفاع عن لبنان وحماية الحدود والسيادة كما يروّج البعض الذي لا يرى ضمانة في وجه إسرائيل إلا بسلاحه الحزبي، رغم أن هذا السلاح لم يحقق لا قوة ردع ولم يستطع أن يحمي أمينين عامين للحزب ولا حتى القرى والبلدات الجنوبية والبقاعية مروراً بالضاحية.
وهكذا بدل أن يستجيب «حزب الله» لنداءات رئيس الجمهورية، وبدل أن يراهن على الدولة اللبنانية وحدها، فضّل رفض قراراتها، ما قد يؤدي لأخذ البلاد إلى مغامرات جديدة واستمرار إسرائيل التذرع بسلاح الحزب بعد تهديد الشيخ نعيم قاسم بتساقط الصواريخ على الكيان في حال نشوب حرب واسعة.
وإذا كان خطاب القسم والبيان الوزاري لم يتحدثا عن المعادلة الثلاثية «جيش شعب ومقاومة»، فآخر ما خرج به الشيخ نعيم هو قوله «إن المقاومة جزء من دستور الطائف ومنصوص عليها هناك، وهي أمر ميثاقي، ولا يمكن لأمر دستوري أن يُناقش بالتصويت، بل يتطلّب توافقاً»، فيما تساءل خصوم «الحزب» عن وجود «الميثاقية» عندما قرّر «حزب الله» شن حربين من دون العودة لا إلى الدولة اللبنانية ولا إلى باقي المكوّنات اللبنانية!.
ودعا الخصوم الشيخ نعيم إلى قراءة متأنية لنصوص الطائف لتبيان أنه نصّ عام 1990 على «قيام حكومة الوفاق الوطني بوضع خطة أمنية مفصلة مدتها سنة، هدفها بسط سلطة الدولة اللبنانية تدريجيًّا على كامل الأراضي اللبنانية بواسطة قواتها الذاتية، وأعلن عن حل جميع الميليشيات اللبنانية وغير اللبنانية، وتسليم أسلحتها إلى الدولة اللبنانية خلال ستة أشهر تبدأ بعد التصديق على وثيقة الوفاق الوطني»، وبالتالي لم يذكر اتفاق الطائف بتاتاً كلمة «المقاومة» ولم يستثنها من حل الميليشيات، إلا أنه تم الانقلاب الموصوف على الطائف في زمن الوصاية السورية ثم تم الانقلاب على القرار 1701 ومندرجاته، وليس صحيحاً أن الرئيسين عون وسلام هما الانقلابيان. وبالتالي كان يُفترض تسليم سلاح «حزب الله» كما فعلت «القوات اللبنانية» والحزب التقدمي الاشتراكي و«حركة أمل» منذ عام 1991 والانضمام إلى قطار الدولة بدل تحوير الوقائع والاستمرار بحمل السلاح بذريعة «المقاومة».
يبقى أن التحركات الاحتجاجية لمناصري الثنائي الشيعي في الشارع لا يمكن لها أن تتطوّر في ظل القرار الحازم للجيش اللبناني بمنعها من الخروج من حدود الضاحية الجنوبية إلى المناطق الحساسة المحيطة بها مسيحياً أو سنياً، وإن التهديد بالتعامل مع قرار جلسة 5 آب/اغسطس بحصر السلاح كأنه غير موجود هو المخرج للحزب الذي سيسعى قدر استطاعته لمنع تطبيق القرار.

هاشتاغز

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

غزة: الإعلام في مرمى الإرهاب الإسرائيلي.. أنس الشريف ورفاقه شهداء باستهداف إسرائيلي مباشر
غزة: الإعلام في مرمى الإرهاب الإسرائيلي.. أنس الشريف ورفاقه شهداء باستهداف إسرائيلي مباشر

الميادين

timeمنذ ساعة واحدة

  • الميادين

غزة: الإعلام في مرمى الإرهاب الإسرائيلي.. أنس الشريف ورفاقه شهداء باستهداف إسرائيلي مباشر

أفاد مراسل الميادين بارتقاء الزملاء الصحافيين أنس الشريف ومحمد قريقع، والمصورين إبراهيم ظاهر ومحمد نوفل، وإصابة الصحافي محمد صبح. وأشار إلى أن مسيّرة إسرائيلية استهدفت خيمة الصحافيين أمام مجمع الشفاء، في مدينة غزة، ما أدى إلى إصابة عدد من الإعلاميين العاملين في القطاع. وأعلن المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة أن "الاحتلال اغتال 5 صحافيين بعد استهداف خيمتهم في محيط مستشفى الشفاء في مدينة غزة، شمالي القطاع". 10 اب 10 اب وبهذا الاستهداف، ارتفع عدد الشهداء الصحافيين الذين قتلهم الاحتلال خلال الإبادة الجماعية إلى 237، بحسب المكتب الإعلامي الحكومي. شهداء وجرحى بينهم صحافيون في استهداف الاحتلال خيمة أمام مستشفى الشفاء في مدينة # غزةآخر التطورات الميدانية مع مراسل #الميادين محمود عوضية#الميادين #فلسطين_المحتلة #غزة@MahmoudAwadia وفي سياق متصل، أعلنت وزارة الصحة في قطاع غزة أنّ مستشفيات القطاع استقبلت، خلال الساعات الـ24 الماضية، 61 شهيداً بينهم شهيدان جرى انتشالهما من تحت الركام، إضافة إلى 363 إصابة. وبذلك، ارتفعت حصيلة العدوان الإسرائيلي على القطاع منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023 إلى 61,430 شهيداً و153,213 مصاباً، فيما بلغ عدد الضحايا منذ 18 آذار/مارس 2025 حتى اليوم 9,921 شهيداً و41,172 مصاباً.

"هذا أكبر خطأ إسرائيليّ".. صحيفة في تل أبيب تعترف
"هذا أكبر خطأ إسرائيليّ".. صحيفة في تل أبيب تعترف

القناة الثالثة والعشرون

timeمنذ ساعة واحدة

  • القناة الثالثة والعشرون

"هذا أكبر خطأ إسرائيليّ".. صحيفة في تل أبيب تعترف

نشرت صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية تقريراً جديداً قالت فيه إنَّ "الإنسحاب الإسرائيلي من قطاع غزة عام 2005 كان خطأ فادحاً"، مشيرة إلى أن ما حصل آنذاك آتاح الفرصة لحركة حماس بالسيطرة على غزة وحفر أنفاق هجومية وتسليح نفسها". ويقولُ التقرير إنَّ "الإنسحاب الإسرائيلي من غزة قبل 20 عاماً منح حماس الدافع والثقة بقدرتها على سحق إسرائيل"، مشيراً إلى أن "ذاك الانسحاب كان سبباً في الكارثة المستمرة حتى الآن، كما أنه كان مصدر إلهام لهجوم 7 تشرين الأول 2023 الذي شنته حماس ضد إسرائيل". واعتبر التقرير أن "قرار رئيس الوزراء الإسرائيلي آنذاك آرييل شارون بالانسحاب من غزة، عزز موقف المتطرفين في المجتمع الفلسطيني وأدّى إلى انهيار الردع الإسرائيلي"، وتابع: "لقد تبين أن حجة شارون بأن إسرائيل سوف تحظى بعد مغادرتها غزة بدعم ساحق من العالم لسحق الإرهاب الفلسطيني المتبقي هناك بشكل حاسم، كانت مجرد هراء محض"، على حد وصف التقرير. وتابع: "حتى وقت قريب، لم يؤيد العالم قط العمل العسكري الإسرائيلي ضد الدولة الفلسطينية الجهادية التي نشأت في غزة. وحتى اليوم، يرفض العديد من قادة العالم الاعتراف بالتهديدات الوجودية الواضحة التي ستشكلها أي دولة فلسطينية في الضفة الغربية وغزة على إسرائيل في المستقبل المنظور". وختم: "خلاصة القول هي أن من أدركوا حينها أن الانسحاب الإسرائيلي من غزة سيكون كارثةً على الإسرائيليين والفلسطينيين على حد سواء كانوا على حق". انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة. انضم الآن شاركنا رأيك في التعليقات تابعونا على وسائل التواصل Twitter Youtube WhatsApp Google News

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store