logo
كوريا الجنوبية تفرج عن رئيسها المعزول

كوريا الجنوبية تفرج عن رئيسها المعزول

الجزيرة٠٨-٠٣-٢٠٢٥

أفرجت السلطات في كوريا الجنوبية اليوم السبت عن الرئيس المعزول يون سوك يول ، بعد يوم من أمر قضائي بإلغاء اعتقاله والسماح له بالمثول أمام المحكمة من دون احتجاز.
وأظهرت مقاطع فيديو يون وهو يغادر مركز التوقيف سيرا وينحنى مطولا أمام جمع من مناصريه، كانوا يهتفون باسمه ويلوحون بعلمي كوريا الجنوبية والولايات المتحدة الأميركية.
وحيا المناصرون الرئيس الذي مر بالقرب منهم، قبل أن يغادر المكان في موكب سيارات، وأصدر يون بيانا جاء فيه "أحني رأسي عرفانا لشعب هذه الأمة".
وأطلق سراح يون بعد قرار النيابة العامة عدم الاستئناف على قرار المحكمة المركزية بالإفراج عنه أمس الجمعة، وذلك بعد القبض عليه في منتصف يناير/كانون الثاني الماضي، بتهمة العصيان بسبب فرض الأحكام العرفية لفترة وجيزة.
وقالت المحكمة، في بيان، إن قرارها استند إلى أن توجيه الاتهام جاء بعد انتهاء مدة الاحتجاز الأولى، وأشارت إلى "شكوك حول قانونية" إجراءات التحقيق التي شملت جهتين منفصلتين.
وقال محامو يون في بيان لهم "قرار المحكمة إلغاء الاحتجاز أظهر أن سيادة القانون في كوريا الجنوبية لا تزال قائمة".
وكان فريق الدفاع قد قال إن أمر الاعتقال الذي صدر في 19 يناير/كانون الثاني وأبقاه قيد الاحتجاز باطل، لأن الطلب المقدم من الادعاء كان معيبا من الناحية الإجرائية.
وسبق أن برر يون الأحكام العرفية بأن "الإجراء كان ضروريا للتخلص من العناصر "المناهضة للدولة"، لكنه ألغاه بعد 6 ساعات بعدما صوت البرلمان على رفضه. وقال إنه لم يكن ينوي أبدا فرض الأحكام العسكرية بشكل كامل.
وبعد هذا بأسابيع، صوت البرلمان الذي تقوده المعارضة لصالح وقفه عن العمل بسبب اتهامات بانتهاك واجبه الدستوري بإعلان الأحكام العرفية، ومن المتوقع أن تصدر المحكمة الدستورية حكمها قريبا بشأن عزله.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

كوريا الجنوبية تفرج عن رئيسها المعزول
كوريا الجنوبية تفرج عن رئيسها المعزول

الجزيرة

time٠٨-٠٣-٢٠٢٥

  • الجزيرة

كوريا الجنوبية تفرج عن رئيسها المعزول

أفرجت السلطات في كوريا الجنوبية اليوم السبت عن الرئيس المعزول يون سوك يول ، بعد يوم من أمر قضائي بإلغاء اعتقاله والسماح له بالمثول أمام المحكمة من دون احتجاز. وأظهرت مقاطع فيديو يون وهو يغادر مركز التوقيف سيرا وينحنى مطولا أمام جمع من مناصريه، كانوا يهتفون باسمه ويلوحون بعلمي كوريا الجنوبية والولايات المتحدة الأميركية. وحيا المناصرون الرئيس الذي مر بالقرب منهم، قبل أن يغادر المكان في موكب سيارات، وأصدر يون بيانا جاء فيه "أحني رأسي عرفانا لشعب هذه الأمة". وأطلق سراح يون بعد قرار النيابة العامة عدم الاستئناف على قرار المحكمة المركزية بالإفراج عنه أمس الجمعة، وذلك بعد القبض عليه في منتصف يناير/كانون الثاني الماضي، بتهمة العصيان بسبب فرض الأحكام العرفية لفترة وجيزة. وقالت المحكمة، في بيان، إن قرارها استند إلى أن توجيه الاتهام جاء بعد انتهاء مدة الاحتجاز الأولى، وأشارت إلى "شكوك حول قانونية" إجراءات التحقيق التي شملت جهتين منفصلتين. وقال محامو يون في بيان لهم "قرار المحكمة إلغاء الاحتجاز أظهر أن سيادة القانون في كوريا الجنوبية لا تزال قائمة". وكان فريق الدفاع قد قال إن أمر الاعتقال الذي صدر في 19 يناير/كانون الثاني وأبقاه قيد الاحتجاز باطل، لأن الطلب المقدم من الادعاء كان معيبا من الناحية الإجرائية. وسبق أن برر يون الأحكام العرفية بأن "الإجراء كان ضروريا للتخلص من العناصر "المناهضة للدولة"، لكنه ألغاه بعد 6 ساعات بعدما صوت البرلمان على رفضه. وقال إنه لم يكن ينوي أبدا فرض الأحكام العسكرية بشكل كامل. وبعد هذا بأسابيع، صوت البرلمان الذي تقوده المعارضة لصالح وقفه عن العمل بسبب اتهامات بانتهاك واجبه الدستوري بإعلان الأحكام العرفية، ومن المتوقع أن تصدر المحكمة الدستورية حكمها قريبا بشأن عزله.

أزمة سياسية عاصفة أم سحابة عابرة.. كوريا الجنوبية على مفترق طرق
أزمة سياسية عاصفة أم سحابة عابرة.. كوريا الجنوبية على مفترق طرق

الجزيرة

time٢٥-٠٢-٢٠٢٥

  • الجزيرة

أزمة سياسية عاصفة أم سحابة عابرة.. كوريا الجنوبية على مفترق طرق

تواجه كوريا الجنوبية أزمة سياسية حادة بعد عزل الرئيس يون سوك يول ومحاولته الفاشلة لفرض الأحكام العرفية، مما أدى إلى زعزعة استقرار البلاد. وقد أثرت هذه الاضطرابات السياسية سلبا على الاقتصاد، إذ انخفضت قيمة الوون الكوري إلى أدنى مستوى له مقابل الدولار منذ عام 2009، مما يهدد الثقة بالاقتصاد الوطني الذي يعتمد بشكل كبير على التجارة الدولية. بالإضافة إلى ذلك، شهد قطاع السياحة -الذي يُعد أحد أعمدة الاقتصاد الكوري الجنوبي- تراجعا ملحوظا، بعدما ألغى بعض السياح الأجانب رحلاتهم إلى كوريا الجنوبية في أعقاب إعلان الأحكام العرفية لفترة وجيزة. ورغم أن الحياة اليومية والأنشطة السياحية استمرت كالمعتاد، فإن هذه الأحداث أثرت سلبا على صورة البلاد بوصفها وجهة سياحية آمنة. وللاطلاع أكثر على تأثير الظروف السياسية على الوضع العام في البلاد وإلى أين يمكن أن تصل الأمور، التقت الجزيرة خبير السياسات الاقتصادية البروفيسور جيسونغ بارك. ما تأثير الأزمة السياسية على الوضع الاقتصادي والسياحي بشكل عام وعلى العملة الكورية بشكل خاص؟ انخفاض الوون تأثر كثيرا بالأزمة السياسة مؤخرا، ولكنه أيضا انخفاض هيكلي يتفاقم منذ عدة سنوات، ولهذا أسباب اقتصادية بالأساس، وأهمها تباطؤ التجارة العالمية خلال جائحة كوفيد-19، والحرب التجارية الأميركية على الصين، التي أثرت سلبا على قطاع محوري في الصادرات الكورية وهو قطاع أشباه الموصلات، والسبب الهيكلي الأهم هو سياسات سعر الفائدة الأميركية، وإذ إن العلاقات السياسية مع أميركا حاسمة في الصراع مع أميركا الشمالية وحيث إن النظام المالي الكوري الجنوبي مرتبط بشكل وثيق بالنظام المالي الأميركي منذ عقود، فإن كوريا الجنوبية تجد نفسها أحيانا كثيرة مضطرة للتضحية ببعض مصالحها الاقتصادية لأجل الحفاظ على علاقة وثيقة مع أميركا. أما من الناحية السياحية، فاعتقد أن المياه عادت إلى مجاريها بسرعة، فسرعان ما تبددت الصدمة التي أصابت العالم تجاه كوريا الجنوبية، ونظر الناس بإيجابية لاحترام الرئيس لمؤسسة البرلمان. هل تؤثر المظاهرات الأسبوعية الضخمة المناصرة للرئيس المعزول في إجراءات محاكمته؟ المظاهرات الضخمة أمر اعتيادي في كوريا الجنوبية، فالتيارات السياسية دائما ما تزايد على بعضها بعضا بتنظيم مظاهرات ضخمة، ولا شك أن المظاهرات المؤيدة للرئيس المعزول يون سوك يول قد تؤثر معنويا وسياسيا، حيث يظهر أن فئة عريضة من المجتمع تدعمه، ولكن يستبعد أن تؤثر في مجريات المساطر القانونية، لأن المظاهرات المناهضة له كانت ضخمة أيضا. لقد رأينا على مدى سنوات مظاهرات مشابهة داعمة للرئيسة السابقة باك غن هيه ، ولكن لا يبدو أنها أثرت تأثيرا كبيرا على محاكمتها التي انتهت بسجنها. هذه الاتهامات ليست جديدة، فنحن نسمعها منذ عقود، ولكنها اتهامات غير مبنية على أساس حقيقي. فأولا، يجب ألا ننسى أن نسبة لا بأس بها من الكوريين الجنوبيين ما زالوا ينظرون إلى الكوريين الشماليين على أنهم إخوانهم، وأن الحدود التي تفصل بين الدولتين هي نتيجة لصراع جيوستراتيجي أميركي سوفياتي (ثم صيني)، صراع لا يستفيد منه الكوريون، بل على العكس. ولا يمكن بالتأكيد وصم هؤلاء الناس بأنهم متآمرون ضد كوريا الجنوبية. ماذا عن الحكومة المؤقتة الحالية، هل تتمتع بشعبية كافية، وما هو الدور المنوط بها؟ الحكومة الحالية هي حكومة مؤقتة لتسيير الأعمال، في انتظار أن تعقد انتخابات رئاسية جديدة، وبالتالي فان شعبيتها ليست مسألة حاسمة، ومع ذلك قد أظهرت الحكومة المؤقتة تجاوبا مع تطلعات الشعب الكوري الجنوبي في مواقف مختلفة، وينظر لهذا نظرة إيجابية. إعلان أتوقع أن يستمر التوتر السياسي لعدة أشهر، ربما من 6 إلى 9 أشهر، حتى نهاية 2025 أو بداية 2026، قبل أن تستقر الأمور. هذا يعتمد على سرعة قرار المحكمة الدستورية في قضية عزل يون سوك يول الرسمي. فالمحكمة لديها 180 يوما من تاريخ تسلم القضية 14 ديسمبر/كانون الأول 2024 أي حتى 12 يونيو/حزيران 2025 للحكم بإقالته نهائيا أو إعادته لمنصبه. كما أن الضغط العام والجدل حول تعيين القضاة قد يدفع المحكمة لتسريع قرارها ليصدر قبل أبريل/نيسان 2025 عندما تنتهي ولاية اثنين من القضاة الحاليين. وبالنسبة لمحاكمته الجنائية، فقد بدأت الجلسات في 20 فبراير/شباط 2025 ومن المتوقع أن تستمر لأشهر بسبب تعقيد التهم، خاصة مع دفاعه بأنه حاول منع دكتاتورية تشريعية. وإذا أدين الرئيس المعزول بتهمة التمرد، قد يواجه عقوبة تصل إلى السجن مدى الحياة، لكن القضية قد تمتد حتى نهاية 2025 أو منتصف 2026 إذا استأنف الحكم وهذا متوقع. والاستقرار السياسي مرهون بما إذا كان عزله سيؤدي إلى انتخابات رئاسية جديدة والتي يجب أن تجرى خلال 60 يوما من قرار المحكمة النهائي. ماذا بعد؟ تعتبر المظاهرات الأسبوعية الضخمة التي تشهدها سول ظاهرة صحية وعلامة على الديمقراطية التي تتمتع بها البلاد، فكوريا الجنوبية تتمتع اليوم بنظام ديمقراطي حيوي يحترم حرية التعبير، ويشهد انتخابات دورية تنافسية، ويعزز ذلك وجود أحزاب سياسية متنوعة، مما يعكس تنوع الآراء والمصالح. ومع ذلك، تواجه البلاد تحديات مثل الفساد السياسي والانقسامات الاجتماعية، وتعيش حاليا فترة من التوترات السياسية المتزايدة بعد عزل الرئيس يون سوك يول مما يعكس الانقسامات الحادة بين الأحزاب ويؤثر على قدرة الحكومة على تحقيق التوافق والمضي قدما في الإصلاحات الضرورية. بالإضافة إلى ذلك، فإن تزايد التوترات مع كوريا الشمالية، وانشغال البلاد بالقضايا الاقتصادية والاجتماعية، يزيدان من تعقيد المشهد السياسي، الذي يبدو أن انفراجته بشكل كامل قد تتأخر قليلا.

سبت المظاهرات الكبير في سول.. بين مناصرة فلسطين وتأييد الرئيس المعزول
سبت المظاهرات الكبير في سول.. بين مناصرة فلسطين وتأييد الرئيس المعزول

الجزيرة

time٢٣-٠٢-٢٠٢٥

  • الجزيرة

سبت المظاهرات الكبير في سول.. بين مناصرة فلسطين وتأييد الرئيس المعزول

تخصص كوريا الجنوبية يوم السبت من كل أسبوع للتظاهر، فيخرج الناس في هذا اليوم أفواجا من كل حدب وصوب يتظاهرون في أي شأن شاؤوا، وتغلق الشوارع الرئيسية في العاصمة سول، وتوضع سيارات وحافلات الشرطة والإسعاف في حالة تأهب لحماية المتظاهرين من ناحية ولمنع الشغب من ناحية أخرى. يبدأ المتظاهرون بالنزوع إلى الشوارع منذ الساعة الـ12 ظهرا بالتوقيت المحلي للبلاد، إلى أن تحدث التجمعات الكبرى بحلول الساعة الثانية عصرا، وتستمر بعد ذلك إلى الساعة السادسة مساء أو بعد ذلك بقليل. ورغم صخب المظاهرات حيث يستخدم منظمو كل مظاهرة مكبرات الصوت وبعضها ضخم جدا لمخاطبة الحشود فإنها تتميز جميعها بسلميتها، فلا تجدها تخرج عن المكان الذي حُدد لها، كما لا تصدر عن المشاركين فيها أي سلوكيات مخلة بالأمن العام. وللمفارقة، كانت أول مظاهرة صادفتنا عند الخروج من الفندق مناصرة لفلسطين، ورغم خيبة الأمل في البداية عندما رأينا أن المشاركين فيها بضعة كوريين وكوريات يحملون أعلام فلسطين فإننا مع ذلك قررنا متابعتهم لنجد أنهم التقوا مع حشد أكبر يقدر بالعشرات يهتفون جميعا "فلسطين حرة". وضع المتظاهرون -الذين حمل كثير منهم أعلام فلسطين- شاحنة صغيرة بشكل عرضي وسط الشارع، وعلى منصة أمامها وقفت فتاة كورية تتزين بالوشاح الفلسطيني الشهير وتتحدث بالميكروفون بشكل حماسي، وكانت تردد كلمة "فلسطين" بشكل متكرر في كلامها وخلفها شاشة تعرض صورا من الحرب الإسرائيلية على غزة. ميدان غوانغهوامون أغلب المظاهرات والاحتجاجات تكون في ميدان غوانغهوامن في وسط سول، ويحمل هذا الميدان رمزية تاريخية، إذ يقع أمام قصر غيونغبوكغونغ، وتحيط به مبانٍ حكومية رئيسية مثل البيت الأزرق ومركز الفنون سيجونغ، مما يجعله نقطة تجمّع رئيسية للحركات السياسية والاجتماعية. وقد شهد هذا الميدان بعضا من أكبر الاحتجاجات وأكثرها تأثيرا في البلاد -بما في ذلك المظاهرات التي أدت إلى عزل الرئيس يون سوك يول في 2024- رغم أنها تركزت أمام البرلمان بشكل أساسي، وأيضا المظاهرات المليونية التي قادت إلى عزل الرئيسة باك غن-هيه في 2017. فلسطين حرة تتميز المظاهرة المناصرة لفلسطين بأن جميع المشاركين فيها من فئة الشباب، وكثير منهم يرتدون الوشاح الفلسطيني ويحملون أعلام فلسطين، وعلى جانب الرصيف طاولتان لبيع تذكارات فلسطينية متعددة، وخلفهما على سور الشارع يافطتان كبيرتان باللغة الكورية، إحداهما مكتوب فيها " المحكمة الجنائية الدولية" وتحت ذلك مكتوب "رئيس الوزراء الإسرائيلي (بنيامين) نتنياهو"، وإلى يسار الكلام صورتان لنتنياهو كُتب فوقهما بخط كبير بالإنجليزية "مطلوب". وبعد كل خطاب حماسي تصدح الفتاة بالميكروفون باللغة الإنجليزية بأقصى قوتها "فلسطين حرة"، وبعد سلسلة خُطب بدأت تُعرض تذكارات ومطرزات فلسطينية للبيع بالمزاد العلني دعما لغزة. التقينا خلال تلك المظاهرة بالسيدة لي شون (40 سنة) التي كانت تبيع التذكارات للمناصرين لفلسطين، وعندما سألناها قالت "قبل بداية الحرب على غزة لم يكن لدي اطلاع على الانتهاكات التي تمارسها إسرائيل تجاه الفلسطينيين، كنت أعرف فقط أنها تحتل أراضي فلسطينية لإقامة المستوطنات". وتضيف "مع بداية الحرب بدأت أرى صور الجرائم التي ترتكب في حق الفلسطينيين، وكان واضحا أنها جرائم بشعة غير قابلة للتبرير، فبدأت أقرأ وأبحث أكثر، ثم بدأت أشارك في المسيرات الداعمة لفلسطين بشكل أسبوعي". كما قابلنا الفتاة داهيون تشو (16 سنة) التي تتحدث الإنجليزية بمهارة، وقالت "هذه هي المرة الثالثة التي أشارك فيها في المظاهرات الداعمة لغزة، وقد جئت من مدينة سوون (شمال غربي كوريا)". وأضافت أن "الإعلام الكوري يتبنى رواية الإعلام الأميركي ولا يظهر الحقيقة كما هي للشعب الكوري، لذلك أعتقد أن أغلب الناس في كوريا ما بين لا مبالين بما يجري وما بين من يصدقون الدعاية الصهيونية، لكن مع ذلك أعتقد أن الناس المؤيدين للقضية الفلسطينية في ازدياد بفضل مواقع التواصل الاجتماعي". ورغم صغر تلك المظاهرة فإنها في غاية الأهمية، فهي مظاهرات أسبوعية وتشير إلى يقظة الضمير الشعبي المؤيد للقضية الفلسطينية في كل بقاع الأرض شرقها وغربها. كما أنها لم تكن المظاهرة الوحيدة الداعمة لفلسطين، فقد صادفنا بعد صلاة الجمعة في مسجد سول المركزي منشورات عديدة تدعو إلى مظاهرة حاشدة مؤيدة لفلسطين أمام السفارة الإسرائيلية في سول، في حين لم نشهد مظاهرة واحدة مؤيدة لإسرائيل. الرئيس المخلوع غادرنا تلك المظاهرة على صدى أصوات صاخبة جدا تصدر من مكبرات صوت ضخمة، كانت تلك مظاهرة لأنصار الرئيس المعزول، والتي قدّر أحد المشاركين فيها عدد الحضور بنحو 700 ألف شخص. كانت بالفعل مظاهرة تضم عشرات الآلاف نصبت أمامهم منصة كبيرة مرتفعة وخلفها شاشة ضخمة، وعلى تلك المنصة يتحدث أنصار الرئيس المعزول واحدا تلو الآخر بحماس بالغ وهتافات تتخللها أغانٍ حماسية، وقد وُضعت للحشود الذين تزاحموا على امتداد شارع سيجونغ الرئيسي في ميدان غوانغهوامون كراسٍ بلاستيكية نظرا لأن معظم المشاركين في هذه المظاهرة قد تجاوزا سن الشباب. امتدت تلك المظاهرة الصاخبة لساعات عدة، حيث غربت الشمس وكان كثير من المشاركين فيها لا يزالون جلوسا، والمتحدثون على المنصة يتبادلون الأدوار في الخطاب الحماسي. كانت الخطابات تتحدث عن التحذير من الشيوعية ومن الفساد ومن سرقة البلد، وقد وزع علينا بعضهم ملصقات بالإنجليزية كُتب فيها "أوقفوا السرقة"، يقصدون فيها أن الرئيس المعزول كان يحاول منع تزوير الانتخابات الرئاسية والمحلية على يد الدولة العميقة التي يقولون إن وراءها حلفاء لكوريا الشمالية والحزب الشيوعي الصيني. أعلام أميركا في كل مكان اللافت في هذه المظاهرات أن العلم الكوري كان يرافقه العلم الأميركي تقريبا بيد كل مشارك، كما تنتشر عبارات تصف التعاون الأميركي الكوري بأنه أبدي، ويعود ذلك إلى إحساس الكوريين بالجميل للولايات المتحدة التي كان دعمها لهم في الحرب ضد كوريا الشمالية حاسما، كما أن رفع العلم الأميركي صار رمزا سياسيا يميزهم عن المناصرين للتقارب مع كوريا الشمالية والصين. وخلال جولتنا وسط هذه المظاهرات التقينا بهيسو لي (55 سنة) الذي قال لنا "أنا هنا للتظاهر دفاعا عن الرئيس يون، إنه يريد إنقاذ البلاد من الجواسيس الذين يتآمرون مع كوريا الشمالية والحزب الشيوعي الصيني لتحويل كوريا الجنوبية إلى دولة شيوعية"، على حد قوله. كما قابلنا الشابة جيسيكا (25 سنة) التي قالت إن "الحزب الشيوعي الصيني يحاول أن يسيطر على كوريا الجنوبية، والقوى السياسية التي تدعم كوريا الشمالية خلعت الرئيس، وأنا كما كثير من الشباب ندافع عن الرئيس يون وندافع كذلك عن كوريا جنوبية ليبرالية وديمقراطية". من جهته، قال ليي جوتشول (65 سنة) إنه جاء من ولاية تكساس في الولايات المتحدة ليدافع عن الرئيس يون "لأن الشيوعيين يريدون إعادة كوريا الجنوبية إلى سيطرة الصين"، حسب قوله. وما بين المظاهرة الداعمة لفلسطين والمؤيدة للرئيس المعزول مررنا بعدد من المظاهرات الصغيرة جدا لا يتعدى المشاركون فيها بضعة أفراد، مثل مظاهرة مؤيدة للشواذ وتحمل راياتهم، لكن بكل تأكيد كانت هناك مواقع أخرى في العاصمة تجري فيها مظاهرات أخرى في سبت المظاهرات الكبير هذا، وعلى الأرجح كان بينها مظاهرات ضد الرئيس المعزول. يذكر أن الحكومة الكورية حاولت في السنوات الأخيرة فرض قيود على الاحتجاجات في ميدان غوانغهوامون بذريعة أن المنطقة تعد معلما سياحيا وثقافيا رئيسيا، وأن المظاهرات تعرقل حركة المرور وتؤثر على الأنشطة التجارية وتقلل جاذبية المكان للزوار. لكن هذه المحاولات واجهت رفضا قويا من الجماعات المدنية وتحديات قانونية، وأصدرت المحاكم أحكاما عدة لصالح المتظاهرين، مشددة على أن القيم الديمقراطية تأتي في المقام الأول.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store