
تايو أونيي في العناية المركزة بسبب أسوأ قاعدة في كرة القدم
أدخل الجهاز الطبي لنادي نوتينغهام فورست لاعب الفريق تايو أونيي في غيبوبة اصطناعية بسبب حادثة لم يكن يجب أن يسمح لها بالحدوث من الأساس.
تعرض مهاجم فورست لإصابة خطرة في البطن كادت تودي بحياته، بعدما اصطدم بالقائم خلال التعادل (2 - 2) أمام ليستر سيتي الأحد الماضي، كان ذلك في الدقيقة الـ88، والنتيجة متعادلة، حين اندفع بكل ما أوتي من قوة محاولاً اللحاق بكرة عرضية من أنتوني إيلانغا لإكمالها في الشباك بهدف قاتل –وهو أمر مفهوم بالنظر إلى أن هدفاً في تلك اللحظة كان من الممكن أن يمنح فورست ثلاث نقاط حاسمة في سعيه نحو التأهل إلى دوري أبطال أوروبا.
لكن هذا أدى إلى اصطدام أونيي بالقائم بمنطقة البطن بسرعة كبيرة، وسط آهات جماعية من جماهير ملعب "سيتي غراوند"، وعلى رغم ذلك، كانت محاولته بلا جدوى، ففي بداية الهجمة كان إيلانغا في وضع تسلل واضح، تسلل بفارق كبير،
لكن الراية لم ترفع من الحكم المساعد سيان ماسي إيليس، التي سمحت باستمرار اللعب ومن ثم تعرض أونيي لخطر جسيم بلا داعٍ.
لم يكن الخطأ من حكمة الراية المساعدة ماسي إيليس نفسها، فهي كما هي حال كل حكام الراية والساحة في الدوري الإنجليزي الممتاز، تتبع ببساطة تعليمات الجهة المسؤولة عن قوانين اللعبة "إيفاب"، وبالتالي رابطة الحكام المحترفين.
وتوجه التعليمات إلى الحكام بالاعتماد على شبكة الأمان التي يوفرها حكم الفيديو المساعد، بدلاً من استخدام حسهم التحكيمي لاحتساب القرارات الواضحة بصورة مباشرة، وهنا تحديداً تكمن واحدة من أسوأ القواعد في كرة القدم: تأخير رفع راية التسلل.
وتنص لوائح "إيفاب" على أن تأخير الراية مسموح به فقط "في موقف هجومي واضح للغاية عندما يكون اللاعب على وشك تسجيل هدف أو لديه انطلاقة صريحة نحو منطقة الجزاء".
وتضيف لوائح "إيفاب" في دليلها للمنافسات، أنه على حكام الراية تأخير رفع الراية في حال وجود "فرصة واضحة للتسجيل" و"تقدير دقيق" حول ما إذا كان اللاعب متسللاً أم لا.
ثم بمجرد تسجيل الهدف أو انتهاء الهجمة، ترفع الراية للإشارة إلى المخالفة، وإذا دخلت الكرة المرمى، يتولى نظام حكم الفيديو المساعد مراجعة الحالة.
من الناحية النظرية، تبدو هذه قاعدة جيدة، إذ تتيح استخدام تقنية الفيديو بصورة فعالة لكن الوصف الفضفاض والمبهم لعبارة "تقدير دقيق" أجبر الحكام المساعدين على تفسير التعليمات بطريقتهم الخاصة، ومع مرور الوقت، أدى ذلك إلى إبقاء الراية منخفضة في كل مرة يوضع فيها أي لاعب في وضعية انفراد بالمرمى، بصرف النظر عن المسافة الفاصلة بينه وبين آخر مدافع، فعندما تصبح التقنية بمثابة "بطاقة الخروج من السجن"، فلماذا يخاطر الحكم المساعد برفع الراية ويتحمل وابل الانتقادات لاحقاً؟
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
في وظيفة يمكن أن تؤدي فيها هفوة واحدة إلى تهديدات بالقتل تصل إلى صندوق بريدك، لا يمكننا لوم الحكام على التمسك بتعليمات تحميهم من التورط في الجدل، لكن عبر تجريدهم من عبء اتخاذ قرارات مصيرية، أضعفت الجهات المنظمة من يقين الحكام وسلطتهم. وإذا كان الفارق في القرار بضع بوصات، لا بأس أن يترك لنظام حكم الفيديو.
لكن ما الجدوى من حكم مساعد محترف، يتقاضى أجره لقاء خبرته، إن لم تشجعه القوانين على رفع الراية في حالة تسلل واضحة بخمسة ياردات؟
قبل تطبيق نظام حكم الفيديو المساعد، لم تكن هذه مشكلة، فإذا ابتعد اللاعب مسافة كبيرة عن خط التسلل، ترفع الراية 99 مرة من أصل 100 – والمرة التي لا ترفع فيها تعد خطأ فادحاً يخضع للتمحيص والنقد.
ليست المشكلة في "زمن كان فيه الرجال رجالاً"، بل في الخطر غير الضروري الذي يتعرض له اللاعبون حين يسمح باستمرار اللعب على رغم وضوح التسلل.
كرة القدم لعبة بدنية لذا فعندما ينطلق مهاجم بسرعة خلف الدفاع، والمنافس يطارده، والحارس يخرج بكل اندفاع لإيقافه فهناك دائماً احتمال لحدوث تصادم.
وسواء كان هناك لاعب في وجه لاعب، أو الكرة في وجه لاعب، أو سقوط فوق لوحات الإعلانات، فإن اللاعب يكون معرضاً للخطر، وإذا تبين لاحقاً أن المهاجم كان متسللاً بوضوح، تصبح كل تلك الجهود والمعاناة بلا أي جدوى.
لطالما عبر كثيرون عن استيائهم من هذه القاعدة، لكن لا أحد دفع الثمن كما فعل تايو أونيي، فالدولي النيجيري تعرض لأسوأ سيناريو ممكن بسبب تأخير رفع الراية، فدخل في غيبوبة اصطناعية بعد إصابة تعرض لها في لقطة كان من المفترض أن تتوقف قبل أن يصل حتى إلى نصف ملعب الخصم، كان بالإمكان تجنبها تماماً.
صحيح أن ما حدث يعد حادثة استثنائية ولو وقع هذا التصادم في لقطة شرعية، لما كان أحد ليلوم كرة القدم أو القائم، لكن أن يكون ذلك نتيجة مباشرة لقرار تحكيمي متأخر –بناء على تعليمات– فذلك ما يجعله فضيحة حقيقية، ولم تكن زلة حكم مساعد وحيدة بل كانت تنفيذاً لتوجيه معتمد دولياً، واتبع فيه ما يفعله كل الحكام منذ إدخال نظام الفيديو.
يرقد الرجل الآن في العناية المركزة بسبب قاعدة في القانون تسمح بأخطار لا داعي لها، وبعد خمسة أعوام من المجازفة، آن الأوان لمراجعة هذه التوجيهات بصورة صارمة.
الاتحاد الدولي لكرة القدم عبر مجلسه المسؤول عن القواعد "إيفاب" ورابطة الحكام المحترفين في كرة القدم الإنجليزية رفضا التعليق.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة

سعورس
منذ ساعة واحدة
- سعورس
دي بروين يقترب من الغياب عن كأس العالم للأندية
دي بروين سيرحل عن مانشستر سيتي بعد عقد من الزمان قضاه في النادي، فاز خلاله بستة ألقاب للدوري الإنجليزي الممتاز بالإضافة إلى لقب دوري أبطال أوروبا وكأس العالم للأندية عام 2023. وينتهي عقد اللاعب مع السيتي في 30 يونيو المقبل وهو ما يعني إمكانية مشاركته في ثلاث مباريات بكأس العالم للأندية في الولايات المتحدة ، لكن دي بروين قال إنه سيفكر في مصلحته الخاصة. وصرح دي بروين "أعتقد أنني يجب أن أعتني بنفسي، لأنه إذا تعرضت للإصابة في كأس العالم للأندية، فماذا سأفعل؟ لن يهتم بي أحد حينها. وأكمل "لذلك هناك احتمال كبير ألا أشارك، لكنني لا أعرف. أنا مجرد لاعب. لا أضع القواعد، ولا أستطيع فعل أي شيء حيالها. لذلك في النهاية، مثلما قلت، سأضطر على الأرجح للاهتمام بنفسي".


الاقتصادية
منذ 3 ساعات
- الاقتصادية
إحالة ليستر سيتي إلى لجنة مستقلة بسبب انتهاك قواعد الإنفاق
قالت رابطة الدوري الإنجليزي الممتاز اليوم الثلاثاء إنها أحالت ليستر سيتي إلى لجنة مستقلة بسبب انتهاك مزعومة لقواعد الإنفاق في موسم 2023-2024، رغم أن محكمة قضت بأن النادي لا يمكن أن يواجه مزيدا من الإجراءات بشأن انتهاك مماثل في موسم 2022-2023. وأضافت الرابطة في بيان لها أن ليستر، الذي كان ينافس في دوري الدرجة الثانية موسم 2023-2024، انتهك قواعد الربح والاستدامة المتعلقة بالدوري، وأن هيئة التحكيم قررت أن لديها سلطة قضائية للتحقيق في انتهاكات النادي لقواعد الدوري. وتابع البيان: "نقلت الرابطة مسؤولية تحقيقاتها بشكل صحيح إلى الدوري الممتاز في يونيو 2024، عندما صعد النادي من دوري الدرجة الثانية، ولا يزال الدوري الممتاز يتمتع بالاختصاص القضائي رغم أن ليستر سيتي سيهبط إلى الدرجة الثانية في نهاية الموسم الحالي". وفاز ليستر في سبتمبر الماضي بطعنه ضد رابطة الدوري الممتاز، وأسس النادي استئنافه على أن اللجنة المستقلة التي حكمت في القضية ليست ذات اختصائص قضائي، وهو ما أيدته هيئة استئناف مستقلة. وجاء القرار على أساس أن فترة المحاسبة المالية لليستر انتهت في 30 يونيو 2023، عندما لم يعد النادي مشاركا في الدوري الممتاز بعد هبوطه للدرجة الثانية في الشهر السابق. ويُسمح لأندية الدوري الإنجليزي بخسارة ما يصل إلى 105 ملايين جنيه إسترليني (140.37 مليون دولار) على مدى 3 مواسم بموجب قواعد الربحية والاستدامة، وتعرض ناديا إيفرتون ونوتنجهام فورست لخصم نقاط بسبب انتهاك هذه القواعد. وخلصت لجنة الاستئناف إلى أن الفترة التي تجاوز فيها ليستر حد الخسارة المزعوم لم يكن من الممكن أن يصل إلى هذا الحد قبل 30 يونيو، وأن أي خسائر ربما نتجت جزئيا عن أنشطته التجارية بعد هبوطه فعليا من الدوري الممتاز. وطعنت رابطة الدوري في نتيجة هذا الاستئناف، قائلة إن القرار كان نتيجة تفسير خاطئ للقانون، لكن المحكمة رفضت هذا الطعن.


الرياضية
منذ 3 ساعات
- الرياضية
ماذا تعرف عن إنزاجي المرشح لقيادة الهلال؟
في بياتشنزا الإيطالية، وُلد سيموني إنزاجي، مدرب فريق إنتر ميلان الإيطالي الأول لكرة القدم، والمرشح الأول لقيادة فريق الهلال السعودي، 5 أبريل 1976، وسط عائلة تنبض بكرة القدم. والده جيانكارلو، تاجر أقمشة، ووالدته مارينا، ربة المنزل، التي زرعت فيه التواضع والانضباط، شكلا أرضية صلبة لأحلامه. قدوته الحقيقية شقيقه الأكبر فيليبو، أسطورة ميلان، الذي كان فناء منزلهما شاهدًا على نزالات فارسين صغيرين بين المهاجم المتألق، والأخ الهادئ الماكر. يروي إنزاجي بابتسامة نادرة: «كنتُ دائمًا الأقل صخبًا، لكن قلبي كان يشتعل بروح التحدي». هذا التنافس الأخوي، الممزوج بالدعم، صقل شخصيته، صانعًا منه رجلًا يعشق الفوز، لكنه يحتفظ بهدوء القادة العظماء. في الماضي لطالما عاش سيموني أعوامًا في ظل أخيه لاعبًا، لكنه خرج من هذه العباءة مدربًا، وتفوق على قرينه في عالم التكتيك، سيموني إنزاجي أحد أفضل المدربين في كرة القدم خلال الأعوام الأخيرة، وفي كل مرة يبرهن جودته حتى أمام المنافسين الأقوى منه، على مستوى الإمكانات. وعلى الرغم من أن بيبو إنزاجي تفوق على أخيه الصغير في اللعب، إلا أن سيموني كتب اسمه بحروف من نور في سجلات التدريب، مقارنة بأخيه الكبير، الذي حصل على شهرة مضاعفة لاعبًا، لكنه لم ينجح أبدًا مدربًا، إذ رحل عن تدريب ميلان سريعًا، وقاد عدة فرق إيطالية مغمورة، آخرها فريق بيزا في الوقت الراهن، بينما سيموني أصبح المدرب الأنجح في إيطاليا، وأحد أفضل مدربي العالم، وقائد مشروع إنتر ميلان الرهيب بالأعوام الأخيرة. وكما يؤكد الكثيرون بأن اللاعب الأسطوري ليس بالضرورة مدربًا كبيرًا، لذلك فإن هذه المقولة تحققت بالنص مع فيليبو إنزاجي، الرجل الذي صال وجال في الملاعب نجمًا ولاعبًا، إلا أن سيرته تراجعت كثيرًا بعد دخوله مجال التدريب، عكس قرينه سيموني، الذي لم يحصل على شهرته الضخمة لاعبًا مثل أخيه وقدوته، لكنه عرف من أين تؤكل الكتف مدربًا، وخلع عباءة الأخ الأصغر ليصبح مدربًا كبيرًا ولامعًا في سماء إيطاليا وأوروبا. لم ينجح سيموني مدربًا مع إنتر ميلان فقط، ولكن منذ أيامه مع لاتسيو، إنزاجي كان أفضل مدرب في إيطاليا وربما العالم، في تطبيقه خطة 3ـ5ـ2، و3ـ5ـ1ـ1، وكان مثاليًا في لعبة التحولات، وإتقان المرتدات السريعة بمجموعة من التمريرات العمودية المباشرة من الخلف إلى الأمام. ومع نسور العاصمة، حقق سيموني إنزاجي لقب كأس إيطاليا عام 2019، كما تفوق من جديد ليتوج بلقب كأس السوبر الإيطالي مرتين مع الفريق ذاته، ويعلن عن نفسه بقوة وسط أباطرة التكتيك في بلاد الباستا. وبعد 5 أعوام ناجحة مع لاتسيو، قررت إدارة إنتر ميلان الرهان عليه لقيادة المشروع الجديد للفريق، وعاد سيموني للفوز ببطولة السوبر أثناء توليه تدريب فريق إنتر ميلان، بعد تخطي عقبة يوفنتوس في النهائي بنتيجة 2ـ1، قبل أن يقود النيرازوري للفوز باللقب مرة أخرى على حساب ميلان بنتيجة 3ـ0، على ملعب الملك فهد الدولي في الرياض، بالسوبر الإيطالي، مطلع عام 2023. مع إنتر ميلان، أصبح أكثر خبرة وحنكة. طريقة الإنتر في الدفاع وتقليل الفراغات ممتازة، لذلك حصل الإنتر على لقب الدوري الإيطالي أيضًا، إضافة إلى بطولة كأس إيطاليا، وحقق وصافة دوري أبطال أوروبا بعد الخسارة بصعوبة أمام مانشستر سيتي في النهائي عام 2023 بنتيجة هدف دون رد. لم يتأخر ابن بياتشنزا كثيرًا عن العودة إلى نهائي دوري أبطال أوروبا مجددًا بعد سطر فريقه ملحمة كروية أقصى من خلالها كبار القارة الأوروبية في مقدمتهم العملاق البافاري وألحق به نظيره الكاتالوني برشلونة ليضع فريقه إلى النهائي الثاني خلال ثلاثة أعوام. في حياته العاطفية، وجد إنزاجي ميناءه الآمن مع جايا لوكارييلو، سيدة الأعمال الإيطالية، التي تتحرك بأناقة بعيدًا عن فلاشات الصحافة. علاقتهما، التي بدأت في أوائل الألفية، تكللت بزواج في توسكانا عام 2018، حضره نجوم، مثل نيستا، وماتيراتسي. جايا، التي تدير عالمها في الموضة، هي «السلاح السري» لإنزاجي، الداعمة التي تحميه من عواصف التدريب، وترد له توازنه، له ابنان: توماسو «2001»، من علاقة سابقة مع الممثلة أليسيا كاليجاري، ولورينزو «2013». يتحول إنزاجي، بعيدًا عن الملاعب، إلى أبٍ يركض خلف لورينزو في حديقة منزلهما بميلانو، أو يهتف لتوماسو في مباريات الشباب، كما قال لـ«كورييري ديلو سبورت» عام 2022: «أبنائي هم أكسجيني.. أغلق باب المنزل وأنسى كرة القدم». إنزاجي لا يزال وفيًا لأصدقاء طفولته في بياتشنزا، مثل كورادو، ودافيد، دائرته «الخاصة»، التي تحميه من زيف الشهرة. يصفونه في «لاجازيتا ديلو سبورت» عام 2023 بأنه «الصديق الذي يبقى كما هو، حتى وهو يقود عمالقة أوروبا». يلتقون في مطاعم ميلانو، أو في إجازات صيفية بسردينيا، إذ يتلذذ إنزاجي بالمأكولات البحرية، ويهرب من مطاردات الصحافة. يكره الكذب، يتبادل النكات بمرح، لكنه يتحول إلى قائد حديدي حين يتعلق الأمر بالعمل أو العائلة.