
رحلة الحج بين جِمال الأمس وطائرات اليوم… وقلوب تهفو إلى الله…
كان الحج في بدايات القرن الماضي قبل مئة عام تقريبًا، مغامرة إيمانية مليئة بالروحانيات أكثر من كونه رحلة سفر على الدواب والجمال. وكان الحاج يبيع ما يملك، أو ما جمعه طوال عمره، ليختم حياته بزيارة البيت الحرام.
كانوا يودّعون أهلهم بالبكاء والوصايا، ويضعون له 'كفن الحج' ضمن أمتعته، فقد لا يعود بسبب رحلة مدتها أشهر طويلة.
وكانت القوافل تخرج من الموصل وبغداد وسامراء، تعبر الصحراء بالدواب والجمال، وتواجه الغبار والحر والظمأ، وربما قطاع الطرق أو الأمراض. وكان قائد الرحلة أو متعهد الحج كما نسميه اليوم يسمى 'الجمال'.
أما في جنوب العراق، فلقد كانت السفن المتواضعة بصناعتها تنطلق من البصرة تأخذهم إلى جدة، رحلة بحرية قد تستمر أسبوعين أو أكثر، لا ضمان فيها للوصول، لأنهم يتعرضون لمخاطر هيجان البحر ومخاطراته.
أما سكنهم في مكة، فقد كان الحاج يسكن في بيوت قديمة بسيطة، يفترش الأرض، ويتقاسم الماء والطعام مع غرباء تحولوا إلى أحبة في الله.
لم تكن هناك مكيفات، ولا مكبرات صوت، ولا خدمات صحية أو خرائط أو دليل… فقط دعاء ودموع ونفوس مخلصة لله تدعوه بنية سليمة.
أما اليوم، في عصرنا الحديث، فقد أصبح الحج ميسّرًا من كل أنحاء العالم. فوسائط النقل، كالطائرات، تنقل الحجاج في ساعات، والمطارات تستقبلهم بالأجهزة الذكية، وخدمات 'الباركود' والمترجم الإلكتروني، وكل ما يُسهّل الرحلة. والفنادق خمس نجوم، ومن يذهب عن طريق البر، فالباصات المكيفة والسيارات الشخصية الخاصة المهيأة بكل وسائل الراحة، إضافة إلى القطارات السريعة بين منى وعرفات ومزدلفة، وكل الأمور التنظيمية دقيقة ومدروسة…
ويبقى السؤال:
هل فقد الحج روحه؟ أم أنه ما زال كما هو في جوهر مناسكه وخشوعه؟
الحقيقة التي لا بد أن يعرفها الجميع هي أن الحج ليس وسيلة النقل، ولا الفندق، ولا التسهيلات، ولا جواز السفر أو تأشيرة الدخول، فهذه الأمور الإدارية تتطور مع تطور الزمان أسوة بجوانب الحياة الأخرى…
ولكن الحج هو وقوفك في عرفات بقلب منكسر، هو رميك للجمرات بنية رمي الشيطان من حياتك، هو سعيك بين الصفا والمروة بحثًا عن يقين هاجر، تلك الأم العظيمة التي تبحث عن الماء لتروي عطش ذلك الطفل الرضيع، هو طوافك بالبيت كأنك تطوف حول عرش ربك.
أما مقارنتنا مع الحجاج بين الأمس واليوم فهي مجرد أمور دنيوية تتطور مع كل زمان. فوسيلة النقل عندما كانت الجمال والسير على الأقدام أصبحت اليوم السفن، الطائرات، الحافلات، والقطارات. ومدة الرحلة التي كانت من شهرين إلى ستة أشهر أصبحت من 10 أيام إلى شهر. والمخاطر العالية مثل الأمراض والسرقات أصبحت قليلة جدًا بفضل التطور الطبي والتنظيم.
وتبقى النية الصادقة هي رمز تلك المغامرة الإيمانية التي ما زالت موجودة، رغم ضجيج وتوفر كل وسائل الراحة. نعم، لقد مرت مائة سنة على اختلاف الوسائل، لكن قلوب الحجاج ما زالت تهتف:
'لبيك اللهم لبيك'
كما ردّدها أجدادنا قبلنا، بدموع تنهمر من العيون…
وكما سيردّدها أبناؤنا من بعدنا، بنفس العشق ونفس الروحانية وفي نفس المكان.
وختامًا، إن الحج باقٍ ما بقيت القلوب تهفو إلى السماء، وأمنية يتمناها كل المسلمين….

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


صحيفة الشرق
منذ 15 دقائق
- صحيفة الشرق
علامات تفكك دولة مارقة
162 «نحن نرفض الموت عبثا في حرب يشنها رجل واحد من أجل بقائه في السلطة فقط ولا يتنحى فيحاكمه قضاؤنا المستقل» لست أنا من قال هذه الجملة بل وردت في بيان مجموعة من الضباط الشباب في الجيش الإسرائيلي قالوا إنهم مستعدون لعصيان الأوامر العسكرية وتحمل مسؤولياتهم ! ونشرت البيان صحيفة (هاأرتس) اليسارية المعارضة لحكومة الليكود العنصرية!! هذه عينة من تفكك المجتمع الإسرائيلي وجيشه مما يشير الى مخاطر جمة قادمة يتوقعها الجميع خاصة بعد أن ظهرت خلافات في وجهات النظر بين الرئيس الأمريكي ورئيس حكومة المحتل! وفي حالة حرب لا نرى لها نهاية حيث لا جريمة توازي أو حتى تنزل قليلا عن جريمة مروعة ويومية تتمثل في قتل الأطفال! بالإضافة الى أن «دولة» هي من يرتكبها فتنفي بنفسها عن نفسها صفة «الدولة» وتتحول حسب المنطق البشري العادي الى مجموعة عصابات تروع الأمنين وتغتال الأبرياء بلا رحمة بل يبرر متعصبوها وعنصريوها تلك الجريمة بما لا يقنع أحدا من الناس والتبرير المخزي هو: «أن مقاتلي حماس وسرايا الأقصى يضعون أطفالا في مقدمة مسلحيهم كدروع بشرية...! ويضيف رئيس حكومة المحتل قوله:» جيشنا (تساحال) أنظف جيش وأخلاقه معروفة عالميا وكذلك استخباراتنا بموسادها وشاباكها هي الأشد تعلقا بالأخلاق الدولية ولا تمارس إلا حقها. وأثارت الكاتبة الفلسطينية بسمة مشراوي هذه المأساة بقولها: «الخبر يبدو غير مهم فمنذ متى كان الدم الغزاوي مهما أصلًا! أفراد 15عائلة كانوا قاعدين هنا في أمان الله نزلت عليهم الصـواريخ دفنتهم تحت الأرض وهم أحياء في حفرة بعمق 20 مترا.. يعني لو فيه أمل حدا يكون منهم عايش راح يموت من الاختناق. 15 عائلة ابتلعتهم الأرض في لمح البصر. 15 عائلة كانت هنا.. قبل قليل كانوا هنا... ولا يزال البحث عن جثثهم مستمرا حتى اللحظة أمام 7 مليارات متفرج...! ولا يفوتني أن أذكركم بفيديو سجله مراسل قناة (العربي) يوم الأحد 29 وبثه للعبرة وهو يمثل الأم التي تركت ابنها الرضيع ذا الشهور الثلاثة في «الخيمة» وحيدا (طبعا الخيمة التي أسندوها لأسرة الشامي بعد خراب بيتها) وخرجت الأم الحنون تحاول العثور على حليب اصطناعي ينقذ فلدة كبدها من الموت جوعا. فوجدت جرعة من هذا الحليب عادت بها مسرعة الى الخيمة العائلية لتجد (ويا لهول ما وجدت) رضيعها مقصوفا مبتور الساق اليمنى!!! فألقت بالحليب على أرض غزة وحضنت الرضيع مبتور الساق تهرول به الى المستشفى الأقرب وهو أيضا مقصوف لتعثر على الطبيب الصامد بشهامة في أقسام ما تبقى من المستشفى لكنه أعلمها أنه سيعمل أقصى جهده لتخفيف الألم عن الرضيع النازف ويوقف النزيف بما أتيح له وشرع يدعو الله مع الأم أن يتولى هذا الطفل الضحية لأن المستشفى بلا دواء منذ تسعين يوما...! نعم فهذه الجريمة النكراء غير المسبوقة هي التي هزت ضمائر مواطنين ليسوا عربا ولا مسلمين بل فقط ناس عاديون شاهدوا استهداف الأطفال ورأوا كيف تستخرج جثامين الصغار والرضع من تحت أكوام البيوت المقصوفة من حجارة وأسمنت وحديد! ولتلفزيون الجزيرة بقنواتها العديدة وبلغات العالم أكبر الفضل في إشهاد أمم الدنيا على تلك الجرائم المستمرة في الحقيقة منذ تأسيس «دولة إسرائيل» سنة 1948 تاريخ تفعيل عصابات (شترن) و (الهاجانا) بزعامة (مناحيم بيغين) و(ديفيد بن غوريون) اللذين اغتالا مبعوث منظمة الأمم المتحدة (الكونت برنادوت) الذي أرسلته المنظمة وسيطا بين الجانبين العربي واليهودي والتخطيط لبرنامج أممي يشرف على تفعيل قرار التقسيم الذي أعلنته الأمم المتحدة بتاريخ 29 نوفمبر 1947! نعم ارتكب العرب عام 1948 أخطاء فادحة حين رفضت زعاماتهم قرار التقسيم وقبل الفلسطينيون بمغادرة بيوتهم ومدنهم وقراهم ومزارعهم تنفيذا لوعود الملوك العرب المتحكمين في دولهم بأنهم سيعودون. وفي هذا السياق أكد الإعلامي والمحلل السياسي صالح عطية خلال استضافته في حوار نظمته قناة الزيتونة:» أن أحد الأسباب الرئيسية لضرب إيران في الحرب الأخيرة كان دعمها المتواصل للمقاومة في غزة، مشيراً إلى أن قاسم سليماني لعب دوراً محورياً في تطوير قدرات المقاومة وخاصة من خلال اقتراحه بناء شبكة الأنفاق قبل نحو 20 عاماً والتي موّلتها إيران وساهمت في صمود غزة حتى اليوم وشدد عطية على أن فشل إسرائيل في إلحاق هزيمة حاسمة بإيران يعدّ مكسباً استراتيجياً كبيراً لفصائل المقاومة الفلسطينية التي كانت ستتضرر معنوياً بشكل بالغ في حال انهيار الحليف الإيراني. وأشار إلى أن الضربات الأخيرة التي وجهتها المقاومة إلى الاحتلال الإسرائيلي وأسفرت عن مقتل عدد من نخبة جنوده وضباطه تؤكد امتلاكها سلاحاً متطوراً وخطة عسكرية ناضجة تُظهر قدرة عالية على قراءة المشهد الميداني والتصرف بناءً على معطيات دقيقة. وختم عطية بأن القضية الفلسطينية ستظل محور الصراع في المنطقة وأن غزة – رغم التضحيات – خرجت من الحرب أكثر حضوراً في الوعي الدولي والإقليمي. وإن ما يجري من أحداث في الحقيقة كان مؤامرة محبوكة طبخت في لندن مع دهاة بني إسرائيل بقصد تهجير أصحاب الأرض والحق وإحلال الشتات اليهودي مكانهم أي القادمين من شتى بقاع الدنيا استجابة لنداءات الناطقين باسم وعد «الرب» لبني إسرائيل بأن فلسطين لهم وأن القدس قدسهم باسم (أورشالايم) وأن الضفة الغربية هي «يهودا والسامرة» وأن فلسطين أرض بلا شعب أعطتها التوراة الى شعب بلا أرض! وأن هيكل سليمان هدمه المسلمون وشيدوا فوق أنقاضه المسجد الأقصى وظل المتعصبون منهم الى اليوم يحجون الى حائط البراق لأنه بالنسبة لهم ولبن غفير هو حائط المبكى...!! ولا شك في أن الحرب الإسرائيلية على إيران لها أهداف تتعلق بفلسطين بغاية تهجير أهلها الأصلاء وإحلال الدخلاء مكانهم. وسؤالنا المشروع اليوم هو: هل تنتهي الحرب القذرة قريبا؟ الجواب جاءنا من حيث لا نتوقع! من بيان قمة حلف الناتو المنعقدة في مدينة لاهاي الهولندية الأسبوع الماضي حيث تعهدت دول حلف شمال الأطلسي بإنفاق 5 في المائة من اجمالي ناتجها المحلي على الدفاع والأمن بحلول 2035 ويرغب الحلفاء في تخصيص «ما لا يقل عن 3.5 في المائة من ناتجهم المحلي سنويا «للإنفاق العسكري و1.5 في المائة للأمن بشكل عام بما يشمل «حماية المنشآت الحساسة، وأكدت الدول الأعضاء في الحلف التزامها «الراسخ» بالدفاع المشترك بعد شكوك بالتزام الرئيس الأمريكي (دونالد ترامب) بهذا المبدأ وجاء في البيان: «نجدد تأكيد التزامنا الراسخ للدفاع المشترك كما ورد في المادة الخامسة من معاهدة واشنطن بأن أي اعتداء على واحد منا هو اعتداء على الجميع وعندما طُلب من (ترامب) توضيح موقفه من المادة الخامسة قال: «أنا متمسك بها لهذا السبب أنا هنا لو لم أكن متمسكاً بها لما كنت هنا. وتبقى المفاجأة الكبرى هي توقيع 50 عضوا في الكونغرس الأمريكي على عريضة وجهت للرئيس (ترامب) تطالبه فيها بترحيل 700 ألف يهودي إسرائيلي إلى وطنهم الأم أمريكا!! مساحة إعلانية


صحيفة الشرق
منذ 16 دقائق
- صحيفة الشرق
حول المتقاعدين وعلاقتهم بالحكومة
363 لا أفهم لماذا يُحمّل بعض المتقاعدين الحكومة كامل المسؤولية بعد نهاية خدمتهم، وكأن دور الدولة يجب أن يستمر إلى ما لا نهاية في توفير الفرص، والمبادرات، والدعم، دون تحرك فعلي من المتقاعد نفسه. العلاقة بين الدولة والموظف واضحة، عقد وظيفي ينتهي ببلوغ سن التقاعد، وهو نظام معمول به عالميًا، الهدف منه إتاحة المجال لجيل جديد، وتوفير استراحة مستحقة بعد سنوات العطاء. لكن ما نلاحظه من بعض الخطابات هو ذهنية اتكالية تطالب بالمزيد وتشتكي وتعتب دون تقديم بدائل أو مبادرات أو تحرك فعلي من المتقاعدين أنفسهم. وهذا بحد ذاته يضعف الحجة ويُحمّل الدولة ما ليس من اختصاصها. الدولة تلتزم بدفع الراتب التقاعدي وفق القانون وحسب مسيرة الموظف المهنية، وهذا التزام واضح لا خلاف عليه. لكن من أراد أن يواصل العطاء، فالمجال مفتوح أمامه: في القطاع الخاص، أو العمل الحر، أو التطوع المجتمعي، أو يرجع إلى سوق العمل الحكومي إذا لم يبلغ سن التقاعد الرسمي. وإذا كنا كمتقاعدين نبحث عن دور بعد التقاعد، فهذا حق نبنيه نحن، لا نطلبه من جهة أخرى. تقدير الذات يبدأ من الذات، لا من انتظار التقدير من الغير. المتقاعد ليس عاجزًا، بل لديه من الخبرة والمعرفة ما يؤهله للعطاء من جديد فقط إن اختار أن يتحرك. وتبقى فكرة إنشاء جمعية للمتقاعدين أو كيان يمثّلهم، ليست مسؤولية الحكومة، بل مبادرة يفترض أن تنبع من المتقاعدين أنفسهم. والدولة، بدورها، لا تمنع ذلك، بل تُتيح الأطر القانونية لمن أراد أن يُنظّم جهوده ويُعبّر عن تطلعاته. باختصار.. تقدير الذات يبدأ من الذات، لا من انتظار التقدير من الغير. فلنكن منصفين. التقاعد نهاية وظيفة… لا نهاية عطاء. فلنستمتع بالحياة التي أنعمها الله علينا. مساحة إعلانية


تيار اورغ
منذ 26 دقائق
- تيار اورغ
دريان يكرّم الشرع: أتينا إليكم كما يأتي الشقيق إلى شقيقه!
تُوّجت زيارة مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان إلى دمشق بلقاء الرئيس السوري أحمد الشرع في قصر الشعب، في زيارة رسمية هي الأولى منذ توليه سدة الإفتاء عام 2014. وفي كلمته أمام الرئيس الشرع، قال المفتي دريان: "يقول المولى عز وجل: ﴿إنما المؤمنون إخوة﴾. جئنا إليكم للتهنئة بعد طول غياب وغربة. لقد غُيّبنا كما غُيّب وغُرّب عشرة ملايين من الشعب السوري. نأتي اليوم لنتشارك في إصلاح الحاضر وصنع مستقبل زاهر". وأضاف: "سوريا الشقيقة مقبلة على انتخابات حرة بقيادتكم، افتقدتها لعقود. أمل الحاضر استعادة الدولة ومعناها، وأمل المستقبل أن تعود سوريا قوية، قبلة للعرب وركنًا في نهضتهم الجديدة. حاولوا كسر إرادة السوريين بالمذابح والتهجير، فصمدتم وانتصرتم بالشجاعة والمسؤولية. أنتم اليوم تصنعون الجديد لدمشق والشام والعرب". وتابع: "نقدّر سعيكم لإزالة المشكلات بالحكمة، رغم الألغام والمقابر والمخدرات التي خلفها المتآمرون، وآخرها تفجير الكنيسة بدمشق. السوري لا يهزمه التطرف ولا الإرهاب. كنا في لبنان نضرب المثل بتماسك السوريين، وأنتم اليوم تستعيدون هذا الميراث، لتعود سوريا نموذجًا في النبل والمروءة". وأكد دريان أن السوريين في بلاد الاغتراب صنعوا الإضافة أينما حلّوا، "وما دام الاستقرار متاحًا في عهدكم، فإننا واثقون بقدرتهم على إعادة إعمار وطنهم سريعًا". وأضاف مخاطبًا الشرع: "جئناكم كما يأتي الشقيق إلى شقيقه. الدم لا يصير ماء. (زر غبًا تزدد حبًا). لن نغيب عنكم بعد الآن، وسنقصدكم في كل ملمة وفرحة. في لبنان عهد جديد وحكومة واعدة، واللبنانيون يعلّقون الآمال على بيانها الوزاري وقسم رئيسها، والطريق واضح: التعاون الصادق مع العمق العربي، والالتزام باتفاق الطائف الذي رعته المملكة العربية السعودية ولا تزال تواكب لبنان ومؤسساته". ولفت دريان إلى أن "الشهور القليلة الماضية وضعت سوريا في موقع عربي ودولي غير مسبوق، بفضل نهج جديد يُعيد للبلدين استقرارهما. والأمل أن ننسى معًا آلام الماضي، ونبني مستقبلًا مشتركًا". وتابع: "لنا كلبنانيين وعرب آمال كبرى بالشام: بالاستقرار، والتنمية، والحكم العادل، والعلاقة الأخوية مع لبنان، بعيدًا عن المشكلات والحساسيات المفتعلة. الشام رمز لا يُنسى، ضيّعوا علينا الكثير من وهجها، لكننا نستعيده بقيادتكم". وختم دريان قائلاً: "بقيادتكم، لن نسمح بتفويت الحاضر ولا المستقبل. نتحدث إليكم بالقلب والعقل، ونسأل الله لسوريا ولكم الأمن والتوفيق لأداء الأمانة كما يقتضيها ديننا وعروبتنا". وفي ختام اللقاء، قدّم المفتي دريان إلى الرئيس السوري أحمد الشرع وسام دار الفتوى المذهّب، تكريمًا لمواقفه الإسلامية والعربية وجهوده في خدمة سوريا. يُذكر أن وسام دار الفتوى المذهّب كان قد منح للمرة الأولى إلى رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون خلال شهر رمضان، واليوم يُمنح للمرة الثانية إلى الشرع.