
دريان يكرّم الشرع: أتينا إليكم كما يأتي الشقيق إلى شقيقه!
وفي كلمته أمام الرئيس الشرع، قال المفتي دريان: "يقول المولى عز وجل: ﴿إنما المؤمنون إخوة﴾. جئنا إليكم للتهنئة بعد طول غياب وغربة. لقد غُيّبنا كما غُيّب وغُرّب عشرة ملايين من الشعب السوري. نأتي اليوم لنتشارك في إصلاح الحاضر وصنع مستقبل زاهر".
وأضاف: "سوريا الشقيقة مقبلة على انتخابات حرة بقيادتكم، افتقدتها لعقود. أمل الحاضر استعادة الدولة ومعناها، وأمل المستقبل أن تعود سوريا قوية، قبلة للعرب وركنًا في نهضتهم الجديدة. حاولوا كسر إرادة السوريين بالمذابح والتهجير، فصمدتم وانتصرتم بالشجاعة والمسؤولية. أنتم اليوم تصنعون الجديد لدمشق والشام والعرب".
وتابع: "نقدّر سعيكم لإزالة المشكلات بالحكمة، رغم الألغام والمقابر والمخدرات التي خلفها المتآمرون، وآخرها تفجير الكنيسة بدمشق. السوري لا يهزمه التطرف ولا الإرهاب. كنا في لبنان نضرب المثل بتماسك السوريين، وأنتم اليوم تستعيدون هذا الميراث، لتعود سوريا نموذجًا في النبل والمروءة".
وأكد دريان أن السوريين في بلاد الاغتراب صنعوا الإضافة أينما حلّوا، "وما دام الاستقرار متاحًا في عهدكم، فإننا واثقون بقدرتهم على إعادة إعمار وطنهم سريعًا".
وأضاف مخاطبًا الشرع: "جئناكم كما يأتي الشقيق إلى شقيقه. الدم لا يصير ماء. (زر غبًا تزدد حبًا). لن نغيب عنكم بعد الآن، وسنقصدكم في كل ملمة وفرحة. في لبنان عهد جديد وحكومة واعدة، واللبنانيون يعلّقون الآمال على بيانها الوزاري وقسم رئيسها، والطريق واضح: التعاون الصادق مع العمق العربي، والالتزام باتفاق الطائف الذي رعته المملكة العربية السعودية ولا تزال تواكب لبنان ومؤسساته".
ولفت دريان إلى أن "الشهور القليلة الماضية وضعت سوريا في موقع عربي ودولي غير مسبوق، بفضل نهج جديد يُعيد للبلدين استقرارهما. والأمل أن ننسى معًا آلام الماضي، ونبني مستقبلًا مشتركًا".
وتابع: "لنا كلبنانيين وعرب آمال كبرى بالشام: بالاستقرار، والتنمية، والحكم العادل، والعلاقة الأخوية مع لبنان، بعيدًا عن المشكلات والحساسيات المفتعلة. الشام رمز لا يُنسى، ضيّعوا علينا الكثير من وهجها، لكننا نستعيده بقيادتكم".
وختم دريان قائلاً: "بقيادتكم، لن نسمح بتفويت الحاضر ولا المستقبل. نتحدث إليكم بالقلب والعقل، ونسأل الله لسوريا ولكم الأمن والتوفيق لأداء الأمانة كما يقتضيها ديننا وعروبتنا".
وفي ختام اللقاء، قدّم المفتي دريان إلى الرئيس السوري أحمد الشرع وسام دار الفتوى المذهّب، تكريمًا لمواقفه الإسلامية والعربية وجهوده في خدمة سوريا.
يُذكر أن وسام دار الفتوى المذهّب كان قد منح للمرة الأولى إلى رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون خلال شهر رمضان، واليوم يُمنح للمرة الثانية إلى الشرع.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


المنار
منذ 16 دقائق
- المنار
فصائل المقاومة الفلسطينية: أبو شباب وعصابته دمهم مهدور
وصفت الغرفة المشتركة لفصائل المقاومة الفلسطينية ياسرَ أبو شباب بأنه 'خائن مأجور' وقالت إن دمه وكل من كان في صفه 'مهدور' من كافة الفصائل. وذكرت الغرفة المشتركة في بيان اليوم الأحد إن 'الخائن المأجور ياسر أبو شباب وعصابته ثلة خارجة عن صف وطننا وهم منزوعو الهوية الفلسطينية بالكامل' وتوعدت بأن الفصائل 'لن ترحم الخائن أبو شباب وعصابته ومن سلك مسلكهم بمعاونة الاحتلال'. وأضاف بيان الفصائل الفلسطينية أن 'مصير الخونة مزابل التاريخ فضلا عن وصمة العار أمام الله وشعبهم'. وأشادت بمواقف العشائر والعائلات في غزة، وقالت 'نقدر عاليا مواقف عشائرنا وعائلاتنا التي لن تضرها خيانة ثلة مارقة. شعبنا على قدر كبير من الوعي ويميز بين العملاء المأجورين ومن يعمل لخدمته'. وكانت المحكمة الثورية التابعة لهيئة القضاء العسكري بوزارة الداخلية في غزة قد أمهلت أبو شباب 10 أيام، بدءاً من الأربعاء الثاني من يوليو/تموز 2025، لتسليم نفسه للجهات المختصة لمحاكمته أمام الجهات القضائية. وقالت المحكمة، في بيان لها، إن القرار يأتي طبقاً لأحكام قانون العقوبات الفلسطيني رقم 16 لسنة 1960، وقانون الإجراءات الثوري لسنة 1979. ووجهت 3 تهم لأبو شباب تتمثل في الخيانة والتخابر مع جهات معادية) وتشكيل عصابة مسلحة والعصيان المسلح. وشددت المحكمة الثورية على أنه إذا لم يستجب أبو شباب ولم يسلم نفسه، فإنه يعتبر فارا من وجه العدالة ويحاكم غيابيا. وطالبت كل من يعلم بمحل وجوده أن يخبر عنه، وإلا يعتبر متسترا على مجرم فارّ من وجه العدالة. وتلاحق الجهات الأمنية في غزة أبو شباب (من مواليد 27 فبراير/شباط 1990) منذ نهاية العام الماضي لتشكيله عصابة مسلحة تتعاون مع العدو، وتحتمي داخل المناطق الشرقية لمحافظة رفح التي يسيطر عليها جيش الاحتلال. وارتكبت عصابة أبو شباب جرائم قتل بحق المواطنين، واستهداف عناصر المقاومة الفلسطينية بتوجيه من الاحتلال، وسرقة المساعدات فور دخولها إلى قطاع غزة عبر معبر كرم أبو سالم الذي يقع جنوب شرق مدينة رفح. يُشار إلى أن جيش العدو اتخذ من تشكيل عصابات مسلحة مدعومة منه، محاولة لضرب الأمن والاستقرار في القطاع، واستخدامها لتنفيذ أجندته في تجويع أكثر من مليوني فلسطيني. المصدر: مواقع إخبارية


النهار
منذ 28 دقائق
- النهار
المفتي دريان منح الشرع وسام دار الفتوى المذهّب: الدم لا يصير ماءً
التقى مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان والوفد الرسمي، خلال زيارتهم دمشق اليوم السبت، الرئيس السوري أحمد الشرع في قصر الشعب. وقال دريان: "أتينا إلى زيارتكم اليوم يا سيادة الرئيس للتهنئة، بعد طول غياب وغربة. لقد غيّبونا كما غيّبوا وغرّبوا عشرة ملايين من الشعب السوري، وعندما نأتي إليكم اليوم، لكي نتشارك في إصلاح الحاضر، وصنع المستقبل الزاهر". وأضاف: "سوريا مقبلة على انتخابات حرّة بقيادتكم، افتقدتها لأكثر من ستين عاماً. فأمل الحاضر استعادة معنى الدولة وممارساتها. أما أمل المستقبل القريب، فأن تعود سوريا القوية قبلة للعرب، وركناً في النهضة الجديدة، التي تبزغ أنوارها متغلبة على كل العوائق والعقبات. أرادوا بالمذابح والتهجير كسر إرادة الشعب السوري، فصمدتم، وقاومتم، وانتصرتم بالشجاعة والمسؤولية، وها أنتم تنصرفون لصنع الجديد والمتقدم لدمشق وللشام وللعرب" . وتابع دريان: "نحن نقدّر إقدامكم على إزالة المشكلات التي تفككونها بالصبر والحكمة، ونحن نعلم أن الطريق شاق وعسير، لكثرة ما زرعوا فيه من ألغام، وما اصطنعوا من سجون قاتمة، وأنتجوا من مخدرات ومقابر جماعية. ثم إن هذا التآمر لم يتوقف بسقوطهم، وأكبر دليل على ذلك، تفجير الكنيسة بدمشق". وقال: "السوري لن يغلبه التطرّف، ولن يفت من عضده الإرهاب. كنا في لبنان - ونحن مبتلون بالطائفية والعصبيات - نضرب المثل بتماسك الشعب السوري، وأجواء الشام الرحبة، وها أنتم تستعيدون هذا الميراث العريق للمدنية العربية، والحضارة الإسلامية، لتعود سوريا مثلاً وقدوة، وحاضنة وحامية لمعاني النبل والمروءة، والوطنية والخير العام" . وأضاف دريان: "رغم كوارث التهجير، فإن السوريين الذين انتشروا في جهات الأرض، صنعوا إضافات في كل البلدان التي حلوا فيها، شواهد على الألفة والإبداع، وصنع البناء الحضري والحضاري، وما دام الاستقرار قد توافر لهم في عهدكم، فنحن واثقون أنهم سيتمكنون في فترة قصيرة، إن شاء الله، من إعادة إعمار بلادهم وإعزازها". وتوجه إلى الشرع قائلاً: "أتينا إليكم كما يأتي الشقيق إلى شقيقه، فالدم لا يصير ماءً على طول المدة، وقد جاء في الأثر: (زر غباً تزدد حباً). لن نغيب بعد الآن مهما كانت الصعوبات، وسنقصدكم في كل ملمة بل وفرحة، شأن الشقيق مع شقيقه". وأشار إلى أن "في بلدنا لبنان اليوم عهداً جديداً، وحكومة واعدة، آمال اللبنانيين معلقة على ما احتواه البيان الوزاري، والقسم الرئاسي، اللذان هما بداية الطريق لإعادة بناء الدولة القوية والعادلة، الساعية لخدمة اللبنانيين جميعاً، ونهوض لبنان لا يقوم إلا بجهود خيرة أبنائه المخلصين بجناحيه المقيم والمغترب، ووقوف أشقائه العرب وأصدقائه إلى جانبه، ولا خلاص له إلا بالتعاون الصادق والبناء مع عمقه العربي، الذي هو الضمانة لأمن لبنان واستقراره وسيادته، ووحدته الوطنية، وعروبته الحضارية، المؤمنة التزاماً بوثيقة اتفاق الطائف، الذي رعته المملكة العربية السعودية، وما زالت تواكب لبنان وشعبه ومؤسساته بعناية مخلصة، انطلاقاً من حرصها على كل القضايا العربية والإسلامية العادلة" . وأضاف دريان: "لقد عانينا كما عانيتم، وخاصة في بيروت وشمال لبنان، فالأمل فيكم، وأنتم معروفون بالحكمة والصبر والحزم، لما فيه مصلحة سوريا وكل القضايا العربية والإسلامية، والتفهم، أن تستجد علاقات بين البلدين الشقيقين من نوع جديد، يقوم على الشراكة والتكامل، وعلى مواجهة الأعباء، وصنع الصداقات معاً، وتوطيد العلاقات الأخوية"، متابعاً: "في هذه الشهور القليلة، استطعتم أن تضعوا سوريا في مواقع من العرب والدوليين، ما عرفتها أبداً في ظل النظام السابق. والشعبان في سوريا ولبنان مبدعان ومسالمان، والأمل أن نستقر معاً، وأن نبني معاً، وأن ننسى معاً آلام الماضي الحافل بالاستيلاء والفزع والتوجس". وتابع: "لنا - لبنانيين وعرباً آخرين - آمال كبار بالشام. آمال الاستقرار والتنمية، والإعمار والعمران، والإسهام في مستقبل العرب. وآمال الحكم العادل والرحب، وآمال العلاقة الأخوية مع لبنان، بدون حساسيات ولا مشكلات تصنعها في الغالب الأطراف التي لا تريد الخير للبلدين". وختم دريان قائلاً: "بقيادتكم الشرعية، لن نسمح بأي فوات في الحاضر والمستقبل، نحن نتحدث معكم بالقلب والعقل. دمتم على هذه السيرة والمسيرة. وأنا وزملائي العلماء، نسأل الله سبحانه لسوريا ولكم الأمن والأمان، والتوفيق لأداء الأمانة التي يقتضيها ديننا، وتقتضيها عروبتنا لبلداننا وأمتنا، إنه سميع مجيب" . ومنح المفتي دريان الرئيس السوري أحمد الشرع وسام دار الفتوى المذهّب لمواقفه الإسلامية والعربية ولجهوده وعطاءاته وتضحياته في خدمة سوريا. إشارة إلى أن زيارة دريان لدمشق هي الأولى منذ توليه سدّة الإفتاء منذ عام 2014، ومنح وسام دار الفتوى المذهب الأول كان لرئيس الجمهورية العماد جوزف عون في رمضان، واليوم الوسام الثاني للشرع.


ليبانون 24
منذ 40 دقائق
- ليبانون 24
الخطيب: الضغوط على المقاومة لنزع سلاحها لا يحقق مصلحة لبنانية
ألقى نائب رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الأعلى العلامة الشيخ علي الخطيب كلمة في العاشر من محرم في الجمعية العاملية قال فيها: "نستحضر اليوم ككل عام مناسبة عاشوراء بكل ما تعنيه هذه المناسبة كحدثٍ مفصليّ في تاريخ الامة، يتجاوز بأهدافه مرحلته الزمنية المحدودة لتجرّده عن المصالح الذاتية ولارتباطه بأهداف الاسلام الرسالية والقيم والمباديء الغير محدودة بالزمان والمكان، وهو سرّ خلود الثورة الحسينية وديمومتها وحيويتها وزخمها الذي يتجدّد مع الزمان، ويخلّد بخلود القيم التي حملتها والرسالة الالهية التي هدفت حمايتها من أن تنالها يد التشويه والافساد الناشئة من النفس البشرية التي تُحركّها الغرائز والاطماع حين تقف الرسالة عائقاً دون طموحاتها". أضاف: "لقد كُتب الكثير عن أسباب الثورة الحسينية، وسال الكثير من الحبر في تعدادها وعن أهدافها مما ليس غائباً عن أذهان المطّلعين ممن تشدّه وقائعها المفجعة وفرادة أبطالها في التزام أهدافها وعدم المساومة على السير بها حتى الشهادة وعلى رأسهم مبدعها ورائدها الامام الحسين (ع) لعلمه بأن تحقيق هذا الهدف لن يكون إلا بصناعة هذه الملحمة التاريخية ولتكون مدرسة للأجيال القادمة يُقتَدى بها حين تتعرّض هذه المباديء والقيم لتطالها يد التشويه والتحريف أو تعبث بها يد السلطة الغاشمة والمنحرفة تحقيقاً لمصالحها وتطويع الامة لاستعبادها بإسم الدين لتكون أمة السلطة لا أمة الدين بما يعنيه من قيم ومباديء، أمة السلطان الذي يستخدمها لتمكين سلطانه وتوسيع نفوذه بإسم الدين، يكمّ بإسمه الافواه ويعاقب من يعارضه بجرم الإرتداد عن الدين والعصيان وعدم الطاعة لولي أمر المسلمين فتستباح الاموال وتُهتَك الاعراض وتُمنَع الحريات وتُكَمّ الافواه ويُستَذل الأحرار ويُستَبعد الصالحون ويُقرَّب المجرمون وتُشتَرى الذمم وتصبح الأمة سوقاً للنخاسين ممن باعوا طاعة الرحمن برضا السلطان. وهي عملية انقلاب كاملة لوظيفة السلطة واختلاس لصلاحيات الأمة وإلغاء لدورها والغاية التي كانت من أجلها وتحويلها من أمة صنع القرار والمبادرة، من أمة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر، وأمة الشهادة على الامم الى الامة المسلوبة القرار، فقدت حريّتها ومبادرتها وأضاعت رسالتها ففقدت مبرّر وجودها". وتابع: "كان ذلك بسبب الخلط الذي تعمدّته السلطة عبر أدواتها من كذبة الاحاديث ومخترعيها عن رسول الله (ص) لإعطاء السلطة صفة الشرعية التي تمنحها الحكم بإسم الدين وتُغلِق الباب على المعارضين عبر ممارسة القتل والنفي والتعذيب وسمل الاأعين والترويع ومصادرة الاموال والزجّ في غياهب السجون والطوامير دون محاكمات عادلة، إذ يكفي لذلك معارضة السلطة لأن معارضتها معارضة للدين والتهمة والشكّ خير دليل للإدانة. لقد كانت الخطورة ان ذلك كان يحدث بإسم الدين وهو مسخ كامل له لولا أن الامام الحسين (ع) عالجها بثورته المباركة، فسلخَ عنها الشرعية المدّعاة وأسّس لشرعية المواجهة والمعارضة بعملية إصلاحية ثورية ما كان لأحدٍ غيره أن يقوم بها، وأن يفتح الطريق الذي أحكمت إغلاقه السلطة المنحرفة للأمة أن تنتزع دورها في الرقابة والمحاسبة بما يُسمّى بالامر بالمعروف والنهي عن المنكر، وليرفع الخلط الذي أوقع الأمة فيه اتباع السلطة بين دور السلطة ودور الامة، وألا شرعية للسلطة في مصادرة دور الأمة، فليست الأمة مملوكةً للسلطة ولا هي مطلقة الصلاحيات، وإنما هي مقيّدة ودستورية والسيادة فيها فقط للأمة". وقال: "لقد حقّقت ثورة الامام الحسين (ع) هذا الإصلاح على مستوى المفاهيم وعلى مستوى الممارسة على نحو مطلق والى يوم الدين، ونزعت الشرعية عن أيّ سلطة تقوم بإسمه يُصادَر فيها رأي الأمة، تمنع فيه من ممارسة دورها في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكرـ وتُصحّح فيه ممارسات السلطة عندما تضلّ الطريق وتخطأ الممارسة، وأفضت بذلك الشرعية على ممارسة المعارضة للحكم بغرض التصحيح لأخطائه، فأعطت الثورة الحسينية الصورة الناصعة والصحيحة للنظام في الإسلام موضحة لدور السلطة وهي تطبيق أهداف الإسلام من تحقيق العدالة الاجتماعية ومواجهة الظلم وإشاعة المعرفة بين الناس ومحاربة الجهل وحرية الرأي والمعتقد والممارسة من دون إكراه، ولدور الامة التي هي صاحبة القرار والصلاحية في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر حتى للسلطة حين تتجاوز صلاحياتها وتخرج عن الالتزام بالأحكام والأهداف التي رسمها لها الإسلام من الدفاع عن وحدتها وتحقيق مصالحها حين تتعرّض للأخطار، أو حين يُعمَل على تشويه المفاهيم وإعطاء صورة مشوّهة للإسلام بإجبار الناس على الاختيار بين اعتناق الاسلام أو القتل في مخالفة شرعية فاضحة لما قرّره الكتاب العزيز: (قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ لَا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ وَلَا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ وَلَا أَنَا عَابِدٌ مَا عَبَدْتُمْ وَلَا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ)، ولا ابتداء العدوان عليهم إلا أن يكون دفاعياً". أضاف: "إنّ التشويه الذي مورس بإسم الاسلام في الفترة الاخيرة كان منشؤه الغرب الاستعماري بهدف التضليل وبهدف السيطرة وإحكام النفوذ على المنطقة العربية والاسلامية في مواجهة المقاومة التي أبدتها شعوب المنطقة في مواجهته ومواجهة مخططاته لوضع اليد على مقدّراتها وعن قاعدتها العسكرية والمدجّجة بأنواع الاسلحة الأكثر فتكاً في العالم، التي وضعتها في قلب العالم العربي على حساب الشعب الفلسطيني الذي طُرِدَ من أرضه ظلما وعدوانا واغتصبها الغرب لصالح هذه القاعدة المتقدمة لتحقيق مصالحه الاستراتيجية، وعلى حساب شعوب المنطقة العربية والاسلامية متهماً هذه المقاومة بالإرهاب لتحقيق المشروعية الدولية لمواجهتها". وتابع: "وسأعيد هنا ما قلته في المجلس العاشورائي في المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى عصر أمس: لقد عَمِلَ مفكرو أوروبا ربما بصدق في البداية لإنتاج نظام علماني لإخراج بلادهم من أزماتها القاتلة وحروبها المدمرة بإسم الدين في حروب استمرت عقوداً من الزمن وصنعت لنفسها رسالة أرادت أن تخاطب بها العالم وحقّقت بذلك قوة كبرى، ولكن الشعور بفائض القوة أخرج قواها الطامحة الى توسيع النفوذ مستخدمةً ما أرادته رسالة ووجهاً حضارياً تخاطب وتواجه به العالم من الدفاع عن حقوق الانسان وعن الحريات تتوسلها ذريعة للعدوان وتوسيع النفوذ ونهب ثروات الشعوب الاخرى وخيراتها، وأخذت اليوم وبشكل فاضح تُكشّر عن أنيابها في وجه أمتنا متخليّةً عن كل شعاراتها الحضارية في المجزرة والابادة التي يرتكبها العدو بحق الشعب الفلسطيني بتغطية منها وباعتراف صريح وفظّ من بعض قادتها وهو المستشار الألماني ١٦/٠٦/٢٠٢٥ — في مقابلة مع القناة الثانية بالتلفزيون الألماني «زد دي إف»، شدّد ميرتس على أن إسرائيل ، من وجهة نظره، تقوم حالياً «بالعمل القذر» نيابة عن الغرب". وقال: "وفيما العدو بدعم وغطاء من هذا الغرب يقوم بالعمل القذر عنه في المنطقة بما فيها عدوانه على لبنان ويُرسِل مبعوثيه للتهديد والوعيد بأن علينا الاستسلام لإرادة العدو ونزع السلاح تقوم بعض القوى الداخلية بمساندته وتبرير عدوانه والضغط السياسي حتى الآن للإستجابة لمطالبه، أنا اسأل اللبنانيين هنا عن توصيفهم لهذا التصرّف؟ فبينما اسرائيل تقوم بالنيابة عن الغرب بالعمل القذر يقوم البعض من الداخل بالضغط السياسي والإعلامي والتحريض الطائفي على المقاومة وجمهورها للاستسلام له بكل وقاحة، بل تجاوزت كل الحدود حين دعت عدو لبنان والمعتدي عليه والمحتل لأرضه والممتنع أمام أنظار الضامنين لتطبيق الاتفاق القاضي بانسحاب العدو من الاراضي اللبنانية المحتلة ووقف العدوان، تدعوه هذه القوى السيادية الى التقدم لمزيد من الاحتلال لضرب شريكها في الوطن. للأسف ان هذا اللامنطق هو الذي يحكم هذا المنطق". أضاف: "أُعيد القول: ان منطقكم في أن وجود السلاح في يد فئة محددة من اللبنانيين أشعر هذه الفئة بفائض القوة، فأنا أسألكم مع مجاراتكم بهذا التوصيف وهو ليس صحيحاً، فأين هو هذا الشعور إذ المفترض ان يكون له تعبير عملي على الأرض، فهو مجرد حجة لتبرير هذا الموقف، ولكن فلنجاري هذا المنطق وانه خلق شعوراً بالخوف لديكم أي لدى المعارضين للسلاح، فمن المسؤول عن ذلك؟ ألا تتحمّلون أنتم على الأقل جزءاً من هذه المسؤولية حينما حلتم دون قيام الدولة وحلتم دون قيامها بمسؤولياتها في الدفاع عن لبنان وسيادته وكرامة أبنائها الاكثر من كل المدّعين تمسّكاً بقيامها، فنحن لم ندعو لمقاتلة الجيش مرة ولا اصطدمنا به وصلبنا جنوده وضباطه وأطلقنا عليهم الرصاص، فلماذا تجبرونا على أن نقول ونُذكّر بما لا نُحبّ أن نتذكره من استباحة الدولة ومرافقها، من يحاول اليوم الضغط على بعض المسؤولين لصدام مع المقاومة وبيئتها حتى إذا لم يستجيبوا لتهوّركم أبديتم على الاقل امتعاضكم منه، ثم ينبري بعض الجهابذة ليُبرّر طلب نزع السلاح بأنه لم يُحقّق ردع العدو عن عدوانه، هل تصدق آذانكم ما تقوله ألسنتكم؟ فمن منع العدو أن يتقدّم ويحتل ما كان صرَّح عنه وهو الوصول الى الأولي هو لم يستطع الوصول الى الليطاني فضلاً عن أن يستطيع ان يصل الى الأولي، ثم نريد أن نجاريكم مرة اخرى ولنُصدّق مزاعمكم فمن المسؤول عن ذلك؟ ألستم أنتم من رفع عقيرته ضد هذا السلاح بعد أن أفشل عدوان تموز 2006". وتابع: "إذاً، ليس من حمل السلاح في مواجهة العدوان على أرضه المسؤول عن هذه المزاعم بل من رفض تكوين الدولة وتسليح الجيش، فبالله عليكم ما هو مشروعكم السيادي؟ وما هي هذه السيادة التي تدّعونها؟ هل الاستسلام لإرادة العدوان وتركه يُمعِن في العدوان ويُحقّق أطماعه في الاستيلاء على مزيد من الأرض تحقيقا للسيادة المدعاة؟، أعطونا جواباً منطقيا، أنتم اليوم تكررون خطابكم القديم المعبأ بالكراهية لكل ما يُسمّى مقاومة قبل العدوان وبعد العدوان، على الأقل انكم رأيتم نكث العدو بكل تعهداته، هو من طلب وقف الحرب التي شنّها عدواناً ولم يلتزم بما تعهَّد به والمقاومة امتنعت عن الانخراط بالحرب مكتفية بالمساندة كرامة المصلحة اللبنانية وتلبية لإرادة اللبنانيين الآخرين، ومع ذلك قام العدو بشن حربه المدمرة على لبنان وشعبه. إنّ الضغوط السياسية والاعلامية التي تُشنُّ على المقاومة بهدف نزع سلاح المقاومة كما يُصرّ هؤلاء على التعبير المملوء بالتشفي والكراهية لا يُحقّق مصلحة لبنانية، وإنما مصلحة فقط وفقط إسرائيلية، فلماذا تصرّون على مجاراة عدو لبنان ومعاداة أبناء وطنكم إن كنتم تؤمنون بهذا اللبنان الذي نشترك فيه جميعاً؟ أقول: صحّحوا خطابكم لأن الاصرار عليه يُعطي فهماً آخر ينسجم مع الدعوة الى التقسيم وانكم من جنس آخر لا ينتمي إليه بقية اللبنانيين في مظهر بغيض من العنصرية لا نُحبّ لأحدٍ أن يتصف بها لأنها خلاصة العنصر الصهيوني البغيض وهو ما يجب أن يخاف منه اللبنانييون لا من سلاح المقاومة. ولكننا مع كل هذه الصورة السوداوية لا ينقطع أملنا من أن يستطيع العقلاء أن يُهذّبوا هذا الخطاب لمصلحة لبنان بدل هذا التصعيد الذي يضعف الموقف اللبناني لمصلحة العدو وليس لأي فريق داخلي، فالعدو كما جربتموه في الماضي لا يُعطي أرباحاً لأحد وهو يستخدمهم وليسوا هم من يستخدموه، ولذلك فإنّ المطالبة بنزع السلاح هو مطالبة لصالح العدو وضد مصلحة لبنان بل مطالبة بنزع روح لبنان". وقال: "إنّ المطلوب في هذه المرحلة الدقيقة وقوف اللبنانيين معاً متضامنين في وجه الضغوط الدولية بمن فيهم المسؤولون السياسيون للمطالبة أولاً وقبل أي شيء بتطبيق اتفاق ١٧٠١ وانسحاب العدو من الارض اللبنانية المحتلة ووقف عدوانه وعدم الرضوخ للضغوط الهادفة للبحث بمصير السلاح، فإنها مسألة داخلية وداخلية فقط". وختم: "نحن في ذكرى ملحمة كربلاء، ملحمة المحبة والعطاء بلا حدود لفلذات الاكباد من الأهل والشهداء على طريق التضحية والمحبة لشعبنا اللبناني العزيز لا يفوتنا أن نتذكّر ملحمة غزة التي آخت جنوب لبنان وآخاها بالتضحية وبذل الدماء التي تُعطي نموذجاً للصبر والبطولة غزة اعجزت العدو أن يَكسِرَ عنفوانها، وسينصاع العدو ومن خلفه الى تحقيق إرادته وإفشال إرادتهم في تحقيق صورة نصرٍ سعى اليها وقد خاب سعيه منذ ما يقارب ١٨ شهراً".