
الخطيب: الضغوط على المقاومة لنزع سلاحها لا يحقق مصلحة لبنانية
أضاف: "لقد كُتب الكثير عن أسباب الثورة الحسينية، وسال الكثير من الحبر في تعدادها وعن أهدافها مما ليس غائباً عن أذهان المطّلعين ممن تشدّه وقائعها المفجعة وفرادة أبطالها في التزام أهدافها وعدم المساومة على السير بها حتى الشهادة وعلى رأسهم مبدعها ورائدها الامام الحسين (ع) لعلمه بأن تحقيق هذا الهدف لن يكون إلا بصناعة هذه الملحمة التاريخية ولتكون مدرسة للأجيال القادمة يُقتَدى بها حين تتعرّض هذه المباديء والقيم لتطالها يد التشويه والتحريف أو تعبث بها يد السلطة الغاشمة والمنحرفة تحقيقاً لمصالحها وتطويع الامة لاستعبادها بإسم الدين لتكون أمة السلطة لا أمة الدين بما يعنيه من قيم ومباديء، أمة السلطان الذي يستخدمها لتمكين سلطانه وتوسيع نفوذه بإسم الدين، يكمّ بإسمه الافواه ويعاقب من يعارضه بجرم الإرتداد عن الدين والعصيان وعدم الطاعة لولي أمر المسلمين فتستباح الاموال وتُهتَك الاعراض وتُمنَع الحريات وتُكَمّ الافواه ويُستَذل الأحرار ويُستَبعد الصالحون ويُقرَّب المجرمون وتُشتَرى الذمم وتصبح الأمة سوقاً للنخاسين ممن باعوا طاعة الرحمن برضا السلطان. وهي عملية انقلاب كاملة لوظيفة السلطة واختلاس لصلاحيات الأمة وإلغاء لدورها والغاية التي كانت من أجلها وتحويلها من أمة صنع القرار والمبادرة، من أمة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر، وأمة الشهادة على الامم الى الامة المسلوبة القرار، فقدت حريّتها ومبادرتها وأضاعت رسالتها ففقدت مبرّر وجودها".
وتابع: "كان ذلك بسبب الخلط الذي تعمدّته السلطة عبر أدواتها من كذبة الاحاديث ومخترعيها عن رسول الله (ص) لإعطاء السلطة صفة الشرعية التي تمنحها الحكم بإسم الدين وتُغلِق الباب على المعارضين عبر ممارسة القتل والنفي والتعذيب وسمل الاأعين والترويع ومصادرة الاموال والزجّ في غياهب السجون والطوامير دون محاكمات عادلة، إذ يكفي لذلك معارضة السلطة لأن معارضتها معارضة للدين والتهمة والشكّ خير دليل للإدانة. لقد كانت الخطورة ان ذلك كان يحدث بإسم الدين وهو مسخ كامل له لولا أن الامام الحسين (ع) عالجها بثورته المباركة، فسلخَ عنها الشرعية المدّعاة وأسّس لشرعية المواجهة والمعارضة بعملية إصلاحية ثورية ما كان لأحدٍ غيره أن يقوم بها، وأن يفتح الطريق الذي أحكمت إغلاقه السلطة المنحرفة للأمة أن تنتزع دورها في الرقابة والمحاسبة بما يُسمّى بالامر بالمعروف والنهي عن المنكر، وليرفع الخلط الذي أوقع الأمة فيه اتباع السلطة بين دور السلطة ودور الامة، وألا شرعية للسلطة في مصادرة دور الأمة، فليست الأمة مملوكةً للسلطة ولا هي مطلقة الصلاحيات، وإنما هي مقيّدة ودستورية والسيادة فيها فقط للأمة".
وقال: "لقد حقّقت ثورة الامام الحسين (ع) هذا الإصلاح على مستوى المفاهيم وعلى مستوى الممارسة على نحو مطلق والى يوم الدين، ونزعت الشرعية عن أيّ سلطة تقوم بإسمه يُصادَر فيها رأي الأمة، تمنع فيه من ممارسة دورها في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكرـ وتُصحّح فيه ممارسات السلطة عندما تضلّ الطريق وتخطأ الممارسة، وأفضت بذلك الشرعية على ممارسة المعارضة للحكم بغرض التصحيح لأخطائه، فأعطت الثورة الحسينية الصورة الناصعة والصحيحة للنظام في الإسلام موضحة لدور السلطة وهي تطبيق أهداف الإسلام من تحقيق العدالة الاجتماعية ومواجهة الظلم وإشاعة المعرفة بين الناس ومحاربة الجهل وحرية الرأي والمعتقد والممارسة من دون إكراه، ولدور الامة التي هي صاحبة القرار والصلاحية في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر حتى للسلطة حين تتجاوز صلاحياتها وتخرج عن الالتزام بالأحكام والأهداف التي رسمها لها الإسلام من الدفاع عن وحدتها وتحقيق مصالحها حين تتعرّض للأخطار، أو حين يُعمَل على تشويه المفاهيم وإعطاء صورة مشوّهة للإسلام بإجبار الناس على الاختيار بين اعتناق الاسلام أو القتل في مخالفة شرعية فاضحة لما قرّره الكتاب العزيز: (قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ لَا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ وَلَا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ وَلَا أَنَا عَابِدٌ مَا عَبَدْتُمْ وَلَا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ)، ولا ابتداء العدوان عليهم إلا أن يكون دفاعياً".
أضاف: "إنّ التشويه الذي مورس بإسم الاسلام في الفترة الاخيرة كان منشؤه الغرب الاستعماري بهدف التضليل وبهدف السيطرة وإحكام النفوذ على المنطقة العربية والاسلامية في مواجهة المقاومة التي أبدتها شعوب المنطقة في مواجهته ومواجهة مخططاته لوضع اليد على مقدّراتها وعن قاعدتها العسكرية والمدجّجة بأنواع الاسلحة الأكثر فتكاً في العالم، التي وضعتها في قلب العالم العربي على حساب الشعب الفلسطيني الذي طُرِدَ من أرضه ظلما وعدوانا واغتصبها الغرب لصالح هذه القاعدة المتقدمة لتحقيق مصالحه الاستراتيجية، وعلى حساب شعوب المنطقة العربية والاسلامية متهماً هذه المقاومة بالإرهاب لتحقيق المشروعية الدولية لمواجهتها".
وتابع: "وسأعيد هنا ما قلته في المجلس العاشورائي في المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى عصر أمس: لقد عَمِلَ مفكرو أوروبا ربما بصدق في البداية لإنتاج نظام علماني لإخراج بلادهم من أزماتها القاتلة وحروبها المدمرة بإسم الدين في حروب استمرت عقوداً من الزمن وصنعت لنفسها رسالة أرادت أن تخاطب بها العالم وحقّقت بذلك قوة كبرى، ولكن الشعور بفائض القوة أخرج قواها الطامحة الى توسيع النفوذ مستخدمةً ما أرادته رسالة ووجهاً حضارياً تخاطب وتواجه به العالم من الدفاع عن حقوق الانسان وعن الحريات تتوسلها ذريعة للعدوان وتوسيع النفوذ ونهب ثروات الشعوب الاخرى وخيراتها، وأخذت اليوم وبشكل فاضح تُكشّر عن أنيابها في وجه أمتنا متخليّةً عن كل شعاراتها الحضارية في المجزرة والابادة التي يرتكبها العدو بحق الشعب الفلسطيني بتغطية منها وباعتراف صريح وفظّ من بعض قادتها وهو المستشار الألماني ١٦/٠٦/٢٠٢٥ — في مقابلة مع القناة الثانية بالتلفزيون الألماني «زد دي إف»، شدّد ميرتس على أن إسرائيل ، من وجهة نظره، تقوم حالياً «بالعمل القذر» نيابة عن الغرب".
وقال: "وفيما العدو بدعم وغطاء من هذا الغرب يقوم بالعمل القذر عنه في المنطقة بما فيها عدوانه على لبنان ويُرسِل مبعوثيه للتهديد والوعيد بأن علينا الاستسلام لإرادة العدو ونزع السلاح تقوم بعض القوى الداخلية بمساندته وتبرير عدوانه والضغط السياسي حتى الآن للإستجابة لمطالبه، أنا اسأل اللبنانيين هنا عن توصيفهم لهذا التصرّف؟ فبينما اسرائيل تقوم بالنيابة عن الغرب بالعمل القذر يقوم البعض من الداخل بالضغط السياسي والإعلامي والتحريض الطائفي على المقاومة وجمهورها للاستسلام له بكل وقاحة، بل تجاوزت كل الحدود حين دعت عدو لبنان والمعتدي عليه والمحتل لأرضه والممتنع أمام أنظار الضامنين لتطبيق الاتفاق القاضي بانسحاب العدو من الاراضي اللبنانية المحتلة ووقف العدوان، تدعوه هذه القوى السيادية الى التقدم لمزيد من الاحتلال لضرب شريكها في الوطن. للأسف ان هذا اللامنطق هو الذي يحكم هذا المنطق".
أضاف: "أُعيد القول: ان منطقكم في أن وجود السلاح في يد فئة محددة من اللبنانيين أشعر هذه الفئة بفائض القوة، فأنا أسألكم مع مجاراتكم بهذا التوصيف وهو ليس صحيحاً، فأين هو هذا الشعور إذ المفترض ان يكون له تعبير عملي على الأرض، فهو مجرد حجة لتبرير هذا الموقف، ولكن فلنجاري هذا المنطق وانه خلق شعوراً بالخوف لديكم أي لدى المعارضين للسلاح، فمن المسؤول عن ذلك؟ ألا تتحمّلون أنتم على الأقل جزءاً من هذه المسؤولية حينما حلتم دون قيام الدولة وحلتم دون قيامها بمسؤولياتها في الدفاع عن لبنان وسيادته وكرامة أبنائها الاكثر من كل المدّعين تمسّكاً بقيامها، فنحن لم ندعو لمقاتلة الجيش مرة ولا اصطدمنا به وصلبنا جنوده وضباطه وأطلقنا عليهم الرصاص، فلماذا تجبرونا على أن نقول ونُذكّر بما لا نُحبّ أن نتذكره من استباحة الدولة ومرافقها، من يحاول اليوم الضغط على بعض المسؤولين لصدام مع المقاومة وبيئتها حتى إذا لم يستجيبوا لتهوّركم أبديتم على الاقل امتعاضكم منه، ثم ينبري بعض الجهابذة ليُبرّر طلب نزع السلاح بأنه لم يُحقّق ردع العدو عن عدوانه، هل تصدق آذانكم ما تقوله ألسنتكم؟ فمن منع العدو أن يتقدّم ويحتل ما كان صرَّح عنه وهو الوصول الى الأولي هو لم يستطع الوصول الى الليطاني فضلاً عن أن يستطيع ان يصل الى الأولي، ثم نريد أن نجاريكم مرة اخرى ولنُصدّق مزاعمكم فمن المسؤول عن ذلك؟ ألستم أنتم من رفع عقيرته ضد هذا السلاح بعد أن أفشل عدوان تموز 2006".
وتابع: "إذاً، ليس من حمل السلاح في مواجهة العدوان على أرضه المسؤول عن هذه المزاعم بل من رفض تكوين الدولة وتسليح الجيش، فبالله عليكم ما هو مشروعكم السيادي؟ وما هي هذه السيادة التي تدّعونها؟ هل الاستسلام لإرادة العدوان وتركه يُمعِن في العدوان ويُحقّق أطماعه في الاستيلاء على مزيد من الأرض تحقيقا للسيادة المدعاة؟، أعطونا جواباً منطقيا، أنتم اليوم تكررون خطابكم القديم المعبأ بالكراهية لكل ما يُسمّى مقاومة قبل العدوان وبعد العدوان، على الأقل انكم رأيتم نكث العدو بكل تعهداته، هو من طلب وقف الحرب التي شنّها عدواناً ولم يلتزم بما تعهَّد به والمقاومة امتنعت عن الانخراط بالحرب مكتفية بالمساندة كرامة المصلحة اللبنانية وتلبية لإرادة اللبنانيين الآخرين، ومع ذلك قام العدو بشن حربه المدمرة على لبنان وشعبه. إنّ الضغوط السياسية والاعلامية التي تُشنُّ على المقاومة بهدف نزع سلاح المقاومة كما يُصرّ هؤلاء على التعبير المملوء بالتشفي والكراهية لا يُحقّق مصلحة لبنانية، وإنما مصلحة فقط وفقط إسرائيلية، فلماذا تصرّون على مجاراة عدو لبنان ومعاداة أبناء وطنكم إن كنتم تؤمنون بهذا اللبنان الذي نشترك فيه جميعاً؟ أقول: صحّحوا خطابكم لأن الاصرار عليه يُعطي فهماً آخر ينسجم مع الدعوة الى التقسيم وانكم من جنس آخر لا ينتمي إليه بقية اللبنانيين في مظهر بغيض من العنصرية لا نُحبّ لأحدٍ أن يتصف بها لأنها خلاصة العنصر الصهيوني البغيض وهو ما يجب أن يخاف منه اللبنانييون لا من سلاح المقاومة. ولكننا مع كل هذه الصورة السوداوية لا ينقطع أملنا من أن يستطيع العقلاء أن يُهذّبوا هذا الخطاب لمصلحة لبنان بدل هذا التصعيد الذي يضعف الموقف اللبناني لمصلحة العدو وليس لأي فريق داخلي، فالعدو كما جربتموه في الماضي لا يُعطي أرباحاً لأحد وهو يستخدمهم وليسوا هم من يستخدموه، ولذلك فإنّ المطالبة بنزع السلاح هو مطالبة لصالح العدو وضد مصلحة لبنان بل مطالبة بنزع روح لبنان".
وقال: "إنّ المطلوب في هذه المرحلة الدقيقة وقوف اللبنانيين معاً متضامنين في وجه الضغوط الدولية بمن فيهم المسؤولون السياسيون للمطالبة أولاً وقبل أي شيء بتطبيق اتفاق ١٧٠١ وانسحاب العدو من الارض اللبنانية المحتلة ووقف عدوانه وعدم الرضوخ للضغوط الهادفة للبحث بمصير السلاح، فإنها مسألة داخلية وداخلية فقط".
وختم: "نحن في ذكرى ملحمة كربلاء، ملحمة المحبة والعطاء بلا حدود لفلذات الاكباد من الأهل والشهداء على طريق التضحية والمحبة لشعبنا اللبناني العزيز لا يفوتنا أن نتذكّر ملحمة غزة التي آخت جنوب لبنان وآخاها بالتضحية وبذل الدماء التي تُعطي نموذجاً للصبر والبطولة غزة اعجزت العدو أن يَكسِرَ عنفوانها، وسينصاع العدو ومن خلفه الى تحقيق إرادته وإفشال إرادتهم في تحقيق صورة نصرٍ سعى اليها وقد خاب سعيه منذ ما يقارب ١٨ شهراً".

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


صدى البلد
منذ ساعة واحدة
- صدى البلد
هل يحق للزوج بعد الطلاق رؤية ابنه بعد عدم إنفاقه عليه؟.. أمين الفتوى يوضح
أكد الشيخ أحمد وسام، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، أن الأصل في العلاقة بين الأبناء ووالديهم أنه لا يجوز شرعًا حرمان أحد الطرفين من الآخر، حتى في حال الانفصال بين الزوجين أو تقصير أحد الأبوين في أداء بعض الواجبات مثل النفقة. وأوضح أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، خلال تصريح تليفزيوني، ردًا على سؤال ورد من إحدى السيدات من محافظة دمياط، تسأل فيه عن حق الأب في رؤية طفله بعد انتهاء العلاقة الزوجية، رغم أنه لا ينفق عليه ولا يتحمل أي مسؤولية تجاهه. وأوضح وسام أن رؤية الأب لابنه حق أصيل للطرفين، ولا يجوز للأم أو أي طرف آخر منعه شرعًا، قائلًا: "لا يجوز حرمان الولد من أبيه، ولا يجوز حرمان الأب من ابنه، وكذلك الأم، وهذا الحق لا يسقط حتى إن قصر أحد الطرفين في واجباته الأخرى." وأشار إلى أن الشرع الشريف فرّق بين الحقوق، فكما يجب على الأب الإنفاق، فإن له في المقابل حق الرؤية والتواصل مع ولده، ولا يصح استخدام أحد الحقوق للضغط على الآخر، مثل منع الرؤية مقابل النفقة، لأن الطفل هو المتضرر الأول من هذا الحرمان. وأضاف: "النبي صلى الله عليه وسلم شدد على خطورة التفريق بين الأم وولدها، فكيف بإنسان يُمنع من رؤية ابنه؟ بل إن الرحمة النبوية شملت حتى الطير حين خُذل في فرخه، فكيف بالإنسان؟" وأكد أن من أراد المطالبة بحقوقه المادية، كالنفقات وغيرها، فعليه اللجوء إلى القضاء المختص، قائلاً: "القاضي هو من يفصل في الحقوق، وليس المفتي، فنحن نبين الأصل الشرعي، أما ممارسة الضغط أو اتخاذ إجراءات قانونية لضمان الحقوق، فهي من اختصاص القضاء، ويُرجع إليه في ذلك." وتابع: "العدل بين الأبناء والآباء لا يتجزأ، وإذا اختلّ أحد أركانه وجب تقويمه بالوسائل الشرعية والقانونية، لا بالعقوبات المعنوية التي تترك أثراً سلبياً على الأطفال، وهم في أمسّ الحاجة إلى التوازن النفسي والعاطفي." ودعا الآباء والأمهات إلى تغليب مصلحة الأبناء فوق الخلافات الشخصية، والسعي إلى إصلاح العلاقات في إطار من الرحمة والعدل والتفاهم.


الشرق الجزائرية
منذ 2 ساعات
- الشرق الجزائرية
دريان زار سوريا ومنح رئيسها وسام دار الفتوى المذهب:الأمل فيكم في علاقات من نوع جديد بالشراكة والتكامل
زار مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان الجمهورية العربية السورية، مع وفد ضم: مفتي طرابلس الشيخ محمد طارق إمام، رئيس المحاكم الشرعية السنية في لبنان الشيخ محمد عساف، أمين الفتوى الشيخ أمين الكردي، مفتي زحلة والبقاع الشيخ علي الغزاوي، مفتي صيدا وأقضيتها الشيخ سليم سوسان، مفتي بعلبك والهرمل الشيخ أيمن زيد الرفاعي، مفتي راشيا الشيخ وفيق حجازي، مفتي عكار الشيخ زيد محمد بكار زكريا، مفتي حاصبيا ومرجعيون الشيخ حسن دلي، مفتي صور الشيخ مدرار حبال، أمين الفتوى في طرابلس الشيخ بلال بارودي ومسؤول العلاقات العامة والإعلام في دار الفتوى خلدون قواص. استهلت الزيارة بأداء الصلاة في الجامع الأموي ورحبت رابطة مؤذنيه بأنشودة. وجال المفتي دريان والوفد في المسجد. بعدها زار وزير الأوقاف السوري الشيخ الدكتور محمد أبو الخير شكري في مكتبه بالوزارة. وتم التأكيد على 'أهمية التشاور والتعاون والتنسيق بين العلماء السوريين واللبنانيين'. وشدد المفتي على 'أهمية الدور الإسلامي في لبنان من خلال دار الفتوى بنشر الفكر الإسلامي الوسطي الذي يحترم الآخر ويقدر الخصوصيات وتعزيز ثقافة المواطنة والعيش المشترك بين شرائح المجتمع خاصة في الظروف الصعبة التي تمر بها المنطقة العربية'. وقدم دريان للوزير أبو الخير شكري درع دار الفتوى عربون محبة وتقدير ودعاه لزيارة لبنان. وزار جبل قاسيون. وتوجت زيارة دريان والوفد الرسمي الى دمشق بزيارة الرئيس السوري احمد الشرع في قصر الشعب، وقال المفتي دريان: 'أتينا إلى زيارتكم اليوم يا سيادة الرئيس للتهنئة، بعد طول غياب وغربة. لقد غيبونا كما غيبوا وغربوا عشرة ملايين من الشعب السوري، وعندما نأتي إليكم اليوم، لكي نتشارك في إصلاح الحاضر، وصنع المستقبل الزاهر'. أضاف: 'سوريا العربية الشقيقة الحبيبة، مقبلة على انتخابات حرة بقيادتكم، افتقدتها لأكثر من ستين عاما. فأمل الحاضر استعادة معنى الدولة وممارساتها . أما أمل المستقبل القريب، فأن تعود سوريا القوية قبلة للعرب، وركنا في النهضة الجديدة، التي تبزغ أنوارها متغلبة على كل العوائق والعقبات'. وتابع: 'أرادوا بالمذابح والتهجير كسر إرادة الشعب السوري، فصمدتم وقاومتم وانتصرتم بالشجاعة والمسؤولية، وها أنتم تنصرفون لصنع الجديد والمتقدم لدمشق وللشام وللعرب إن شاء الله. نحن نقدر بإقدامكم على إزالة المشكلات التي تفككونها بالصبر والحكمة، ونحن نعلم أن الطريق شاق وعسير، لكثرة ما زرعوا فيه من ألغام، وما اصطنعوا من سجون قاتمة، وأنتجوا من مخدرات ومقابر جماعية. ثم إن هذا التآمر لم يتوقف بسقوطهم، وأكبر دليل على ذلك، تفجير الكنيسة بدمشق'. واستطرد المفتي دريان: 'السوري لن يغلبه التطرف، ولن يفت من عضده الإرهاب. كنا في لبنان – ونحن مبتلون بالطائفية والعصبيات – نضرب المثل بتماسك الشعب السوري، وأجواء الشام الرحبة، وها أنتم تستعيدون هذا الميراث العريق للمدنية العربية، والحضارة الإسلامية، لتعود سوريا مثلا وقدوة، وحاضنة وحامية لمعاني النبل والمروءة، والوطنية والخير العام. رغم كوارث التهجير، فإن السوريين الذين انتشروا في جهات الأرض، صنعوا إضافات في كل البلدان التي حلوا فيها، شواهد على الألفة والإبداع، وصنع البناء الحضري والحضاري، وما دام الاستقرار قد توافر لهم في عهدكم، فنحن واثقون أنهم سيتمكنون في فترة قصيرة إن شاء الله، من إعادة إعمار بلادهم وإعزازها. أتينا إليكم كما يأتي الشقيق إلى شقيقه، فالدم لا يصير ماء على طول المدة، وقد جاء في الأثر: (زر غبا تزدد حبا). لن نغيب بعد الآن مهما كانت الصعوبات، وسنقصدكم في كل ملمة بل وفرحة، شأن الشقيق مع شقيقه'. واضاف: 'في بلدنا لبنان اليوم عهد جديد، وحكومة واعدة، آمال اللبنانيين معلقة على ما احتواه البيان الوزاري، والقسم الرئاسي، اللذان هما بداية الطريق لإعادة بناء الدولة القوية والعادلة، الساعية لخدمة اللبنانيين جميعا، ونهوض لبنان لا يقوم إلا بجهود خيرة أبنائه المخلصين بجناحيه المقيم والمغترب، ووقوف أشقائه العرب وأصدقائه إلى جانبه، ولا خلاص له إلا بالتعاون الصادق والبناء مع عمقه العربي، الذي هو الضمانة لأمن لبنان واستقراره وسيادته، ووحدته الوطنية، وعروبته الحضارية، المؤمنة التزاما بوثيقة اتفاق الطائف، الذي رعته المملكة العربية السعودية، وما زالت تواكب لبنان وشعبه ومؤسساته بعناية مخلصة، انطلاقا من حرصها على كل القضايا العربية والإسلامية العادلة'. وقال: 'في هذه الشهور القليلة، استطعتم أن تضعوا سوريا في مواقع من العرب والدوليين، ما عرفتها أبدا في ظل النظام السابق. والشعبان في سوريا ولبنان مبدعان ومسالمان، والأمل أن نستقر معا، وأن نبني معا، وأن ننسى معا آلام الماضي الحافل بالاستيلاء والفزع والتوجس. لنا – لبنانيين وعربا آخرين – آمال كبار بالشام. آمال الاستقرار والتنمية، والإعمار والعمران، والإسهام في مستقبل العرب . وآمال الحكم العادل والرحب، وآمال العلاقة الأخوية مع لبنان، بدون حساسيات ولا مشكلات تصنعها في الغالب الأطراف التي لا تريد الخير للبلدين. الشام مليئة بالرموز التي لا تنسى. استعدنا دمشق التي تربى فيها كبارنا، ويتوق إلى نفحاتها شبابنا. الزمان يتغير، لكن النفوس لا تتغير. لقد ضيعوا علينا الكثير من وهج الشام وعزها (…)'.


الديار
منذ 2 ساعات
- الديار
العلاقات الإعلاميّة دانت اعتقال مُدير مكتب "الميادين" في فلسطين حزب الله عن العدوان على اليمن: ندعو الشعوب العربيّة والإسلاميّة الى مُساندة هذا الشعب المُجاهد والشجاع
اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب اعرب حزب الله عن إدانته الشديدة للعدوان الصهيوني "الآثم الذي استهدف فجر امس الموانئ والمنشآت الحيوية في اليمن، إذ يتوهم العدو أنه بمثل هذا العدوان يمكنه أن يردع اليمن أو يثنيه عن موقفه المشرّف في مساندة غزة، أو أن يوقف الضربات الموجعة والمؤلمة التي يتلقاها من أبطال اليمن الشجعان في عمق كيانه اللقيط". وتابع: "إن العدو "الإسرائيلي" لا يزال عاجزًا عن فهم طبيعة هذا الشعب اليمني الصابر والمجاهد، ومواقفه النابعة من عقيدة راسخة بأن الحق أحق أن يُتّبع، ومن إيمان صادق بالدفاع عن المظلومين والمستضعفين. فإن موقف اليمن، قيادةً وشعبًا، هو امتداد لنهج الإمام الحسين الذي لا يساوم على الحق في مواجهة الطغيان، ولا يرضى الذل والهوان، وكل عدوان لن يزيد اليمن إلا صلابة وثباتًا وعزيمة على المضي في طريق المواجهة، حتى يتوقف العدوان على غزة ويُرفع الحصار عنها". اضاف: "إذ نؤكد في حزب الله أن هذا العدوان الجبان لن يحقق أهدافه، كما فشل من قبل العدوان الأميركي على اليمن، نعلن مجددًا وقوفنا الكامل والثابت إلى جانب الشعب اليمني الأبي، وندعو جميع الدول والشعوب الحرة في العالم، وخاصة الشعوب العربية والإسلامية، إلى رفع الصوت عاليًا ومساندة هذا الشعب المجاهد والشجاع، الذي يدافع عن كرامة الأمة كلها". من جهة ثانية، دانت العلاقات الإعلامية في حزب الله اعتقال قوات الاحتلال الصهيوني، مدير مكتب قناة الميادين في فلسطين المحتلة الزميل ناصر اللحام، و"الذي يأتي في سياق النهج "الإسرائيلي" المستمر لطمس كل حقيقة، وإسكات كل صوت حرّ، وحجب كل صورة تفضح وجهه الإجرامي وتوثق جرائمه ومجازره بحق المدنيين في غزة وكل المنطقة". وتابعت في بيان: "إن العلاقات الإعلامية تعبّر عن تضامنها الكامل مع الزميل اللحام، ومع قناة الميادين، ومع كل الصحافيين والإعلاميين الشجعان الذين يعملون في قلب المخاطر من أجل نقل الحقيقة، وفي مواجهة عدو لا يتوانى عن استهدافهم وقتلهم خارقًا بذلك كل المواثيق والقوانين الدولية. وتدعو كافة الهيئات الإعلامية والمنظمات الدولية والحقوقية إلى إدانة هذه الجريمة، والضغط بكل الوسائل المتاحة على العدو للإفراج الفوري وغير المشروط عن الزميل اللحام".