
المفتي دريان منح الشرع وسام دار الفتوى المذهّب: الدم لا يصير ماءً
وقال دريان: "أتينا إلى زيارتكم اليوم يا سيادة الرئيس للتهنئة، بعد طول غياب وغربة. لقد غيّبونا كما غيّبوا وغرّبوا عشرة ملايين من الشعب السوري، وعندما نأتي إليكم اليوم، لكي نتشارك في إصلاح الحاضر، وصنع المستقبل الزاهر".
وأضاف: "سوريا مقبلة على انتخابات حرّة بقيادتكم، افتقدتها لأكثر من ستين عاماً. فأمل الحاضر استعادة معنى الدولة وممارساتها. أما أمل المستقبل القريب، فأن تعود سوريا القوية قبلة للعرب، وركناً في النهضة الجديدة، التي تبزغ أنوارها متغلبة على كل العوائق والعقبات. أرادوا بالمذابح والتهجير كسر إرادة الشعب السوري، فصمدتم، وقاومتم، وانتصرتم بالشجاعة والمسؤولية، وها أنتم تنصرفون لصنع الجديد والمتقدم لدمشق وللشام وللعرب" .
وتابع دريان: "نحن نقدّر إقدامكم على إزالة المشكلات التي تفككونها بالصبر والحكمة، ونحن نعلم أن الطريق شاق وعسير، لكثرة ما زرعوا فيه من ألغام، وما اصطنعوا من سجون قاتمة، وأنتجوا من مخدرات ومقابر جماعية. ثم إن هذا التآمر لم يتوقف بسقوطهم، وأكبر دليل على ذلك، تفجير الكنيسة بدمشق".
وقال: "السوري لن يغلبه التطرّف، ولن يفت من عضده الإرهاب. كنا في لبنان - ونحن مبتلون بالطائفية والعصبيات - نضرب المثل بتماسك الشعب السوري، وأجواء الشام الرحبة، وها أنتم تستعيدون هذا الميراث العريق للمدنية العربية، والحضارة الإسلامية، لتعود سوريا مثلاً وقدوة، وحاضنة وحامية لمعاني النبل والمروءة، والوطنية والخير العام" .
وأضاف دريان: "رغم كوارث التهجير، فإن السوريين الذين انتشروا في جهات الأرض، صنعوا إضافات في كل البلدان التي حلوا فيها، شواهد على الألفة والإبداع، وصنع البناء الحضري والحضاري، وما دام الاستقرار قد توافر لهم في عهدكم، فنحن واثقون أنهم سيتمكنون في فترة قصيرة، إن شاء الله، من إعادة إعمار بلادهم وإعزازها".
وتوجه إلى الشرع قائلاً: "أتينا إليكم كما يأتي الشقيق إلى شقيقه، فالدم لا يصير ماءً على طول المدة، وقد جاء في الأثر: (زر غباً تزدد حباً). لن نغيب بعد الآن مهما كانت الصعوبات، وسنقصدكم في كل ملمة بل وفرحة، شأن الشقيق مع شقيقه".
وأشار إلى أن "في بلدنا لبنان اليوم عهداً جديداً، وحكومة واعدة، آمال اللبنانيين معلقة على ما احتواه البيان الوزاري، والقسم الرئاسي، اللذان هما بداية الطريق لإعادة بناء الدولة القوية والعادلة، الساعية لخدمة اللبنانيين جميعاً، ونهوض لبنان لا يقوم إلا بجهود خيرة أبنائه المخلصين بجناحيه المقيم والمغترب، ووقوف أشقائه العرب وأصدقائه إلى جانبه، ولا خلاص له إلا بالتعاون الصادق والبناء مع عمقه العربي، الذي هو الضمانة لأمن لبنان واستقراره وسيادته، ووحدته الوطنية، وعروبته الحضارية، المؤمنة التزاماً بوثيقة اتفاق الطائف، الذي رعته المملكة العربية السعودية، وما زالت تواكب لبنان وشعبه ومؤسساته بعناية مخلصة، انطلاقاً من حرصها على كل القضايا العربية والإسلامية العادلة" .
وأضاف دريان: "لقد عانينا كما عانيتم، وخاصة في بيروت وشمال لبنان، فالأمل فيكم، وأنتم معروفون بالحكمة والصبر والحزم، لما فيه مصلحة سوريا وكل القضايا العربية والإسلامية، والتفهم، أن تستجد علاقات بين البلدين الشقيقين من نوع جديد، يقوم على الشراكة والتكامل، وعلى مواجهة الأعباء، وصنع الصداقات معاً، وتوطيد العلاقات الأخوية"، متابعاً: "في هذه الشهور القليلة، استطعتم أن تضعوا سوريا في مواقع من العرب والدوليين، ما عرفتها أبداً في ظل النظام السابق. والشعبان في سوريا ولبنان مبدعان ومسالمان، والأمل أن نستقر معاً، وأن نبني معاً، وأن ننسى معاً آلام الماضي الحافل بالاستيلاء والفزع والتوجس".
وتابع: "لنا - لبنانيين وعرباً آخرين - آمال كبار بالشام. آمال الاستقرار والتنمية، والإعمار والعمران، والإسهام في مستقبل العرب. وآمال الحكم العادل والرحب، وآمال العلاقة الأخوية مع لبنان، بدون حساسيات ولا مشكلات تصنعها في الغالب الأطراف التي لا تريد الخير للبلدين".
وختم دريان قائلاً: "بقيادتكم الشرعية، لن نسمح بأي فوات في الحاضر والمستقبل، نحن نتحدث معكم بالقلب والعقل. دمتم على هذه السيرة والمسيرة. وأنا وزملائي العلماء، نسأل الله سبحانه لسوريا ولكم الأمن والأمان، والتوفيق لأداء الأمانة التي يقتضيها ديننا، وتقتضيها عروبتنا لبلداننا وأمتنا، إنه سميع مجيب" .
ومنح المفتي دريان الرئيس السوري أحمد الشرع وسام دار الفتوى المذهّب لمواقفه الإسلامية والعربية ولجهوده وعطاءاته وتضحياته في خدمة سوريا.
إشارة إلى أن زيارة دريان لدمشق هي الأولى منذ توليه سدّة الإفتاء منذ عام 2014، ومنح وسام دار الفتوى المذهب الأول كان لرئيس الجمهورية العماد جوزف عون في رمضان، واليوم الوسام الثاني للشرع.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


IM Lebanon
منذ 19 ساعات
- IM Lebanon
دريان: مشروعنا هو مشروع الدولة القوية العادلة المتماسكة
أقام بلال الجراح حفل غداء في قب الياس، على شرف مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان في ختام جولته البقاعية، بحضور نائب رئيس مجلس النواب السابق ايلي الفرزلي، النواب: ياسين ياسين، حسن مراد، بلال الحشيمي، الوزيرين السابقين محمد رحال وجمال الجراح ، النائبين السابقين عاصم عراجي، محمد القرعاوي، مفتي زحلة والبقاع الشيخ الدكتور علي الغزاوي، مدير عام قوى الامن الداخلي اللواء رائد عبد الله, قائد منطقة البقاع الإقليمية في قوى الأمن الداخلي العميد نديم عبد المسيح، قائمقام البقاع الغربي وسام نسبيه، رئيس دائرة اوقاف البقاع الشيخ عاصم الجراح، وحشد من رؤساء البلديات وممثلي الاجهزة الامنية والفاعليات السياسية والاجتماعية وتحدث المفتي دريان، فقال: 'ليس لنا مشروع خاص كمسلمين سنّة خارج نطاق الدولة، مشروعنا هو مشروع الدولة القوية العادلة المتماسكة، التي تعطي الحقوق والتوازن لكل المجتمعات'. وتابع: 'نحن لا نريد ان نأخذ حق احد ليس لنا ،كما نرفض تماما ان يأخذ أي حق لنا، واجبنا الوطني هو أن نكون نحن مع الدولة القادرة العادلة التي تعطي الحقوق لأصحابها ، وايضا الواجبات المترتبة على الدولة لجميع المكونات'. واردف: 'العنوان الاساسي لنا كمسلمين سنة ضمن مشروع الدولة في لبنان بأننا قدمنا شهداء كبار من أجل ان تقوم الدولة بجميع مهامها، على الصعيد الديني ، قدمنا شهيدا من كبار شهدائنا ، المفتي الشهيد حسن خالد ، وللأمانة التاريخية اقول إنني كنت في موكبه يوم استشهاده ، لكن الله سلَمني حتى أحمل بعده الأمانة، وايضا نائب رئيس المجلس الشرعي الأعلى السيد يوسف الصالح هو شهيد أيضا من شهداء المؤسسة الدينية ، وأيضا الشيخ أحمد عساف شهيد المؤسسة ، وطبعا كان لنا شهداء كبار في الدولة اللبنانية سطروا بدمائهم ان السنة يقدمون الكثير من أجل بقاء الدولة اللبنانية ، هكذا كنا وهكذا سنبقى على هذا العهد بالذات'. وأكد دريان 'أن من واجب الدولة في سدة المسؤولية، أن تكون مسؤولة عن أهلها وناسها ، وأن تكون صادقة معهم وفي تحقيق مطالبهم ، والمهم كما قلت اليوم في اللقاء الجامع في شتورا بمناسبة وضع حجر أساس للمجمع الاسلامي البقاعي الكبير اننا بوحدتنا وبتآزرنا وتكاتفنا جميعا نزيل العقبات من امامنا والاهم ان العدو الأسرائيلي يراهن على تفرقة الشعب اللبناني وأكبر تصدي لهذه المؤامرة الكبيرة أن نكون موحدين ، وقلت مرارا في الاونة الاخيرة اننا نريد ان نشعر باننا نعيش بدولة يسودها القانون والعدالة ،نحن لا ينقصنا شيء ، الدستور اللبناني واضح واتفاق الطائف ايضا واضح المطلوب التوازن بين جميع مكونات المجتمع اللبناني وتبقى العبرة بالتنفيذ، الذي نعول عليه جميعا ، فالمواقف التي أصدرتها مؤخرا ومنذ توليت منصبي في دار الافتاء لم أُراع فيه إلا أمر مهم أولا لأننا مؤتمنون بتحمل المسؤولية'. وقال:' التكريم اليوم هو تكريم لنا جميعا وليس تكريم خاص بشخصي وعندما آتي الى البقاع آتي إلى أهلي وأحبتي آل الجراح يعنون بالنسبة لي الشيء الكبير ،أنتم اهل البقاع أهل العزة والكرامة والشهامة والوفاء وآل الجراح بكل صدق ووفاء هم أهلي وأحبتي ومحمد وبلال منذ ان تعرفت عليهم لمست لديهم الوفاء والمحبة والاحترام'. وختم مؤكدا على اهمية اللقاء الجامع والمبارك وقال :'منذ ان تعرفت على الاخوة في هذه العائلة لمست عندهم الشيء الكبير من الصدق والوفاء والمحبة والاحترام, وهذه من صفات أهلي أبناء البقاع الغالي على قلوبنا جميعا ونحن امام صيف مقبل وانشاءالله يكون فرصة للتلاقي فالبقاع هو من المناطق الذي لم تكن فيه فتنة لبنانية ،حافظوا على طوائفكم ،هكذا نريدكم متماسكين فيما بينكم حتى يبقى البقاع خزان الوطن ،وكما سمعنا اليوم ان البقاع محروم ،لكن بوجودكم ليس هناك اي حرمان ،البقاع مثله كأي منطقة لبنانية اخرى تأخذ حقها ،هو أيضا حق لها ،لكن لا نريد ايضا لا تهميش ولا اعتداء على الحقوق التي هي حق لنا'.


الديار
منذ يوم واحد
- الديار
دريان: حريصون جدا على أن يكون لبنان بلدًا بتمتّع بالأمن والاستقرار والسلام والأمان
اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب رعى مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان حفل تكريم مخاتير بيروت، والقى كلمة جاء فيها: "نحن حريصون جدا على أن يكون بلدنا لبنان بلدا بتمتع بالأمن والاستقرار والسلام والأمان، هذا البلد الذي عانى كثيرا في الفترات السابقة، وعانينا نحن جميعا من الأزمات المتلاحقة، آن الأوان أن نشعر جميعا أننا نعيش في دولة يحكمها القانون، دولة يطبق فيها القانون على الجميع بدون استثناء ولا استنسابية، هكذا هي الحياة الطبيعية في بلد يطمح إلى النهوض والاستقرار. مخاتير بيروت مؤتمنون على أهلنا في بيروت، عملكم ليس مجرد أن تساعدوا الناس على استخراج القيود من الأحوال الشخصية، هذا جزء من عملكم، كل مختار في منطقته مسؤول عن أهل منطقته، الناس تنتظر منكم بعدما أولتكم الثقة الكبيرة ينتظرون منكم الشيء الكثير، فكونوا على قدر المسؤولية". أضاف: "نحن ان شاء الله سنبقى على العهد، وسنبقى أوفياء لبلدنا، وسنبقى أوفياء للعيش الواحد في هذا البلد الذي نطمح أن يكون بلدا مميزا في هذا الشرق الكبير، نأمل ان شاء الله في الأيام المقبلة بإذن الله أن يكون بلدنا لبنان بلدا مستقرا وآمنا، ومؤسسات الدولة تعمل بكل طاقاتها من أجل خدمة لبنان واللبنانيين. أما الكلام الذي تحدثنا به مؤخرا نؤكد عليه اليوم، ونؤكد عليه دائما لأننا نحن بحكم المسؤوليات التي نتحملها لا يمكن إلا أن نكون أوفياء مع أهلنا ومع ناسنا ومع محيطنا أيضا، سورية الشقيقة الحبيبة إذا كانت بخير، نحن في لبنان نكون بخير".


النشرة
منذ يوم واحد
- النشرة
دريان: مشروعنا هو مشروع الدولة القوية العادلة المتماسكة التي تعطي الحقوق لأصحابها
اشار مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان الى انه "ليس لنا مشروع خاص كمسلمين سنّة خارج نطاق الدولة، مشروعنا هو مشروع الدولة القوية العادلة المتماسكة، التي تعطي الحقوق والتوازن لكل المجتمعات". وتابع: "نحن لا نريد ان نأخذ حق احد ليس لنا ،كما نرفض تماما ان يأخذ أي حق لنا، واجبنا الوطني هو أن نكون نحن مع الدولة القادرة العادلة التي تعطي الحقوق لأصحابها ، وايضا الواجبات المترتبة على الدولة لجميع المكونات". ولفت المفتي دريان خلال حفل غداء على شرفه في ختام جولته البقاعية، الى ان "العنوان الاساسي لنا كمسلمين سنة ضمن مشروع الدولة في لبنان بأننا قدمنا شهداء كبار من أجل ان تقوم الدولة بجميع مهامها، على الصعيد الديني ، قدمنا شهيدا من كبار شهدائنا ، المفتي الشهيد حسن خالد ، وللأمانة التاريخية اقول إنني كنت في موكبه يوم استشهاده ، لكن الله سلَمني حتى أحمل بعده الأمانة، وايضا نائب رئيس المجلس الشرعي الأعلى السيد يوسف الصالح هو شهيد أيضا من شهداء المؤسسة الدينية ، وأيضا الشيخ أحمد عساف شهيد المؤسسة ، وطبعا كان لنا شهداء كبار في الدولة اللبنانية سطروا بدمائهم ان السنة يقدمون الكثير من أجل بقاء الدولة اللبنانية ، هكذا كنا وهكذا سنبقى على هذا العهد بالذات". وأكد دريان "أن من واجب الدولة في سدة المسؤولية، أن تكون مسؤولة عن أهلها وناسها ، وأن تكون صادقة معهم وفي تحقيق مطالبهم ، والمهم كما قلت اليوم في اللقاء الجامع في شتورا بمناسبة وضع حجر أساس للمجمع الاسلامي البقاعي الكبير اننا بوحدتنا وبتآزرنا وتكاتفنا جميعا نزيل العقبات من امامنا والاهم ان العدو الأسرائيلي يراهن على تفرقة الشعب اللبناني وأكبر تصدي لهذه المؤامرة الكبيرة أن نكون موحدين ، وقلت مرارا في الاونة الاخيرة اننا نريد ان نشعر باننا نعيش بدولة يسودها القانون والعدالة ،نحن لا ينقصنا شيء ، الدستور اللبناني واضح واتفاق الطائف ايضا واضح المطلوب التوازن بين جميع مكونات المجتمع اللبناني وتبقى العبرة بالتنفيذ، الذي نعول عليه جميعا ، فالمواقف التي أصدرتها مؤخرا ومنذ توليت منصبي في دار الافتاء لم أُراع فيه إلا أمر مهم أولا لأننا مؤتمنون بتحمل المسؤولية". وقال:" التكريم اليوم هو تكريم لنا جميعا وليس تكريم خاص بشخصي وعندما آتي الى البقاع آتي إلى أهلي وأحبتي آل الجراح يعنون بالنسبة لي الشيء الكبير ،أنتم اهل البقاع أهل العزة والكرامة والشهامة والوفاء وآل الجراح بكل صدق ووفاء هم أهلي وأحبتي ومحمد وبلال منذ ان تعرفت عليهم لمست لديهم الوفاء والمحبة والاحترام". واكد اهمية اللقاء الجامع والمبارك وقال :"منذ ان تعرفت على الاخوة في هذه العائلة لمست عندهم الشيء الكبير من الصدق والوفاء والمحبة والاحترام, وهذه من صفات أهلي أبناء البقاع الغالي على قلوبنا جميعا ونحن امام صيف مقبل وانشاءالله يكون فرصة للتلاقي فالبقاع هو من المناطق الذي لم تكن فيه فتنة لبنانية ،حافظوا على طوائفكم ،هكذا نريدكم متماسكين فيما بينكم حتى يبقى البقاع خزان الوطن ،وكما سمعنا اليوم ان البقاع محروم ،لكن بوجودكم ليس هناك اي حرمان ،البقاع مثله كأي منطقة لبنانية اخرى تأخذ حقها ،هو أيضا حق لها ،لكن لا نريد ايضا لا تهميش ولا اعتداء على الحقوق التي هي حق لنا".