
لقد نصر من نصره
ويأبى الله سبحانه إلا أن يكشف نفاقهم وكيدهم لمصر ولرئيسها وللشعب المصرى كافة.
وكل ما فعله الإرهابيون وكل ما حاولوا أن يفعلوه، وفشلوا فيه، الإخوان المسلمون شركاء فيه بكل صور الاشتراك التى يعرفها القانون.
فالقنابل التى ألقيت على المحلات العامة وأصابت الآمنين من أبناء مصر، وقتل من قتل بيد الإرهابيين، وحوادث الشروع فى القتل، وما يجرى الآن فى الصعيد والإسكندرية وغيرهما من بقاياهم، كل هذا الإخوان المسلمون مسئولون عنه مسئولية الفاعل الأصلى حذوك النعل بالنعل.
وإن النقابات التى استولى عليها الإخوان المسلمون أوضح شاهد على صدق ما أقول فقد انتهبوا أموالها لأنفسهم مخالفين بذلك كتاب الله الكريم، وبعد أن أنفقوا هذه الأموال على أنفسهم ليعيشوا فى بلهنية وبحبوحة هى من حرام قدموا ما بقى منها للإرهابيين مع ما يستجدونه من الدول المعادية، لمصر وللأفراد الذين ركبهم جنون العظمة وقام بنفوسهم أن يزعزعوا أمن مصر.
وإن كان هذا الذى قلناه مرات ومرات يحتاج إلى دليل مادى فيما مضى فقد أصبح اليوم حقيقة لا تقبل النقاش.
وإن كانت محاكمات المسئولين عن النقابات، على تبديدهم أموالها بغير حق لم يكن دليلا كافيا على إجرامهم وعدوانهم وجرأتهم على الحق فقد أوضحت الأحداث الأخيرة، والمضبوطات التى وجدوها فى حوزتهم أن إيغالهم فى الإرهاب وصنعه أمر لا شك فيه ولا شية ولا جدال.
وأمسى واضحا للعيان أن جماعة الإخوان المسلمين على صلة وثيقة بجميع بؤرات الإرهاب فى العالم، وأن هذه البؤرات السفاكة تمدهم بالمال الغزير وبالوثائق المزورة وبأدوات التدليس والغش.
ومع أن الأمر كذلك فإنه مازالت هناك أحزاب تتبناهم وتلقى على إجرامهم أستارها.
وهم يعلنون حتى اليوم أنهم سيتقدمون للانتخابات مع أن القانون يمنع قيامهم ووجودهم الحزبي، ولكن فى وقاء الأحزاب الشرعية التى أعتقد أنها فقدت شرعيتها يتقدمون إلى الانتخابات العامة.
بل إنهم تقدموا فعلا إلى انتخابات مجلس الشورى مزورين صفتهم بلون المستقلين أو بلون الاحزاب التى تدلس على الشعب صفة المرشحين لها.
ولكن الشعب المصرى يعرف حقائق هؤلاء الإخوان ويدرى تاريخهم الأسود الداكن السواد، ولهذا حجب عنهم أصواته ولم ينالوا إلا نسبة ضئيلة هزيلة من الأصوات ربما كانت من ذوى قرباهم أو ممن يبيعون اختيارهم للمرشحين بصبابة من المال مخالفين ضمائرهم بائعين أوطانهم ومن يمثل هذه الأوطان فى المجالس التشريعية.
لقد كشف القبض على المئات من الإخوان المسلمين وعلى رموزهم المعروفة ما كان يظنه الإخوان خافيا عن الشعب ورجال الأمن العام الذين يراقبونهم، والذين استطاعوا أن يخترقوا كهنوتهم وتوصلوا إلى خفيت أصواتهم فى اجتماعاتهم وضربوا ضربتهم فإذا الذين كانوا يظنون أنهم بمأمن فى إجرامهم من مصر ورجال أمنها مفضوحون مكشوف أمرهم معلن تآمرهم الذى كانوا يحسبونه خفيا.
ذلك بأن الله لا يسمح للضالين المضللين أن يفلح سعيهم ولأنه سبحانه يعيذ دينه الرحيم السمح الكريم أن يكون أداة قتل فردى أو ـ من باب أولى جماعى ويأبى جل وعلا أن يتاجر بدينه وكتابه قوم نزعوا الشرف والرحمة والإنسانية من قلوبهم.
وقف النبى عليه الصلاة والسلام أمام الكعبة المشرفة بجلالها وتاريخها الدينى الشاهق وقال ما معناه: ما أعظمك وأرفعك ولكن حياة إنسان واحد أكثر عظمة وأعلى رفعة منك.
وكيف لا والإنسان هو معجزة الله الكبرى وكل الكشوف التى تمت فى العالم من كهرباء إلى طائرات إلى أقمار صناعية إلى دواء إلى جراحات طبية إلى ما لا يحصى ولا يعد كلها معجزات وصل إليها الإنسان لأنه شاء سبحانه أن يكشفها فى الوقت الذى يحدده هو وهو سبحانه القائل «يعلم مابين أيديهم وما خلفهم ولا يحيطون بشىء من علمه إلا بما شاء» صدق الله العظيم هذا الإنسان الذى أراد له الله أن يكون معجزة من معجزاته وسيد المخلوقات أجمعين، ،هذا الإنسان الذى يصيح به الله فى كتابه العزيز «وفى أنفسكم أفلا تبصرون».
هذا الإنسان يصبح أو يمسى ملهاة الإخوان المسلمين، مدعين أنهم بقتله يحافظون على صحيح الدين وأصوله.
ولا يخجل بعضهم أن يسميهم بالأصوليين، شاهت أصولهم، وشاهوا إلى يوم الدين.
إن هذه المهارة الفائقة التى تبدت من رجال الأمن، لابد أن يساندها الشعب، وحتم من الحتم أن يقف الناس فى جميع أقطار الأرض لهؤلاء الإرهابيين إخوانا كانوا أو غير إخوان بكل مرصد، فلا يتيح لهم أن يروعوا الآمن من الإنسان فإن لحظة رعب واحدة أعظم مشقة من كد الإنسان عمره كله.
وأنه حتم من الحتم أن يهتم التعليم فى مصر، وفى جميع البلاد الإسلامية بالدين وتدريسه على قواعده الصحيحة التى تدعو إلى الرحمة والمودة والسلام، وكفى أن نذكر الآيات الأولى من فاتحة القرآن، وأول جملة فيها هي: بسم الله الرحمن الرحيم التى يبدأ بها المسلم كل سور القرآن ماعدا سورة واحدة. ثم الحمد لله رب العالمين، ثم مرة ثانية فى ثلاث آيات متعاقبة الرحمن الرحيم.
فإذا عرف التلاميذ فى كل مراحل تعليمهم حقيقة الدين لعجز هؤلاء السفاكون أن يستميلوهم ويدمروا عقولهم ودينهم وإنسانيتهم.
لابد أن تزداد حصص الدين، ولابد أن يحفظ طلبة الأزهر القرآن حتى إذا أصبحوا يدرسونه كانوا منه بالمكانة التى تجيز لهم أن يدرسوه.
ولابد أن يكون خطباء المساجد على أرفع مستوى من العلم ليجد عندهم المسلمون حقيقة ما يشوهه الإخوان المسلمون والإرهابيون من دين الرحمة والألفة والمودة.
هذه أمور لابد منها على المدى الطويل أما الآن وفورا فينبغى أن يقف الشعب جميعه فى رباط الله العلى القدير ليمحقوا تجار الدين وسفاكى الأرواح البشرية والمروعين للآمنين من المسلمين، وغير المسلمين ولينصرن الله من ينصره، بل إنه سبحانه قد نصر فعلا من نصره جل علاه وتقدست أسماؤه.
---------------------------------
نشر هذا المقال فى عدد الأهرام الصادر بتاريخ 7 أغسطس 1995 م

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


مصراوي
منذ 10 دقائق
- مصراوي
ختم حياته بالنداء إلى الله.. وفاة موظف أثناء أذان العشاء في طوخ
القليوبية - أسامة عبدالرحمن: ودّع أهالي عزبة الفوادية التابعة لقرية طنط الجزيرة بمركز طوخ بمحافظة القليوبية، في جنازة مهيبة، الموظف سعيد عبد العظيم العبد، مأمور ضرائب بالمعاش، الذي وافته المنية أثناء إقامة أذان العشاء بمسجد الحاج سعيد أبو سالم بالقرية. "حي على الصلاة.. حي على الفلاح"، كانت آخر الكلمات التي نطق بها الفقيد، بحسب ما رواه محمد حسني الديب، أحد أبناء القرية، مشيرًا إلى أن الوفاة حدثت يوم الأربعاء الماضي، وأن أهالي القرية جميعهم يعيشون حالة حزن عميق على رحيل الرجل الذي عُرف بأدبه وأخلاقه. وأوضح "محمد" أن الراحل كان قد أنعم الله عليه بأداء فريضة الحج العام الماضي، وكان من المحافظين على رفع الأذان في المسجد، كما كرّس وقته بعد خروجه على المعاش لخدمة بيت الله. وشُيعت جنازته ظهر الخميس وسط مشاركة حاشدة من أبناء قريته والقرى المجاورة، حيث ودّعه الجميع إلى مثواه الأخير. يُذكر أن الفقيد أبٌ لأربعة أبناء (ولدان وابنتان)، واختتم حياته بذكر الله في وقت من أفضل أوقات اليوم، وسط دعوات بالرحمة والمغفرة والصبر لأسرته.


مصراوي
منذ 36 دقائق
- مصراوي
أمين الفتوى يوضح حكم من تسبب في موت كلاب بغير قصد وحقيقة طهارتها
كتب-محمد قادوس: قال الشيخ أحمد عبد العظيم، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، ردًا على سؤال حول امرأة حبست كلبين صغيرين في المزرعة بغرض تربيتها للحراسة، لكنها غفلت عنهما حتى ماتا، إنه إذا كان ذلك بغير قصد فلا إثم عليها إن شاء الله، لكن يُستحب أن تستغفر الله وتتوب إليه وتندم على ما حدث، وتعزم على عدم تكرار الأمر. كما نصح أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، خلال حوار مع الإعلامية زينب سعد الدين، ببرنامج "فتاوى الناس"، المذاع على قناة الناس، اليوم الجمعة، بأن تحسن إلى كلبين آخرين، سواء بشرائهما أو العناية بمن لديها، رجاء أن يغفر الله لها ويعفو عنها. وحول مسألة طهارة الكلاب، أوضح أن الفقهاء اختلفوا في ذلك؛ فمذهب الحنفية يرى أن عين الكلب طاهرة وما يخرج منه من عرق أو بول أو لعاب هو النجس، بينما يرى الشافعية والحنابلة أن عين الكلب نجسة، أما المالكية فيرون أن عين الكلب وما ينتج عنه طاهر. وأكد أن هذا الخلاف يعطي سعة في التعامل، خاصة لمن يضطر للتعامل اليومي مع الكلاب للحراسة أو غيرها، ناصحًا من يستطيع أن يخصص ثوبًا للتعامل مع الكلب أن يفعل احتياطًا، وإن لم يستطع فله الأخذ بمذهب المالكية ولا حرج عليه.

مصرس
منذ ساعة واحدة
- مصرس
18 قتيلا و24 مصابا فى حادث سقوط حافلة وسط العاصمة الجزائرية
لقي 18 شخصا مصرعهم، وأصيب 24 آخرون، مساء الجمعة، إثر حادث سقوط حافلة لنقل المسافرين، بوادي الحراش وسط العاصمة الجزائرية، الجزائر. وقال جهاز الحماية المدنية، إن حادث مرور بالجزائر العاصمة، وتحديدا بمدينة الحراش التابعة لها، خلّف "18 وفاة و24 مصابين بجروح مختلفة، 2 منهم في حالة حرجة".اقرأ أيضًا| بنجلادش تعلن الحداد الوطني على ضحايا الطائرة العسكريةوأضاف في بيان اليوم السبت: "تدخلت مصالحنا على الساعة 17سا 45 د من أجل حادث انحراف حافلة لنقل المسافرين وسقوطها من الجسر في مجرى الواد المحمدية اتجاه الهواء الجميل بلدية و دائرة الحراش أسفرت عن عدد من الضحايا".وأظهر فيديو مصور على مواقع التواصل الاجتماعي، لحظة انغمار الحافلة بمياه الوادي، ومحاولة وصول مواطنين إلى الضحايا من أجل إنقاذهم.بدوره تقدم الرئيس الجزائري، عبد المجيد تبون بتعازيه في رسالة إلى أسر الضحايا.وبحسب بيان للرئاسة الجزائرية، جاء في نص رسالة التعزية: "بكل حزن وأسى، أترحّم على أرواح مواطنينا الذين وافتهم المنية إثر الحادث الأليم الذي تسبب فيه سقوط حافلة نقل بوادي الحراش".وأضاف: "بهذا المصاب الجلل الذي تأثرنا به جميعًا، أتقدّم بتعازيّ الخالصة، وصادق المواساة لأسر الضحايا، وأدعو الله القدير أن يغفر لموتانا ويسكنهم فسيح الجنان، وأن يلهم ذويهم جميل الصبر والسلوان، والشفاء العاجل للجرحى إن شاء الله، إنا لله وإنا إليه راجعون".اقرأ أيضًا| وزيرة النقل البريطانية تعرب عن مواساتها للمتضررين جراء حادث تحطم طائرة