logo
أخبار العالم : هل يمكن تفادي حدوث مجازر جديدة في الساحل السوري؟

أخبار العالم : هل يمكن تفادي حدوث مجازر جديدة في الساحل السوري؟

الجمعة 4 أبريل 2025 12:45 صباحاً
نافذة على العالم - صدر الصورة، Getty Images
التعليق على الصورة،
تتهم منظمة العفو الدولية ميليشيات تابعة للحكومة بقتل مدنيين من الأقلية العلوية
Article information Author, داليا حيدر، بي بي سي نيوز عربي
Role,
قبل 6 ساعة
دعت منظمة العفو الدولية الحكومة السورية إلى ضمان إجراء تحقيقات مستقلة وفعالة في مجازر المدنيين العلويين في الساحل السوري باعتبارها "جرائم حرب"، مشيرة إلى أن "ميليشيات تابعة للحكومة تتعمد قتل مدنيين من الأقلية العلوية".
وطالبت المنظمة الحكومة السورية في بيان صحفي، بـ "محاسبة مرتكبي موجة عمليات القتل الجماعي التي استهدفت المدنيين العلويين في المناطق الساحلية وأخذ خطوات فورية لضمان عدم استهداف أي شخص أو جماعة على أساس طائفي".
ووصفت الأمينة العامة لمنظمة العفو الدولية، أغنيس كالامارد، هجمات الأسبوع الأول من شهر مارس/آذار "بالانتقامية والمروعة" وأضافت أن الأدلة تشير إلى "إطلاق نار على أفراد من مسافة قريبة بدم بارد".
البيان صدر بعد قرابة شهر على أعمال العنف الدامية تلك وبعد أيام من مقتل علويين في أول أيام عيد الفطر على يد مسلحين في مدينة بانياس، إذ غمرت منصات التواصل الاجتماعي صور الطفل الذي كان يلف حبلا من النايلون حول بنطاله بدلا من الحزام، ما أثار استنكاراً واسعا و جدد المخاوف من تكرار موجات جديدة من القتل الجماعي.
صدر الصورة، Getty Images
التعليق على الصورة،
أفراد عائلة يركبون دراجة نارية يمرون بسيارة متفحمة في بلدة جبلة في محافظة اللاذقية الساحلية السورية في 12 مارس/آذار 2025
"الاحتقان" الذي سبق المجزرة
مجموعة من الظروف سبقت ما يعرف بهجوم "الفلول" الذي شنته قوات تابعة للنظام السابق على عناصر القوات الأمنية التابعة لحكومة المرحلة الانتقالية أدت إلى مقتل 250 عنصراً، بحسب المصادر الرسمية في الحكومة الجديدة، ما دفع السلطات لإرسال تعزيزات عسكرية إلى المناطق ذات الغالبية العلوية انتهت الى مجزرة هي الأعنف منذ سقوط حكم الأسد.
وتحدث المرصد السوري لحقوق الإنسان عن ارتكاب تلك المجموعات وأخرى رديفة لها مجازر وعمليات "إعدام ميدانية"، أسفرت عن مقتل نحو 1614 مدني غالبيتهم الساحقة من الأقلية العلوية، قضت فيها عائلات بأكملها.
بالرغم من وجود علاقة مباشرة بين الهجوم المسلح والمجزرة إلا أن العديد من المراقبين للشأن السوري يعتقدون أن سلسلة من الظروف مهدت لما حدث.
بالنسبة للصحفي ضياء قدور، فإن الأحداث بدأت في ظل ظروف "غير مستقرة تعيشها سوريا، ووسط مخاوف تبث من الخارج بأن سوريا متجهة إلى التقسيم وما إلى ذلك، إضافة إلى المظالم التي تراكمت لدى الشعب السوري تجاه طائفة معينة،" مضيفاً أن كل هذا أدى إلى نوع من "العشوائية" في التحرك العسكري، ولحدوث "انتهاكات."
أما المدير التنفيذي للمركز السوري للعدالة والمساءلة في واشنطن محمد العبدالله فيعتقد أنه كان هناك "تراكم واضح وانقسامات في البلد،" كتزايد الشعور ب"الظلم والعدوانية" مضيفاً أن بعض ممارسات السلطة الجديدة أدت لمفاقمة الوضع. "فصل عشرات آلاف الموظفين (من أعمالهم) سبب نوعاً من النقمة، فالقسم الأكبر كان من أبناء الساحل وكأنه نوع من الانتقام" إضافة لوجود عناصر مسلحة كانت مرتبطة بقوة الأمن والجيش السابق وفقدوا امتيازاتهم ما "أثار لديهم نقمة على الوضع الجديد، ناهيك عن الفوضى والفلتان الأمني" في البلاد.
صدر الصورة، Getty Images
التعليق على الصورة،
"تتعرض الطائفة العلوية لاضطهاد اقتصادي متعدد الجوانب."
بعد سقوط حكم الأسد، أعلنت السلطات السورية حل الجيش والأجهزة الأمنية، التي تضم العديد من أبناء الطائفة العلوية، تلاه إخلاء مساكن عائلات العسكريين السابقين في دمشق، وسط أزمة معيشية وتأخر صرف رواتب العديد من الموظفين.
يصف باحث سوري مهتم بشؤون الجماعات الجهادية (فضل عدم الكشف عن اسمه) ما يحدث بـ "اضطهاد اقتصادي متعدد الجوانب لطائفة معينة فقيرة تعتمد على القطاع العام والرواتب. يقول "جاعت الطائفة خلال فترة قصيرة مما جعلهم ناقمين".
أيديولوجيا "التكفير"
أثارت أحداث الساحل موجة من الانتقادات الدولية للحكومة الانتقالية في الوقت الذي تسعى فيه الأخيرة لكسب الدعم الدولي ورفع العقوبات الاقتصادية عنها. تعهّد بعدها الرئيس الانتقالي أحمد الشرع بمحاسبة كل من "تورط في دماء المدنيين" مؤكداً في الوقت نفسه أنه لن يسمح بجر البلاد إلى "حرب أهلية". كما شكلت السلطات بعدها لجنة تقص للحقائق ولجنة للسلم الأهلي. وفي الوقت الذي يرى به البعض أن هذه الخطوة ساهمت في تهدئة الأمور ببعض المناطق وجمع السلاح المنفلت، إلا أنها لا تبدو حلاً جذرياً للمشكلة.
بالنسبة لمحمد عبدالله، "السلطة لم تكن جدية لمنع تكرار ما حصل، إضافة لوجود قلق أنه تم إخفاء معالم الجريمة ببعض المناطق، حيث دفن الضحايا بشكل سريع، ولم يسمح للإعلام بالتصوير".
لكن بحسب مصدر أمني في قطاعات الساحل فضل عدم الكشف عن اسمه، فإنه تم بالفعل اعتقال "عدد لا بأس به من الذين ارتكبوا إعدامات ميدانية وظهروا بفيديوهات وتم سجنهم بينما يعمل القضاء على ملفهم بشكل عادل" بحسب زعمه، مضيفا أنهم "سوف يلقون جزاء تصرفهم."
وفي حين لم يكشف المصدر عن عدد المتورطين ولمن يتبعون تنظيميا إلا أنه أقر أنهم في "نهاية المطاف تحت مظلة وزارة الدفاع السورية ويتبعون لفصائل متنوعة."
عدم إجراء محاكمات علنية للمتورطين في أحداث الساحل قد يفاقم أزمة انعدام الثقة مع السلطات الحالية ويعزز الانقسام بحسب عدد ممن تحدثت إليهم بي بي سي. وفي حين يعزو بعض المراقبين تعاطي السلطات السورية مع أحداث الساحل إلى تعقيدات الوضع السوري وصعوبة السيطرة على الفصائل المنضوية تحت وزارة الدفاع، يرى آخرون أن ذلك يعكس فكراً عقائدياً يهيمن على الفصائل الإسلامية المقاتلة بقيادة هيئة تحرير الشام.
صدر الصورة، Getty Images
التعليق على الصورة،
رجل يرفع لافتة لمجموعة من صور ضحايا موجة العنف الطائفي الأخيرة التي استهدفت الأقلية العلوية في سوريا.
يعلق عبد الله قائلاً إن بعض هؤلاء نشأوا على أفكار متطرفة وعدائية تجاه الطرف الآخر، خصوصًا العلويين في الساحل. لذلك، "لا يمكن إقناعهم فجأة بتجاهل ما تعلموه طوال الـ 14 سنة الماضية والبدء في حياة مشتركة جديدة."
من جهتها، ترى لؤى خليل، استاذة الادارة العامة في جامعة ريدينغ والمختصة في دراسات السلام أن "ظاهرة تصوير الاعتداءات من قِبل المعتدين تحمل دلالة مهمة، إذ إنها تعكس شعور الجناة بعدم اقترافهم لأي خطأ، بل تتضمن تعبيرًا عن الفخر بما يرتكبونه،" مضيفة أن "عدم تبرؤ السلطة من هذه المجموعات أو محاسبتها بشكل مقنع"، يجعلها "طرفًا مباشرًا" في النزاع.
يقول الباحث المختص بشؤون التنظيمات الإسلامية وفضل عدم الكشف عن اسمه، إن رئيس المرحلة الانتقالية في سوريا، أحمد الشرع، لم يعد يهتم بالأيديولوجيا بل يركز على ترسيخ سلطته. ويضيف أن هيئة تحرير الشام، ذات الجذور السلفية الجهادية، لم تشهد التحولات التي مر بها الشرع.
الصحفي ضياء قدور يرى أنه "لو كانت هناك نية أو إصرار على إبادة جماعية لطائفة معينة، لحدث ذلك منذ اليوم الأول لانتصار الثورة، لكنه يشير إلى أن النصر تحقق دون إراقة دماء". ويؤكد أن ما يتم تداوله في وسائل الإعلام بهذا الشأن "لا يعكس الواقع."
"لا وجود لعناصر علوية في صفوف قوى الأمن والجيش"
يحذّر الناشط الحقوقي هيثم مناع من "تكميم أي صوت يخرج من الساحل". ويرى أن ما حصل لم يكن فقط استهدافاً للعلويين، بل كان درساً للجميع.
يتفق معه الصحفي عبد الله علي ويقول بدا الأمر وكأن الجانبين الأمني والعسكري من السلطات يعتقدان أنه لابد من التصعيد بقوة ضد هذه المناطق لتكون "ضربة واحدة لإسكات هذه المناطق الى الأبد، إضافة لتوجيه رسالة لمناطق أخرى لاسيما السويداء وشرق سوريا أن أي تمرد سيؤدي لنفس النتائج،" مشيرا إلى أن الفارق هنا أن مناطق العلويين هي الحلقة الأضعف في المشهد السوري.
ويرى مراقبون تحدثت إليهم بي بي سي أن كبح العنف وتعزيز السلم الأهلي يتطلبان إشراك القوى المحلية في الأمن، وتجريم التحريض الطائفي، وتحقيق العدالة الانتقالية.
صدر الصورة، Getty Images
التعليق على الصورة،
هربت عائلات من الأقلية العلوية إلى لبنان من العنف الطائفي في موطنهم على طول ساحل البحر الأبيض المتوسط ​​في سوريا.
تؤكد الأستاذة لؤى خليل أن تحقيق العدالة هو الحل لأي نزاع، لكنها ترى أن خطوات عاجلة، مثل إعلان الساحل "منطقة منكوبة" وإعادة الشرطة المدنية، قد تساعد في احتواء الانتهاكات. ويتفق الصحفي عبد الله علي، مشددًا على ضرورة إشراك المجتمعات المحلية في أمنها، كما يحدث في السويداء وأحياء حلب.
حتى اليوم، لا يوجد أي عناصر علوية في صفوف قوى الأمن والجيش السوري، وفقاً لمصدر أمني لبي بي سي. وقال المصدر، الذي طلب عدم الكشف عن هويته، "ليس لدي علم بوجود أي عنصر علوي في صفوفهم، ولا يمكن أن يحدث ذلك"، مضيفاً أنه لم يلتحق بالجيش أو الأمن في الساحل أو غيره أي من "العناصر الذين تمت تسوية أوضاعهم."
وتابع المصدر أن اختيار القادة الأمنيين والعناصر يعتمد بشكل رئيسي على المهجرين من شمال غرب سوريا قبل سقوط الأسد، كونهم أبناء المنطقة ويعرفون بيئتها جيداً، بالإضافة إلى ولائهم الكبير للحكومة السورية. كما يتم الاعتماد على عناصر جديدة من مناطق المعارضة السابقة لتغطية المنطقة، حتى لو لم يمتلكوا خبرات قتالية.
صدر الصورة، Getty Images
التعليق على الصورة،
تحقيق العدالة لجميع الأطراف هو "السبيل الوحيد لتسوية أي نزاع سياسي أو أهلي"
مستقبل سوريا
منذ بداية العنف، تصاعدت مطالبات من أبناء الطائفة العلوية، بعضها يطالب بحماية دولية دون تحديد شكلها، بينما اقترح آخرون الفيدرالية أو التقسيم. ورغم أن الدستور الجديد يجرم الدعوات للتقسيم والتدخل الأجنبي، يرى البعض أن السيناريو الأسوأ قد يؤدي إلى هذا الاتجاه إذا استمر العنف.
يعتقد محمد العبدالله أن موضوع الحماية الدولية مبالغ فيه، لكنه يحذر من أن انفجار الأوضاع قد يؤدي إلى "إدارات ذاتية" تهدد بتقسيم سوريا أو تعزيز النزعة الانفصالية. أما الصحفي ضياء قدور، فيرى أن السوريين يتطلعون للمضي قدماً رغم التحديات الكبرى، بما في ذلك الوضع الاقتصادي والعدالة الانتقالية.
فيما يرى الباحث السوري الذي فضل عدم ذكر اسمه أن "ردة الفعل العلوية تجاه الأحداث ستحدد مدى تأثير الضربة، هل ستكون انكساراً لهم أم ستثير نوازع ثورية؟" مشيراً إلى أن من كانوا غير واثقين بالحكم أو ضد تسليم السلاح قد يصبحون أكثر صخباً، معتقدين أنهم مُستهدفون في جميع الأحوال.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

أخبار العالم : "المزاج يتغير": تصاعد الأصوات الإسرائيلية الغاضبة من حرب غزة
أخبار العالم : "المزاج يتغير": تصاعد الأصوات الإسرائيلية الغاضبة من حرب غزة

نافذة على العالم

timeمنذ يوم واحد

  • نافذة على العالم

أخبار العالم : "المزاج يتغير": تصاعد الأصوات الإسرائيلية الغاضبة من حرب غزة

الخميس 22 مايو 2025 05:00 صباحاً نافذة على العالم - صدر الصورة، Getty Images التعليق على الصورة، متظاهرون مناهضون للحرب يحملون صور أطفال فلسطينيين قُتلوا في العمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة Article information Author, توم بينيت Role, بي بي سي قبل 3 ساعة بينما تدخل الحرب الإسرائيلية في غزة مرحلة جديدة من العنف، تتصاعد الأصوات الرافضة لها في إسرائيل، وللطريقة التي تتعامل بها الحكومة. وكان يائير غولان، السياسي اليساري البارز ونائب القائد السابق للجيش الإسرائيلي، قد أشعل موجة غضب يوم الاثنين عندما قال: "إسرائيل تسير نحو أن تُصبح دولة منبوذة، كما حدث مع جنوب أفريقيا، إذا لم نعد إلى رشدنا كدولة". وأضاف أثناء حديثه في برنامج إخباري صباحي في إذاعة إسرائيل: "الدولة العاقلة لا تخوض حرباً ضد مدنيين، ولا تمارس قتل الرضّع كهواية، ولا تتبنى هدفاً يتمثل في إجلاء السكان من مناطقهم". وردّ رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، على تلك التصريحات، ووصفها بأنها "محض افتراء". أما موشيه "بوغي" يعالون، وزير الدفاع ورئيس أركان الجيش الإسرائيلي السابق، فذهب لما هو أبعد من ذلك في تصريحاته. وقال في منشور على منصة إكس يوم الأربعاء: "ما يحدث ليس 'هواية'، بل سياسة تتبعها الحكومة، وغايتها النهائية هي التشبث بالسلطة، تلك السياسة تجرّنا نحو الدمار". هذه التصريحات كان لا يمكن تصوّرها، قبل 19 شهراً فقط، عندما اجتاز مسلحو حركة حماس السياج الحدودي إلى داخل إسرائيل وقتلوا نحو 1200 شخص، معظمهم من المدنيين، بحسب بيانات الحكومة الإسرائيلية، واحتجزوا 251 رهينة آخرين في غزة. أما الآن، فغزة غارقة في الدمار، وأطلقت إسرائيل هجوماً عسكرياً جديداً، وعلى الرغم من إعلانها الموافقة على إنهاء الحصار الذي دام 11 أسبوعاً، فإن المساعدات التي وصلت حتى اللحظة لا تزال ضئيلة جداً. وكشف استطلاع رأي أجرته القناة 12 الإسرائيلية مؤخراً أن 61 في المئة من الإسرائيليين يرغبون في إنهاء الحرب وضمان عودة الرهائن، في حين يؤيد 25 في المئة فقط تصعيد العمليات العسكرية واحتلال غزة. وتصر إسرائيل على تدمير حماس وإنقاذ الرهائن المتبقين، كما يصرّ نتنياهو على قدرته على تحقيق "انتصار كامل"، معتمداً في ذلك على قاعدة دعم شعبية قوية لا تزال متمسكة به. لكن الشعور السائد بين فئات أخرى داخل المجتمع الإسرائيلي هو "الإحساس باليأس والصدمة، وغياب الشعور بالقدرة على إحداث أي تغيير"، وفقاً لما قاله غيرشون باسكين، المفاوض الإسرائيلي السابق في قضايا الرهائن. وأضاف: "الغالبية العظمى من عائلات الرهائن ترى جميعها أن الحرب يجب أن تنتهي، مع ضرورة التوصل إلى اتفاق". كما ترى نسبة ضئيلة أن الهدف الرئيسي يجب أن يكون القضاء على حماس أولاً، ثم تحرير الرهائن. صدر الصورة، Getty Images التعليق على الصورة، يطالب متظاهرون بوقف إطلاق النار وإعادة الرهائن الإسرائيليين وشهد يوم الأحد خروج نحو 500 متظاهر، العديد منهم يرتدون قمصاناً تحمل عبارة "أوقفوا الرعب في غزة"، ورفعوا صوراً لأطفال قُتلوا في الضربات الجوية الإسرائيلية، ونظموا مسيرة من مدينة سديروت إلى الحدود مع غزة، احتجاجاً على الهجوم العسكري الجديد لإسرائيل. ونظمت التظاهرة مجموعة تُطلق على نفسها "الوقوف معاً"، وهي مجموعة صغيرة يتزايد عددها من مواطنين يهود وفلسطينيين داخل إسرائيل يعارضون الحرب، وسعوا إلى إغلاق طريق، واعتُقل قائد المجموعة، ألون-لي غرين، وثمانية آخرون. وقال غرين لبي بي سي: "أعتقد أنه من البديهي ملاحظة وجود صحوة بين الإسرائيليين، وملاحظة تبني المزيد من الأشخاص لموقف صريح". ولفت أوري فيلتمان، أحد نشطاء مجموعة "الوقوف معاً"، إلى أنه يعتقد أن ثمة قناعة تتزايد بأن استمرار الحرب "لا يضر المدنيين الفلسطينيين فحسب، بل يعرض حياة الرهائن، وحياة الجنود، وحياة الجميع منا للخطر". جدير بالذكر أن الآلاف من قوات الاحتياط الإسرائيلية، من مختلف أسلحة الجيش، وقّعوا في شهر أبريل/نيسان الماضي، رسائل تطالب حكومة نتنياهو بوقف المعارك والتركيز على التفاوض من أجل إعادة الرهائن المتبقين. وعلى الرغم من ذلك تتفاوت وجهات النظر الأخرى بين الكثيرين في إسرائيل. وأجرت بي بي سي، عند معبر كرم أبو سالم المؤدي إلى غزة، يوم الأربعاء، مقابلة مع غيديون هاشافيت، عضو في مجموعة تحتج على السماح بدخول المساعدات. ووصف الموجودين في غزة بأنهم "ليسوا أبرياء، لقد اتخذوا قرارهم، عندما اختاروا الانتماء إلى منظمة إرهابية". وأعلنت المملكة المتحدة، الثلاثاء، فرض عقوبات جديدة على بعض من أكثر الفئات تطرفاً في المجتمع الإسرائيلي، وهي جماعات المستوطنين. وفي أقوى إجراء اتخذته حتى الآن، أوقفت المملكة المتحدة محادثات متعلقة باتفاقية تجارية مع إسرائيل واستدعت سفير الدولة، كما وصف وزير الخارجية البريطاني، ديفيد لامي، التصعيد العسكري في غزة بأنه "غير مبرر أخلاقياً". كما أعلن الاتحاد الأوروبي عن مراجعة اتفاقية الشراكة مع إسرائيل، التي تحكم العلاقات السياسية والاقتصادية بينهما، وقالت مسؤولة السياسة الخارجية، كايا كالاس، إن "أغلبية قوية" من الأعضاء يؤيدون إعادة النظر في هذه الاتفاقية التي مضى عليها 25 عاماً. وشاركت أيضاً المملكة المتحدة وفرنسا وكندا، يوم الاثنين، في توقيع بيان مشترك شديد اللهجة، يدين العمليات العسكرية الإسرائيلية، ويحذر من "اتخاذ مزيد من الإجراءات الحاسمة" في حال عدم تحسّن الوضع الإنساني في غزة.

أخبار العالم : "يجب وضع حدّ لهذا الصمت المُطبق حيال ما يحدث في غزة"- الإندبندنت
أخبار العالم : "يجب وضع حدّ لهذا الصمت المُطبق حيال ما يحدث في غزة"- الإندبندنت

نافذة على العالم

timeمنذ 2 أيام

  • نافذة على العالم

أخبار العالم : "يجب وضع حدّ لهذا الصمت المُطبق حيال ما يحدث في غزة"- الإندبندنت

الأربعاء 21 مايو 2025 05:00 مساءً نافذة على العالم - صدر الصورة، Getty Images قبل ساعة واحدة أدى تفاقُم الأوضاع الإنسانية في غزة إلى إعلان عدد من العواصم الغربية أخيراً عن رفضها لاستمرار تلك الأوضاع، وقد ترددت أصداء هذا الموقف الغربي في عدد من أعمدة الرأي العالمية، ونستعرض في جولة الصحف لهذا اليوم بعضاً من تلك الآراء. نستهل جولتنا من الإندبندنت البريطانية، والتي نشرت افتتاحية بعنوان: "أخيراً الغرب يتحدث بصوت عالٍ عن غزة- لكن لا يجب أن يتوقف الأمر عند ذلك". وقالت الصحيفة إنه "يجب وضع حدّ لهذا الصمت المُطبق حيال ما يحدث في غزة، وإن الوقت قد حان للحديث بصوت عالٍ"؛ على أن يكون هذا الحديث مصحوباً بنشاط دبلوماسي قوي، مع التركيز على إقناع واشنطن بخطورة وأهوال ما يقع في القطاع الفلسطيني. ورأت الإندبندنت أن الأوضاع في غزة تُعطي دافعاً أخلاقياً وإنسانياً لإدارة ترامب لكي تتخذ موقفاً، كما تعطي أيضاً دافعاً سياسياً ودبلوماسياً قد يجده الرئيس الأمريكي والدائرة المحيطة به أكثر إقناعاً- وهو أن "تصرفات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لا تصُبّ في مصلحة أمريكا"، بحسب الصحيفة. وأوضحت الإندبندنت أن الحرب في غزة الآن يبدو أنها تستهدف تسوية القطاع بالأرض وإجبار أهله على النزوح منه، على نحو يستحيل معه تحقُّق طموح ترامب فيما يتعلق بتوسيع نطاق اتفاقيات أبراهام والاعتراف الرسمي بإسرائيل من قبل أصدقاء ترامب في دول الخليج، على حدّ تعبير الصحيفة. وقالت الإندبندنت إنه على الرغم من الصفقات المثمرة- العامة والخاصة- التي أبرمها ترامب في الخليج، فإن "المنطقة لن تنعم أبداً بالاستقرار ما لم تنتهِ الحرب في غزة". كما أن الاستثمارات الأمريكية في كل من السعودية والإمارات وقطر لن تكون آمنة، فضلاً عن أن الاتفاق النووي مع إيران سيكون مستحيلا، وفقاً للصحيفة. ونبّهت الإندبندنت إلى أن الرئيس ترامب أظهر قدرة على اتخاذ موقف مستقل إزاء الحوثيين في اليمن، وعلى صعيد العلاقات مع القيادة السورية الجديدة بل وحتى على الصعيد الإيراني- وكلها مواقف لا تروق لرئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو؛ "أما على صعيد غزة، فإن الرئيس الأمريكي لم يُحرّك ساكناً بعد"، على حدّ تعبير الصحيفة. وحذّرت الإندبندنت من أن المأساة في غزة قد تُسفر قريباً عن موجة من هجرة آلافٍ عديدة من الفلسطينيين إلى الغرب بحثاً عن حياة جديدة- فيما يُعتبر دافعاً آخر ومُبرّراً قوياً لإنهاء الحرب في غزة فوراً. ولفتت الصحيفة البريطانية إلى تدابير أخرى يمكن أن يتّخذها المجتمع الدولي في هذا الصدد- ومنها "الحدّ من تزويد إسرائيل بالأسلحة الفتاكة"، وهناك أيضاً، "مسألة الاعتراف بالدولة الفلسطينية" والتي يمكن أن تُطرَح أكثر للنقاش المفتوح، في إطار حلّ الدولتين، وفقاً للإندبندنت التي أشارت كذلك إلى خيار الضغوط الاقتصادية على حكومة نتنياهو. ورأت الصحيفة أنه سيكون مفيداً في هذا الصدد، أن يكسِب الساسة البريطانيون ونظراؤهم حول العالم، الجدال مع نتنياهو بشأن الحرب في غزة- بالإشارة إلى أنه "لم ينجح في إطلاق سراح الرهائن بسرعة؛ ولم يكسر حركة حماس ولا هو أنهى تماماً تهديد الهجمات الإرهابية؛ وأنه (نتنياهو) ربما نجح في التخلّص من عدد من قيادات حماس، لكن ذلك لم يأتِ نتيجة للقصف العشوائي وإنما نتيجة لسياسة الاغتيالات". "وليقُل الساسة البريطانيون لنتنياهو إن حربه في غزة لم تتسبب فقط في كارثة إنسانية مستمرة، وإنما فشلت في تحقيق أهدافها المُعلَنة؛ كما تركت هذه الحرب الشعب الإسرائيلي أقلّ أماناً مما كان عليه قبلها- وهذا في حدّ ذاته ينبغي أن يكون أكبر تُهمة توجّه إلى نتنياهو"، وفقاً للصحيفة البريطانية. "أقلّ ما يمكن فِعلُه في سبيل تحقيق السلام" صدر الصورة، AFP وننتقل إلى صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية والتي نشرت افتتاحية بعنوان "المساعدات الإنسانية تعود إلى غزة- وحماس". وقالت الصحيفة إن "إسرائيل أعادت تدفُّق المساعدات إلى غزة يوم الاثنين رغم إدراكها الكامل بأن الكثير من هذه المساعدات ستسرقه حركة حماس، وبأن بعض الإمدادات ستُباع مُجدداً للناس، بما يموّل المجهود الحربي لحماس ويساعدها في البقاء في حُكم القطاع". ونوّهت وول ستريت جورنال إلى أن إسرائيل كانت قد سهّلت دخول 25 ألف شاحنة مُحمّلة بالمساعدات الإنسانية أثناء الهدنة التي انتهت في 18 مارس/آذار، وأنها كانت واثقة أن غزة لديها إمدادات تكفيها لمدة تتراوح بين خمسة إلى سبعة أشهر، لكن بعد أن "سرقت حماس المساعدات"، ظهر نقص الإمدادات بشكل واضح بعد ثلاثة أشهر فقط، وفقاً للصحيفة الأمريكية. "فماذا كان للعالم أن يفعل- هل يضغط على حماس لإعادة ما سرقته؟ أم يضغط على إسرائيل للسماح بإدخال المزيد لحماس لكي تسرقه؟ الإجابة دائما تأتي باختيار الشق الثاني من السؤال، رغم ما يعنيه ذلك من إطالة زمن الحرب"، بحسب الصحيفة. ورأت وول ستريت جورنال أنه "ينبغي أن يكون من مصلحة الجميع ألّا تصل المساعدات إلى أيادي حماس"، قائلة إن "التوقف عن تزويد الإرهابيين بالإمدادات هو أقل ما يمكن للمنظمات الحقوقية أن تفعله في سبيل تحقيق هدف السلام"، وفقاً للصحيفة الأمريكية. غولان "نطق بحقيقة غير مريحة للأُذن الإسرائيلية" صدر الصورة، Reuters التعليق على الصورة، عضو الكنيست الإسرائيلي وزعيم حزب الديمقراطيين المعارض يائير غولان. ونختتم جولتنا من صحيفة هآرتس الإسرائيلية، وافتتاحية بعنوان "الحقيقة المزعجة هي أن يائير غولان مُحقّ بشأن ما أصبحت عليه إسرائيل". وقالت هآرتس إن عضو الكنيست الإسرائيلي وزعيم حزب الديمقراطيين المعارض يائير غولان "نطق بحقيقة غير مريحة للأُذن الإسرائيلية". ورأت الصحيفة أن "هذا هو التفسير الأكثر دقّة للهجوم الذي يتعرض له غولان من كل الطيف السياسي الإسرائيلي تقريباً- من أقصى اليمين إلى الوسط المعتدل، بعد أنْ أدلى بتصريحاته يوم الثلاثاء". ونقلت هآرتس بعضاً مما قاله غولان من أن "إسرائيل على الطريق لكي تصبح دولة منبوذة، على نحو ما كانت عليه جنوب أفريقيا ذات يوم، إذا هي لم تعُد وتتصرف كدولة عاقلة.. وإن الدول العاقلة لا تشنّ حرباً ضد مدنيين، ولا تقتل أطفالاً رُضّع كهواية ولا تضع لنفسها أهدافاً من قبيل طرد الشعوب". وأكدت هآرتس أن الحقيقة التي انطوت عليها هذه التصريحات هي بالضبط السبب وراء الهجوم الشامل الذي تعرض له صاحبها- غولان. ولفتت الصحيفة إلى أن نتنياهو، الذي يعرف الجميع علاقته بهذه الحقيقة التي نطق بها غولان، اتّهم الأخير بالـ "تحريض ضد الجنود الإسرائيليين وضد دولة إسرائيل". كما حذّر وزير الخارجية جدعون ساعر من أن تصريحات غولان من شأنها أن "تغذّي نيران معادات السامية". أيضاً، وزير الدفاع يسرائيل كاتس وصف تصريحات غولان بأنها "افتراء دموي وضيع"، مطالباً بإقصاء صاحب هذه التصريحات من الحياة العامة. ووزير الاتصالات شلومو كرعي هو الآخر اتهم النائب يائير غولان بأنه "إرهابي"، وفق الصحيفة. ولفتت هآرتس إلى وصول هيستريا الهجوم على غولان إلى خطوط المعارضة؛ فاتهم أفيغدور ليبرمان زعيم حزب إسرائيل بيتنا غولان بالإضرار بالأمن القومي الإسرائيلي. وقال زعيم حزب الوحدة الوطنية بِيني غانتس إن تصريحات غولان "تضع حرية الجنود الإسرائيليين في خطر". كما سارع زعيم حزب هناك مستقبل، يائير لابيد إلى الإعلان عن أن "القول إن الجنود الإسرائيليين يقتلون الأطفال الرُضّع كهواية هو خطأ وهديّة لأعداء إسرائيل". ونبّهت هآرتس إلى أن "الةقل التي تناضل من أجل إنهاء الحرب تخضع للاضطهاد ولتكميم الأفواه"، مشيرة إلى أن تسعة ناشطين أُلقي القبض عليهم هذا الأسبوع لأنهم تظاهروا احتجاجاً على استمرار الحرب.

أخبار العالم : بعد مرور عام، لا تزال التساؤلات قائمة حول حادث تحطم طائرة الرئيس الإيراني
أخبار العالم : بعد مرور عام، لا تزال التساؤلات قائمة حول حادث تحطم طائرة الرئيس الإيراني

نافذة على العالم

timeمنذ 2 أيام

  • نافذة على العالم

أخبار العالم : بعد مرور عام، لا تزال التساؤلات قائمة حول حادث تحطم طائرة الرئيس الإيراني

الأربعاء 21 مايو 2025 05:00 مساءً نافذة على العالم - صدر الصورة، ALIREZA/AFP via Getty Images التعليق على الصورة، مراسم تشييع إبراهيم رئيسي Article information صعد إبراهيم رئيسي سريعاً في هيكل السلطة في إيران، لكن رئاسته انتهت فجأةً، بحادث تحطم مروحية، لم يُسهم تفسيره الرسمي - المتعلق بالطقس - في تهدئة أمة غارقة في الشكوك. في 19 مايو/أيار 2024، توفي الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي في حادث تحطم مروحية في محافظة أذربيجان الشرقية، بالقرب من الحدود مع أذربيجان. كما قُتل في الحادث أيضا وزير الخارجية آنذاك، حسين أمير عبد اللهيان، وعدد من كبار المسؤولين. بعد عام، لا يزال التفسير الرسمي - أن سوء الأحوال الجوية تسبب في اصطدام الطائرة بجبل - موضع تساؤل واسع النطاق داخل إيران، حيث يسود انعدام ثقة الجمهور في روايات الحكومة. التقارير الرسمية والتناقضات صدر الصورة، Getty Images التعليق على الصورة، فريق الإنقاذ بجوار حطام المروحية التي كانت تقل إبراهيم رئيسي أصدر الجيش الإيراني ثلاثة تقارير تستبعد التخريب أو الاغتيال. وأشار أحدثها إلى تراكم الضباب المتصاعد كسبب. مع ذلك، صرّح رئيس الأركان السابق في عهد رئيسي بأن الطقس كان صافيا، ويشير منتقدون إلى احتمال وجود أعطال فنية بالطائرة. بينما حاولت الدولة إغلاق القضية، تزايدت التكهنات العامة. ولم تؤدِّ الصور المحدودة والضبابية لحطام الطائرة إلا إلى تأجيج الشكوك. شكوك داخلية ورحلة مثيرة للجدل صدر الصورة، Getty Images جاء الحادث بعد تغيير في خطط سفر رئيسي. ووفقاً لـ مجتبى موسوي، الذي ترأس شقيقه فريق أمن رئيسي وتوفي في الحادث، فإن الرحلة إلى حدود أذربيجان لم تكن الوجهة الأصلية - وقد عارضتها وحدة الأمن بشدة. وقال إنه تم تقديم خطاب رسمي يعترض على الزيارة. رفض الجيش هذه التعليقات ووصفها بأنها محاولة "لزرع الشك"، لكن هذه الرواية اكتسبت زخماً، لا سيما في ظل التوترات الإقليمية واجتماع رئيسي مع الرئيس الأذربيجاني، إلهام علييف، قبل وقت قصير من الحادث. شائعات التصفية السياسية صدر الصورة، Getty Images التعليق على الصورة، عُثر على حطام مروحية الرئيس الإيراني على سفح جبل ألمح سياسيون متشددون علناً إلى أن رئيسي ربما يكون قد قُتل عمداً. ادعى عضو البرلمان، حامد رسايي، أنه "أقُصي" لإزالة عقبة داخلية أمام التطورات الإقليمية. وذهب نائب آخر، وهو كامران غضنفري، إلى أبعد من ذلك، مدعياً وجود عملية مشتركة بين الولايات المتحدة وإسرائيل وأذربيجان أسفرت عن مقتله - دون تقديم أدلة. تتزامن هذه الادعاءات مع أحداث إقليمية، بما في ذلك مقتل قادة من حركة حماس الفلسطينية وحزب الله اللبناني على يد إسرائيل. وقد نفى المسؤولون الإسرائيليون أي تورط في الحادث. في مقطع فيديو انتشر على نطاق واسع تظهر امرأة، عُرِّفت بأنها والدة رئيسي، في حالة من الضيق الشديد، وهي تقول: "أياً كان من قتلك، أرجو من الله أن يُقتل". لم يتسن التحقق من صحة الفيديو بشكل مستقل، ولكنه انتشر على نطاق واسع على وسائل التواصل الاجتماعي. غموض حول موقع التحطم كانت التقارير الإعلامية الإيرانية الأولية متناقضة. قال البعض إن رئيسي واصل رحلته براً، ووصف آخرون الحادث بأنه "هبوط اضطراري". وسرعان ما تحول السرد إلى حادث تحطم مميت، وبدأت حملة وطنية للدعاء. كان رئيسي على متن إحدى ثلاث طائرات هليكوبتر تحلّق في دوائر. أدلى المسؤولون بتصريحات متضاربة حول ترتيبات الموكب. استغرق تحديد موقع الحطام أكثر من 16 ساعة، على الرغم من مزاعم بأن أحد الركاب رد على اتصال عبر هاتف محمول بعد الحادث. أعلنت تركيا أن إحدى طائراتها المسيرة حددت الموقع، لكن بي بي سي الخدمة الفارسية وجدت أن الإحداثيات التي تمت مشاركتها غير دقيقة. بدلاً من ذلك، كانت مجموعة من سائقي الدراجات النارية عبر الطرق الوعرة أول من وصل إلى الموقع، وهي حقيقة لم تعترف بها وسائل الإعلام الرسمية الإيرانية. جثث محترقة، وأمتعة غير محترقة صدر الصورة، Getty Images التعليق على الصورة، مراسم إحياء ذكرى إبراهيم رئيسي ورفاقه مع صورهم أمام الشموع أظهرت الصور المنشورة جثثاً متفحمة، إلا أن بعض المتعلقات والأمتعة بدت سليمة نسبياً. زعم أحد المشاركين في التأبين، وهو مؤيد للحكومة، أن جثمان رئيسي كان محترقاً بشدة لدرجة أنه تم إجراء "التيمم" للكفن، بدلاً من الغسل التقليدي. وبحسب ما ورد، لم يُسمح لزوجة الرئيس ووالدته برؤية الجثمان. صرح بعض المسؤولين لاحقاً بأنه لم يتم العثور على أجزاء من جثمان رئيسي، ما زاد من شكوك الرأي العام. إرث من انعدام الثقة لا يمكن فصل الشكوك المحيطة بوفاة رئيسي عن تاريخ إيران الطويل من السرية. من إسقاط طائرة أوكرانية عام 2020، إلى وفاة الشابة مهسا أميني أثناء احتجازها لدى الشرطة، إلى عقود سابقة من الاغتيالات السياسية، شهد الإيرانيون مراراً وتكراراً روايات رسمية لم تحل ألغاز تلك الأحداث. حتى لو كان حادث التحطم عرضياً بحتاً، فإن سجل الدولة أدى إلى عدم تصديق رواية الأجهزة الأمنية من قِبل مواطنيها. صدر الصورة، Getty Images التعليق على الصورة، قبل ساعات من وفاته، افتتح رئيسي سد "قيز قلعة سي" مع نظيره الأذربيجاني، إبراهيم علييف، على الحدود بين البلدين صعود رئيسي وأفوله السياسي كان رئيسي، رجل الدين ورئيس السلطة القضائية السابق، يُنظر إليه في السابق على أنه "خليفة محتمل" للمرشد الأعلى آية الله علي خامنئي. بدعم من النخبة المحافظة في إيران، انتُخب عام 2021، مع وعوده بالإصلاح الاقتصادي والاستقرار السياسي. لكن رئاسته واجهت صعوبات. ارتفع التضخم بشكل حاد، وتعثرت دبلوماسيته الدولية، وأدت الاحتجاجات التي أعقبت وفاة الشابة مهسا أميني إلى إضعاف إدارته بشكل أكبر. ووصف محللون من مختلف الأطياف السياسية حكومته بأنها غير فعالة. بحلول عام 2024، كان مستقبل رئيسي السياسي غامضاً. لقد أنهى موته فجأةً مشروعاً سعى إلى بناء جيل جديد من القيادة "الشبابية والثورية". نهاية مفتوحة صدر الصورة، Getty Images التعليق على الصورة، إبراهيم رئيسي في احتفال يوم الجيش قبل أسابيع قليلة من تحطم المروحية على الرغم من جهود الدولة لتصوير رئيسي على أنه "شهيد"، إلا أن ظروف وفاته زادت من سخرية الرأي العام.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store