
العراق يرفع يده عن أزمة الكهرباء بتوزيع الوقود مجانا
في ظل تواصل أزمة الكهرباء في العراق منذ أعوام، أعلن مجلس الوزراء عن خطوة جديدة تهدف إلى تخفيف معاناة المواطنين خلال موسم الصيف الحالي، من خلال توفير وقود "الكاز" للمولدات الأهلية مجاناً ولمدة ثلاثة أشهر، في محاولة لتقليل أثر الانقطاعات المزمنة في التيار الكهربائي، والتي تزداد حدتها مع ارتفاع درجات الحرارة.
قرار الحكومة بتوفير وقود "الكاز" مجاناً للمولدات الأهلية خلال صيف 2025، يعد محاولة لتجاوز عنق الزجاجة الذي تسببه أزمة الكهرباء المزمنة، لكنه خلال الوقت نفسه يعكس حجم الاعتماد المتزايد على حلول غير مستدامة، وبنية موازية باتت تهدد بكبح أي إصلاح فعلي في قطاع الطاقة.
القرار جاء خلال جلسة اعتيادية للمجلس برئاسة رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، وشمل جملة من الشروط والضوابط التي تهدف إلى تنظيم عملية التوزيع وضمان استفادة المواطنين منها، لكنه في الوقت نفسه أعاد إلى الواجهة تساؤلات أعمق حول أسباب تعثر منظومة الكهرباء الوطنية، ومستقبل الطاقة في العراق.
تفاصيل القرار الحكومي
ينص قرار مجلس الوزراء على تزويد المولدات الأهلية بـ45 لتراً من وقود "الكاز" لكل 1 KVA من القدرة الإنتاجية المولدة خلال أشهر يونيو (حزيران)، ويوليو (تموز) وأغسطس (آب)، وهي الأشهر التي تشهد ذروة استهلاك الكهرباء داخل البلاد.
واشترط القرار ألا تقل ساعات التجهيز عن 20 ساعة في اليوم، وأن تشغل المولدات الأهلية في الأقل 12 ساعة يومياً، بالتناوب مع التيار الكهربائي الوطني.
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وتضمن القرار تشكيل لجنة متخصصة لتحديد تسعيرة مناسبة لـ"الأمبيرات"، وهي الوحدة التي باتت تستخدم شعبياً لقياس كمية الكهرباء المزودة من المولدات، إلى جانب وضع توقيتات التشغيل ومراقبة مدى التزام أصحاب المولدات بالأسعار والجدول الزمني للتشغيل.
المولدات الأهلية والفشل الحكومي
برزت المولدات الأهلية في العراق خلال العقود الماضية كأحد أبرز "الحلول الشعبية" التي ابتكرها المجتمع للتغلب على النقص المزمن في الكهرباء، فباتت بمثابة بنية تحتية موازية للنظام الكهربائي الرسمي، على رغم ما تحمله من كلف مالية وبيئية وصحية.
ويقدر عدد المولدات المنتشرة في عموم البلاد بعشرات الآلاف، تعمل بنظام الاشتراكات الشهرية التي تحتسب بحسب عدد "الأمبيرات" المطلوبة. وغالباً ما تدار هذه المولدات من دون تنظيم فعلي، وسط تفاوت كبير في التسعيرة بين منطقة وأخرى، وغياب رقابة فعلية على نوعية الخدمة.
بين الترحيب والشكوك
لاقى القرار الحكومي ترحيباً أولياً من قبل عدد من المواطنين، خصوصاً في ظل ارتفاع كلف الاشتراكات مع قدوم الصيف.
تقول أم حسين، وهي ربة منزل من حي الشعلة ببغداد، "في كل صيف، كنا نضطر لدفع ما يصل إلى 30 ألف دينار للأمبير الواحد. إذا فعلاً وزع الكاز مجاناً، قد تنخفض هذه الكلفة قليلاً، ونحصل على كهرباء أفضل".
في المقابل، شكك مواطنون آخرون في إمكانية تنفيذ القرار بصورة فعلية، مشيرين إلى تجارب سابقة أقرت فيها خطط مماثلة لكنها اصطدمت بالفساد وسوء الإدارة.
يقول حسن كريم وهو موظف من البصرة "المشكلة ليست في القرارات، بل في آليات التنفيذ. إذا تركت الأمور لأصحاب المولدات من دون رقابة، فلن يتغير شيء، وربما يستغلون الوقود المجاني لرفع الأرباح من دون تحسين الخدمة".
التحدي الرقابي والمالي
أحد أبرز التحديات التي تواجه هذا القرار آلية الرقابة، فعلى رغم تشكيل لجنة لتحديد الأسعار والرقابة على أوقات التشغيل، فإن تجربة الأعوام الماضية تشير إلى ضعف واضح في قدرة الجهات المحلية على فرض التزامات على أصحاب المولدات، مما قد يؤدي إلى استمرار التلاعب بالأسعار، أو تقليص ساعات التشغيل خلافاً للتعليمات.
من جهة أخرى، يثير القرار تساؤلات حول الاستدامة المالية له، في ظل ضغوط كبيرة على الموازنة العامة واعتماد البلاد شبه الكلي على إيرادات النفط. ويلاحظ أن هذا النوع من الدعم قصير الأمد قد يسهم في تخفيف الأزمة مرحلياً، لكنه لا يعالج جذور المشكلة البنيوية في قطاع الكهرباء.
أزمة الكهرباء... عرض لمشكلة مزمنة
على رغم مرور أكثر من 20 عاماً على سقوط النظام السابق، وعلى رغم صرف ما يزيد على 80 مليار دولار على قطاع الكهرباء، بحسب تقارير رقابية، لا يزال العراق يواجه أزمة عجز في إنتاج الطاقة الكهربائية، لا سيما خلال الصيف حين ترتفع الحاجة إلى التبريد ويزداد الضغط على الشبكة.
يبلغ الطلب الحالي في فصل الصيف نحو 35 ألف ميغاوات، في حين لا يتجاوز الإنتاج الفعلي 24 ألف ميغاوات في أفضل الأحوال، وغالباً ما يكون أقل من ذلك، مما يترك فجوة كبيرة تغطى موقتاً عبر الاستيراد من إيران أو الاعتماد على المولدات الأهلية.
ويعزى هذا الفشل المزمن إلى جملة من الأسباب، منها الفساد وتخلف البنى التحتية وضعف الاستثمارات في قطاع الطاقة المتجددة، واعتماد البلاد على الغاز المستورد لتشغيل المحطات الحرارية، فضلاً عن تهالك شبكات النقل والتوزيع.
بديل مستدام أم تخدير موقت؟
يظهر القرار الأخير لمجلس الوزراء أن الحكومة تسعى لحلول سريعة وقابلة للتنفيذ لمواجهة الصيف الحالي، إلا أن الاعتماد المتزايد على المولدات الأهلية يشكل إقراراً ضمنياً بفشل مشاريع إصلاح المنظومة الوطنية للكهرباء.
كما يحمل القرار بعداً بيئياً خطراً، إذ إن المولدات الأهلية تعد من أبرز مسببات تلوث الهواء في المدن العراقية، خصوصاً مع انبعاثاتها المباشرة، واستخدام وقود غير نظامي في كثير من الأحيان. وتشير تقارير بيئية إلى أن بعض الأحياء السكنية باتت تسجل نسباً عالية من التلوث والضجيج، بفعل تراكم المولدات في أماكن مغلقة وقريبة من منازل المواطنين.
ويتطلب إصلاح قطاع الكهرباء مكافحة الفساد الإداري وتطبيق حوكمة فعالة، وتشجيع الشراكة مع القطاع الخاص في إدارة وتشغيل محطات الطاقة، وهو ما أشار إليه رئيس الوزراء محمد شياع السوداني في أكثر من مناسبة.
وفي هذا الشأن، كشف المهندس حيدر الجبوري المتخصص في شؤون الطاقة والبنية التحتية أن "الاعتماد على المولدات الأهلية حل ترقيعي فرضته الظروف، وليس حلاً مستداماً. وهذه المولدات تسد فجوة نقص الإمداد الكهربائي في الأحياء السكنية، لكنها مكلفة بيئياً واقتصادياً. فالوقود المستخدم غير مفلتر، ويؤدي إلى انبعاثات عالية من الغازات الضارة، ناهيك بالضوضاء وتفاوت أسعار الأمبيرات التي تثقل كاهل المواطن".
ويضيف الجبوري "ما يحدث اليوم هو نتيجة تراكمات لأعوام من الإهمال في ملف الطاقة، بدءاً من الفساد في مشاريع التوليد والنقل، إلى غياب الصيانة الدورية للمحطات القائمة، وانتهاء بعدم الاستثمار الجاد في الطاقة المتجددة. الحل الجذري يكمن في إعادة هيكلة قطاع الكهرباء، وتشجيع القطاع الخاص على الاستثمار، وفرض رقابة صارمة على الأداء الفني والإداري".
ويختم "إذا لم يتم التحرك سريعاً لتنفيذ استراتيجية وطنية للطاقة تشمل التنوع في مصادر التوليد وتحسين الجباية والربط الإقليمي، فسنبقى ندور في حلقة مفرغة تعيد إنتاج الأزمة كل صيف".
كارثة بيئية صامتة
يكشف الباحث البيئي محمد مازن أن "الاعتماد المكثف على المولدات الأهلية يشكل كارثة بيئية صامتة في العراق. هذه المولدات تستخدم وقود الديزل أو البنزين منخفض الجودة، وتطلق كميات كبيرة من الغازات السامة مثل أول أكسيد الكربون، وأكاسيد النيتروجين والجسيمات الدقيقة، وهي مواد مسؤولة عن ارتفاع معدلات أمراض الجهاز التنفسي والسرطان، وبخاصة في المناطق ذات الكثافة السكانية العالية".
ويضيف "تنتشر المولدات بصورة عشوائية داخل الأحياء من دون رقابة أو تنظيم، وتعمل لساعات طويلة يومياً، مما يؤدي إلى زيادة تركيز الملوثات في الهواء، خصوصاً في فصل الصيف عندما تكون درجة الحرارة والركود الهوائي عوامل إضافية لتفاقم التلوث. كما أن الضوضاء الصادرة عنها تتجاوز الحدود المسموح بها عالمياً، وتؤثر في الصحة النفسية والنوم، خصوصاً للأطفال وكبار السن".
ويحذر مازن من الآثار بعيدة المدى "إذا استمر هذا الاعتماد غير المنظم، فسنواجه موجة تصاعدية في التلوث البيئي المزمن، وقد نصل إلى مرحلة لا تنفع فيها المعالجات الجزئية. ويجب على الحكومة أن تتعامل مع الموضوع كأزمة بيئية وليست فقط خدمية، من خلال فرض معايير بيئية على عمل المولدات، وتشجيع استخدام الطاقة الشمسية، والتقليل من الانبعاثات عبر وقود أنظف أو فلاتر تصفية".
ويختم حديثه بالقول "البيئة لا تنتظر، والضرر الذي نراكمه اليوم سندفع ثمنه غداً بصحة أجيال كاملة، وبكلفة اقتصادية عالية لمعالجته".

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


Independent عربية
منذ 3 ساعات
- Independent عربية
ماسك: أميركا في حاجة إلى حزب سياسي جديد... وترمب: فقد عقله
قال الملياردير الأميركي إيلون ماسك أمس الجمعة إن هناك حاجة إلى حزب سياسي جديد في الولايات المتحدة. جاء ذلك بعد يوم من سؤاله في استطلاع رأي لمتابعيه على موقع "إكس" عمَّ إذا كانت هناك حاجة إلى حزب يمثل "80 في المئة في الوسط". وأعلن البيت الأبيض أمس أن الرئيس الأميركي دونالد ترمب لا يعتزم التحدث إلى ماسك، وأنه قد يتخلى عن سيارة "تيسلا" حمراء، إثر السجال الحاد بين الرجلين. وشدد معسكر ترمب على أن سيد البيت الأبيض يريد طي الصفحة مع رجل الأعمال المولود في جنوب أفريقيا، وقد أفاد مسؤولون وكالة الصحافة الفرنسية بأن ماسك طلب الاتصال، لكن الرئيس غير مهتم بذلك. بدلاً من ذلك سعى الرئيس الجمهوري إلى تركيز الجهود على إقرار مشروع الموازنة في الكونغرس، والذي كانت انتقادات ماسك له أشعلت فتيل السجال الخميس. تداعيات الخلاف بين أغنى شخص في العالم ورئيس أقوى دولة في العالم قد تكون كبيرة، إذ يمكن أن تقلص الرصيد السياسي لترمب في حين قد يخسر ماسك عقوداً حكومية ضخمة. وقال ترمب في تصريحات هاتفية لصحافيين بمحطات تلفزة أميركية إن الخلاف أصبح وراءه، ووصف ماسك بأنه "الرجل الذي فقد عقله" في اتصال أجرته معه محطة "أي بي سي"، فيما قال في تصريح لقناة "سي بي أس" إن تركيزه منصبٌّ "بالكامل" على الشؤون الرئاسية. في الأثناء نفى البيت الأبيض صحة تقارير أفادت بأن الرجلين سيتحادثان. ورداً على سؤال عما إذا يعتزم الرجلان التحدث قال مسؤول رفيع في البيت الأبيض في تصريح لوكالة الصحافة الفرنسية طالباً عدم كشف هويته "إن الرئيس لا يعتزم التحدث إلى ماسك اليوم". وقال مسؤول آخر "صحيح" أن ماسك طلب الاتصال. وخلال توجهه إلى ناديه للغولف في نيوجيرسي في وقت متأخر الجمعة قال ترمب للصحافيين على متن الطائرة الرئاسية "بصراحة، كنت مشغولاً جداً بالعمل على الصين وروسيا وإيران، أنا لا أفكر في إيلون ماسك، أتمنى له كل التوفيق فقط". تراجعت أسهم شركة "تيسلا" بأكثر من 14 في المئة الخميس على خلفية السجال، وخسرت أكثر من 100 مليار من قيمتها السوقية، لكنها تعافت جزئياً الجمعة. وفي مؤشر يدل على مدى تدهور العلاقة بينهما، يدرس الرئيس الأميركي بيع أو منح سيارة "تيسلا" كان اشتراها لإظهار دعمه لماسك إبان احتجاجات طالت الشركة. الجمعة كانت السيارة الكهربائية لا تزال مركونة في فناء البيت الأبيض. ورداً على سؤال حول ما إذا قد يبيع ترمب السيارة أو يهبها، قال المسؤول الرفيع في البيت الأبيض "إنه يفكر في ذلك، نعم". اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) وكانت التقطت صور لترمب وماسك داخل السيارة في حدث شديد الغرابة أقيم في مارس (آذار) الماضي حوَّل خلالها ترمب البيت الأبيض إلى صالة عرض لسيارات تيسلا بعدما أدت احتجاجات على الدور الحكومي الذي اضطلع به ماسك على رأس هيئة الكفاءة الحكومية إلى تراجع أسهم الشركة. تأتي التطورات على رغم جهود يبدو أن ماسك بذلها لاحتواء التصعيد. ولوَّح ماسك الخميس بسحب المركبة الفضائية "دراغون" من الخدمة علماً بأنها تعد ذات أهمية حيوية لنقل الرواد التابعين لـ"ناسا" إلى محطة الفضاء الدولية، بعد تلويح ترمب بإمكان إلغاء عقود حكومية ممنوحة لرجل الأعمال. لاحقاً سعى ماسك إلى احتواء التصعيد، وجاء في منشور له على منصة "إكس"، "حسناً، لن نسحب دراغون". ولم يتضح بعد كيف يمكن إصلاح العلاقة بين الرجلين، والتي كانت تشهد تأزماً أثار توترات في البيت الأبيض. مستشار ترمب التجاري بيتر نافارو الذي كان ماسك وصفه بأنه "أكثر غباءً من كيس من الطوب" خلال جدل حول التعرفات الجمركية، لم يشأ التبجح، لكنه أشار إلى انتهاء "مدة صلاحية" ماسك. وقال في تصريح لصحافيين، "كلا، لست سعيداً"، مضيفاً "يأتي أشخاص إلى البيت الأبيض ويذهبون". بدوره اتخذ نائب الرئيس جي دي فانس موقفاً داعماً لترمب، مندداً بما وصفها بأنها "أكاذيب" حول طبع "انفعالي وسريع الغضب" لترمب، لكن من دون توجيه انتقادات لماسك. وانهار التحالف السياسي الخميس مع سجال ناري هدد خلاله الرئيس الأميركي بتجريد الملياردير من عقود ضخمة مبرمة مع الحكومة بعدما وجَّه ماسك انتقادات لمشروع قانون الموازنة الضخم الذي يسعى ترامب إلى إقراره في الكونغرس. وقال ترامب في تصريحات نقلها التلفزيون من المكتب البيضاوي "خاب أملي كثيراً" بعدما انتقد مساعده السابق وأحد كبار مانحيه مشروع قانون الإنفاق المطروح أمام الكونغرس. ويصف الرئيس الأميركي المشروع بأنه "كبير وجميل"، في حين يعده ماسك "رجساً يثير الاشمئزاز". وظل التوتر بين الرجلين حول مشروع الضرائب والإنفاق مكبوتاً إلى أن انتقد ماسك الخطة الأساسية في سياسة ترمب الداخلية لأنها ستزيد العجز في رأيه. وأطلق ماسك استطلاعات للرأي لمعرفة إن كان عليه تشكيل حزب سياسي جديد ما يشكل تهديداً كبيراً من جانب رجل قال إنه مستعد لاستخدام ثروته لإطاحة مشرعين جمهوريين يعارضون رأيه. وقالت المتحدثة باسم المفوضية الأوروبية باولا بينيو أمس إن ماسك "مرحب به" في أوروبا. خلال إحاطتها اليومية سئلت بينيو عمَّ إذا تواصل ماسك مع الاتحاد الأوروبي لنقل أعماله أو إنشاء أعمال جديدة، فأجابت "هو مرحَّب به". بدوره قال المتحدث باسم المفوضية للشؤون التكنولوجية توماس رينييه إن "الجميع مرحب بهم للانطلاق والتوسع في الاتحاد الأوروبي"، مشدداً على أن ذلك هو "بالتحديد الهدف من اختيار أوروبا" وجهةً، في إشارة إلى مبادرة للاتحاد الأوروبي لتحفيز الشركات الناشئة وتلك الساعية إلى توسيع نطاق عملها.


Independent عربية
منذ 4 ساعات
- Independent عربية
محكمة أميركية تنتصر لترمب ضد "أسوشيتد برس"
اعتبرت محكمة استئناف فيدرالية أمس الجمعة أن للرئيس دونالد ترمب "سلطة تقديرية" في منع وكالة أسوشيتد برس من تغطية نشاطات إعلامية في البيت الأبيض، موقفة بذلك تنفيذ حكم سابق يسمح لصحافيي الوكالة الأميركية بالوصول إلى جميع المناسبات. ومنذ منتصف فبراير (شباط)، تم منع صحافيي ومصوري وكالة أسوشيتد برس من دخول المكتب البيضوي والسفر على متن الطائرة الرئاسية بسبب قرار الوكالة مواصلة استخدام تسمية "خليج المكسيك" وليس "خليج أميركا" كما قرر ترمب. وفي أبريل (نيسان)، اعتبر قاضي محكمة المقاطعة تريفور ماكفادن أن هذا القرار يشكل انتهاكا للتعديل الأول لدستور الولايات المتحدة الذي يضمن حرية التعبير والصحافة. لكن الجمعة قررت هيئة قضاة في محكمة الاستئناف الفيدرالية في واشنطن أن بإمكان الحكومة المضي قدما بمنع اسوشيتد برس من الدخول إلى "مساحات رئاسية محظورة" باعتبار أن حماية التعديل الأول لا تشملها. وجاء في الحكم أن "البيت الأبيض يحتفظ بسلطة تقديرية لتحديد الصحافيين الذين يتم السماح لهم بالدخول، بما في ذلك على أساس وجهات النظر". أضاف أنه بدون وقف تنفيذ الحكم السابق "ستتعرض الحكومة لضرر لا يمكن إصلاحه لأن الأمر القضائي يمس استقلال الرئيس وسيطرته على أماكن عمله الخاصة". وفي أعقاب صدور الحكم، أشاد ترمب عبر منصته "تروث سوشيال" بـ"الفوز الكبير على أسوشيتد برس اليوم". وقال "رفضوا ذكر الحقائق أو الحقيقة بشأن خليج أميركا. أنهم أخبار مضللة". اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) وكتبت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولاين ليفيت على منصة اكس "نصر! كما قلنا دائما، لا ضمانة بحصول وكالة أسوشيتد برس على تصريح خاص لتغطية أخبار الرئيس ترمب في المكتب البيضوي وعلى متن الطائرة الرئاسية وفي مواقع حساسة أخرى". وكانت وكالة أسوشيتد برس التي تأسست قبل 180 عاما وتعد من ركائز الصحافة الأميركية حتى الآن قد رفضت التراجع عن قرارها باستخدام تسمية "خليج المكسيك". ولترمب علاقة عدائية منذ فترة طويلة مع معظم وسائل الإعلام الرئيسية التي وصفها في السابق بأنها "عدوة الشعب". ومنذ عودته إلى الرئاسة، سعت إدارته لإحداث تغيير جذري في الطريقة التي تتم بها تغطية مناسبات البيت الأبيض، ولا سيما من خلال إعطاء الافضلية للمذيعين والمؤثرين المحافظين. كما ضغطت إدارته من أجل تفكيك المنافذ الإعلامية الخارجية التي تمولها الحكومة الأميركية، مثل صوت أميركا وإذاعة أوروبا الحرة/إذاعة الحرية وإذاعة آسيا الحرة، وتسعى إلى حرمان الإذاعة الوطنية العامة "Hن بي آر" وخدمة البث العام "بي بي أس" من الأموال الفدرالية.


Independent عربية
منذ 5 ساعات
- Independent عربية
ماسك: أميركا في حاجة لحزب سياسي جديد... وترمب: فقد عقله
قال الملياردير الأميركي إيلون ماسك أمس الجمعة إن هناك حاجة إلى حزب سياسي جديد في الولايات المتحدة. جاء ذلك بعد يوم من سؤاله في استطلاع رأي لمتابعيه على موقع "إكس" عما إذا كانت هناك حاجة لحزب يمثل "80 في المئة في الوسط". أعلن البيت الأبيض الجمعة أن الرئيس الأميركي دونالد ترمب لا يعتزم التحدّث إلى ماسك وأنه قد يتخلى عن سيارة تيسلا حمراء، إثر السجال الحاد بين الرجلين. وشدّد معسكر ترمب على أن سيّد البيت الأبيض يريد طي الصفحة مع رجل الأعمال المولود في جنوب إفريقيا، وقد أفاد مسؤولون وكالة الصحافة الفرنسية بأن ماسك طلب الاتصال لكن الرئيس غير مهتم بذلك. بدلا من ذلك سعى الرئيس الجمهوري إلى تركيز الجهود على إقرار مشروع الميزانية في الكونغرس والذي كانت انتقادات ماسك له أشعلت فتيل السجال الخميس. تداعيات الخلاف بين أغنى شخص في العالم ورئيس أقوى دولة في العالم، قد تكون كبيرة إذ يمكن أن تقلّص الرصيد السياسي لترمب في حين قد يخسر ماسك عقودا حكومية ضخمة. وقال ترمب في تصريحات هاتفية لصحافيين بمحطات تلفزة أميركية إن الخلاف أصبح وراءه، ووصف ماسك بأنه "الرجل الذي فقد عقله" في اتصال أجرته معه محطة "أيه بي سي"، فيما قال في تصريح لقناة "سي بي إس" إن تركيزه منصب "بالكامل" على الشؤون الرئاسية. في الأثناء، نفى البيت الأبيض صحة تقارير أفادت بأن الرجلين سيتحادثان. ورداً على سؤال عما إذا يعتزم الرجلان التحادث، قال مسؤول رفيع في البيت الأبيض في تصريح لوكالة الصحافة الفرنسية طالبا عدم كشف هويته "إن الرئيس لا يعتزم التحدث إلى ماسك اليوم". وقال مسؤول آخر "صحيح" أن ماسك طلب الاتصال. وخلال توجهه إلى ناديه للغولف في نيوجيرسي في وقت متأخر الجمعة، قال ترمب للصحافيين على متن الطائرة الرئاسية "بصراحة، كنت مشغولا جدا بالعمل على الصين وروسيا وإيران، أنا لا أفكر في إيلون ماسك، أتمنى له كل التوفيق فقط". تراجعت أسهم شركة تيسلا بأكثر من 14 في المئة الخميس على خلفية السجال، وخسرت أكثر من 100 مليار من قيمتها السوقية، لكنها تعافت جزئيا الجمعة. وفي مؤشر يدل على مدى تدهور العلاقة بينهما، يدرس الرئيس الأميركي بيع أو منح سيارة تيسلا كان اشتراها لإظهار دعمه لماسك إبان احتجاجات طالت الشركة. الجمعة كانت السيارة الكهربائية لا تزال مركونة في فناء البيت الأبيض. وردا على سؤال حول ما إذا قد يبيع ترمب السيارة أو يهبها، قال المسؤول الرفيع في البيت الأبيض "إنه يفكر في ذلك، نعم". اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) وكانت التقطت صور لترمب وماسك داخل السيارة في حدث شديد الغرابة أقيم في مارس (آذار) حوّل خلالها ترمب البيت الأبيض إلى صالة عرض لسيارات تيسلا بعدما أدت احتجاجات على الدور الحكومي الذي اضطلع به ماسك على رأس هيئة الكفاءة الحكومية إلى تراجع أسهم الشركة. تأتي التطورات على الرغم من جهود يبدو أن ماسك بذلها لاحتواء التصعيد. الخميس، لوّح ماسك بسحب المركبة الفضائية دراغون من الخدمة، علما بأنها تعد ذات أهمية حيوية لنقل الرواد التابعين لناسا إلى محطة الفضاء الدولية، بعد تلويح ترمب بإمكان إلغاء عقود حكومية ممنوحة لرجل الأعمال. لاحقا، سعى ماسك لاحتواء التصعيد وجاء في منشور له على منصة إكس "حسنا لن نسحب دراغون". ولم يتّضح بعد كيف يمكن إصلاح العلاقة بين الرجلين والتي كانت تشهد تأزما أثار توترات في البيت الأبيض. مستشار ترمب التجاري بيتر نافارو الذي كان ماسك وصفه بأنه "أكثر غباء من كيس من الطوب" خلال جدل حول التعرفات الجمركية، لم يشأ التبجّح لكنه أشار إلى انتهاء "مدة صلاحية" ماسك. وقال في تصريح لصحافيين "كلا لست سعيدا"، مضيفا "يأتي أشخاص إلى البيت الأبيض ويذهبون". بدوره اتّخذ نائب الرئيس جي دي فانس موقفا داعما لترمب، منددا بما وصفها بأنها "أكاذيب" حول طبع "انفعالي وسريع الغضب" لترمب، لكن من دون توجيه انتقادات لماسك. وانهار التحالف السياسي الخميس مع سجال ناري هدد خلاله الرئيس الأميركي بتجريد الملياردير من عقود ضخمة مبرمة مع الحكومة بعدما وجّه ماسك انتقادات لمشروع قانون الميزانية الضخم الذي يسعى ترامب إلى إقراره في الكونغرس. وقال ترامب في تصريحات نقلها التلفزيون من المكتب البيضوي "خاب أملي كثيرا" بعدما انتقد مساعده السابق وأحد كبار مانحيه مشروع قانون الانفاق المطروح أمام الكونغرس. ويصف الرئيس الأميركي المشروع بأنه "كبير وجميل"، في حين يعتبره ماسك "رجسا يثير الاشمئزاز". وظل التوتر بين الرجلين حول مشروع الضرائب والإنفاق مكبوتا إلى أن انتقد ماسك الخطة الأساسية في سياسة ترمب الداخلية لأنها ستزيد العجز برأيه. وأطلق ماسك استطلاعات للرأي لمعرفة إن كان عليه تشكيل حزب سياسي جديد ما يشكل تهديدا كبيرا من جانب رجل قال إنه مستعد لاستخدام ثروته لإطاحة مشرعين جمهوريين يعارضون رأيه. والجمعة، قالت المتحدثة باسم المفوضية الأوروبية باولا بينيو إن ماسك "مرحب به" في أوروبا. خلال إحاطتها اليومية سئلت بينيو عمّا إذا تواصل ماسك مع الاتحاد الأوروبي لنقل أعماله أو إنشاء أعمال جديدة، فأجابت "هو مرحّب به". بدوره قال المتحدث باسم المفوضية للشؤون التكنولوجية توماس رينييه إن "الجميع مرحب بهم للانطلاق والتوسع في الاتحاد الأوروبي"، مشدداً على أن ذلك هو "بالتحديد الهدف من اختيار أوروبا" وجهة، في إشارة إلى مبادرة للاتحاد الأوروبي لتحفيز الشركات الناشئة وتلك الساعية لتوسيع نطاق عملها.