
هل يصمد وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل؟
بنبرة غاضبة اتهم الرئيس الأميركي دونالد ترامب إسرائيل وإيران، بانتهاك وقف إطلاق النار الذي أعلنه ليلة الاثنين، وقال إنه غير راض عن أي من البلدين، خاصة إسرائيل.
جاء ذلك في حديث للصحفيين، صباح الثلاثاء، لحظات قبل مغادرته البيت الأبيض في رحلة تأخذه إلى لاهاي في هولندا لحضور قمة حلف شمال الأطلسي (ناتو) .
وردا على إبلاغه بهجوم إسرائيلي وشيك على إيران، قال ترامب إن إسرائيل وإيران تتقاتلان منذ فترة طويلة وبقوة لدرجة أنهما لا تعرفان "ماذا تفعلان... ما كان على إسرائيل أن تقدم على ما فعلته، سأرى ما إذا كان بإمكاني إيقافها". وتابع كلامه ساخرا "ستعود جميع الطائرات بعد أن تؤدي تحية ودية لإيران، لن يصاب أحد بأذى، ووقف إطلاق النار ساري المفعول".
ونقل موقع أكسيوس عن مسؤول إسرائيلي قوله إن ترامب أجرى اتصالا في وقت سابق من صباح الثلاثاء برئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو وطلب منه عدم مهاجمة إيران إطلاقا. إلا أن نتنياهو أبلغ ترامب أنه لا يستطيع إلغاء الهجوم على إيران، لحاجته لرد ما على انتهاك إيران وقف إطلاق النار.
وإثر تلك المكالمة خاطب ترامب حكومة نتنياهو بلهجة الأمر، عبر تغريدة على منصة "تروث سوشيال" قائلا "إسرائيل، لا تُلق هذه القنابل... وإن فعلت فهذا انتهاك جسيم، إذا قمت بذلك فسيمثل الأمر انتهاكا خطيرا، أعيدوا طياريكم فورا..."
وفي وقت لاحق ذكرت هيئة البث الإسرائيلية أن الغارات الإسرائيلية اقتصرت على قصف "هدف رمزي" في إيران وصفته إذاعة الجيش الإسرائيلي بإنه موقع رادار يقع بالقرب من طهران. وعلى الفور نقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن مصادر أمنية أن "الأمر انتهى، وأن وقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران دخل حيز التنفيذ".
ويساور الرئيس الأمريكي القلق خشية أن تنقلب ما اعتبره "منجزات" في هذا التصعيد العسكري إلى كابوس، كثيرا ما حذر منه الخصوم والحلفاء على حد سواء. فقد قامر ترامب بمساعدة إسرائيل -حليفة بلاده- في شل برنامج طهران النووي، في إخلال واضح بتعهداته الانتخابية بتجنب التورط في حروب خارجية.
وكان إسقاط قنابل خارقة للتحصينات على منشآت نووية إيرانية تحت الأرض محفوفا بالمخاطر. لكن العملية تمت بنجاح – حسب التقديرات الأمريكية- وأعلن ترامب على إثرها أنه تمكن من تحجيم قدرات البرنامج النووي الإيراني بشكل كبير .
وفيما اعتبر ردا محدودا من جانب إيران على الهجوم الأمريكي، أطلقت إيران صواريخ على قاعدة العديد الجوية الأمريكية في قطر، لم تسفر عن وقوع سقوط ضحايا أو خسائر تذكر، لكنها أثارت ردود فعل قوية في الدوحة أكثر من واشنطن. واعتبر كثيرون الهجوم الصاروخي الإيراني ردا محسوبا تجنبا لأي تصعيد مع واشنطن.
وفي الوقت الذي كانت صواريخ إيران تعبر أجواء الدوحة باتجاه قاعدة العديد، كان ترامب وفريقه منهمكون في اتصالات مكثفة مع كل من إسرائيل والقيادة الإيرانية - عبر وساطة قطر - بغية التوصل إلى اتفاق لوقف لإطلاق النار قبل سفر الرئيس إلى هولندا.
وفي إسرائيل اعتبر رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو موافقته على وقف إطلاق النار "نصرا استراتيجيا" على إيران وتحقيقا لهدف عسكري رئيسي بعد تحييد التهديد النووي والصاروخي الإيراني.
ويقول بعض المتابعين إن محاولة ترامب الإسراع بفرض هدنة في المواجهة بين ايران وإسرائيل ترمي إلى عدم خروج تطورات الحرب عن السيطرة. فالرد الإيراني على القصف الأمريكي كان محسوبا وتم إبلاغ واشنطن به قبل موعد حدوثه وبالتالي وجب منح طهران وسيلة لإنقاذ ماء الوجه والرد على الولايات المتحدة بشكل رمزي وطي الملف نهائيا.
ويترك إعلان ترامب عن اتفاق الهدنة عددا من التساؤلات الكبيرة. واكتفى الطرفان الإيراني والإسرائيلي بإعلان التزامهما طالما أحجم كل منهما على مهاجمة الثاني. ولم يكشف أي من الأطراف الثلاثة عن شروط الاتفاق أو بنوده. وحتى تغريدات ترامب الحماسية على وسائل التواصل الاجتماعي لم تشر إلا إلى "وقف إطلاق النار الكامل والشامل." ولم تتحدث لا عن إحياء مفاوضات البرنامج النووي الإيراني ولا عن مصير مخزون إيران من اليورانيوم المخصب ولا عن موعد محتمل للقاءات مستقبلية.
تشعر إدارة الرئيس ترامب – على الأرجح - أن الوقت حان لوضع حد للتصعيد قبل أن تنجر المنطقة إلى صراع إقليمي أوسع نطاقا. فحتى اليوم لم تغلق ايران مضيق هرمز ولم تهاجم القواعد العسكرية الأمريكية الأخرى في الشرق الأوسط، ولم تفعل نشاط وكلائها ضد المصالح الأمريكية في منطقة الخليج.
هل يصمد وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل؟
هل تعود إيران إلى طاولة المفاوضات حول برنامجها النووي؟
ما هو مستقبل البرنامج النووي الإيراني؟
هل تعود واشنطن إلى ضرب إيران إذا رفضت الأخيرة التفاوض بشأن ما تبقى من برنامجها النووي؟
هل يهدد انهيار الهدنة بانزلاق المنطقة نحو جولة ثانية من التصعيد العسكري أكثر شراسة؟
نناقش معكم هذه المحاور وغيرها في حلقة الأربعاء 25 يونيو/حزيران.
خطوط الاتصال تُفتح قبل نصف ساعة من موعد البرنامج على الرقم 00442038752989.
إن كنتم تريدون المشاركة بالصوت والصورة عبر تقنية زووم، أو برسالة نصية، يرجى التواصل عبر رقم البرنامج على وتساب: 00447590001533
يمكنكم أيضا إرسال أرقام الهواتف إلى صفحتنا على الفيسبوك من خلال رسالة خاصة Message

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


وكالة أنباء براثا
منذ 5 ساعات
- وكالة أنباء براثا
تقييمات استخباراتية حول ضربة نووي إيران تشعل خلافات أمريكية
تسبب نشر تقييمات استخباراتية عن حجم الأضرار التي لحقت بالبرنامج النووي الإيراني في نشوب خلافات بالولايات المتحدة، وصلت إلى إطلاق اتهامات بـ"الخيانة"، حيث ذكرت شبكة "إن بي سي" أن تقييما سريا للهجمات الأميركية على إيران أحيل للكونغرس واطلع عليه أعضاء مجلس الشيوخ سرا، كشف أن القصف أخر برنامج إيران النووي لأشهر لكنه لم يعطله. كذلك، ذكرت وكالة أسوشيتد برس إن تقريرا لوكالة استخبارات الدفاع الأميركية خلص إلى أن الضربة الأميركية التي استهدفت منشآت فوردو ونطنز وأصفهان النووية الإيرانية "ألحقت أضرارا كبيرة بتلك المواقع، لكنها لم تؤد إلى تدمير كامل لها". وأوضح معدو التقرير أن "جزءا من اليورانيوم عالي التخصيب الإيراني نُقل من المواقع قبل الضربات، وبالتالي نجا منها، كما أن معظم أجهزة الطرد المركزي لم تتعرض لأضرار". وفيما يخص منشأة فوردو، التي تقع داخل نفق أسفل جبل على عمق يراوح بين 80 و90 مترا، أشار التقرير إلى أن مدخلها انهار وتضررت بعض البنى التحتية، إلا أن الهيكل الداخلي تحت الأرض لم يُدمر، حيث أشار مصدر تحدث إلى أسوشيتد برس إلى أن تقييمات سابقة كانت قد حذرت من محدودية فعالية أي ضربة ضد فوردو. وجاءت تلك النتائج مخالفة لتصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترامب، ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، اللذين تحدثا عن أن البرنامج الإيراني "دُمر بالكامل". ونقل موقع أكسيوس عن السيناتور كريس فان هولن قوله إنه "قلق للغاية بسبب تحريف ترامب للمعلومات الاستخباراتية وتلاعبه بها". وردا على تلك التسريبات، قال المبعوث الأميركي للشرق الأوسط ستيف ويتكوف إن الشخص الذي سرب معلومات استخباراتية بشأن الضربات في إيران "ارتكب خيانة ويجب أن يعاقب". في حين وصف وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو إن التقارير الإعلامية التي تحدثت عن تقييمات استخباراتية جديدة بأنها "كاذبة"، وأكد في تصريحات نقلتها مجلة بوليتيكو أن إيران أصبحت أبعد بكثير عن بناء الأسلحة النووية بعد الضربة الأميركية. بالمقابل، رفض البيت الأبيض نتائج تقرير وكالة استخبارات الدفاع بشدة، ووصفها بأنها "خاطئة تماما"، إذ ذكرت المتحدثة باسم البيت الأبيض، كارولين ليفيت، في بيان "تسريب هذا التقييم المزعوم محاولة واضحة للنيل من الرئيس ترامب والتقليل من نجاح الطيارين الذين نفذوا المهمة بدقة كاملة لتدمير البرنامج النووي الإيراني". وأضافت "الجميع يعلم أن إسقاط 14 قنبلة بزنة 30 ألف رطل على الأهداف يعني دمارا شاملا". وفي تصريحات متكررة خلال الأيام الماضية، قال ترامب إن الضربة الأميركية على مواقع فوردو ونطنز وأصفهان "دمرتها تماما"، وإن إيران "لن تتمكن أبدا من إعادة بناء منشآتها النووية". كما صرّح نتنياهو في خطاب متلفز أمس الثلاثاء "وعدتكم لعقود بأن إيران لن تمتلك سلاحا نوويا، وبالفعل.. لقد دمرنا برنامج إيران النووي".


ساحة التحرير
منذ 5 ساعات
- ساحة التحرير
حرب الاثنا عشر يوما ومصير العرب!ميلاد عمر المزوغي
حرب الاثنا عشر يوما ومصير العرب! ميلاد عمر المزوغي في الثالث عشر من يونيو 2025 , شن الصهيونية هجمات عنيفة على ايران ,ساعدهم في ذلك دول المنطقة, بأنها كانت قاعدة متقدمة لحماية الصهاينة, فالمسيرات والصواريخ الايرانية كانت تخترق منظومات الدفاع الجوي لتلك الدول ربما يستهدف بعضها والبعض الاخر يصل اهدافه ولهذا السبب كنا نسمع بان ايران اطلقت مئات الصواريخ وهي تضع في حسبانها عمالة الانظمة العربية المطبعة لأجل البقاء في السلطة. لقد كانت الاثنا عشرا يوما كانت عصيبة على الايرانيين والصهاينة. للمرة الاولى يجد الصهاينة انفسهم في مجابه قوة خارقة ,الصهاينة ساسة وجمهور لم يهنؤوا بحياتهم تلك الايام اختبأوا في الملاجئ, غادر الالاف الارض المحتلة الى اوروبا طلبا للأمن والاستقرار الذي يفتقدونه, فالهجمات الايرانية طاولت كافة الارضي المحتلة التي بها مصانع اسلحة او مؤسسات عسكرية او مقرات تقدم الدعم اللوجستي اثناء الحرب. 12 يوما كانت كفيلة بان يعترف العدو بانه امام قوة, تبادله الهجمات وتحدث في بنيته دمارا لم يألفه على مدى تاريخه الاستيطاني لفلسطين ,فجميع الحروب التي خاضها الصهاينة كانت خارج 'اراضيهم',لقد انهكوا وخارت قواهم ويطلبون النجدة من ترامب الذي وجد نفسه مضطرا للتدخل, ليضع حدا للصراع وان بشكل مؤقت. تدخلت امريكا لأنها تدرك بان ما لدى الصهاينة من اسلحة وقنابل ليست قادرة على اختراق التحصينات التي تختبئ بها مراكز البحوث النووية ,لذلك استخدمت امريكا وكالعادة الطائرات المقنبلة B2 لاختراق تلك التحصينات علّها تثلج قلوب الصهاينة ومواليهم من العرب, الإيرانيون تحدثوا بانهم نقلوا معظم التجهيزات وما تم تخصيبه من يورانيوم الى اماكن اكثر امانا,كما يؤكدون بان الاضرار بمواقع الهجوم كانت غير بليغة. استهدفت ايران احدى القواعد الامريكية في قطر وهي الدولة الاكثر تفهما لمخاوف ايران وتقيم معها اوثق العلائق ,استهدفتها بعدة صواريخ, وبالتأكيد انها ابلغت قطر بانها لم تكن المستهدفة الرئيسية, بل امريكا التي تجثم على ارض قطر.كما قامت الفصائل الموالية لإيران في العراق باستهداف احدى القواعد الامريكية,ترامب وكعادته حاول ان يلعب دور الحكم بين المتبارييْن, وطلب منهما هدنة قد تفضي الى وقف الاقتتال لفترة اطول. ما يسعى اليه ترامب والغرب عموما الذين وقفوا الى جانب الصهاينة هي ان تعود ايران الى المحادثات بشان برنامجها النووي لانهم يدركون جيدا بان الضربات لم تؤثر كثيرا بمراكز الابحاث,ولانهم متيقنون بان المعدات واجهزة التخصيب جميعها صناعة محلية وان الخبراء تزخر بهم البلاد (ليس كحال بلداننا التي تعتمد على الاخرين في كل الامور الخاصة بالبحوث النووية وتوقفت مشاريعها النووية كـ العراق وليبيا ),فان استهدف بعضهم بالاغتيال او الخطف فانّ زملاء لهم سيكملون المشوار الذي سيجعل من ايران دولة محورية. هناك من يعتبر الحرب بين الصهاينة وايران مسرحية, نقول لم تكن كذلك بل لتحقيق أهداف. الصهاينة اخروا البرنامج النووي لبعض الوقت .الايرانيون حتما سيكونون أكثر اصرارا على إنتاج القنبلة النووية ,لانهم ادركوا تكالب الغرب عليهم, كما ان الحرب ساعدتهم في اكتشاف الخلايا النائمة المعارضة واماكن صناعة الاسلحة والمسيّرات التي وللأسف منتشرة في كل مكان, الحرب جعلت الإيرانيين يقفون خلف قادتهم, يحبطون مخططات الاعداء, المؤكد ان الحرب بمفهومها الشامل بين الطرفين لم تنتهي, لان كلا الطرفين يعتبر الطرف الاخر خصما لدودا وعنيدا له, بمعنى انها حرب وجود وليست حدود ,الايام حبلى بالمفاجئات. أما نحن يجب أن نبكي على خيبتنا, ندمر بلداننا بأموالنا التي نقدمها للغرب الاستعماري بحجة الاستثمار. لا باس من التذكير بحديث عميدة مراسلي البيت الأبيض 'هيلين توماس' المرأة التي فضحت الولايات المتحدة الأمريكية والكلام الممنوع من النشر حتى ماتت وتركت كلمة:(الدول العربية ستزول بالكامل..!!). 2025-06-25 The post حرب الاثنا عشر يوما ومصير العرب!ميلاد عمر المزوغي first appeared on ساحة التحرير.


ساحة التحرير
منذ 5 ساعات
- ساحة التحرير
قمة الناتو في لاهاي:أزمة إيران وإسرائيل على جدول الأعمال!سعيد محمد
قمة الناتو في لاهاي: أزمة إيران وإسرائيل على جدول الأعمال فرضت الضربات الأمريكية الأخيرة على منشآت نووية إيرانية نفسها على قمّة الناتو في لاهاي، حيث يناقش الزعماء التداعيات الأمنية. وبينما أشادت الترويكا الأوروبية بالعملية، دعت للعودة إلى المسار الدبلوماسي وحذّرت من تغيير النظام في طهران في وقت تزايدت فيه الشكوك حول مكان المواد المخصبة اللازمة لإنتاج سلاح نووي. سعيد محمد * فرضت الأزمة الناشبة في الشرق الأوسط بسبب العدوان الإسرائيلي / الأمريكي على إيران نفسها على جدول أعمال قمّة حلف شمال الأطلسي (الناتو) في لاهاي بهولندا، والتي تستمر ليومين. ومن المحتمل أن زعماء الدول ال32 أعضاء الحلف سينخرطون في نقاشات مستفيضة حول تداعيات القصف الأمريكي الأخير لثلاث منشآت نووية إيرانية رئيسيّة لا سيما مع تردد أنباء عن نقل طهران أكثر من 400 كليو غرام من اليورانيوم إلى أماكن سريّة آمنة قبل الضربة. وهذه القمّة المجدولة منذ وقت طويل قد تكون حاسمة لمستقبل الحلف حيث يفترض أنّها ستتوصل إلى قرار بشأن مطالبة الرئيس الأمريكي للحلفاء برفع نسبة انفاقهم الدفاعي المستهدف إلى ما يعادل 5 بالمائة من الدخل القومي الإجمالي لكل منها – مقسّماً إلى 3.5 للدفاع التقليدي و1.5 للإنفاق على البنية التحتية والأمن السيبراني -، مقارنة بالهدف الحالي الذي يبلغ 2 بالمائة ولا يحققه فعلياً كثير من الدول الأعضاء. وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد أعلن في وقت متأخر مساء الإثنين عبر منصته تروث سوشال عن التوصل إلى وقف لإطلاق النار بين إسرائيل وإيران من شأنه أن ينهي 'حرب الـ 12 يومًا' – على حد تعبيره. ويعتقد أن ترامب سيدفع على هامش القمّة حلفاءه الأوروبيين لا سيما في ترويكا فرنسا وألمانيا والمملكة المتحدة إلى استعادة الزخم إلى المسار الدبلوماسي في سباق لمنع إيران من امتلاك سلاح نووي. وعلى الرغم من أن القوى الأوروبية، وبخاصة فرنسا وألمانيا والمملكة المتحدة، أشادت بالعملية الأمريكية التي جاءت استكمالاً لحملة إسرائيلية مستمرة استهدفت البنية التحتية النووية الإيرانية، إلا أن مسؤولين أوروبيين تحدثوا للصحافة في أجواء لاهاي عن أملهم في أن يثني الزعماء الأوروبيّون ترامب عن أي محاولة لتغيير النظام في إيران، وهو احتمال ناقشه ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو علناً في الأيام الأخيرة. وقد حثت القوى الأوروبيّة إيران على العودة الفورية إلى المفاوضات، وأعربت عن قلقها من أن إسرائيل استهدفت مواقع عرضية لا علاقة لها بالبرنامج النووي الإيراني. وفي هذا السياق حذر رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر من 'التقلبات' في المنطقة، مشجعاً إيران على 'العودة إلى طاولة المفاوضات والتوصل إلى حل دبلوماسي لإنهاء هذه الأزمة'. وتساءل وزير الخارجية الألماني يوهان واديفول عما إذا كان من الممكن فعلياً إلغاء المعرفة النووية لطهران، مؤكداً على ضرورة استئناف الحوار إذ 'لا أحد يعتقد أنه من الجيد الاستمرار في القتال'. أما الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، فقد دعا إلى 'خفض التصعيد وإلى ممارسة إيران أقصى درجات ضبط النفس في هذا السياق الخطير، للسماح بالعودة إلى الدبلوماسية'. وأكد أن 'الانخراط في الحوار وتأمين التزام واضح من إيران بالتخلي عن الأسلحة النووية أمر ضروري لتجنب الأسوأ في المنطقة بأسرها. لا يوجد بديل'. وقال ماكرون إنه لا يوجد أساس قانوني للضربات الأمريكية على القواعد النووية الإيرانية، حتى لو كان تحييد البرنامج النووي الإيراني أمر 'مشروع'، مؤكداً أن 'فرنسا تشاطر هدف عدم رؤية إيران تحصل على سلاح نووي، لكننا اعتقدنا دائماً أنه يمكن القيام بذلك من خلال طريق دبلوماسي وتقني' متباعداً في ذلك عن موقف شريكه في الترويكا المستشار الألماني فريدريك ميرز الذي كان صريحاً في دعمه للقصف الأمريكي والهجمات الإسرائيلية على إيران، قائلاً إن طهران هي 'نظام الإرهاب في العالم'، وأنّه 'لا يرى سبباً لانتقاد ما بدأته إسرائيل قبل أسبوع ولا يوجد حتى الآن سبب لانتقاد ما فعلته أمريكا في نهاية الأسبوع الماضي'. ويبدو أن القوى الأوروبيّة على علم بتزايد الشكوك بين الخبراء حول فاعلية حملة القصف الأمريكية، التي أطلق عليها اسم 'عملية مطرقة منتصف الليل'، وادعاءات البنتاغون (وزارة الدّفاع الأمريكيّة) بأنها 'ألحقت أضراراً بالغة' بالبنية التحتية النووية الإيرانية. واعترف مسؤولون أمريكيون وإسرائيليون تحدثوا لصحف بريطانية بأنه ليس من الواضح كمية المعدات والمواد الانشطارية التي تمكنت طهران من إنقاذها قبل استهداف مواقعها النووية الرئيسية في نطنز وفوردو وأصفهان. وهناك تكهنات مخزون إيران من اليورانيوم المخصب البالغ 400 كيلوغرام بدرجة أقل قليلاً من مستوى القنبلة – 90 بالمائة – وهو جزء من مخزون إجمالي يزيد عن 8400 كيلوغرام، ومعظمه منخفض النقاء – قد نقل منذ وقت مبكر خارج المواقع التي استهدفها الأمريكيون وهو ما يدفع خبراء للاعتقاد بأن طهران لديها القدرة على إنتاج ما يكفي من المواد الانشطارية لعدة قنابل نووية في غضون أيام إذا اختارت ذلك، وبحد أقصى شهوراً أو عاماً. وأشار مايكل روبن، المسؤول السابق في البنتاغون والخبير بالشؤون الأمريكيّة في معهد أمريكان إنتربرايز، إلى أن ترامب 'تحدث مبكراً جداً' عن أن الولايات المتحدة 'قضت' على القدرة النووية الإيرانية 'بشكل كليّ وكامل' بضرباتها في عطلة نهاية الأسبوع. وقال: 'ربما نكون قد انتظرنا وقتاً طويلاً وأعطينا الإيرانيين الوقت لإخلاء مخزوناتهم من المواد المخصبة. إذا كان الأمر كذلك، فهذا يمثل فشلاً في القيادة'. ونقلت فايننشال تايمز اللندنية عن ريتشارد نيفيو، المسؤول الأمريكي الكبير السابق الذي عمل في إيران في إدارتي الرئيسين السابقين أوباما وبايدن قوله: 'سيكون من الحماقة القول بإن البرنامج (البرنامج النووي الإيراني) تأخر لأكثر من بضعة أشهر، إذ على أساس ما نعرفه في هذه المرحلة، لا أحد يعلم مكان اليورانيوم، وليس لدينا أي ثقة حقيقية في أن لدينا القدرة على الحصول هذه المعلومة في أي وقت قريب'. لكن ماركو روبيو، وزير الخارجية الأمريكي قلل من فرص نجاح إيران في تحريك اليورانيوم عالي التخصيب، وقال لشبكة سي بي إس: 'أشك في أنهم نقلوها، لأنه لا يمكن في الواقع تحريك أي شيء في الوقت الحالي، إذ في اللحظة التي تبدأ فيها شاحنة في القيادة إلى مكان ما، سيراها الإسرائيليون، ويستهدفوها ويدمروها'. وكان علي شمخاني، كبير مستشاري المرشد الأعلى الإيراني، قد كتب على صفحته في موقع إكس: 'حتى لو تم تدمير المواقع النووية، فإن اللعبة لم تنته بعد فالمواد المخصبة والمعرفة الأصلية والإرادة السياسية تبقى'. وطورت الهند وباكستان وكوريا الشمالية أسلحتها نووية بالسرّ على الرغم من المراقبة والقيود المشددة من الولايات المتحدة. وبحسب مسؤولين إسرائيليين فإن نتنياهو سيصر تالياً على أن تسلم طهران أي كميّات من يورانيوم عالي التخصيب ليتم نقله وتخزينه خارج إيران في حال استئناف المفاوضات الإيرانية مع واشنطن أو مع الترويكا الأوروبيّة لمناقشة برنامج نووي سلمي للجمهورية الإسلامية. وقال يائير لبيد، زعيم المعارضة في إسرائيل، في حديث له أمس (الثلاثاء) مع لجنة الشؤون الخارجية بمجلس العموم البريطاني – البرلمان -، إن العالم بالفعل 'مكان أكثر أماناً مما كان عليه قبل 12 يوماً' مرحباً بأنباء وقف إطلاق النار، لكنه شدد على أنه 'يجب ترجمته إلى اتفاق فعال'، بالنظر إلى مخاوف لا تزال تراود تل أبيب من أن إيران تمتلك مواد نووية عالية التخصيب، وقال 'ما زلنا نقيّم'. لندن 2025-06-25 The post قمة الناتو في لاهاي:أزمة إيران وإسرائيل على جدول الأعمال!سعيد محمد first appeared on ساحة التحرير.