
المنزل رقم 13 .. صنع نجومية كمال الشيخ فى استوديو مصر
القسمة والنصيب والمقدر والمكتوب والعزيمة والإصرار، كل هذه المعانى والأفكار التي يؤمن بها الناس تجسدت في فيلم «المنزل رقم ۱۳»
، أول فيلم يخرجه كمال الشيخ في عام ١٩٥١، والذي عرض فى دور السينما عام ١٩٥٢.. والذي حدث هو أن كمال الشيخ كان يعمل في وظيفة «مونتير» في استوديو مصر، وهي مهنة تقابلها في الصحافة مهنة «الديسك» الذى يحذف الحشو، ويجعل التحقيق أو الحوار الصحفي أو الخبر جاذبا للقارئ.. و«كمال» كان متميزا في مهنة المونتير، وكان أنور وجدى و «نیازی مصطفى يطلبانه للقيام بهذه المهمة بعد أن ينتهيا من أفلامهما، لكن هذا المونتير» قرر أن يخوض تجربة الإخراج، وبالمصادفة قرأ خبرا صغيرا منشوراً في جريدة «المصرى الجريدة الوفدية التي كان يملكها آل أبو الفتح».. الخبر يقول إن طبيبا نفسيا في هولندا» استطاع تحويل مريض يعالجه إلى قاتل عبر التنويم المغناطيسي.. هذا ما حكاه كمال الشيخ في حديث صحفى منشور منذ أربعين سنة، وقال إن الخبر استهواه، واستعان بصديقه المخرج كمال عطية والسيناريست على الزرقاني في بناء السيناريو والحوار، لكن شركات الإنتاج رفضت إنتاج الفيلم، ورجع إلى بيته الكبير استوديو مصر، ووافقت الإدارة على إنتاج الفيلم، ورصدت له ميزانية قدرها أحد عشر ألفا من الجنيهات، وخاض الشيخ المغامرة، واستعان بالنجوم فاتن حمامة وفردوس محمد ومحمود المليجي ولولا صدقى وعماد حمدى البطل الذي قام بدور المهندس شريف كامل الذى خدعه الطبيب محمود المليجي وجعله يقتل تحت التنويم المغناطيسي.. وعندما عرض الفيلم فى عرض خاص حضره المخرجون والنقاد والمنتجون اعتبروه بداية سيئة لمخرج شاب يخطو أولى خطواته، وتوقعوا له الفشل، لكن الجمهور المصرى لم يخذل المخرج الشاب وحقق الفيلم نجاحاً كبيرا، فبلغت إيراداته سبعة عشر ألفا من الجنيهات.
أما حكاية التنويم المغناطيسي فالكلام فيها كثير، البعض من المهتمين بالتاريخ المصرى القديم يقول إن المصريين القدماء عرفوه واستخدموه والمتخصصون فى تاريخ الطب يقولون إن الطبيب السويسرى فرانز انطوان میسمر» أعاد العمل به ولقى عقوبة الفصل من المنظمة الطبية في «فيينا» لأنها اعتبرته يمارس السحر والشعوذة، وفكرة التنويم المغناطيسي» أو «التنويم الإيحائي تقوم على إخضاع عقل إنسان لرؤى وعقل إنسان آخر والسيطرة عليه وسلبه الإرادة الخاصة به وبالتالي يصبح مجرد آلة مسخرة لتنفيذ المطلوب.
والفيلم كان بداية قوية لمخرج موهوب، لا يحب الثرثرة ويهوى الإيقاع السريع والتفاصيل والشوارع المفتوحة والجماهير والحياة، ونجح في أفلامه كلها أن يضمن لنفسه مكانة لائقة بموهبته الفارقة.
دائرة الانتقام.. محاكمة مبكرة لعصابات الانفتاح الإقتصادى
قصة فيلم دائرة الانتقام هي نفسها قصة «أمير الانتقام» التي قدمها أنور وجدى وكمال الشناوى و فريد شوقى ومحمود المليجى في أربعينات القرن الماضي، وهي أجنبية تسمى «الكونت دی مونت خريستو» للروائي ألكسندر دوماس»، وهي من الروايات التي تعتمد على فكرة عامة إنسانية، هي غدر الصديق، وهي فكرة تعرفها كل المجتمعات في كل العصور، لكن المصريين تعاملوا مع هذه الرواية بصيغ عديدة، الصيغة التي استخدمها «أنور وجدی استعانت بالتاريخ المملوكى، وهو تاريخ القهر والظلم السياسي الذي تعرض فيه الفلاحون لكل ألوان الإضطهاد، ولأن الفترة التي أنتج فيها «أمير الانتقام» كانت في السنوات الأخيرة من عصر الملك فاروق، فقد احتوى على إسقاط سياسي واضح، لكن فيلم «دائرة الانتقام» أنتج في ١٩٧٦ أي عقب تطبيق سياسة الانفتاح الاقتصادي بعامين صدر قانون استثمار المال العربي والأجنبي في عام ١٩٧٤، واستطاع المخرج - سمير سيف - أن يقدم قصة غدر الصديق بما يناسب زمن الانفتاح والعصابات التي أصابها سعار المال، فكانت تجمعه بكل الوسائل الحرام منها والحلال، وكانت الحقبة نفسها حقبة انقلاب اقتصادی و سیاسى وأخلاقي، أدى إلى اعتبار «المال» أساس كل شيء، وصاغه فقهاء تلك الحقبة بقولهم معاك جنيه تساوی جنيه».. والمعالجة التي اعتمدها فريق دائرة الانتقام قامت على رغبة شاب في الثراء السريع، وكان له صديقان يحملان الرغبة ذاتها، ولم تكن في حوزتهم غير الشهادات التي حصلوا عليها وفوجئوا بأن هذه الشهادات لا تضمن لهم الحياة التي يحلمون بها، فقرر الشاب أن يسرق أموال عمه المسافر، واستعان بصديقيه ومعهما «أسطى» متخصص في فتح الخزائن الحديدية» واستخدموه في العملية، وأفرغوا البنكنوت في حقائب، وبطريقة ما تركوه في موقع الجريمة وقبض عليه وحوكم وقضى في السجن خمس عشرة سنة، وخرج بعد انقضاء العقوبة ، وبدأ رحلة الانتقام» وكانت الظروف أقوى منه، فهو فوجئ بأن شقيقته «شفيقة» انحرفت وعملت في شقة دعارة، وأمه ماتت بسبب المرض والجوع، وماتت أخته منتحرة بعد أن تم ضبطها في الشقة المشبوهة، وكانت هذه الشقة مفتاح نجاحه في عمله الانتقامى، وجد فيها شويكار» صديقة أخته التي أحبته بسبب حكايات «شفيقة» عنه، وكان «جابر عبد الواحد على موعد مع القدر الذي هيأ له الطرق التي سهلت له التوصل إلى اماكن عمل اللصوص الذين غدروا به و هم فتحى الشلقاني، وفؤاد صقر، وشريف وهبي»، وكلهم من رجال الأعمال الذين يعملون في مجال السياحة والتجميل والتمثيل، وكلها أنشطة غير منتجة، ظهرت فى زمن الانفتاح، وهذا هو الهدف السياسي الذي قصده سمير سيف».. كان هدفه محاكمة مبكرة لرجال العصر الجديد، عصر التجميل والرشاقة والتمثيل، ونجح فى توصيل رسالته ونجح «نور الشريف في دور «جابر» وكل فريق التمثيل يوسف شعبان وإبراهيم خان وصلاح قابيل وشويكار»، واكتملت دائرة الانتقام بموت «جابر» نفسه فلم ينج أحد من أعضاء العصابة.
لغز الحياة والموت فى حكاية «السقا» الذى يمشى فى الجنازات
من عجائب فيلم «السقا مات» أنه من إنتاج «يوسف شاهين» وإخراج «صلاح أبوسيف» وسيناريو «محسن زاید». والحكاية مأخوذة عن رواية «السقا مات» للكاتب يوسف السباعي، وهؤلاء يمثلون فريقين التقيا على الإيمان بفكرة حب الحياة»، يوسف شاهين له رؤية وطريقة تختلف عن رؤية وطريقة صلاح أبوسيف، ومحسن زايد لا تتطابق أفكاره مع يوسف السباعي، لكن «لغز الحياة والموت شغل الفريقين، واجتهدا في صناعة فيلم جميل فيه كل عناصر الدهشة والمتعة والتسلية والسخرية والحكمة والموعظة والحكاية، فيه «فريد شوقى» و «تحية كاريوكا» و «أمينة رزق» و «ناهد جبر» و «عزت العلايلي و «شويكار»، فيه الجدية وفيه الفكاهة، وفيه تفاصيل المجتمع القاهري - من القاهرة - في عشرينيات القرن الماضي فيه رجال رسموا عصافير الوشم على الأصداغ، وفيه أشباه رجال يعملون في تجارة الجنس، وفيه تجار الكيف، وفيه «الحانوتي» و «المطيباتي الذي يتقدم الجنازة ويسمونه «الأفندي» وفيه شحاتة أفندي» الذي ليس له من اسمه سوى «البدلة» وهو «مركز الفيلم وجوهره، فهو يودع الموتى كل يوم، ويعشق المتع الدنيوية ويحب الحياة، ويرى أن الموت جبان يأتي فجأة، وهذا يفرض على الإنسان أن يتمتع بالحياة بأقصى درجة ولأقصى درجة، والفيلم فيه حكاية عن الخوف من الموت وحكاية عن حب الحياة السقا الذي يحمل على ظهره قرب الماء، الذي هي أصل الحياة، هو الأكثر خوفا من الموت، و«المطيباتي المتخصص في تشييع الموتى إلى المثوى الأخير هو الأكثر تمسكا بالحياة وهتاف الأطفال أبوك السقا مات.. بيمشي في الجنازات هو الهتاف الذي جعل السقا يتمرد على الخوف ويستعيد نفسه ويفكر في الزواج مرة ثانية.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الجمهورية
منذ 6 أيام
- الجمهورية
عمرو الليثي يكشف أسرار وكواليس "بئر الحرمان" للنجمة سعاد حسني
يُعد واحدًا من أهم الأعمال السينمائية التي تناولت المرض النفسي بعمق إنساني وجرأة غير معتادة في السينما المصرية آنذاك. الفيلم لا يكتفي برواية حكاية درامية مشوقة، بل يغوص في أعماق النفس البشرية. كاشفًا عن صراع داخلي لامرأة ممزقة بين صورتها الاجتماعية المثالية واحتياجاتها النفسية المكبوتة. وقد حكى له كمال الشيخ المخرج الفذ بناء شخصية بطلة الفيلم "ناهد"، التي أدت دورها ببراعة سعاد حسني. هي فتاة من الطبقة الراقية، ملتزمة، هادئة، وتعيش في كنف أسرة محافظة. في الصباح، تظهر كالسيدة المثالية التي تحترمها العائلة والمجتمع. أما في المساء، فتتحول إلى امرأة ساقطة تبحث عن لذة مؤقتة لا تدرك سبب اندفاعها نحوها. هذه الازدواجية ليست سلوكًا اختياريًا، بل نتيجة لاضطراب نفسي عميق. ونتيجة لأم اكتشفت خيانة الأب لها والأب اكتشف خيانة الأم له، وكل منهما ينتقم من الآخر والضحية الابنة. وأذكر أن الرائعة سعاد حسني قد شرحت له كيف أن الفيلم استطاع أن يطرح موضوع المرض النفسي بطريقة واقعية وإنسانية. بعيدًا عن المبالغة أو الوصم. لم يُقدم "الانفصام" كجنون مرعب، بل كحالة مأساوية تعيشها امرأة ضحية لأسرة شاذة لا تمنح المرأة حق التعبير عن مشاعرها أو احتياجاتها. استخدام الأستاذ كمال الشيخ للإضاءة والظل والموسيقى التصويرية الهادئة والمقلقة في آن. كان له دور كبير في تجسيد الحالة النفسية المضطربة للبطلة. مما يجعل المشاهد يشعر بارتباكها ويعيش حالتها. وتابع الليثي أن أهمية الفيلم لا تقتصر على الطرح النفسي فحسب. بل تمتد إلى كونه نقدًا اجتماعيًا حادًا. فقد أظهر كيف يمكن أن تتحول المرأة - تحت ضغط الكبت والخوف من الأب والأم مزدوجي الشخصية - إلى كائن مزدوج. يحيا بوجهين في عالمين متناقضين. النهار يفرض عليها قناع الفضيلة، بينما الليل يطلق سراح اللاوعي المكبوت منذ الطفولة. هذه المفارقة هي جوهر " بئر الحرمان". الذي يعبر عن الفتاة التي تُجبر على قمع مشاعرها باسم الشرف والتقاليد. وقد تأثر الفيلم بنظريات فرويد في مجال التحليل النفسي. قد تكون ناهد حالة متطرفة. لكنها ليست بعيدة عن واقع كثير من النساء اللاتي يعشن تمزقًا داخليًا بين ما تفرضه الأسرة المتناقضة بين الأقوال والأفعال وبين ما يطلبه الجسد والنفس. وقد كانت السينما المصرية عبر هذا الفيلم جريئة في أن تضع المشاهد أمام هذا التناقض الحاد وتدعوه للتفكير لا في "الخطأ". بل في أسبابه فيلم " بئر الحرمان" ليس مجرد فيلم عن مرض نفسي بل هو دراسة عميقة في النفس الأنثوية. وهناك الكثير من الأفلام المصرية التي كانت تمثل صرخة للتعبير عن المرض النفسي وضد أسر متناقضة لا تسمح للمرأة بأن تكون كيانًا كاملًا. إنه مثال نادر على كيف يمكن للسينما أن تمارس دورها الثقافي والنفسي والتوعوي بصدق وجرأة .


الجمهورية
١٤-٠٥-٢٠٢٥
- الجمهورية
فى ذكرى وفاة أنور وجدى.. ما الأمنية التى لم يمهله الموت فرصة تحقيقها؟
ولد أنور وجدى فى حى الظاهر بالقاهرة و اسمه الحقيقى محمد أنور يحيى وجدى و اختار لقب وجدى لكى يقترب من قاسم وجدى المسئول على الممثلين الكومبارس حينما كان يعمل بالمسرح. و كان أنور وجدى من أسرة مصرية بسيطة الحال و انتقل مع والده إلى حلب فى سوريا للعمل فى تجارة الأقمشة لكن بارت التجارة و عاد مع أسرته إلى مصر و تعرض الأسرة للافلاس و الفقر و الحرمان الشديد. و تعلم أنور وجدى فى المدرسة الفرنسية الفرير و التى تعلم فيها المخرج حسن الإمام و الفنان فريد شوقى و المطربة اسمهان والفنان نجيب الريحاني و أتقن من خلال المدرسة اللغة الفرنسية و نظرا للضائقة المادية للاسرة لم يكمل أنور تعليمه بالمدرسة و تفرغ للفن و كان يعمل هاو فى فرق التمثيل و لكن دائما كان يراوده حلم هوليود و السينما العالمية مع رفض والده لفكرة التمثيل حتى طرده من المنزل. و بعد أن فشلت محاولاته إلى الوصول إلى هوليود اتجه إلى شارع عماد الدين ليتمكن من رؤية فنانى العصر لعله يحصل على فرصة و مع ميلاد فرقة رمسيس قرر ان ينضم إليها فكان يتسكع كثيرا أمام أبواب المسرح حتى صادف و قابل الفنان يوسف وهبى و اقترب منه و طلب ان يأخذه ليعمل على مسرح رمسيس و لكن يوسف وهبى كان فى عجلة من أمره لارتباطه بموعد و لم يهتم و لكن أنور وجدى لم ييأس فلجأ للريجيسير قاسم وجدى ليتوسط له عند يوسف وهبى و بالفعل وافق و عمل أنور وجدى فى مسرح رمسيس و كان أجره ثلاثة جنيهات و أصبح يسلم الأدوار للفنانين و أصبح سكرتير خاص ليوسف وهبى. و كان أول ظهور له حينما قام بدور ضابط رومانى صامت فى مسرحية يوليوس قيصر و كان أجره ٤ جنيهات شهريا و هذا مكنه من الاشتراك فى أجرة غرفة فوق السطوح مع زميل كفاحه عبد السلام النابلسي وأثناء ذلك كتب بعض المسرحيات ذات الفصل الواحد لغرفة بديعة مصابنى مقابل ٢ او ٣ جنيهات و عمل فى الإذاعة مؤلفا و مخرجا. و بدأ أنور تمثيل أدوار رئيسية و اشتهر بدور عباس فى مسرحية الدفاع عام ١٩٣١ حتى وجد فرصة أفضل فى نفس العام مع فرقة عبد الرحمن رشدى فانتقل إليها و انتهى به المطاف فى الفرقة القومية نظير اجر شهرى قدره ٦ جنيهات و أصبح يقوم باعمال البطولة. وحدث ذات يوم أن قرر يوسف وهبى الاستعانة ببعض تلاميذه لاداء بعض الأدوار الصغيرة و كان أنور وجدى واحدا منهم فأسند له أدوار ثانوية مثل فيلم اولاد الذوات و فيلم أجنحة الصحراء حتى جاء دوره فى فيلم العزيمة الذى يعد واحدا من كلاسيكيات السينما المصرية وشارك فى بطولته فاطمة رشدى و حسين صدقى. وفى فترة الاربعينيات بدأ المخرجين وضع صورة نمطية لادوار أنور وجدى و ذلك بسبب وسامته فكان دائما يظهر فى صورة الشاب الثرى المستهتر و كان من هذه الأفلام فيلم شهداء الغرام و انتصار الشباب و توالت البطولات حتى أصبح أنور فتى الشاشة الاول و قدم مجموعة من الأفلام مثل القلب له واحد سر ابى و ليلى بنت الاغنياء و عنبر و العديد من الأفلام التى لاقت القبول لدى الجمهور. و تأتى بداية الخمسينيات لتكون نهاية مشواره الفنى الذى انتهى بأروع و أنجح الأفلام كدوره البارز في فيلم أمير الانتقام و ريا و سكينة و النمر و الوحش. أيضا برزت موهبة أنور وجدى كمنتج و انشأ شركة الافلام المتحدة و قدم فيها انجح الافلام بمشاركة الفنانة ليلى مراد التى كانت نجمة شباك فى ذلك الوقت و حققت هذه الثنائية نجاحا ساحقا و من هذه الافلام ليلى بنت الاغنياء و قلبى دليلى و عنبر و حبيب الروح و غزل البنات. إلى جانب اكتشافه للطفلة المعجزة فيروز و كانت تميمة الحظ و النجاح لانور وجدى و قدمها فى ثلاثة افلام دهب و فيروز هانم و ياسمين و جميعها افلام لاقت النجاح لدى الجماهير. أما عن زيجات أنور وجدى فكانت أول زيجاته الفنانة الهام حسين و التى دفعها أنور وجدى للتمثيل فى فيلم يوم سعيد و لكن لم يستمر الزواج و تم الانفصال بعد عام. أما الزيجة الثانية فكانت من الفنانة ليلى مراد و ذلك عام ١٩٤٥ و استمر الزواج لمدة ٧ سنوات و تم بعدها الانفصال فنيا و واقعيا بين الطرفين حتى الأعوام الأخيرة لحياة الفنان أنور وجدى حتى تزوج من الفنانة ليلى فوزى و استمر الزواج حتى وفاته عام ١٩٥٥. فى أوائل الخمسينيات اكتشف أنور وجدى بإصابته بمرض وراثى فى الكلى كان السبب فى موت والده و شقيقاته الثلاثة و يسمى بمرض الكلية المتعددة الكيسات و كان لا يوجد له علاج فى ذلك الوقت حتى نصحه بعض الاصدقاء للسفر للعلاج فى فرنسا و كان يشعر بالحزن الشديد لعدم تناوله الاطعمة التى يشتهيها بالرغم من ثروته الطائلة و لكن المرض يمنعه من الاستمتاع بملذات الحياة. و عاد إلى مصر بعد رحلة العلاج فى فرنسا و لكن عاودته الام الكلى مرة أخرى فسافر إلى السويد لعمل غسيل للكلى و ظهر هذا النوع من العلاج فى السويد فقط و لكن تدهورت حالته و نصحه الأطباء بالعودة إلى مصر حتى ساءت حالته الصحية ففقد بصره و فقد الذاكرة وكان من مفارقات القدر شرائه لعمارة جديدة وكان يحلم بالعيش بها لكن وافته المنية يوم ١٤ مايو لعام ١٩٥٥ ويترك داخل نعشه فى بهو العمارة عن عمر يناهز ٥٥ عام فكان فى عز مجده الفنى و تألقه تاركا ارثا من الفن والأفلام السينمائية التى تعتبر من أهم افلام السينما المصرية.


فيتو
١٤-٠٥-٢٠٢٥
- فيتو
أنور وجدي.. ابن البقال الذي أصبح نجمًا سينمائيًا.. عمل سكرتيرًا خاصًا ليوسف وهبي.. قدم 14 فيلمًا في عام واحد.. واليوم تحل ذكرى رحيله السبعون
أنور وجدى ، أحد صناع السينما له بصمة واضحة فى صناعة السينما المصرية منذ نهاية الثلاثينيات وحتى منتصف الخمسينات، كان فيها دونجوان السينما، فنان شامل متعدد المواهب، ممثل ومنتج ومخرج ومؤلف ومكتشف النجوم، من اشهر اكتشافاته فيروز الصغيرة التى قدمها فى فيلم دهب وياسمينا،تزوج ليلى مراد وقدم معها تسع افلام من أروع أفلامها ورحل فى مثل هذا اليوم 14 مايو عام 1955. ولد الفنان أنور يحيى الفتال ــ الشهير بـ أنور وجدى عام 1904 لأب سوري وأم مصرية اسمها مهيبة الركابى، وذلك بحي الظاهر بالقاهرة، والده يملك دكان بقالة بشارع الخليج المصري، حضر إلى مصر بعد أن أفلس فى تجارة الأقمشة بسوريا، درس بمدرسة الفرير، ومنها أتقن اللغة الفرنسية، لكنه لم يكمل تعليمه لأنه كان مغرما بمشاهدة الأفلام السينمائية وخاصة افلام شارلى شابلن. البداية مع يوسف وهبى كان أنور وجدى من اشد المعجبين بالفنان الكبير يوسف وهبى، ومن هنا جاء عمله بالتمثيل عندما عرض على يوسف وهبى الانضمام فرقة رمسيس، ورفضه يوسف وهبى لصغر سنه، فكرر محاولته مرة واثنين، إلى أن وسط الريجيسير قاسم وجدي لأداء دور ثانوي فى إحدى مسرحيات فرقة رمسيس، لكن طلب منه يوسف وهبى تغيير اسمه من أنور الفتال إلى أنور وجدي مجاملة إلى الريجيسير المسئول عن الممثلين الكومبارس، وعمل موظفا بفرقة رمسيس يسلم الأوردرات للفنانين، وسكرتيرا خاصا ليوسف وهبي الذى كان معجبا به خاصة لأدائه اللغة الفرنسية. أنور وجدى الفتى الأول فى السينما وكان أول ظهور للفنان أنور وجدى على المسرح حين قام بدور ضابط روماني صامت في مسرحية "يوليوس قيصر" وأثناء تلك الفترة كتب بعض المسرحيات ذات الفصل الواحد لفرقة بديعة مصابني، عمل بعد ذلك فى الإذاعة مخرجا ومؤلفا، وبدأ فى كتابة نصوصا مسرحية فى المجلات الصادرة فى ذلك الوقت ليتجه بعدها إلى تمثيل أدوار رئيسية عام 1935 فى مسرحيات الفرقة القومية برئاسة خليل مطران وقدم أول أدواره فيها فى مسرحية "تاجر البندقية" ليبدأ بعدها مشوار الشهرة والنجومية. الفتى الاول والدونجوان اتجه أنور وجدى إلى السينما وقدم فيها أكثر من 120 فيلما بدأت باختيار يوسف وهبى له لأداء دور صغير في فيلم "الدفاع" مقابل 15 جنيها، وجاء بعده فيلم "العزيمة" الذى نجح فيه ولفت الأنظار إليه، وبعد أن أدى البطولة الاولى في فيلم "قضية اليوم" أطلقت عليه الصحافة لقب الفتى الأول، وزاد أجره إلى ثلاثة آلاف جنيه في الفيلم وأصبح قاسما مشتركا في معظم الأفلام المصرية حتى أنه قام ببطولة أربعة عشر فيلما فى عام واحد هو عام 1945. أنور وجدى وليلى مراد زواج دام 7 سنوات التقى انور وجدى بالمطربة ليلى مراد التى زادت شهرتها أثناء قيامهما ببطولة فيلم "ليلى بنت الفقراء" ووقع الحب بينهما لينتهى تصوير الفيلم بزواجهما، وكان من بين شهود حفل الزواج اللواء مختار باشا سليمان وصاحب السعادة درويش باشا الصدفجي وسليمان بك نجيب وبشارة واكيم وفؤاد شفيق وحسن كامل والسيدتين ماري منيب وزوزو حمدي الحكيم. ليلى بنت الريف انتهى بالزواج وكما يحكي الكاتب صالح مرسي فى كتابه عن ليلى مراد، يقول: نظرا إلى شهرة ليلى مراد الكبيرة رغب الفنان أنور وجدي في استثمار هذه الشهرة في تصوير عدة أفلام من إنتاجه تجمعه بها، فأثناء تصويرها أحد أفلامها مع المطرب إبراهيم حمودة حضر أنور إلى استديو مصر، وعرض عليها بطولة أول فيلم من إنتاجه وبطولته وإخراج كمال سليم، وهو 'ليلى بنت الفقراء"، ليستمر زواجهما سبع سنوات قدما خلالها أشهر الثنائيات فى السينما الممصرية فى الأربعينيات والخمسينات منها: عنبر، ليلى بنت الريف، ليلى بنت الأغنياء، قلبى دليلى، بنت الأكابر، حبيب الروح، الهوى والشباب، حتى كان فيلم غزل البنات الذى تفوق فيه كمنتج ومخرج وممثل ليصبح أشهر أفلام السينما المصرية الذي جمع أشهر النجوم مثل نجيب الريحاني وليلى مراد ومحمد عبد الوهاب ويوسف وهبي وأخرجه أنور وجدى. فيروز المعجزة أحد اكتشافات أنور وجدى بعد طلاق ليلى مراد وأنور وجدى تزوج وجدى من جميلة الجميلات ليلى فوزى بعد طلاقها من عزيز عثمان، تقابل معها لأول مرة في فيلم مصنع الزوجات 1941، وبعد ذلك في فيلم تحيا الستات 1944، ثم التقاها مرة أخرى عام 1954 أثناء تصوير فيلم "خطف مراتي" مع صباح وفريد شوقي ليعود حبه لها من جديد ويتوج بالزواج. أصيب الفنان أنور وجدى بمرض وراثى نادر فى الكلى أفقده البصر، ورحل أثناء سفره للعلاج في السويد عام 1955 وهو فى الواحد والخمسين من عمره، لتنتهى اسطورة فنان شهير استمر أشهر فنانى السينما فى النصف الأول من القرن التاسع عشر. كمال الشناوى يحكى قصة حياته أنتجت السينما المصرية بعد رحيل الفنان أنور وجدى فيلم 'طريق الدموع ' يحكي قصة حياته وزواجاته المتعددة، من إنتاج وبطولة كمال الشناوي وقامت بدور ليلى مراد فى الفيلم المطربة صباح، وقامت ليلى فوزي بتجسيد شخصيتها الحقيقية في الفيلم ونجح الفيلم نجاحا كبيرا. ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.