
✅ بين تصفيف الشعر وتبادل الحديث.. شابات إفريقيات بطنجة يصنعن التعايش بخيوط ناعمة
في أزقة جانبية لا تبعد كثيرا عن المحاور التجارية وسط المدينة، تظهر ملامح تحوّل هادئ تقوده شابات من دول جنوب الصحراء داخل صالونات تجميل صغيرة، تزايد حضورها بشكل لافت في السنوات الأخيرة. خلف واجهات زجاجية بسيطة، تُقدَّم خدمات تصفيف الشعر والعناية بالبشرة وتركيب الأظافر، في أجواء تسودها الثقة والانفتاح، وتجمع زبائن من جنسيات مختلفة، بينهم مغاربة وأفارقة.
تتمركز هذه المحلات في شوارع جانبية غير بعيدة عن مناطق سكنية نشطة، حيث لا يمر وقت طويل حتى تُلمح شابة إفريقية تحمل لافتة مكتوبة بخط يدوي أنيق، تعرض من خلالها خدمات مختلفة ضمن العناية الشخصية. البعض يكتفي بابتسامة ترحيب، والبعض الآخر يفتح باب الحديث مع المارة بحثا عن زبائن جدد.
داخل أحد الصالونات، تبدو الأجواء بسيطة لكنها منظمة. مرآة كبيرة، طاولة خشبية تضم زيوتاً ومستحضرات طبيعية، ومقعدين مخصصين لتسريحات الشعر. هناك، تنهمك شابة في العشرينات في تصفيف شعر زبونة مغربية، بينما تتبادل معها أطراف الحديث بلغة دارجة سلسة تكشف عن اندماج متقدم في المجتمع المحلي.
تقول الزبونة، وهي طالبة جامعية في طنجة، 'كنجي لهنا حيث الأسعار مناسبة والتعامل محترم، وبصراحة عندهم يد خفيفة، خصوصا في تسريحات الشعر المجعد'. وتضيف وهي تبتسم 'حتى الكومينيكاسيون سالسة، ما كاينش حواجز'.
خدمات هذه الصالونات تركز أساسا على تسريحات الشعر الافريقية التي تحتاج دقة وزمنا طويلا، وتركيب الأظافر، ومساجات الوجه، بالإضافة إلى استعمال منتجات طبيعية تستهوي زبونات يبحثن عن بدائل للمستحضرات الصناعية. اللمسة الإفريقية حاضرة في كل تفصيلة، من طريقة الجلوس إلى نبرة الحديث، مرورا بالموسيقى التي تُسمع أحيانا في الخلفية.
'جيت لطنجة قبل ثلاث سنوات، وبديت خدامة مع وحدة أخرى فصالون صغير، ومن بعد جمعت شوية ديال الفلوس وفتحت هاد المحل' تقول ماري، وهي شابة من الكاميرون تدير صالونا صغيرا في المدينة. وتضيف بثقة 'خدمتي كتعتمد على الثقة، ومع الوقت ولفت الزبونات المغاربة، وحتى الجيران كيبان عليهم الارتياح'.
في المساء وعطلة نهاية الأسبوع، يتزايد الإقبال بشكل ملحوظ. الزبائن لا يقتصرون فقط على المهاجرات من إفريقيا، بل يشملون أيضا مغربيات، بعضهن يرتدن هذه الصالونات بانتظام. عاملات التجميل يتحدثن الدارجة بطلاقة، ويُظهرن حِرفية واضحة في أداء المهام.
صاحب محل لبيع المواد الغذائية قرب أحد الصالونات يقول 'الناس ولفوهم، وكاين احترام وتعايش، ما عمرنا شفنا شي مشكل معاهم'. ويضيف 'اللي خدام كيتقبل، وهاد البنات خدامات وماشي عالات على شي حد'.
بعض الصالونات تُدار من قبل سيدات في سن متقدمة، لكن الغالبية من شابات تتراوح أعمارهن بين العشرينات وبداية الثلاثينات. في الغالب، يعملن لحسابهن الخاص، أو ضمن مجموعات صغيرة تتقاسم الفضاء والتكاليف.
السلطات المحلية تغض الطرف في الغالب، ما دامت هذه الأنشطة لا تثير شكاوى أو خروقات علنية. ورغم أن بعض المحلات تفتقر إلى التراخيص الرسمية، إلا أن التفاعل المجتمعي حولها يُظهر نوعا من القبول والتسامح.
هذا الواقع لا يعكس فقط تحولا مهنيا، بل أيضا دينامية اندماج اجتماعي تدريجي. حضور هؤلاء النساء في النسيج الاقتصادي للمدينة يكشف عن قدرة طنجة على استيعاب موجات بشرية وافدة دون توتر، وتحويل الحاجة إلى فرصة.
في مدينة عُرفت تاريخيا بانفتاحها على الثقافات، أصبحت الصالونات الصغيرة التي تقودها نساء من إفريقيا جنوب الصحراء عنوانا جديدا لمغرب يتحرك في صمت، نحو صيغة أكثر مرونة في تركيبته الاجتماعية. هؤلاء النسوة لا ينتظرن الاعتراف، بل يفرضن وجودهن بالعمل اليومي، بالعناية الدقيقة، وبالاندماج من الباب الهادئ.
وفي زحمة المدينة، حين يمر العابر بمحاذاة أحد هذه المحلات، لن يرى فقط نشاطا مهنيا بسيطا، بل مظهرا من مظاهر تحول اجتماعي بدأت ملامحه تتشكل ببطء، دون ضجيج، ودون وساطة.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


24 طنجة
منذ 3 أيام
- 24 طنجة
✅ بين تصفيف الشعر وتبادل الحديث.. شابات إفريقيات بطنجة يصنعن التعايش بخيوط ناعمة
في أزقة جانبية لا تبعد كثيرا عن المحاور التجارية وسط المدينة، تظهر ملامح تحوّل هادئ تقوده شابات من دول جنوب الصحراء داخل صالونات تجميل صغيرة، تزايد حضورها بشكل لافت في السنوات الأخيرة. خلف واجهات زجاجية بسيطة، تُقدَّم خدمات تصفيف الشعر والعناية بالبشرة وتركيب الأظافر، في أجواء تسودها الثقة والانفتاح، وتجمع زبائن من جنسيات مختلفة، بينهم مغاربة وأفارقة. تتمركز هذه المحلات في شوارع جانبية غير بعيدة عن مناطق سكنية نشطة، حيث لا يمر وقت طويل حتى تُلمح شابة إفريقية تحمل لافتة مكتوبة بخط يدوي أنيق، تعرض من خلالها خدمات مختلفة ضمن العناية الشخصية. البعض يكتفي بابتسامة ترحيب، والبعض الآخر يفتح باب الحديث مع المارة بحثا عن زبائن جدد. داخل أحد الصالونات، تبدو الأجواء بسيطة لكنها منظمة. مرآة كبيرة، طاولة خشبية تضم زيوتاً ومستحضرات طبيعية، ومقعدين مخصصين لتسريحات الشعر. هناك، تنهمك شابة في العشرينات في تصفيف شعر زبونة مغربية، بينما تتبادل معها أطراف الحديث بلغة دارجة سلسة تكشف عن اندماج متقدم في المجتمع المحلي. تقول الزبونة، وهي طالبة جامعية في طنجة، 'كنجي لهنا حيث الأسعار مناسبة والتعامل محترم، وبصراحة عندهم يد خفيفة، خصوصا في تسريحات الشعر المجعد'. وتضيف وهي تبتسم 'حتى الكومينيكاسيون سالسة، ما كاينش حواجز'. خدمات هذه الصالونات تركز أساسا على تسريحات الشعر الافريقية التي تحتاج دقة وزمنا طويلا، وتركيب الأظافر، ومساجات الوجه، بالإضافة إلى استعمال منتجات طبيعية تستهوي زبونات يبحثن عن بدائل للمستحضرات الصناعية. اللمسة الإفريقية حاضرة في كل تفصيلة، من طريقة الجلوس إلى نبرة الحديث، مرورا بالموسيقى التي تُسمع أحيانا في الخلفية. 'جيت لطنجة قبل ثلاث سنوات، وبديت خدامة مع وحدة أخرى فصالون صغير، ومن بعد جمعت شوية ديال الفلوس وفتحت هاد المحل' تقول ماري، وهي شابة من الكاميرون تدير صالونا صغيرا في المدينة. وتضيف بثقة 'خدمتي كتعتمد على الثقة، ومع الوقت ولفت الزبونات المغاربة، وحتى الجيران كيبان عليهم الارتياح'. في المساء وعطلة نهاية الأسبوع، يتزايد الإقبال بشكل ملحوظ. الزبائن لا يقتصرون فقط على المهاجرات من إفريقيا، بل يشملون أيضا مغربيات، بعضهن يرتدن هذه الصالونات بانتظام. عاملات التجميل يتحدثن الدارجة بطلاقة، ويُظهرن حِرفية واضحة في أداء المهام. صاحب محل لبيع المواد الغذائية قرب أحد الصالونات يقول 'الناس ولفوهم، وكاين احترام وتعايش، ما عمرنا شفنا شي مشكل معاهم'. ويضيف 'اللي خدام كيتقبل، وهاد البنات خدامات وماشي عالات على شي حد'. بعض الصالونات تُدار من قبل سيدات في سن متقدمة، لكن الغالبية من شابات تتراوح أعمارهن بين العشرينات وبداية الثلاثينات. في الغالب، يعملن لحسابهن الخاص، أو ضمن مجموعات صغيرة تتقاسم الفضاء والتكاليف. السلطات المحلية تغض الطرف في الغالب، ما دامت هذه الأنشطة لا تثير شكاوى أو خروقات علنية. ورغم أن بعض المحلات تفتقر إلى التراخيص الرسمية، إلا أن التفاعل المجتمعي حولها يُظهر نوعا من القبول والتسامح. هذا الواقع لا يعكس فقط تحولا مهنيا، بل أيضا دينامية اندماج اجتماعي تدريجي. حضور هؤلاء النساء في النسيج الاقتصادي للمدينة يكشف عن قدرة طنجة على استيعاب موجات بشرية وافدة دون توتر، وتحويل الحاجة إلى فرصة. في مدينة عُرفت تاريخيا بانفتاحها على الثقافات، أصبحت الصالونات الصغيرة التي تقودها نساء من إفريقيا جنوب الصحراء عنوانا جديدا لمغرب يتحرك في صمت، نحو صيغة أكثر مرونة في تركيبته الاجتماعية. هؤلاء النسوة لا ينتظرن الاعتراف، بل يفرضن وجودهن بالعمل اليومي، بالعناية الدقيقة، وبالاندماج من الباب الهادئ. وفي زحمة المدينة، حين يمر العابر بمحاذاة أحد هذه المحلات، لن يرى فقط نشاطا مهنيا بسيطا، بل مظهرا من مظاهر تحول اجتماعي بدأت ملامحه تتشكل ببطء، دون ضجيج، ودون وساطة.


المغرب اليوم
٢١-١١-٢٠٢٤
- المغرب اليوم
الملكة كاميلا تحصل على الدكتوراه الفخرية في الآداب
حصلت الملكة كاميلا على درجة الدكتوراه الفخرية في الآداب من جامعة لندن، مساء الأربعاء، في حفل كبير أقيم بمناسبة ذكرى تأسيس الجامعة في عام 1836، وفي لفتة لطيفة حاوطها الحب والاحترام المتبادل، قدمت الأميرة آن الوسام بنفسها للملكة، وذلك باعتبارها مستشارة جامعة لندن منذ عام 1981. مُنحت الملكة كاميلا درجة الدكتوراه الفخرية، وذلك نظرًا لجهودها في محو الأمية ونشر الثقافة وتعزيز أهمية القراءة تحديدًا قراءة الأدب على مدى سنوات عديدة، وفقًا لقصر باكنغهام. وأضاف القصر في بيان أن الملكة، قارئة متعطشة للآداب، ولديها اهتمام قوي بتسليط الضوء على أهمية محو الأمية في المملكة المتحدة، كما أنها راعية لمنظمات تشجع وتدعم محو الأمية بما فيها National Literary Trust وFirst Story وCoram Beanstalk وBookTrust. وكانت قد أطلقت الملكة كاميلا نادي للكتب على الإنترنت يحمل اسم The Queen's Reading R في يناير 2021، والذي أصبح في بعد ذلك مؤسسة خيرية تروج لفوائد القراءة. ناهيك عن الجولات المستمرة التي تقوم بها بنفسها للمدارس والمكتبات وأماكن العمل وحتى السجون لمتابعة خط سير مبادرات محو الأمية. وقال السير مارك لوكوك، رئيس مجلس الأمناء بجامعة لندن خلال حفل التكريم: "لقد أثر عمل الملكة في حياة عدد لا يحصى من الناس، وسيستمر في إلهام الأجيال القادمة بخصوص القراءة والكتاب". الملكة ليست أول فرد من العائلة المالكة يحصل على هذا التكريم - فقد حصل الملك جورج الخامس والملكة ماري أيضًا على الدكتوراه الفخرية عندما كانا أمير وأميرة ويلز. بالإضافة إلى أفراد العائلة المالكة، هناك شخصيات بارزة مثل السير ونستون تشرشل؛ الشاعر والكاتب والكاتب المسرحي ت.س. إليوت. بعد أن استعادت صحتها مجددًا، حضرت الملكة كاميلا، حفل الاستقبال السنوي للسلك الدبلوماسي، واستقبلت ما يقرب من 170 ضيفاً، بصحبة أمير ويلز، والملك تشارلز ، وكان من بين الحاضرين في حفل الاستقبال؛ السفراء الأجانب والمفوضون الساميون المقيمون في المملكة المتحدة، وأزواجهم، والموظفون الدبلوماسيون. وتميز حفل الاستقبال بارتداء التيجان الملكية والأزياء الفخمة، وبدت الملكة كاميلا، البالغة من العمر 77 عاماً، متألقة بفستان سهرة باللون الأزرق الملكي من تصميم فيونا كلير، وأقراط متدلية من الألماس وتاج صغير من الألماس، يعود للملكة إليزابيث الثانية، كما ارتدى الملك تشارلز ربطة عنق بيضاء. يُقام هذا الحدث عادةً في الأسبوع الأول من شهر ديسمبر، ولكن تم تغيير موعد هذا العام لاستيعاب الزيارة الرسمية التي سيقوم بها أمير قطر إلى المملكة المتحدة الشهر المقبل. تعرضت الملكة كاميلا في بداية الشهر الجاري لأزمة صحية، وفي 6 نوفمبر أصدر قصر باكنغهام بياناً أعلن فيه أن الملكة كاميلا ألغت العديد من الارتباطات الملكية المقررة لأسبوع بسبب إصابتها بعدوى في الصدر، حيث جاء في البيان: "الملكة مريضة حالياً بسبب عدوى في الصدر، وقد نصحها الأطباء بفترة قصيرة من الراحة، وبكل أسف، اضطرت إلى الانسحاب من ارتباطاتها لهذا الأسبوع، لكنها تأمل كثيراً في التعافي في الوقت المناسب لحضور فعاليات الذكرى هذا الأسبوع كالمعتاد، وهي تعتذر لكل من قد يتعرضون للإزعاج أو خيبة الأمل نتيجة لذلك". وعليه فإن الملكة لم تحضر حدث ميدان الذكرى السنوية في دير وستمنستر ، الذي أقيم يوم 7 نوفمبر، ومثلت الدوقة بيرجيت، دوقة جلوستر، في الحدث نيابةً عن الملكة، كما لم تشارك أيضاً في استضافة حفل استقبال في قصر باكنغهام إلى جانب الملك تشارلز للفائزين بالميداليات من فريق بريطانيا العظمى الذي تنافس في دورة الألعاب الأولمبية والبارالمبية في باريس 2024، والذي أقيم أيضًا في 7 نوفمبر.


هبة بريس
١٣-١١-٢٠٢٤
- هبة بريس
الممثلة "ماري باتول" تروج لمسلسلها الجديد
هبة بريس-إ.السملالي شاركت الممثلة المغربية ماري باتول، 'ستوري ' عبر حسابها الرسمي 'إنستغرام ' تروج فيه لمسلسلها ' رحلة العمر ' حيث سبق و ان نشرت مقطع فيديو شاركت فيه متابعيها بعض تفاصيل العمل الجديد وشكرت المخرجة لميس خيرات و طاقم العمل. وتعتبر ماري من الفنانين الشباب الذين اكتسبوا شهرة واسعة خصوصا بعد نجاحها في المسلسل التلفزيوني في رمضان المنصرم 'جوج وجوه 'الذي حصل على نسبة مشاهدة عالية. شارك في المسلسل إلى جانب ماري باتول نخبة من كبار الفنانين: زهور السليماني، طارق البخاري، وحسن فولان و آخرين . و من خلال تواصلها مع متابعيها و شكرهم ، تسلط ماري الضوء على أهمية التواصل مع الجمهور وتقديم لمحات من حياتها المهنية، مما يعزز من شعبية المسلسل و زيادة نسبة المشاهدة . مقالات ذات صلة