logo
حيتان على الشواطئ وتسونامي يجرف المنازل.. مشاهد مضللة عن زلزال كامتشاتكا

حيتان على الشواطئ وتسونامي يجرف المنازل.. مشاهد مضللة عن زلزال كامتشاتكا

الجزيرةمنذ 4 أيام
حيتان تحتضر على الرمال، وأمواج تبتلع الزوارق، وسكان يفرون صارخين من شوارع تغمرها المياه، وصفارات إنذار تدوي من روسيا إلى كاليفورنيا، ومقاطع تملأ الفضاء الرقمي كأن العالم على حافة الغرق، هذه العناوين اجتاحت المنصات الرقمية بعد الزلزال الأخير الذي ضرب شرقي روسيا.
في ساعات قليلة، تشكلت رواية كاملة عبر المنصات "زلزال مدمّر، تسونامي مرعب، وفوضى كونية"، مع مشاهد درامية حصدت ملايين المشاهدات على المنصات.
في هذا التقرير، تجري وكالة "سند" للرصد والتحقق الإخباري في شبكة الجزيرة تفنيدا للمحتوى الفيروسي المنتشر بعد زلزال كامتشاتكا، وتكشف سياق المشاهد البصرية المتداولة، وكيف استغلت حسابات رقمية تداعيات الزلزال لتضخيم الحدث وبث الرعب في أوقات الكوارث؟
حيتان على شواطئ كامتشاتكا
في صبيحة 30 يوليو/تموز، ضرب زلزال قوي بلغت قوته 8.8 درجات قبالة سواحل شبه جزيرة كامتشاتكا في أقصى شرقي روسيا، مسجلا أحد أعنف الزلازل في تاريخ المنطقة، ما استدعى تحذيرات عاجلة من موجات تسونامي صدرت عن الصين، واليابان، والولايات المتحدة.
وعلى منصة "إكس"، انتشر مقطع فيديو قيل إنه يوثق 5 حيتان من نوع "بيلوجا" (Beluga) جرفتها الأمواج إلى شاطئ كامتشاتكا، بينما سارع الصيادون لإنقاذها، وحصد الفيديو أكثر من 7 ملايين مشاهدة، وتداوله أيضا حساب آخر أكد الرواية نفسها.
وتحققت "سند" من الفيديو، ووجدت أنه نشر أول مرة في 17 أغسطس/آب 2023 على هذا الحساب، ولا علاقة له بالزلزال الأخير.
وفي مشهد آخر، انتشر مقطع يظهر صيادين يركضون مذعورين بينما تجرف المياه زوارقهم الصغيرة على الشاطئ، وأكدت تعليقات المستخدمين أن اللحظة توثق موجة تسونامي مباغتة ضربت كامتشاتكا.
تتبعنا المقطع باستخدام أدوات التحقق البصري، وتوصلت إلى أنه نشر أول مرة في أبريل/نيسان 2021، ويوثق في الحقيقة تسونامي ضرب جزيرة غرينلاند، وهي أكبر جزيرة في العالم وتقع شمال الأطلسي، بعيدا تماما عن روسيا.
هلع وفرار جماعي
أحد أكثر المقاطع رواجا كان لما قيل إنه لحظة وقوع الزلزال داخل متجر، تظهر موظفة تحاول النجاة بين رفوف متساقطة وكاميرا مراقبة توثق التفاصيل بوضوح.
غير أن النسخة الأصلية من الفيديو منشورة على إنستغرام في مارس/آذار 2025، وتعود لزلزال ضرب مدينة ماندالاي في ميانمار. لا علاقة له بكامتشاتكا، لكن العنوان "المناسب" حوّله إلى مادة دسمه للتداول الرقمي.
View this post on Instagram
A post shared by Daily Mail (@dailymail)
لم تسلم بعض وسائل الإعلام من الانزلاق، إذ بثت موقع إخبارية مقطعا يظهر هروبا جماعيا من الشواطئ وسط صراخ، وقال إنه يوثق آثار زلزال كامتشاتكا.
وتحققت وكالة سند للرصد والتحقق الإخباري من مقطع الفيديو وتبين أنه قديم منذ عام 2017، كما أنه حدث في ديربان، أكبر ثالث مدينة في جنوب أفريقيا، ولا علاقة لها بزلزال شرق روسيا.
تسونامي من تركيا والتشيك
في مثال آخر على التضليل، نشر حساب موثق مقطعا يظهر اندفاع الأمواج إلى داخل الطرقات، وقدم على أنه من آثار الزلزال الروسي.
وتبين أن الفيديو يعود إلى عاصفة اجتاحت مدينة غيرسون شمال شرقي تركيا في نوفمبر/تشرين الثاني 2023، وأغرقت الشوارع بمياه البحر، من دون أي علاقة بروسيا.
كما نشر مقطع آخر، قال ناشره إنه يظهر آثار الزلزال الذي ضرب شرق روسيا يوم أمس الأربعاء، مستشهدا بلقطات مجمعة تظهر لحظة وقوع الزلزال في الطرق العامة، وداخل المنشآت، وردود فعل المواطنين داخل سياراتهم وفي وسائل المواصلات العامة.
وقاد التحقق إلى نسخة مطابقة نشرت في يونيو/حزيران الماضي على "تيك توك"، وتعود إلى زلزال ضرب تشيلي.
صرخات مرعبة
أما أحد أكثر المشاهد تأثيرا، فكان فيديو من تيك توك يوثق منازل تغمرها المياه بعد لحظات من فرار سكانها، وسط صرخات متكررة "تسونامي يا الله!"، نُسب للكارثة الروسية.
تحليل العناصر البصرية والتحقق من النسخة الأصلية بيّن أنه صور في إندونيسيا، وله نسخة سابقة منشورة على المنصة ذاتها في شهر يناير/كانون الثاني الماضي، مما يعني أنه غير مرتبط بزلزال شرق روسيا، وفق الادّعاءات المتداولة.
زلازل بالذكاء الاصطناعي
لم يقتصر التزييف على المقاطع القديمة، بل امتد إلى مقاطع جديدة أنتجت بواسطة الذكاء الاصطناعي (AI). أدوات كشف الزيف العميق (Deepfake) رصدت استخدام خوارزميات توليد الفيديوهات لتضخيم المشاهد وربطها بكارثة الزلزال، رغم عدم واقعيتها أو علاقتها بالحدث.
يُذكر أن الزلزال وقع صباح الثلاثاء الماضي بالتوقيت المحلي قبالة سواحل بيتروبافلوفسك بشبه جزيرة كامتشاتكا الروسية النائية على بعد 126 كيلومترا من عاصمة المنطقة في أقصى الشرق الروسي.
إعلان
وهذا أقوى زلزال منذ ذاك الذي وقع قبالة سواحل اليابان سنة 2011 بقوّة 9.1 درجات على مقياس ريختر ، وتسبّب في تسونامي مما أدّى إلى مقتل أكثر من 15 ألف شخص.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

معهد الجزيرة يسجل 97 مليون مشاهدة رقمية
معهد الجزيرة يسجل 97 مليون مشاهدة رقمية

الراية

timeمنذ 9 ساعات

  • الراية

معهد الجزيرة يسجل 97 مليون مشاهدة رقمية

معهد الجزيرة يسجل 97 مليون مشاهدة رقمية الدوحة - الراية: سجل معهد الجزيرة للإعلام ارتفاعًا ملحوظًا في أدائه الرقمي خلال النصف الأول من عام 2025، إذ بلغ عدد مشاهدات البرامج التفاعلية على منصاته الرقمية 97 مليون مشاهدة، مقارنة بـ 39 مليون مشاهدة في الفترة نفسها من عام 2024، بزيادة بلغت 248.7%، وفقًا لتقارير فريق المنصات الرقمية في المعهد. جاء هذا النمو المتسارع نتيجة استراتيجيات محتوى مبتكرة، تشمل الذكاء الاصطناعي في تحليل التفاعل واقتراح المحتوى، وتطوير خوارزميات النشر على إنستغرام وتيك توك، إضافة إلى التغطية الرقمية للفعاليات الكبرى كمؤتمر الذكاء الاصطناعي في الإعلام، ما عزز الحضور الرقمي ورفع التفاعل. في هذا الإطار، أكدت السيدة إيمان العامري، مديرة معهد الجزيرة للإعلام، أن تطوير البرامج التعليمية، وإطلاق مبادرات نوعية في الترجمة وتقديم المحتوى بلغات مُتعددة، يعكس التزام المعهد بتوسيع دائرة المعرفة وتلبية احتياجات جمهور المنصات الرقمية في المنطقة وخارجها. وأضافت العامري أن فريق المنصات ركز مؤخرًا على إنتاج ونشر منشورات الشرائح على إنستغرام، وهي منشورات تتيح عرض عدة صور أو مقاطع فيديو في منشور واحد، إلى جانب فيديوهات تفاعلية يشارك فيها المدربون على تيك توك، وأشارت إلى أن عدد متابعي تيك توك تجاوز 100 ألف متابع. وعلى صعيد المُتابعة، فقد ارتفع إجمالي عدد المتابعين على جميع المنصات إلى 1.4 مليون، كما نُفّذت خلال النصف الأول من العام 228 حملة ترويجية وصلت إلى أكثر من 34 مليون شخص في قطر ودول الخليج العربي وعدد من الدول العربية الأخرى.

هل أعاقت أوبرا وينفري هروب سكان جزيرة ماوي من تسونامي؟
هل أعاقت أوبرا وينفري هروب سكان جزيرة ماوي من تسونامي؟

الجزيرة

timeمنذ 4 أيام

  • الجزيرة

هل أعاقت أوبرا وينفري هروب سكان جزيرة ماوي من تسونامي؟

بينما كان سكان جزيرة ماوي التابعة لولاية هاواي الأميركية يحاولون الفرار إثر تحذيرات من تسونامي ، ترددت مزاعم على مواقع التواصل الاجتماعي بأن إعلامية أميركية شهيرة أغلقت طريقا مملوكا لها، وهذا عرض حياة السكان للخطر. وتداول ناشطون مقاطع فيديو حصدت ملايين المشاهدات تدعي أن الإعلامية الأميركية أوبرا وينفري أغلقت الطريق الخاص "طريق أوبرا" (Oprah road) في وجه الأهالي وعرقلت عملية إخلائهم. وطرحت الحادثة عدّة تساؤلات: هل تعمدت الإعلامية الشهيرة غلق الطريق أمام السكان وقت الكارثة؟ وهل الطريق مملوك لها؟ وهل تواطأت الشرطة الأميركية في التعامل مع الحدث؟ وهل استجابت بفتح الطريق بعد ضغط أصحاب السيارات المتكدسة أمام الطريق؟ وكالة "سند" للرصد والتحقق الإخباري في شبكة الجزيرة تتبعت الادعاءات المرتبطة بعملية الإخلاء في ماوي، وحللت الفيديوهات المتداولة، بهدف التحقق من صحة المعلومات المنشورة على منصات التواصل الاجتماعي، وتفنيد المعلومات المغلوطة والرد عليها. أوامر إخلاء عاجلة في 29 يوليو/تموز الجاري، أصدرت وكالة إدارة الطوارئ في جزيرة ماوي أوامر إخلاء عاجلة لكل الموجودين في المناطق الساحلية إلى مناطق مرتفعة بسبب "خطر تسونامي" ناجم عن زلزال قرب شبه جزيرة كامتشاتكا في أقصى شرقي روسيا. على إثر ذلك نشر مذيع البودكاست الأميركي "نك سورتر" (Nick Sortor) مقطع فيديو زعم أنه لإطلاق صافرات تحذير بالإخلاء الفوري، في وقت وجد فيه الأهالي طريق أوبرا مغلقا أمامهم، ونقل عن عالقة بالطريق قولها: "أنا عالقة مع أطفالي في السيارة بينما تسمع صافرات الإنذار، لو كان الطريق مفتوحا لوجدت طريقة للإخلاء بسرعة". وحصد مقطع الفيديو أكثر من 16 مليون مشاهدة، في حين نشر مقطع آخر لشخص يوثق توقف عدد من السيارات أمام طريق أوبرا، وهذا أثار موجة انتقادات لاذعة. كما تداول رواد المنصات الرقمية صورا تظهر وجود سيارات وعناصر من شرطة ماوي أمام الطريق المغلق، وأثار هذا جدلا واسعا واتهامات للشرطة بالتواطؤ وقت الكوارث. وعلق أحد المدونين: "الشرطة كانت متمركزة أمام الطريق حرفيا وتمنع المرور.. تذكروا كيف تصرفت أجهزة إنفاذ القانون خلال حرائق ماوي؟ نعم لا يزالون هم الأبرياء في القصة". كما وجه أحد الغاضبين على منصة "إكس" رسالة للإعلامية أوبرا وينفري، قائلا: "لماذا تختارين عدم فتح طريقك الخاص الذي يمكن أن يتيح للناس الوصول إلى مناطق مرتفعة بأمان؟ كوني بطلة، أو على الأقل إنسانة لائقة وتصرفي بإيجابية بفتح الطريق!". وأفاد ناشطون إن الطريق المزعوم استمر مغلقا لمدة "دقيقة واحدة" قبل "أول موجة تسونامي متوقعة"، مدعين أنه فتح بضغوط من سكان المناطق الساحلية، ولم يكن اختيارا لمالكته بعد صدور تحذيرات من السلطات المحلية. ورصدت "سند" مقاطع فيديو منشورة على "تيك توك" تظهر اتجاه بعض سكان الجزيرة إلى مناطق آمنة ومرتفعة، إذ يسمع في المشاهد صوت صفارات الإنذار. كما شارك ناشطون صورة من مواقع "خرائط" تظهر المسافة التي كان من المفترض أن يقطعها السكان، وتقليص المدة بشكل كبير، في حال فتح الطريق. موقف أوبرا وينفري بدوره نفى المتحدث باسم أوبرا وينفري التقارير التي تتحدث عن عدم فتح الطريق، وذكر في تصريحات لوسائل إعلام: "بمجرد أن سمعنا تحذيرات التسونامي، تواصلنا مع سلطات إنفاذ القانون المحلية ووكالة إدارة الطوارئ الفدرالية (FEMA) لضمان فتح الطريق". وتابع: "قوات إنفاذ القانون المحلية موجودة حاليا في الموقع وتساعد السكان على المرور عبر الطريق بمعدل 50 سيارة في كل دفعة لضمان سلامة الجميع، وسيظل الطريق مفتوحا طالما دعت الحاجة ذلك". ماذا تقول الجهات الرسمية؟ وبعد ساعات قليلة من تداول منشورات تتهم أوبرا وينفري بإغلاق طريقها، أصدرت شرطة مقاطعة ماوي تنبيها رسميا جاء فيه: "طريق أوبرا مفتوح للوصول إلى المناطق المرتفعة". الطريق غير مملوك لها ودحضت وسائل إعلام أميركية هذه المزاعم بأن الطريق لا تملكه أوبرا وينفري؛ بل هو مملوك لشركة عائلية في ماوي تدعى (Haleakalā Ranch) وأن أوبرا تمتلك "حق استخدام الطريق، ولا تملك سلطة مباشرة على فتحه أو إغلاقه". إعلان كما نقلت وسائل الإعلام عن الشركة قولها: "تواصلت فورا مع السلطات المحلية و"وكالة إدارة الطوارئ الفدرالية" (FEMA) وتم فتح الطريق قبل الساعة الخامسة مساء، إذ تم السماح بعبور من 150 إلى 200 مركبة من خلال الطريق في وقت قصير لتسهيل الإخلاء". يذكر أن أمواج تسونامي وصلت إلى جزر هاواي الأميركية في أعقاب زلزال كامتشاتكا بأقصى الشرق الروسي الذي بلغت شدته 8.8 درجات في حين صدرت أوامر بإخلاء مناطق في عدة دول مطلة على المحيط الهادي بما في ذلك معظم الساحل الشرقي لليابان.

حيتان على الشواطئ وتسونامي يجرف المنازل.. مشاهد مضللة عن زلزال كامتشاتكا
حيتان على الشواطئ وتسونامي يجرف المنازل.. مشاهد مضللة عن زلزال كامتشاتكا

الجزيرة

timeمنذ 4 أيام

  • الجزيرة

حيتان على الشواطئ وتسونامي يجرف المنازل.. مشاهد مضللة عن زلزال كامتشاتكا

حيتان تحتضر على الرمال، وأمواج تبتلع الزوارق، وسكان يفرون صارخين من شوارع تغمرها المياه، وصفارات إنذار تدوي من روسيا إلى كاليفورنيا، ومقاطع تملأ الفضاء الرقمي كأن العالم على حافة الغرق، هذه العناوين اجتاحت المنصات الرقمية بعد الزلزال الأخير الذي ضرب شرقي روسيا. في ساعات قليلة، تشكلت رواية كاملة عبر المنصات "زلزال مدمّر، تسونامي مرعب، وفوضى كونية"، مع مشاهد درامية حصدت ملايين المشاهدات على المنصات. في هذا التقرير، تجري وكالة "سند" للرصد والتحقق الإخباري في شبكة الجزيرة تفنيدا للمحتوى الفيروسي المنتشر بعد زلزال كامتشاتكا، وتكشف سياق المشاهد البصرية المتداولة، وكيف استغلت حسابات رقمية تداعيات الزلزال لتضخيم الحدث وبث الرعب في أوقات الكوارث؟ حيتان على شواطئ كامتشاتكا في صبيحة 30 يوليو/تموز، ضرب زلزال قوي بلغت قوته 8.8 درجات قبالة سواحل شبه جزيرة كامتشاتكا في أقصى شرقي روسيا، مسجلا أحد أعنف الزلازل في تاريخ المنطقة، ما استدعى تحذيرات عاجلة من موجات تسونامي صدرت عن الصين، واليابان، والولايات المتحدة. وعلى منصة "إكس"، انتشر مقطع فيديو قيل إنه يوثق 5 حيتان من نوع "بيلوجا" (Beluga) جرفتها الأمواج إلى شاطئ كامتشاتكا، بينما سارع الصيادون لإنقاذها، وحصد الفيديو أكثر من 7 ملايين مشاهدة، وتداوله أيضا حساب آخر أكد الرواية نفسها. وتحققت "سند" من الفيديو، ووجدت أنه نشر أول مرة في 17 أغسطس/آب 2023 على هذا الحساب، ولا علاقة له بالزلزال الأخير. وفي مشهد آخر، انتشر مقطع يظهر صيادين يركضون مذعورين بينما تجرف المياه زوارقهم الصغيرة على الشاطئ، وأكدت تعليقات المستخدمين أن اللحظة توثق موجة تسونامي مباغتة ضربت كامتشاتكا. تتبعنا المقطع باستخدام أدوات التحقق البصري، وتوصلت إلى أنه نشر أول مرة في أبريل/نيسان 2021، ويوثق في الحقيقة تسونامي ضرب جزيرة غرينلاند، وهي أكبر جزيرة في العالم وتقع شمال الأطلسي، بعيدا تماما عن روسيا. هلع وفرار جماعي أحد أكثر المقاطع رواجا كان لما قيل إنه لحظة وقوع الزلزال داخل متجر، تظهر موظفة تحاول النجاة بين رفوف متساقطة وكاميرا مراقبة توثق التفاصيل بوضوح. غير أن النسخة الأصلية من الفيديو منشورة على إنستغرام في مارس/آذار 2025، وتعود لزلزال ضرب مدينة ماندالاي في ميانمار. لا علاقة له بكامتشاتكا، لكن العنوان "المناسب" حوّله إلى مادة دسمه للتداول الرقمي. View this post on Instagram A post shared by Daily Mail (@dailymail) لم تسلم بعض وسائل الإعلام من الانزلاق، إذ بثت موقع إخبارية مقطعا يظهر هروبا جماعيا من الشواطئ وسط صراخ، وقال إنه يوثق آثار زلزال كامتشاتكا. وتحققت وكالة سند للرصد والتحقق الإخباري من مقطع الفيديو وتبين أنه قديم منذ عام 2017، كما أنه حدث في ديربان، أكبر ثالث مدينة في جنوب أفريقيا، ولا علاقة لها بزلزال شرق روسيا. تسونامي من تركيا والتشيك في مثال آخر على التضليل، نشر حساب موثق مقطعا يظهر اندفاع الأمواج إلى داخل الطرقات، وقدم على أنه من آثار الزلزال الروسي. وتبين أن الفيديو يعود إلى عاصفة اجتاحت مدينة غيرسون شمال شرقي تركيا في نوفمبر/تشرين الثاني 2023، وأغرقت الشوارع بمياه البحر، من دون أي علاقة بروسيا. كما نشر مقطع آخر، قال ناشره إنه يظهر آثار الزلزال الذي ضرب شرق روسيا يوم أمس الأربعاء، مستشهدا بلقطات مجمعة تظهر لحظة وقوع الزلزال في الطرق العامة، وداخل المنشآت، وردود فعل المواطنين داخل سياراتهم وفي وسائل المواصلات العامة. وقاد التحقق إلى نسخة مطابقة نشرت في يونيو/حزيران الماضي على "تيك توك"، وتعود إلى زلزال ضرب تشيلي. صرخات مرعبة أما أحد أكثر المشاهد تأثيرا، فكان فيديو من تيك توك يوثق منازل تغمرها المياه بعد لحظات من فرار سكانها، وسط صرخات متكررة "تسونامي يا الله!"، نُسب للكارثة الروسية. تحليل العناصر البصرية والتحقق من النسخة الأصلية بيّن أنه صور في إندونيسيا، وله نسخة سابقة منشورة على المنصة ذاتها في شهر يناير/كانون الثاني الماضي، مما يعني أنه غير مرتبط بزلزال شرق روسيا، وفق الادّعاءات المتداولة. زلازل بالذكاء الاصطناعي لم يقتصر التزييف على المقاطع القديمة، بل امتد إلى مقاطع جديدة أنتجت بواسطة الذكاء الاصطناعي (AI). أدوات كشف الزيف العميق (Deepfake) رصدت استخدام خوارزميات توليد الفيديوهات لتضخيم المشاهد وربطها بكارثة الزلزال، رغم عدم واقعيتها أو علاقتها بالحدث. يُذكر أن الزلزال وقع صباح الثلاثاء الماضي بالتوقيت المحلي قبالة سواحل بيتروبافلوفسك بشبه جزيرة كامتشاتكا الروسية النائية على بعد 126 كيلومترا من عاصمة المنطقة في أقصى الشرق الروسي. إعلان وهذا أقوى زلزال منذ ذاك الذي وقع قبالة سواحل اليابان سنة 2011 بقوّة 9.1 درجات على مقياس ريختر ، وتسبّب في تسونامي مما أدّى إلى مقتل أكثر من 15 ألف شخص.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store