
"غيلان باريه".. مرض نادر يفتك بأطفال غزة وسط نقص حاد في العلاج
يتصاعد خطر متلازمة "غيلان باريه" في قطاع غزة بشكل غير مسبوق، حيث تحوّل المرض النادر الذي كان يُسجل على الأكثر حالة أو حالتين كل عامين، إلى موجة تفشي مقلقة أصابت أكثر من 100 شخص خلال الشهرين الماضيين، معظمهم من الأطفال، وسط نقص حاد في الأجهزة والأدوية المنقذة للحياة.
على سرير المرض في مستشفى ناصر بخان يونس، جنوبي قطاع غزة، ترقد الطفلة سادين النجار (6 أعوام) عاجزة عن تحريك أي جزء من جسدها، بعد أن باغتها المرض لتصاب بشلل كامل.
تقول أم سادين لـ "فلسطين أون لاين": "فجأة أصيبت ابنتي بزغللة في العينين وارتخاء في الأطراف، ما اضطررنا لنقلها إلى المستشفى وبعد يومين فقدت القدرة على الحركة تماماً".
وتشير إلى أن ابنتها مكثت أسبوعين على جهاز التنفس الصناعي، ما اضطر الأطباء إلى فتح فتحة في الحلق لمساعدتها على التنفس، لكنها ما تزال غير قادرة على المشي وتحتاج إلى تأهيل طويل المدى".
أما الطفلة مرام زعرب (11 عاماً) فتعاني من صعوبة شديدة في المشي وضعف واضح في الأطراف العلوية، بعد أن فقدت قدرتها على القيام بحاجاتها اليومية.
تقول والدتها: "كانت مرام طبيعية وتمارس حياتها كأي طفلة، لكن فجأة لم تعد قادرة على القيام بأبسط أمورها.
وتشير مرام التي تقطن في خيمة في مواصي خانيونس: "مياه المخيم ملوثة، لونها أخضر، والأكل غير صحي.. أجساد أولادنا صارت أضعف من أن تقاوم المرض"، مناشدة العالم بالتحرك لنقل ابنتها للعلاج في الخارج.
وفي حالة أخرى، مازال الطفل جبارة كوارع (8 أعوام)، الذي كان يلعب ويجري قبل المرض، يعتمد على الكرسي المتحرك بعد أشهر من العلاج، ويقول بصوت ضعيف: "جسمي بيوجعني وما بقدر أمشي".
تصاعد مقلق وإمكانات معدومة
مدير مستشفى الأطفال في مجمع ناصر الطبي، الدكتور أحمد الفرا، حذر من أن الوضع دخل مرحلة خطيرة جراء انتشار متلازمة "غيلان باريه" في قطاع غزة، موضحاً أن "المتلازمة تصيب الأعصاب الطرفية وتؤدي في بعض الحالات إلى شلل عضلات التنفس، ما يستدعي إدخال المصاب إلى العناية المركزة وربطه بجهاز التنفس الاصطناعي".
وقال الفرا لـ "فلسطين أون لاين": "قبل حرب الإبادة الإسرائيلية كنا نسجل حالة أو حالتين في المرض خلال عام أو عامين، أما اليوم فقد وصلنا إلى 100 حالة خلال شهرين فقط، نصفهم من الأطفال دون الخامسة عشرة، وهذه سابقة خطيرة".
ويشير إلى أن أقسام العناية المركزة مكتظة بالمصابين جراء الحرب الإسرائيلية، وأن نقص الأجهزة الطبية لا سيما أجهزة التنفس الاصطناعي يزيد الأزمة تعقيداً، مشيرًا إلى أن حالات الوفاة بلغت اثنتين بين الأطفال وسيدة تبلغ من العمر 60 عاماً.
وقال: "لا يتوفر لدينا جهاز رنين مغناطيسي، أو جهاز تخطيط عضلات، أو قياس سرعة توصيل العصب، وجميعها دمرها الاحتلال. كما نفتقر إلى الأدوية الأساسية مثل الميوغلوبين المناعي، وهو دواء حيوي للعلاج المبكر، ما يزيد من صعوبة السيطرة على المرض.
أسباب التفشي
وبحسب الفرا فإن نتائج الفحوص المخبرية التي أُرسلت إلى الأردن والأراضي المحتلة عام 1948، تبين أن الإصابات مرتبطة بفيروس معوي (Enterovirus) بنمط مصلي نادر، ينتقل عبر الجهاز الهضمي، ويرجح أن تلوث المياه واختلاطها بالصرف الصحي، خاصة في مناطق النزوح بالمواصي، هو السبب الرئيسي لانتشار المرض.
ودعا الفرا المجتمع الدولي إلى توفير أجهزة التشخيص والأدوية اللازمة، والفلاتر الخاصة بتقنية تبديل البلازما، بالإضافة إلى تحسين منظومة الصرف الصحي والظروف البيئية في قطاع غزة، خاصة مع تفاقم سوء التغذية وضعف المناعة بين الأطفال، مشددًا على أننا "أمام كارثة صحية غير مسبوقة، وإذا لم تصل الأجهزة والعلاجات اللازمة، سنخسر المزيد من الأطفال".
ويعيش قطاع غزة واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في تاريخه، حيث يتداخل التجويع الممنهج مع إبادة جماعية ترتكبها (إسرائيل) منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023. يأتي ذلك في وقت تعاني فيه مستشفيات غزة نقصاً حادّاً في الأدوية والمستلزمات، وانهياراً شبه كامل في قدراتها التشخيصية والعلاجية.
ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 ترتكب (إسرائيل) بدعم أميركي إبادة جماعية في غزة تشمل قتلاً وتجويعاً وتدميراً وتهجيراً، متجاهلة النداءات الدولية وأوامر محكمة العدل الدولية بوقفها. وخلفت الإبادة 61 ألفاً و158 شهيداً فلسطينياً و151 ألفاً و442 مصاباً، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 9 آلاف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين وتجويع أزهق أرواح كثيرين.
المصدر / فلسطين أون لاين

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


فلسطين أون لاين
منذ يوم واحد
- فلسطين أون لاين
كارثة صحيَّة جديدة... مرض الشلل المتصاعد يهدد أطفال غزة
متابعة/ فلسطين أون لاين حذر مدير مجمع الشفاء الطبي، محمد أبو سلمية، في مداخلة مع قناة الجزيرة، من أن ثلاثة أطفال يواجهون خطر الموت بسبب إصابتهم بمرض الشلل المتصاعد، داعياً إلى التعجيل بإدخال الأدوية الخاصة بهذا المرض وبقية الأمراض إلى قطاع غزة. وأعلن مجمع ناصر الطبي اليوم الأربعاء وفاة طفل من مدينة خان يونس جنوب القطاع نتيجة إصابته بالمرض. وأشار أبو سلمية إلى نقص حاد في جميع الأدوية الحيوية، بما في ذلك أدوية التخدير والمضادات الحيوية وعلاجات السرطان، مؤكداً أن منظمة الصحة العالمية أعلنت أن رصيد القطاع من الأدوية شارفت الصفر تقريباً. وتطرق إلى سوء التغذية الذي يضرب القطاع بشكل كبير، مشيراً إلى أن عدد حالات سوء التغذية ارتفع من نحو 3 آلاف إلى 4 آلاف في مايو/أيار الماضي، إلى 7 آلاف في يونيو/حزيران، ثم إلى 12 ألفاً في يوليو/تموز، قبل أن يسجل 10 آلاف حالة في أغسطس/آب. وأضاف أن المجاعة تؤثر بشدة على الأطفال، حيث يوجد 320 ألف طفل دون الخامسة، بينهم 20 ألفاً بحاجة عاجلة إلى تدخل طبي، في ظل نقص الفيتامينات والمكملات الغذائية والبروتينات، مع توفر الحد الأدنى فقط من المحاليل الملحية ومحلول السكر للحفاظ على حياتهم. كما كشف أن 55 ألف امرأة حامل تعاني من سوء التغذية، ما أدى إلى نقص المناعة وحدوث ولادات مبكرة في الحضانات. وتشهد غزة انتشاراً للأوبئة والنزلات المعوية بسبب نقص المياه الصالحة للشرب، إلى جانب أمراض جلدية ناجمة عن ارتفاع درجات الحرارة. وأوضح أبو سلمية أن المستشفيات مكتظة بالجرحى والمجوعين، لكنها عاجزة عن تقديم الرعاية الطبية بسبب الانهيار الكامل للمنظومة الصحية، بما في ذلك مرضى القلب والسكري والضغط وغسيل الكلى الذين لا يحصلون على علاجهم. في جنوبي القطاع، أفاد رئيس قسم الأطفال في مجمع ناصر الطبي، الدكتور أحمد الفرا، أن مرض الشلل المتصاعد تسبب حتى الآن بوفاة خمس حالات، منها أربع أطفال وسيدة تبلغ من العمر 60 عامًا، وذلك بعد وفاة طفل جديد نتيجة الإصابة بالمرض. وأوضح أن عدد الإصابات المسجلة لدى وزارة الصحة يقارب 100 حالة، نصفهم دون سن الخامسة عشرة والنصف الآخر من الفئات العمرية الأكبر. وأشار الدكتور الفرا إلى أن المرض يظهر بثلاثة سيناريوهات؛ الأول يتمثل بضعف الأعصاب مع تعافٍ تلقائي ويشكل نحو 30% من الحالات، والثاني يتمثل بانتشار المرض في أنحاء الجسم دون التأثير على عضلات الجهاز التنفسي ويشكل أيضًا نحو 30% من الحالات، أما السيناريو الثالث فيشمل وصول المرض إلى عضلات الجهاز التنفسي ما يستدعي وضع المريض على جهاز تنفس صناعي وغالبًا ما يؤدي إلى الوفاة، مشددًا على أن المراحل المتقدمة من المرض تشكل خطرًا كبيرًا على حياة المصابين، خاصة الأطفال وكبار السن.


فلسطين أون لاين
منذ يوم واحد
- فلسطين أون لاين
تقارير... غزَّة تواجه تهديدًا قاتلاً مع انتشار الأمراض المقاومة للمضادَّات الحيويَّة
متابعة/ فلسطين أون لاين حذرت صحيفة الغارديان البريطانية من تزايد احتمالية انتشار العدوى المميتة في قطاع غزة، نتيجة لسوء التغذية والإصابات ونقص المرافق الطبية بسبب الحصار الإسرائيلي المستمر. وأشارت الصحيفة، إلى أن الأبحاث كشفت عن تهديد جديد يتمثل في انتشار الأمراض المقاومة للمضادات الحيوية في جميع أنحاء القطاع المدمر. وأوضحت، أن الإمدادات الطبية في غزة شحيحة جدًا، وقد أصيب عشرات الآلاف من الأشخاص بجروح خلال الحرب التي استمرت 22 شهرًا. كما أن سوء التغذية أضعف الكثيرين، مما يعني أن انتشار البكتيريا المقاومة للأدوية يؤدي إلى أمراض أكثر خطورة وانتقالًا أسرع للأمراض المعدية، مما يزيد من الوفيات. وفي الإطار، أكدت مجلة لانسيت الطبية أن الإمدادات الطبية في قطاع غزة تعاني من شح شديد، وأصيب عشرات الآلاف خلال الحرب، مما أضعف الكثيرين بسبب سوء التغذية. وأشارت إلى أن الدراسة التي استندت إليها المجلة شملت أكثر من 1300 عينة من مستشفى الأهلي في قطاع غزة. وأوضحت المجلة أن ارتفاع مستوى البكتيريا المقاومة للأدوية يعني أمراضًا أكثر خطورة وانتقالًا أسرع للأمراض المعدية، مما يشكل تهديدًا جديدًا للقطاع. وبيّنت أن الوضع الصحي في قطاع غزة يزداد سوءًا، حيث يعاني السكان من نقص حاد في الأدوية والمستلزمات الطبية الأساسية. كما أن المستشفيات تعمل بطاقة استيعابية عالية، مما يعيق تقديم الرعاية الصحية اللازمة للجرحى والمرضى. كما ونبه الخبراء إلى أن استمرار الحصار الإسرائيلي وتدمير البنية التحتية الطبية يزيد من تعقيد الوضع الصحي في القطاع، مما يستدعي تدخلًا دوليًا عاجلًا لتوفير الدعم الطبي والإنساني للسكان. ومنذ 2 مارس/ آذار تغلق إسرائيل جميع المعابر المؤدية إلى غزة، مانعة دخول أي مساعدات إنسانية، ما أدخل القطاع في حالة مجاعة، رغم تكدس شاحنات الإغاثة على حدوده، والسماح بدخول كميات محدودة لا تلبي الحد الأدنى من احتياجات المجوعين. وبدعم أمريكي، ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 إبادة جماعية بغزة تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، متجاهلة النداءات الدولية كافة وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها. وخلّفت الإبادة الإسرائيلية 61 ألفا و599 شهيدًا و154 ألفا و88 مصابا من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 9 آلاف مفقود، ومئات آلاف النازحين، ومجاعة أزهقت أرواح 227 شخصا، بينهم 103 أطفال.


فلسطين أون لاين
منذ يوم واحد
- فلسطين أون لاين
محدث قصفٌ متواصل واستهدافٌ مباشر للجان تأمين المُساعدات.. تطوُّرات الإبادة الجماعيَّة على غزَّة
دخلت حرب الإبادة الجماعيَّة التي يشنُّها الاحتلال "الإسرائيلي" على قطاع غزة يومها الـ677، أمعن خلالها في جرائم القتل والتدمير والتهجير والتجويع ضد الأهالي، ما أدى لارتقاء عشرات الآلاف من الشهداء والجرحى، بالإضافة إلى آلاف المفقودين تحت الأنقاض وفي الطرقات ومقابر المجهولين وسجون الاحتلال تحت بند "الإخفاء القسري" عقب اختطافهم خلال الحرب البرية على القطاع. وقالت وزارة الصحة، إنَّ 123 شهيدًا و 437 إصابة وصلوا إلى مستشفيات قطاع غزة خلال الـ24 ساعة الماضية. وضمن شهداء لقمة العيش، بلغ عدد ما وصل إلى المستشفيات خلال الـ24 ساعة الماضية من شهداء المساعدات 21 شهيدًا و 185 إصابة، ليرتفع إجمالي شهداء لقمة العيش ممن وصلوا المستشفيات إلى 1,859 شهيدًا وأكثر من 13,594 إصابة. وسجَّلت مستشفيات قطاع غزة، خلال الساعات 24 الماضية، 8 حالات وفاة،من بينهم 3 طفل، نتيجة المجاعة وسوء التغذية، ليرتفع العدد الإجمالي إلى 235 حالة وفاة، من ضمنهم 106 طفلًا. وأشارت وزارة الصحة إلى أنَّ حصيلة الشهداء والإصابات منذ 18 مارس 2025 حتى اليوم، بلغت 10,201 شهيدًا و 42,484 إصابة. وأعلنت ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي إلى 61,722 شهيدًا 154,525 إصابة منذ السابع من أكتوبر للعام 2023م. وفي رصد "فلسطين أون لاين" لآخر التطورات الميدانية خلال الساعات الماضية، فقد واصل الاحتلال قصفه وتدميره وارتكابه للمجازر الدامية في قطاع غزة قال مصدر في المستشفى المعمداني، إن 12 شخصا استشهدوا في غارة إسرائيلية فجر اليوم على منزل بحي الزيتون جنوب شرقي مدينة غزة. وارتقى 7 شهداء وأصيب آخرون في استهداف الاحتلال مجموعة تأمين مساعدات أخرى قرب برج الأندلس بحي الكرامة شمال غزة. أعلن مجمع ناصر الطبي، وفاة طفل من مدينة خانيونس نتيجة إصابته بمرض شلل الأطفال المتصاعد. وأصيب عدد من المواطنين في استهداف طائرات الاحتلال منزلاً بمنطقة عسقولة شرقي مدينة غزة. وارتقى 7 شهداء، بينهم 5 أطفال، فجر اليوم الأربعاء، إثر قصف طائرات الاحتلال خيام النازحين جنوب غرب مدينة غزة. وذكرت مستشفى القدس التابع لجميعة الهلال الأحمر، أنّ طواقمها انتشلت جثامين 7 شهداء بينهم 5 أطفال من عائلة واحدة، بعد قصف تعرضت له خيام النازحين قرب الكلية الجامعية في حي تل الهوا جنوب غربي مدينة غزة. وبينت مصادر محلية أن الشهداء هم من عائلة أبو حنيدق، وهم: فاطمة نمر أبو حنيدق، أشرف أحمد أبو حنيدق، الطفل أحمد زهير أبو حنيدق، الطفلة منى زهير أبو حنيدق، الطفل محمد زهير أبو حنيدق، الطفل علي ماجد أبو حنيدق، الطفل أحمد ماجد أبو حنيدق. ووصل 4 شهداء من طالبي المساعدات إلى مستشفى شهداء الأقصى بفعل إطلاق نار من آليات الاحتلال وتدافع حول شاحنات المساعدات قرب كيسوفيم شرقي دير البلح. ونفذ الاحتلال فجر اليوم الأربعاء عمليات نسف واسعة وغارات جوية وقصف مدفعي إسرائيلي على وسط وشمالي مدينة خان يونس جنوبي قطاع غزة. كما استهدف قصف مدفعي المناطق الشرقية لمدينة غزة، ونسفت قوات الاحتلال منازل سكنية في تلك المناطق. المصدر / فلسطين أون لاين