
أيها (المسؤول) إذا لم تقم بزيارة أربعينية الإمام الحسين (ع) واستبدلتها بخدمة المواطن؟ أيهما أجرأ ثوابه عند الله؟
في زمنٍ تُستنفد فيه موارد الدولة وتُجند كافة طاقاتها الخدمية واللوجستية لتنظيم زيارة الأربعين، قد نجد أنفسنا أمام تساؤلٍ ينبض بالوجع والحيرة: هل يُعقل أن تُحوَّل خزينة الدولة ومؤسساتها إلى وكالة سفرٍ لخدمة زوارٍ، بينما يرزح المواطن تحت وطأة الفقر والبطالة والبيروقراطية؟ أين العدل في أن تُنفق الملايين على ترتيبات مؤقتة، بينما المستشفيات تفتقر للدواء وللعلاج، والمدارس تفتقر للأبنية وللكتب، والمواطن يتسوّل كل يوم حقوقه الأساسية؟ زيارة الأربعين، بكل قدسيتها وروحانيتها، تُعدّ شعيرة دينية عظيمة لا جدال فيها ولا تشكيك، ولكن أليست هذه الشعائر وسيلةً لتحقيق العدل والرحمة والإنصاف والعدالة الاجتماعية؟ ألم يكن الإمام الحسين (ع) رمزًا للوقوف بوجه الظلم وإحقاق الحق؟ فكيف اليوم نُحيي ذكراه بمسيراتٍ مبالغ فيها جدا وتخرج حتى عن العرف الاجتماعي، بينما نترك المواطن يُذل في طوابير الدوائر الحكومية، ينتظر إكمال معاملةً قد تستغرق أشهرًا لأن 'النظام الحكومي معطل' أو ' الموظف والمسؤول المباشر غائب'؟ تخيّل لو أن هذه الأموال الطائلة، التي تُصرف على الخدمات اللوجستية للزيارة، استُثمرت في بناء مستشفى يعالج المرضى بدلاً من تركهم يموتون على أبوابه، أو في إصلاح مدرسة تُعيد الأمل لأطفالٍ محرومين، أو في تسهيل معاملات المواطن ليحيا بكرامة. أليس هذا أقرب إلى واقع روح ثورة الحسين (ع) الذي ضحّى بنفسه من أجل إنصاف المظلومين؟ النقد الذي نحن بصدده هنا ليس للزيارة بحد ذاتها، بل لتحويلها إلى مهرجانٍ يستنزف موارد الدولة المادية، بينما المواطن ما يزال يعاني من الإهمال والتهميش الحكومي في توفير ابسط الخدمات المعيشية له. إذا كان الأجر عند الله يُقاس بمقدار النفع الذي يعود على الناس، فإن خدمة المواطن، وتخفيف معاناته، وتمكينه من العيش الكريم، هي عبادةٌ لا تقل أجرًا عن المشي إلى كربلاء. فالإمام الحسين (ع) لم يُقم ثورته لأجل الشعائر فقط، بل لأجل إحياء العدالة والرحمة في الأرض. فيا أيها المسؤولين الحكوميين، إذا كان ثواب الزيارة عظيمًا، فإن ثواب خدمة وإنصاف المواطن ورفع الظلم عنه أعظم عند الله. فلنعد إلى جوهر الدين الحنيف الحقيقي بالرحمة والعدل وإحقاق الحق، ونترك المظاهر التي تُفرّغ خزائننا وتُثقل كاهل شعبنا. فأي ثوابٍ أعظم من إسعاد قلبٍ مكسور، أو إعادة كرامة مواطنٍ محروم؟
رسالة العدالة الاجتماعية، تلك الشعلة التي أضاءها الإمام الحسين (ع) في ثورته ضد الظلم، تُطمس اليوم تحت وطأة إنفاقٍ مُسرف ومبالغ فيه على زيارة الأربعين، بينما يتضور المواطن جوعًا ويُذل في دهاليز البيروقراطية الحكومية. كيف يُعقل أن تُجند الدولة كل مواردها – من مالٍ وجهدٍ ووقتٍ – تنظيم موسمٍ ديني، بينما المستشفيات خاوية، والمدارس متهالكة، والمواطن يصارع لتأمين لقمة عيشه؟ أين العدالة الاجتماعية في هذا الاختلال؟ تُنفق الملايين على الخدمات اللوجستية للزيارة: مواكب، مواصلات، وتأمين أمنى، أليس الأولى أن تُستثمر هذه الأموال في بناء مجتمعٍ عادل، حيث يجد المريض علاجًا، والطالب تعليمًا، والمواطن كرامة؟ ألم يكن الحسين (ع) رمزًا للدفاع عن المستضعفين؟ فكيف نُحيي ذكراه بمهرجاناتٍ تُفرغ خزينة الدولة، ونترك شعبًا يعاني الفقر والإهمال؟ العدالة الاجتماعية لا تتحقق بالشعارات أو الشعائر وحدها، بل بتوزيعٍ عادل للموارد الدولة، وتخفيف معاناة الناس. إن إنفاق الدولة على تسهيل معاملات المواطن، تحسين الخدمات العامة، وتوفير الحياة الكريمة، هو عبادةٌ تتجاوز في أجرها كل المسيرات الحسينية هكذا علمتنا ثورة الأمام الحسين (ع). فما قيمة زيارةٍ تُكلف الشعب جوعه، وما قيمة شعيرةٍ تُنسي المواطن كرامته؟ إن جوهر العدالة الاجتماعية يكمن في إحياء روح الحسين الحقيقية: الوقوف مع المظلوم، ورفع الظلم عنه. فلنعد إلى هذا الجوهر، ولنحوّل مواردنا إلى خدمة المواطن، ففي كرامته ثوابٌ عظيم، وفي إنصافه تحقيقٌ لعدالةٍ طال انتظارها.
قادة الأحزاب الإسلامية في العراق! يتاجرون بدم الحسين (ع) وعاطفة المواطن البسيط، يتزيّنون بأقنعة التقوى في زيارة الأربعين، يوزّعون الطعام والماء والوعود الكاذبة، ليُصوّروا أنفسهم أبطالاً في يومٍ واحد، ثم يتركون الشعب يغرق في وحل الفقر والإهمال بقية العام. أيّ دينٍ هذا الذي يبرّر استغلال المقدّسات لتلميع صورةٍ سياسية؟ تُعطَّل مرافق الدولة، وتُستنزف خزائنها، وتُرهق البنية التحتية لأسابيع، كل ذلك لخدمة موسمٍ يُدار بفوضى عارمة. شوارع كربلاء تتحوّل إلى مكبّ نفايات عملاق: قناني بلاستيكية، زجاجات مكسورة، بقايا طعام متعفنة، تُلقى بلا حسيبٍ أو رقيب. أين حاويات النفايات؟ أين التخطيط؟ أم أن البلديات، التي تُنهك في تنظيف هذا الخراب، تُترك لتغرق في العجز كما يغرق المواطن في همومه؟ الصحة العامة تُهدّد، البيئة تُدمّر، والمواطن، الذي يُروّج له أن الأربعين 'صك دخول الجنة'، يفتقر حتى لأدنى ثقافة الحفاظ على نظافة مدينته المقدسة. والأدهى، هذا الاستغلال للزيارة ليس سوى مسرحية سياسية تُدار بإتقان. السياسيون يتسابقون لالتقاط الصور وهم يقدّمون 'الخدمة' بينما يتركون المواطن يواجه مصيره المحتوم وأما الخسائر؟ ملايين الدولارات تُبدّد، وأرواحٌ تُزهق في حوادث الطرقات الفوضوية، والدولة مشلولة، كل ذلك لأجل إبراز 'مظهرٍ ديني' بكل السبل المتاحة فقط ليُغطي على الفساد الحكومي المستشري. عن أيّ جنةٍ يعدون بها من يُشارك في هذا العبث، بينما يُترك الشعب يعيش في جحيم الفقر والإهمال؟ أيها السياسيون، كفى استغلالاً لدم الحسين! إن كنتم تؤمنون بثورته حقًا، أنصفوا المواطن، أطعموه، عالجوه، كفّوا عن سرقته. العدالة الاجتماعية ليست شعاراتٍ تُرفع في الأربعين، بل عملٌ يومي لرفع الظلم عن شعبٍ مُنهك. توقفوا عن تحويل المقدّسات إلى سوقٍ لتجارتكم، وأعيدوا للحسين (ع) روحه الحقيقية روح العدل والرحمة، لا الفوضى والنفاق.
يستغلون عاطفة المواطن البسيط الذي يُخدع بشعارات الجنة، بينما يُغرقونه في جحيم الفقر والإذلال. في زيارة الأربعين، يتحوّل هؤلاء المسؤولين المنافقون إلى 'خدام الحسين'، يوزّعون الطعام والماء ويتباكون أمام الكاميرات، لكن ما إن تنتهي الزيارة حتى يعودوا إلى قصورهم الفارهة في بلاد الغرب الكافر، تاركين الشعب يواجه مصيره المشؤوم من جديد، ولا أحد يهتم بتوعية. الصحة العامة تُدمّر، البيئة تُنتهك، والدولة غارقة في الفساد بينما يُباع الدين في سوق النفاق. والأفظع؟ هذه الزيارة تُستغل كسلاحٍ في صراعٍ شيعي-سني قذر. إيران تُسوّق الأربعين كبديلٍ عن الحج، تتحدى السعودية في معركةٍ سياسية تُدار على ظهر العراقيين. المواطن ليس سوى بيدقٍ في هذه اللعبة المقيتة، يُخدّر بشعاراتٍ دينية بينما يُسرق خبزه وكرامته. أيّ جنةٍ يعدون بها من يُشارك في هذا العبث، بينما يُترك الشعب يتعفن في واقعٍ بائس؟ يا سادة، كفى نفاقًا! إن كنتم تؤمنون بالحسين (ع)، أنصفوا شعبكم! أطعموه، عالجوه، أعيدوا له كرامته. توقفوا عن تحويل الأربعين إلى سيركٍ سياسي تُبدّد فيه الملايين وتُدمّر البيئة. الحسين (ع) ثار للعدل والإنصاف وإحقاق الحق، لا لمهرجانات النفاق. أيّ ثوابٍ تطمعون به وأنتم تسرقون الشعب وتتاجرون بدمه؟ العدالة الاجتماعية ليست في مواكب الأربعين، بل في إنصاف مواطنٍ مظلوم، ورفع الظلم عن شعبٍ مُنهك. فإما أن تكونوا مع الحسين حقًا، أو فكفّوا عن استغلال اسمه لستر عاركم!
في عزّ لهيب آب، تنهار قبل يوميين منظومة شبكة الكهرباء في العراق (2) انهيارًا مذلًا، تاركةً بغداد ومحافظات الوسط والجنوب في ظلامٍ دامس وحرٍ قاتل، بينما المواطن يصرخ من العطش والحرمان. محطات الكهرباء تخرج عن الخدمة، ووزارة الكهرباء، التي ابتلعت ما يقارب من 150 مليار دولار منذ 2003، تقف عاجزةً عن تقديم حتى تبريرٍ يُخفّف عن الناس معاناتهم؟ أين ذهبت تلك المليارات؟ هل تبخّرت في جيوب الفاسدين، أم أُنفقت على صفقاتٍ وهمية ومشاريع على الورق فقط؟ ويا للسخرية المرّة! البصرة، الغارقة في بحر النفط، تُعاني مواطنيها من انقطاع الماء والكهرباء، كأنّهم يعيشون في صحراءٍ قاحلة، لا في أغنى محافظات العراق. أيّ حسينٍ (ع) يقبل بكم، أيها المسؤولون، وأنتم تتاجرون باسمه بينما تتركون شعبكم يُذلّ في طوابير الوقود والماء؟ ترفعون شعارات الأربعين يتباكون على الحسين (ع)، لكن أين عدله في واقعكم البائس؟ أين المليارات التي نهبتموها؟ هل صُرفت على قصوركم، أم على مواكب دعايتكم الزائفة؟ أنتم، يا سادة، لستم سوى عصابة ناهبة تتستر بالدين! الحسين (ع) ثار ضد الظلم، فكيف تتجرؤون على استغلال اسمه بينما شعبكم يُعاني الجوع والعطش والحر؟ كفى نفاقًا! أعيدوا للشعب كرامته، أصلحوا الكهرباء، أطعموه، أسقوه، أو ارحلوا عن كراسيكم. فالتاريخ لن يرحمكم، والشعب لن ينسى خيانتكم، ودم الحسين (ع) لن يكون ستارًا فسادكم!
أنتم، ومنذ عام 2003 ولغاية اليوم، يا من تُسمّون أنفسكم 'الحكومات الحسينية'، ترفعون شعاراته وتدّعون اتباع نهجه، بينما فشلكم الذريع في توفير أبسط مقومات الحياة يكشف زيفهم ونفاقهم! الكهرباء تنهار في لهيب الصيف، الماء الصالح للشرب حلمٌ بعيد، الدواء مفقود، والغذاء يُذلّ المواطن للحصول عليه. أيّ ((حسينٍ)) هذا الذي تتحدثون عنه؟ أهذا نهجه؟ أخبرونا عنه؟ لكي نتعرف عليه؟ لان حسنينا الذي نعرفه جيدآ ونتنفس من عبق ثورته غير هذا الذي تدعون باسمه؟ وأن تتركوا شعبكم يتضوّر جوعًا وعطشًا بينما تُبدّدون مليارات الدولارات على صفقاتٍ فاسدة ومشاريعٍ وهمية؟
يا مسؤولي حكومات كربلاء والنجف وكل محافظات العراق وبما فيهم حكومة المنطقة الخضراء، كفى نفاقًا واستغلالًا لدم الحسين (ع) ! توقفوا عن تحويل هذه الزيارة المقدسة إلى ساحة دعاية انتخابية تُذلّ كرامة الشعب وتُدمّر بيئته. بدلاً من تبديد الملايين على المواكب، أنفقوا على تثقيف المواطن، على حملات توعية صحية وبيئية تحفظ كرامة مدننا المقدسة. الحسين (ع) ثار للعدل وكرامة الأنسان، فأين عدلكم وشعبكم يغرق في الفقر والنفايات؟ إن أردتم ثوابًا حقيقيًا عند الله، فأصلحوا أنفسكم أولا من براثن الفساد والاستيلاء على المال العام و اخدموا الشعب كل يوم، لا في يوم لموسم واحد. وإلا، فأنتم لستم سوى تجار دين يسرقون مستقبل الأمة، وسيحاسبكم التاريخ والشعب قبل الإمام الحسين (ع) ورسوله والله جلى وعلا!

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


موقع كتابات
منذ 7 ساعات
- موقع كتابات
ماذا بعد الاربعين؟
على الرغم من عظمة وقدسية واهمية زيارة الأربعين الا انني اعتقد انها كانت بمثابة طوق نجاة لبعض الكتل السياسية واخص بالذكر التيار الصدري حيث تم الاستفادة منها كوسيلة للانشغال بتقديم الخدمة للزائرين وعدم التفكير والتفكر بالطامة الكبرى التي حلت بالتيار قيادة وقاعدة وهو القرار المستعجل بالاستمرار بمقاطعة الانتخابات والتي كانت بداياتها بالانتخابات المحلية وما سيؤدي ذلك الى خلق فجوة واسعة جدا بين التيار وبين الأهداف التي تم تأسيس التيار من اجلها وكان ثمن ذلك الدماء الزكية للمرجع العظيم محمد الصدر ونجليه (عليهم الرحمة والرضوان) ومن تبعهم في قافلة الشهداء وفي مقدمة تلك الأهداف هو قيادة المجتمع والاخذ بيده الى بر الأمان فالجميع يعلم ان الحدث الكبير بعد 2003 وهو سقوط الطاغية الملعون عليه لعائن الله وفسحة الحرية والنظام الديمقراطي المتبع فرض على الجميع الاشتراك بالانتخابات وتهيئة المرشحين المناسبين للتواجد في السلطة التشريعية ومع ذلك فقد تم دفع قيادة التيار بطريق وبآخر للانسحاب من الدورة النيابية الحالية وكان الجميع ينتظر ان يتم استيعاب الدرس والخطأ الفادح بالانسحاب وتدارك الموقف بالاشتراك وبقوة بالانتخابات القادمة وتعويض ما يمكن تعويضه الا ان الامر الغريب والعجيب هو الاستمرار بالوقوع في الفخ ومقاطعة الانتخابات كما أراد أعداء التيار في الداخل والخارج وقد تحقق لهم لذك ومع شديد الأسف فخلت الساحة لهم وستجري الانتخابات بموعدها وتستمر سيطرة الكتلة السياسية على مقاليد الحكم والتحكم بمصير الشعب بينما سيبقى التيار مكتفيا بالفتات من المناصب التنفيذية والتي ستعطى له(من جوة العباية) وهي بدورها ستكون من حصة (شعيط ومعيط) وتستمر الحياة ويبقى التيار في حيص بيص .


موقع كتابات
منذ 7 ساعات
- موقع كتابات
الفريق الدكتور سعد معن يحصد بعد ترقيته ثناء نخب القيادات الأمنية والعسكرية والإستخبارية
الفريق الدكتور سعد معن..إسم على مسمى ، حصد من تكريم الرتب والمناصب الأمنية العليا ما يشكل علامة بارزة في أن هذا الرجل حقق منجزات أمنية وإعلامية وفي ميادين الحرب النفسية وقيادته لخلية الإعلام الأمني ما منحه تلك المنازل الرفيعة التي يستحقها عن جدارة ، وهو اليوم يتقلد رتبة فريق ، وواثق الخطوة يمشي ملكا.. إن وراء كل نجاحات التميز والايداع والقدرة على إثبات الوجود وتحقيق الحضور المهني والإحترافي المشهود للقيادات العسكرية ،للفريق الدكتور سعد معن أنه حصد إعجاب وتقدير وثناء القيادات العليا في البلد ، حتى أهلته كفاءاته وخبراته الإعلامية والأمنية والإستخبارية لكي يكون بتلك المنازل الرفيعة ، وقد أثبت للكثيرين أن من يقدم كل تلك الخبرات والمهارات والنجاحات يستحق أن يكون على تلك الشاكلة من التقدير والاحترام والمكانة التي تليق به أن يكون. ومن أهم مؤهلات الفريق الدكتور سعد معن هو وضعه خارطة طريق للعمل الإعلامي الامني الإستخباري الناجح ، وأهلته خبراته الميدانية الطويلة في وزارة الداخلية وما تولاه من مناصب ومراتب طيلة عقود مضت هي من منحته تلك المواهب والقدرات، ونال من ثناء قيادات عسكرية عليا ومن وزراء الداخلية الذين عمل معهم مايشكل رصيده الذي يتفاخر به بين القيادات الأمنية ، حتى كانت رئاسته لخلية الإعلام الامني أحد أهم تلك الانجازات والشواهد التي تعد بالنسبة له أحد أهم نجاحاته التي أضافت لمهاراته وحرفيته في العمل الأمني والإعلامي وفي علاقته الواسعة مع خبراء الامن والمخابرات والإستخبارات وأساتذة مراكز البحوث والنخب المثقفة من كتاب وأدباء ومحللين وباحثين سياسيين واساتذة جامعات وعمداء كليات الإعلام ورؤساء دوائر مختلفة هو من كان وراء هذا الرصيد الكبير من النجاحات الكبرى التي يزخر الفريق الدكتور سعد معن انها كانت من أكثر ما تفخر به مسيرته برغم كل محاولات الإستهداف التي سعت للحيلولة دون تحقيقه لتلك النجاحات . وكانت إرادة الله أن شاءت ان تقف الى جانب الحق والعدالة لتبقى سمعته ناصعة البياض ليس بمقدور من يريدون تعكير وإستهداف الأخرين ان تمس شمسه الساطعة بغربال. ومما يزيد في عمق شخصية الفريق الدكتور سعد معن وبعدها الأخلاقي والمعرفي المتوازن أن معالم سماته الشخصية في الخلق الرفيع والتعامل الإنساني ربما تغلبت على كل السمات الأخرى ..فمن يهبه الله علاقات واسعة وتكن له الاوساط المختلفة كل هذا التقدير والإحترام والمكانة التي تليق به كانت هي معينه في صعود القمم وان يتسلق ذرى المجد هيابا دون أن يلتفت لمن يحاول أن يصطاد في المياه العكرة عله يبحث عن هنة هنا أو هناك لكي ينال من الرجل ، إلا ان مشيئة الأقدار وإرادة الخالق سبحانه وتعالى هي من حفظت له مكانته وسمعته ، وهو يرتقي سلالم المجد غير آبه للأصوات النشاز التي حاولت ثلم مسيرته ، حتى بقي مهابا صامدا يعمل بلا كل أو ملل، يتحدى الزمن ومحاولات ترويضه أو ثنيه عن تحقيق النجاحات الكبرى ، وها هو يقطف ثمار تلك الوقفة المشرفة نجاحات وتفوق ورتبا عليا ، كانت بالنسبة له الشرف الكبير الذي يريد أن يبقى نجمه ساطعا على مر الزمان. ألف الف مبروك للفريق الدكتور سعد معن ترقيته الى رتبة فريق ، وهو تكريم يزيد من عطائه ومن إيمانه بأن الوطن يستحق أن يحفظ له الرجال أقداره وهيبته، ثم يأتي حب الناس وإشادتهم بمعالم خلقه وشخصيته المحببة البسيطة في التعامل مع الجميع ، ليؤكد للدنيا أنه الرجل الذي تربى في بيت وعائلة كريمة وإرتقى كل تلك المناصب وما يزال هو هو دون أن تغير أحواله الدنيا ، بكل ما تواجهه من صعاب ومشاق ، حتى تحققت آماله في أن يسطع نجمه على أنه أحد القيادات العسكرية الامنية والإعلامية التي يشار لها بالبنان، وهو ما يشكل فخره وسعادته الحقيقية ..وأعيد تكرار مقولة: أن واثق الخطوة يمشي ملكا..


موقع كتابات
منذ 7 ساعات
- موقع كتابات
اسرارهم سيئة
ما من مرء لا يرغب بان تكون حسناته علنية بالغريزة الطبيعية ولكن في بعض المواقف الاخلاقية الاسلامية تكون سرية مثلا الصدقات سواء كانت اموال ام اعمال فيرغب المرء ان لا يعلم احد بها قربة الى الله تعالى تسميها صدقات السر في التراث الاسلامي الكثير من الحكايات عنها . اما الاسرار هي خصوصيات المرء الا السياسي فان اسراره سيئة سواء كانت شخصية او جلسة سرية او صفقة سرية او خطة عمل سرية ، وبعد ان يرحل هذا السياسي يكتب مذكراته بعضهم او اغلبهم لا يذكر ما قام به من مساوئ الا اذا كان فيها اساءة لغيره . بعد ثلاثين سنة هذا ما تعتمده بريطانيا بانها تكشف عن وثائقها السرية ، وبالرغم من ذلك فانها لا تكشف عن جميع الوثائق مثلا وثائق المسز بيل ايام خباثتها في العراق لم يفصح عن جميعها لا سيما رسائلها . وما من وثيقة كشفتها بريطانيا فيها موقف حسن لهم كلها اساءات ومؤامرات وخيانات ، طبعا امريكا والكيان الصهيوني لا يختلفان عنها بل اسوء منها ، هل رايتم وثائق سرية للمخابرات الامريكية او الموساد الصهيوني فيها معلومات تخدم الانسان ؟ لا يعتقد احدكم انها تعمل لصالح شعوبهم كلا والف كلا بل تعمل لغايات واهداف سيئة اعلى ومخفية قد تكون ظاهرا اعمال هذه المخابرات لصالح شعوبها فهذا لمصلحة لها وليس مصلحة الشعوب لانها ان اقتضت تقوم هي بتصفية شعوبها، الم يقوم موساد الصهاينة بتفجيرات لقتل اليهود الذين يرفضون الهجرة الى فلسطين؟ . الكارثة الحقيقية عندما يستيقظ ضمير سياسي او شخص عامل في البيت الابيض ليفضح مؤامرات البيت الابيض ويظهر معلومات ووثائق بالارقام وحتى بالصور لهذه القذارات التي يقدم عليها البيت الابيض ولكن لا احد يتخذ أي قرار ضدهم ، وهاهم فصيل المجرم بوش الابن يعترف بان الحرب على العراق لم تكن لاسباب شرعية ولا وجود لاسلحة الدمار الشامل وكفي شهادة (المرحوم ) كولن باول الذي اعترف بانه خدع من قبل المخابرات ، فماذا فعل المجتمع العالمي المتحضر ؟ لا احد ينسى موقع ويكليكس الذي عرض ملايين الوثائق لمختلف دول العالم بما فيهم العراق تظهر الخيانات والمؤامرات التي يعقدها السياسيون فيما بينهم وبين اسيادهم ، فماذا كان الاجراء المتخذ لذلك ؟ هو ملاحقة مؤسس موقع ويكليكس لفضهم ، فهل تصدى محامي شهم نزيه لاستخدام هذه الوثائق لمحاكمة ابطالها ؟ لا يمكن اذا كانت المحكمة الدولية فيها نواف سلام ومن على شاكلته فمن ياخذ حق المظلومين ؟ كم مرة يفاجئ الاعلام الراي العام عندما يعثر على وثيقة سرية لحدث ما كنا نعتقده بخلاف ما يتم الكشف عنه ، بل هنالك احداث الى اليوم غامضة على الراي العام وتخضع لتكهنات اطراف معينة للتلاعب بالاوضاع السياسية ان اقتضت الضرورة ، فهل تصدقون ان عملية اغتيال الشهيد رفيق الحريري لا يعلمون من هو المنفذ ؟ اليس في العراق يوميا تظهر معلومات مثلا عن كيفية تصفية عبد الكريم قاسم ؟ الم تعرض برامج تعمل على كشف المبهم السياسي ؟ وكل مبهم سياسي سيء . الاتحاد السوفيتي سابقا وضع تمثال لستالين باعتباره بطل سوفيتي ، ودفن جثمانه في مقبرة الرؤساء ، لكن بعد سنوات تمت محاكمته وهو ميت فتبين انه مجرم فرفع تمثاله ونقل قبره خارج مقبرة الرؤساء . كم ستالين في العالم لا سيما في البيت الابيض الذي الى الان يكتنف الغموض مقتل كيندي وكلهم يكذبون . هنالك حدث يؤدي الى الفضائح عندما السياسيون يختلفون فيما بينهم فيفضح احدهم الاخر وما من سر الا هو سيء .